موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: شهادات أئمة الأمة المحمدية للسادة الصوفية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 12, 2007 7:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
تقديم

نلاحظ في هذه الأيام أن فرق المرتزقة من الوهابية ومن سار على دربهم لا يتركون موقعا أو مجلسا أو إجمالا أي مناسبة وأي مكان إلا وجعلوه ساحة لنشر أباطيلهم وضلالاتهم .

ومن أشد ما يجتذب الطغام الوهابية ليجعلوه بضاعتهم التي يروجون لها التطاول على السادة الصوفية رضي الله عنهم .

حتى إن المرء ليعجب أشد العجب من نفس التكرار الممل لنفس التعليقات ونفس النقول ونفس الموضوعات بنفس درجات التفاهة والسطحية .

أرى ذلك كلما تصادف ووقع تحت يدي مؤلف من مؤلفاتهم , أو شاء القدر بدخول أحد مواقعهم على شبكة المعلومات , أو عاقبني الحق سبحانه وتعالى ببعض ما جنت يداي فابتلى بأحدهم فأرى في هذا المخلوق من بلادة الذهن وثقل الذات وسخافة العقل والحمق ما يجعلني أردد : الحمد لله الذي عافني مما ابتلى به كثيرا من خلقه .

ومما يزيد من شدة البلاء أنهم كلما تسامعوا إلى موضع ما لم يتلوث بسمومهم إلا وتسارعوا فيما يشبه التنافس فيما بينهم أيهم يفوز ويحرز قصب السبق في بث أطنان الكلمات والأفكار العفنة في هذا الموضع .

ومن خلال متابعاتي لعمليات التدليس والتزوير المنظم الذي يقومون به , وقلبهم للحقائق في موضوع التصوف والصوفية , فقد لاحظت أنهم يعتمدون في هذا الجانب على :

1- تقريرات علمائهم وأئمة مذهبهم التي بها هجوم على التصوف وعلى السادة الصوفية .

2- بعض تقريرات تنسب لبعض العلماء في حق أشخاص بعينهم , فيقومون بتعميمها على الكل .

3- استخدام بعض مالم يثبت صحته أو ماتم دسه على السادة الصوفية في الهجوم عليهم .

4- كتاب : تلبيس إبليس للحافظ ابن الجوزي .

5- إخفاء – عن عمد وعن جهل – لحقيقة السادة الصوفية كما تبرزها شهادات أئمة الأمة .

فأحببت أن أضع في هذا الموضوع ردا وتوضيحا مختصرا على تلك الأكاذيب والمفتريات وأسأل الحق جل وعلا التوفيق والسداد

1- الرد على تقريرات علمائهم وأئمة مذهبهم التي بها هجوم على التصوف وعلى السادة الصوفية.

هذه النقول والتقريرات لا يعتد بها وليست ذات قيمة , إذ أنها قد صدرت من أئمة مذهب ضال مخالف لثوابت الأمة يتبنى التكفير والإرهاب كمنهج للدعوة .

فمابين عقيدة التجسيم وتكفير المتوسلين بحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكفير المتوسلين بالأولياء الصالحين , وما بين التطاول والتبديع والتكفير لأئمة المسلمين من أهل السنة والجماعة " السادة الأشاعرة والماتريدية " , وما بين الأخطاء الفقهية , والتهجم على علم الحديث , مابين هذا كله تجد القيمة الحقيقية لأئمة هذا المذهب الضال .

وللتفصيل انظر هذه الروابط :

viewforum.php?f=8

viewtopic.php?t=2468&start=0


أتباع هذا المذهب يتبعون في ضلالهم المدعو " محمد بن عبد الوهاب " وقد أفتى أئمة المسلمين في عصره ومن بعدهم بأنه من أئمة الضلال ومن الخوارج ودونك ما قاله في حقه كل من :

الأمام ابن عابدين – الإمام أحمد بن زيني دحلان – الشيخ سليمان بن عبد الوهاب – الشيخ محمد بن حميد – الإمام يوسف النبهاني – الإمام محمد بخيت المطيعي – الإمام محمد زاهد الكوثري .

وللتفصيل انظر هذا الرابط

viewtopic.php?t=2668

فإذا كان هذا هو أصل المذهب , فإن كل ما نتج عنه لا قيمة له ولا يعتد به كونه منهجا مباينا لمنهج أهل السنة والجماعة , مضادا له , وإن حدثت له في أيامنا هذه عمليات من التلميع والتجميل , وإبراز منتسبيه وأئمته ومنظريه في صورة الأئمة المجددين , ولكن كل هذا لايغني عن الحق شيئا , وليس أكثر من وضع طلاء للشفاه على وجه خنزير .

فلا يصح أن يستدل بما يصدر من هؤلاء من فتاوى , ولا يقبل ما يقال عنهم .


2- الرد على بعض تقريرات تنسب لبعض العلماء في حق أشخاص بعينهم , فيقومون بتعميمها على الكل .

ثم نرى بعد ذلك من الوهابية العجب العجاب , نراهم يأخذون بعض أقوال صدرت عن بعض أهل العلم في أشخاص بعينهم , ثم يعممونها على السادة الصوفية ككل .

والغريب في الأمر والذي يدل على الجهل والتخبط والاستغفال المتأصل لدىالوهابية , أنهم في استدلالاتهم تلك قد يستدلون بمن هو في عقيدتهم ووفق مذهبهم الضال , كافر مشرك لأنه مجيز للتوسل أومبتدع ليس من أهل السنة والجماعة لأنه من السادة الأشاعرة , كما يفعلون مع الحافظ ابن حجر العسقلاني .

فيستدلون برأي له في الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي , ويتبجحون ولايستحون وهم يرددونه , مع العلم أن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني ممن يجيزون التوسل والاستغاثة بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى وقد صحح حديث مالك الدار في فتح الباري ( 2 / 495 – 496 ) .

وأجاز شد الرحال لزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كما في فتح الباري شرح صحيح البخاري (3 / 66 )

كما وأنه على عقيدة أهل السنة والجماعة المخالفة لمذهب الوهابية , لذلك صدرت عن أئمتهم رسائل وكتب توضح الأخطاء العقائدية بزعمهم الموجودة في فتح الباري . وكما قال عنه ابن عثيمين في كتابه : لقاء الباب المفتوح أنه – أي الحافظ ابن حجر ليس من أهل السنة والجماعة في مسألتي الأسماء والصفات .

وواحدة مما سبق كفيلة كي تسقط عدالته عندهم ولكنهم قوم أهل توقح وسفاهة .

وكما فعلوا مع الإمام العلاء البخاري يظهرون ما قاله عن الشيخ الأكبر , مع أن للإمام العلاء البخاري كتابا بعنوان : الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية شيخ الإسلام كافر .

وبالطبع معلوم علم اليقين منزلة ابن تيمية لدى الوهابية .

ثم لماذا لايلتزمون برأي الإمام العلاء البخاري في إمامهم ابن تيمية , كما هو الحال مع تصديقهم له فيما قال في حق الشيخ الأكبر .

ثم تراهم إكمالا لأباطيلهم يذكرون أراء العلماء التي قالوها في أشخاص بعينهم ثم يعممونها على المجموع , مع أن قائليها ما قصدوا بها إلا هؤلاء الأشخاص فقط وليس عموم السادة الصوفية .

ثم يتعامون بعدها ولا يعيرون أي انتباه لمن رد على هذه الأقوال التي صدرت في حق بعض الصوفية .

فلماذا يتعامون عمن قال بإمامة وولاية الشيخ الأكبر- ورد على من قال بعكس ذلك - مثل :

الإمام الفيروزآبادي – الإمام السيوطي – الإمام العز بن عبد السلام – الإمام ابن حجر الهيتمي – الإمام اليافعي – الإمام ابن عطاء الله – الإمام التاج السبكي – الإمام زكريا الأنصاري – الإمام السعد التفتازاني - الإمام المناوي– الإمام ابن عابدين

فكل هؤلاء الأئمة الأعلام وسموا الشيخ الأكبر بالعلم والولاية ودافعوا عنه وأنزلوه قدره الذي هو أهل له .

وللاستزادة ارجع أخي القارئ إلى المراجع التالية تجد ما يسرك

" رسالة تنبيه الغبي " للإمام السيوطي

" الفتاوى الحديثية " للإمام ابن حجر الهيتمي .

" رد المحتار " للإمام ابن عابدين .

" الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية " للإمام المناوي عند ترجمته للشيخ الأكبر


3- الرد على استخدام بعض مالم يثبت صحته أو ماتم دسه على السادة الصوفية في الهجوم عليهم .

واستمرارا لمسلسل الكذب والافتراء والتوقح الوهابي تجد أنهم يتصيدون ما دسه إخوانهم من أهل الكذب والبهتان على السادة الصوفية فيقومون بنشره وإذاعته ويقدمونه للسذج والبسطاء تحت عنوان عقائد الصوفية .

وهم في ذلك مازالوا يسيرون على طريقهم طريق الكذب والبهتان والتدليس .

فهل هذا الهراء المدسوس على السادة الصوفية الذي مازالوا يهللون حوله ورد في كتب الصوفية المعتمدة , وأقر أئمة الصوفية سلفا وخلفا أن هذه هي عقيدتهم التي يدينون بها ؟!!!

كلا وألف كلا , فالسادة الصوفية قد أظهروا عقائدهم والتي هي عقيدة أهل السنة والجماعة , وكيف لا وأمثال الإمام القشيري والإمام ابن فورك والإمام الباقلاني مع كونهم أئمة ورؤسا في العقائد وأصول الدين , كانوا كذلك أئمة للتصوف والصوفية .

وقد ذكر الإمام القشيري عقيدة السادة الصوفية في مقدمته لرسالته في التصوف , فهل ذكر فيها ما يتصايح وينهق به الوهابية من تخرصات وأباطيل دسها إخوانهم من أهل الكذب والبهتان على السادة الصوفية ؟!!!

ومما مازال يروج على عقول الوهابية من أكاذيب وتخرصات , ما تعرض له بعض تراث الإمام الشعراني من دس وتحريف , مع أنه أقر بوقوع دس في بعض كتبه وكان مازال على قيد الحياة .

ومع أن أئمة المسلمين قالوا بإمامته وبراءته مما دس عليه , إلا أن الوهابية بسخافتهم المعهودة مازالوا في واد وما ذكرنا في واد آخر .

وللاستزادة عن موضوع الدس والتحريف في تراث الإمام الشعراني , ولمعرفة المزيد عن عقيدة الصوفية عقيدة أهل السنة والجماعة , انظر على هذا الرابط المبحث الخاص بالإمام الشعراني :

viewtopic.php?t=2265


4- كتاب : تلبيس إبليس للحافظ ابن الجوزي .

ثم تأتي بعد ذلك محاولات الوهابية لإيهام غيرهم بأن ضلال وكفر الصوفية وكأنه أمر معلوم من الدين بالضرورة , ولتثبيت ذلك يحاولون أن يجدوا سندا وتأصيلا لأباطيلهم من تراث الأمة وكأنهم يقولون أن ضلال الصوفية – حاشاهم من ذلك – شيء قديم ولسنا وحدنا من يقول بهذا.

فتراهم يسعون دائما لنشر كتاب " تلبيس إبليس " للحافظ ابن الجوزي .

ومع هذا الكتاب إخوتي في الله لنا وقفة .

- فالكتاب ألفه الحافظ ابن الجوزي كما قال في مقدمته ( صـ 6 , 7) للآتي :

" فرأيت أن أحذر من مكايده – يقصد اللعين إبليس – وأدل على مصايده , فإن في تعريف الشر تحذيرا من الوقوع فيه ...... , وقد وضعت هذا الكتاب محذرا من فتنته ومخوفا من محنه وكاشفا عن مستوره , وفاضحا له في خفي غروره . " اهـ

- وقد قسمه كما أشار ثلاثة عشر بابا منها :

- في ذكر تلبيسه على العلماء في فنون العلم

وذكر في هذا الباب ( صـ 110 , 128 ) وتحت هذا العنوان :

ذكر تلبيسه على القراء
ذكر تلبيس إبليس على أصحاب الحديث
ذكر تلبيس إبليس على الفقهاء
ذكر تلبيسه على الوعاظ والقصاص
ذكر تلبيسه على أهل اللغة والأدب
ذكر تلبيس إبليس على الشعراء
ذكر تلبيس إبليس على الكاملين من العلماء

يظهر من ذلك أنه تكلم عن جميع أهل العلم – حتى الكاملين من العلماء - , وما يعتقد أنهم وقعوا فيه من أخطاء ناتجة عن تلبيس إبليس عليهم , ولم يخص الصوفية وحدهم .

فلماذا لا يتهجم الوهابية بوقاحتهم المعهودة على هؤلاء أيضا . [1]

عند مطالعة الكتاب تجد فيه إنصافا في كثير من المواضع للسادة الصوفية , كما تجد استشهاده بأقوال بعضهم تعضيدا لرأيه في مختلف فصول الكتاب .

[ نقد ابن الجوزي للصوفية في هذا الكتاب هو في الحقيقة نقد للدخلاء عليهم المتشبهين بهم في المقام الأول , ثم نقد لما تراءى له في القوم مما يختلف فيه مع بعضهم .

ابن الجوزي الذي يحتج به في رفض الصوفية هو الذي صنف في مناقبهم موسوعته الرائعة " صفة الصفوة " في أربعة مجلدات وقلد مشاهير الصوفية أعلى الأوسمة ووصفهم بأكرم الصفات والمآثر في تراجم شخصياتهم العديدة كالإمام الجنيد والعارف الشبلي وسيدي أبي يزيد البسطامي والسيدة رابعة العدوية وسيدي ذى النون المصري رضي الله عنهم أجمعين . ] [ 2]

ومع ذلك كلام ابن الجوزي في مآخذه على السادة الصوفية يعارضه ويرده شهادات أئمة الأمة المحمدية للسادة الصوفية - سترد في نهاية البحث إن شاء الله – وهي شهادات لائمة أجلاء منهم الكثير ممن هو أعلى كعبا وأرسخ قدما من ابن الجوزي , وهم أئمة المسلمين وجماهير العلماء العاملين , أفنترك قولهم إلى قول زل به صاحبه ؟! .

كما أن كتاب تلبيس إبليس في نظر العلماء لا يلبس هذه الحلة القشيبة التي يكسوه بها لوهابية .

فدونك ما ذكره عنه الإمام سلطان العلماء العز بن عبد السلام حيث قال في كتابه تفليس إبليس ( صـ38 ) :

" وبعد فإني لما اطلعت على كتاب تلبيس إبليس رأيته بئس الجليس , فإنه يشتمل على تنقيص أولياء الله والقدح في علو مراتبهم وزكي مناصبهم , وإيهام أن الشيطان يسلط عليهم إغواء وإضلالا !!

والله تعالى يقول : " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " فليت الواقع فيهم والناقد عليهم تأدب بما تأدب به إبليس معهم حيث قال : " فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " .

علم أن لله تعالى عبادا لا يخلص إليهم , وأصفياء لايصل إليهم , وعبادا لا يسلط عليهم , وهو أقل مقدارا , وأذل اقتدارا وأخفض منارا أن يجول في مجال الرجال أو يطول في ميدان الأبطال . " اهـ

وانظر فيما قاله أيضا الإمام اليافعي عن كتاب تلبيس إبليس , فقد قال في كتابه " نشر المحاسن " :

[ وقد بلغني أن ابن الجوزي عفا الله تعالى عنا وعنه صنف كتابا سماه تلبيس إبليس تكلم فيه على شيوخ الصوفية وطريقتهم وزعم أن إبليس لبس عليهم , ولم يدر أنه هو الذي لبس عليه في كلامه هذا وهو لا يشعر , والعجب كل العجب منه في إنكاره على سادات ما بين أوتاد وأبدال وصديقين عارفين بالله تعالى محققين , ملأوا الوجود كرامات وأنوارا ومعارف وحكما وأسرارا .

يعدون إقبال الناس عليهم ليلا وإدبارهم عنهم نهارا , يفرون طول دهرهم من نفوسهم ومن الخلق و الشيطان والدنيا إلى الله تعالى فرارا , قد صفوا بواطنهم من شوائب الكدر , واستوى عندهم الذهب والمدر والمدح والذم والشدائد والنعم , بل يعدون نعمة الدنيا منعا وبلاء والشدة عطاء ورخاء , أعرضوا في بداياتهم عما سوى الله فحصلوا في نهايتهم من فضل الله ما لا يعلمه إلا الله .

فما ظنه بقوم ضبطوا أنفاسهم مع الله سبحانه وتعالى فشغلهم طول دهرهم مراقبته , يقول الصغير منهم : وقفت على باب قلبي عشرين سنة ما جاز به شيء لغير الله إلا رددته , فلو أنه لاقى واحدا من تلامذتهم الصغار في ميدان الحرب والإنكار لكان يدري إذا ما انكشف الغبار أتحته فرس أم حمار!!

هذا وهو يطرز كلامه بحكاياتهم وينمق بضاعته بمحاسن صفاتهم , فهلا أخلى كتبه من ذكرهم إخلاء عاما ولا يكون ممن يحل ذلك عاما ويحرمه عاما !!

أما علم أن أعلام العلماء الصالحين لم يزالوا قديما وحديثا يعتقدون طائفة الصوفية ويزورونهم ويتبركون بمجالستهم ودعائهم وآثارهم ويحترمونهم ويجلسون بين يدي الواحد مهم كما يجلس الصبي بين يدي المعلم ويتأدبون معهم .

كالإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام سفيان الثوري والإمام ابن سريج والإمام ابن فورك وإمام الحرمين والإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي والإمام عز الدين بن عبد السلام والإمام تقي الدين بن دقيق العيد والإمام محيي الدين النووي رضي الله تعالى عنهم وغيرهم ممن لا يحصى من المتقدمين والمتأخرين في حكايات مشهورات .] اهـ كلام الإمام اليافعي

هذا ما يخص كتاب : " تلبيس إبليس " , فماذا عن كاتبه الإمام ابن الجوزي ؟

هل وفقا لمقاييس الوهابية هو من الأئمة الموثوق في عقلهم ونقلهم ؟

أو بمعنى آخر : ما هو موقف الحافظ ابن الجوزي من أساسيات الفكر الوهابي ؟

1- العقيدة .

2- التوسل .

3- التبرك .

فأقول وبالله التوفيق : للمتكثرين بالحافظ ابن الجوزي في تطاولهم على السادة الصوفية إليكم مايلي:

1 - بالنسبة للعقيدة :

فعقيدة الحافظ ابن الجوزي مخالفة ومباينة كل الاختلاف والتباين لعقيدة الوهابية , فله حملات وحملات على المجسمة أمثال : أبو يعلى المجسم , الذي يعتبر من أئمة الوهابية في العقائد .

فابن الجوزي على عقيدة التنزيه للباري جل وعلا عقيدة أهل السنة والجماعة من السادة الأشاعرة .

وما عليك أخي القارئ إلا مطالعة كتاب : " دفع شبهة التشبيه " للحافظ ابن الجوزي الذي هتك فيه أستار المجسمة المنتسبون ظلما وزرا لعقيدة السلف .

ثم لتعلم بعدها علم اليقين أنه في نظر الوهابية وطبقا لنظرتهم للأشاعرة إما مبتدع أو جهمي أو ليس من أهل السنة والجماعة أو ممن كفرهم أهل السنة بزعمهم الباطل .

وسيزداد عجبك كيف بعدها يحتجون به على السادة الصوفية وهذا هو حاله عندهم , مع أنه في العقائد يسير مع جمهور الأمة , ولكن ذلك بالطبع مخالف لمذهب الوهابية .

2- بالنسبة للتوسل فيكفي أن نذكر أن الحافظ ابن الجوزي ذكر في بدية كتابه : " الوفا بالتعريف بفضائل المصطفى " في الباب الأول في ذكر التنويه بذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من زمن آدم عليه السلام حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على سبيل الاحتجاج .

وبوب فيه باب –( 2 / 801 ) تحت عنوان :

باب الاستسقاء بقبره صلى الله عليه وسلم

بل هو نفسه توسل قائلا : بحق محمد صلى الله عليه وسلم " زاد المسير ( 4 / 253 )

بل ونقل توسلات الكثير والكثير من أعلا م الأئمة في مؤلفاته كما في صفة الصفوة والمنتظم فليرجع لها من شاء [3]

وما عليك أخي القارئ إلا مطالعة ما ذكرت لك من مصادر لتعلم علم اليقين أن الحافظ ابن الجوزي في نظر الوهابية وطبقا لنظرتهم للمتوسلين ما هو إلا قبوري ضال مشرك شركا أكبر مخرجا من الملة لأنه حسب زعمهم الباطل قد أشرك فيما يسمونه توحيد الألوهية

وسيزداد عجبك كيف بعدها يحتجون به على السادة الصوفية وهذا هو حاله عندهم , مع أنه في موضوع التوسل يسير مع جمهور الأمة , ولكن ذلك بالطبع مخالف لمذهب الوهابية .

3- التبرك

ويكفي في إظهار مخالفة الحافظ ابن الجوزي لما عليه الوهابية من جهل وغباوة في موضوع التبرك , أن أورد هذا النص من كتابه : صيد الخاطر ( 242 ) حيث يقول :

[ وليجعل خلوته أنيسه والنظر في سير السلف جليسه وليكن له وظيفة من زيارة قبور الصالحين والخلوة بها .] اهـ

وزيادة وإمعانا في فضح سخافة وغباوة الوهابية أورد الآتي :

– ففي المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي ( 5 / 346 ) : " أخبرنا ابن ناصر قال أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال سمعت أبا بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي يقول سمعت جعفر الخلدي يقول : كان بي جرب عظيم فتمسحت بتراب قبر الحسين فغفوت وانتبهت وليس عليّ منه شيء " اهـ

وانظر إلى ابن الجوزي ماذا يقول عن جعفر الخلدي في المنتظم ( 14 / 119 ) : " سافر كثيرا وسمع الحديث الكثير وروى علما كثيرا , روى عنه الدارقطني وابن شاهين وخلق كثير وكان ثقة صدوقا دينيا , حج ستين حجة . " اهـ

وما عليك أخي القارئ إلا مطالعة ما ذكرت لك من مصادر لتعلم علم اليقين أن الحافظ ابن الجوزي في نظر الوهابية وطبقا لنظرتهم لمن يتبرك ويتمسح بأضرحة الصالحين ما هو إلا قبوري ضال .

وسيزداد عجبك كيف بعدها يحتجون به على السادة الصوفية وهذا هو حاله عندهم , مع أنه في موضوع التبرك يسير مع جمهور الأمة , ولكن ذلك بالطبع مخالف لمذهب الوهابية .

ولكن ما العجب في ذلك ؟ وهل ننتظر غير هذا من أهل البدع والأهواء ؟

فها هم يأخذون زلة عالم ويتركون أقوال العشرات بل المئات الآخرين ممن سترد شهاداتهم في حق السادة الصوفية .

وهم في موقفهم هذا كالذي في قلبه زيغ فيتتبع متشابه القرآن ويترك محكمه .

وياليت الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى وفقا لمذهبهم من الأئمة أو العلماء .

ولكننا إذا أجرينا عليه قواعدهم الباطلة فسيكون مجرد قبوري ضال وأشعري مبتدع ليس من أهل السنة.

ثم يتبجحون بعدها ويستشهدون بكلامه يتكثرون به , ولم لا طالما أن هذا سيخدم باطلهم .

حقا إنها الوقاحة والاستخفاف بالعقول في أبشع صورة .

يتبع إن شاء الله

هوامش

[1] الحقيقة أن الوهابية لم ينج من تكفيرهم وتبديعهم أحد , فما بين الاتهام بالردة وغلبة وعودة الناس للجاهلية , ومابين الابتداع في العقائد , وتكفير المتوسلين والصوفية , وما بين اتهام العلماء بأنهم من اسباب ذلك , مابين ذلك كله تجد أن الأصناف السابق ذكرها لم ينج منها أحد وفقا لأكاذيب الوهابية .

[2] من كتاب : بحار الولاية المحمدية في مناقب أعلام الصوفية للأستاذ الدكتور جودة أبو اليزيد المهدي ( صـ 7 )

[3] وقد ذكر السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح جملة وافرة من هذه التوسلات في كتابه : أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته "

[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 13, 2007 8:32 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
ومما يغلب الظن برجوع ابن الجوزي عن إنكاره : ماذكره ابن الحاج في شرح ابن باديس :

[ قال : حضر يوما مجلسه " أي مجلس سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه " الشيخ أبو الفرج بن الجوزي ففسر الشيخ عبد القادر آية وذكر فيها وجوها , وإلى جانب الشيخ أبي الفرج من يسأله : أتعرف هذا القول ؟ فيقول : نعم , إلى أن بلغ أحد عشر وجها يعرفها أبو الفرج , ثم زاد الشيخ حتى انتهى إلى أربعين وجها وعزا كل وجه إلى قائله , فاشتد تعجب الشيخ أبي الفرج من كثرة علم الشيخ , ثم قال : نترك المقال ونرجع للأحوال , لا إله إلا الله محمد رسول الله , فاضطرب الناس اضطرابا شديدا , ومزق أبو الفرج ثوبه . ] اهـ [1] .

وبعد ...

فهذا ما تيسر ذكره فيما يخص ما يتعلق به الوهابية من افتراءات وأباطيل , يدأبون في نشرها بين العوام والبسطاء , بلا كلل أو ملل .

وعلى الجانب الآخر نجد الكثير ممن لديه الحق يتكاسل ويتقاعس حتى عن مجرد الإعلان عما لديه , ناهيك عن السعي لنشره والدفاع عنه .

فحسبنا الله ونعم الوكيل , ونعوذ بالله من العجز والكسل والجبن والخذلان .

يتبع إن شاء الله

هامش

[1] من كتاب : " لسان التعريف بحال الولي الشريف , تأليف الشيخ جلال الدين الكركي "من هامش صـ 241 , من تعليقات مقدم الكتاب الأستاذ : عاطف وفدي .
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 14, 2007 1:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I]

5
5- إخفاء – عن عمد وعن جهل – لحقيقة السادة الصوفية كما تبرزها شهادات أئمة الأمة

واستكمالا لمسلسل الكذب والتضليل نجد أن دعاة وأبواق الوهابية يعملون بكل ما اوتوا من قوة إما عمدا من بعضهم وجهلا من البعض الآخر , يعملون على عدم إبراز ما قاله أئمة الأمة الأعلام في حق السادة الصوفية , كما يحاولون دائما عدم ذكر من هم الصوفية ؟ أو ذكر أسمائهم .

وكشفا لهذا الكذب الصريح أستعرض معكم أحبتي في الله هذه الشهادات من أقوال أئمة الأمة المحمدية في حق السادة الصوفية , وانقلها لكم من كتاب : " حقائق عن التصوف " للشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه .

وهذه الشهادات مصحوبة ببعض الزيادات تيسر لي بحمد من الله وفضل جمعها , سواء زيادات فيما أورده الشيخ عبد القادر عيسى أو في ذكر شهادات لأئمة أعلام لم يذكرها الأستاذ المؤلف .

كما أعرض هذه الشهادات مصحوبة بمقدمة نقلتها من كتاب " حتى لا تضيع الهوية الصوفية " إعداد وتأليف السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح , فهي خير ما يذكر كمقدمة لهذا الموضوع .

مقدمة

التصوف والمتصوفة عبر السنين

" وأن إلى ربك المنتهى " ( النجم 42) .

" إن إلى ربك الرجعى" ( العلق 8 ) .

دخل النبي صلى الله عليه وسلم مرة على أصحابه فقال لهم : " سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها " .

وصى النبي صلى الله عليه وسلم بالثقلين – القرآن وأهل بيته – ووصى بالخلفاء الراشدين . وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , وصحابته كانوا مع الأمان الأعظم صلى الله عليه وسلم , قد حدثت خلافات بسيطة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم , ولكن سرعان ما ذهبت .

ثم كان انتقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك شيئا مريعا لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ولصحابته , بعدها أجمع جمهور الصحابة على أبي بكر الصديق الذي حارب المرتدين وثبت دعائم هذا الدين , تولى الخلافة بعده الفاروق عمر بن الخطاب , فمد بساط الإسلام وحقق دولة الخلافة .

ثم تولى الخلافة بعده ذو النورين عثمان بن عفان , وفي خلافته كثر المال وضاقت بعض النفوس ومات شهيدا مظلوما , ثم تولى الخلافة مدينة العلم علي بن أبي طالب الذي أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مقتول , خرج إلى الكوفة ليقضي الله أمرا كان مفعولا , بغى عليه معاوية وحدث ما حدث , ثم بدأت في الأفق خطط جديدة لضرب الإسلام .

ثلاثة من الخلفاء الأربعة الكبار قتلوا !! ما هذا ! الإسلام العظيم ما زال يتغلغل في نفوس وذوات من لم يذق الإسلام من قبل وإن قتل خلفاؤه .

أحداث ومآس وقعت بعد الخلفاء الأربعة بدأت بقتل مولانا الحسين ومن قبل بتسميم أخيه الحسن , أعمال وأفعال بني أمية كانت مخزية – فمن كان اسمه عليّ بحثوا عنه ليقتلوه – كان لابد لهم من يوم وقد كان , فها هم العباسيون يفعلون ما يفعلون . لكن القتل هو القتل , الأمويون والعباسيون لم يكفوا عن تطريد وتشريد وتقتيل أهل البيت , أحداث التاريخ مليئة بدماء أهل البيت .

المسلم العادي كان يقف ينظر بحسرة وألم وإلا فسيف الحجاج والسفاح في انتظاره . المال وفير , العلم موجود ويدرس , لكن الحياة مخيفة , فآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم دماؤهم مباحة.

أين أنا كإنسان ؟ أين أنا من قرآن الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أهذا هو الإسلام ؟! – لم يروا ما نحن فيه الآن – .

في تلك الآونة ظهر صنف من أهل الله بانكسار وحزن وبعمق ونظر ثابت قالوا لملوك الأرض : تركنا لكم الدنيا تركنا لكم معبودكم فاسم الله الأعظم عندكم هو الدينار والدرهم , ظهر منهم أقوام يعبدون الله بالأنفاس في كل نفس لهم شأن , وأقوام يعبدون الله بمراقبة الخواطر , وأقوام بالفناء في المحبة في الله ورسوله , وأقوام في العزلة والاعتزال , وبعضهم بالسجود وبعضهم بكلهم , وأقوام بالرجولة وأقوام بالوجود في قلب الأحداث , و... , و .. . بدأت بلورة هؤلاء الأقوام في الظهور , فهم امتداد طبيعي لمن كان قبلهم من أهل الله وأولهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

اهتم الفقهاء بالفقه , وعلماء الأحاديث بالسند والمتن , والنحاة بالإعراب وعلوم اللغة , والمفسرون بمعاني القرآن . أما خاصة أهل الله فاهتموا بكل ما سبق واهتموا بالبنيان الذي بناه الله وهو أنت يا ابن آدم واهتموا أكثر بالقلب فقد قال طبيبهم ومعلمهم ومددهم صلى الله عليه وسلم " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " .

هؤلاء القوم اصطلحوا على لفظ يتسمون به وهو " الصوفية " فلو أنهم سموا أنفسهم " أهل الله " لكانت تزكية .

وضع علماء الحديث ألفاظا للدلالة على ثقة الراوي وصحة الحديث مثل : فلان حجة , ثبت , حافظ , صدوق , لا بأس به , منكر الحديث , ضعيف , وضاع , كذاب , وهكذا , قالوا في الأحاديث : حديث ضعيف , صحيح , منكر , منقطع , مرسل , معضل , وهكذا .

وكذلك وضع علماء أصول الفقه مصطلحاتهم مثل : الشرط , الركن , الواجب , المستحب , الجائز , المكروه , الحرام , فرض الكفاية وفرض العين .

وهكذا أوضح علماء كل فن من فنون العلم الأسس والقواعد والمصطلحات الخاصة به .

كذلك فعل الصوفية . كان الأمر في بدايته مستساغا من البعض مستغربا من آخرين , فقد كان في الصوفية إبراهيم بن أدهم , والفضيل بن عياض ومعروف الكرخي الذي كان يتوسل أناس من السلف بقبره ويقولون عنه : "الترياق المجرب " .

استمرت رحلة الصوفية وتعددت الأنواع والأشكال وطريقة التعبير, فكما يقولون: الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلق.

كأي طائفة من الطوائف قد يخرج من يشذ , لكن جمهور الصوفية كانوا على النهج القديم إلا ما ندر .

ما حكم من يترك جمهور الصوفية الذين - أثنى عليهم العلماء – وعددهم بمئات الآلاف في العصور الأولى ثم بالملايين في العصور التي تليها , ويتحجج بموقف بعض منحرفة الصوفية أو من أشكل على الناس حالهم .وعددهم خلال العصور بسيط جدا – يا ترى نسبتهم كم بالمائة – هذا الإنسان الطاعن في جمهور الصوفية – بلا أدنى شك – غرضه هدم بناء جمهور الأمة .

ما عليك إلا أن تفتح كتب التاريخ وتبحث عن : من هم الصوفية وستجد أنهم جمهور الأمة وجمهور العلماء .

نقول لمن يريد أن يبرز الشاذ ويترك الأفاضل :

مثلك كمثل الذي يجلس فيسمع الحكمة ثم لا يحدث عن صاحبه إلا بشر ما سمع , فهو كمثل رجل أتى راعيا فقال : يا راعي أجزر لي شاة من غنمك , قال : اذهب فخذ بأذن خيرها , فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم .

أنت يا هذا لا تدرك معنى التصوف . اهـ [ 1 ]

شهادات أئمة الأمة المحمدية للسادة الصوفية

- الإِمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى :

نقل الإمام الفقيه الحنفي الحصكفي في كتابه الدر المختار:

" أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال: (أنا أخذتُ هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أباذي، وقال أبو القاسم: أنا أخذتها من الشبلي، وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي، وهو من داود الطائي، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه، وكلٌ منهم أثنى عليه وأقرّ بفضله..) ثم قال صاحب الدر معلقاً: (فيا عجباً لك يا أخي! ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار؟ أكانوا مُتَّهمين في هذا الإِقرار والافتخار، وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة والحقيقة ؟ ومَن بعدهم في هذا الأمر فلهم تبع، وكل ما خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع) . اهـ .

فها هو الإمام الأعظم كان شيخا مسلكا مربيا يتلقى عنه الأئمة سند الطريق , ولتنظر أخي إلى وصف الإمام الحصكفي لأئمة التصوف المعول عليهم في تلقي السند الصوفي , وكيف يتكلم عنهم وبماذا وصفهم .

[الدر المختار ج1. صـ43, و أبو حنيفة أحد الأئمة الأربعة، أشهر من أن يعرف، توفي في بغداد سنة 150هـ.].

- الإِمام مالك رحمه الله تعالى :

يقول الإِمام مالك رحمه الله تعالى: (مَنْ تفقَّهَ ولم يتصوف فقد تفسق، ومَنْ تصوَّف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن جمعَ بينهما فقد تحقَّق)

[ من حاشية العلامة علي العدوي على شرح الإِمام الزرقاني على متن العزية في الفقه المالكي جـ3. صـ195. وشرح عين العلم وزين الحلم للإِمام ملا علي القاري المتوفى 1014هـ. ج1. ص33. والإِمام مالك رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي سنة 179هـ في المدينة المنورة].

- الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى :

قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى [الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي في مصر سنة 204هـ]:

(صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:

قولهم: الوقت سيف إِن لم تقطعه قطعك.

وقولهم: نفسَك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.

وقولهم: العدم عصمة)

[تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريق الشاذلية للإِمام جلال الدين السيوطي ص15].

وقال أيضاً: (حُبِّبَ إِليَّ من دنياكم ثلاث: تركُ التكلف، وعِشرةُ الخلق بالتلطُّف، والاقتداء بطريق أهل التصوف)

[من كتاب “ كشف الخفاء ومزيل الإِلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس” للإِمام العجلوني المتوفى سنة 1162هـ. جـ1. صـ341].

-الإِمام أحمد رحمه الله تعالى :

كان الإِمام أحمد رحمه الله تعالى [الإِمام أحمد رحمه الله تعالى أحد الأئمة الأربعة المشهورين توفي سنة 241هـ] قبل مصاحبته للصوفية يقول لولده عبد الله رحمه الله تعالى: (يا ولدي عليك بالحديث، وإِياك ومجالسة هؤلاء الذين سموا أنفسهم صوفية، فإِنهم ربما كان أحدهم جاهلاً بأحكام دينه. فلمَّا صحب أبا حمزة البغدادي الصوفي، وعرف أحوال القوم، أصبح يقول لولده: يا ولدي عليك بمجالسة هؤلاء القوم، فِإِنهم زادوا علينا بكثرة العلم والمراقبة والخشية والزهد وعلو الهمة) . أهـ [من كتاب “ تنوير القلوب” ص405 للعلامة الشيخ أمين الكردي] .

" وحضر ذات ليلة الإمام أحمد بن حنبل مجلس الإمام الصوفي الحارث المحاسبي ومريديه رضى الله عنهم واستمع إلى كلامه في المعرفة فبكى حتى غشى عليه فقيل له كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله فقال ما أعلم أنى رأيت مثل هؤلاء القوم ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل "

[ " نقلا عن الحافظ ابن الجوزي من كتابه : مناقب الإمام أحمد بن حنبل صـ 186 " ].

( ونقل العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إِبراهيم بن عبد الله القلانسي رحمه الله تعالى أن الإِمام أحمد رحمه الله تعالى قال عن الصوفية: (لا أعلم أقواماً أفضل منهم. قيل: إِنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة..)

[“غذاء الألباب شرح منظومة الآداب” ج1. ص120].

ونقل الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب " تهذيب التهذيب " ( 2 / 117 ) :

" وروى الخطيب بسند صحيح أن الإمام أحمد سمع كلام المحاسبي فقال لبعض أصحابه ما سمعت في الحقائق مثل كلام هذا الرجل ولا أرى لك صحبتهم .

قلت – أي الإمام ابن حجر - إنما نهاه عن صحبتهم لعلمه بقصوره عن مقامهم فإنه في مقام ضيق لا يسلكه كل واحد ويخاف على من

يسلكه أن لا يوفيه حقه .

وقال الأستاذ أبو منصور البغدادي – عن الحارث المحاسبي - في الطبقة الأولى من أصحاب الشافعي كان إماما في الفقه والتصوف والحديث والكلام وكتبه في هذه العلوم أصول من يصنف فيها ." اهـ

يتبع إن شاء الله

هوامش

[ 1 ] - هذه المقدمة منقولة من كتاب : حتى لا تضيع الهوية الصوفية " إعداد وتأليف السيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح , صـ " 15 – 18 " .

[/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 15, 2007 11:23 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- الإِمام المحاسبي رحمه الله تعالى :

ويقول الإِمام المحاسبي رحمه الله تعالى، متحدثاً عن جهاده المرير للوصول إِلى الحق حتى اهتدى إِلى التصوف ورجاله، وهو من أروع ما كتب في وصف الحياة الصوفية والخلقية والإِيمانية:
(أما بعد، فقد انتهى البيان إِلى أن هذه الأمة تفترق على بضع وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والله أعلم بسائرها؛ فلم أزل برهة من عمري، أنظر اختلاف الأمة، وألتمس المنهاج الواضح والسبيل القاصد، وأطلب من العلم والعمل، وأستدل على طريق الآخرة بإِرشاد العلماء، وعقلت كثيراً من كلام الله عز وجل بتأويل الفقهاء، وتدبرت أحوال الأمة، ونظرت في مذاهبها وأقاويلها، فعقلت من ذلك ما قدّر لي، ورأيت اختلافهم بحراً عميقاً، غرق فيه ناس كثير، وسلم منه عصابة قليلة، ورأيت كل صنف منهم، يزعم أن النجاة لمن تبعهم، وأن المهالك لمن خالفهم، ثم رأيت الناس أصنافاً:

فمنهم العالم بأمر الآخرة، لقاؤه عسير، ووجوده عزيز.
ومنهم الجاهل، فالبعد عنه غنيمة.
ومنهم المتشبه بالعلماء، مشغوف بدنياه، مؤثر لها.
ومنهم حامل علم، منسوب إِلى الدين، ملتمس بعلمه التعظيم والعلو، ينال بالدين من عرض الدنيا.
ومنهم حامل علم، لا يعلم تأويل ما حمل.
ومنهم متشبه بالنُّسَّاك، متحرٌّ للخير، لا غناء عنده، ولا نفاذ لعلمه [إِلى قلوب السامعين]، ولا معتمَد على رأيه.
ومنهم منسوب إِلى العقل والدهاء، مفقود الورع والتقى.
ومنهم متوادُّون، على الهوى واقفون، وللدنيا يذِلون، ورياستَها يطلبون. ومنهم شياطين الإِنس، عن الآخرة يصدون، وعلى الدنيا يتكالبون، وإِلى جمعها يُهرعون، وفي الاستكثار منها يرغبون، فهم في الدنيا أحياء، وفي العُرف موتى، بل العُرف عندهم منكر، والاستواء [بين الحي والميت] معروف.

فتفقدْت في الأصناف نفسي، وضِقتُ بذلك ذرعاً، فقصدت إِلى هدى المهتدين، بطلب السداد والهدى، واسترشدت العلم، وأَعملْت الفكر، وأطلت النظر، فتبيَّن لي من كتاب الله تعالى وسنة نبيه وإِجماع الأمة، أن اتباع الهوى يعمي عن الرشد، ويضل عن الحق، ويطيل المكث في العمى.
فبدأتُ بإِسقاط الهوى عن قلبي، ووقفت عند اختلاف الأمة مرتاداً لطلب الفرقة الناجية، حذِراً من الأهواء المُرْدية والفرقة الهالكة، متحرزاً من الاقتحام قبل البيان، وألتمس سبيل النجاة لِمُهْجةِ نفسي.

ثم وجدْتُ باجتماع الأمة في كتاب الله المنزل أن سبيل النجاة في التمسك بتقوى الله وأداء فرائضه، والورع في حلاله وحرامه وجميع حدوده، والإِخلاص لله تعالى بطاعته، والتأسِّي برسوله صلى الله عليه وسلم. فطلبت معرفة الفرائض والسنن عند العلماء في الآثار، فرأيت اجتماعاً واختلافاً، ووجدتُ جميعهم مجتمعين على أن علم الفرائض والسنن عند العلماء بالله وأمره، الفقهاء عن الله العاملين برضوانه الورعين عن محارمه المتأسين برسوله صلى الله عليه وسلم والمؤثرين الآخرة على الدنيا؛ أُولئك المتمسكون بأمر الله وسنن المرسلين.

فالتمست من بين الأمة هذا الصنف المجتمَعَ عليهم والموصوفين بآثارهم، واقتبست من علمهم، فرأيتهم أقل من القليل، ورأيت علمهم مندرساً كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “بدأ الإِسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء” [أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه]، وهم المتفرِّدون بدينهم، فعظمتْ مصيبتي لفقد الأولياء الأتقياء، وخشيتُ بغتة الموت أن يفاجئني على اضطرابٍ من عمري لاختلاف الأمة، فانكمشت في طلب عالم لم أجد لي من معرفته بُدّاً، ولم أقصّر في الاحتياط ولا في النصح. فقيَّضَ لي الرؤوف بعباده قوماً وجدت فيهم دلائل التقوى وأعلام الورع وإِيثار الآخرة على الدنيا، ووجدت إِرشادهم ووصاياهم موافقة لأفاعيل أئمة الهدى، [ووجدتهم] مجتمعين على نصح الأمة، لا يُرَجُّون أبداً في معصيته، ولا يُقَنِّطون أبداً من رحمته، يرضون أبداً بالصبر على البأساء والضراء والرضا بالقضاء والشكر على النعماء، يُحبِّبون الله تعالى إِلى العباد بذكرهمْ أياديه وإِحسانه، ويحثُّون العباد على الإِنابة إِلى الله تعالى، علماء بعظمة الله تعالى، علماء بعظيم قدرته، وعلماء بكتابه وسنته، فقهاء في دينه، علماء بما يحب ويكره، وَرِعين عن البدع والأهواء، تاركين التعمق والإِغلاء، مبغضين للجدال والمراء، متورِّعين عن الاغتياب والظلم مخالفين لأهوائهم، محاسبين لأنفسهم، مالكين لجوارحهم، ورعين في مطاعمهم وملابسهم وجميع أحوالهم، مُجانبين للشبهات، تاركين للشهوات، مجتزئين بالبُلْغة من الأقوات، متقللين من المباح، زاهدين في الحلال، مشفِقين من الحساب، وَجِلين من المعاد، مشغولين بينهم، مُزْرِين على أنفسهم من دون غيرهم، لكل امرىء منهم شأن يغنيه، علماء بأمر الآخرة وأقاويل القيامة وجزيل الثواب وأليم العقاب. ذلك أورثهم الحزن الدائم والهَمَّ المقيم، فشغلوا عن سرور الدنيا ونعيمها. ولقد وصفوا من آداب الدين صفات، وحدُّوا للورع حدوداً ضاق لها صدري، وعلمت أن آداب الدين وصدق الورع بحر لا ينجو من الغرق فيه شبهي، ولا يقوم بحدوده مثلي، فتبين لي فضلهم، واتضح لي نصحهم، وأيقنتُ أنهم العاملون بطريق الآخرة والمتأسون بالمرسلين، والمصابيح لمن استضاء بهم، والهادون لمن استرشد.

فأصبحت راغباً في مذهبهم مقتبساً من فوائدهم قابلاً لآدابهم محباً لطاعتهم، لا أعدل بهم شيئاً، ولا أوثر عليهم أحداً، ففتح الله لي علماً اتضح لي برهانه، وأنار لي فضله، ورجوت النجاة لمن أقرَّ به أو انتحله، وأيقنت بالغوث لمن عمل به، ورأيت الاعوجاج فيمن خالفه، ورأيت الرَّيْن متراكماً على قلب من جهله وجحده، ورأيت الحجة العظمى لمن فهمه، ورأيت انتحاله والعمل بحدوده واجباً عليَّ، فاعتقدته في سريرتي، وانطويت عليه بضميري، وجعلته أساس ديني، وبنيت عليه أعمالي، وتقلَّبْت فيه بأحوالي. وسألت الله عز وجل أن يوزِعَني شكرَ ما أنعم به عليَّ، وأن يقويني على القيام بحدود ما عرَّفني به، مع معرفتي بتقصيري في ذلك، وأني لا أدرك شكره أبداً) .

[من كتاب الوصايا ص27 -32. للإِمام أبي عبد الله الحارث المحاسبي المتوفى 243هـ. وهو من أمهات الكتب الصوفية المعتمدة].

-الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى :

قال الإِمام الكبير حجة المتكلمين عبد القاهر البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الفَرْقُ بين الفِرَقِ:

(الفصل الأول من فصول هذا الباب في بيان أصناف أهل السنة والجماعة. اعلموا أسعدكم الله أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس:

1 - صنف منهم أحاطوا علماً بأبواب التوحيد والنبوة وأحكام الوعد والوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والإِمامة والزعامة..

2 - والصنف الثاني منهم: أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث من الذين اعتقدوا في أُصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفاته الأزلية وتبرَّؤُا من القدر والاعتزال، وقالوا بدوام نعيم الجنة على أهلها، ودوام عذاب النار على الكفرة، وقالوا بإِمامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وأحسنوا الثناء على السلف الصالح من الأمة، ورأوا وجوب الجمعة خلف الأئمة الذين تبرؤا من أهل الأهواء الضالة، ورأَوْا وجوب استنباط أحكام الشريعة من القرآن والسنة ومن إِجماع الصحابة، ويدخل في هذه الجماعة أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رضي الله عنهم.

3- والصنف الثالث منهم: هم الذين أحاطوا علماً بطرق الأخبار والسنن المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام، وميزوا بين الصحيح والسقيم منها، وعرفوا أسباب الجرح والتعديل، ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل الأهواء الضالة.

4 - والصنف الرابع منهم: قوم أحاطوا علماً بأكثر أبواب الأدب والنحو والتصريف، وَجَروْا على سَمْتِ أئمة اللغة كالخليل وأبي عمرو بن العلاء وسيبويه.

5 - والصنف الخامس منهم: هم الذين أحاطوا علماً بوجوه قراءات القرآن وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وفق مذاهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضالة.

6 - والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا، واختَبروا فاعتبروا، ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور، وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كل أُولئك مسؤول عن الخير والشر، ومحاسب على مثاقيل الذر، فأعدُّوا خير الإِعداد ليوم المعاد، وجرى كلامهم في طريقَيْ العبارة والإِشارة على سَمْتِ أهل الحديث دون من يشتري لهو الحديث، لا يعملون الخير رياء، ولا يتركونه حياء، دينُهم التوحيد ونفي التشبيه، ومذهبهم التفويضُ إِلى الله تعالى، والتوكلُ عليه والتسليمُ لأمره، والقناعةُ بما رزقوا، والإِعراضُ عن الاعتراض عليه. {ذلكَ فضلُ اللهِ يؤتِيهِ مَنْ يشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ} [الجمعة: 4].

7- والصنف السابع منهم: قوم مرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة، يجاهدون أعداء المسلمين ويحمون حمى المسلمين.

8- والصنف الثامن منهم: عامة البلدان التي غلب فيها شعائر أهل السنة، دون عامة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضالة..)

[من كتاب الفَرْقُ بين الفِرَقِ للإِمام عبد القاهر البغدادي المتوفى سنة 429هـ. ص189] .

- الإمام القشيري رحمه الله تعالى :

وقال الإِمام أبو القاسم القشيري رحمه الله تعالى في مقدمة رسالته المشهورة متحدثاً عن الصوفية:

(جعل الله هذه الطائفة صفوة أوليائه، وفَضَّلهم على الكافة من عباده بعد رسله وأنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، وجعل قلوبهم معادن أسراره، واختصَّهم من بين الأمة بطوالع أنواره، فهم الغياث للخلق، والدائرون في عموم أحوالهم مع الحق بالحق. صفَّاهم من كدورات البشرية، ورقَّاهم إِلى محل المشاهدات بما تجلى لهم من حقائق الأحدية، ووفقهم للقيام بآداب العبودية، وأشهدهم مجاري أحكام الربوبية، فقاموا بأداء ما عليهم من واجبات التكليف، وتحققوا بما مَنَّه سبحانه لهم من التقليب والتصريف، ثم رجعوا إِلى الله سبحانه وتعالى بصدق الافتقار ونعت الانكسار، ولم يتَّكِلوا على ما حصل منهم من الأعمال أو صفا لهم من الأحوال، علماً منهم بأنه جلَّ وعلا يفعل ما يريد، ويختار من يشاء من العبيد لا يحكم عليه خلق، ولا يتوجه عليه لمخلوق حق، ثوابه ابتداء فضل، وعذابه حكم بعدل، وأمره قضاء فصل) .

[الرسالة القشيرية للإِمام أبي القاسم القشيري المتوفى سنة 465هـ. صـ2].

- حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :

وها هو ذا حجة الإِسلام الإِمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى يتحدث في كتابه" المنقذ من الضلال " عن الصوفية وعن سلوكهم وطريقتهم الحقة الموصلة إِلى الله تعالى فيقول:

(ولقد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السيرة، وطريقتهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق.. ثم يقول رداً على من أنكر على الصوفية وتهجَّم عليهم: وبالجملة فماذا يقول القائلون في طريقةٍ طهارتُها - وهي أول شروطها - تطهيرُ القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة استغراقُ القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله)

[ من كتاب المنقذ من الضلال لحجة الإِسلام الغزالي المتوفى سنة 505هـ. صـ17].

- الإِمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى :

قال العلامة الكبير والمفسر الشهير الإِمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في كتابه " اعتقادات فرق المسلمين والمشركين " :

(الباب الثامن في أحوال الصوفية:

اعلم أن أكثر مَنْ حَصَرَ فرق الأمة، لم يذكر الصوفية وذلك خطأ، لأن حاصل قول الصوفية أن الطريق إِلى معرفة الله تعالى هو التصفية والتجرد من العلائق البدنية، وهذا طريق حسن.. وقال أيضاً: والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية، ويجتهدون ألاَّ يخلو سرَّهم وبالَهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم، منطبعون على كمال الأدب مع الله عز وجل، وهؤلاء هم خير فرق الآدميين) .

[من كتاب اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للإِمام فخر الدين الرازي صـ 72 –73 ]
توفي الإمام الرازي سنة 606هـ بمدينة هراة.

" يقول محرر كتاب اعتقادات فرق المسلمين علي سامي النشار":

(وفي أواخر أيامه [فخر الدين الرازي] وقد بلغ أوج كماله العلمي حدث له ما حدث لأبي حامد الغزالي من قبل، فقلَّتْ ثقته بالعقل الإِنساني، وأحسَّ عجزه، وأدرك تماماً أنه لا يستطيع الإِحاطة بالوجود في ذاته، فأدركتْه حالة صوفية كانت تنتابه منها في بعض مجالس وعظه نوباتٌ فيصرخ مستغيثاً.

ووعظ يوماً بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري، وحصلت له حال فاستغاث: (يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى).

ونظم أشعاراً تغلب عليها النزعة الصوفية كقوله :
نهايةُ إِقدام العقول عقالُ وأكثرُ سعي العالمينَ ضلالُ
وأرواحُنا في وَحشةٍ من جِسومنا وحاصلُ دنيانا أذى ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طولَ عمرنا سوى أنْ جمعنا فيه قيلَ وقالوا

وكان للإِمام فخر الدين الرازي صلة قوية بالشيخ الأكبر محي الدين بن عربي على أثر إِرسال رسالة جاءته من الشيخ محي الدين بن عربي، بين له فيها قيمة العلوم العرفانية الوهبية وشوَّقَه لها، وهذه الرسالة مطبوعة بالمطبعة السلفية بمصر وتسمى “رسالة شيخ الطريقة محي الدين بن عربي إِلى الإِمام ابن الخطيب الري المعروف بفخر الرازي” نسخها وأبرزها وصححها عبد العزيز الميمني الراجقوتي الأثري المقرىء بالجامعة الإِسلامية في عليكرة بالهند عام 1334 في مجموعة ثلاث رسائل].
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 17, 2007 7:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى :

[عز الدين بن عبد السلام يلقب بشيخ العلماء وبسلطان العلماء ولد سنة 577هـ، وتوفي سنة 660هـ. انتهت إِليه الإِمامة، وبلغ منزلة الاجتهاد مع الزهد والورع. ولد بالشام، ووفد مصر فأقام بها أكثر من عشرين عاماً، ناشراً للعلم آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر. وألَّفَ كتباً كثيرة، وأخذ التصوف عن شهاب الدين السهروردي، وسلك على يد الشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى، وكان يقول إِذا حضر مجلسه وسمع كلامه: هذا كلام قريب العهد بالله] انظر ترجمته في كتاب " حسن المحاضرة للإمام السيوطي " .

قال سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى في كتابه قواعد الأحكام في مصالح الأنام ( 2 / 191 ) :

" فصل في معرفة الفضائل :
الفضائل بالمعارف والأحوال وما يتبعها من الأقوال والأعمال ولقد نال الأنبياء بذلك أفضل منال , فورث عنهم العارفون بعض المعارف والأحوال , وورث عنهم العارفون التقرب بالأقوال والأعمال , وورث عنهم الفقهاء التقرب بمعرفة الأحكام المتعلقة بالجوارح والأبدان وورث عنهم أهل الطريقة الأحكام المتعلقة بالبواطن " اهـ

وللإمام عز الدين بن عبد السلام كتابا بعنوان [ حل الرموز أو زبد التصوف ] , قدم فيه شروحا نفيسة لبعض مراحل الطريق الصوفي , كما عرض فيه أيضا لبعض الرقائق والدقائق .

- الإمام حافظ الدنيا ابن عساكر الدمشقي :

وقد ترجم لبعض أئمة التصوف في كتابه " تبيين كذب المفتري " ننقل من هذه التراجم جزءا من ترجمته للإمام أبي القاسم القشيري رحمه الله - صاحب الرسالة القشيرية في علم التصوف - قال عنه (صـ 209 , 210):

" الإمام مطلقا الفقيه المتكلم الأصولي , المفسر الأديب النحوي الكاتب الشاعر , لسان عصره وسيد وقته وسر الله بين خلقه , شيخ المشايخ وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة ومقصود سالكي الطريقة , وبندار الحقيقة وعين السعادة وقطب السيادة وحقيقة الملاحة لم ير مثل نفسه , ولا رأى الراؤون مثله في كماله وبراعته , جمع من علم الشريعة والحقيقة وشرح أحسن الشرح أصول الطريقة " ... وقد أخذ طريق التصوف من الأستاذ أبي علي الدقاق وأخذها أبو علي عن أبي القاسم النصراباذي والنصراباذي عن الشبلي والشبلي عن الجنيد والجنيد عن السري السقطي والسري عن معروف الكرخي ومعروف عن داود الطائي وداود لقي التابعين , هكذا كان يذكر إسناد طريقته . " اهـ مختصرا

- الإمام النووي رحمه الله تعالى :

قال الإِمام النووي رحمه الله تعالى في رسالته المقاصد: أصول طريق التصوف خمسة:
1 - تقوى الله في السر والعلانية.
2 - اتباع السنة في الأقوال والأفعال.
3 - الإِعراض عن الخلق في الإِقبال والإِدبار.
4 - الرضى عن الله في القليل والكثير.
5 - الرجوع إِلى الله في السراء والضراء)
[مقاصد الإِمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف صـ20 توفي الإِمام النووي سنة 676هـ في قرية من قرى الشام تسمى: نوى].

كما وأن له كتابا بعنوان [ بستان العارفين ] وهو كتاب في التصوف والرقائق جمع فيه نفائس غالية من أقوال وسير أئمة التصوف .

- الإمام ابن الملقن رحمه الله تعالى :
ألف رحمه الله كتابا بعنوان " طبقات الأولياء " ويعرف أيضا بطبقات ابن الملقن , وهذا الكتاب من أشهر مؤلفاته التي سار بها رواة الأخبار،واشتهر ذكرها في الأقطار. كما يقول الحافظ ابن فهد في كتبه " لحظ الألحاظ " ( صـ 202 ) . وهو في تراجم مشايخ الصوفية، منذ منتصف القرن الثاني الهجري، حتى أواخر القرن الثامن، أولهم: إبراهيم بن أدهم (توفي 161هـ) وآخرهم ، معاصره: الشهاب القونوي (ت. بعد 787 هـ). ويضم (230) ترجمة رئيسية غير التراجم الفرعية. وأتبعه بذيل في تراجم من اشتهر بكنيته منهم، وذيل ضم قصيدتين للديريني في سلسلة خرقته وخرقة ابن الملقن. – أي في سلسلة السند الصوفي لكل منهما – وقد ترجم رحمه الله في كتابه هذا للسادة الصوفية بما هم أهله , ولننظر إلى جزء من كلامه في مقدمة الكتاب " صـ 1 " فنراه يقول عن هؤلاء السادة الأماجد :

" وبعد:
فهذه جملة من طبقات الأعلام الأعيان، وأوتاد الأقطاب في كل قطر وأوان؛ جمعتهم لأهتدي بمآثرهم، وأقتفي بآثارهم، رجاء أن أنظم في سلكهم ، " فالمرء مع من أحب "، وأحيا بذكرهم ، ويزول عني النصب. وعلى الله واليه التفويض والاستناد . " اهـ

- الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :

ولننظر لما ترجم به الحافظ ابن كثير للإمام الجنيد -الإمام الصوفي الكبير -فقد قال عنه في كتابه [ البداية والنهاية ] :
" أبو القاسم الخزاز ويقال له القواريري أصله من نهاوند ولد ببغداد ونشأ بها وسمع الحديث من الحسين بن عرفة وتفقه بأبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وكان يفتي بحضرته وعمره عشرون سنة وقد ذكرناه في طبقات الشافعية واشتهر بصحبة الحارث المحاسبي وخاله سرى السقطي , ولازم التعبد ففتح الله عليه بسبب ذلك علوما كثيرة وتكلم على طريقة الصوفية وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة وثلاثين ألف تسبيحة ومكث أربعين سنة لا يأوي إلى فراش ففتح عليه من العلم النافع والعمل الصالح بأمور لم تحصل لغيره في زمانه وكان يعرف سائر فنون العلم وإذا أخذ فيها لم يكن له فيها وقفة ولا كبوة حتى كان يقول في المسألة الواحدة وجوها كثيرة لم تخطر للعلماء ببال وكذلك في التصوف وغيره .ولما حضرته الوفاة جعل يصلي ويتلو القرآن فقيل له لو رفقت بنفسك في مثل هذا الحال فقال لا أحد أحوج إلى ذلك منى الآن وهذا أوان طي صحيفتي .

قال ابن خلكان أخذ الفقه عن أبي ثور ويقال كان يتفقه على مذهب سفيان الثوري وكان ابن سريح يصحبه ويلازمه وربما استفاد منه أشياء في الفقه لم تخطر له ببال ويقال إنه سأله مرة عن مسألة فأجابه فيها بجوابات كثيرة فقال يا أبا القاسم ألم أكن أعرف فيها سوى ثلاثة أجوبة مما ذكرت فأعدها علي فأعادها بجوابات أخرى كثيرة فقال والله ما سمعت هذا قبل اليوم فأعده فأعاده بجوابات أخرى غير ذلك فقال له لم أسمع بمثل هذا فأمله علي حتى أكتبه فقال الجنيد لئن كنت أجريه فأنا أمليه أي إن الله هو الذي يجري ذلك على قلبي وينطق به لساني وليس هذا مستفاد من كتب ولا من تعلم وإنما هذا من فضل الله عز وجل يلهمنيه ويجريه على لساني فقال فمن أين استفدت هذا العلم قال من جلوسي بين يدي الله أربعين سنة .

والصحيح أنه كان على مذهب سفيان الثوري وطريقه والله أعلم وسئل الجنيد عن العارف فقال من نطق عن سرك وأنت ساكت وقال مذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في مذهبنا وطريقتنا ورأى بعضهم معه مسبحة فقال له أنت مع شرفك تتخذ مسبحة فقال طريق وصلت به إلى الله لا أفارقه وقال له خاله السري تكلم على الناس فلم ير نفسه موضعا فرأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له تكلم على الناس فغدا على خاله فقال له لم تسمع منى حتى قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم , فتكلم على الناس

فجاءه يوما شاب نصراني في صورة مسلم فقال له يا أبا القاسم ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) فأطرق الجنيد ثم رفع رأسه إليه وقال أسلم فقد آن لك أن تسلم , قال : فأسلم الغلام ".اهـ
[ من كتاب البداية والنهاية "11 / 121 " ] .

- الإمام الحافظ أبو نعيم الأصفهاني :

قال في مقدمة موسوعته المسماة " حلية الأولياء :
" أما بعد أحسن الله توفيقك فقد استعنت بالله عز وجل وأجبتك الى ما ابتغيت من جمع كتاب يتضمن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم من أعلام المتحققين من المتصوفة وأئمتهم وترتيب طبقاتهم من النساك من قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم ممن عرف الأدلة والحقائق وباشر الأحوال والطرائق وساكن الرياض والحدائق وفارق العوارض والعلائق وتبرأ من المتنطعين والمتعمقين ومن أهل الدعاوى من المتسوفين ومن الكسالى والمتثبطين المتشبهين بهم في اللباس والمقال والمخالفين لهم في العقيدة والفعال وذلك لما بلغك من بسط لساننا ولسان أهل الفقه والآثار في كل القطر والأمصار في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار والمباحية والحلولية الكفار وليس ما حل بالكذبة من الوقيعة والإنكار بقادح في منقبة البررة الأخيار وواضع من درجة الصفوة الأبرار بل في إظهار البراءة من الكذابين , والنكير على الخونة الباطلين نزاهة للصادقين ورفعة للمتحققين ولو لم نكشف عن مخازي المبطلين ومساويهم ديانة , للزمنا إبانتها وإشاعتها حمية وصيانة , إذ لأسلافنا في التصوف العلم المنشور والصيت والذكر المشهور ". اهـ

- الحافظ شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى :

قال متحدثا عن نفسه في كتابه [ " سير أعلام النبلاء " ( 22 / 377 ) ] " :
ألبسني خرقة التصوف شيخنا الزاهد ضياء الدين عيسى بن يحيى الأنصاري في القاهرة , وقال : ألبسنيها الشيخ شهاب الدين - يقصد الإمام السهروردي - صاحب كتاب عوارف المعارف - بمكة عن عمه أبي النجيب " .اهـ

والمطالع لما ترجم به الإمام الذهبي لأعلام التصوف كترجمته في كتابه السابق ذكره لسيدي " أحمد الرفاعي " رضي الله عنا به يعلم جيدا القيمة الحقيقية لهؤلاء الأئمة الأعلام بعيدا عن أكاذيب المبطلين .

وإليك أخي القارئ جزءا مختصرا من ترجمته لسيدي " أحمد الرفاعي "

" الإمام القدوة العابد الزاهد شيخ العارفين أبو العباس أحمد بن أبى الحسين على بن أحمد بن يحي بن حازم بن على بن رفاعة الرفاعي المغربي ثم البطائحي وقيل كان شافعيا يعرف الفقه وكان كثير الاستغفار عالي المقدار رقيق القلب غزير الإخلاص "
[سير أعلام النبلاء جزء 21 من صفحات 77 /79 /80 ].

- الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى :

يقول الإمام الشاطبي في كتابه " الاعتصام " [ صـ 68 ]
" إِن كثيراً من الجهال، يعتقدون في الصوفية أنهم متساهلون في الاتباع والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه، مما يقولون به ويعملون عليه، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به . فأول شيء بَنَوْا عليه طريقهم اتباع السنة واجتناب ما خالفها، حتى زعم مُذكِّرُهُم وحافظ مأخذهم، وعمود نحلتهم أبو القاسم القشيري: إِنهم إِنما اختصوا باسم التصوف انفراداً به عن أهل البدع. فذكر أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسَمَّ أفاضلهم في عصرهم باسم عَلَمٍ سوى الصحبة، إِذ لا فضيلةَ فوقها، ثم سمي من يليهم التابعين ، ثم اختلف الناس، وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية في الدين: الزهاد والعبَّاد. قال: ثم ظهرت البدع وادَّعى كل فريق أن فيهم زهاداً وعُبَّاداً، فانفرد خواص أهل السنة، المراعون أنفسهم مع الله، والحافظون قلوبهم عن الغفلة باسم التصوف " .

وقال أيضا في نفس الكتاب [ صـ 74 , 75 ]
" وأن الصوفية الذين نسبت إليهم الطريقة مجمعون على تعظيم الشريعة مقيمون على متابعة السنة غير مخلين بشيء من آدابها أبعد الناس عن البدع وأهلها ولذلك لا نجد منهم من ينسب إلى فرقة من الفرق الضالة ولا من يميل إلى خلاف السنة وأكثر من ذكر منهم علماء وفقهاء ومحدثون وممن يؤخذ عنه الدين أصولاً وفروعاً ومن لم يكن كذلك فلابد له من أن يكون فقيهاً في دينه بمقدار كفايته وهم كانوا أهل الحقائق والمواجيد والأذواق والأحوال والأسرار التوحيدية فهم الحجة لنا على كل من ينتسب إلى طريقهم ولا يجرى على منهاجهم "

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 18, 2007 1:54 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- ابن خلدون رحمه الله تعالى :

وقال ابن خلدون رحمه الله تعالى في كلامه عن علم التصوف:

(هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدَهم طريقةَ الحق والهداية، وأصلُها العكوفُ على العبادة والانقطاع إِلى الله تعالى، والإِعراضُ عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهدُ فيما يُقبِل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفرادُ عن الخلق في الخلوة للعبادة. وكان ذلك عامّاً في الصحابة والسلف، فلمَّا فشا الإِقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح الناس إِلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية) .

[ من مقدمة ابن خلدون ص328. وهو عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر محمد بن خلدون الحضرمي ولد عام 732هـ وتوفي سنة 808هـ].

- الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى :
وقال الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في كتابه معيد النعم ومبيد النقم، تحت عنوان الصوفية:

(حَيَّاهمُ الله وبيَّاهم وجمعنا في الجنة نحن وإِياهم. وقد تشعبت الأقوال فيهم تشعباً ناشئاً عن الجهل بحقيقتهم لكثرة المُتلبِّسين بها، بحيث قال الشيخ أبو محمد الجويني لا يصح الوقف عليهم لأنه لا حدَّ لهم. والصحيح صحته، وأنهم المعرضون عن الدنيا المشتغلون في أغلب الأوقات بالعبادة.. ثم تحدث عن تعاريف التصوف إِلى أن قال: والحاصل أنهم أهل الله وخاصته الذين ترتجى الرحمة بذكرهم، ويُستنزل الغيث بدعائهم، فرضي الله عنهم وعنَّا بهم) .

[من كتاب معيد النعم ومبيد النقم صـ 119 للإِمام تاج الدين عبد الوهاب السبكي المتوفى سنة 771هـ].

- الإمام الحافظ العلامة أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى :

سنطالع هنا شهادته للإمام الصوفي الحارث المحاسبي .

حيث نقل الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتاب " تهذيب التهذيب " ( 2 / 117 ) :
" وروى الخطيب بسند صحيح أن الإمام أحمد سمع كلام المحاسبي فقال لبعض أصحابه ما سمعت في الحقائق مثل كلام هذا الرجل ولا أرى لك صحبتهم .
قلت – أي الإمام ابن حجر - إنما نهاه عن صحبتهم لعلمه بقصوره عن مقامهم فإنه في مقام ضيق لا يسلكه كل واحد ويخاف على من يسلكه أن لا يوفيه حقه .
وقال الأستاذ أبو منصور البغدادي – عن الحارث المحاسبي - في الطبقة الأولى من أصحاب الشافعي كان إماما في الفقه والتصوف والحديث والكلام وكتبه في هذه العلوم أصول من يصنف فيها ." أهـ

ولننظر لشهادته للشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي , حيث قال عنه : في كتابه " لسان الميزان " ( 5 / 312 ) :

" وقولي أنا فيه :

انه يجوز أن يكون من أولياء الله الذين اجتذبهم الحق الى جنابه عند الموت وختم لهم بالحسنى " أهـ

- الإمام الحافظ الفقيه العلامة جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى :

وقال العلامة المشهور جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تأييد الحقيقة العليَّة وتشييد الطريقة الشاذلية :

(إِن التصوف في نفسه علم شريف، وإِن مداره على اتباع السنة وترك البدع ، والتبرِّي من النفس وعوائدها وحظوظها وأغراضها ومراداتها واختياراتها، والتسليمِ لله، والرضى به وبقضائه، وطلبِ محبته، واحتقارِ ما سواه.. وعلمتُ أيضاً أنه قد كثر فيه الدخيل من قوم تشبهوا بأهله وليسوا منهم، فأدخلوا فيه ما ليس منه، فأدى ذلك إِلى إِساءة الظن بالجميع، فوجَّه أهلُ العلم للتمييز بين الصنفين ليُعلمَ أهل الحق من أهل الباطل، وقد تأملتُ الأمور التي أنكرها أئمة الشرع على الصوفية فلم أرَ صوفياً محقِّقَاً يقول بشيء منها، وإِنما يقول بها أهل البدع والغلاةُ الذين ادَّعَوْا أنهم صوفية وليسوا منهم) .

[ من كتاب تأييد الحقيقة العلية صـ 57. للعلامة جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ].

والمطالع لتراث الإمام السيوطي بصفة عامة يجد أنه كان من العلماء الذين قد أوقفوا جزءا كبيرا من علمهم في بيان وشرح النهج الصوفي والدفاع عن أئمته والقائمين عليه , فهو قد ترجم لأئمة وأقطاب التصوف " كسيدي أحمد البدوي وسيدي أبى الحسن الشاذلي " وغيرهم كثير في ثنايا كتبه تراجم توضح لطالب الحق القيمة الحقيقية لهؤلاء الأعلام , وتبرز دورهم الفعلي وتأثيرهم الإيجابي علي جموع المسلمين , كما ويحسب له أنه أخذ على عاتقه تقديم تحقيقات وتقريرات وافية لكثير من جوانب السلوك الصوفي كقيامه مثلا بتحقيق مسألة اتصال السند الصوفي إلي حضرة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم , ومن يطالع كتابه " الحاوي للفتاوي " وكتابه "حُسن المحاضرة " يجد من هذه الجهود المشكورة الكثير والكثير .

- الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي المكي رحمه الله تعالى:

[ كان رحمه الله من الحفاظ المتقنين والفقهاء المحققين والأئمة الأعلام العاملين , ولد في عام " 909 هـ " , وكان مولده بمحلة أبي الهيتم بمحافظة الغربية بمصر , تلقي العلم في الأزهر الشريف والمسجد الأحمدي بطنطا ونشأ نشأة صالحة , ومن أشهر كتبه " الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة " ]

ويعتبر كتابه " الفتاوى الحديثية " موسوعة متكاملة عن التصوف وأقطابه ,حيث اشتمل جزءا كبيرا من الكتاب على شروح وافية عن التصوف , وشروح أخرى لمصطلحات السادة الصوفية المتداولة فيما بينهم , كما وأجاب عن العديد من التساؤلات التي تغطي مختلف جوانب السلوك الصوفي , وتناول أيضا بالشرح والتحليل لسير بعض أئمة التصوف , وقدم كذلك دفاعا صادقا عنهم ضد أكاذيب المبطلين , وأبان بثاقب علمه براءة أولئك الأئمة الربانيين مما ألصق بهم من مفتريات الزنادقة وأعداء الدين .

- الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي رحمه الله تعالي :

[ وهو أحد الأئمة الأعلام ومن مشاهير المجددين في الإسلام , ولد رحمه الله بالقاهرة عام 952 هـ وله مؤلفات كثيرة أشهرها " فتح القدير شرح الجامع الصغير " ]

وقد قام رحمه الله بجهد مشكور ومسعًا مبرور وحفظ للأمة سير صفوة مختارة من أهل الله نفعنا الله بهم جميعا , وذلك من خلال كتابه المسمى [ بالكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية ] وهذا جزء من مقدمته التي وضعها لهذا السفر القيم :

" ... وإني كنت قبل أن يكتب الشباب خط العذار , أردد ناظري في أخبار الأولياء الأخيار , وأتتبع مواقع إشارات حكم الصوفية الأبرار , وأترقب أحوالهم وأسبر أقوالهم ... حتى حصلت من ذلك على فوائد عاليات , وحكم شامخات ساميات فألهمت أن أقيد ما وقفت عليه في ورقات , وأن أجعله في ضمن التراجم , كما فعله بعض الأعاظم الأثبات , فأنزلت الصوفية في طبقات , وضربت لهم في هذا المجموع سرادقات , ورتبتهم على حروف المعجم عشر طبقات , كل مائة سنة طبقة , وجمعتهم كواكب كلها معالم للهدي , ومصابيح للدجى , ورجوم للمسترقة ." أهـ [ من مقدمة كتاب الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية صـ 3 , 4 ] .

يتبع إن شاء الله [/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 19, 2007 1:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- الإمام ابن العماد الحنبلي رحمه الله تعالى :

ضمن كتابه " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " تراجم أئمة التصوف , وترجم لهم بما هم أهله من حيث كونهم أعلاما للهدى والرشاد .

وكمثال على هذا نذكر جزءا في غاية الاختصار والإيجاز من ترجمته للقطب النبوي سيدي أحمد البدوي رضي الله تبارك وتعالى عنا به :

قال عنه عند ذكر من توفي سنة خمس وسبعين وستمائة :

"وفيها السيد الجليل الشيخ أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر البدوي الشريف الحسيب النسيب... وعرف بالبدوي للزومه اللثام ... ثم رحل إلى مصر فتلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه.... ومات رضى الله عنه في هذه السنة- خمس وسبعين وستمائة- ودفن بطندتا "طنطا حاليا"واستخلف الشيخ عبد العال فعمر طويلا "

[ من كتاب" شذرات الذهب في أخبار من ذهب" (5 /490 إلى492 ) ] .

- الشيخ محمد بن علي الشهير بالشوكاني رحمه الله تعالى :

ننقل جزءا مما قاله عن الإمام آق شمس الدين الفاتح المعنوي للقسطنطينية ومربي ومرشد السلطان محمد الفاتح في طريق التصوف .

قال الشوكاني عنه في البدر الطالع ( 2 / 166 –169 ) :

"محمد بن حمزة الدمشقي ثم الرومي المعروف بابن شمس الدين الشيخ العارف بالله ,ولد بدمشق ثم ارتحل مع والده إلى الروم وقرأ على علمائها ,حتى صار مدرسا ببعض مدارسها , ثم مال إلى التصوف فخدم الحاج بيرام ثم خدم الشيخ زين الدين الخافي رحل إليه في حلب ثم عاد إلى خدمة الشيخ الأول فحصل عنده الطريقة ,وصار مع كونه طبيبا للقلوب طبيبا للأبدان ,فإنه اشتهر أن الشجر كانت تناديه وتقول أنا شفاء من المرض الفلاني,ثم اشتهرت بركته وظهر فضله حتى أن السلطان محمد خان سلطان الروم لما أراد فتح القسطنطينية دعاه للجهاد فقال صاحب الترجمة للسلطان :سيدخل المسلمون القلعة في يوم كذا فجاء ذلك الوقت الذي عينه لفتح القلعة." أهـ

- الإمام ابن عابدين رحمه الله تعالى :

وتحدَّثَ خاتمة المحققين العلامة الكبير والفقيه الشهير الشيخ محمد أمين المشهور بابن عابدين رحمه الله تعالى في كتابه المسمى مجموعة رسائل ابن عابدين الرسالة السابعة [شفاء العليل وبَلُّ الغليل في حُكْمِ الوصية بالختمات والتهاليل] عن البدع الدخيلة على الدين مما يجري في المآتم والختمات، من قِبل أشخاص تزيَّوْا بزِي العلم، وانتحلوا اسم الصوفية، ثم استدرك الكلام عن الصوفية الصادقين حتى لا يُظن أنه يتكلم عنهم عامة فقال:

(ولا كلام لنا مع الصُدَّقِ من ساداتنا الصوفية المبرئين عن كل خصلة رديَّة، فقد سُئل إِمامُ الطائفتين سيدنا الجنيد: إِن أقواماً يتواجدون ويتمايلون؟ فقال: دعوهم مع الله تعالى يفرحون، فإِنهم قوم قطَّعت الطريقُ أكبادَهم، ومزَّق النصبُ فؤادَهم، وضاقوا ذرعاً فلا حرج عليهم إِذا تنفسوا مداواةً لحالهم، ولو ذُقْتَ مذاقهم عذرتهم في صياحهم.. وبمثل ما ذكره الإِمام الجنيد، أجاب العلامة النحرير ابن كمال باشا لما استفتي عن ذلك حيث قال:

ما في التَّواجُدِ إِن حقَّقْتَ من حرجٍ ولا التمايلِ إِن أخلْصَتَ من بَاسِ
فقمتَ تسعى على رِجْلٍ وحُقَّ لِمَنْ دعاه مولاه أن يسعى على الرِّاسِ

الرخصة فيما ذكر من الأوضاع عند الذكر والسماع للعارفين الصارفين أوقاتهم إِلى أحسن الأعمال، السالكين المالكين لضبط أنفسهم عن قبائح الأحوال، فهم لا يستمعون إِلا من الإِله، ولا يشتاقون إِلاَّ له؛ إِنْ ذكروه ناحوا، وإِن شكروه باحوا، وإِن وجدوه صاحوا، وإِن شهدوه استراحوا، وإِن سرحوا في حضرات قربه ساحوا. إِذا غلب عليهم الوجد بغلباته، وشربوا من موارد إِراداته، فمنهم مَنْ طرقتْه طوارق الهيبة فخرَّ وذاب، ومنهم من برِقتْ له بوارق اللطف فتحرَّك وطاب، ومنهم من طلع عليهم الحِبُّ من مطلع القرب فسكر وغاب. هذا ما عَنَّ لي في الجواب، والله أعلم بالصواب.

وأيضاً فإِن سماعهم ينتج المعارف الإِلهية، والحقائق الربانية، ولا يكون إِلا بوصف الذات العلية والمواعظ الحِكَمِيَّة، والمدايح النبوية.

ولا كلام لنا أيضاً مع من اقتدى بهم، وذاق من مشربهم، ووجد من نفسه الشوق والهيام في ذات الملك العلاَّم، بل كلامنا مع هؤلاء العوام، الفسقة اللئام.. إِلخ)

[نقلا من الرسالة السابعة، شفاء العليل وبل الغليل في حكم الوصية بالختمات والتهاليل ص172 -173 للفقيه الكبير ابن عابدين ولد سنة 1198 وتوفي 1252هـ ].

- الإمام محمود الألوسي رحمه الله تعالى :

قال الإمام الألوسي في تفسيره المسمى روح المعاني ( 1 / 8 ) :

" ومن المشهور استنباط ابن الكمال فتح مصر على يد السلطان سليم من قوله تعالى : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون . فالأنصاف كل الإنصاف التسليم للسادة الصوفية الذين هم مركز للدائرة المحمدية ما هم عليه واتهام ذهنك السقيم فيما لم يصل لكثرة العوائق والعلائق إليه وإذا لم تر الهلال فسلم لأناس رأوه بالأبصار وسيأتي تتمة لهذا البحث إن شاء الله تعالى والله الهادي إلى سواء السبيل . " أهـ

- الأمير شكيب أرسلان رحمه الله تعالى :

جاء في كتاب حاضر العالم الإِسلامي للأمير شكيب أرسلان رحمه الله تعالى تحت عنوان

نهضة الإِسلام في أفريقيا وأسبابها:

(وفي القرن الثامن عشر والتاسع عشر حصلت نهضة جديدة عند أتباع الطريقتين: القادرية والشاذلية، ووُجدت طريقتان، هما: التيجانية والسنوسية.

فالقادرية هم أحمسُ مبشري الدين الإِسلامي في غربي أفريقيا من السنيغال إِلى بنين التي بقرب مصب النيجر. وهم ينشرون الإِسلام بطريقة سلمية بالتجارة والتعليم، وتجد التجار الذين من السونينكة والماندجولة المنتشرين على مدن النيجر وفي بلاد كارتا وماسينة، كلهم من مريدي الطريقة القادرية. ومِنْ مريديهم من يخدمون في مهنة الكتابة والتعليم، ويفتحون كتاتيب ليس في زوايا الطريقة فقط، بل في كل القرى، فيلقِّنون صغار الزنج الدين الإِسلامي أثناء التعليم، ويرسلون النجباء من تلاميذهم على نفقة الزوايا إِلى مدارس طرابلس والقيروان وجامع القرويين بفاس والجامع الأزهر بمصر. فيُخرَّجون من هناك طلبة مجازين، أي أساتذة، ويعودون إِلى تلك البلاد لأجل مقاومة التبشير المسيحي في السودان) . [“حاضر العالم الإِسلامي” ج2. ص396].

وتحدث عن شيخ الطريقة القادرية فقال:

(وكان عبد القادر الجيلاني الموجود في جيلان من فارس متصوفاً عظيماً زكي النشأة، وله أتباع لا يُحصى عددهم، ووصلت طريقته إِلى أسبانيا، فلما زالت دولة العرب من غرناطة انتقل مركز الطريقة القادرية إِلى فاس، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع من بين البربر، وتمسكوا بالسنة والجماعة، كما أن هذه الطريقة هي التي في القرن الخامس عشر، اهتدى على يدها زنوج غربي أفريقيا.

وتحدث عن السنوسية فقال:

فالسنوسية نشروا طريقتهم في وادي والبافيرمي وبوركو، وتبعوا نهر بينوى إِلى أن بلغوا النيجر الأدنى حيث نجدهم يَهدون تلك القبائل إِلى الإِسلام. وبواسطة السنوسية صارت نواحي بحيرة تشاد هي مركز الإِسلام العام في أواسط أفريقيا، ويُقوَّم عدد مريدي الطريقة السنوسية بأربعة ملايين، وطريقة هؤلاء الجماعة في التبشير هي أن يشتروا الأرقاء صغاراً من السودان، ويربُّوهم في جغبوب وغذامس وغيرها، ثم متى بلغوا أشدَّهم وأكملوا تحصيل العلم أعتقوهم، وسرحوهم إِلى أطراف السودان، يَهدون أبناء جلدتهم الباقين على الفتيشية.

وهكذا يرحل كل سنة مئات من مبشري السنوسية لِبَثِّ دعاية الإِسلام في جميع أفريقيا الداخلية، من سواحل الصومال شرقاً، إِلى سواحل السينغامبية غرباً، ولقد حَذَا سيدي محمد المهدي وأخوه سيدي محمد الشريف حذو والدهما في السعي إِلى الغرض الذي توخاه، ألا وهو تخليص الإِسلام من النفوذ الأجنبي، وإِعادة الإِمامة العامة كما كانت في عصر الخلفاء. وبالإِجمال: فإِن مريدي هذه الطرق هم الذين سعوا في نشر الإِسلام، وَوُفِّقُوا إِليه في أفريقيا) .

[“حاضر العالم الإِسلامي” ج2. ص400].

وتحدث عن السنوسية أيضاً بقوله:

(وأيُّ دليل أقطع من المبشرين السنوسين الحُمَّس الغُيَّر الذين خرَّجتهم زوايا الصحراء، وهم يُعدُّون بالألوف المؤلَّفةِ، وما انفكوا يجوبون كل بلاد وثنية مبشرين بالوحدانية داعين إِلى الإِسلام. وهذه الأعمال التي قام بها المبشرون المسلمون في غربي أفريقيا وأوسطها خلال القرن التاسع عشر إِلى اليوم لَعجيبةٌ من العجائب الكبرى، وقد اعترف عدد كبير من الغربيين بهذا الأمر، فقد قال أحد الإِنكليز في هذا الصدد منذ عشرين سنة: إِن الإِسلام ليفوز في أواسط أفريقيا فوزاً عظيماً، حيث الوثنية تختفي مِن أمامه اختفاء الظلام من فلق الصباح، وحيث الدعوة النصرانية كأنها خرافة من الخرافات.. [“حاضر العالم الإِسلامي” ج1. ص301].

وتحدَّثَ عن الطريقة الشاذلية فقال:

(وأما الشاذلية فنسبتها إِلى أبي الحسن الشاذلي، أخذ عن عبد السلام بن مشيش، الذي أخذ عن أبي مدين وكانت ولادة أبي مدين في إِشبيلية سنة 1127 ميلادية، وقرأ في فاس، وحجَّ البيت الحرام، ثم استقر يعلم التصوف في بجاية، وتبعه خلقٌ كثير. وهي من أوليات الطرق التي أدخلت التصوف في المغرب، ومركزها بوبريت في مراكش. وكان من أشياخها سيدي العربي الدرقاوي المتوفى سنة 1823م الذي أوجد عند مريديه حماسة دينية شديدة امتدت إِلى المغرب الأوسط، وكان للدرقاوية دور فعال في مقاومة الفتح الفرنسي) .

[“حاضر العالم الإِسلامي” ج1. ص301].

وختم الأمير شكيب أرسلان موضوعه عن نهضة الإِسلام في أفريقيا فقال:

(وأكثر أسباب هذه النهضة الأخيرة راجعة إِلى التصوف والاعتقاد بالأولياء)

[“حاضر العالم الإِسلامي” ج1. ص301].

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء نوفمبر 20, 2007 4:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
يقول العلامة الشريف الجرجاني في (التعريفات) صـ 52:

" التصوف مذهب كله جد فلا يخلطونه بشيء من الهزل وهو تصفية القلب عن مواقف البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية ، وإخماد صفات البشرية ومجانبة الدعاوي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بعلوم الحقيقة واستعمال ما هو أولى على السرمدية والنصح لجميع الأمة والوفاء لله تعالى على الحقيقة واتباع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشريعة." اهـ

- الشيخ محمود خطاب السبكي رحمه الله تعالى مؤسس الجمعية الشرعية بمصر :

وله كتاب [ " العهد الوثيق لمن أراد سلوك أحسن طريق " ] , وقد طبعه رحمه الله طبعتين في حياته : الأولى بمطبعة الفتوح الأدبية سنة 1931 م أي قبل وفاته بسنتين لاغير , والثانية بالمطبعة الحميدية سنة 1933 م أي سنة وفاة الشيخ رحمه الله , وقد ضمن هذا الكتاب جملة من آداب التصوف ومن أخلاق ومواعظ السادة الصوفية , وذكر فيه أيضا نسبه في الطريقة الخلوتية قائلا : " وأذكر لك نسبي وسندي في إعطاء العهود وتلقين الذكر وإدخال الخلوة وإلباس الخرقة وغير ذلك من لوازم الطريق فأقول : تلقيت ذلك عن أستاذي ... الخ "

[ كتاب : العهد الوثيق لمن أراد سلوك أحسن طريق صـ 88 ] .

- الشيخ محمد راغب الطباخ رحمه الله تعالى :

قال الأستاذ والمؤرخ محمد راغب الطباخ رحمه الله تعالى في كتابه الثقافة الإِسلامية:

(فإِذا كان التصوف عبارة عن تزكية النفوس وتصفية الأخلاق، فنعمَ المذهبُ ونعمَ المقصدُ، وذلك هو الغاية من بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ففي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: “إِنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق” [رواه البخاري في الأدب المفرد في باب حسن الخلق عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرجه الإِمام أحمد والبيهقي والحاكم في الترجمة النبوية وقال: صحيح على شرط مسلم]. وقد تأملنا سيرة الصوفية في القرون الأولى من الإِسلام، فوجدناها سيرة حسنة جميلة مبنية على مكارم الأخلاق والزهد والورع والعبادة، منطبقة على الكتاب والسنة. وقد صرَّح بذلك سيد هذه الطائفة أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى كما في ترجمته في تاريخ ابن خَلِّكَانْ حيث قال: مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة.

وفي شرح الإِحياء للعلامة الزبيدي ج1 ص174: وقال الجنيد: الطرق كلها مسدودة على الخلق، إِلا على من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي في ترجمته في الرسالة [القشيرية] ص19. وفيها: قال الجنيد: من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يقتدى به في هذا الأمر، لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة. ثم قال بعد السند عن الجنيد: مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة. وقال الجنيد: عِلْمُنا هذا مشيَّد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقال سري السقطي: التصوف اسم لثلاثة معان: وهو الذي لا يطفئ نورُ معرفته نورَ ورعه، ولا يتكلم بباطنِ علمٍ ينقضه عليه ظاهرُ الكتاب، ولا تحمله الكرامات على هتك محارم الله تعالى .

وفي شذرات الذهب ج5. ص279 في ترجمة أبي الحسن الشاذلي، ومن كلامه: كل علم تسبق إِليك فيه الخواطر، وتميل النفس وتلتذ به فارم به، وخذ بالكتاب والسنة.

ولغيرهم في هذا الباب عبارات كثيرة، تجدها منثورة في كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف للإِمام الكلاباذي، وفي الرسالة القشيرية وغيرهما.

وهؤلاء فوق ما اتصفوا به من تهذيب النفس والورع والزهد والعبادة، قد قاموا في عصورهم بالواجب عليهم؛ من إِرشاد الخلق إِلى الحق، والدعوة إِليه، وصدّهم الناسَ عن التكالب على الدنيا وجمع حطامها من أي وجه كان،

والاسترسال في الشهوات والملذات مما يؤدي إِلى الانهماك في المحرمات والغفلة عن الواجبات وما خُلِق الإِنسان له، وتكون نتيجة ذلك انتشار الفوضى، وظهور الفساد، وكثرة البغي والهرج.

فكان هؤلاء بوعظهم وإِرشادهم، والحِكَمِ والحقائق التي تفجرت من ينابيع قلوبهم، هم حراس الأخلاق، والآخذين بيد الأمة إِلى مناهج الحق وسبل الرشاد، والدعاة إِلى السعادة الحقيقية، وهي قيام الإِنسان بجميع ما أُمر به مع عدم نسيانه نصيبَه من الدنيا، فكانوا في جملة السامعين في هذه الأمة والمجيبين لقوله تعالى: {وَلْتَكُنْ منكُمْ أُمَّةٌ يَدعونَ إلى الخيرِ ويأمُرونَ بالمعروفِ وينْهَونَ عنِ المنكرِ وأولئكَ هم المُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104].

فسلفُ الصوفية هم أعلام الملة وسادة الأمة وسراجها الوهاج ونورها الوضاح، وبهم وبأمثالهم من المحدِّثين والفقهاء اهتدت الأمة إِلى الصراط المستقيم، وسلكت المنهاج القويم، وانتظمت أحوال معاشهم، وصلحت أُمور معادهم، وفازوا فوزاً عظيماً.

وإِذا تتبعنا آثار الصوفية وتراجمهم، نجد أن الكثير منهم قد كان للواحد منهم أتباع يعدون بالألوف، كلما انتسب إِليه شخص آخى بينه وبين سابقيه؛ فتمكنتْ بين أتباعه والمنتسبين إِليه أواصر الأُلفة وروابط المحبة، وتواسوا فيما بينهم، وتواصوا بالحق، وعطف غنيُّهم على فقيرهم، ورحم كبيرُهم صغيرَهم، فأصبحوا بنعمة الله إِخواناً، وصاروا كالجسد الواحد، وكانوا في منتهى الطاعة والانقياد لشيخهم، يقومون لقيامه، ويقعدون لقعوده، ويمتثلون أوامره، ويتبادرون لأدنى إِشاراته.

ومن جليل أعمال الصوفية وآثارهم الحسنة في الأمة الإِسلامية أن الملوك والأمراء متى قصدوا الجهاد، كان الكثير من هؤلاء بإِيعاز، وبغير إِيعاز يُحرِّضون أتباعهم على الخروج إِلى الجهاد. ولعظيم اعتقادهم فيهم، وانقيادهم لهم كانوا يبتدرون إِلى الانتظام في سلك المجاهدين، فيجتمع بذلك عدد عظيم من أطراف ممالكهم، وكثيراً ما كان أولئك يرافقون الجيوش بأنفسهم،ويدافعون ويحرِّضون؛ فيكون ذلك سبباً للظفر والنصر.

وإِذا تَتبَّعْتَ بطون التاريخ وجدْتَ من ذلك شيئاً كثيراً، على أننا لا ننسى أن مثل هذا العمل قد كان في كثير من المحدِّثين والعلماء العاملين.

ومن آثار الصوفية أنه إِذا حصل اختلاف بين الناس في أمور دنياهم وخصوصاً بين إِخوانهم المنسوبين إِليهم، فإِنهم يرجعون إِلى شيخهم، فيفصل بينهم بما أنزل الله، ويعودون وهم راضون، ويستغنون عن الترافع إِلى الحكام لفصل ما بينهم من الخصومات.

وهذا مما شاهدناه بأعيننا، وسمعناه بآذاننا في أوائل هذا القرن من بعض بقاياهم، بل كان بعض الناس يُنذر أخاه بالشكوى إِلى الشيخ إِن لم ينصفه، فيعود هذا إِلى حظيرة الحق خشية أن يبلغ الشيخ عنه شيئاً، وهو يحرص أن تبقى سمعته لديه طيبة وسيرته حسنة)

[الثقافة الإِسلامية للمؤرخ الكبير الأستاذ محمد راغب الطباخ ص302 -304 ولد 1293هـ وتوفي 1370هـ في حلب].

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء نوفمبر 21, 2007 2:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
-الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله تعالى :

قال الأستاذ الشيخ أحمد الشرباصي الكاتب الإِسلامي المعروف والمدرِّس في الأزهر الشريف في مجلة الإِصلاح الاجتماعي تحت عنوان: الأخلاق عند الصوفية، بعد أن تحدث عن التصوف وتعريفه واشتقاقه:

(وأنا أعتقد أن حقيقة التصوف الكاملة،هي مرتبة الإِحسان الذي حدده رسول الإِسلام محمد عليه الصلاة والسلام في حديث جبريل حين قال: “الإِحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإِن لم تكن تراه فإِنه يراك” [رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإِيمان عن عمر رضي الله عنه]. ومن هذا تفهم أن كثيراً من أدعياء التصوف لا ينطبق عليهم ذلك القانون الدقيق العميق، فهم عن حقيقته خارجون.

وأساس التصوف في الواقع هو تربية الذوق. والخُلُق الكريم ليس إِلا ذوقاً سليماً، تتغلب به شخصية الإِنسان على شخصية الحيوان في حياة الناس.

وقد اهتم الصوفية أكبر الاهتمام بالأخلاق، بل لقد جعلوا الأخلاق في مناهجهم،هي العماد والسناد،وهي عمود أمرهم كله، بحيث لو رفعتَ كلمة التصوف، ووضعتَ بدلها كلمة الأخلاق لما فارقتَ الحقيقة، ولما جانبتَ الواقع في قليل أو كثير، لأن العمدة في التصوف على مجاهدة النفس وتطهيرها، وتحليتها بكل جمال وكمال، وهذا جماع مكارم الأخلاق.

ولقد كان من مظاهر اهتمام الصوفية بالجوانب الأخلاقية أنهم تبنَّوْا حركة الفتوة ومبادىء الفروسية، ومزجوا بين مبادئهم ومبادىء الفتيان، حتى تكوَّن من ذلك في تاريخ الفتوة فصل مستقل،اتخذ عنوان فتوة الصوفية. ومن هذا أخذ الصوفية مبدأ الإِيثار،وتقديم الغير على النفس، حتى قال القشيري: أصْلُ الفتوة أن يكون العبد أبداً في أمر غيره. وقال ابن أبي بكر الأهوازي: أصل الفتوة ألا ترى لنفسك فضلاً أبداً.

وأخذوا بمبادىء كفِّ الأذى، وبذلِ الندى، وكفِّ الشكوى، وسترِ البلوى، والعفوِ عن العِدا، والسمِّو إِلى العُلا.

وهم يأخذون بالمبدأ الأخلاقي المحمدي: “طُوبى لِمَنْ شغله عيبُه عن عيوب الناس” [رواه الديلمي في الفردوس عن أنس رضي الله عنه]. ولذلك يقول ابن عطاء الله السكندري، وهو ممن جمع بين عمق التفكير وروعة التعبير: تشوُّفُك إِلى ما بطَنَ فيك من العيوب خيرٌ من تشوفك إِلى ما حُجِبَ عنك من الغيوب.

ومن منهاج الصوفية الأخلاقي عملهم بمختلف الوسائل والأسباب على إِماتة المطامع،لتقوى الشخصية الروحية في نفس الإِنسان. ولذا قال أبو بكر الوراق وهو من أعلام القوم: لو قيل للطمع من أبوك؟ لأجاب: الشك في المقدور.

فلو قيل له: فما هي حرفتك؟ لأجاب: اكتساب الذل، فلو قيل له: فما هي غايتك؟ لأجاب: الحرمان. وفي هذا المجال يقول ابن عطاء الله السكندري: ما بَسَقَتْ أغصانُ ذلِّ إِلا على بذر طمع.

وقد قَدِمَ الإِمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه البصرة، فدخل جامعها، فوجد القُصَّاص يقصون على الناس، فأقامهم، حتى إِذا جاء إِلى الحسن البصري، وهو سيد الفتيان عند الصوفية، فقال له علي: يا فتى! إِني سائلك عن أمر؛ فإِن أجبتني أبقيْتُك، وإِلا أقمتك كما أقمت أصحابك - وكان قد رأى عليه سَمْتاً وهدياً - فقال الحسن: سل ما شئت. فقال علي: ما مِلاكُ الدين ؟ فقال الحسن: الورع. قال: فما فساد الدين ؟ قال: الطمع. قال: اجلس، فمثلك من يتكلم على الناس.

وهمَّ ابن عطاء الله السكندري يوماً بشيء من الطمع، فسمع هاتفاً يقول له: السلامةُ في الدين بترك الطمع في المخلوقين.

وصاحب الطمع لا يشبع أبداً، ألا ترى أن حروفه كلها مجوفة، الطاء والميم والعين؟!. ولما علَّم الصوفيةُ أتباعَهم القناعة والاستغناء فتحوا أمامهم الباب إِلى الأَنفةِ والعزَّةِ، ومن هنا نراهم يتحدثون كثيراً عن استخفافهم بالبغي والبغاة، وعدم اكتراثهم بالطغيان أو الطغاة، وعدم اغترارهم بالجاه أو أصحاب الجاه.

ومن منهاج الصوفية الأخلاقي الدعوة إِلى التضحية والجهاد، والتحريض على استجابة داعي الكفاح والاستشهاد.

ومن منهاجهم الأخلاقي تعليمُ الصبر والمبالغة فيه، وكِدْتُ أقول والإِسراف فيه، فلقد دخل ذو النون على أخ له صوفي مريض، واشتد الداء به فأنَّ أنَّةً، فقال له ذو النون: ليس بصادق في حبه من لم يصبر على ضربه. فقال المريض كالمستدركِ: بل ليس بصادق في حبه من لم يتلذذ بضربه..

ومن منهاجهم الأخلاقي التنشئةُ على المراقبة لله، حتى يرث العبد من وراء هذه المراقبة صلة بالله وقرباً منه. ومن لطائفهم في التربية الأخلاقية، أنهم يطالبون إِخوانهم باليسر والسهولة والمطاوعة في الصداقة، حتى لا تكون هناك كُلفةٌ، وما دام الصوفي قد وثق بأخيه ديناً وخُلُقاً وتصرفاً؛ فلا محل لاعتراضه عليه في شيء. ويتصل بهذا تنفيرُهم من الاغترار بالطاعة، وإِبعادُهم عن اليأس من المغفرة ومن منهاجهم الأخلاقي تعليمُ الثبات والرزانة وعدم الاستجابة لدواعي الاستخفاف)

[مجلة الإِصلاح الاجتماعي صـ4].

وقال الأستاذ أحمد الشرباصي أيضاً في تقدمته لكتاب نور التحقيق:

(هذا هو التصوف الجليل النبيل، أضاعه أهلهُ، وحافَ عليه أعداؤه الصرحاء، وشوَّه جماله أدعياؤه الخبثاء، وتطاول عليه الزمن، وهو مجهول منكور، أو مذموم محذور، على الرغم من جماله وعظم رجاله الماضين وأبطاله، واتساع اختصاصه ومجاله، وخطورة أقواله وأعماله، فغدا كالدرة الثمينة حجبتها اللفائف السود؛ فظنها الجاهلون سوداء بسواد لفائفها، وهم لو وصلوا إِليها، وجلَوْا عنها ما حاق بها أو حاطها من أستار لانبهرتْ أعينهم من ساطع الضياء وفريد البهاء.

لهفي على التصوف الحق الناطق بنقائه وصفائه، أين الذين يُطلِعون الحيارى من أبناء الكون على ما فيه من أخبار وأسرار؟! أين الذين يصرخون بين القطعان الضالة من البشر، ليقولوا لها: إِن التصوف جزء من الإِسلام وجانب من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن التصوف مظلوم، فقد أضيف إِليه كثير مما ليس منه عن حسن نية أو سوء قصد، وقد كتم أدعياؤه كثيراً من أموره، وقد تطاول عليه بالتحريف قوٌم نَكِلُ حسابهم إِلى الله.

وقد تسرع بالسخرية منه مَنْ لم يطرقوا بابه، ولم يذوقوا شرابه، ولم يطالعوا كتابه.. ولم يجد التصوف الكريم الذي أضاعه الناس مع هذه العوامل الهدامة كلها من يأخذ بناصره، أو يجلو الغياهبَ عن مآثره، أو يعرض على الشانئين أو الخاطئين سلاسل مفاخره. وقد علمتْنَا الدراسات والتجارب أن الحق إِذا لم يجد أهلاً، ولم يفز بمؤيد أو مستجيب انطوى وتوارى، حتى يهيء الله له بعد قليل أو طويل من يُذكِّر به أو يدعو إِليه، أو يحمل الناس رغبة أو رهبة عليه، فإِذا هو بعد انطوائه السيد المطاع.

أرأيت إِلى كنز وسيع عجيب، فيه المال الغزير الذي لا يحصى، وفيه أدوية الجسم الشافية التي لاتخون، وفيه علاج النفس الذي يهدي، وفيه نور القلب الذي لا يخبو.. ماذا يكون من شأنك لو أن إِنساناً أخبرك بوجود هذا الكنز في مكان ما، ورسم لك الطريق إِليه، وذكر لك ما تحتاجه الرحلةُ نحوه من مجهود وتكاليف؟.. ألا تحاول أن تبذل جهدك وتستنفذ طاقتك، وتعمل وسعك حتى تصل إِلى هذا الكنز الذي ستجد عنده جاه الدنيا وعز الآخرة؟..

كذلك شأن التصوف يا صاح، إِنه الدواء المخفي والكنز المطوي والسر العلمي، إِنه الدواء الذي يحتاج إِليه جسمك وفهمك وخلقك، ولكنك لن تصل إِليه ولن تنتفع به حتى تتجه بمشاعرك نحوه، وحتى تُقبل ببصرك وبصيرتك عليه، وحتى تبذل من ذات يدك، وذات نفسك ومن وقتك وبحثك ما يهيء لك البلوغ إِليه والوقوف عليه، فهل فعلت من ذلك شيئاً وقد عرفت الطريق إِلى النعيم؟.

إِنه لا يعنيني أبداً أن تكون صوفياً أوْ لا تكون، ولا يهمني كثيراً أن تكون من أعداء الصوفية أو من أوليائهم، ولكن يهمني أولاً وقبل كل شيء أن تكون على بصيرة من أمرك، وأن لا تجهل شيئاً جليلاً يطالبك دينُك وعقْلُك بأن تعرفه، ومن هنا يتحتم عليك أن تدرس التصوف لتتصوره وتفهمه وتفقهه، وبعد ذلك تحكم له أو عليه، وأزيدك بياناً فأقول لك: إِنه قد يكون في التصوف وتاريخه وسير رجاله ما أضيف إِليه أو افتراه المفترون عليه.

ومن هنا يستتر حق وراء باطل، ومن هنا أيضاً يطالبك دينك بأن تقوم لتهتك حجاب الباطل، وتستضيء بنور الحق.. فهلاَّ يكفي ذلك لتحريضك على دراسة التصوف؟.

وكم أودُّ في النهاية أن تقوم حركةٌ علمية واسعة بيننا، تدور حول دراسة التصوف ونشر أسفاره، وتمحيص أُموره وموضوعاته، بل وبسط ما يُلحق به من شطحات نابية وخرافات منكرة ودسائس خبيثة، حتى نعرف الباطل ونتبين جذوره، ثم نَكُرَّ عليه بالحجة الدامغة، فإِذا الباطل زاهق، وإِذا الحق سيد مطاع.

يا أبناءَ الإِسلام! إِنَّ التصوف يحتل من أخلاقكم وتاريخكم جانباً كبيراً، وقد ضيعتموه أزماناً طوالاً، فحسْبُكم ما كان، وأقبلوا على التصوف ففيه غذاء ودواء، والله الهادي إِلى سبيل السواء)

[تصدير كتاب نور التحقيق للشيخ حامد إِبراهيم محمد صقر ص1 -3].

-الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى :

يقول أبو الحسن علي الحسني الندوي عضو المجمع العلمي العربي بدمشق ومعتمد ندوة العلماء بالهند في بحث الصوفية في الهند وتأثيرهم في المجتمع، من كتابه المسلمون في الهند: (إِن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإِخلاص واتباع السنة، والتوبة عن المعاصي وطاعة الله ورسوله، ويحذِّرون من الفحشاء والمنكر والأخلاق السيئة والظلم والقسوة ويرغِّبونهم في التحلي بالأخلاق الحسنة، والتخلي عن الرذائل مثل الكبر والحسد والبغضاء والظلم وحب الجاه، وتزكية النفس وإِصلاحها، ويعلمونهم ذكر الله والنصح لعباده والقناعة والإِيثار، وعلاوة على هذه البيعة التي كانت رمز الصلة العميقة الخاصة بين الشيخ ومريديه إِنهم كانوا يعِظون الناس دائماً، ويحاولون أن يُلْهِبوا فيهم عاطفة الحب لله سبحانه، والحنين إِلى رضاه، ورغبة شديدة لإِصلاح النفس وتغيير الحال..

ثم تحدث عن مدى تأثير أخلاقهم وإِخلاصهم وتعليمهم وتربيتهم، ومجالسهم في المجتمع والحياة، وضرب بعض الأمثلة التي تُلقي الضوء على هذا الواقع التاريخي فتحدث عن الشيخ أحمد الشهيد رحمه الله تعالى فقال: إِن الناس أقبلوا عليه إِقبالاً منقطع النظير، وإِنه لم يمر ببلدة إِلا وتاب عليه، وبايعه عدد كبير من الناس، وإِنه أقام في كَلْكُتَّا شهرين، ويقدر أن الذين كانوا يدخلون في البيعة لا يقل عددهم عن ألف نسمة يومياً، وتستمر البيعة إِلى نصف الليل، وكان من شدة الزحام لا يتمكن من مبايعتهم واحداً واحداً فكان يمد سبعة أو ثمانية من العمائم، والناس يمسكونها ويتوبون ويعاهدون الله، وكان هذا دأبه كل يوم سبع عشرة أو ثماني عشرة مرة..

وتحدَّث عن شيخ الإِسلام علاء الدين رحمه الله تعالى فقال: إِن السنوات الأخيرة من عهده، تمتاز بأن كسدَتْ فيها سوقُ المنكرات من الخمر والغرام، والفسق والفجور، والميسر والفحشاء بجميع أنواعها، ولم تنطق الألسن بهذه الكلمات إِلا قليلاً، وأصبحت الكبائر تشبه الكفر في أعين الناس، وظلَّ الناس يستحيون من التعامل بالربا والادخار والاكتناز علناً، وندرتْ في السوق حوادثُ الكذب والتطفيف والغش.. ثم قال: إِن تربية هؤلاء الصوفية والمشايخ ومجالسهم كانت تنشىء في الإِنسان رغبة في إِفادة الناس وحرصاً على خدمتهم ومساعدتهم..

ثم بيَّن الأستاذ الندوي أنَّ تأثير هذه المواعظ، ودخول الناس في الدين، وانقيادهم للشرع أدى إِلى أن تعطلت تجارة الخمر في كَلْكُتَّا وهي كبرى مدن الهند ومركز الإِنجليز، وكسدت سوقُها، وأقْفرت الحانات، واعتذر الخمارون عن دفع الضرائب للحكومة، متعلِّلين بكساد السوق، وتعطلِ تجارة الخمر.. ثم قال: إِن هذه الحالة كانت نتيجة أخلاق هؤلاء المصلحين والدعاة والصوفية والمشايخ وروحانيتهم، أن اهتدى بهم في هذه البلاد الواسعة عدد هائل من الناس، وتابوا عن المعاصي والمنكرات واتباع الهوى. لم يكن بوسع حكومة أو مؤسسة أو قانون أن يؤثر في هذه المجموعة البشرية الضخمة ويحيطها بسياج من الأخلاق والمبادىء الشريفة لزمنٍ طويل..

وفي ختام البحث قال الأستاذ الندوي : لقد كانت هناك بجهود هؤلاء الصوفية أشجار كثيرة وارفة الظلال في مئات من بلاد الهند، استراحت في ظلها القوافل التائهة والمسافرون المُتْعَبون، ورجعوا بنشاط جديد وحياة جديدة)

[المسلمون في الهند ص140ـ146 للعلامة الكبير أبي الحسن الندوي].

وتحدث الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه رجال الفكر والدعوة في الإِسلام عن الصوفية وأثرها في نشر الإِسلام بصدد حديثه عن الصوفي الشهير والمرشد الكبير سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه، فقال:

(وكان يحضر مجلسه نحو من سبعين ألفاً، وأسلم على يديه أكثر من خمسة آلاف من اليهود والنصارى، وتاب على يديه من العيارين والمسالحة [المسالح: الجماعة أو القوم ذووا السلاح] أكثر من مائة ألف، وفتح باب البيعة والتوبة على مصراعيه، فدخل فيه خلق لا يحصيهم إِلا الله، وصلحت أحوالهم، وحسن إِسلامهم، وظلَّ الشيخ يربيهم ويحاسبهم، ويشرف عليهم وعلى تقدمهم. وأصبح هؤلاء التلاميذ الروحانيون يشعرون بالمسؤولية بعد البيعة والتوبة وتجديد الإِيمان، ثم يجيز الشيخ كثيراً منهم ممن يرى فيه النبوغ والاستقامة والمقدرة على التربية، فينتشرون في الآفاق يدعون الخلق إِلى الله، ويربون النفوس، ويحاربون الشرك والبدع والجاهلية والنفاق، فتنتشر الدعوة الدينية وتقوم ثكنات الإِيمان ومدارس الإِحسان، ومرابط الجهاد ومجامع الأخوة في أنحاء العالم الإِسلامي.

وقد كان لخلفائه وتلاميذه، ولمَنْ سار سيرتهم في الدعوة وتهذيب النفوس من أعلام الدعوة وأئمة التربية في القرون التي تلَتْه فضل كبير في المحافظة على روح الإِسلام وشعلة الإِيمان، وحماسة الدعوة والجهاد وقوة التمرد على الشهوات والسلطات. ولولاهم لابتلعت الماديةُ التي كانت تسير في رحاب الحكومات والمدنيات هذه الأمة، وانطفأتْ شرارة الحياة والحب في صدور أفرادها. وقد كان لهؤلاء فضل كبير لنشر الإِسلام في الأمصار البعيدة التي لم تغزها جيوش المسلمين، أو لم تستطع إِخضاعها للحكم الإِسلامي وانتشر بهم الإِسلام في أفريقيا السوداء وفي أندونيسيا وجزر المحيط الهندي وفي الصين وفي الهند) .أهـ

[رجال الفكر والدعوة في الإِسلام لأبي الحسن الندوي ص248 -250].

وتحدث الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه "روائع إِقبال " عن : زيارته للشاعر بعد أن ذكر إِقبالٌ التصوفَ ورجاله والتجديد الإِسلامي في الهند بواسطتهم، وبعد أن أثنى على الشيخ أحمد السرهندي والشيخ ولي الله الدهلوي والسلطان محي الدين أورنك زيب رحمهم الله تعالى، قال: إِنني أقول دائماً: لولا وجودُهم وجهادهم لابتلعت الهندُ وحضارتُها وفلسفتُها الإِسلامَ)

[روائع إِقبال للأستاذ أبي الحسن الندوي صـ7].

-الأستاذ صبري عابدين رحمه الله تعالى :

قال الأستاذ صبري عابدين في حديثه في ندوةِ لواء الإِسلام في موضوع الصوفية وعلاقتها بالدين: (شهدْتُ بنفسي كيف حال الصوفية في السودان وأريتريا والحبشة والصومال. إِن السلطة الصوفية للسيد الميرغني لها اعتبارها، وبصورة خاصة ولاية القاضي في أريتريا لا توليها الحكومة، إِنما هو يولي القاضي والخطيب والمؤذن، وله حق الولاية الدينية بصفته رئيس الطريقة الصوفية.

والواقع أن الصوفية ينشرون الإِسلام في العالم، وأذكر لكم أنه منذ خمسين عاماً، كتب الشيخ البكري كتاباً ذكر فيه نقلاً عن المبشرين يقول: إِن هؤلاء يقولون: ما ذهبنا إِلى أقاصي المناطق البعيدة عن الحضارة والمدنية في أفريقيا وأقاصي آسيا إِلا وجدنا الصوفيَّ يسبقنا إِليها، وينتصر علينا.

ليتَ المسلمين يفهمون ما في الصوفية من قوة روحية ومادية، فجنودهم مجندون للإِسلام. رأيتُ على حدود الحبشة والسودان وأريتريا بعثة سويدية للتبشير، ووجدْتُ إِلى جانبهم أكواخاً أقامها الصوفيون، وأفسدوا على المبشرين السويديّين إِقامتهم أربعين سنة. ولذلك أرجو أن نتعاون لإِخماد هذه الحركات التي تؤذينا، دينياً وسياسياً، وإِن الذين يحملون على الصوفية ليسوا فوق مستوى الشبهات، بل هم غارقون في الشبهات.. إِلى أن قال: أكبرُ المصائب التي أصابت المسلمين أنهم لم يأخذوا بالإِسلام كله، أما الصوفية فقد ألزموا أنفسهم أن يأخذوا بالإِسلام كله، بل زادوا عليه. إِنهم ألزموا أنفسهم ألاَّ يأخذوا بالرخص بل بالعزائم، مع أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه. لماذا؟ لأن مذهبهم يقوم على الزهد بالمعنى الذي يفهمه العلم، وأزيد على ذلك أن أساس الزهد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم زاهداً في هذه الحياة ولذائذها. عاش الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقل إِلى الرفيق الأعلى ولم يأكل رغيفاً مرقَّقَاً، ولا أكل على خوان.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المثل الأعلى للخلفاء الراشدين ولِمَنْ تبعه وللمسلمين كافة. والصوفية قد ألزموا أنفسهم، كما نصوا على ذلك في كتبهم، على أنْ لا يكون بينهم صوفياً إِلا من استمسك بالكتاب والسنة، ووضعوا لذلك أُصولاً في كتبهم: الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري وإِحياء علوم الدين للغزالي، وكتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني، وكتاب قواعد التصوف لأحمد زروق.

وإِنا نقول: إِن الذين يبحثون في بعض العلوم وينتقدونها، وينكرونها وهم لم يطلعوا عليها، مثلهم مثل رجل لا يفهم في الطب شيئاً فينكر الطب، وكالإِسكافي الذي ينكر الهندسة.

وفي مصر هنا، في الوقت الذي جاءت جيوش الصليبية إِلى دمياط، كان للصوفية أمثال أبي الحسن الشاذلي وعز الدين بن عبد السلام، وأبي الفتح ابن دقيق العيد، وآخرين من العلماء خدمة جليلة في مقاومة الصليبيين)

[مجلة لواء الإِسلام - العدد العاشر - السنة التاسعة 1375هـ - 1956م ندوة لواء الإِسلام: الصوفية وعلاقتها بالدين ص645 -647].

-الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله تعالى :

قال الأستاذ العلامة محمد أبو زهرة في حديثه عن التصوف في ندوة لواء الإِسلام: (إِن التصوف في ظاهره يتضمن ثلاث حقائق: الحقيقة الأولى: محاربة الهوى والشهوة، والسيطرةُ على النفس. وكان المتصوفة يأخذون بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إِذ يقول: أيها الناس اقْدَعوا [اقدعوا: من قدع بمعنى: منع وكف، وقدع فرسه كبحه، كذا في القاموس] هذه النفوس عن شهواتها، فإِنها مريئة وبيئة. أي إِن الإِنسان يستمرؤها، ولكن عاقبتها وخيمة.

والحقيقة الثانية التي تتضمنها ظاهرة التصوف هي: الاتصال الروحي ومخاطبة الوجدان والنفس.

والحقيقة الثالثة: أن التصوف يقتضي في وقائعه التي نراها تابعاً ومتبوعاً، شيخاً ومريداً، يقتضي موجهاً وشخصاً يوجَّه، يقتضي استهواءً نفسياً وتوجيهاً نفسياً.

وهذه الظواهر، بصرف النظر عن أن الإِسلام قررها نظاماً، أولم يقررها. هذه الوقائع الثابتة، هل يمكن أن تتخذ سبيلاً للإِصلاح، أو أنها ضرر محض؟

أما أنها ضرر محض، فما أظن أحداً يوافق على ذلك، لأن التصوف حقيقة واقعة ككل الأشياء، يقبل أن يكون ضاراً ويقبل أن يكون نافعاً، يقبل أن يكون ممدوحاً، ويقبل أن يكون مذموماً. وحسبنا أن نقول: إِن الصلاة ذاتها مُدحتْ وذُمتْ، فقال الله تعالى: {فويلٌ للمُصلِّينَ . الذينَ هُمْ عَنْ صلاتِهم ساهونَ} [الماعون: 4 -5]. وقال سبحانه في وصف المؤمنين: {الذين يقيمون الصلاةَ ويؤتُونَ الزكاةَ وهُمْ بالآخِرَةِ هُمْ يوقنونَ} [لقمان: 4]. وكذلك التسصوف . التصوف - كما قال الأُستاذ فودة - في عصورنا المتأخرة كان له مزايا، وكانت له آثار واضحة، فالمسلمون في غرب أفريقيا وفي وسطها وفي جنوبها كان إِيمانهم ثمرةً من ثمرات التصوف.

والإِمام السنوسي الكبير عندما أراد أن يصلح بين المسلمين، اتجه أول ما اتجه إِلى أن نهج منهاجاً صوفياً، وكان منهاجه في ذاته عجيباً غريباً، فإِنه اتخذ المريدين، ثم أراد أن يجعل من هؤلاء المريدين رجال أعمال كأحسن ما يكون رجال الأعمال، ولذلك أنشأ الزوايا. وأولُ زاوية أنشأها في جبل حول مكة، ثم انتقل بزواياه في الصحراء، وهذه الزوايا كانت واحات عامرة في وسط الصحراء، وبعمل رجالهم وقواتهم وتوجيههم، استنبط الماء وجعل فيها زرعاً وغراساً وثماراً، ووجَّههم وعلَّمهم الحرب والرماية حتى أقضُّوا مضاجع الإِيطاليين أكثر من عشرين سنة، عندما عجزت الدولة العثمانية عن أن تعين أهل ليبيا. واستمرت المقاومة السنوسية بهذه الزوايا، إِلى أن أذلَّ الله الدولة الإِيطالية، وإِذا السنوسية تحيا من جديد، وكنا نودُّ أن تحيا كما ابتدأت طريقة صوفية عاملة قوية .

لا أودُّ أن أتعرض لنشأة التصوف في الإِسلام وقبل الإِسلام، ولكني لا أستطيع أن أقول إِن عمر بن الخطاب لم يكن متصوفاً، وهو الذي قال فيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم: “لو كان في هذه الأُمة محدَّثون لكان عمر بن الخطاب” [“إِن من أمتي محدثين ومكلمين وإِن عمر منهم” أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب المناقب عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرج مسلم في صحيحه: “لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون فإِن يك في أمتي أحد فإِنه عمر” من حديث عائشة رضي الله عنها في كتاب فضائل الصحابة]. والذي كان يعتقد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان من أقرب أصحابه إِلى الله، حتى إِنه عندما كان ذهب إِلى العمرة وجَّهَ إِليه القول، وقال له: “لا تنسنا من دُعائك يا أخي” [رواه أبو داود في باب الدعاء عن عمر رضي الله عنه، والترمذي في كتاب الدعوات وقال: حديث حسن صحيح، ولفظه: “أي أُخيَّ أشرِكنا في دعائك ولا تنسنا”]. ولا أستطيع أن أقول: إِن أبا بكر الصديق الذي كان يركب الصعب من الأمور ضابطاً نفسه، والذي أُثر عنه أنه قال كلاماً نسب إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، واختلفت الرواية في قائله: “رجعنا من الجهاد الأصغر [وهو القتال] إِلى الجهاد الأكبر [وهو مجاهدة النفس] [بل هو من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه الديلمي عن جابر رضي الله عنه. راجع كشف الخفاء للعجلوني ج1. ص424]”. وأبو بكر الذي يقول: فِرَّ من الشرف يتبعْك الشرف. وقد كان وما زال هناك موجهون وشيوخ لهم مريدون ولهم أتباع وهؤلاء هم الذين نرجو أن يعود التصوف على أيديهم كما ابتدأ.

- هل نحن الآن في حاجة إِلى التصوف المصلح المثمر؟

أقول: إِذا كان الماضون لم يكونوا في حاجة إِليه، بل كان المتصوف يعمل لله ولنفسه ولمريديه، فنحن في عصرنا هذا أشد الناس حاجة إِلى متصوف يعمل بنظام التصوف الحقيقي، وذلك لأن شبابَنا قد استهوته الأهواء، وسيطرت على قلبه؛ فأصبحت دور السينما أشد المغريات وأشد الوسائل جلباً لها، والمجلات الفارغة، والإِذاعة اللاهية اللاعبة، أصبح كلُّ هذا يستهويه، وإِذا سيطرت الأهواء والشهوات على جيل من الأجيال أصبحت خُطبُ الخطباء لا تُجدي، وكتابة الكتَّاب لا تُجدي، ومواعظُ الوعاظ لا تجدي، وحِكم العلماء لا تجدي، وأصبحت كل وسائل الهداية لا تجدي شيئاً. وحسبك أن ترى المجلات الدينية توزع بأقل من نصف العشر أو ربع العشر مما توزعه المجلات اللاهية العابثة.

إِذن لا بد لنا من طريق آخر للإِصلاح، هذا الطريق أنْ نتجه إِلى الاستيلاء على نفوس الشباب، وهذا الاستيلاء يكون بطريق الشيخ ومريديه، بحيث يكون في كل قرية، وفي كل حيٌّ من أحياء المدن، وفي كل بيئة علمية أو اجتماعية أو سياسية، رجال يقفون موقف الشيخ الصوفي من مريديه.

إِن العلاقة بين المريد والشيخ، وبين مراتب هذا المريد هي التي يمكن أن تهذب وأن توجه. يقول الشاطبي في كتابه الموافقات: إِنَّ بين المعلم والمتعلم روحانية تجعله ينطبع بفكره، وينطبع بكل ما يلقنه من معلومات. نحن في حاجة إِلى هؤلاء الذين يستهوون الشباب ليصرفوهم عن هذا الهوى الماجن، وليوجهوهم.

كان هنا منذ بضع سنين أو عشر سنين رجلٌ اتجه إِلى الشباب، وحاول أن يتخذ معهم في إِصلاحهم ما يتخذه الصوفي مع المريدين، وقد نجح إِلى حد كبير، ولولا اشتغاله بالسياسة ما فسد أمره قط..

ولذلك أُوجبُ أن نتجه إِلى الصوفية كعلاج أخير لوقاية الشباب من الفساد، ولا أعتقد أن هناك علاجاً أجدى منها).

وخلاصة الحديث عن التصوف في ندوة لواء الإِسلام: أن التصوف كأمر واقع، كان فيه خير، وخالطه بعض الشر، وإِذا خلص من شره، واتجه إِلى المعاني الروحية، كان سبيل إِصلاح للمجتمع الإِسلامي. وإِن الشباب المسلم وقع تحت استهواءات مختلفة تؤدي إِلى الانحراف، ولا سبيل إِلى رده إِلى الاستقامة الإِسلامية إِلا باستهواء يكون كاستهواء الشيخ الصوفي لمريديه، وحينئذٍ تعمل الصوفية أفضل الأعمال لإِصلاح الشباب .

[مجلة لواء الإِسلام، العدد الثاني عشر، شعبان 1379هـ الموافق 1960م ندوة لواء الإِسلام، التصوف في الإِسلام. ص758 و766].

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 22, 2007 3:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله تعالى :

قال عن الصوفية :

" لقد جاهدوا في أن تفنى شخصيتهم في دعوتهم , وأن تكون دعوتهم في سبيل الله , وحاولوا بكل ما استطاعوا من جهد أن يلقوا بكل الأضواء على الطريق , وعلى الدعوة وعلى الرسالة "

[ من سلسلة :أقطاب التصوف " السيد أحمد البدوي " صـ 7 ]

- الإمام المفسر محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى :

في كتابه [ مشوار حياتي ] ومن " صـ 33 :صـ 42 " تكلم فضيلة الإمام الشعراوي رحمه الله عن الصوفية " المعنى .. المهمة .. والطريق " وإليكم أجزءا مختصرة مما قاله :

" ... والصوفي هو الذي صوفي من الله ... فمعني طرق صوفية : أن أناسا وصلوا إلى الصفاء من الله سبحانه وتعالى , وجاءتهم الاشراقات والعلامات التي تدل علي ذلك في ذواتهم .... والدليل على أن هذا طريق الحق , أن الذي يتأخر فيه عن صاحبه يتمسك بالمتقدم , لا يغير منه , بل يحبه ويتمنى له المزيد من التقدم . أهـ

- فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية حفظه الله :

يقول " التصوف هو منهج التربية الروحي والسلوكي الذي يرقى به المسلم إلى مرتبة الإحسان التي عرفها النبي صلى الله عليه وسلم " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ".

فالتصوف برنامج تربوي , يهتم بتطهير النفس من كل أمراضها التي تحجب الإنسان عن الله عز وجل , وتقويم انحرافاته النفسية والسلوكية فيما يتعلق بعلاقة الإنسان مع الله ومع الآخر ومع الذات .

والطريقة الصوفية هي المدرسة التي يتم فيها ذلك التطهير النفسي والتقويم السلوكي , والشيخ هو القيم أو الأستاذ الذي يقوم بذلك مع الطالب أو المريد "

[ من كتابه " البيان لما يشغل الأذهان " من صـ 328 ] .

- المفكر رجاء غارودي:

يقول المفكر رجاء غارودي في كتابه : "ما يعد به الإسلام" صـ 77:

إن التصوف يعد من أبعاد العقيدة الإسلامية بل هو بعده (الجواني) وكل محاولة تجعل من التصوف (تيارا) مستقلا أو وظيفة منفصلة تحط حتما من قيمته فليس في الإسلام وهو دين الوحدة والتكامل الفصل بين التأمل والعمل وبين الذات والوجود وما التصوف إلا لون من ألوان الروحانية في الإسلام وهو التوازن الأساسي بين الجهاد الأكبر والصراع الداخلي ضد الرغبات التي تبعد الإنسان عن ذاته وبين الجهاد الأصغر ذلك النضال في سبيل الوحدة والانسجام في المجتمع الإسلامي ضد كل أشكال عبادة السلطة والمال والضلالات التي تبعد المؤمن عن طريق الله.

يتبع إن شاء الله تعالى
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت نوفمبر 24, 2007 3:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
- اتصال سند السادة الصوفية في علم التصوف بحضرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .

ومما يشهد للسادة الصوفية بأنهم أهل الحق والفضل , ثبوت تلقيهم لهذا العلم الشريف عن حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد حقق ذلك جماعة من أئمتنا الأعلام , على رأسهم الإمامان الحافظان جلال الدين السيوطي وابن حجر الهيتمي رضي الله تبارك وتعالى عنهما .

وإليك أخي القارئ كلام كل منهما :

أولا : الإمام العلامة جلال الدين السيوطي .

ذكر في كتابه : [ الحاوي للفتاوي 2 / 96 ] تحقيقا لسند السادة الصوفية , تحت عنوان :

إتحاف الفرقة برفو الخرقة حيث قال :

[ مسألة - أنكر جماعة من الحفاظ سماع الحسن البصري من علي بن أبي طالب وتمسك بهذا بعض المتأخرين فخدش به في طريق لبس الخرقة وأثبته جماعة وهو الراجح عندي لوجوه، وقد رجحه أيضا الحافظ ضياء الدين المقدسي في المختارة فإنه قال الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي وقيل لم يسمع منه، وتبعه على هذه العبارة الحافظ ابن حجر في أطراف المختارة.

الوجه الأول: إن العلماء ذكروا في الأصول في وجوه الترجيح أن المثبت مقدم على النافي لأن معه زيادة علم

الثاني: إن الحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر باتفاق وكانت أمه خيرة مولاة أم سلمة رضي الله عنها فكانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة يباركون عليه وأخرجته إلى عمر فدعا له اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس ذكره الحافظ جمال الدين المزي في التهذيب وأخرجه العسكري في كتاب المواعظ بسنده وذكر المزي أنه حضر يوم الدار وله أربع عشرة سنة ومن المعلوم أنه من حين بلغ سبع سنين أمر بالصلاة فكان يحضر الجماعة ويصلي خلف عثمان إلى أن قتل عثمان وعلي إذ ذاك بالمدينة فإنه لم يخرج منها إلى الكوفة إلا بعد قتل عثمان فكيف يستنكر سماعه منه وهو كل يوم يجتمع به في المسجد خمس مرات من حين ميز إلى أن بلغ أربع عشرة سنة وزيادة على ذلك إن عليا كان يزور أمهات المؤمنين ومنهن أم سلمة والحسن في بيتها هو وأمه.
الوجه الثالث: إنه ورد عن الحسن ما يدل على سماعه منه أورد المزي في التهذيب من طريق أبي نعيم قال ثنا ابو القاسم عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا ثنا أبو حنيفة محمد بن صفه الواسطي ثنا محمد بن موسى الجرشي ثنا ثمامة ابن عبيدة ثنا عطية بن محارب عن يونس بن عبيد قال سألت الحسن قلت يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لم تدركه قال يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ولولا منزلتك مني ما أخبرتك أني في زمان كما ترى وكان في عمل الحجاج كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عن علي ابن أبي طالب غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا.

ذكر ما وقع لنا من رواية الحسن عن علي:

قال أحمد في مسند ثنا هشيم أنا يونس عن الحسن عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "رفع القلم عن ثلاثة عن الصغير حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المصاب حتى يكشف عنه" أخرجه الترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وصححه والضياء المقدسي في المختارة قال الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمذي عند الكلام على هذا الحديث قال علي بن المديني الحسن رأى عليا بالمدينة وهو غلام وقال أبو زرعة كان الحسن البصري يوم بويع لعلي بن أربع عشرة سنة ورأى عليا بالمدينة ثم خرج إلى الكوفة والبصرة ولم يلقه الحسن بعد ذلك وقال الحسن رأيت الزبير يبايع عليا انتهى.

قلت وفي هذا القدر كفاية ويحمل قول النافي على ما بعد خروج علي من المدينة وقال النسائي ثنا الحسن بن أحمد بن حبيب ثنا شاد بن فياض عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفطر الحاجم والمحجوم.

وقال الطحاوي ثنا نصر بن مرزوق ثنا الخطيب ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في الرهن فضل فأصابته جائحة فهو بما فيه - الحديث، وقال الدار قطني ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا الحسن بن شبيب المعمري قال سمعت محمد بن صدران السلمي ثناء عبد الله بن ميمون المزني ثنا عوف عن الحسن عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يا علي قد جعلنا إليك هذه السبعة بين الناس - الحديث.

وقال الدار قطنى ثنا علي بن عبد الله بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا يزيد بن هرون أنا حميد الطويل عن الحسن قال قال على أن وسع الله عليكم فاجعلوه صاعا من بر وغيره يعني زكاة الفطر. وقال الدار قطني ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا داود بن رشيد ثنا أبو حفص الآبار عن عطاء بن السائب عن الحسن عن علي قال الخلية والبرية والبتة والبائن والحرام ثلاث لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره.

وقال الطحاوي ثنا ابن مرزوق ثنا عمرو بن أبي رزين ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن علي قال ليس في مس الذكر وضوء، وقال أبو نعيم في الحلية ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد ثنا ابن فضيل عن ليث عن الحسن عن علي رضي الله عنه قال طوبى لكل عبد ثومه عرف الناس ولم يعرفه الناس عرفه الله تعالى برضوان أولئك مصابيح الهدى يكشف الله عنهم كل فتنة مظلمة سيدخلهم الله في رحمة منه ليس أولئك بالمزابيع البذر ولا الجفاة المرائين.

وقال الخطيب في تاريخه أنا الحسن بن أبي بكر أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد بن غالب ثنا يحيى بن عمران ثنا سليمان بن أرقم عن الحسن عن علي قال كفنت النبي صلى الله عليه وسلم في قميص أبيض وثوبي حبرة، وقال جعفر بن محمد بن محمد في كتاب العروس ثنا وكيع عن الربيع عن الحسن عن علي بن أبي طالب رفعه من قال في كل يوم ثلاث مرات صلوات الله على آدم غفر الله له الذنوب وإن كانت أكثر من زبد البحر أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من طريقه ثم رأيت الحافظ ابن حجر قال في تهذيب التهذيب قال يحيى بن معين لم يسمع الحسن من علي بن أبي طالب قيل ألم يسمع من عثمان قال يقولون عنه رأيت عثمان قام خطيبا وقال غير واحد لم يسمع من علي وقد روى عنه غير حديث وكان علي لما خرج بعد قتل عثمان كان الحسن بالمدينة ثم قدم البصرة فسكنها إلى أن مات .

قال الحافظ ابن حجر ووقع في مسند أبي يعلي قال ثنا جويرية بن أشرس أنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي قال سمعت الحسن يقول سمعت عليا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أمتي مثل المطر - الحديث، قال محمد بن الحسن بن الصيرفي شيخ شيوخنا هذا نص صريح في سماع الحسن من علي ورجاله ثقات جويرية وثقة ابن حبان وعقبة وثقه أحمد وابن معين - انتهى , وحديث آخر يدل على ذلك قال اللالكائي في السنة :

أنا أحمد بن محمد الفقيه أنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا تميم بن محمد ثنا نصر بن علي ثنا محمد بن سواء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن عامر الأحوال عن الحسن قال : شهدت عليا بالمدينة وسمع صوتا فقال ما هذا ؟ قالوا قتل عثمان قال : اللهم اشهد أني لم أرض ولم أمالئ مرتين أو ثلاثا .

ثم وجدت حديثا آخر قال الحافظ أبو بكر بن مسدي في مسلسلاته :

صافحت أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عيسوي النغزوي بها قال :
صافحت أبا الحسن علي بن سيف الحصري بالإسكندرية وصافحت أيضا أبا القاسم عبد الرحمن بن أبي الفضل المالكي بالإسكندرية قال :

صافحت شبل بن أحمد بن شبل قدم علينا قال كل واحد منهما :

صافحت أبا محمد عبد الله بن مقبل بن محمد العجيني قال :

صافحت محمد بن الفرج الحجاج السكسكي قال :

صافحت أبا مروان عبد الملك بن أبي ميسرة قال :

صافحت أحمد بن محمد النغزوي بها قال صافحت : أحمد الأسود قال :

صافحت ممشاد الدينوري قال :

صافحت علي بن الرزيني الخرساني قال :

صافحت عيسى القصار قال :

صافحت الحسن البصري قال :

صافحت علي بن أبي طالب قال :

صافحت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : صافحت كفي هذه سرادقات عرش ربي عز وجل .

قال ابن مسدي : غريب لا نعلمه إلا من هذا الوجه , وهذا إسناد صوفي انتهى ]

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 25, 2007 1:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
ثانيا : كلام الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في تحقيق سند السادة الصوفية

[ مطلب في أن الحسن البصري سمع من عليّ على الصحيح ]

163 - وسئل نفع الله بعلومه: هل سمع الحسن سالبصري من كلام علي كرم الله وجهه حتى يتم للسادة الصوفية سند خرقتهم وتلقينهم الذكر المروي عنه عن عليّ كرّم الله وجهه؟

فأجاب بقوله : اختلف الناس فيه فأنكره الأكثرون وأثبته جماعة.

قال الحافظ السيوطي: وهو الراجح عندي كالحافظ ضياء الدين المقدسي في "المختارة"، والحافظ شيخ الإسلام ابن حجر في أطراف "المختارة " لوجوه:

الأول: أن المثبت مقدم على النافي.

الثاني: أنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر وميَّز لسبع وأمر بالصلاة فكان يحضر الجماعة ويصلي خلف عثمان إلى أن قتل، وعلي إذْ ذاك بالمدينة يحضر الجماعة كل فرض، ولم يخرج منها إلا بعد قتل عثمان، وسِنُّ الحسن إذ ذاك أربع عشْرة سنة، فكيف يُنْكر سماعه منه مع ذلك وهو يجتمع معه كل يوم بالمسجد خمس مرات مدة سبع سنين، ومِنْ ثُمَّ قال علي بن المديني:

رأى الحسن علياً بالمدينة وهو غلام، وزيادة على ذلك أن علياً كان يزور أمهات المؤمنين ومنهنّ أم سلمة والحسن في بيتها هو وأمه حبر إذْ هي مولاة لها، وكانت أم سلمة رضي الله عنها تخرجه إلى الصحابة يباركون عليه، وأخرجته إلى عمر رضي الله عنه فدعا له: اللهم فقهه في الدين وعلمه وحببه إلى الناس ذكره المزي وأسنده العسكري.

وقد أورد المزي في "التهذيب" من طريق أبي نعيم أنه سئل عن قوله:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولم يدركه، فقال: كل شيء قلته فيه فهو عن عليّ غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً: أي زمان الحجاج، ثم ذكر الحافظ أحاديث كثيرة وقعت له من رواية الحسن عن عليّ كرم الله وجهه، وفي بعضها ورجاله ثقات قول الحسن سمعت علياً يقول:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "مثل أمتي مثل المطر" الحديث.

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 26, 2007 5:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وقال الشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية بمصر – والتي أصبحت للأسف مفرخة للمتنطعين – عن سند السادة الصوفية في كتابه : [ العهد الوثيق صـ 93 ] :

[ ( وإنما ) أمر بغلق الباب وقال هل فيكم غريب إشارة إلى أن طريق القوم مبنية على الستر لا يشتهر عليها أكثر الناس ولا ينبغي أن يذكر كلامهم بحضرة من ليس من خرقتهم ولا من لم يعتقد فيهم .

( ومن هنا ) أنكر بعض العلماء تلقين الحسن البصري من عليّ بن أبى طالب وقال لم يبلغنا أنه اجتمع به فضلا عن الأخذ منه .

وهذا القول من هذا العالم لا يقدح فى طريق العارفين لأن هذا القائل لم يدخل طريقهم فلو دخلها سلم للأشياخ واعتقدهم وصدقهم لأن ذلك كالمتواتر فيما بينهم .

لأنه لا بد لكل من حق له قدم الولاية من الاجتماع برسول الله يقظة ومشافهة .

فإن لم يصح له ما نقوله فيه من طريق الوسائط صح له من طريق الأخذ عنه بالفهم , فالله تعالى لا يؤاخذ هذا القائل بما قال . ] اهـ

وبعد

أصل معكم أخواني الأعزاء إلى نهاية هذا الموضوع , فإن أخطأت فمن نفسي , وإن أصبت فذلك من فضل الله .

وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .


* مراجع الموضوع *

1- تفليس إبليس – للإمام سلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام .
مكتبة ابن سينا – القاهرة – 1410 هـ - 1990 م

2- تلبيس إبليس – للحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
دار إحياء الكتب العربية – القاهرة –

3- صيد الخاطر – للحافظ جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
دار الحديث - القاهرة - 1426 هـ -2005 م

4- بحر الولاية المحمدية في مناقب أعلام الصوفية – الأستاذ الدكتور جودة أبو اليزيد المهدي .
دار غريب – القاهرة – الطبعة الأولى – 1418 هـ - 1998 م

5- أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته – السيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح
دار الركن والمقام – القاهرة – الطبعة الأولى – 1423 هـ - 2003 م

6- لسان التعريف بحال الولي الشريف – للإمام جلال الدين الكركي
مكتبة الرحمة المهداة – المنصورة – مصر –

7- حتى لا تضيع الهوية الصوفية – للسيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح
دار الركن والمقام – القاهرة – الطبعة الأولى – 1428 هـ - 2007 م

8- حقائق عن التصوف- للشيخ عبد القادر عيسى .
دار العرفان – حلب – سورية – الطبعة الحادية عشرة – 1421 هـ - 2001 م

9- تهذيب التهذيب – للإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني
دار الفكر العربي – بيروت –

10- تبيين كذب المفتري – للإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر
المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة – الطبعة الأولى

11- -البداية والنهاية – للحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء
مكتبة المعارف – بيروت –

12- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء – الإمام الحافظ أبو نعيم الأصفهاني
دار الفكر العربي- بيروت - الطبعة الرابعة - 1405 هـ

13- الاعتصام – الإمام أبو اسحاق إبراهيم الشاطبي .
دار الحديث – القاهرة – 1424 هـ - 2003 م

14- - الحاوي للفتاوي – للإمام العلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
دار الكتب العلمية - بيروت – الطبعة الأولى- 1421هـ - 2000م

15 – الفتاوى الحديثية – لإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي المكي .
دار إحياء التراث العربي – بيروت – 1419 هـ - 1998 م .

16- -الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية – للإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي .
نشر المكتبة الأزهرية للتراث – القاهرة –

17- شذرات الذهب في أخبار من ذهب – لابن العماد الحنبلي .
نشر دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الأولي –1419 هـ - 1998 م.

18- العهد الوثيق لمن أراد سلوك أحسن طريق – للشيخ محمود خطاب السبكي .
الطبعة الثالثة – 1414 هـ - 1993 م .

19 – - سلسلة أقطاب التصوف – السيد أحمد البدوي – للإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود .
نشر دار المعارف – القاهرة – الطبعة الخامسة – 2004 م .

20 - مشوار حياتي – لفضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي .
المختار الإسلامي – القاهرة –

21 - البيان لما يشغل الأذهان - فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية
المقطم للنشر والتوزيع – القاهرة – 1426 هـ - 2005 م
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 10, 2008 11:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 3:42 pm
مشاركات: 44
مكان: الاسكندريه
كما يحاولون دائما عدم ذكر من هم الصوفية ؟ أو ذكر أسمائهم .

هذا ردك ولن احرمك من ذكر من هم الصوفيه واحب انبهك بأنك استشهدت باغلب فقهاء الصوفيه بنسبه 90في المائه فلا تلومني ان كنت استشهدت بعلماء الوهابيه والعلماء السابقين بل ذكرت واستشهدت بكتب شيوخك التي تنتمي الي نحلتهم وتسير علي منهجهم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 10, 2008 11:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة
اقتباس:
[align=justify]كما يحاولون دائما عدم ذكر من هم الصوفية ؟ أو ذكر أسمائهم .

هذا ردك ولن احرمك من ذكر من هم الصوفيه واحب انبهك بأنك استشهدت باغلب فقهاء الصوفيه بنسبه 90في المائه فلا تلومني ان كنت استشهدت بعلماء الوهابيه والعلماء السابقين بل ذكرت واستشهدت بكتب شيوخك التي تنتمي الي نحلتهم وتسير علي منهجهم
[/align]


[font=Tahoma][align=justify]الحمد لله على نعمة العقل

فقد استشهدت في موضوعي بالإمام أحمد والشافعي والسيوطي ومالك وابن كثير والشاطبي وابن الملقن وابن حجر والذهبي والغزالي والمناوي والرازي وابن عساكر وأبو نعيم وابن عابدين وووووو .... القائمة طويلة برجاء الرجوع للموضوع لمتابعتها الخ

وها أنت تقول بأن من استشهدت بهم هم فقهاء الصوفية ، فالحمد لله على هذه الشهادة وهذا الاعتراف بأن السادة الصوفية هم أئمة الأمة - فإن لم يكن هؤلاء أئمتها فمن سيكونون إذا ؟!!! -

والحمد لله أنك تستشهد وترد أقوال هؤلاء الأعلام بشهادة علماء الوهابية ، فمبارك عليك وأنعم به من رد !!!!!!!!

وتلبية لمطلبك العزيز الغالي عن معرفة من هم الصوفية وما هي أسماؤهم ففي المشاركة القادمة إن شاء الله أتحفك بـــ :

ذكر من لبس خرقة السادة الصوفية[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط