اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm مشاركات: 14431 مكان: مصر
|
#ليلة_النصف_من_شعبان (28)
https://www.facebook.com/drmahmoudsobie ... 2578972870
القَدْر والمحو والإثبات
س: تقولون أن فى ليلة النصف من شعبان يكون هناك تقدير مقادير ، منها آجال الخلق ، فما الأدلة على ذلك وخاصة أن العلماء قالوا:إن المقادير تنزل فى ليلة القدر؟ س: وإذا كانت المقادير تنزل فى ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان ، فهل الدعاء أو غير الدعاء يرفع هذه الأقدار؟ س: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو الصادق المصدوق قال : " إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع كلمات ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقى أو سعيد." ( ) فمعنى ذلك أن العمل والرزق والعمر والخاتمة معلومة محكوم فيها فكيف يدعو الإنسان أو يتشفع لأمر قد فرغ منه؟ ج: الإجابة عن هذه الأسئلة تستلزم فهم عدة معان خاصة بالآتى: 1ـ القضاء والقدر ، المشيئة ، الإرادة ، الأمر ، الرضا . 2ـ القضاء المبرم والقضاء المعلق . 3ـ المحو والإثبات 4ـ ليلة القدر. 5ـ ما يكون فيه الشفاعة وما لا يكون. 6ـ متعلقات ببعض هذه النقاط مثل ما قيل فى تفسير قول الله عز وجل{فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } (الدخان 4) القضاء والقدر نتكلم عن القضاء والقدر ببساطة ـ ولنا فيه رسالة بمشيئة الله ـ ، بخصوص القدر فاعلم يا عبد الله الآتى: 1ـ أن الله هو الحكم العدل العليم القدير القادر المقتدر , فعال لما يريد ، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء 23) , ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، { وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} (الأحزاب 38) ، وهو أرحم بك من نفسك , لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون , وهو عند ظن عبده به , وأن رحمته سبقت غضبه . 2ـ يجب أن تؤمن بالقضاء والقدر خيره وشر , حلوه ومره . لما سأل جبريل النبى صلى الله عليه و سلم عن الإيمان ، قال صلى الله عليه و سلم : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ".، وعن ابن الديلمى قال: أتيت أبى بن كعب فقلت له وقع فى نفسى شىء من القدر فحدثنى بشىء لعله أن يذهب من قلبى فقال إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد فى سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار قال :ثم أتيت عبد الله بن مسعود فقال مثل قوله ثم أتيت حذيفة بن اليمان فقال مثل قوله ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثنى عن النبى صلى الله عليه و سلم مثل ذلك. 3ـ ما من شىء وقع أو يقع فى الوجود إلا وقد سبق به علم الله ومشيئته , والأمر قد فُرِغ منه. عن على قال كان النبى صلى الله عليه و سلم فى جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } (الليل 5-6). جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله صلى الله عليه و سلم بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال :لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال :ففيم العمل قال زهير ثم تكلم أبو الزبير بشيء لم أفهمه فسألت ما قال فقال: اعملوا فكل ميسر" 4ـ أن الكلام فى القدر مكروه , فالقدر وسره لا تتحمله العقول وقد قال الله فى علمه تعالى{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } (البقرة 255) قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" وإذا ذكر القدر فأمسكوا". وقال النبى صلى الله عليه و سلم : "أُخِّرَ الكلام فى القدر لشرار هذه الأمة".وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزال أمر هذه الأمة موائما أو مقاربا ما لم يتكلموا فى الولدان والقدر ". ( ) 5ـ أن مذهب أهل السنة والجماعة هو الوسطية بين طائفتين هالكتين الجبرية والقدرية .الطائفة الأولى : وهم الجبرية الذين ينفون الاختيار تماما عن ابن آدم ويقولون لا فعل له وبالتالى من شرب الخمر وقتل لا شىء عليه عندهم ونسوا قوله تعالى {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة 256) ، وقوله {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف 29) . والطائفة الأخرى : وهم القدرية ينفون القدر أى أن الله هو الذى قدر المقادير، ويظنون أن الإنسان هو خالق فعله وليس الله عز وجل ونسوا قوله تعالى : {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (الصافات 96) ، وقوله تعالى {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } (الفرقان 2) وقوله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (القمر 49) . ولا أحب الاستفاضة فى هذه النقطة ؛ لأنها تحتاج إلى شرح طويل. أما بخصوص القضاء والقدر من حيث الفرق بينهما فالكلام فيه كثير نلخصه فى الآتى: 1ـ القضاء يعنى الحُكْم ، وقضى يعنى حَكَم ، وتأتى بمعنيين: أ ـ القَدَر (مثلما تقول : القاضى حكم لفلان أو على فلان) ولابد من تنفيذه. ب ـ الأمر مثل {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء 23) فمعنى ذلك أن هذا أمر لا قدر ، بعض الناس يعبدون الله وبعضهم يكفر به وبعضهم بار بوالديه وبعضهم عاق. 2ـ القضاء هو ما حكم الله به فى علمه الأزلى القديم ، والقدر هو حدوث هذا الحكم فى الوقت المراد على الشخص المراد بكيفية معينة {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ } (الحجر 21) . {إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ} (المرسلات 22) فيكون بذلك القضاء إجمالى والقدر تفصيلى. 3ـ القضاء والقدر يستخدمان أحيانا لدلالة أحدهما على الآخر ، مثل (الإسلام والإيمان ) و(الفقير والمسكين). 4ـ القضاء منه ما هو مبرم ومنه ما هو معلق.
_________________ "يس" يا روح الفؤاد
|
|