موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حريقا القاهرة 1952 و 2011 قاسمهما المشترك سوس الداخل وحواضنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 04, 2020 4:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

مقدمة لابد منها

في 18 أكتوبر عام 1951 م وبعد 9 أشهر سابقة ‏على هذا التاريخ من المفاوضات مع الجانب البريطاني ‏حول تعديل معاهدة 1936م أعلن مصطفى النحاس ‏باشا رئيس وزراء المملكة المصرية في ذلك الوقت ‏إلغاء معاهدة 1936 م .‏

كان هذا الإعلان الذي تم تحت قبة البرلمان المصري ‏وسط تصفيق هستيري من نواب الحكومة والمعارضة ‏قد تضمن ما يلي :‏

‏1- إلغاء المعاهدة وملحقاتها وأحكام الاتفاق الخاص ‏بالإعفاءات والميزات التي تتمتع بها القوات البريطانية ‏الموجودة في مصر.‏

‏2- إنهاء العمل بأحكام اتفاقيتي 19 يناير و 10 ‏يوليو 1899م بشأن إدارة السودان (فيلغى الوضع ‏الذي كان قائماً حين كان حاكم السودان إنجليزياً ‏يصدر تعيينه مرسوم ملكي مصري).‏

‏3- تعديل المادتين 159 و 160 من الدستور لتعزيز ‏الوضع الدستوري الجديد وتلقيب الملك - ملك مصر ‏والسودان وتوحيد شطري وادي النيل.‏

تبع الإلغاء القانوني للاحتلال البريطاني إلغاء الملحقات ‏وأحكام الاتفاق الخاص بالإعفاءات والميزات التي ‏تتمتع بها القوات البريطانية الموجودة في مصر.‏

وده كان بيعني إلغاء جميع الإعفاءات المالية التي كانت ‏ممنوحة للسلطات العسكرية البريطانية وتشمل الرسوم ‏الجمركية على المهمات العسكرية والأسلحة والعتاد ‏ومواد التموين وكذلك الرسوم المستحقة على السفن ‏المارة بالمياه المصرية لخدمة القوات البريطانية وأجور ‏النقل والاتصالات البرقية والتليفونية الخاصة بهذه ‏القوات.‏

وكمان امتنعت الجمارك عن تقديم التسهيلات ‏الجمركية الأخرى الخاصة بأولوية المرور والشحن ‏والتفريغ.‏

كما امتنعت السكك الحديدية المصرية عن أداء أية ‏خدمة للقوات البريطانية أو نقل أية مهمات أو عتاد ‏لها.‏

كما حرمت الحكومة دخول الرعايا البريطانيين البلاد ‏مالم يكونوا حاملين الجوازات عليها تأشيرات دخول ‏من السلطات القنصلية المصرية في البلاد القادمين ‏منها.‏

وكمان أنهت تصاريح الإقامة للبريطانيين الذين كانت ‏إقامتهم بسبب الخدمة في القوات البريطانية وألغت ‏العمل بالتصاريح التي كانت ممنوحة من قبل بموجب ‏المعاهدة ومنعت هبوط الطائرات العسكرية البريطانية ‏بالمطارات المصرية أو تزويدها بالبيانات الجوية الفنية ‏أو بأي نوع من التسهيلات.‏

مش بس كده ، دا كمان اتخذ مجلس الوزراء بجلسته ‏السرية في 21 أكتوبر مجموعة من القرارات تعبر عن ‏جدية الحكومة في قرار الإلغاء وأهم هذه القرارات : ‏

أولاً : اتخاذ كل السبل المؤدية إلى عدم تعاون العمال ‏مع القوات البريطانية على أن تصرف لهم الحكومة ‏أجورهم من يوم توقفهم عن العمل وأن تدبر لكل ‏منهم ما يناسبه من عمل.‏

ثانياً : على الجيش المصري ألا يغادر السودان مهما ‏كانت الظروف وعليه أن يقاوم كل محاولة لإخراجه ‏لآخر رجل وآخر طلقة.‏

ثالثاً : مقاومة القوات البريطانية إذا ما اجتازت منطقة ‏القناة مهما كانت النتائج والدفاع عن القاهرة إلى ‏النهاية.‏

رابعاً : إرسال برقية إلى مجلس الأمن بتحميل الإنجليز ‏مسئولية تهديد السلام العالمي من جراء اعتداءاتهم التي ‏تزداد كل يوم على سيادة مصر وأراضيها وأهلها ‏ومرافقها العامة.‏

مش دا وبس دا كمان الحكومة قامت بتسريح بعض ‏ضباط الجيش والبوليس للقيام بتدريب كتائب ‏التحرير وافتتاح معسكرات للتدريب.‏

ونتيجة استفزازات بريطانية - هنتكلم عليها بعدين ‏‏- قامت الحكومة المصرية بسحب السفير المصري من ‏لندن وطرد جميع الموظفين البريطانيين من خدمة ‏الحكومة المصرية وإصدار تشريع بتوقيع عقوبات على ‏المتعاونين مع القوات البريطانية ثم إعداد تشريع بإباحة ‏حمل السلاح.[1].‏

طبعاً بغض النظر عن القدرة العملية على أرض الواقع ‏التي تمتلكها الدولة المصرية في ذلك الوقت لإنفاذ ‏تلك القرارات جميعها أو تحمل تبعاتها إلا أنو الواقع ‏المرير للاحتلال وما يجره على البلاد جعل لا مناص ‏من تلك المواجهة الشاملة. ‏

وكان الوضع في ذلك الوقت على الساحة العالمية ‏السائد فيه هو عملية إحلال الاستعمار القديم وتسلم ‏وتسليم يتم بين القوى الاستعمارية القديمة والجديدة.‏

وكان المرشح بالنسبة لمصر أحد أمرين :‏

إما التمكن من تطويق وتطويع البلاد مرة أخرى ‏والإبقاء على الاحتلال الإنجليزي في شكله القائم أو ‏بأي صورة أخرى ومن ثم إدخال مصر في حظيرة ‏الأحلاف الغربية ودا بيرجع لأهمية مصر وقاعدة قناة ‏السويس بالنسبة للناتو والمعسكر الرأسمالي في مواجهة ‏المعسكر الشيوعي.‏

وإما التغيير الشامل للشكل العام لمصر ظاهرياً ولكنه ‏في الحقيقة يسير في طريق تحقيق المصالح الغربية ‏وخصوصاً في مسألة استنزاف طاقات البلاد وهدرها ‏فيما لايفيد وإن بدا في الظاهر خلاف ذلك ، ولكن ‏النتيجة والمحصلة النهائية هتصب في هذا الاتجاه.‏

والقائمين على تلك الفكرة كانوا قسمين في الإدارة ‏الأمريكية ودا كان ليه طريقين عندهم وكل طريق ليه ‏أنصاره : ‏

الطريق الأول إما التغيير بقيادة الملك فاروق - ملك ‏مصر وقتها - وده يتم عن طريق دفعه للقيام بالعديد ‏من الإصلاحات الداخلية لصالح طبقات من الشعب ‏وقيادته البلاد للاستقلال وإجلاء الإنجليز عنها.‏

والطريق الثاني إما التغيير بدفع قوى أخرى للقيام بهذا ‏التغيير.‏

وفي النهاية انتصر أصحاب الطريق الثاني نظراً لفشل ‏الملك فاروق وعدم إمتلاكه القدرات اللازمة لإحداث ‏هذا التغيير وفقاً لما تقرر لدى المسئولين عن ذلك ‏‏.[2].‏

وأيا ما كان الأمر وسواء مصر هتمشي في الطريق ‏الأول أو الثاني بأحد فرعيه كان لازم من إحداث ما ‏يلزم لدفع الأمور وفق ذلك.‏

وكان ما استقر عليه الأمر هو ما عرف بحريق القاهرة ‏في 26 يناير من عام 1952م.‏

وده تم وفقاً للوثائق البريطانية المفرج عنها بعد 30 سنة بالتعاون بين الإنجليز والملك فاروق.

وكان الأداة الفاعلة في تنفيذه السوس أو خونة الداخل أو العملاء بائعي الوطن أو سميهم كما تشاء.

ودول همة إلي بتلائيهم رأس الحربة في كل بلاء يصيب الوطن سواء في 52 أو 2011.

الأداة واحدة والحواضن هية هية وإن تغيرت الأسماء واختلفت معامل التفريخ والإنتاج الكمي لهم.

يتبع إن شاء الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حريقا القاهرة 1952 و 2011 قاسمهما المشترك سوس الداخل وحو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 15, 2020 4:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

ولكن قبل الوصول لتلك الكتلة الحرجة - حريق ‏القاهرة - لإحداث الانفجار المطلوب لتحريك ‏الأحداث وفق السيناريو المطلوب كان لابد من بعض ‏التمهيدات المؤدية لذلك.‏

بدأت تلك التمهيدات بـ معركة كفر "أحمد عبده" ‏في أوائل ديسمبر عام 1951م حيث افتعلت قيادة ‏القوات البريطانية أول عملية تحرش مدبرة للإجهاز ‏على الحكومة فكانت القيادة البريطانية تجدد الهدنة ‏الممنوحة للسلطات المحلية بإجلاء الكفر وإبعاد سكانه ‏مرة بعد أخرى كي توالي هذه السلطات الاتصال ‏بوزير الداخلية الذي كان يجدد أوامره برفض الإنذار ‏والمقاومة وقد اتبع الانجليز بتجديد الإنذارات أسلوب ‏الحرب النفسية للكشف عن ضعف الحكومة وامتهانها ‏من جانب وتحطيم روح المقاومة الشعبية من جانب ‏آخر ثم اقتحموا في النهاية القرية بعد عملية ‏استعراضية اشتركت فيها 250 دبابة و 500 ‏مصفحة وعدد من الطائرات .‏

ونتيجة لده قامت الحكومة المصرية بسحب السفير ‏المصري من لندن وطرد جميع الموظفين البريطانيين من ‏خدمة الحكومة المصرية وإصدار تشريع بتوقيع ‏عقوبات على المتعاونين مع القوات البريطانية ثم إعداد ‏تشريع بإباحة حمل السلاح. [1].‏

وكانت الخطوة التانية - ودي بيبتدي يظهر فيها ‏السوس المندس في طبقات الحكم ومراكز صنع القرار ‏‏- في تلك التمهيدات تعييين الملك فاروق في 21 ‏ديسمبر 1951 م حافظ عفيفي باشا رئيساً للديوان ‏الملكي ، وتعيين عبد الفتاح عمرو باشا سفير مصر ‏السابق في لندن مستشاراً بالقصر وكانا معروفين ‏بعدائهما الشديد للحركة الوطنية وللوفد ، وعلاقتهما ‏الطويلة ببريطانيا.‏

فقد كان الأول هو الوحيد بين السياسيين المصريين ‏الذي أعلن عدم موافقته على إلغاء المعاهدة ، أما ‏الثاني فكان يعتبر سفيراً ثانياً لبريطانيا أكثر منه سفيراً ‏لمصر في بريطانيا
.[2].‏

وبعد كده تمت الخطوة الثالثة إلي دور السوس النابت ‏في حواضن الاحتلال كان واضح فيه جداً.‏

ففي 4 يناير 1952 م وأثناء غارة بريطانية على ‏مدينة السويس بحثاً عن الفدائيين أشعل مجهولون النار ‏في كنيسة المدينة حيث قتل بعض المسيحيين.‏

طبعاً كان الغرض من ده إثارة الفتنة بين المسلمين ‏والمسيحيين على الطريقة الاستعمارية القديمة فرق ‏تسد.‏

وكان الغرض من ده كمان زعزعة موقف الحكومة ‏الوفدية بتشتيت الإجماع من حولها وشغلها وشغل ‏الصحافة بمعارك جانبية بالإضافة إلى استعداء الرأي ‏العام العالمي على الحكومة الوفدية وعلى الفدائيين ‏الذين اتهمتهم بريطانيا بإشعال الحريق.[3].‏

وكان لبعض النجاح أن يتحقق من خلف تلك الخطوة ‏، إذ توالت البرقيات والتلغرافات من المسيحيين على ‏الأنبا يوساب ورئيس الوزراء والصحف والمجلات ‏المختلفة تحمل في طياتها طلبات بتقديم الوزير المسيحي ‏بالوزارة إبراهيم فرج باشا وزير الشؤون القروية ‏والبلديات لاستقالته ، وعدم المشاركة في أي وزارة ‏حتي تجيب الحكومة لطلبات عدة تقدموا بها.[4].‏

ولكن نتاج للأصوات العاقلة تم تدارك ذلك إلى أن ‏ظهرت حقيقة من وراء هذا العمل الأثيم.‏

فقد ثبت من التحقيقات التي أجرتها الحكومة مسئولية ‏‏"جماعة إخوان الحرية" المرتبطين والممولين من ‏المخابرات البريطانية عن الحادث وكانت إغارة ‏القوات البريطانية على المدينة مجرد تغطية للجماعة ‏لتنفيذ العملية . وأعلنت الحكومة في 14 يناير ‏مسئولية "إخوان الحرية" عن الحريق وإنه كان جزءاً ‏من المخطط البريطاني لضرب الوحدة الوطنية.[5].‏

واخدين بالكم من موضوع إخوان الحرية دا ‏وارتباطهم وتمويلهم من المخابرات البريطانية مش ‏بيفكركم بجماعة إخوان تانيين.‏

ولما الخطوة دي لم تؤتي الثمار المرجوة وانكشفت ‏خيوط المؤامرة سريعاً انتقلوا بالفتنة الدينية من ‏المستوى المحلي إلى العالمية.‏

فقد تم اغتيال راهبة أمريكية في 19 يناير وإذا كان ‏حريق كنيسة السويس موجهاً أساساً إلى الرأي العام ‏العالمي وذلك بالإيحاء بأن حياة الأجانب مهددة في ظل ‏الحكومة الوفدية المتعصبة والمعادية لمصالح الأجانب ‏بشكل عام وليس الإنجليز فقط ولذا فإن تدخل ‏بريطانيا لإسقاطها سيكون مبرراً بالحجة التقليدية حماية ‏أرواح الأجانب.‏

وعلى الرغم من الحملة الشعواء التي شنتها الصحف ‏الأمريكية والبريطانية على مصر وعلى عجز حكومتها ‏عن حفظ النظام ومعاداتها للأجانب لأنهم أجانب ‏ولأنهم أيضاً مسيحيون فإن تقرير لجنة تقصي الحقائق ‏البريطانية عن الحادث يقول ما معناه :‏

أنه من الصعب إلقاء مسئولية الحادث على الفدائيين ‏إذ أن إطلاق النار كان من الجانبين أي البريطاني ‏والمصري ، وأن اللجنة لم تجد من الأدلة ما يقطع بأن ‏الرصاصة التي أودت بحياة الراهبة جاءت من الجانب ‏المصري إذ ربما تكون قد جاءت من الجانب البريطاني ‏أيضاً. ‏

ولأن التقرير لا يتهم المصريين مباشرة بالاغتيال ‏المتعمد فإن وزارة الخارجية البريطانية أرسلت تعليماتها ‏بعدم إذاعة التقرير ظاو نشره لما قد يؤدي إليه من ‏بلبلة خاصةً بعد الحملة الصحفية المنسقة التي أحيط ‏بها الحادث وخوفاً من أن يستغل التقرير ضد بريطانيا ‏بالكشف عن ألاعيبها ومؤامراتها.[6].‏

ثم اتجهت التمهيدات لإشعال منظقة القناة وخصوصاً ‏في الإسماعيلية ودا قبل أحداث يوم 25 يناير بعمل ‏سلسلة من الجرائم أدت فيما بعد للصدام مع الشرطة ‏المصرية.‏

ونعرض لتلك الجرائم موثقة من أدلى به وزير الداخلية ‏في ذلك الوقت فؤاد سراج الدين باشا في يوم 23 ‏يناير 1952 م عندما قال - وركز معايا أخي القارئ ‏فيما يلي جيداً - :‏

‏"إن الأمور قد تخطت النقطة التي يكون فيها لمجرد ‏الاحتجاجات أي فائدة لذلك فإن الوضع قيد البحث ‏في مجلس الوزراء المصري. إن خطوات هامة قيد ‏البحث النشط الجاد لمجابهة الأعمال البربرية للقوات ‏البريطانية. إن الأعمال البربرية للقوات البريطانية في ‏الإسماعيلية قد تخطت أي شئ يمكن للعقل البشري أن ‏يتخيله : لقد طردت النساء إلى الشوارع وهن نصف ‏عاريات وأخذن إلى المعسكرات حيث مازال مصيرهن ‏مجهولاً .لقد دنست المساجد وامتهنت المدافن وقتل ‏وجرح أعداد كبيرة من المصريين وصلبوا على ‏الأشجار"
.[7].‏

فكان طبيعي لكل هذا الإجرام السابق أن تشتعل ‏الأمور أكثر وأكثر في الإسماعيلية بعد هذا التصريح ‏بيومين ، فكانت الخطوة الأخيرة في تلك التمهيدات ‏للوصول إلى حريق القاهرة هي مذبحة 25 يناير ففي ‏صباح ذلك اليوم حاصرت القوات البريطانية المدعمة ‏بالدبابات والمصفحات والمدافع مبنى محافظة ‏الإسماعيلية ووجه قائد القوة الجنرال "إكسهام" إنذاراً ‏إلى قائد قوة بلوكات النظام المعسكرة بالمبنى بتسليم ‏أسلحة قواته وإجلائها عن المدينة في ظرف ساعتين.‏

وعندما اتصل قائد القوة بوزير الداخلية فؤاد سراج ‏الدين طلب منه المقاومة حتى آخر رجل وآخر طلقة ‏وقد كان.‏

فقاتلت القوة حتى نفدت ذخيرتها بالكامل واستشهد ‏‏50 جندياً وجرح ثمانون وأسرت القوات البريطانية ‏الباقين أي قرابة الألف جندي بعد أن دمرت مبنى ‏المحافظة بالكامل.[8].‏

طبعاً كان من الطبيعي والمتوقع بعد هذا الإجرام ‏البريطاني خاصةً في حق النساء والمساجد والقبور وقتل ‏الناس وصلبهم وما حدث مع قوات الشرطة أن تفور ‏القاهرة وتغلي جراء تلك الأفعال الإجرامية.‏

وهوة دا بالضبط إلي كان مخطط للوصول إليه ‏لاستغلال تلك الحالة من الغليان وإنفاذ مخطط حرق ‏القاهرة.‏

وفيما سبق أكيد لاحظنا دور السوس ، سواء في ‏طبقات الإدارة العليا الذي زاد من حدة الاحتقان ‏وخرق الإجماع الوطني وقدم مسببات الهياج ضد ‏القصر والملك والهتاف بسقوطه في المظاهرات.‏

أو السوس في المستويات الأقل بين طبقات الشعب ‏والذي تم استخدامه لعمل الفتنة بين أبناء الوطن ‏الواحد بحرق كنيسة السويس ، زي ما بنشوف حالياً ‏من سوس زماننا وآدي التاريخ بيعيد نفسه ، والسعيد ‏من وعظ بغيره.‏

بس كل دا كوم وما فعله السوس يوم 26 يناير عام ‏‏1952 م في القاهرة كوم تاني.‏

يتبع إن شاء الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حريقا القاهرة 1952 و 2011 قاسمهما المشترك سوس الداخل وحو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة أكتوبر 02, 2020 8:32 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

‏‏26 يناير 1952م.‏

فيما بين الساعة الثانية عشر والنصف والساعة الحادية ‏عشر مساء كانت النيران قد التهمت 700 محل ‏وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادي في شوارع ‏وميادين الأوبرا شارع إبراهيم "الجمهورية" وشارع ‏فؤاد "26يوليو" وشارع عدلي وشارع قصر النيل ‏وشارع سليمان باشا وشارع عبد الخالق ثروت ‏وميدان مصطفى كامل وشارع شريف وشارع رشدي ‏وشارع جامع شركس وشارع البستان وشارع محمد ‏فريد وشارع عماد الدين وشارع نجيب الريحاني ‏وشارع محمود بسيوني وشارع البورصة الجديدة ‏وشارع توفيق وميدان التوفيقية وشارع جلال وشارع ‏الملكة "رمسيس" وميدان الإسماعيلية "التحرير" ‏وشارع الخديوي إسماعيل "التحرير" وشارع ‏الشواربي وشارع الفلكي وشارع الألفي وميدان ‏حليم باشا وشارع قنطرة الدكة وميدان قنطرة الدكة ‏وشارع كلوت بك وشارع دوبريه وشارع كامل ‏صدقي وشارع الظاهر وشارع محمود فهمي وميدان ‏باب الحديد وشارع المهراني وشارع المهدي وشارع ‏خليج الحور وشارع محمد علي وشارع الأهرام.‏

وخلال هذه الساعات أكلت النيران 300 محل بينها ‏أكبر المحلات التجارية في مصر كلها ، 30 إدارة ‏ومكتبا لشركات كبرى ، 117 مكتب أعمال وشقق ‏سكنية ، 13 فندقاً كبيراً منها شبرد ومتروبوليتان ‏وفيكتوريا ، و40 دار سينما بينها ريفولي وراديو ‏ومترو ودبانا وميامي وهونولولو ، 8 محلات ومعارض ‏كبرى للسيارات ، 10 متاجر للسلاح ،73 مقهى ‏ومطعماً وصالة منها جروبي والأمريكين وجميع المطاعم ‏والملاهي الممتازة ، 92 حانة ، 16 نادياً ، منها ‏الترف كلوب ونادي رمسيس ونادي دار العلوم ‏والنادي اليوناني ونادي محمد علي ، بنك واحد وهو ‏بنك باركليز.‏

وقد أسفرت حوادث اليوم عن مقتل 36 شخصاً ‏احترق منهم 22 شخصاً 13 في بنك باركليز و9 في ‏الترف كلوب و4برصاص البوليس وأصيب 52 ‏شخصاً بجروح وتشرد عدة آلاف من العاملين في ‏المنشآت التي احترقت قدر عددهم بمن يعولون من ‏أسر بعشرين ألف نسمة.‏

وتؤكد شهادات شهود العيان وكذلك التقرير السري ‏البريطاني أن الحريق بدأ بينما الحياة تسير سيرها ‏العادي فالتقرير البريطاني عن الحريق يؤكد أنه :‏

‏"فيما يخص مظاهرة بلوكات النظام وطلبة الجامعة في ‏صباح 26 يناير فإن اللجنة تعتبر أن هذه المظاهرة لا ‏تشكل جزءاً من خطة الحريق ولكنها وفرت فرصة ‏ظاهرة للمدبرين لوضع خططهم موضع التنفيذ.‏

ويقول شاهد العيان "صالح أحمد علي" عندما سئل هل ‏كانت توجد أية مظاهرات في الميدان ؟

أجاب : لا في الوقت دا مكنشي فيه مظاهرات ، ‏عشان كده إحنا معرفناش على طول إيه سبب ‏الحريق.‏

أجمعت المصادر الرسمية والبريطانية على أن الحريق ‏كان مدبراً وأن المجموعات التي قامت بتنفيذه تلقت ‏تدريبات خاصة على أسرع الوسائل لإشعال الحريق.‏

فالتقرير يقول في فصله الثالث ظان اللجنة ذهلت من ‏حجم وكثافة البراهين المجمعة والمؤكدة على أن معظم ‏الحرائق قد خططت بعناية في وقت ما قبل 26 يناير ‏وأنها نفذت بواسطة مجموعات منظمة تحت قيادة ‏مسئول نظراً للسرعة والدقة التي كانوا يتحركون بها ‏من هدف إلى هدف.‏

إن هذا يؤكد أن ذلك كان تنفيذاً لتعليمات معطاة ‏مسبقاً.‏

إن هذه التعليمات كانت على درجة عالية من الكمال ‏والدقة.‏

فقد اختيرت الأهداف بحيث تكون في شوارع رئيسية ‏تسهل الحركة فيها حالة أي مواجهة مع البوليس.‏

كما كانت هذه المجموعات المنظمة تحمل معها قنابل ‏حارقة ومسحوق مساعد على سرعة الاشتعال ‏وزجاجات بها مواد بترولية ومواد مشتعلة أخرى ‏بالإضافة إلى (أجنات حديدية) بل ومواقد أسيتيلين ‏لصهر حواجز الصلب الواقية للنوافذ.‏

إن هذه الأدوات والمواد تؤكد بما لايدع مجالاً للشك ‏وجود خطة معدة مسبقاً وبعناية.‏

وتعتقد اللجنة أن مدبري الحريق كانوا قد اختاروا ‏مسبقاً يوم السبت بعد الظهر لتنفيذ خطة الحريق وأن ‏مظاهرات يوم 26 صباحاً وفرت لهم الفرصة لتنفيذ ‏ذلك.‏

لقد كان اختياراً موفقاً ، ففي حوالي الواحدة بعد ‏الظهر يوم السبت فإن دور السينما تكون مغلقة بعد ‏الحفلة الصباحية ، المحلات الكبرى والمكاتب مغلقة ‏أيضاً بمناسبة عطلة نهاية الأسبوع وبذلك فإن منفذي ‏الحريق يكونون قد نعموا بحرية غير عادية في تنفيذ ‏خطتهم.‏

ويقول تقرير آخر : إن إشعال الحرائق كان منظماً ‏بدقة وقد ظهر ذلك بوضوح في درجة الانضباط التي ‏ربما لا يكون لها مثيل في تاريخ الاضطرابات في مصر.‏

وتؤكد الوثائق المصرية الرسمية على المعنى نفسه فقد ‏جاء في المذكرة التفسيرية لإعلان الأحكام العرفية "أن ‏دعاة الفتنة في البلاد وفريقاً من الذين فسدت ‏ضمائرهم لم يتورعوا عن استغلال هذه الظروف ‏فأثاروا الفتنة وعرضوا مدينة القاهرة للفوضى ‏والدمار والحرق والسرق والنهب محاولين بذلك قلب ‏نظام الحكم في البلاد وفقاً لخطة مدبرة ومطمعين ‏للعدو أن يتخذ من ذلك ذريعة للتدخل في شئون ‏الوطن".‏

وتؤكد مذكرة الخارجية المصرية في ردها على ‏الاحتجاج البريطاني على حوادث 26 يناير على ‏المعنى نفسه "أن المعلومات التي تيسر جمعها حتى الآن ‏تثبت أن مثيري الاضطرابات هم فئة خاصة كانت ‏تنتظر الفرصة السانحة لإشاعة الإرهاب والخراب في ‏المملكة وأتيحت لها الفرصة المواتية فنفذت خطتها ‏الإجرامية".‏

كان الحريق خطة مدبرة ومرسومة بعناية قامت به ‏مجموعات مدربة تدريباً عالياً حتى يمكنها أن تقوم ‏بتنفيذ 700 حريق بطريقة واحدة كما جاء في تقرير ‏اللجنة : "إن طريقة إشعال الحرائق كانت واحدة : ‏اقتحام الباب الرئيسي وإلقاء المحتويات في الشارع أو ‏استخدامها كمواد سهلة الاشتعال خاصة السجاجيد ‏والموبيليا باستخدام سائل أو مسحوق شديد ‏الاشتعال.إن السرعة التي احترقت بها المباني حتى ‏الكبيرة منها تؤكد أن القائمين بالتنفيذ كانت لديهم ‏معرفة سابقة ودراية بأسرع الوسائل لإشعال الحرائق".‏

إنهم كانوا فرقاً منظمة من محترفي الحرق والتخريب ‏انقضت على قلب العاصمة في سيارات الجيب تحمل ‏أحدث أساليب الحرق والتدمير وأشدها فاعلية كانوا ‏يقومون بمهمتهم بأعصاب باردة ودون أن يبدر عنهم ‏شعار أو تصدر عنهم كلمة أو إشارة.‏

كان عملهم مدروساً وطريقتهم مرسومة.‏

الأماكن التي يقصدونها محددة سلفاً تتقدم مجموعة ‏لاقتحام الأبواب إما بنفسها أو عمل فجوة بمواقد ‏الأسيتيلين وتسرع إلى الداخل مجموعة ثانية تقذف في ‏جوف المبنى المواد الناسفة والحارقة وتندفع خارجة بعد ‏ثوان معدودة ، وفي لمح البصر يكون المبنى كله شعلة ‏من النيران وبعد أقل من دقيقة تكون فرق التخريب ‏قد انتقلت إلى مبنى جديد وفي جميع الأماكن التي ‏امتدت إليها النيران نفس سيارات الجيب ونفس ‏الأسلوب المحكم المدروس.‏

إذن لم تكن المظاهرات الغاضبة هي التي أحرقت ‏القاهرة بل فرق تتحرك في سيارات جيب ومواد ‏حارقة وأجنات ومواقد أستيلين وخرائط محددة عليها ‏الأهداف التي يجب مهاجمتها وحرقها.[1].‏

ولنا أن نتسائل بعد كل ماسبق :‏

فمن تتبع هذه الفرق وممن تتكون ؟

ومن الذي مولها ودربها وأعد لها الخطة واختار لها ‏التوقيت ؟

ومن الذي ضمن لها عدم تدخل الجيش والبوليس بل ‏وتواطؤ قيادات كبيرة في البوليس وقتها مع تلك ‏العصابات وتسهيل عملها ؟

ومن الذي أمن لها انسحابها بعد انتهاء مهمتها ؟

ومن الذي زيف تقارير البوليس وتحقيقات النيابة ‏وقتها لكي يحول الأنظار عن المجرمين الحقيقيين ؟

الإجابة إجمالاً عما سبق تتلخص في "السوس" المنتشر ‏في جسم الدولة وقتها وفي جميع طبقاتها ، وحواضنه ‏الخارجية.‏

أما تفصيل الجواب عما سبق ففي الحلقة القادمة إن ‏شاء الله ، فاللهم يسر وأعن.‏

يتبع إن شاء الله.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حريقا القاهرة 1952 و 2011 قاسمهما المشترك سوس الداخل وحو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 04, 2020 12:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45691
تسجيل حضور ومتابعة

أكرمكم الله الفاضل سهم النور

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: حريقا القاهرة 1952 و 2011 قاسمهما المشترك سوس الداخل وحو
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 05, 2020 3:08 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14299
مكان: مصـــــر المحروسة

وتسعدني دائماً متابعتكم وكذا مروركم الكريم يا د/ حامد.

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط