[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify] الفصل الخامس ويشمل :
1- الرد علي شبهات أخيرة يتمسح بها أهل الباطل
2- قالت الفئة الضالة
2 - الخاتمة
1- شبهات أخـيرة
الشبهة الأولي : - توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس رضي الله تعالي عنهما روى الإمام البخاري في صحيحه " الجزء الأول : كتاب العلم : باب كيف يقبض العلم : حديث رقم100 ص36 "
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأ فتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم .
هذا هو حالنا اليوم غاب الأئمة الممكنون والعلماء العارفون , وظهر شوارد من البشر ضلوا وأضلوا من أراد الله به السوء وسار على دربهم واقتفى أثرهم , فنجد من نصبوا من أنفسهم حماة للدين وحراسا للعقيدة يتيهون في ضلالات من أوهام العلم وخيالات الإمامة تجني ثمارها أجيال إثر أجيال منذ أن ابتليت الأمة بظهور فكر يعمل على شن حرب شعواء علي ثوابت وتراث الأمة الزاخر وهذه الحرب في الواقع ما هي إلا عملية من عمليات التدمير الذاتي للأمة عن طريق فصلها عن مكمن قوتها ووحدتها وبالتالي تصبح الأجيال الحالية منها عبارة عن مسخ مشوه المعالم فاقد الاتزان منفصل عضويا عن أصوله وجذوره خاويا فارغا من داخله يسهل في حالته تلك السيطرة على قياده وغرس ما يحلو لأعداء الأمة من مناهج وتوجهات بداخله .
سار المتنطعون الجاهلون في ضلالهم وأوحت لهم عقولهم القاصرة وأفهامهم الغافلة أن التوسل بالأموات لا يجوز !!!!!!
فقلنا لهم : وما دليلكم ؟ قالوا : لتوسل عمر بالعباس واستسقائه به , فلو جاز التوسل بالنبي بعد موته ما ترك الصحابة ذلك واستسقوا بالعباس !! ولا يدري المرء عند سماع هذا هل يضحك علي سخافة العقول وغباوة الفهم , أم يبكي علي الضائعين في وسط هذه السخافات أم ينتحب ويعلوا نحيبه على من أضحى يتجرأ علي القول في دين الله بغير علم .
تراث زاخر من الاستدلالات الشرعية ما بين قرآن وسنة وفعل الصحابة والتابعين وقواعد فقهية وأصولية لأمة عمرها أربعة عشر قرنا من الزمان كل هذا اختزل في الجملة السابق ذكرها , رددها الهمج الرعاع أتباع كل ناعق خلف من لا فهم له ولا علم , اللهم إنا نعوذ بك من الخذلان اللهم آمين .
ونقول لهؤلاء المتفيهقين :
هل قال لكم سيدنا عمر أو سيدنا العباس إن هذا التوسل هو التوسل المشروع وأن التوسل بالحبيب المصطفى لا يصح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد توفي ؟ !
كلا لا قال سيدنا عمر ذلك ولا أشار إليه ولا قال سيدنا العباس ذلك ولا أشار إليه – بل سيتبين العكس فيما سيأتي – فترك الشيء لا يدل على منعه كما هو مقرر في علم الأصول .
[ وهنا يجب توضيح قاعدة أصولية هامة :
فقد روى في الصحيحين عن خالد بن الوليد أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتى بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقيل هو ضب يا رسول الله فرفع يده فقلت : أحرام هو يا رسول الله ؟ فقال لا ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر "
ففي الحديث دليل للقاعدة الأصولية " أن ترك الشيء لا يقتضي تحريمه " قد يقال : سؤال خالد يدل على خلاف القاعدة وهو أن الترك يقتضي التحريم وقد استدل به بعضهم لذلك فيقال في جوابه "لما رأى خالد إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب بعدما أهوى ليأكل منه حصل عنده شبهة في تحريمه فلذلك سأل وكان جواب النبي صلى الله عليه وسلم له مؤيدا للقاعدة ومؤكدا لعمومها في أن ترك الشيء ولو بعد الإقبال عليه لا يفيد تحريمه " .] أهـ [1] ز فترك سيدنا عمر للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم داخل في إطار هذه القاعدة , و لا دلالة فيه أصلا على منع التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى .
["وإنما استسقي عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه , ولم يستسقي بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم ليبين للناس جواز الاستسقاء بغير النبي صلي الله عليه وآله وسلم , وأن ذلك لا حرج فيه , وأما الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم , فكان معلوما عندهم فلربما أن بعض الناس يتوهم أنه لا يجوز الاستسقاء بغير النبي صلي الله عليه وآله وسلم , فبين لهم عمر باستسقائه بالعباس الجواز , ولو استسقي بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم لربما ظن بعض الناس أنه لا يجوز الاستسقاء بغيره صلي الله عليه وآله وسلم . وليس لقائل أن يقول إنما استسقى بالعباس لأنه حي والنبي صلي الله عليه وسلم قد مات , وأن الاستسقاء بغير الحي لا يجوز . لأنا نقول : أن هذا الوهم باطل ومردود بأدلة كثيرة منها توسل الصحابة رضي الله عنهم بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم بعد وفاته كما تقدم في القصة التي رواها عثمان بن حنيف في الحاجة التي كانت لرجل عند عثمان بن عفان رضي الله عنه , وكما في حديث بلال بن الحارث رضي الله عنه – مالك الدار – , وكما في توسل آدم بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم قبل وجوده , وحديث توسل آدم رواه عمر رضي الله عنه كما تقدم , فكيف يتوهم أنه لا يعتقد صحته بعد وفاته , وقد روى التوسل به قبل وجوده , مع أنه صلي الله عليه وآله وسلم حي في قبره , فتلخص من هذا أنه يصح التوسل به صلي الله عليه وآله وسلم قبل وجوده وفي حياته وبعد وفاته , وأنه يصح أيضا التوسل بغيره من الأخيار كما فعله عمر حين استسقي بالعباس رضي الله عنهما , وذلك من أنواع التوسل كما تقدم .
وإنما خص عمر العباس رضي الله عنهما من بين سائر الصحابة رضي الله عنهم لإظهار شرف أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , ولبيان أنه يجوز التوسل بالمفضول مع وجود الفاضل فإن عليا رضي الله عنه كان موجودا وهو أفضل من العباس رضي الله عنه ".] أهـ [2] .
كما أن توسل سيدنا عمر بسيدنا العباس في الحقيقة توسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , لأن سيدنا عمر توسل به لمكانته من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكونه عمه , فها هو يقول عم نبينا ولم يقل بالعباس بن عبد المطلب.
وعلى هذا كان فهم سلف الأمة وخلفها من أن في هذه القصة مشروعية التوسل بغير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ولم يأخذ منها أحد جواز التوسل بالأحياء دون الأموات إلا من دخل في توحيده شك واعتقد أن الفاعل والمؤثر والموجد على التحقيق هو المتوسل به وليس الله جل وعلا , واعتقد أن دعاء الحي هو الفاعل وليست إرادة الله ومشيئته , تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
وإليك أخي القارئ هذان الإنموذجان على الفهم الصائب الصحيح الذي فهمته الأمة من هذه القصة :
1- يقول الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ( 2 / 497 ) :
"ويستفاد من قصة العباس استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة وفيه فضل العباس وفضل عمر لتواضعه للعباس ومعرفته بحقه " أهـ
فهل قال هذا الإمام الجليل من أنه يستفاد من هذه القصة عدم مشروعية التوسل بالحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه بعد انتقاله ؟
هذا وقد سبق وقدمنا تصحيح الإمام ابن حجر لحديث مالك الدار وفيه توسل صريح واستغاثة بالحبيب المصطفى بعد انتقاله للرفيق الأعلى . 2- يقول الشوكاني في كتابه " تحفةالذاكريـن " ص ( 34 – 39 ) :
من باب آداب الدعاء : " ويتوسل إليه تعالي بأنبيائه والصالحين , أما التوسل بالصالحين فمنه ما ثبت عن الصحابة في الصحيح أنهم استسقوا بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال عمر رضي الله عنه : اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبيك , فتسقينا فالآن نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا ثم طلب من العباس أن يدعو الله فقام العباس فدعا الله تعالي فسقاهم الله , ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذى وقال حسن صحيح غريب والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح علي شرط البخاري ومسلم من حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن أعمي أتي النبي صلي الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافيني قال "إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهو خير " فقال ادعه فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء فيصلى ركعتين ويدعوا بهذا الدعاء "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربى في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في" أهـ
ونعود ونكرر: وعلى هذا كان فهم سلف الأمة وخلفها من أن في هذه القصة مشروعية التوسل بغير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ولم يأخذ منها أحد جواز التوسل بالأحياء دون الأموات إلا من دخل في توحيده شك واعتقد أن الفاعل والمؤثر والموجد على التحقيق هو المتوسل به وليس الله جل وعلا , واعتقد أن دعاء الحي هو الفاعل وليست إرادة الله ومشيئته , تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
1- من كتاب " إتقان الصنعة " للحافظ أبى الفضل عبد الله الصديق الغماري ( صـ 9) .
2- من كتاب " الدرر السنية في الرد علي الوهابية " ( صـ 41 – 44 ) . [/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|