[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify] الفصل الثاني ويشمل :
1- مسألة سماع الأموات
2- مسألة وقوع الكرامات من الأولياء بعد الانتقال
3- مسألة حياة الأنبياء بعد الانتقال
1- مسألة سماع الأموات
قد تقدم فيماسبق أن مذهب أهل السنة والجماعة فيما تقرر لديهم من أن التأثير في طبائع الأشياء سواء بالنفع أو بالضر إنما مرده ومرجعه أولا وأخيرا إلي الحق جل وعلا , ولا دخل لكائن من كان حيا أو ميتا في ذلك , وقدمنا أن التوسل إنما هو من باب الأخذ بالأسباب كالمريض عند ذهابه للطبيب فهو يعلم أن الشافي علي التحقيق إنما هو الحق جل وعلا .
ولكن لأن الباطل وأهله دائما في ظلمات يعمهون فقد فرقوا بين كون المتوسل به حيا أو ميتا , وقد ادعوا أن الحي قادر علي الدعاء أما الميت فلا يقدر علي ذلك , فنسبوا بذلك الفعل والتأثير للمخلوق لا للخالق, وإنما ساقهم لهذه الدعوة ما توارثوه من جهل وعناد خلفا عن سلف , فقد غاب عن هؤلاء القوم ما ثبت وتأصل لدي الأمة من أن الموت ليس عدما محضا وإنما هو تغير وانتقال من حال إلي حال , وغاب عن هؤلاء في غمرة ماهم فيه من غي وضلال أن الموتى لديهم إدراكات ومعارف تزيد وتنقص حسب حال صاحبها وكونه من أهل الصلاح أم لا . فإن كان علي حسب اعتقادهم لا يجوز التوسل بالذوات أو الأشخاص وإنما يكون التوسل بالدعاء, وأن الأموات لا يستطيعون ذلك , فإننا نسوق لهم ما تغافلوا عنه من أدلة تتبدد معها أي شبه أو افتراءات يستدلون بها علي عدم قدرة سماع الموتى أو عدم قدرة الصالحين منهم علي الدعاء لإخوانهم الأحياء . ونقدم الآن من الأدلة الشرعية ما يثبت صحة سماع الأموات , واختلاف الاستجابات الصادرة عنهم حسب حالهم من الكفر أو الإيمان : روى الإمام البخاري ( 4 / 1462 ) برقم ( 3760 ) ومسلم ( 4 / 2203 ) برقم ( 2874 ) في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : " وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قليب بدر فقال : هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ ثم قال : أنهم الآن يسمعون ما أقول " وفي رواية في الصحيح ( البخاري) : " أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ". عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام " رواه الحاكم في المستدرك ( 2 /421 ) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الحافظ الذهبي . وفي فيض القدير ( 2 / 479 ) رواه أحمد في المسند والنسائي وابن حبان والحاكم ، قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، وقال الحافظ العراقي : الحديث متفق عليه دون قوله سياحين . عن أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم غماماً مقسطا وحكماً عدلاً ، فليكسرن الصليب و يقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن المال فلا يقبله أحد ، ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجبته " قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ( 8/211) : " هو في الصحيح باختصار رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح " .
وفي حديث أبي هريرة والسيدة عائشة وبريدة واللفظ له عند مسلم وغيره كما في تلخيص الحبير ( 2 / 137 ( " أن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقول إذا ذهب إلى المقابر : " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ،وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسال الله لنا ولكم العافية " فهل يصح السلام علي من لا يسمع ؟ وفى الصحيح أيضا ” إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه “
قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم ( 2 / 638 ) : معناه أنه يعذب بسماعه بكاء أهله ويرق لهم . وإلى هذا ذهب الطبري ، قال القاضى عياض : وهو أولى الأقوال ، واحتجوا له بأن النبي صلى الله عليه وسلم زجر امرأة عن البكاء على ابنها وقال : " إن أحدكم إذا بكى استعبر له صويحبه ، فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم " أهـ قال الحافظ السيوطي (الحاوي 2/421) : روى الحافظ ابن عبد البر في الاستذكار و التمهيد من حديث ابن عباس قال : قال رسول الله : " ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلِّم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام " صححه الحافظ أبو محمد بن عبد الحق . (وهو إمام في العلل ومعرفة الحديث كما في تذكرة الحفاظ للذهبي ) (و أشار إلى صحة الحديث صاحب "عون المعبود " (3/370)
ومنها حديث الرجل الذي ضرب خباءه ليلاً على قبر فسمع من القبر قراءة ( تبارك الذي بيده الملك ) إلى آخرها ، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( هي المانعة هي المنجية ) . أخرجه الترمذى (280 ) وحسنه السيوطي . ومنها ما قاله سعيد بن عبد العزيز : ( لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ، ولم يخرج سعيد بن المسيب من المسجد ،وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم . أخرجه الدارمي ( 1 / 56 ) برقم ( 93 ) وإليكم بعض أقوال العلماء في مشروعية وجواز تلقين الميت :
" قال ابن قدامة في المغني ( 2/191-192) :
قال القاضي وأبو الخطاب يستحب ذلك ورويا فيه عن أبي أمامة الباهلي أن النبي قال إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقف أحدكم عند رأس قبره ثم ليقل يا فلان ابن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم ليقل يا فلان ابن فلانة الثانية فيستوي قاعدا ثم ليقل يا فلان ابن فلانة يقول أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تسمعون فيقول اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيرا يتأخر كل واحدة منهما فيقول انطلق فما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته ويكون الله تعالى حجته دونهما فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف اسم أمه قال فلينسبه إلى حواء رواه ابن شاهين في كتاب ذكر الموت بإسناده .
قال المرداوي في الإنصاف ( 2 / 548 )
" فائدة : يستحب تلقين الميت بعد دفنه عند أكثر الأصحاب قال في الفروع استحبه الأكثر قال في مجمع البحرين اختاره القاضي وأصحابه وأكثرنا وجزم به في المستوعب والرعايتين والحاويين ومختصر بن تميم وغيرهم .
فمما سبق نعلم أن الأموات لهم حياتهم الخاصة بعالم البرزخ وأن لهذه الحياة قوانين وقواعد تحكمها , يتمكن من خلالها الأموات من السماع والاستجابة والتفاعل مع يسمعونه أو يرونه .ألم نر كيف أن الميت ينتفع بتلقينه عند السؤال ؟ , ألم يقرر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سماع قتلي الكفار ؟ ألم يقرر كذلك رد المسلم الميت للسلام على أخيه ؟ فإذا كان هذا هو حال الكفرة المشركون قد ثبت لهم سماع بعد موتهم , وحال آحاد المسلمين قد ثبت لهم سماع واستجابة وتفاعل مع ما يحدث في دنيانا وهم في عالم البرزخ , فما بالنا بمن قال الحق جل وعلا فيهم ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .؟!!!
2- مسألة وقوع الكرامات من الأولياء بعد الانتقال
بالعلم يصل الإنسان إلي شاطئ الحقيقة , وبالعلم تذوب وتنماع أكاذيب المبطلين المضللين كما ينماع الملح في الماء , وبالعلم يميز الإنسان بين الحق والباطل , وبين الغث والثمين .
لهذا دائما وأبدا نجد أئمة الضلال أحرص ما يكونوا عليه هو ستر أنوار العلم وحجبها عن أعين الآخرين , فكم من قضية صالوا وجالوا فيها وسلاحهم الأوحد هو ستر الحقائق التي اصطلحت عليها الأمة في هذه القضايا قبل ظهورهم المشؤوم , وكم من قضية كانت جل بضاعتهم فيها هي التدني المخيف في العلوم الشرعية لدى من أوقعه مصيره بين أيديهم فأخذ عنهم وتلقي منهم , فهم عندما يعرضون لقضية شرعية ما تجد جل اعتمادهم في النقل علي من هم على شاكلتهم , ويقدمون رأيهم وكأنه هو المجمع علي صحته وليس له ما يعارضه , ويعملون دائما علي إخفاء آراء الأئمة التي تفضح أكاذيبهم .
ومن الشبه التي طالما ينعق بها المبطلين أن الأموات لا يسمعون ولا يستجيبون لمن يخاطبهم , وقد تبين فيما سبق بفضل الله بطلان هذا الذي ذهبوا إليه , وبقي أن نذكر ما اصطلحت عليه الأمة ونقله لنا العلماء الثقات الأثبات المجمع علي علمهم وفضلهم من جواز وقوع الكرامات من الأولياء بعد الانتقال .
- يقول الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوى ( 2 / 245 , 246 ) : " وقال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في رسالته , والشيخ عفيف الدين اليافعى في روض الرياحين : قال الشيخ الكبير قدوة الشيوخ العارفين وبركة أهل زمانه أبو عبد الله القرشي : لما جاء الغلاء الكبير إلي ديار مصر , توجهت لأن أدعو فقيل لي لا تدع فما يسمع لأحد منكم في هذا الأمر دعاء , فسافرت إلي الشام فلما وصلت إلي قريب ضريح الخليل عليه السلام تلقاني الخليل فقلت : يا رسول الله اجعل ضيافتي عندك الدعاء لأهل مصر فدعا لهم ففرج الله عنهم , قال اليافعى : وقوله تلقاني الخليل قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال التي يشاهدون فيها ملكوت السماء والأرض وينظرون الأنبياء أحياءا غير أموات , كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلي موسى عليه السلام في الأرض ونظره أيضا هو وجماعة من الأنبياء في السماوات وسمع منهم مخاطبات , وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي انتهي . " أهـ - يقول الإمام العلامة عبد الباقي المقدسي الحنفي في كتابه " السيوف الصقال في رقبة من ينكر كرامات الأولياء بعد الانتقال " من ص ( 41 , 42 ) :
" وليعلم أن إظهار الكرامة علي يد الولي في حياته بإقدار الله تعالى وبخلقه لها , ولا استحالة في ذلك , لأنها من الممكنات , والقدرة تتعلق بعموم الممكنات , فكذلك بعد الموت , ولا فرق في أن موت الولي لا يمنع من ذلك لأن الموت إنما طرأ علي الجسد , وأما الروح فحية كما صرح شيخ الإسلام ابن الشحنة في أثناء جوابه فلا منع في وقوع ذلك ولا إنكار فإن القول بعدم جوازه ترجيح بلا مرجح " . أهـ
- ويقول شيخ الإسلام خاتمة المحققين الإمام شهاب الدين أحمد الحموي الحسيني في كتابه " نفحات القرب والاتصال بإثبات التصرف لأولياء الله تعالي بعد الانتقال " من ص ( 68 , 69 , 70 ) :
" وما يتعلق بالتصرف فاعلم أن تصرف الأولياء حال حياتهم من جملة كراماتهم وهو في كل زمان لاشك فيه ولا ينكره إلا معاند , قال التاج السبكي : أن من أنواع الكرامة مقام التصريف وأما ما يتعلق بما بعد مماتهم فقد تقدم أن كراماتهم لا تنقطع بالموت , ثم إن تصرف الأولياء في حياتهم وبعد مماتهم إنما هو بإذن الله تعالي وإرادته , لا شريك له في ذلك خلقا وإيجادا , أكرمهم الله تعالي به وأجراه علي أيديهم وبسببهم خرقا للعادة , تارة بإلهام , وتارة بمنام , وتارة بدعائهم , وتارة بفعلهم واختيارهم وتارة بغير اختيار ولا قصد ولا شعور منهم , بل قد حصل من الصبي غير المميز . وتارة بالتوسل إلي الله تعالي بهم في حياتهم وبعد مماتهم مما هو ممكن في القدرة الإلهية .
ولا يقصد الناس بسؤالهم ذلك منهم قبل الموت وبعده نسبتهم إلي الخلق والإيجاد والاستقلال بالأفعال , فإن هذا لا يقصده مسلم ولا يخطر ببال أحد من العوام فضلا عن غيرهم , فصرف الكلام إليه ومنعه من باب التلبيس في الدين والتشويش علي عوام المسلمين , فلا يظن بمسلم بل ولا بعاقل توهم ذلك فضلا عن اعتقاده .
وكيف يحكم بالكفر علي من اعتقد ثبوت الكرامات لهم بعد مماتهم وعلي من اعتقد ثبوت التصرف لهم في حياتهم وبعد مماتهم حيث كان مرجع ذلك إلي قدرة الله تعالي خلقا وإيجادا . كيف وكتب جمهور المسلمين طافحة به وأنه جائز وواقع لامرية فيه بوجه ألبتة حتى كاد يلحق بالضروريات بل بالبديهيات , وذلك لأن كرامات أولياء هذه الأمة في حياتهم وبعد مماتهم تصرفا وغيره من جملة معجزات النبي صلي الله عليه وآله وسلم الدالة علي صدق نبوته وعموم رسالته الباقية بعد موته التي لا ينقطع دوامها ولا تجددها بتجدد الكرامات في كل عصر من الأعصار إلي يوم القيامة . " أهـ ويقول في ص ( 75 ) من نفس الكتاب :
" قال العلامة ابن حجر : وبمطالعة كتب الصوفية تحصّـل العلم بوقوعها ضرورة , وقد رأينا من كراماتهم أحياء وأمواتا ما يوجب ذلك فلا ينكرها إلا مخذول فاسد الاعتقاد في أولياء الله تعالي وخواص عباده نفعنا الله بهم . " أهـ
- و يقول الإمام شمس الدين الرملي في كتابه " حاشية الفتاوى الكبرى " ( 4 / 382 ) :
وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم , لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لاتنقطع بعد موتهم وأما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغائة منهم معجزة لهم والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق مجمعون علي أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالي بسببهم والدليل علي جوازها أمور ممكنة , لا يلزم من وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع " أهـ
- ويقول الشيخ شمس الدين الشوبرى الشافعي في كتابه " الأجوبة عن الأسئلة في كرامات الأولياء " ص ( 406 ) :
" وهذه الأشياء يعني الكرامات مشاهدة لا يمكن إنكارها فالذي نعتقد به ثبوت كراماتهم في حياتهم , وبعد وفاتهم لا تنقطع بموتهم ويخشى علي جاحد ذلك المقت والعياذ بالله تعالي " أهـ
- ويقول شيخ الإسلام الإمام برهان الدين إبراهيم الباجوري في " كتاب تحفة المريد علي جوهرة التوحيد " ص ( 222 ):
" قوله " وأثبتن للأوليا الكرامة " أي : اعتقد ثبوت الكرامة للأولياء بمعني جوازها ووقوعها لهم في الحياة وبعد الموت كما ذهب إليه جمهور أهل السنة وليس في مذهب من المذاهب الأربعة قول ينفيها بعد الموت , بل ظهورها حينئذ أولى , لأن النفس حينئذ صافية من الأكدار , ولذا قيل : من لم تظهر كرامته بعد موته كما كانت في حياته فليس بصادق . " أهـ
- ويقول العلامة البيجرمي في كتاب " تحفة الحبيب على شرح الخطيب المعروفة بـــ " حاشية البيجرمي " ( 1 / 433 ) :
" وقع السؤال في الدرس عما لو قرأ الميت آية سجدة كرامة فهل يسجد السامع له أم لا ؟ قال : ويمكن الجواب بأن الظاهر الأول , لأن كرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم , فلا مانع أن يقرأ الميت قراءة حسنة يلتذ بها , فحينئذ يشرع لسامعه السجود , وإن لم يكن الميت مكلفا , إذ هي من المميز كذلك , فليس الميت كالساهي والجماد ونحوهما " أهـ وبعد :
فهذه هي تقريرات الأئمة الأعلام والتي توضح بجلاء إمكانية وقوع الكرامة من الأولياء بعد الانتقال , وأن هذا من الممكنات التي يجريها الله تعالي بسببهم .
وعلى المكذب لما ذكرنا أن يأتي بدليله , على أن يكون هذا الدليل لإمام أو عالم يعتد به , وألا يأتي لنا بقول شخص مختلف فيه ومتهم في دينه أو برأي شخص ينتسب لتيار فكري ظهر حديثا على الساحة الإسلامية لا يتعدي تاريخه قرنين من الزمان حاملا لنا فكرا شاذا مغلوطا مباينا لمنهج الأمة ودينها الحنيف [/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|