موقع د. محمود صبيح

أثبت الحجة المدقق المرحوم حسن قاسم الدليل القاطع أن الضريح والمرقد الحالى المنسوب بمصر إلى ( السيدة زينب بنت على أخت الحسين رضى الله تعالى عنهما ) هو لها فعلا ، وأن الضريح الذى قال ابن جبير وتابعه الأستاذ المفتى أنه للسيدة زينب بنت يحى بن زيد بن على بن زين العابدين بن الحسين موجود أيضا بالقاهرة ولكنه للسيدة زينب بنت يحى المتوج بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب لأن يحى بن زيد استشهد عن ثمانية عشر عاما ولم يتزوج ولم ينجب ، فهو خطأ سببه التشابه فى الاسم بين ( يحى الذى هو من أبناء الإمام الحسن ، ويحى الذى هو من أبناء الحسين ).وقبر وينب بنت يحى هو قبر ( العيناء فاطمة بنت القاسم ) التى دفنت مع زينب شرقى مسجد الإمام الشافعى بعيدا جدا عن مشهد عمتها السيدة زينب بنت على المعروف للمسلمين جميعا بالقاهرة .
نصوص أدلة الأستاذ حسن قاسم :
يقول الأستاذ : إن على باشا مبارك ذكر فى خططه أنه لم يقف على أول من أنشأ هذا المسجد الزينبى قبل القرن العاشر الهجرى وأنه نقل عن الرحالة اين جبير ما زاره من المشاهد التى من جملتها مشهد لزينب بنت الإمام يحى بن الحسين بن على .
ثم ذكر فضيلته أن الإمامين الطبرى وابن الأثير كلاهما جزم باستقرار السيدة زينب فى المدينة ...فمنعا لهذا الإيهام أقول : (( أولا )) كلام محمد الكوهن الفاسى : جاء فى رحلة الفقيه الأديب الرحالة : أبو عبد الله محمد الفاسى التى عملها فى أواخر القرن الرابع الهجرى أنه دخل القاهرة فى 14 من المحرم سنة 365هـ والخليفة يومئذ أبو النصر نزار بن المعز لدين الله أبى تميم الفاطمى فزار جملة من المشاهد من بينها هذا المشهد وذكر ما عاينه من الصفة التى كانت عليها وقتئذ فقال : دخلت مشهد السيدة زينب بنت على على ما قيل لنا فوجدناه داخل دار كبير وهو فى طرفها البحرى يشرف على الخليج فنزلنا إليه بدرج وعاينا الضريح فوجدنا عليه ( دربوزا ) يعنى ( دار بزين ) قيل لنا إنه من الخشب القمارى فاستبعدنا ذلك لكن شممنا منه رائحة طيبة ورأينا بأعلى الضريح قية بناء من الجص ورأينا فى صدر الحجرة ثلاثة محاريب أطوالها الذى فى الوسط وعلى ذلك كله نقوش غاية فى الاتقان ويعلو باب الحجرة ( زليخة قرأنا فيها بعد السملة ) و ( أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) هذا ما أمرنا به عبد الله ووليه أو تميم أمير المؤمنين الإمام العزيز بالله صلوات الله تعالى عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المكرمين .
وهذه الرحلة من محفوظات مكتبة عارف بك بالمدينة ( إذن فالضريح موجود معروف من قبل القرن الرابع قبل الفاطميين بل القرن الثانى كما سيأتى )
(( ثانيا : كلام السخاوى )) ذكر السخاوى فى كتابه ( أوقاف مصر ) أن الحاكم بأمر الله أوقف على هذا المشهد مشهد السيدة زينب ومشاهد أخرى عدة قرى وضياع ( كأصفيح ) و( صول ) وغيرهما .
(( ثالثا : ابن الأثير والطبرى وابن عشاكر واين طولون )) الطبرى وابن الأثير لما ذكر محنة الحسين التى شاركت فيها أخته وينب لم يتعرضا لذكر وفاتها وإلا فكانا ذكرا ما عرفناه عن ذلك والمؤرخون لاذين تعرضوا لذكر تلك بعضهم تضاربت أقوالهم فلم يخرجوا بنتيجة تفيد الباحثس وقليل منهم ذكروا أنها دخلت مصر بعد مصر أخيها بيسير من الزمن وأقامت بها اشهرا ودفنت بها .
ومن هؤلاء الذنين قالوا بدخولها مصر الحافظ بن عساكر الدمشقى مؤرخ القرن السادس الهجرى : ذكر ذلك فى تاريخه الكبير المحفوظ بالمكتبة الخالدية بدمشق والمؤرخ ابن طولون الدمشقى فى رسالة مستقلة ( إذن فالقبر كان معروفا قبل القرن السادس )
(( رابعا : الشريف الأزورقانى )) فى كتاب الأنساب ( كبحر الأنساب للشريف الأزورقانى ) من علماء القرن السابع الهجرى وابن عنبة الحسنى من علماء القرن الثامن الهجرى ومن تقدمهم من علماء النسب لم يذكروا أن ليحى بن زيد الشهيد عقبا لقتله لما خرج بعد قتل أبيه ( بالجوزجان ) على ( نصر بن بشار ) وإلى خرسان وكان من أمره أن قتل بيد مسلم بن أحوان الذى بعثه نصر المذكور فى 3000ثسلاثة آلاف رجل فقتلوه فى سنة 125هـ وانظر كتاب الفرق للبغدادى والمعارف لابن فتيبة - إذن فزينب هذه ليست ابنته وبينه وبينها زمن طويل
(0 خامسا : نتيجة ما سبق )) : فما ذكر فى رحلة ابن جبير ونقله صاحب الخطط وصححه فضيلة الأستاذ كلاهما خطأ واضح إذ أن زينب التى زار مشهدها ابن جبير هة زينب بنت يحى المتوج يحى بن الحسن المثنى بن زيد بن الحسن السبط بن على بن أبى طالب دخلت مصر سنة 193هـ ثلاثة تسعين ومائة هجرية مع عمتها نفيسة بنت الحسن الأنور العلوى أمير المؤمنين فى أواسط القرن الثانى الهجرى ومشهدها الذى زاره ابن جبير فى القرافة شرقى الشافعى لا فى هذه المنطقة الواقع بها المشهد الزينبى ( أنظر رحلة بن جبير المخطوطة وهذا المشهد بالقرافة وهو المشهور الآن بمشهد العيناء ( فاطمة بنت القاسم بن محمد المأمون بن جعفر الصادق لدفنها به هى الأخرى مع زينب بنت يحى المتوج وكان إلى أواخر القرن الثانى الهجرى يعرف بمشهد السيدة زينب بنت يحى المتوج وهى وأبوها وجمع من أقاربها دخلوا مصر وماتوا بها ولهم مشاهد معروفة وقد ورد ذكر هذا المشهد فى كثير من كتب المزارات المصرية كمرشد الزوار لموفق الدين بن عثمان والكواكب السائرة للسكرى الذى هو آخر مؤلف فى المزارات المصرية وهذا المراجع غالبها مشهور متداول .
(( سادسا القول الفصل للعبدلى )) الذى قضى على هذا الخلاف الواقع فيه جمهرة المؤرخين من قرون عديدة رسالة استنسخها من حلب بواسطة أحد أصدقائى للعبدلى - الحسن بن يحى بن جعفر الحجة بن عون الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب المولود سنة 124هـ بالعقيق بأرض الحجار بقصر ابن عاصم والمتوفى بمكة سنة 277هـ أسماها مؤلفها المذكور ( أخبار الزينبات ) ذكر فيها كل من سميت زينب من آل البيت وغيرها فترجم لزينب هذه الكبرى وأختها الوسطى والصغرى وذكر فيها فى آخر ترجمة زينب الكبرى أنها بعد أن سيرت للشام ثم للمدينة ثارت فتنة بينها وبين عمرو بن سعيد الأشدق والى المدينة من قبل يزيد فاستصدر أمر يزيد بنقلها من المدينة فنقلت منها إلى مصر فدخلتها على مسلمة بن مخلد وكان دخولها فى أول شعبان سنة 61 هـ فأقامت بها مدة 11 أحد عشر شهرا ونحو عشرة أيام من شعبان سنة 61 هـ إلى رجب سنة 62هـ وتوفيت يوم الأحد مساء لأربعة عشر يوما مضت من رجب من السنة المذكورة بموضع يقال له ( الحمراء القصوى ) حيث بساتين الزهرى (1) وإذن فهذا المشهد معروف من قبل القرن الثانى .
هذا محصل ما ذكره العبيدلى النسابة من القرن الثالث فى ترجمة السيدة زينب الكبرى بنت على ، إذن بقى علينا أن نتعرف ماهى هذه الخطة الحمراء القصوى التى ذكرأنها دفنت بها فنقول : (( سابعا : الحمراء القصوى )) : إن المقريزى قد تكفسل لنا بتعريفها وبسط لنا ما أغنانا عن مؤنة البحث فإذا هى هذه المنطقة الواقع بها الضريح الزينبى الآن وليس بعد هذا البيان بيان - وصفوة القول : إنى لما عثرت على هذه الرسالة المذكورة التى بعد الحجر الأساسى الذى قضى لنا على هذا الخلاف والذى كمم أفواه المتعنتين من معاصر ينا أدرجتها فى ضمن رسالة اشتغل بوضعها الآن أثبت فيها من مرويات موثقة بصحة دخولها هذه السيدة الكريمة إلى مصر وموتها بها ودفنها بهذا المكان .(( ثامنا )) هكذا النقطع الشك باليقين : يهذا التحقيق العلمى التاريخى الموثق لا يكون هناك وجه على الإطلاق للحاجة والتشكيك والاستشكال والمعارك التى يثيرها خصوم أهل البيت تحت شعار أو آخر تشكيكا فى وجود رفات جثمان السيدة زينب بنت على بمرقدها المعروف بالقاهرة وما هوالا الغل والفتنة والحقد المرير على أهل البيت أحياء وموتى باسم التوحيد المفترى عليه وباسم السنة المظلومة والأمر بومئذ لله .
الشريف على محمود محمد على حفيد حسن قاسم

الفاضل " حسن قاسم "

بارك الله فيك وفى مجهوداتك

أحب أن أغير العنوان قليلا

العنوان من قبللكم

"رفات جثمان السيدة زينب رضى الله عنها مدفون فى مرقدها تحقيقا"

سنجعل العنوان

" السيدة زينب رضى الله عنها فى مرقدها بمصر تحقيقا"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم بخالص شكرى وأحترامى وتقديرى لإهتمام سعادتكم بالمقالات الخاصة بجدى الشريف حسن محمد قاسم والتى أقوم بتدوينها على موقعكم الموقر وأريد أن أقوم بتنزيل صورة لجدى الأستاذ حسن قاسم رحمة الله على موقعكم فبرجا التكرم من سعادتكم بمراسلتى لمعرفة ذلك وسبق أن ارسلت لسعادتكم كتاب عم الأستاذ حسن قاسم فتح الله البنانى .
مع قبول وافر إحترامى وتقديرى ( الشريف على محمود محمد على )

السبد الشريف : " على محمود "

أعزكم الله , وسدد خطاكم

بل نحن نتشرف بتكرم سيادتكم علينا

وإن شاء الله أجعل أحد الأحباب يتصل بسيادتكم

لا خباركم بكيفية نزول الصور

لأنى غير متمكن فى مواقع رفع الصور

شكرا مرة أخرى

للجــد والحفيـــــــــــد

يرفع للفائدة وكل عام وأنتم بخير..

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33