قلت (يعنى الإمام القرطبى): ولقد اتفق لى ببلادنا الأندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا وذلك أنى هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه فلم ألبث أن خرج فى طلبى فارسان وأنا فى فضاء من الأرض قاعد ليس يسترنى عنهما شىء وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن فعبرا على ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر هذا ديبله يعنون شيطانا وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يرونى والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك .
ومن الآيات التى تستخدم فى الإخفاء
(وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ)
(يس 37) ، ترديدها بعدد معين يحجب الأعين ، وقد تقال عند الخوف ، هذه الآية من الآيات العجيبة , بالإضافة للإعجاز العلمى فى دخول الليل ومراقبة العلماء بالأجهزة الحديثة الموضوعة فى الأقمار الصناعية ومشاهدتهم منظراً كأنه انسلاخ شئ من شئ , سلخ النهار من الليل. إذا استخدم أحدهم حجج واضحة ضدك وأنت مظلوم ترديد هذه الآيات يسلخ حجتهم بإذن الله .
وكذلك آية من آيات الإخفاء أن تكون الآية لك
"و(هُمْ مُظْلِمُونَ)
" , و لغيرك ممن يؤذيك وتخاف منه ، فإذا أردت تبيين شئ مخفى فاتلو قوله
(وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)
(يس 38) وآيات خروج الخبء.
ومن الآيات التى تقال عند الخوف من أحد أكبر منك ولاية أو سلطة دينية أو دنيوية قول الله عز وجل
(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
(يس 40) وقد يستخدمها - والعياذ بالله - بعض الناس فى التفريق بين الناس.
ومن الآيات التى تستخدم فى الإخفاء جزء من آية
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)
(الحشر 22) .
الاستغراق بذكر " هو " ينقل إلى مراحل غير متخيلة فى الحفظ والخفاء ، وعند الصوفية " اللى يقول : يا هو ، يندهوه ".
عندما تذكر كثيرا بـ " هو " فى مجلس فيه ناس , تجدهم غير منتبهين لك بطريقة عفوية وليس تقليلا لشأنك.
يتبع بمشيئة الله تعالى
|