[font=Tahoma][align=justify] فتى الصحابة أن لا أغضب منك مطلقا لشخصي ، ويعلم الله أنني حزين عليك وعلى كل من اغتر مثلك بأباطيل الوهابية .
وإذا أغلظت لك القول في بعض المواضع فهو زجرا لك إذا وجدتك أسأت الأدب مع أحد من أئمة المسلمين ، وقبل هذا وفاءا لما لهم في رقبتنا من الحق .
وإنني لأعجب منك لأمرين :
أولهما : تشتيتك للمواضيع ، فكلامك عن الرقص أو الحركة في الذكر ليس هذا موضعه ، فهناك موضوع الحركة في الذكر ومشروعيتها كان من الأصح أن تضع فيه مشاركتك الأخيرة .
ثانيهما : تعصبك الذي يعميك عن رؤية النصوص . فقد أوردت نص الإمام العز بإجازته للحركة في الذكر ولا أدري كيف لم تره إلى الآن ؟!!!!!
ولكن لا بأس سأضعه لك مرة ثانية فها هو ذا :
قال سلطان العلماء العز بن عبد السلام في كتابه : زبد خلاصة التصوف المسمى بحل الرموز ، طبع دار الحسين الإسلامية – القاهرة – مصر – تحقيق الأستاذ الدكتور حسن جبر شقير أستاذ العقيدة والأخلاق والتصوف الإسلامي وعميد كلية الدعوة الإسلامية السابق بجامعة الأزهر الشريف .
يقول الإمام العز في (صـ 68 – 71) :
(الفصل الرابع عشر )
في السماع وأنواعه وحكمه
[واعلم أنه تحتم هاهنا ذكر السماع وما هو منه محظور وما هو مباح وما هو مستحب مستحسن فإن كثيرا من المتعمقين والمتقشفين كرهوه وأنكروه أصلا وفرعا وحقيقة وشرعا وهذا غلط منهم لأن ذلك يفضي إلى تخطئة كثير من أولياء الله وتفسيق كثير من العلماء إذ لا خلاف أنهم سمعوا الغناء وتواجدوا وأفضى إلى الصرخ والغشية والصعق فكيف ينسب إليهم نقص وهم سالكون أتم الأحوال .
وإنما يحتاج ذلك إلى تفصيل ونظر في أهل السماع واختلاف طبقاتهم فمن صح فهمه وحسن قصده وصقلت الرياضة مرآة قلبه وحلت نسمات العزيمة فضاء سره وصفاء من تصاعد أكدار أرض طبعه وبخار بشريته وخيالات مقابلة وسواسه وعري عن حظوظ الشهوات وتطهر عن دنس الشبهات فلا نقول إن سماعه حرام وفعله خطأ.
.... وأما الإنزعاج الذي يلحق المتواجد فمن ضعف حاله عن تحمل الوارد وذلك لازدحام أنوار اللطائف في دخول باب القلب فيلحقه دهش فيغيب بجوارحه ويستريح إلى الصعقة والصرخة والشهقة لغلبة وجده وقهر إرادته
.....(واعلم) أنه قد حضر السماع وسمع وما قنع بالسماع حتى كشف القناع وتواجد وتحرك كثير من الأكابر والمشايخ والتابعين رحمهم الله وسمع من الصحابة عبد الله بن جعفر وعبد الله بن عمر وكان عمر يرى إباحة السماع .] اهـ مختصرا
- وقال في (صـ 74 ) :
(الفصل الخامس عشر )
في الغناء والضرب بالدف
[وأما الضرب بالدف والرقص ، فقد جاءت الرخص في إباحته للفرح والسرور في أيام الأعياد والعرس وقدوم الغائب والوليمة والعقيقة وقد ثبت جواز ذلك بالنص فمن ذلك إنشادهم وضربهم بالدف عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم : طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داعي ] اهـ
- ويقول في (صـ 76 ، 77 ) :
[وقد ثبتت النصوص بالغناء في بيته وضرب الدف في حضرته ورقص الجيوش في مسجده وإنشاد الشعر بالأصوات الطيبة بين يديه فلا يجوز أن نقول بتحريم الغناء واستماعه وإباحته على الإطلاق . بل يختلف ذلك باختلاف الأحوال والأشخاص وأرباب الرياء والإخلاص .]اهـ
ولن أعلق على قولك [لا تقل قال الذهبي وغيره ] ففيها ما فيها من الطعن في العلماء وعدالتهم في النقل .
فحتى لو كان لا يوجد نص صريح للإمام العز بإباحته للرقص أو الحركة في الذكر – وهو موجود ولله الحمد وقد أوردته – ونقل هؤلاء الأئمة الأعلام عنه ثبوت قيامه بذلك ، فلا يعقل أن تطعن في نقل كل هؤلاء !!!!
ولا يعقل أن يكون كل من الذهبي واليونيني والسيوطي واليافعي قد افتروا في حقه ذلك .
ولكن من المنطقي أن يكون هذا رأي قديم له ثم تراجع عنه ، وأن رأيه الثابت والذي استقر عليه هو ما سجله في كتابه كشف الرموز ، والذي تأيد بإثبات هؤلاء الأئمة لوقوعه منه .
مع أنك لو أمعنت النظر ودققت في النص الذي نقلته أنت وفيما قبله وبعده لعلمت أنه يتكلم عن قوم أدعياء استحوذ عليهم الشيطان ، يتصنعون الوجد والتواجد يصفقون ويرقصون عند سماع المطربات.
فهو يتحدث عن رقص هؤلاء الذي يختلف عما يفعله السادة الصوفية في حلقات الذكر من حركة .
فهو وإن كان أطلق عليه رقص بالمعنى اللغوي إلا أنه يختلف كل الاختلاف عما يفعله من قصدهم الإمام العز
ونفس هذا الأمر هو ما أحدث عندك لبس فيما نقله الأخ الفاضل الراجي عفو ربه ، فالحركة في الذكر وإن اطلق عليها رقص لغويا لاإلا أنها ليست كذلك اصطلاحا لدى السادة الصوفية .
هدانا الله وإياك للحق .[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|