[poet font="Tahoma,5,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,4,gray" type=0 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" shadow(color=darkred,direction=135)"]
إن كنت تنكر حباً زادني كلفا= حسبي الذي قد جرى من مدمع و كفى
و إن تشككت فسئل عاذلي شجـني = كم بت أشكو الأسى و البث و الأسفا
أحبابنا و يد السقام قد عبثت=بالجسم هل لي منكم بالوضال شفا
كدرت عيشاً تقضى في بعادكم = و راق مـني نسيب فيكمو و صفا
سرتم و خلفتم في الحي ميت هوى = لولا رجـاء تلاقيكم لقد تلفا
وكنت أكتم حبي في الهوى زمناً=حتى تكلم دمع العين فانكشفا
سألت قلبي عن صبري فأخبرني=بأنه حين سرتم عني انصرفا
و قلت للطرف أين النوم بعدهم=فقال نومي و بحر العين قد نزفا
و قلت للجسم أين القلب قال لقد=خلى الحوادث عندي و ابتغى التلفا
سرى هواكم فسار القلب يتبعه=حتى تعرف آثاراً له و قفا
فيا خليلي هذا الربع لاح لنا=يدعوا الوقوف عليه و البكا فقفا
ربع كربع اصطباري بعد أن رحلوا=تجاوز الله عنه قد خلا و عفا
و أهيف خطرت كالغصن قامته=فكل قلب إليها من هواه هفا
كالسهم مقلته و القوس حاجبه=و مهجتي لهما قد أصبحت هدفا
ذو وجنة كالشقيق الغض في ترف=يظل منها جبين الشمس منكسفا
و غارض إن بدا من تحتها فلقد=أهدىالربيع إلينا روضة أنفا
يا أيها البدر أني بعد بعدك لا=أنفك في جامع الأحزان معتكفا
أرسلت لحظاً ضعيفاً فهو في تلفي=يقوى و قلبي قوي فهو قد ضعفا
و فتية لحمى المحبوب قد رحلوا=و خلفتني ذنوبي بعدهم خلفا
يطوون شقة بيد كلما نشرت=غدوا و كل امرئ بالصبر ملتحفا
حتى رأوا حضرة الهادي الذي شرفت=قصَّاده و علت في قصده شرفا
محمد صفوة الله الذي انكسفت= إذ جاء بالحق شمس الكفر و انكسفا
المصطفى المرتقي الأفلاك معجزة=و كان في الحرب بالأملاك مرتدفا
الليث و الغيث في يومي ندى وردى=و ضادق الفعل في يومي و غى ووفا
الواهب الهازم الآلاف من كرم=و سطوة للعدا و الصحب قد عُرفا
فالغيث من جوده في الجدب مغترفا=كالليث من بأسه في الحرب مغترفا
من قام في كف كف الكفر حين سطت=حقاً و في صرف الدهر حين هفا
كان الأنام جميعاً قبل مبعثه=على شفا جرف هار فعاد شفا
كم بين إيوان كسرى من مناسبة=و بين بدر السماء و الكفر إذ خسفا
هم انشقاقان هذا يوم مولده= و ذا بمبعثه الزاكي هدى سلفا
له اللواءان ذا في الحرب منتشر=و ظل ذلك في يوم النشور ضفا
كما له في الندى الحوضان كوثره=وكفه فاز صب منهما اغترفا
سرى إلى المسجد الأقصى من الحرم =المكي و الطرف للإسراع ما طرفا
ثم ارتقى الأفق بالجسم الكريم علاً=و الروح خادمه و القلب ما ضعفا
لقاب قوسين أو أدنى علا و دنا=و قلب حاسده المضنى غدا هدفا
ردت أعاديه في بدر منكسة=بخجلة أورثتها النقص و الكلفا
و يوم خيبر آيات مبينة=بالباب منه عليٌّ قد علا شرفا
و في حنين قميص الشرك ليس له=لما تمزق راف من عداة رفا
و كم خوارق حتى في قلوبهم=من سمره و سيوف برقها خطفا
لم يقتطف زهرة الدنيا و زينتها=بل مال عنها و لاحت روضة أُنُفا
هو الكريم الذي ما رد سائله=ما شك شخصان في هذا ولا اختلفا
بالعين قد جاد إفضالاً و أوردها=وردها بعد ما أرخت لها سجفا
وجوه أصحابه كالدر مشرقة=إذا رأيت امرأً عن هديهم صدفا
نالوا السيادة في الدنيا و آخرة=و السبق و الفضل و التقديم و الشرفا
و بالرضا خص منهم عشرة زهر=يا ويح من في موالاة لهم وقفا
سعد سعيد زبير طلحة و أبو=عبيدة و ابن عوف قبله الخلفا
و السابقون الألي قد هاجروا معه=و ما بفضل لأنصار االنبي خفا
تبوؤا الدار و الإيمان قبل وقد=آووا وفوا نصروا فازوا رقوا شرفا
المؤثرون و إن لاحت خصائصهم=على نفوسهم العافين و الضعفا
الضاربون وجوهاً أقبلت غضباً=و التاركون ظهوراً أدبرت أنفا
لا يستوي منفق من قبل فتحهم=لمنفق بعد بالإنفاق قد خلفا
و الكل قد وعد الله المهيمن= بالحسنى و أولاهم من بره تحفا
من كل أروع حامي الدين ناصره=و كل أورع يدعى سيد الطرفا
لا تسألن القوافي عن مآثرهم = إن شئت فاستنطق القرآن و الصحفا
يا سيدي يا رسول الله قد شرفت=قصائدي بمديح فيك قد رصفا
مدحتك اليوم أرجو الفضل منك عداً=من الشفاعة فالحظني بها طرفا
أجزت كعباً فحاز الرفع من قدم=على الرؤس و نال البشر و التحفا
و قد ألفت قيامي في المديح إلى= أن قال من لام قد أبصرته ألفا
بباب جودك عبد مذنب كلف=يا أحسن الناس وجهاً مشرقاً وقفا
بكم توسل يرجو العفو عن زلل= من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفا
و أن يكن نسبة يعزى إلى حجر=فطالما فاض عذباً طيباً وصفا
و المدح فيك قصور عنكم و عسى=في الخلد يبدل من أبياته غرفا
لا زال فيك مديحي ما حييت له=فما أرى لمديحي عنك منصرفا
[/poet]
[align=center]من ديوان الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ هـ (رحمه الله تعالى) [/align]
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|