بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
سيدي العارف بالله تعالى حسن عباس زكي رضي الله تعالى عنه
مولده ونشأته :
ولد السيد النبيل فضيلة الأستاذ الدكتور حسن عباس زكى حفظه الله فى 2يناير عام 1917م فى مدينة بورسعيد من الديار المصرية من أسرة عريقة وهو رضى الله عنه ينتسب لإمامنا الرفاعى من جهة والدته التى تنتسب إلى أسرة الصياد الرفاعى بمصر
حفظ رضى الله عنه بعض أجزاء القرآن فى سن الرابعة من عمره ثم التحق بالجمعية الخيرية الإسلامية حيث قضى فيها المرحلة الأبتدائية ثم المرحلة الثانوية بالمدرسة التوفيقية بالقاهرة وأتم دراسته الجامعية بكلية التجارة شعبة أقتصاد جامعة القاهرة عام 1934م وتخرج منها عام 1938م
أخذ الطرق الآتية :
- الطريقة الخلوتية أخذها عن أحد أولاد الشيخ محمد راغب السباعى
- الطريقة الوفائية أخذها فى الأربعينات عن أحد أولاد سيدى على الوفا الحسنى الشاذلى
- الطريقة النقشبندية أخذها من أحد علماء باكستان وكان مقيما بجدة وهو طريق ثرائه الروحى
- الطريقة الشاذلية - أخذها عن شيخنا وإمامنا وقدوتنا فضيلة العارف بالله سيدى الشيخ عبد الفتاح القاضى قطب عصره ووحيد زمانه فى عام 1959م سلوكا وتربية وتزكية فصار علما من أعلامها وقد أجازه شيخنا القاضى بالتربية والتسليك حال حياته حقا كان الأستاذالدكتور حسن عباس زكى هو صمام الطريق وخاصة الطريقة الشاذلية القاضية فقد أعطاها جهده وماله وجاهه فقد كان له الفضل فى إنتشارها فى جميع أرجاء المعمورة ومازال يعطيها الكثير والكثير
فترى البسط عنوانًا مشرقًا على جبينه ، وترى الصمت يلبسه كثوب أبيض شفاف رقراق .
هو رجل من الرعيل الأول ، يذكرك بالصالحين والأولياء الكبار ، هو الأستاذ الدكتور ، العالم الصوفي الورع التقى ، الوزير الاقتصادى المتفرد بآرائه وأفكاره وشخصيته .
لفضيلة العارف بالله سيدى الأستاذ الدكتور حسن عباس زكى حفظه الله مكتبة بأسمه تضم أمهات الكتب من شتى العلوم والفنون لا مثيل لها تهم كل دارس وباحث أوقفها لله تعالى
فالولى له أربع علامات وهى شروط فى طريق الولاية أولها- أن يكون عارفا بأصول الدين
وثانيها- أن يكون عالما بأحكام الشريعة نقلا وفهما مع العلم بأسرار الكتاب والسنة والمواهب اللدنية
ثالثهما - أن يتخلق بأخلاق النبوة صورة محمدية
رابعها- ملازم لخشية الله تعالى
ولعل من إكرام الله تعالى له أن مكنه من الإلهام في الحياة العامة وفي خدمة الدولة مع استمراره في طريق التصوف والسلوك والترقي في مدارج السالكين فكان توفيق الله تعالى حليفاً له في كل جانب من جوانب حياته وشخصيته وما زال له أحباب ومريدين أثر كثيراً في حياتهم وسلوكهم وإرشادهم إلى الطريق القويم .
نفحة حسينية
من القلب إلى القلب
مِنَ الوِرْدِ المُنَقَىَ سُقِيتُ صَفْوِي
وَحَارَ القَوْمُ فِي نَهْجِي وَشِرْبِي
وَكَانَ اللهُ فِي عَوْنِي وَكَنَفِي
يَصُدُ بِدَفْعِهِ عَنِي عَدُوِي
وَجَدْتُ سَعَادَتِي فِي وَصْلِ رَبِي
رَجَائِي رِضَاهُ وَغُفْرَانُ ذَنْبِي
وَسَكَنَ الحُبُ للمَعْبُودِ قَلْبِي
وَذِكْرِي غَدَتْ تَهَوَاهُ نَفْسِي
وَعِشْتُ وَكُلُ إِحْسَاسِي وَنَبْضِي
لِرَبِ العَالمِينَ مُنِيلُ سَعْدِي
وَمَا غَابَ رَسُولُ اللهِ عَنِي
تَحِنُ إِليهِ أقْطَارِي وَوَجْدِي
وَعِشْقِي لَهُ طَبْعِي وَطَوْعِي
صَلاَتِي لَهُ تُلْهِمْنِي رُشْدِي
ضِيَاهُ أنَارَ فِي الأَيَامِ دَرْبِي
وَحَلَ جَمَالُهُ عَيْنِي وَقَلْبِي
بِإِكْثَارِ الصَلاَةِ عَلَيْهِ يَرْضَىَ
وَيَسْعَدُ بِاللِقَا مَوْصُولُ عَبْدِ
وَآلِ البَيْتِ لَهُمْ وُدِيِ وَسَعْيِ
وَشَوْقَاً غَامِرَاً للآلِ عِنْدِي
كَأنِي مِنْ صِبَايَ أَهِيمُ حُبَاً
وَأعْشَقُ مِنْ رَوُيِ نَفْسِي وَقَلْبِي
يَقِينِي بِرَبِي مَا انْفَكَ عَنْيِ
يُلاَزِمْنِي بِحِلِي أبَدَاً وَرَحْلِي
تَجَافِي النَوْمِ بِالأَسْحَارِ سَبْحِي
إِلَى المَلَكُوتِ مَرْقَايَ وَنَشْدِي
وَلَسْتُ أبُوحُ بِنَوَالِي وَسِرِي
وَإِكْرَامٍ بِهِ إِشْرَاقُ وَهْبِي
حَقِيقَةُ رِفْعَتِي إِذْلاَلُ نَفْسِي
لِمَوْلاَيَ خُشُوعِي دَوُمَاً وَخَفْضِي
تَبَدَىَ تَوَاضُعِي للنَاسِ عَلَمَاً
فِي كُلِ مَنَاصِبِي رَاعٍ لِرَبِي
وَلاَحَ تَعَارُفِي بِالقَاضِي فَتْحَاً
وَفَيْضَاً غَامِرَاً أرْجَاءَ نَفْسِي
رَعَانِي بِالمَرَاشِدِ كُلَ حِينٍ
وَأَعْلَى بِالشَرِيعَةِ قُرْبِي وَوَصْلِي
وَأضْحَى تَعَلُقِي بِالشَيْخِ فَرْضٌ
وَإِلزَامٌ بِهِ عَاهَدْتُ نَفْسِي
وَكَانَ مُنَايَ حِينَ رَحَلَ عَنْيِ
مُرَافَقَةً لَهُ فِي يَوْمِ خَتْمِي
وَظَلَ عَبْدُ الجَلِيلِ أخِي وَوَصْلِي
وَفِي سِلْكِ الطَرِيِقِ رَفِيقُ عُمْرِي
بِه ذَاعَ الطَرِيقُ بِكُلِ صَوْبٍ
وَعَاشَ للفِتْيَانِ وَالرُوَادِ مُهْدِ
وَمَا نِلْتُ مِنْ دُنْيَايَ حَظْوَاً
هُوَ المَقْدُورُ فِي الأَزَلِ وَقِسَمِي
بِه وُجِهْتُ لإِنْفَاقٍ وَخَيْرٍ
مُرَادُ اللهِ يَرْفَعْنِي وَيُرْضِي
وَمَا مَالَ لِدُنْيَايَ قَلْبِي
فَنَهْجُ الشَيْخُ مَنْجَايَ وَحِصْنِي
وَكَمْ نِلْتُ مِنَ العِلْمِ بَاعَاً
أُرَاعِي الصِدْقَ فِي قَوْلِي وَكُتُبِي
رَقَائِقُ للقُلُوبِ تُقِيمُ حُبَاً
وَتُنْقِذُ للنُفُوسِ مِنَ التَرَدِي
بِأَمْرِ اللهِ ميِلاَدِي وَمَوْتِي
وَأَمَلِي فِي الُلُحُوقِ بِأهْل رَبِي
وَمَنْ يَذْكُرُنِي بِاللهِ يَدْعُو
وَيَسْألُ مُخْلِصَاً غُفْرَانَ ذَنْبِي
وَنُصْحِي للرِفَاقِ بِحُسْنِ خُلُقٍ
فَحُسْنِ الخُلُقِ نِبْرَاسِي وَعَهْدِي
وَحُبٍ للطَرِيِقِ بِنَبْضِ قَلْبٍ
تَوَاجَدَ فِي خُشُوعٍ للهِ مُهْدِ
وَحِرْصٍ للنُفُوسِ بِوِرْدِ شَيْخٍ
أشَاعَ النُورَ فِي بَصَرِي وَقَلْبِي
وَإِسْدَاءُ المَحَبَةِ فِي تَآخِي
لإِخْوَانٍ لَهُمْ إِخْلاَصُ وُدْيِ
سَلاَمُ اللهِ أحْبَابِي وَأهْلِي
لِقُدْسِ اللهِ أتْرُكُكُمْ وَأمْضِي
وَرَوحُ العَبْدِ فِي الأَمْجَادِ تَذْكُرْ
بِأُفُقِ الخُلْدِ وَالإِنْعَامِ تَسْرِي
رَؤُوفٌ رَبُنَا بَرٌ رَحِيمٌ
يُحِبُ الذَاكِرِينَ لَهُ وَيُهْدِي
فَطُوبَى لِمَنْ لَزِمَ وَأوْفَى
وَعَاشَ ذَاكِرَاً مُوفٍ لِعَهْدِ
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
صفر 1436 هـ ديسمبر 2014 م