الإسكندرية
محافظة الإسكندرية هي إحدى محافظات مصر والعاصمة الثانية بعد القاهرة، والميناء الأول لجمهورية مصر العربية.
تأسست مدينة الإسكندرية على يد الاسكندر الأكبر المقدوني عام 332 قبل الميلاد فبعد دخوله لمصر وجد قرية تدعي راقودة علي البحر الأبيض المتوسط مقابلها جزيرة تدعي جزيرة فاروس، فقرر أن يربط بين القرية والجزيرة، ويبني في هذا المكان مدينة تحمل اسمه, وتكون عاصمة للبلاد بدلا من منف. وقد دفعت الاسكندر لهذا القرار أغراض إستراتيجية منها: انه ارادان تكون الإسكندرية مركز للحضارة الهيلينستية في المناطق التي تحيط بها, وان يساعد موقعها الجيش المقدوني في غزواته عبر البحر الأبيض المتوسط ولتكون مركزا للتجارة في هذه المنطقة. ولقد كان للاسكندر ما اراد. وبعد وفاته بدأ العصر البطلمي بتولي بطليموس الأول الحكم, فاخذت الإسكندرية تتطور وتزداد أهميتها. أهتم بها البطالمة كثيرا لا سيما في عصور الرخاء (من عهد بطليموس الأول حتي عهد بطليموس الثالث) ويعود الفضل لهم في تشيد العديد من الأثار التاريخية مثل منارة الإسكندرية التي تعد احدي عجائب العالم القديم، ومكتبة الإسكندرية التي حملت كتبا عديدة بلغات مختلفة منها اليونانية والهندية والفينيفية وكانت أول مكتبة حكومية في العهد القديم -و التي دمرت بعد دخول الرومان -. وبعد انهيار دولة البطالمة عام 30 ق.م علي يد اكتافيوس الذي هزم انطونيوس وكليوباترا عام 31 ق.م في معركة اكتيوم البحرية استمرت الإسكندرية تحت حكم الرومان في اخذ اهمية كبري. كانت الإسكندرية لها ادوارها القديمة لكن هذه الأدوار ازدادت مع الوقت خصوصا مع دخول المسيحية على يد القديس مرقس الرسول سنه 45 ميلاديه واستشهد في نفس المدينة سنه 68 ميلاديه, فيكفي تشييد مدرسة الإسكندرية التي كانت مصدر علم كبير في فترة ما بعد اعلان قسطنطين الشهير وكان لها دور رئيسي في التنمية العلمية للمسيحيين. فكانت بها أشهر مدرسة فلسفية ظهرت في العصر الهللينستي وهي مدرسة الأفلاطونية المحدثة، كما كان بها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي شكلت معالم الفكر واللاهوت المسيحي في العالم. وبعد الفتح الإسلامي ظلت الإسكندرية قلعة علمية فقد أصبحت المركز العلمي الذي يتلقى فيه علماء المغرب والأندلس علومهم الدينية قبل عودتهم لبلادهم، كما أصبح للإسكندرية مدرسة في الحديث النبوي توارثها أجيال من العلماء، كما اشتهرت بأقطاب الصوفية الذين اتخذوا من المدينة سكناً لهم.
سبب التسمية
سميت الإسكندرية بهذا الإسم نسبة إلى مؤسسها وهو الإسكندر الأكبر الذي قام بإنشائها سنة 332 ق.م عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى "فاروس" بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700,000 مجلّد، ومنارة الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع،[11] وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 120 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال قوي سنة 1307.
أحاديث نبوية في فضل الإسكندرية
أحاديث في فضل الإسكندرية وعسقلان لابن الصلاح(1/2)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ وَقَدْ كَانَ لَقِيَهُ بِالشَّامِ، فَقَالَ: مِنَ الْإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ الْمُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامِ مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ، كَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ سَبْعِينَ سَنَةً مَا بَيْنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ»
وفي نفس المصدر(1/5)
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الْإسْكَنْدَرِيَّةَ وَعَسْقَلَانَ عَرُوسَانِ، وَالْإسْكَنْدَرِيَّةُ أَعْظَمُهُمَا عَرُوسًا، وَإِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُزَفُّ بِأَهْلِهَا إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَمَنْ رَابَطَ بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ أرْبَعِينَ يَوْمًا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَأَمِنَ مِنَ الْعَذَابِ، وَخِيَارُ أَهْلِهَا أَفْضَلُ مِنْ خِيَارِ غَيْرِهَا، وَشِرَارُ أَهْلِهَا خَيْرٌ مِنْ شِرَارِ غَيْرِهَا، وَهِيَ مَدِينَةُ ذِي الْقَرْنَيْنِ، يَبْعَثُ اللَّهُ مِنْهَا سَبْعِينَ أَلْفِ شَهِيدٍ وُجُوهُهُمْ عَلَى ضَوْءِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، يُعْطَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ مِنَ النُّورِ عَلَى الصِّرَاطِ، وَيَشْفَعُ لِسَبْعِينَ أَلْفًا، طُوبَى لِمَنْ رَابَطَ فِيهَا، وَهِيَ مَدِينَةُ ذِي الْقَرْنَيْنِ، مَكْتُوبَةٌ فِي تَوْرَاةِ مُوسَى، وَزَبُورِ دَاوُدَ، وَالْإنْجِيلِ، وَالْفُرْقَانِ، مَوْصُوفَةٌ فِي الْكُتُبِ يَعْرِفُهَا أَهْلُ الْعِلْمِ، تُسَمَّى الْخَضْرَاءَ، وَاسْمُهَا فِي الزَّبُورِ الْبَيْضَاءُ، وَاسْمُهَا فِي التَّوْرَاةِ الْمُذَهَّبَةُ، وَفِي تَفْسِيرِ أَهْلِ الْإنْجِيلِ وَفِي الْفُرْقَانِ».
وفي نفس المصدر(1/7)
عَنْ سُلَيْمَانَ الْأعْمَشِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَوْلَى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ، أَتَى إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: أَلَا أُحَدِّثَنَّكَ بِحَدِيثٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَدِينَتَانِ مِنْ مَدَائِنِ الْقِدَمِ، وَإِنَّهُمَا سَيُفْتَحَانِ عَلَى أُمَّتِي، إِحْدَاهُمَا مِنْ مَدَائِنِ الرُّومِ يُقَالُ لَهَا: الْإسْكَنْدَرِيَّةُ، وَالْأُخْرَى مِنْ مَدَائِنِ الدَّيْلَمِ، يُقَالُ لَهَا: قَزْوِينُ، فَمَنْ رَابَطَ إِلَى إِحْدَاهُمَا لَيْلَةً وَاحِدَةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ وَخَطَايَاهُ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ".
فَاسْتَوَى عُمَرُ جَالِسًا وَكَانَ مُضَّجِعًا، وَقَالَ: اللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُوكَ عَنْ جَدِّكَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَدَّثْتُكَ، فَبَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى كَثُرَ بُكَاؤُهُ ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ قَبْرِي بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ أَوْ بِقَزْوِينَ، فَوَاللَّهِ لَوْلَا شُغْلُ مَا أَنَا فِيهِ لَاتَّخَذْتُ بِهَا دَارًا وَمَنْزِلًا.
وفي نفس المصدر(1/8)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَحَبُّ الْجِهَادِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ، قِيلَ لَهُ: مِنَ الْبَحْرِ؟ قَالَ: وَمِنَ الْبَرِّ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: لَوْ رَزَقَنِي اللَّهُ تَعَالَى الرِّبَاطَ بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَوْ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا، أَوِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا، أَوْ سِتَّةَ أَيَّامٍ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّينَ حَجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً بَعْدَ حَجَّةِ الْإسْلَامِ، وَلَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا.
وفي نفس المصدر (1/9)
وَكَانَ عَطَاءٌ، يَقُولُ:" إِنَّ لِي مِنَ الشَّوْقِ إِلَى الْإسْكَنْدَرِيَّةِ شَوْقًا لَا أَسْتَطِيعُ صِفَتَهُ".
وفي نفس المصدر (1/10)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيَاضٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: لَقَدْ جَاوَرْتُ بَيْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ سِتِّينَ سَنَةً فَلَوْ رَزَقَنِي اللَّهُ الْخُرُوجَ إِلَى الْإسْكَنْدَرِيَّةِ مُرَابِطًا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ مُجَاوَرَةِ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ سِتِّينَ سَنَةً.
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ: لَقَدْ حَجَجْتُ سِتِّينَ حَجَّةً، فَلَوْ قَضَى اللَّهُ تَعَالَى لِي بِالْإسْكَنْدَرِيَّةِ، فَأُقِيمَ بِهَا شَهْرًا، وَأُصَلِّيَ عِنْدَ سَاحِلِهَا، وَأَدْعُوَ اللَّهَ تَعَالَى لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ سِتِّينَ حَجَّةً الَّتِي حَجَجْتُ بَعْدَ حَجَّةِ الْإِسْلَامِ الْوَاجِبَةِ، فَمَنْ قَدَرَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَيْهَا فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ فِيهَا بَابَيْنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: بَابُ مُحَمَّدٍ، وَالْآخَرُ: بَابُ الرَّحْمَةِ، مَنْ صَلَّى فِي أَحَدِ الْبَابَيْنِ كَانَ غَدَا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ، وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.
ومن أراد الإستزادة فليتفضل بمراجعة المصدر المذكور, بالإضافة إلى "فضل ثغر الإسكندرية" للحافظ السيوطي, و"الأفراد" للدار قطني وغيرها.
من سكن المحافظة من أهل البيت والصحابة والعلماء والصالحين
سيدي أبي العباس المرسي(ميدان أبي العباس-بحري).
سيدي ياقوت العرشي(ميدان المساجد بجوار سيدي أبي العباس المرسي).
سيدي مكين الدين الأسمر وهو سيدي محمد بن عبد الله بن منصور الإسكندراني الشهير بـ (مكين الدين الأسمر) وهوشيخ قراء الإسكندرية(مسجد سيدي ياقوت العرشي).
الإمام البوصيري(ميدان المساجد بجوار سيدي أبي العباس المرسي).
سيدي أبي الفتح الواسطي وكان من أصحاب سيدي أحمد الرفاعي(حديقة مسجد سيدي أبي العباس المرسي).
التابعي الجليلي سيدي عبد الرحمن بن هرمز بن أبي سعد المشهور بالأعرج القرشي المدني وكان يرتبط بأسرة بني هاشم برابطة الولاء فقد كان مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب(بحري-رأس التين).
سيدي جابر وهو جابر بن اسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري وكنيته( أبو إسحاق) ويتصل نسبه من جهة أبيه بسيدنا سعد بن عبادة سيد الخزرج.
الحافظ السِّلَفي وهو الحافظ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سِلَفةَ الأصفهاني وسلفة: كلمة فارسية مكونة من مقطعين (سِه) بمعنى ثلاثة و(لَفة) بمعنى شِفاه أي (ثلاث شفاه) لأن شفته الواحدة كانت مشقوقة فصارت مثل شفتين غير الأخرى الأصلية(مسجد القاضي سند بن عدنان).
العالم الفقيه أبي بكر الطرطوشي(باب البحر بمنطقة الجمرك).
سيد بشر وهو بشر بن الحسين وهو من سلالة آل بشر الجوهري(سيدي بشر الشيخ).
سيدي القباري وهو أبو القاسم محمد بن منصور بن يحي القباري السكندري المالكي(مسجد القباري- منطقة القباري).
الإسكندرية في الاعمال الفنية
تناولت الكثير من المسلسلات المصرية الحياة في الإسكندرية وطباع اهلها اشهرها مسلسل اوبرا عايدة ومسلسل زيزينا وهما للفنان يحيى الفخرانى الذي أبدع فيهما بصورة كبيرة ومسلسل شط إسكندرية لممدوح عبد العليم اضف إلى ذلك افلام يوسف شاهين إسكندرية ليه وفيلم إسكندرية نيويورك وبالنسبة للاعمال الغنائية رائعة الفنانة فيروز شط إسكندرية واغنية على الحجار يا إسكندرية يا مجننانى.
تاريخ المحافظة
العصور القديمة
في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقعًا إستراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل، أو لربما كانت "راكتوس" مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى "فاروس" يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا. في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال الفارسي منذ سقوط حكم الفراعنة والأسرة الثلاثون عام 343 ق.م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت بلاد الشام والعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة الاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع عام 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينة صور ومن ثم إلى غزة حتى أتم دخول مصر عام 333 ق.م.
بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبله المصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي، ولكي يؤكد الإسكندر الأكبر أنه جاء إلى مصر صديقًا وحليفًا وليس غازيًا مستعمرًا، اتجه لزيارة معبد الإله آمون إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلى المعبد في واحة سيوة، وأجرى له الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، ولُقب فيما بعد بابن آمون، وفي طريقه إلى المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمى "راقودة"، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان وهي مدينة الإسكندرية (باليونانية القديمة: Ἀλεξάνδρεια ἡ κατ' Αἴγυπτον؛ وباليونانية الحديثة: Αλεξάνδρεια)، وعهد ببنائها إلى المهندس دينوقراطيس، والذي شيدها على نمط المدن اليونانية، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية، وبعد عدة شهور ترك الإسكندر مصر متجهًا نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته، ففتح بلاد فارس، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند ووسط آسيا، وبينما كان الإسكندر هناك فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز الإثنين والثلاثين من عمره.
اتسمت الإسكندرية في مطلعها بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق، ثم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلى مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة، وتحوّلت في ذلك الحين إلى عاصمة لمصر، وأصبحت إحدى حواضر العلوم والفنون بعد أن شاد فيها البطالمة عددًا من المعالم الكبرى من شاكلة مكتبتها الضخمة التي تعد أول معهد أبحاث حقيقي في التاريخ، ومنارتها التي أصبحت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وكانت تطل على البحر وجنوب شرقي الميناء الشرقي الذي كان يطلق عليه الميناء الكبير؛ إذا ما قورن بينه وبين ميناء هيراكليون عند أبو قير على فم أحد روافد النيل القديمة التي اندثرت، وحالياً انحسر مصب النيل ليصبح علي بعد 20 كيلومتراً من أبوقير عند رشيد.
خضعت المدينة اسميًا للرومان سنة 80 ق.م، وفقًا لرغبة بطليموس العاشر، واستمر الأمر على هذا المنوال قرابة قرن من الزمن قبل أن تسقط بيد يوليوس قيصر سنة 47 ق.م، عندما استغلت روما النزاع والحرب الأهلية القائمة بين بطليموس الثالث عشر ومستشاريه وشقيقته كليوبترا السابعة، وبعد عدة معارك انتصر قيصر وتم قتل أخيها، وبذلك استطاعت كليوباترا الانفراد بحكم مصر، وعلى أحد آراء بعض المؤرخين فقد تم حرق مكتبة الإسكندرية الشهيرة في ذلك الوقت في صراع يوليوس قيصر مع بطليموس الثالث عشر. سقطت المدينة بيد القائد "أوكتافيوس" الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور "أغسطس" في 1 أغسطس سنة 30 ق.م، وبهذا أصبحت مصر ولاية رومانية. ظلت الإسكندرية أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية الواسعة بعد روما العاصمة، وأقدم الرومان على عمل العديد من الإصلاحات فيها، فقاموا بتجديد وإعادة حفر القناة القديمة التي كانت تربط نهر النيل والبحر الأحمر لخدمة التجارة، وكذلك فقد أعطى الرومان لليهود في الإسكندرية، والذين كانوا يمثلون جزءا أساسيا من التركيبة السكانية للمدينة، حريات كثيرة وسمح لهم بإدارة شئونهم الخاصة. غير أن كل ذلك لم يوقف حركات التمرد والتوتر في المدينة والتي وصف أحد الكتاب القدماء أهلها بأنهم "الأكثر رغبة في الثورة والقتال من أي قوم آخر"، فمن تمرد اليهود في عام 116م، والتوتر المتواصل بين اليهود واليونان على مسائل قديمة، فضلاً عن احتجاج السكندريون بصفة عامة على الحكم الروماني، والذي أدى في عام 215م وعلى إثر زيارة الإمبراطور الروماني إلى الإسكندرية إلى قتل ما يزيد عن عشرين ألف سكندري بسبب قصيدة هجاء قيلت في الرجل. غير أن من أهم أسباب الاضطراب هو أن العالم قد شهد أحد أهم الأحداث في التاريخ وهو ميلاد الديانة المسيحية، والتي تزامنت مع بداية الحكم الروماني في مصر، وحيث أن الديانة الجديدة بدأت تجذب الكثير من المصريين وتدعوهم إلى نبذ الوثنية وعبادة الله، فقد بدأ عصر جديد من الاضطهاد حيث كانت روما تريد فرض عبادة الإمبراطور وكذلك العبادات الوثنية على المصريين. ضربت موجة تسونامي هائلة المدينة بتاريخ 21 يوليو سنة 365، جرّاء زلزال وقع بالقرب من جزيرة كريت، ونجم عنها خراب ودمار كبيرين.
اكتسبت المسيحية قوة كبيرة رغم كل النزاعات وذلك في مواجهة ديانة باقي المصريين من الوثنيين وخاصة في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (378-395م) الذي أصدر مرسوماً ببطلان العبادات الوثنية، فعقد بطريرك الإسكندرية ثيوفيلوس (385-412م) عزمه على تنفيذ المرسوم الإمبراطوري بدقة وحزم وقد عاونه اتباعه وقوات الإمبراطور، فتم تدمير عدد من المعابد الوثنية وتحويل بعضها الآخر إلى كنائس مثل معبد سرابيوم المقام للإله سيرابيس وذلك في عام 391م حيث شيدت على أطلاله كنيستان.
العصور الوسطى
خضعت الإسكندرية للإمبراطورية البيزنطية بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين: غربي روماني وشرقي رومي بيزنطي، وفي القرن السابع الميلادي كانت الإمبراطورية البيزنطية قد وصلت إلى حالة بالغة من الضعف، فشجع ذلك الإمبراطورية الفارسية الساسانية في الشرق على الهجوم على ممالكها واحتلال الشام ومصر، فدخل الفرس الإسكندرية ونهبوا المدينة وقتلوا الكثير من أهلها، لكن الحكم الفارسي لم يدم إلا بضع سنين حيث استطاع الإمبراطور هرقل استرداد ممالكه ورجعت الإسكندرية من جديد تابعة للإمبراطورية البيزنطية. وقد أراد هرقل تعيين بطريرك قوي في الإسكندرية يسند له الرئاسة السياسية بجانب سلطته الدينية ليكون قادر على قهر الأقباط وإرغامهم على اتباع مذهب المونوثيليتية فعين بطريركًا رومانيًا يدعى "كيرس" والمعروف عند مؤرخي العرب باسم "المقوقس"، لتحقيق هذه الغاية، إلا أنه فشل في ذلك. وخلال هذا العهد كان الإسلام قد برز في شبه الجزيرة العربية واستقطب أعدادًا كبيرة من الناس، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسل إلى حكام الدول المجاورة رسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام، وكان المقوقس من ضمن هؤلاء الحكام.
بعد إنتقال حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى، خرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، فانطلق عمرو بن العاص من القدس إلى مصر، بعد أن شاور أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، سالكًا الطريق التي سلكها قبله قمبيز والإسكندر الأكبر. واصطدمت القوة العربية بالروم في مدينة الفرماء، مدخل مصر الشرقية، فسقطت المدينة بيد سيدنا عمرو، ثم تبعتها بلبيس. وكان المقوقس، عامل الروم على مصر، قد تحصن بحصن إزاء جزيرة الروضة على النيل، ورابط سيدنا عمرو في عين شمس. ولما وصلت الإمدادات من الخليفة عمر، تقاتل الفريقان في منتصف الطريق بين المعسكرين،فانهزم المقوقس واحتمى بالحصن، ولمّا ضيّق سيدنا عمرو عليه الحصار اضطر إلى القبول بدفع الجزية. وتابع سيدنا عمرو استيلائه على المدن المصرية، ولم يبق إلا الإسكندرية قصبة الديار المصرية وثانية حواجز الإمبراطورية البيزنطية. وكان الاسطول البيزنطي يحميها من البحر، ولكن شدّة الغارات البريّة العربية، وموت هرقل وارتقاء ابنه قسطنطين الثاني عرش الإمبراطورية وكان حديث السن، جعلت الروم يوافقون على شروط الصلح، فجلت قواتهم وأسطولهم عن المدينة ودخلها المسلمين فاتحين، وأطلقوا الحرية الدينية للأقباط وأمّنوهم على ممتلكاتهم وأرواحهم.
ولكن بعد مدة قصيرة من السيطرة على المدينة قام البيزنطنيون بهجوم مضاد ليستعيدوا المدينة من جديد إلا أن عمرو بن العاص استطاع هزيمتهم ودخل الإسكندرية مرة أخرى في صيف سنة 646، ورحب الأقباط في الإسكندرية بقيادة البطريرك بنيامين الأول بالمسلمين ترحيباً بالغاً وبذلك فقدت الإمبراطورية البيزنطية أغنى ولاياتها إلى الأبد. فقدت الإسكندرية مكانتها السياسية بعد ذلك بسبب اتخاذ عمرو بن العاص من الفسطاط عاصمة له بدلاً منها، لكنها استمرت الميناء الرئيسي لمصر وأبرز مرافئها التجارية. نشطت حركة التجارة في الإسكندرية خلال العهد الإسلامي، كذلك تم بناء سور جديد للمدينة، ووفد إليها الكثير من العلماء من أمثال الإمام الشاطبي والحافظ السلفي وابن خلدون وغيرهم الذين أثروا الحركة العلمية للمدينة. ومن المعالم التي تركتها المرحلة الأولى للفتح ضريح وجامع أبي الدرداء، أحد صحابة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في منطقة العطارين والذي شارك في فتح مصر.
تعرضت المدينة لعدة زلازل قوية عام 956 ثم 1303 ثم 1323، أدت إلى تحطم منارتها الشهيرة ولم يبق منها سوى الأساس الحجري الذي شيدت عليه قلعة قايتباي في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. كما تعرضت الإسكندرية لهجمات صليبية كان أخرها في أكتوبر سنة 1365م عانت فيها من أعمال قتل دون تمييز بين مسلم ومسيحي ونهب وضربت المساجد،إلا أنه وفي عام 1480 قام السلطان المملوكي قايتباي ببناء حصن للمدينة لحمايتها في نفس موقع المنارة والمعروفة الآن "بقلعة قايتباي"، حيث حظيت الإسكندرية في عهده بعناية كبيرة، وقد هيأت دولة المماليك وسائل الراحة لإقامة التجار الأوروبيين في مينائي الإسكندرية ودمياط فبنيت الفنادق ووضعت تحت تصرف التجار حتى يعيشوا وفق النمط الذي اعتادوه في بلادهم. فقدت الإسكندرية الكثير من أهميتها بعد اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في عام 1498م وتحوّل طريق التجارة إلى المحيط الأطلسي بدلاً من البحر الأبيض المتوسط، وكذلك بعد جفاف فرع النيل والقناة التي كانت تمد المدينة بالمياه العذبة.
العصور الحديثة
خضعت الإسكندرية مع باقي مصر إلى الحكم العثماني بعد انتصار السلطان سليم الأول على المماليك في معركة الريدانية ودخل مصر فاتحًا عام 1517. شهدت الإسكندرية أحداثًا مهمة خلال القرن الثامن عشر تمثلت بالحملة الفرنسية على مصر ودخول الجنود الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت الأول الإسكندرية في أوائل شهر يوليو عام 1798 بدون مقاومة تذكر، .واعتبرت الدولة العثمانية احتلال بونابرت لمصر اعتداءً عليها، ووقف الإنجليز و الروس إلى جانب العثمانيين وعرضوا المساعدة على الباب العالي لإخراج الفرنسيين من مصر،وسرعان ما التحمت القوات البريطانية مع الفرنسية في الإسكندرية في عام 1801م في معركة أدت لخروج القوات الفرنسية من مصر، لتدخل الإسكندرية ومصر بصفة عامة مرحلة جديدة مليئة بالنهضة في جميع المجالات.
تدين الإسكندرية لمحمد علي باشا بالنهضة حيث أنه أعاد للمدينة الحياة بعدّة وسائل: ففي عام 1820م تم الانتهاء من حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل مما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية، وقد صمم الميناء الغربي كي يكون هو الميناء الرسمي لمصر وتم بناء منارة حديثة عند مدخله، كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه، كما شيد محمد علي عند رأس التين مقره المفضل وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية مما جعل لها شخصية أوروبية حيث جذبت العديد من الفرنسيين واليونان واليهود والشوام، بسبب الانتعاشة التي منيت بها المدينة، كما أنشأ دار الصناعة البحرية في المدينة والتي يطلق عليها حالياً "الترسانة البحرية"، وذلك لتلبية احتياجات الأسطول المصري.
أصبحت الإسكندرية منذ تولي محمد علي الحكم وخلال المائة وخمسين سنة التالية أهم ميناء في البحر المتوسط ومركزا مهما للتجارة الخارجية ومقرا لسكان متعددي الأعراق واللغات والثقافات، وتحت حكم خلفاء محمد علي استمرت الإسكندرية في النمو الاقتصادي، فشهدت في عهد الخديوي إسماعيل تحديداً اهتماماً يُشابه الاهتمام الذي أولاه لتخطيط مدينة القاهرة، فأنشأ بها الشوارع والأحياء الجديدة وتمت إنارة الأحياء والشوارع بغاز المصابيح بواسطة شركة أجنبية،وأنشئت بها جهة خاصة للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، ووضعت شبكة للصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وتم رصف الكثير من شوارع المدينة، وقامت إحدى الشركات الأوروبية بتوصيل المياه العذبة من منطقة المحمودية إلى المدينة وتوزيعها بواسطة "وابور مياه" الإسكندرية، وأنشئت في المدينة مباني ضخمة وعمارات سكنية فخمة في عدد من الأحياء كمنطقة محطة الرمل وكورنيش بحري.
تعرضت الإسكندرية خلال هذه العصر الحديث إلى الكثير من الأحداث وخاصة عند بداية الاحتلال البريطاني لمصر، حيث قام الأسطول البريطاني بقصف المدينة لمدة يومين متواصلين حتى استسلمت المدينة معلنةً بداية الاحتلال البريطاني لمصر والذي دام لسبعين عامًا، وتحت الاحتلال البريطاني زاد عدد الأجانب وخاصة اليونان الذين أصبحوا يمثلون مركزًا ثقافيًا وماليًا مهم في المدينة، وتحولت الإسكندرية وقناة السويس إلى مواقع استراتيجية مهمة للقوات البريطانية. تعرضت المدينة لأضرار هائلة في فترة الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تقصفها الطائرات الحربية لدول المحور خصوصًا الإيطالية والألمانية ما تسبب في دمار ومقتل المئات واعتبرت الإسكندرية أكثر المدن المصرية تضرراً من تلك الحرب. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية ألغيت الملكية في مصر وتم ترحيل فاروق الأول، آخر ملوك الأسرة العلوية إلى المنفى، وقامت الجمهورية المصرية على أنقاض المملكة بقيادة جمال عبد الناصر الذي أعلن من الإسكندرية، وبالتحديد في ميدان المنشية حيث تعرض لمحاولة اغتيال، تأميم قناة السويس. وقد قلت أعداد الجاليات الأجنبية في الإسكندرية بعد سياسة التأميم التي اتبعها عبد الناصر وكذلك بسبب الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل، إلا أنه ما يزال هناك جالية يونانية بسيطة في المدينة.
أشهر المزارات السياحية بالمحافظة
عمود السواري
يُعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم "مدافن العمود" وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترًا. أقيم العمود تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه الإمبراطور بوستوموس ويعتبر أعلى نصب تذكاري في العالم، وقيل أن هذا العمود أهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية. جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، ويبلغ الارتفاع الكلي له بما فيه القاعدة حوالي 26.85 مترًا، وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الغرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس.
قلعة قايتباي
تقع قلعة قايتباي في منطقة بحري بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت في الموقع القديم لفنار الإسكندرية والذي تهدم سنة 702هـ أثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882هـ وانتهى من بنائها سنة 884هـ، وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها.
المسرح الروماني
يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة وسط المدينة، هو أحد آثار العصر الروماني وقد تمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادي، وهو المسرح الروماني الوحيد في مصر, اكتشف هذا الموقع بالصدفة أثناء إزالة التراب للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية عام 1960، أطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني عند اكتشاف الدرجات الرخامية، ولكن ثار جدل كبير حول وظيفة هذا المبنى الأثري وقد استغرق التنقيب عنه حوالي 30 سنة.
مكتبة الإسكندرية الجديدة
تُعد مكتبة الإسكندرية من أحدث وأبرز الصروح الثقافية في مصر والعالم، أنشئت لكي تعيد أمجاد مكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت منارة للعالم كله منذ نحو ألفي سنة، تقع المكتبة على ساحل البحر المتوسط في منطقة الشاطبي، وتضم أكثر من 8 ملايين كتاب، والمكتبة الحالية هي إعادة إحياء للمكتبة القديمة والتي كانت أكبر مكتبات عصرها، ويعتقد أنّ بطليموس الثاني هو من أمر بتأسيسها في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وأنّ عدد الكتب التي احتوتها قد بلغ 700,000 مجلّد.
الميناء الشرقي
يُعد الميناء الشرقي بالإسكندرية بصفة عامة من أقدم الموانئ الواقعة على البحر المتوسط، يشمل الميناء الشرقي مناطق الشاطبي ومحطة الرمل والمنشية وبحري، وقد كان الإسكندر الأكبر يستهدف من وراء تأسيس المدينة إنشاء ميناء جديد يحتل مكانة كبيرة في عالم التجارة بعد أن حطم ميناء صور وهو في طريقه إلى مصر، وكذلك كان ضمن أهدافه إنشاء ميناء جديد كبير يربط بين بلاد العالم القديم والميناء الشرقية.
مقابر مصطفى كامل الأثرية
تقع مقابر مصطفى كامل في منطقة مصطفى كامل، ولهذا سميت بهذا الاسم، وتتكون من أربعة مقابر نُحتت جميعها في الصخر، وقد نُحتت المقبرتين الأولى والثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثالثة والرابعة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض، وقد تم الكشف عن هذه المجموعة من المقابر بطريق الصدفة ما بين عامي 1933 و1934، يرجع تاريخ هذه المقابر إلى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وتحديدًا إلى العصر اليوناني والروماني.
مقابر الأنفوشي الأثرية
تقع مقابر الأنفوشي في منطقة بحري غرب الإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد تحديدًا إلى حوالي عام 250 ق.م، أي في أواخر العصر البطلمي وأوائل عصر الرومان. اكتشفت هذه المقابر عام 1901 حيث اكتشف بها مبنيان جنائزيان بكل منهما مقبرتان، ثم توالت الاكتشافات لمقبرة الأنفوشي حتى أصبح عدد مبانيها الجنائزية خمسة مباني، وهناك مبنى جنائزي سادس اختفي ولم يعد له أثر في الوقت الحالي، وتمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة، وقد زُينت في كثير منها بالمرمر والرخام.
مقابر كوم الشقافة الأثرية
تقع مقابر كوم الشقافة في منطقة كوم الشقافة جنوب حي مينا البصل، وتُعتبر من أهم مقابر المدينة، وسُميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثره البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان، وترجع أهمية المقبرة نظرًا لاتساعها وكثره زخارفها وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة علي تداخل الفن الفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنائزية، وعُثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، على الرغم من أن التنقيب كان قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892.
مقابر الشاطبي الأثرية
تقع هذه المقابر ما بين شارع بورسعيد وطريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي في مواجهة كلية سان مارك، تم اكتشافها عن طريق الصدفة أيضًا عام 1893، وتعود لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد. المقبرة منحوتة من الصخر، واكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي ومن أهمها تماثيل التناجرا، وتعتبر هذه المقابر من أقٌدم المقابر البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة القديمة.
متحف الإسكندرية القومي
هو أحد متاحف الإسكندرية، يقع في شارع فؤاد بوسط المدينة، ويضم ما يزيد عن 1800 قطعة أثرية تمثل جميع العصور التي مرت بها المدينة من العصر الروماني وحتى العصر الحديث، المتحف هو عبارة عن قصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة، قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي، وبيع في العام 1954 للقنصلية الأمريكية، واشتراه المجلس الأعلى للآثار المصري بمبلغ 12 مليون جنيه مصري، الذي حوله بدوره إلى متحف قومي للمدينة، وقام الرئيس المصري حسني مبارك بافتتاحه في 1 سبتمبر 2003.
المتحف اليوناني الروماني
أحد متاحف الآثار بمدينة الإسكندرية، افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 17 أكتوبر 1892، يعرض المتحف تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، وهي في معظمها آثار من العصر البطلمي والعصر الروماني اللاحق له، وتحديدًا منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلي القرن الثالث بعد الميلاد.
متحف المجوهرات الملكية
هو متحف يعرض مجوهرات الأسر المالكة التي حكمت مصر. شُيّد القصر عام 1919 في منطقة زيزينيا، تبلغ مساحته حوالي 4185 مترًا مربعا، وكان ملكًا للأميرة فاطمة الزهراء إحدى أميرات الأسرة المالكة، وقد صمم طبقًا لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر. تحوّل القصر إلى متحف للمجوهرات الملكية عام 1986، وهو يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية المالكة العائدة للعام 1805.
الثقافة
تُعقد في الإسكندرية العديد من النشاطات الثقافية والسياحية والرياضية والسياسية خاصة بعد اختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2008، كما تُنظم المدينة العديد من المهرجانات مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، مهرجان الإسكندرية الثقافي العالمي، المهرجان الثقافي والفني لدول حوض البحر المتوسط، مهرجان الموسيقى العربية بالإسكندرية، كما تنظم مكتبة الإسكندرية العديد من المؤتمرات والفاعليات والمهرجانات في المناسبات المختلفة مثل مؤتمر مكتبة الإسكندرية السنوي للمخطوطات، معرض لتاريخ الطباعة في مصر، مهرجان مكتبة الإسكندرية للموسيقى الأورومتوسطية، بالإضافة إلى العديد من المهرجانات الأخرى. تنتشر المراكز والقصور الثقافية ومراكز الإبداع والمكتبات في جميع أحياء الإسكندرية، ولعل من أبرزها قصر التذوق، مركز الإسكندرية للإبداع، قصر ثقافة الأنفوشي، قصر ثقافة سيدي جابر، قصر ثقافة برج العرب، قصر ثقافة أبوقير وغيرهم الكثير. من الأفلام التي تناولت مدينة الإسكندرية: رصيف نمرة خمسة، حميدو، ميرامار، البنات والصيف، الثلاثة يشتغلونها، السمان والخريف، إسكندرية ليه، موعد على العشاء، إسكندرية نيويورك، إسكندرية كمان وكمان، صايع بحر، ملاكي إسكندرية، ورسائل البحر.
القصور
قصر المنتزه: وهو أحد القصور الملكية الموجودة بالمدينة، بناه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892، تبلغ مساحته ومنطقة الحدائق حوالي 370 فدان ويتكون من عدة مباني وهو أحد القصور الملكية السابقة ويضم متحفًا للمقتنيات الملكية، ويضم في ساحته قصرين هما قصر السلاملك وقصر الحرملك.
قصر رأس التين: أقدم القصور الموجودة بالمدينة، أحد المعالم التاريخية والأثرية بالإسكندرية، وشهد هذا القصر نهاية حكم الأسرة العلوية في مصر عندما شهد خلع الملك فاروق، ورحيله منه إلى منفاه بإيطاليا على ظهر اليخت الملكي المحروسة، ويُعد القصر حاليًا واحد من ضمن القصور الرئاسية في مصر.
ومن القصور الأخرى بالمدينة: قصر أنطونيادس، قصر الصفا، قصر البارون منشا، سراي الحقانية، قصر السلاملك.
أعلام المحافظة
الأَميرة فوزية بنت فؤاد الأول.
حسن فتحي، معماري مصري، اهتم بتطوير مساكن صحية وصديقة للبيئة.
قسطنطين كفافيس، شاعر ذو جذور يونانية تتناول قصائده مواضيع عن المسيحية الوطنية والمثلية.
سيد درويش، ملحن وموسيقي ومجدد النهضة الموسيقية في مصر.
عمر الشريف، ممثل مصري عالمي.
عبد اللطيف أبوهيف، بطل عالم خمس مرات متتالية في السباحة، واختير من أفضل ثلاثة سباحين علي مستوي العالم.
الخديوي عباس حلمي الثاني، آخر من حمل لقب خديوي من أسرة محمد علي، قام بتأسيس قصر المنتزة.
فاطمة رشدي، من رائدات المسرح والسينما في مصر.
كليوباترا السابعة، ملكة مصر.
ديميس روسوس، مغني مصري المولد -يوناني الجنسية.
محمود عبد العزيز، ممثل مصري شهير.
يوسف شاهين، مخرج سينمائي مصري.
هند رستم، ممثله مشهورة وملكة جمال.
كرم جابر، بطل العالم في المصارعة الرومانية والحاصل على الميدالية الذهبية في أوليمبياد أثينا 2004 والفضية في أوليمبياد لندن 2012.
إيمان البحر درويش، مطرب مصري و نقيب الموسيقيين سابقا.
وغداً إن شاء الله موعدنا مع محافظة جديدة من محافظات مصرنا الجميلة.