رأس سيدنا الحسين.. مشهده قلبي
كانت شجاعة الحسين فضيلة ورثها عن الآباء وأورثها الأبناء بعده, وقد شهد الحروب بأفريقيا الشمالية وطبرستان والقسطنطينية, وحضر مع أبيه وقائعه جميعا من الجمل إلي صفين, وليس من هو أشجع قلبا من الحسين في يوم كربلاء.. حتي قال عنه غاندي: عندما طالعت حياة الحسين شهيد الإسلام الكبير ودققت في شجاعته, في كربلاء, اتضح لي أن الهند إذا ما أرادت إحراز النصر فلابد لها من اقتفاء سيرة الحسين هذا بينما يزيد يتثاقل ويتمارض حتي لا يشارك في الحروب مثلما كان عندما سير أبوه جيش سفيان بن عوف إلي القسطنطينية لغزو الروم وللدفاع عن بلاد الدولة الأموية, فمكث يزيد في قصره متمارضا يدندن أشعار اللـهو ومنها: ما إن أبالي بما لاقت جموعهم الأمر سيان فعندي أم كلثوم فأقسم أبوه حين بلغه قول الابن ليلحقه بالجيش ليدرأ عنه عار النكوص عن الحرب بعد شيوع دندناته في خلواته.. و..تجمع الروايات علي إدمان يزيد للخمر وشغفه باللذات, وقد مات بذات الجنب وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين ولعلها إصابة في الكبد من الإدمان, وكان قد عاني في صباه من مرض الجدري لتبقي آثاره في وجهه إلي آخر العمر.. هذا ولم يكن في معسكر يزيد رجل يعينه علي الحسين إلا وهو طامع في مال, مستميت في طمعه استماتة من يهدر الحرمات ولا يبالي بشيء منها في سبيل الحكام, وإذا ما كان لأبيه معاوية مستشارون من ذوي الرأي كعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فلم يبق ليزيد مستشار واحد ممن يسمون بناة العروش وإنما بقيت شرذمة جلادين يقبضون أجر القتل في حينه, وشر هؤلاء شمر بن ذي الجوش الأبرص كريه المنظر قبيح الصورة من ينسي الدين في حضرة المال, ومسلم بن عقبة الأعور الذي كان كمن يقلع رجليه من وحل إذا مشي والذي بلغ من ضراوته وهو الشيخ المريض أن أباح القتل في المدينة حتي ساخت الأقدام في الدم وقتل أبناء المهاجرين والأنصار وذرية أهل بدر حتي بلغ القتلي في تقدير الزهري سبعمائة من علية القوم.. ومستشاره عبيد اللـه بن زياد المتهم في نسبه بقريش, فقد كان مجهول الأب حتي كانوا يسمونه زياد بن أبيه ثم ألحقه معاوية بأبي سفيان الذي اعترف بأنه كان قد سكر ليلة بالطائف فالتمس بغيا فجاءوه بجارية فقالت له بعد مولد زياد أنها حملت به في تلك الليلة, وكانت أم عبيد اللـه تلك جارية مجوسية تدعي مرجانة فكانوا يعيرونه بها وينسبونه إليها, وكان ألكن اللسان لا تستقيم علي لسانه حروف العربية فأراد مرة أن يقول اشهروا سيوفكم فقال افتحوا سيوفكم, ولم يكن أهون لديه من قطع الأيدي والأرجل.. ومن مستشاري زيد كان عمر بن سعد بن أبي وقاص الذي أطاع عبيد اللـه في موقعة كربلاء وكان ممن قاتل الحسين وذويه وساق نساء الحسين بعد مقتله علي طريق جثث القتلي التي لم تزل مطروحة بالعراء.. هذا بينما كان للحسين أعوان إذا بلغ أحدهم حده فهو شهيد ومن هنا كانت معركة كربلاء حرب جلادين وشهداء.. كربلاء التي عرفت قديما باسم كور بابل
يارب.. فليذهب الأوغاد كلهم إلي نار الجحيم يارب.. لا تترك عليها ظالما أو غادرا أو خائنا أو كاذبا حتي يحل به انتقامك يارب.. عاملهم بعدلك لا بواسع رحمتك أنادي.. دعوت الواحد القهار والجبار لا أدعو العفو ولا الرحيم إيه.. يا رأس الشهيد إيه.. يا رأس البطل الشهيد كلمة حق.. وما شرف الرجل سوي كلمة.. الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. أجدني مرتاحة لبراهين وإثباتات ووثائق وآثار موجودة بيننا في مصرنا لأظل أنال كل الرضا في رحلتي الروحية لآل البيت من السيدة لسيدنا الحسين مرددة: وسدوه بين أضلعي وانثروا حوله قلبي لا تطلبوا رأس الحسين بشرق أو بغرب ودعوا الجميع وعرجوا نحوي فمشهده قلبي
منقول من أجزاء من مقالة للكاتبة سناء البيسى بجريدة الأهرام بتاريخ ٤مايو ٢٠١٣ و أعجبتنى
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|