موقع د. محمود صبيح

الفاضل الدكتور حامد
للأسف الف خسارة على حاجات كتيرة ..
ما كتبه الفاضل الطارق مؤلم حتى ولو كنت حضرتك تقبله ..
ما كتبه يفكرنى بشئ اسمه الالتزام الحزبى .. برغم أن المنتدى المبارك ليس حزب .. والأراء التى به تعبر عن أصحابها .. فى هذا الالتزام الحزبى إن تعارض الشعور الانسانى أو انسانية الفرد مع ما تقتضيه مصلحة الحزب يتم التضحية بانسانية العضو من أجل الحزب ..
ما كتبته أخى الفاضل هو نتيجة لتركك العنان لقلمك يعبر عن انسانيتك فى واقع جديد ينتظر منه الناس الخير فيصيبهم بعض آلام الماضى من اهمال وتبلد بعض المسؤلين وغيره بما يترتب عليه الموت .. وما فعله الاحباب الذين عقبوا هو تفاعل معك على نفس أرضية المنتدى وقد قرأت ما كتبوه عدة مرات بعد حذفك للموضوع فى النسخة التى احتفظ بها عندى فلم أجد أى مبرر لما قاله الطارق تجاه الموضوع أو تجاهك .. غير أنه للأسف أتخذت لديه المعارف والأراء المطروحة فى المنتدى صفة الإيديولوجيا .. بعد أن كانت معرفة .. والفارق بنهما كبير .

الخبر الذى سبب انزعاج الفاضل الطارق وجعله يكتب ما يكتب منشور على موقع البوابة للباحث عبد الرحيم على .. وهو الرجل الذى أئتمنه جهازنا الوطنى فى كشف أسرار الصندوق الأسود .. والخبر فى المنتدى منقول عنه .. وليس نقلا عن صحيفة الحرية واالعدالة أو نقلا عن مواقع ثورية .
الإهمال يغتال براءة الأطفال في المدارس.. وفاة 4 تلاميذ في أقل من شهر.. مصرع تلميذ سقط عليه باب المدرسة بمطروح.. وانهيار سقف فصل على رءوس الطلاب بالبحيرة

الفاضل الطارق
كنت اتابع مشاركات حضرتك باهتمام .. لأنك مصنف عندى انك ممن يغلب عليهم الجانب الثقافى .. بعكس أحباب آخرين يغلب عليهم مثلا الجانب الفقهى أو الروحى .. لكنى الحظ فى مشاركات حضرتك الأخيرة نبرة غاضبة ومتهمة لكل من يخالف طرح المنتدى فى الشأن السياسى .. تأمل هذه العبارة للدكتور صبيح

هل تعرف لماذا لا يطالب سيادته أحد برؤية أمور يراها سيادته حقائق ويراها غيره اجتهادات ؟؟

لأن التكليف الشرعى مبنى على الاستطاعة .. والاستطاعة كما تعنى الاستطاعة فى الاداء تعنى الاستطاعة فى تحمل المعنى والحقائق الكبرى .. فليس من المعقول أن يحاسب المسلمون من أهل رتبة الاسلام ورتبة الإيمان باعتقاد خاص بأهل رتبة الإحسان .. فكل ميسر لما خلق له .. وكل واحدا منهم عليه واجبات فى رتبته بمجموعهم تستقيم الحياة وإن اختلفوا ..

ما دام ذلك كذلك لا أدرى كيف تتهم عقلاء فى عقلهم لأنهم قد لا يؤمنون بحروب خفية .. كيف تلوم هؤلاء وهم لا اداة لهم الا المحسوسات والمعقولات ..
الفاضل الطارق
تأمل الوجود ومن تختلف معهم وتدينهم تجد أنك تستفيد (شئت أم أبيت ) من عطائهم فى الوجود .. عطائهم الخاص بهم والذى لا يستطيعه سواهم ..
وزد التأمل فى الوجود سوف تجد انهم يستفيدون من عطاء أهل النور فى الوجود عطائهم الخاص بهم والذى لا يستطيعه سواهم .. وقديما قال الشاعر
الناس للناس من بدو وحاضرة *** بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم

ما دام ذلك كذلك .. فلماذا اسقاط الارادة الانسانية وفعلها فى الوجود وحق الانسان فى اختيار رؤيته .. اما أن يطابق رؤيتك وإما اتهامه بكذا وكذا .. إن مصدر المعرفة بعد الأنبياء ليس فقط الأولياء بل هناك العلماء والحكماء .. ويعجز أى من هؤلاء أن يقوم بدور الآخر ومهمته .. إن أقصى ما قد يقوم به أحدهم أن يكفيك بنفسه عن غيره .. وهذا متاح لهم جميعا .. لكن أحدا منهم لا يقوم بدور غيره .. الا بمقدار التأهل من مداد هذا الدور .

وما قد تراه يا عزيزى وغيرك ان الكلام فى هذا مما يشعل الغضب بما كان قبل 25 يناير .. فغيرك يرى أن الكلام فى هذا يحسن الواقع السياسى ويجعل ولى الأمر يعيد حساباته فيمن يقربهم أو يبعدهم ممن كلفهم عنه بالمسؤلية .

وما تراه يا عزيزى قدرنا .. هناك من يرفض ذلك وإن سلم بالقدر .. وعنوان ذلك مسألة اسمها عدم جواز الاحتجاج بالقدر .. أقرأ فيها سوف تجد أن العلة فيها أن من قتل أو أهمل وإن نفذ القدر الا أنه لم يؤمر به و لم يكن يعلم به فلاينال شرف الامتثال له ..

وما تراه يا عزيزى قدرنا هناك من يرفض ذلك لأن معناه المزيد من الانهيار .. وسؤال الفاضل الدكتور حامد .. عن المسئول عن ذلك ..
إن كان الصوفية رأوا فيه سر جريان القدر فتحا وكشفا وتبعهم المريدون تقليدا .. فإن غيرهم من علماء الدين والسياسة قد حددوا قواعد المسؤلية عن التقصير .. سواء مسؤلية جنائية أو سياسية أو أدبية .. ووضعوا ضوابط للفصل بينهما ..
وما كتبه الدكتور حامد هو اقتراب حقيقى من آلام الناس وأوجاعهم يجعلهم قد يصغون اليه اذا حدثهم عن قضية باطنية مثل الدجال ...

هذا الموضوع لم اكتبه دفاعا عن موضوع الدكتور حامد أو تدخلا منى بينهما .. فأنا اعلم جيدا ان ما بين الأفاضل الدكتور حامد والطارق من الود والاتفاق ما لا يسمح لمثلى فى التدخل بينهما .. هذا أفهمه جيدا .. ولكن كتبته تعجبا اذا كان هذا يقال للدكتور حامد .. فماذا يقال لمن هو من أمثالنا .