موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 29, 2022 11:18 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

التابعى الجلييل سيدى عبد الرحمن بن هرمز
( رأس التين )
( .... – 117 هـ ) ) ... – 735 م )



مسجد أبى سن أصل ارضه مقبرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن ببن هرمس وكان عليه مقصورة من الخشب فلما بنى ما حوله ووودخل فى تنظيم المدينة بنى ذلك المسجد وجعل فى داخله ضريح الشيخ المذكور وقد بناه المرحوم درويش أبو سن وهو مسجد تام المرافق حسن المنظر مقام الشعائر يقع مسجد عبد الرحمن بن هرمز في شارع رأس التين بمنطقة رأس التين التابعة لحي الجمرك .

من هو عبد الرحمن بن هرمز ؟

ولد عبد الرحمن بن هرمز بالمدينة المنورة وهو ينتمي إلى الطبقة الثانية من التابعين ، وقد تتلمذ بن هرمز على يد عدد كبير من الصحابة الذين أدركهم ، فسمع الحديث ورواه عن أبي هريرة وأبي سعيد الخضري * وعبد الله بن مالك وأبي سلمة بن عبد الرحمن وابن عباس ومحمد بن سلمة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر وغيرهم . كان بن هرمز تلميذاً مجداً ومجتهدا يتحرى الدقة في دراسته للحديث وتفسيره، ورغم أنه أخذ الحديث عن أكثر من صحابي جليل إلا أنه كان أكثر ملازمة للصحابي الجليل * أبي هريرة رضي الله عنه ، وفي هذا يقول السيوطي عنه " هو صاحب أبي هريرة ، أحد الحفاظ و القراء ، أخذ القراءة عن أبي هريرة وابن عباس وأكثر من السنن على أبي هريرة .والى جانب تفقه عبد الرحمن بن هرمز في علم الحديث ، فانه كان من العلماء الثقاة في علم الأنساب وقال عنه الذهبي " كان أعلم الناس بأنساب قريش * درس بن هرمز القرآن وتعلمه فكان من الثقات المثبتين يلجأ إليه الناس للقراءة عليه ويعهدون إليه في كتابة المصاحف لاطمئنانهم إلى حفظه وقراءته وعلمه * ومعرفته ولهذا تجمع المراجع على وصفه بالمقرئ المحدث .

لم تقتصر دراسة بن هرمز على العلوم الدينية والشرعية الإسلامية بل كان عالماً متبحراً في اللغة العربية وعلومها وعلم النحو . كان عبد الرحمن بن هرمز الأستاذ الأول للإمام مالك وكان بن هرمز يؤثره هو وعبد العزيز بن أبي سلمة على غيرهما من تلاميذه لفطنتهما وذكائهما * أمضى بن هرمز عمره كله بالمدينة المنورة ولم يغادرها قبل رحيله إلى الإسكندرية إلا مرة واحدة زار فيها الشام ووفد علي يزيد بن عبد الملك في الفترة من (101 هـ - 105هـ ) خرج بن هرمز مرابطاً إلى الإسكندرية في حوالي عام 110هـ أو ما بعدها على أرجح الأقوال وكان عمره وقتها يقارب المائة عام كما ذكر المؤرخ السكندري د. جمال الدين الشيال وعن رحلته إلى الإسكندرية واستقراره بها حتى وفاته فيذكر البلاذري في فتوح البلدان أن بن هرمز العرج القارئ كان يقول خير سواحلكم رباطاً الإسكندرية ، فخرج إليها من المدينة مرابطاً حتى مات بها . أقام عبد الرحمن بن هرمز بالإسكندرية سنوات قليلة ( مابين 5-7 سنوات ) وتوفي بها في عام 117 هـ . عاش بن هرمز سنواته القليلة في الإسكندرية وقضاها في التدريس ورواية الحديث فقد كانت الإسكندرية على عهده خير السواحل رباطا كما وصفها بن هرمز * وكانت تجتذب إليها عدد كبير من علماء المسلمين وكبار التابعين وهؤلاء هم الذين نشروا علوم القرآن والفقه والحديث في مدينة الإسكندرية ومنها انتشرت إلى ربوع مصر كلها .

ويقع مسجد سيدى عبد الرحمن بن هرمز فى شارع رأس التين حيث يوجد ضريح هذا التابعى الجليل ولم يشر الى هذا المسجد أحد من المؤرخين إلا على باشا مبارك حيث أنه بنى فى التاسع عشر *

فى كتاب أعلام الاسكندرية للدكتور الشيال القصة التالية : ان فضيلة الاستاذ الشيخ بشير شندى المدير السابق لمكتبة بلدية الاسكندرية روى لى أن الشيخ محمد البنا أحد علماء الاسكندرية فى القرن الماضى ( التاسع عشر ) كان يجتاز شارع رأس التين الحالى ، دائما فى طريقه الى سراى رأس التين لزيارة الخديو اسماعيل وقد رأى ليلة فيما يرى النائم أن صاحب ضريح يقع فى هذا الشارع يعاتبه ويقول له : كيف تمر بقبرى ولا يحيينى ؟ فسأله الشيخ ومن أنت ؟ فقال أنا عبد الرحمن بن هرمز ويستطرد الشيخ بشير الشندى فى سرد القصة فيقول وقص الشيخ البنا هذه الرؤيا على نفر من اصدقائه وكان من بينهم رجل فاضل من اثرياء المدينة وهو الشيخ درويش أبو سن فتطوع لبناء هذا المسجد ليضم الضريح ومن ثم نسب المسجد والضريح الى سيدى عبد الرحمن بن هرمز ثم أوصى ان يدفن هو الى جواره بعد وفاته

يعتبر مسجد عبد الحمن بن هرمز الموجود الآن بمنطقة رأس التين من المساجد المعلقة إذ يتم الصعود إليه ببضعة درجات * بني هذا المسجد متطوعاً الشيخ درويش أبوسن وهو رجل فاضل كان من أثرياء المدينة في ذلك الوقت وسأوصي أن يدفن إلى جوار بن هرمز بعد وفاته و يتكون المسجد من مساحة مستطيلة مغطاة السقف يقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة إلى أربعة أروقة ، ويتكون كل صف من عمودين يعلوهما عقود مدببة ويتوسط الجامع ( منور ) صغير مربع ، وفوق الرواق الرابع صندرة متسعة للسيدات . ويعلو المحراب لوحة حجرية نقش عليها النص التالي " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ، بنى هذا صاحب الخيرات الحاج درويش أبي سن سنة 1256 هـ " وإلى يسار المحراب في الركن الجنوبي حجرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز تعلوه مقصورة خشبية ، والى جانبه ضريح رخامي بسيط مدفون به باني المسجد ( درويش أبوسن ). ويقع المدخل الرئيسي للجامع في الضلع الشمالي الغربي للجامع وتعلوه المئذنة ، وهي تتكون من ثلاث دورات الأولى والثانية أسطوانية تنتهي بشرفة يقف بها المؤذن ، والدورة الثالثة عبارة عن عمود اسطواني مرتفع ،وقد انتشر هذا الطراز من المآذن في معظم مساجد شمال الدلتا في العصر العثماني

وسيدى عبد الرحمن بن هرمز : هو التابعى الجليل عبد الرحمن بن هرمز بن أبى سعد المشهور بالأعرج القرشى المدنى وكان يرتبط بأسرة بنى هاشم برابطه الولاء * فقد كان مولى ربيعة ابن الحارث بن عبد المطلب ** ولد رضى الله عنه بالمدينة المنورة وعاش فيها وقت كان مجتمع المدينة فيه الخلص من علماء المسلمين من الصحابة والتابعين وتابعى التابعين وقد تتلمذ عبد الرحمن بن هرمز على عدد كبير من الصحابة أدركهم فسمع الحديث ورواه عن أبى هريرة وأبى سعيد الخدرى وعبد الله بن مالك وأبى سلمة بن عبد الرحمن وابن عباس ومحمد بن مسلمة ومعاوية بن أبى سفيان ومعاوية بن عبد الله بن جعفر وأسيد بن رافع وعبد الله بن كعب بن مالك رضى الله عنهم ..

والى جانب تفقهه رضى الله عنه فى علم الحديث كان من العلماء الثقات فى علم الأنساب كما توافر على دراسة القرآن وقراءته فكان من الثقات المثبتين يلجأ إليه الناس للقراءة عليه ويعهدون إليه فى كتابة المصاحف لاطمئنانهم إلى حفظه وقراءته وعلمه ومعرفته ولهذا تجمع المراجع التاريخية وأصحاب السير على وصفه الع بالمفرىء المحدث .. ولم تقتصر دراسة ابن هرمز على العلوم الدينينة والإسلامية فحسب ، بل كان عالما مبتكرا إذ أنه أول من وضع علوم اللغة العربية والنحو وإن كانت بعض المراجع والروايات تنسب هذا إلى أبى الأسود الدؤلى وبعضها ينسب الى أبن هرمز والبعض الآخر ينسبه إليهما معا ..

أما عن رحلته الى الاسكندرية واستقراره بها حتى وفاته فيذكرها البلاذرى ويقول : حدثنى محمد بن سعد عن الواقدى ، أن ابن هرمز كان يقول خير سواحلكم رباط الاسكندرية فخرج اليها من المدينة مرابطا قائما بالتدريس ورواية الحديث حتى توفى بها سنة 117هـ

وفى حسن المحاضرة :
هو الأعرج عبد الرحمنبن داود المدنى صاحب أبى هريرة أحد الحفاظ والقراء ، أخذ القراءة عن أبى هريرة وابن عباس ، وأكثر من السنن عن أبى هريرة ، أخذ القراءة عنه نافع بن أبى نعيم ، وعنه ، قال البخارى : أصح أسانيد أبى هريرة أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبى خريرة قال الذهبى فى طبقات القراء : كان الأعرج أول من برز فى القرآن والسنن ، وقالوا : هو أول من وضعع العربية بالمدينة ؛ أخذ عن أبى الأسود وله خبرة بأنساب قريش ، وافر العلم ، مع الثقة والأمانة ؛ خرج إلى الإسكندرية ؛ فأدركه أجله بها ، مات فى سنة سبع عشرة ومائة

وفى شذرات الذهب لأبن العماد :
توفى بالآسكندرية عبد الرحمن بن هرمز الأعرج المدنى صاحب أبى هريرة عام 117


وفى مشاهير علماء الأمصار لمحمد بن حبان السبتى المتوفى 354هـ
عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان الأعرج ، مولى محمد بن ربيعة ، كنيته أبو داود ، مات سنة تسع عشرة ومائة وكان يكتب المصاحف

وفى تهذيب التهذيب لابن حجر ج 6
عبد الرحمن بن الاعرج أبو داود المدنى ، مولى ربيعة بن الحارث ابن عبد المططلب روى عن أبى هريرة وابى سعيد وعبد الله بن مالك بن يجينة وابن عباس ومحمد بن مسملة الانصارى ومعاوةي بن أبى سفيان ومعاوية ابن عبد الله بن جعفر وابى سلمة بن عبد الرحمن واسيد بن رابع بن خديج وعبيد الله بن ابى رافع وعبد الله بن كعب بن مالك وعمير مولى ابن عباس ويرهم ، وعنه زيد بن اسلم وصالح بن كيسان والزهرى وابو الزبير ويحيى بن سعيد وربيعة وموسى بن عقبة وعمرو بن ابى عمرو وابو الزناد عبد الله بن ذكوان وايوب وجعفر بن ربعية وسعد بن ابراهيم وعبد الله بن الفضل الهاشمى وعبيد الله بن ابى جعفر وعلقمة بن ابى علقمة ومحمد بن يحيى بن حبان وغيرهم وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث وقال المقدمى سئل ابن المدينى عن اعلى اصحاب ابى هريرة فبدا بابن المسيب وذكر جماعة قيل له فالاعرج قال دون هؤلاء وهو ثقة وقال العجلى مدنى تابعى ثقة وقال ابو زرعة بن خراش ثقة وقال ابن عيينة قال ابو اسحاق قال ابو صالح والاعرج ليس احد يحدث عن ابى هريرة الا علمنا اصادق هو ام كاذب ، قال ابن يونس وغير واحد مات بالاسكندرية سنة سبع عشرة ومائة وثيل مات سنة 110 وهو وهم ، قلت ، قائل ذلك هو الواقدى وتبعه الفلاس وغيره ولكن الاول اصح وقال ابن حبان فى الثقات كنيته ابو داوج وقد قيل ابو حازم وقد قيل ابن اسم ابيه كيسان فقال غندر ثنا عبد الله بن سعيد بن ابى هند ثنا عبد الرحمن بن كيسان الاعرج وقال الحاكم ابو احمد عبد الرحمن بن هرمز ويقال كيسان وقال الدانى روى عنه القراءة عرضا نافع بن ابى نعمي وقال ابن لهيعة عن ابىالنضر كان الاعرج عالما بالانساب والعربية

===============================================================
( حسن المحاضرة للسيوطى ج1 – مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – أعلام الأسكندرية للشيال – طبقات ابن سعد ج 5 – الخطط التوفيقية لعلى مبارك- تهذيب التهذيب لابن حجر – مشاهير الامصار للسبتى - شذرات الذهب لابن العماد )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 30, 2022 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113




طليب بن كامل اللخمى
(... – 173 هـ )



فى حسن المحاضرة
طليب بن كامل اللخمى من كبار أصحاب مالك وجلسائه ، أبو خالد أصله أندلسى سكن الإسكندرية ، روى عنه ابن القاسم وابن وهب ، وبه تفقه ابن القاسم قبل رحلته إلى مالك ، مات فى حياة مالك بالأسكندرية سنة ثلاث وسبعين ومائة

وفى الديباج لأبن فرحون

من كبار أصحاب مالك وجلساته ، كنيته أبو خالد ، وهو أيضا ، عبد الله له اسمان ، وأصله أندلسى ، سكن بالإسكندرية ، روى عنه ابن القاسم ، وابن وهب ، وبهتفقه ابن القاسم قبل رحلته إلى مالك مع سعد وعبد الرحيم ، وكانوا عنده أوثق أصحاب مالك
كان نبيلا ، وهو منالعرب ، من لخم ، وهو مصرى إسكندرانى ، وذكر ابن شعبان فىالمصريين : عبد الله بن كامل ، وفىالغسكندرانيين : طليب بن كامل فجعلها رجلين ، وهما واحد كما تقدم
وتوفى طليب بالغسكندرية سنة ثلاث وسبعين ومائة ، فى حياة مالك رحمه الله تعالى
====================================================

يعقوب بن عبد الرحمن
( .... – 181 )



يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القارى المدنى حليف بنى زهرة سكن الإسكندرية ، روى عن ابيه وزيد بن اسلم وعمرو بن أبى عمرو وموسى بن عقبة وابى حازم بن دينار وسهيل بن ابى صالح وغيرهم ، وعنهابن وهب وابن عمرو سعيد بن منصور وأبو صالح كاتب الليث وابو صالح عبد الغفار بن داود ويحى بن يحيى وقتيبة بن سعيد ويزيد بن سعيد الصباحى وغيرهم ، ذكره ابن حبان فى الثقات قال أحمد ثقة

وفى حسن المحاضرة للسيوطى

يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القارى نزيل الاسكندرية عن أبيه وموسى بن عقبة ، وعنه ابن وهب ، وثقة ابنمعين مات سنة 181



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 01, 2022 1:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


سيدى أبو بكر الطرطوشى رضى الله عنه
( 450 هـ - 520 هـ )


مدينة طرطوشة

مدينة طرطوشة بلد الشيخ أبو بكر بن الوليد الطرطوشى أحد أكبر أئمة المالكية خلال القرن الخامس و السادس الهجريين كان من اهل الزهد و الورع * ولد سنة 450 هــ وخرج إلى مكه للحج و طلب العلم ومنها ذهب إلى العراق ثم إلى الشام ثم مصر
و توفى بمدينة الإسكندرية فى عام 520 هــ و قبره و مسجده لا يزالان هناك معروفان من أشهر ما ألف كتاب سراج الملوك

و طرطوشة يصفها ابن تغري بردي بقوله "

..و طرطوشة مدينة كبيرة من مدن الأندلس تقع علي سفح جبل و هي إلي الشرق من مدينة بلنسية و قرطبة و بينها و بين البحر عشرون ميلا "..
و هي مدينة منيعة يحيط بها سور حصين من الصخر بناه بنو أمية و هي قريبة من البحر متقنة العمارة ". و في هذه المدينة الأندلسية الكبيرة نشأ الفقيه و العالم أبو بكر الطرطوشي و عاش بها فترة طفولته و صباه و تلقي علومه الأولي في مسجدها الكبير.

أولا يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 7 ص 70

مسجد الطرطوشى ( صاحب سراج الملوك ) كان متخربا فأصلحه المرحوم السيد إبراهيم مورو سنة 1270 وقد تمت اصلاحه وتنظيمه المرحومة والدة الخديوى وهو الآن مقام الشعائر من الاوقاف


فى سير أعلام النبلاء :
هو الإمام الكبير، قاضي الأندلس والإسكندرية أبو بكر محمد بن الوليد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري الأندلسي الطرطوشي، وُلد سنة 451هـ بمدينة طرطوشة في شمال الأندلس، نشأ على طلب العلم فحفظ القرآن صغيرًا وقرأ المدونة وتفقه على يد كبير علماء المالكية بالأندلس أبي الوليد الباجي، وأخذ ينهل من علوم الأندلس، ثم خرج لطلب العلم في المشرق وذلك منذ سنة 478هـ فدخل العراق والشام والحجاز ثم استقر بالإسكندرية ولم يرجع إلى الأندلس. كان الطرطوشي من العلماء العاملين السابقين لزمانهم، والطرطوشي بالإسكندرية على الرغم من وقوع مصر وقتها تحت حكم الدولة الفاطمية العبيدية الخبيثة, لأنه قد وجدها خالية من العلماء قفرًا ممن يفتي الناس بالحق، وذلك بعد أن قتل ظلمة العبيديين الأئمة والعلماء والفقهاء فيها، فاستقر بها حسبة لله ولتعليم المسلمين بها.


وبجانب علمه الغزير وإمامته في الدين، كان الطرطوشي إمامًا في الزهد والورع والعبادة، ينفق كل ماله فلا يدخر شيئًا، حتى أنه لم أمره الطاغية أمير الجيوش بنفيه إلى القاهرة لم يكن عنده متاع سوى أقلامه فقط، وقد جعل داره مدرسة لطلاب العلم الشرعي، ينفق عليهم ويعلمهم، وكان يتريض بهم كل خميس للترويح عن نفوسهم, وقد بلغ تعداد تلاميذه في مدرسته 360 طالبًا.

كان للطرطوشي كرمات ربانية تدل على صلاح حاله وإمامته في الناس, فقد حاول الوزير الأفضل أن يؤذيه ونفاه إلى القاهرة وحدد إقامته في مسجد صغير فدعا عليه الطرطوشي فأصبح ميتًا وولي مكانه «المأمون البطائحي» وكان شديد الاحترام والحب للطرطوشي، وهو الذي ألف الطرطوشي له رسالته الشهيرة «سراج الملوك» في واجبات الحاكم والمحكوم الشرعية. للطرطوشي رد شهير على كتاب إحياء علوم الدين للغزالي، تتبع فيه السقطات والبدع الموجودة في الكتاب, ولو قدر لهذا الرد أن ينتشر لما ذاع صيت الإحياء أبدًا، وقد كان الطرطوشي شديدًا على البدع والمبتدعين, وعلى الرغم من أن دولة الفاطميين مليئة بالبدع والكفريات، إلا أنه لم يداهن أو ينافق أو حتى يقبل عطاءً منهم أبدًا، وقد توفي رحمه الله في 26 جمادى الأولى 520هـ ودفن بالإسكندرية.

كتاب سراج الملوك :

وكتاب "سراج الملوك" يتألف من أربعة وستين فصلا تتناول سياسة الملك وفن الحكم وتدبير أمور الرعية، وقد تناول في كتابه الخصال التي يقوم عليها الملك والخصال المحمودة في السلطان والتي تمكّن له ملكه، وتسبغ الكمال عليه، والصفات التي توجب ذم السلطان، وعرّج على ما يجب على الرعية فعله إذا جنح السلطان إلى الجور، وتناول صحبة السلطان وسيرته مع الجند، وفي اقتضاء الجباية وإنفاق الأموال.وتحدث الطرطوشي في كتابه عن الوزراء وصفاتهم وآدابهم، وتكلم عن المشاورة والنصيحة باعتبارهما من أسس الملك، وعرض لتصرفات السلطان تجاه الأموال والجباية، ولسياسته نحو عماله على المدن، وتناول سياسة الدولة نحو أهل الذمة، وما يتصل بذلك من أحكام، وتحدث عن شئون الحرب وما تتطلبه من سياسة وتدبير.وللطرطوشي إلى جانب هذا الكتاب القيم عدد آخر من الكتب منها:

مختصر تفسير الثعالبي، وشرح لرسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني، في الفقه المالكي والكتاب الكبير في مسائل الخلاف، وكتاب الفتن،وكتاب الحوادث والبدع، أو بدع الأمور محدثاتها .وعن وفاة أبي بكر الطرطوشي يقول المقريزي أن الطرطوشي توفي سنة 520هـ..



تقول الدكتورة سعاد ماهر ما يلى :


تقول الدكتورة سعاد ماهر أستاذة كرسى الآثار الإسلامية فى كلية الآداب جامعة القاهرة وهى أول سيدة مصرية منحتها دمعية سانت مارتينون الدولية فى عام 1968 أول وسام علمى دولى تمنحه هذه الجمعية لسيدة فى العالم تقديرا لخبرتها فى الآثار الإسلامية والقبطية وصاحبى موسوعة مساجد مصر وأولياؤها الصالحون ج 1 ص 330 :
** هو أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشى الفهرى الطرطوشى المشهور بابن أبى رندقة ** ولد فى سنة 450هـ أو 451 هـ فى مدينة طرطوشة وإليها ينسب ** وطرطوشة مدينة كبيرة من مدن الندلس ، وتقوم على سفح جبل إلى الشرق من مدينة بلنسية وقرطبة ، وبينها وبين البحر عشرون ميلا ، وهى مدينة منيعة يحيط بها سور حصين من الصخر بناه بنو أمية ، ويضيف ابن تغرى بردى ( وهى قريبة من البحر متقنة العمارة مبنية على نهر ابره ) *
وفى هذه المدينة الأندلسية الكبيرة نشأ فقيهنا وعالمنا أبو بكر الطرطوشى وفيها أمضى فترة طفولته وحداثة صباه وفى مسجدها الكبير تلقى علومه الاولى ولما شب عن الطوق رحل الى مدن الاندلس ليستزيد من العلم ويتصل بكبار العلماء والفقهاء وانتهى به المطاف فلا سرقسطة بالاندلس حيث التقى بعالمها الكبير القاضى أبى الوليد الباجى فأخذ عنه بعد وفاة بن حزم طريقته فى مناقشة ونقد الموضوعات الدينية والعلمية *
وتضيف الدكتورة سعاد ماهر قائلة : على اننا لا نعرف شيئا عن اسرة ابى بكر الطرطوشى فإن المارجع التى أرخت له لم تذكر شيئا يذكر عن اسرته أما عن كلمة (( أبى رندقة )) فترجعها المارجع الاوربية الى أصل فرنسى تريد من وراء ذلك ارجاع الى اسبانيا المسيحية ولكن ذلك غير صحيح إذ أن نسبه واضح كما قدمنا وينتهى الى قريش *

ويقول الدكتور الشيال :
والذى نرجحه اعتماد على ما جاء فى كتابه سراج الملوج من قصص وروايات عن افراد اسرة والدته وعن والده أن والده كان عالما او من المشتغلين بالعلم ولذلك وجه ابنه هذه الوجهة وان اسرته كانت على شىء من الثراء ولذلك استطاع ابو بكر الطرطوشى ان يعيش فى وطنه حتى الخامسة والعشرين من عمره *
وفى سنة 476 هـ غادر الطرطوشى وطنه متجها الى المشرق لتأدية فريضة الحج وقد استقر بمكة قليلا بعد أداء الفريضة يلقى بها بعض الدروس ومنها استأنف رحلته الى بغداد وكانت بغداج فى ذلك الوقت مزدحمة بالعلماء والفقهاء وكانت المدرسة النظامية هناك فى قلب الحركة العلمية والفكرية ومن رجال المدرسة الذين تعاقبوا على التدريس بها والذين أخذ عنهم الطرطوشى ابو اسحاق الشيرازى وأبو بكر الشاش وابو نصر بن الصباغ وفى بغداد اتجه الطرطوشى الى التصوف متأثرا فى ذلك بحياة العلماء الذين قابلهم هناك فبدأ من ذلك الخين ياخذ نفسه به حتى عده من كتبوا عنه واحدا من المتصوفة الزاهدين وقد سمع كثيرا من الشعر من شيوخه العراقيين ورواه عنهم فيما بعد فى كتابه ( سراج الملوك) *
و قضي الفترة التي عاشها في الشام يعلم الناس و يفقههم في أمور دينهم فاقبل عليه الناس و أحبوه و أصبحت شهرته في الشام واسعة وذاع صيته و عاش هناك متقشفا عابدا زاهد قليل الاختلاط بالناس.

و بعد أن استقر الطرطوشي فترة من الزمن في بلاد الشام آثر أن ينتقل إلي مصر فرحل إليها و استقر بمدينة رشيد غير أنه سرعان ما أنتقل للإقامة في الإسكندرية بناء علي طلب أعيانها و فقهائها و لذلك قصة ترويها كتب التاريخ.

ذلك أن الإسكندرية عند وصول الطرطوشي إليها قادما من الشام و مارا برشيد كانت وشيكة الخروج من أزمات خطيرة و منها المجاعة الكبرى التي حدثت في عهد المستنصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري نتيجة انخفاض النيل سبع سنوات فاشتد الغلاء و أنتشر الوباء حتى عم مصر كلها فاستعان الخليفة المستنصر بواليه علي عكا أمير الجيوش بدر الجمالي
, وبعد موت الخليفة المستنصر بادر وزير الأفضل شاهنشاه بن بدر الجمالي فاجلس اصغر أولاد المستنصر أبا القاسم احمد علي عرش الخلافة فغضب الابن الأكبر نزار و فر إلي الإسكندرية فحاصر الأفضل الإسكندرية بجيش كبير حصارا شديدا و نصب عليها المجانيق فأصاب الإسكندرية كثير من الخراب و التدمير و أنتقم الأفضل بعد دخوله المدينة من أهلها
.فقتل كثيرا من علمائها
و عند ذلك أحس أهل الإسكندرية بحاجتهم الشديدة إلي فقيه كبير يتصدر حلقات الدرس في مساجدها ليفقه الناس في أمور دينهم فلما علموا بوجود أبي بكر الطرطوشي بمدينة رشيد كونوا وفدا من أعيانهم و فقهائهم يتقدمهم قاضي المدينة أبي جديد و توجهوا إلي رشيد حيث قابلوا الطرطوشي و طلبوا منه المجئ إلي الإسكندرية و الحوا في طلبهم فقبل رجائهم
و أنتقل إلي الإسكندرية.
و بدأ يدرس الفقه و ينشر العلم علي مذهب –مذهب الإمام مالك و توافد الناس عليه و تجمعوا حوله و تزايد تلاميذه الذين يتخذون عنه و يقرأون عليه و يستفيدون من علمه.
و تجدر الإشارة إلي أن الطرطوشي كأن يعلم المذهب المالكي علي الرغم أن المذهب الرسمي للدولة الفاطمية وقتها كأن هو المذهب الشيعي و لكن مدينة الإسكندرية ظلت مدينة سنية علي مذهب الإمام مالك ...

ويرجع السبب في ذلك إلي مرابطة كثير من القبائل العربية بها فقد دأب الخلفاء الراشدون الأربعة و كذا خلفاء الدولتين الأموية و العباسية علي أن يبقي ربع الجيش الموجود بمصر بمدينة الإسكندرية لحمايتها و حماية حدود مصر الشمالية..

كما كانت الإسكندرية دائما محط رحال المغاربة الذاهبين إلي الحج أو العائدين منه .
و لعل هذا يفسر لنا رغبة أهل الإسكندرية الملحة في مجئ الطرطوشي إليهم.
كما يفسر السبب في وفود الكثير من علماء و أئمة أهل المغرب إليها.
وقد تزوج الطرطوشي سيدة فاضلة تقية من بيت من اكبر بيوت الإسكندرية ..وهي ابنة خال تلميذه و خليفته أبي الطاهر.

و قد كان الطرطوشي عالما شجاعا و فقيها معتزا بنفسه لا يخشى في الحق لومة لائم فقد حدث أن سمع بما يأتيه الوزير الأفضل شاهنشاه من الظلم و التعسف مع الرعية فعزم علي السفر ألي القاهرة لمقابلة الوزير لا ليسأله حاجة لنفسه بل ليطلب منه الرفق بالرعية و إشاعة العدل بينهم و في ذلك الوقت قال ابن أنه دخل علي الأفضل بن أمير الجيوش بمصر منبسط تحته مئزره فوعظ الأفضل حتى أبكاه

و قد صنف الشيخ أبو بكر الطرطوشي كتاب" سراج الملوك" للمأمون الذي تولي وزارة مصر بعد الأفضل, وقد اثبت الطرطوشي موعظته هذه في كتابه"سراج الملوك" كما أنتقد صراحة إعمال قاضي الإسكندرية التي كأن يقترفها من سكان الإسكندرية الضعفاء و الفقراء.
و قد كان من اثر تصرفات الطرطوشي هذه مع كبار رجال الدولة و انتقاده لهم أن أمر الوزير الأفضل شاهنشاه باستدعائه إلي القاهرة وحدد إقامته في جامع الرصد بالفسطاط ثم أفرج عنه الوزير البطائحي بعد شهر من اعتقاله بعد وفاة الأفضل .

عاد الطرطوشي إلى الإسكندرية واستأنف حياته السابقة: حياة الدرس والإقراء،
وبدأ يؤلف كتابًا في فن السياسة والحكم، وما يجب أن يكون عليه الراعي والرعية،
وأتم هذا الكتاب في سنة واحدة وسماه "سراج الملوك" وتوجه به إلى القاهرة (516 هـ = 1122م) ليقدمه إلى الوزير الجديد "مأمون البطائحي"،

فاستقبله أحسن استقبال وجلس بين يديه؛ إمعانًا في التقدير والإجلال، وأغدق عليه عطفه ورعايته.

وقد هيأت حياة الاستقرار التي عاشها الطرطوشي في الإسكندرية الفرصة له للتأليف في كثير من فروع العلم

فقد ألف في التفسير و الفقه علم السياسة و فن الحكم و المجتمع و أحواله إلي غير ذلك من العلوم وقد بلغ عدد الكتب التي ألفها الطرطوشي نحو اثنين وعشرين كتابا..

لم يتبقى منها غير تسعة كتب .. من أهمها كتابه الشهير " سراج الملوك "
** كتاب سراج الملوك :

وكتاب "سراج الملوك" يتألف من أربعة وستين فصلا تتناول سياسة الملك وفن الحكم وتدبير أمور الرعية، وقد تناول في كتابه الخصال التي يقوم عليها الملك،
والخصال المحمودة في السلطان والتي تمكّن له ملكه، وتسبغ الكمال عليه، والصفات التي توجب ذم السلطان،

وعرّج على ما يجب على الرعية فعله إذا جنح السلطان إلى الجور، وتناول صحبة السلطان وسيرته مع الجند، وفي اقتضاء الجباية وإنفاق الأموال.
وتحدث الطرطوشي في كتابه عن الوزراء وصفاتهم وآدابهم، وتكلم عن المشاورة والنصيحة باعتبارهما من أسس الملك،
وعرض لتصرفات السلطان تجاه الأموال والجباية، ولسياسته نحو عماله على المدن، وتناول سياسة الدولة نحو أهل الذمة، وما يتصل بذلك من أحكام،
وتحدث عن شئون الحرب وما تتطلبه من سياسة وتدبير.

وللطرطوشي إلى جانب هذا الكتاب القيم عدد آخر من الكتب منها:

مختصر تفسير الثعالبي،

وشرح لرسالة الشيخ ابن أبي زيد القيرواني، في الفقه المالكي،

والكتاب الكبير في مسائل الخلاف، وكتاب الفتن،

وكتاب الحوادث والبدع، أو بدع الأمور محدثاتها .

وعن وفاة أبي بكر الطرطوشي يقول المقريزي أن الطرطوشي توفي سنة 520هـ..
وجاء فى النجوم الزاهرة : وكان فى اسبعين من عمره ودفن فى مسجده فى باب البحر وقد توالت يد الاصلاح والتعمير على المسجد كما أن البحر قد طغى على معظم أجزائه ولم يبق منه الا الضريح وجزء صغير ملحق به .
وصف مسجد الطرطوشي الآن
يوجد ضريح الطرطوشي الآن بحي الباب الأخضر , و هو باب الإسكندرية الغربي(باب الكراستة بمنطقة الجمرك) و يتكون المسجد من بناء مستطيل الشكل به ثلاث صفوف من الأعمدة كل صف مكون من عمودين تعلوها عقود مدببة .
و تقسم صفوف الأعمدة المسجد إلي أربعة أروقة موازية لحائط القبلة و للمسجد دور ثان يشغل ثلث مساحته تقريبا و يعرف باسم "الصندرة" و هو خاص بالسيدات و يقع الضريح خلف قبله المسجد مباشرة و يحتوي علي مقبرة الطرطوشي و مقبرة تلميذ محمد الأسعد, و بالضريح عمودأن تيجانهما من طراز قديم مما يدل علي أنهما من أقدم أجزاء الضريح **

وفى شذرات الذهب فى وفيات سنة 520 هـ

وفيها توفى أبو بكر الطرطوشى – وطرطوشة من نواحى الأندلس – محمد بن الوليد القرشى الفهرى الأندلسى المالكى المعروف بابن أبى زيد ، نزيل الإسكندرية وأحد الأئمة الكبار ، أخذ عن أبى الوليد الباجى ، ورحل فأخذ السنن عن أبى على التسترى وسمع ببغداد من رزق الله التميمى وطبقته وتنفقة على أبى بكر الشاشى


وقال ابن خلكان :

كان يقول / إذا عرض لك أمران ، أمر الدنيا وأمر أخرى ، فبادر بأمر الأخرى يحصل لك أمر الدنيا والأخرى

وسكن الشام مدة ودرس بها وكان كثير ما ينشد :
إن لله عبادا فطنـــــا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
فكروا فيها فلما علموا أنها ليست لحى وطنا
جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا



ولما دخل على الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش ، بسط متزرا كان معه تحته وجلس ، وكان إلى جانب الأفضل رجل نصرانى ، فوعظ الأفضل حتى بكى ، وأنشد :

يا ذا الذى طاعته قربة وحقه مفترض واجب
إن الذى شرفت من أجله يزعم هذا أنه كاذب



وأشار إلى النصرانى ، فأقامه الأفضل من موضعه ، وكان الأفضل قد أنزل الشيخ فى مسجد شقيق الملك بالقرب من الرصد وكان يكرهه ، فلما طال مقامه ( به ) ضجر وقال لخادمه : إلى متى نصبر ؟ اجمع لى المباح فجمع له ، فأكله ثلاثة أيام ، فلما كان عند صلاة المغرب قال لخادمه : رميته الساعة ، فأكله ثلاثة ايام ، فلما كان من الغد ركب الأفضل فقتل ، وولى بعده المأمون ابن البطائحى ، فأكرم الشيخ إكراما كثيررا ، وصنف له كتاب ( سراج الملوك ) وهو حسن فى بابه

وله غيره ، وله طريقة فى الخلاف ، ومن المنسوب إليه :
إذا كنت فى حاجة مرسلا وأنت بإنجازها مغرم
فأرسل بأكمه خلابة به صمم أفطس أبكم
ودع عنك كل رسول سوى رسول يقال له الدرهم



وقال الطرطوشى :

كنت ليلة نائما فى بيت المقدس ن فبينما أنا فى جنح الليل ، إذ سمعت صوتا جزينا ينشد

أخوف ونوم إن ذا لعجيب ثكلتك من قلب فأنت كذوب
أما وجلال الله لو كنت صادقا لما كان للإغماض منك نصيب



وقال : فأيقظ النوام وأبكى العيون

وكانت ولادة الطرطوشى المذكور سنة إحدى وخمسين وأربعمائة تقريبا وتوفى ثلث الليل الآخر سادس عشر جمادى الأولى سنة عشرين وخمسمائة بثغر الإسكندرية وصلى عليه ولده محمد
وفى حسن المحاضرة للسيوطى
محمد بن الوليد الفهرى الأندلسى نزيل الإسكندرية احد ائمة الكبار ، رحل وسمع ببغداد ، وكان إماما عالما زاهدا ورعا متقشفا ، له تصانيف كثيرة ، ومن كراماته أن خليفة مصر العبيدى أخرجه من الإسكندرية ومنه الناس من الأخذ عنه ، وأنزله الأفضل الوزير فى موضع لا يبرح منه ؛ فضجر من ذلك وقال الخادمه ( إلى متى نصبر ، اجمع لى المباح من الأرض ، فجمعه فاكله ثلاثة أيام ، فلما كان عند صلاة المغرب قال لخادمة ( رميته الساعة ) فركب الأفضل من الغد ، فقتل ، وولى بعده المأمون البطائحى ، فأكرمه الشيخ إكراما كثيرا فصنف له كتاب سراج الملوك ، مات سنة خمس وعشرين وخمسمائة عن خمسة وسبعون عاما .


( وفيات الأعيان لابن خلكان - شذرات الذهب لأبن العماد – كتاب سراج الملوك - مساجد مصر واولياؤها للدكتورة سعاد ماهر – سير أعلام النبلاء – ابن تغرى بردى – الخطط التوفيقية لعلى مبارك باشا - اعلام الأسكندرية للشيال )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 02, 2022 5:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

سيدى بشر
( ..... – 528 هـ )



ينسب مسجد سيدي بشر إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري... وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة

وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الاسكندرية،

وهي التي عرفت باسمه فيما بعد. واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية،

دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره.
وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي

والضريح عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة على رقبة مرتفعة.. وفي أركانها مقرنصات مصفوفة في سبعة صفوف


وتقول الدكتور سعاد ماهر فى مساجد مصر

تقول الدكتورة سعاد ماهر فى ج1 ص 336 : من المتداول على ألسنة أهل الاسكندرية أن سيدى بشر المدفون فى المسجد المسمى بأسمه برمل الاسكندرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالرجوع الى المراجع التاريخية وكذا كتب السير يتبين لنا أن هناك ثلاثة من الصحابة باسم سيدى بشر كانوا قد وفدوا على مصر أيام الفتح وبعده *

جاء فى كتاب در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة


1- بشر بن ابى أرطاه : كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر واختط بها وكان من شيعة معاوية شهد صفين معه وتولى إمارة البحرين وقال ابن ربيع أن بشر مات أيام معاوية بدمشق وقيل انه مات أيام عبد الملك بن مروان ودفن بالمدينة وقال السعودى مات فى خلافة الوليد سنة 86هـ وقال الواقدى ولد بشر فبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين ولأهل مصر عنه حديث واحد *

2- ذكر السيوطى : بشر بن ربيعة الختعمى ويقال الغنوى مصرى ، روى حديثه أحمد والبخارى والطبرانى فى التاريخ وغيرهم أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير اميرها ولنعم الجيش ذلك جيشها وقال عبيد الله بن بشر بن ربيعة الغنوى فدعانى مسلمة بن عبد الملك فسألنى فحدثته بهذا الحديث فغزا القسطنطينية .

3 – ويذكر ابن يونس * هو بشر بن جابر بن عراب قال : وقد وفد على النبى صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر ولا تعرف له زاوية *

ومن هنا نلاحظ إن هؤلاء الصحابة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد عثرنا على بعض المقالات التى تنفى كل هذا فتقول الدكتورة سعاد ماهر ( يقول الاستاذ جاب الله ) إنه قد عثر على مخطوط لم يذكر اسمه او مكانه يؤخذ منه أن صاحب الضريح هو بشر بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن بشر الجوهرى وهوو من سلالة آل بشر الذين كان لهم مكان ملحوظ فى وعظ الناس وهدايتهم الى سواء السبيل ويضيف أنه وفد على الاسكندرية ولكنه لم يذكر من اين ، فى أواخر القرن الخامس أو أوآئل القرن السادس الهجرى أى فى عصر الدولة الفاطمية ومن المعروف ان مدينة الاسكندرية كانت قاعدة السنية فى مصر وانها ناهضت التشيع الفاطمى وانها كانت اولى مدن مصر التى اسست فيها مدارس سنية فقد أنشاء الوزير رضوان بن الولخشى سنة 532هـ المدرسة الصوفية نسبة الى فقيهها ابى الظاهر اسماعيل بن عوف الزهرى الاسكندرانى كما انشأ المدرسة السلفية ابن سلار وزير الخليفة الظافر بأمر الله سنة 546هـ للفقيه الحافظ ابى طاهر عماد الدين السلفى الاصفهانى الذى استوطن الاسكندرية سنة 511هـ ، وقد شجع تشيع الاسكندرية للمذهب السنى عددا كبيرا من علماء المغرب والاندلس على المجىء لمصر والنزول بها ولذلك فمن المرجع ان يكون سيدى بشر قد وفد الى الاسكندرية من بلاد المغرب وقد ورد فى سيرته انه لما قدم الاسكندرية كثر مريدوه واجتمع عليه علماء الثغر وأخذوا عنه الحديث والفقة وكان ممن حضر مجلسه ابو طاهر السلفى وقد وصف السلفى سيدى بشر بحلاوة الوعظ وقوة الحجة والتبحر فى علوم اللغة .



ينسب مسجد سيدي بشر إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري. وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة وقد ظهرت بالإسكندرية مدرستان إسلاميتان اجتذبتا اليهما طلاب العلوم الفقهية .. وهما
المدرسة الصوفية.. والمدرسة السلفية.

وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الاسكندرية، وهي التي عرفت باسمه فيما بعد. واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية، دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره.

وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي . تم تجديد في عهد الخديوي عباس الثاني، الذي مد خط سكة حديد إلى المنطقة ليصلي في المسجد صلاة الجمعة من كل أسبوع أثناء قضائه فترة الصيف بالإسكندرية.

وفي عام 1945 تم توسعة المسجد وأضيف إليه ما جعل مساحته أربعة أمثال ما كانت عليها.

وفي عام 1947 أنشئ أمام المسجد ميدان فسيح وحديقة تجاور شاطئ البحر ليصبح حي سيدي بشر أحد أشهر أحياء الإسكندرية. وفي شهر يونيه عام 2000م وفي عهد المحافظ السيد اللواء / محمد عبد السلام المحجوب.. تم تجديد واجهات مسجد سيدي بشر وتطوير الميدان المواجه له من قبل إحدى شركات القطاع الخاص التي يملكها أحد رجال الأعمال الأقباط تعبيراً عن روح التسامح والوحدة الوطنية التي تتميز بها الإسكندرية . لم يكن الشيخ بشر بن الحسين يعلم أنه حين اتخذ من ذلك المكان النائي عن العمران والذي يتمتع بالهدوء و الصفاء مما يعين علي التعبد و التقرب إلي الله و الإطلاع و التفقه في الدين لم يكن يعلم أن هذا المكان سوف يعج بآلاف البشر بعد ذلك بنحو اقل من ألف عام بل لم يكن يتخيل أن هذا الشاطئ البعيد عن حدود الإسكندرية القديمة سوف يصبح قلب شواطئها بل وأهم شواطئها التي يرتادها المصاطفون من كل مكان.. وأن ضريحه سيصبح مزارا لكل القادمين إلي للاستمتاع بجوها الساحر خلال فصل الصيف وأن مسجده سيمتلئ بمئات المصلين الذين يقطنون حوله من كل ناحية بعد أن ظل قرونا عديدة و حيدا في هذا المكان فقد ظلت الإسكندرية في العصر الإسلامي الأول محتفظة بتخطيطها القديم ... فقد بقي تخطيط المدينة بعد أن فتحها العرب علي ما كأن عليه من قبل .. ذلك أن القبائل العربية التي شاركت في فتح اكتفت بالنزول في الدور التي هجرها الروم أما المباني التي أقامها العرب في فتجمع المراجع التاريخية علي أن الزبير بن العوام هو الوحيد الذي أقام بعض المباني بها مثلما فعل في الفسطاط. و لما استقل احمد بن طولون بمصر في القرن الثالث الهجري (الدولة الطولونية) رأي أن يحصن حدود مصر الشمالية فبني حول مدينة الإسكندرية سورا بدلا من السور القديم الذي هدمه عمرو في أيام الفتح رأى ابن طولون أن يحيط السور بالأجزاء العامرة في المدينة فقط و ترك الأجزاء المهجورة خارجة عنه.. و ذلك توفيرا للنفقات و الجهد .. و لذلك نجد أن السور القديم الذي أقيم في القرن الثالث الهجري كان يضم ما يزيد قليلا علي ثلث مساحة المدينة القديمة.. بعد أن استبعد منها المناطق الشرقية والجنوبية و الشمالية الشرقية .فتح بن طولون في سور المدينة أربعة لبواب تقابل الأبواب الأربعة القديمة و هي الباب الشرقي وباب سدرة أو باب العمود أما الباب الرابع فيقع في الجهة الشمالية و عرف باسمه القديم و هو باب البحر..

و من هذا يتضح أن مسجد و ضريح سيدي بشر كان يقع خارج حدود المدينة الشرقية في ذلك الوقت ..

إذ أن مقابر الشاطبي الرومانية .. و منطقة كامب شيزار تكون تكوّن حدود الإسكندرية الشرقية وأن مقابر المسلمين كانت وقتها في غرب المدينة كما يفهم من اسم باب القرافة .. وقد ظل تخطيط في العصر الفاطمي كما هو. و لما تولي صلاح الدين حكم مصر لم تتغير حدود الإسكندرية فإنه كما تذكر المراجع قد رمم أسوارها و لم يبني عليها.. أما في العصر المملوكي فقد احتفظت المدينة أيضا ألي حد كبير بالتخطيط القديم و قد ظل موكب السلطان يخترق المدينة من باب رشيد إلي باب القرافة أو الباب الأخضر و كان يقطعهما طريق آخر يتجه عموديا علي سور البحر و يصل باب البحر بباب سدرة..

و من هذا يتضح أيضا أن منطقة سيدي بشر ظلت حتى العصر المملوكي خارج مدينة الإسكندرية إلى أن التهمها العمران في العصر الحديث .

وصف المسجد

يتكون مسجد سيدي بشر الحالي من مستطيلين منفصلين
المستطيل الشمالي يتكون صحن مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة من ثلاث جهات..
أما الجهة الرابعة وهي الجنوبية فخالية من الأروقة .. وفي شمال هذا المستطيل توجد دورة المياه والميضأة .
أما المستطيل الثاني (المستطيل الجنوبي ) ويقع في جنوب الأول وهو عبارة عن إيوان القبلة ..
ويحتوي هذا الإيوان على ثلاث بوائك (باكيات) من أعمدة مثمنة تحمل عقوداً مدببة ..
وتقسم الإيوان إلى أربعة أروقة موازية لحائط القبلة ..وفي الضلع الغربي لإيوان القبلة يوجد الضريح ..
والضريح عبارة عن غرفة مربعة الشكل تعلوها قبة على رقبة مرتفعة.. وفي أركانها مقرنصات مصفوفة في سبعة صفوف ..
وتعتبر القبة هي الجزء القديم في المسجد إذ إنها ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلاد

نسب المسجد
ينسب مسجد سيدي بشر إلى الشيخ بشر بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن بشر الجوهري. وهو من سلالة آل بشر الذين وفدوا إلى الإسكندرية في أواخر القرن الخامس الهجري أو أوائل القرن السادس الهجري مع من جاء من علماء المغرب والأندلس في تلك الفترة وقد ظهرت بالإسكندرية مدرستان إسلاميتان اجتذبتا اليهما طلاب العلوم الفقهية.. وهما المدرسة الصوفية.. والمدرسة السلفية. وكان الشيخ بشر الجوهري متصوفا زاهدا اعتزل العالم وأقام في منطقة منعزلة على شاطئ البحر في مدينة الإسكندرية، وهي التي عرفت باسمه فيما بعد.واشتهر بين الناس بصلاحه وتقواه ولما توفي عام 528 هجرية،

مكان دفن صاحبه

دفن في نفس المكان الذي كان يقيم فيه، وأقام الناس له ضريحا حول قبره. وعندما امتد العمران إلى هذه المنطقة أنشأ الأهالي مسجدا حول الضريح في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

( الخطط التوفقية لعلى مبارك باشا – مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – در السحابة )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 04, 2022 10:38 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

الحافظ السلفى بالاسكندرية
( بمسجد القاضى سند بن عنان )
( ..... – 541 هـ )



أولا : نتكلم عن مسجد القاضى سند بن عنان ومن هو ؟

أسمه :


هو أبو على سند بن عنان بن ابراهيم بن حريز بن الحسين بن خلف الآذدى ، فقيه ، وحكيم ** ولد سند بن عنان بالاسكندرية وتفقه على علماء عصره ، وكان من أبغ تلاميذ الفقيه أبو بكر الطرطوشى ( 451 – 520 هـ ) صاحب الكتاب المشهور سراج الملوك وأقربهم اليه ، وكان استاذه مالكى المذهب وقد سمع منه ولازم حلقته سنين طويلة ولم يأخذ عن أستاذه العلم وحده بل قبس من أخلاقه وفضله، ومن فلسفة الزهد التي أخذ أبو بكر الطرطوشي بها نفسه، ولهذا وصفه ابن فرحون بقوله: " كان ـ سند بن عنان ـ من زهاد العلماء وكبار الصالحين، فقيهاً فاضلاً، تفقه بالشيخ أبي بكر الطرطوشي ". وروى عن أبي الطل هو السلفي وأبي الحسن علي بن المشرف وغيرهم، روى عنه جماعة من الأعيان. ووصفه عالم الديار المصرية في القرن السابع الهجري هو القاضي أبو الفتح تقي الدين بن دقيق العيد (ت702هـ) بقوله: " كان ـ سند بن عنان ـ فاضلاً من أهل النظر ". وروى فقيه آخر هو القاسم بن مخلوف بن عبد الله بن عبد الحق بن جاره قال: " أخبرني من أثق به أنه رأى الفقيه أبا علي سند بن عنان في النوم، قال فقلت لـه : ما فعل الله بك ؟ فقال : عرضت على ربي فقال لي: أهلاً بالنفس الطاهرة الزكية العالمة ". وقال الفقيه تميم بن معين الباديسي: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله : اكتب لي براءة من النار. فقال لي: امض إلى الفقيه سند يكتب لك براءة. فقلت: ما يفعل. فقال: قل لـه بإمارة كذا وكذا. فانتبهت، فمضيت إلى الفقيه سند. فقلت لـه: اكتب لي براءة من النار. فبكى وقال: ومن يكتب لي براءة من النار ؟ فقلت لـه الإمارة. قال: فكتب لي رقعة " . وقال ابن فرحون بعد رواية هذه القصة: " ولما أدركت تميماً الوفاة أوصى أن تجعل الرقعة في حلقة وتدفن معه ". وكان سند بن عنان كأستاذه أبي بكر الطرطوشي يقول الشعر أحياناً، وقد روى ابن فرحون بيتين من شعره:

وزائـرةٍ للشـيب حلـتْ بمفـرقـي فبادرتـُها بالنتفِ خوفـاً من الحتفِ

فقالت:على ضعفي استطلت ووحدتي؟ رويـدك للجيش الذي جاء من خلفي

وقد رشحت هذه المؤهلات جميعاً سند بن عنان لأن يخلف أستاذه أبو بكر الطرطوشي فجلس في حلقته ومدرسته بعده يلقي الدروس في العلوم المختلفة، وخاصة في فقه الإمام مالك بن أنس. قال ابن فرحون: " وجلس ـ سند بن عنان ـ لإلقاء الدرس بعد الشيخ أبي بكر الطرطوشي، وانتفع الناس به ". ومن الذين دخلوا عليه وأخذوا عنه جماعة من فقهاء عائلة ابن عوف الشهير بالعلم في مدينة الإسكندرية، قال عالم الإسكندرية ومؤرخها أبو المظفر منصور بن سليم الإسكندري (ت673هـ): " وبيت ابن عوف بثغر الإسكندرية بيت كبير شهير بالعلم، كان فيه جماعة من الفقهاء، قال الشيخ شهاب الدين بن هلال: سمعت أنهم اجتمع منهم سبعة في وقت واحد، وكانوا إذا دخلوا على الإمام أبي علي سند بن عنان ـ مؤلف كتاب الطرازـ يقول: أهلاً بالفقهاء السبعة، تشبيهاً لهم بالفقهاء السبعة أئمة المدينة النبوية ". وظل أبو علي سند بن عنان يدرس إحدى وعشرين سنة بعد أستاذه أبو بكر الطرطوشي إلى أن توفي في مدينة الإسكندرية سنة ( 541 هـ)، ودفن بالقرب من قبر أستاذه أبو بكر الطرطوشي، ولازال مسجد سند بن عنان موجوداً حتى اليوم في شارع الباب الأخضر ( أو شارع السكة الجديدة ) بالإسكندرية.

ويقول الشيال فى اعلام الأسكندرية

أنفرد بترجمته ابن فرحون فى كتابه الديباج المذهب فى معرفى أعيان المذهب

هو سند بن عنان بن إبراهيم بن حريز بن الحسين بن خلف الأزدى ويكتى بأبى على وكان من أنبغ تلاميذ الطرطوشى واقربهم إليه وكان كأستاذه مالكى المذهب وقد سمع منه ولازم حلقته سنين طويلة وأخذ عن أستاذه العلم والخلق وفضله ومن فلسفة الزهد التى أخذ الطرطوشى بها نفسه ولهذا وصفه ابن فرحون بقوله

كان من زهاد العلماء وكبار الصاحلين ، فقيها فاضلا ، تفقه بالشيخ أبى بكر الطرطوشى

وقال تميم بن معين البادسى – وكان من الفقهاء - :

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام فقتل يارسول الله : اكتب لى براءة من النار

فقالى لى : امضى إلى الفقيه سند يكتب لك براءة

فقلت : ما يفعل

فقال : قل له بأمارة كذا وكذا

فانتبهت فمضيت إلى الفقيه سند ، فقلت له : اكتب لى براءة من النار

فبكى وقال : ومن يكتب لى براءة من النار ؟

فقلت له الإمارة ، قال : مكتب لى رقعة .

ولما أدركت تميما الوفاة أوصى أن تجعل الرقعة فى حلقة وتدفن معه

وقال الفقيه أبو القاسم بن مخلوف بن عبد الله بن عبد الحق بن جارة :

أخبرنى من أثق به : أنه رأى الفقيه أبا على : سند بن عنان بعد موته

قال / فقلت له : ما فعل الله بك ؟

فقال : عرضت على ربى فقال لى : أهلا بالنفس الطاهرة الزكية العالكة

قال الشيخ تقى الدين بن دقيق العيد : كان فاضى من أهل النظر :

ومن نظم سند رحمه الله تعالى :

وزائره للشيب حلت بمفرقى فبادرتها بالتنف خوفا من الحتف

فقالت : على ضعفى استطلت ووحدتى
رويدك للجيش الذى جاء من خلفى !؟

تووفى رحمه الله بالاسكندرية سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ودفنة بجبانة باب الآخضر

( أعلام الآسكندرية للشيال – الديباج المذهب لأبن فرحون ج 1 – مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – حسن المحاضرة للسيوطى - الخطط التوفيقية لعلى مبارك باشا - هدية العارفين )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 06, 2022 7:27 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


الحافظ السلفي الأصبهاني

من معجم ابن الأبار

( 475 هـ - 576 هـ )


أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني أبو طاهر الحافظ كان فارسيا ولد بمدينة أصبهان ومع هذا اعتبر عند المرخين مصريا سكندريا فنزيل الأسكندرية بقية المسندين المعمرين وخاتمة المحدثين المكثرين دخل العراق والشام وبلاد الجبل وخراسان والحجاز ومصر وسمع الحديث بهذه الأفاق وكتبه وروى العالي والنازل ولقي الكبار والصغار وعمر حتى عادله النازل عالياً وحدث في الإسلام نيفا وسبعين سنة وفي شيوخه كثرة والنسا منهم عدة قال أبو القاسم بن عساكر في تاريخه قدم علينا دمشق طالب حديث سنة 509 فأقام بها مدة وكتب عن جماعة من شيوخنا وعقد مجلس الإملاء بثغر سلماس وحدث بها وبغيرها من البلاد ورحل وطوف وجمع وألف وحدث بدمشق فسمع منه بعض أصحابنا ولم أظفر بالسماع منه وحكى أنه أجاز له قال وحدثني عنه أخي وأبو سعد بن السمعاني وقد سمعت بقراته من شيوخ عدة ثم خرج إلى مصر فسمع بها وبالإسكندرية ثم استوطنها وصارت له بها وجاهة وبنى له أبو منصور علي بن اسحق المعروف بابن السلار الملقب بالعادل مدرسة ووقف عليها وقفاً وكان يدرس الفقه على مذهب الشافعي ويروي الحديث وقد تفرد في وقتنا هذا بعلو الدرجة في الإسناد والمعرفة والاتقان والضبط وكان يحب الشعر ويجيز عليه باسني الجوايز وجمع أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً سمع منهم في أربعين بلدة أبان بها عن رحلة واسعة وقال غيره كان قدومه الإسكندرية في أول سنة 511 للسماع من أبي عبد الله بن الخطاب الرازي وفي بيته اختراق بلاد المغرب والأندلس للأخذ عن أصحاب أبي عمر بن عبد البر وغيرهم ثم العود إلى اصبهان بلدة فشغله أهلها بالسماع منه والإحسان إليه وأقام بها إلى أن مات الرازي سنة 525 وقد استوفى ماية سنة فخلفه في الإسماع وطال مره ليطول به الإنتفاع ومنها كتب إلى أبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن عتاب وأبي الحسن بن بقي وأبي الوليد بن طريف وأبي بحر الأسدي وأبي الوليد بن رشد وأبي علي بن سكرة وأبي جعفر بن جحدر وأبي الحسن بن عفيف وأبي القاسم بن صواب وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي محمد أبي عبد الله بن الحاج وأبي الحسن ابن مغيث وغيره فأجاز له جميعهم إذ فاته السماع منهم وأفادني تسميتهم مستفيدها من خط أبي الحجاج بن الشيخ أحد أصحابه وقال شيخنا أبو عمر بن عات كان يعظم أمر القاضي أبي علي منهم ويعجب من نقاء حديثه ونباهة شيوخه وقد لقي نحو مايتي رجل وذكره شيخنا أبو عبد الله التجيبي في مجم مشيخته مصدراً به ومبتدياً لسنه وفضله وعظم قدره وعلو سنده وقال نسب إلى جده الملقب بسلفة وذكر سبب ذلك قال ثم نسبوا فقالوا سلفي وكسروا السين ليلاً يشتبه بالسلفى المنسوب إلى السلف وبالسلفى بطن من حمير وقال أبو بكر محمد بن عبد الغني المعروف بابن نقطة كان قديماً ببغداد وغيرها يكتب أحمد بن محمد يعرف بسلفة ثم كتب بعد أن سكن الإسكندرية السلفى وحكى التجيبي أن شيوخه يزيدون على الألف وأن بعض أصحابه جمع اسما النسا منهم على حروف المعجم قال وهذا اتساع عظيم في الأخذ عن المشايخ وكان أول سماعه للحديث باصبهان علي رئيسها أبي عبد الله الثقفي مسند عصره سنة 488 فكمل له في طلب العلم والتجول 38 سنة وأخبر عنه أن أول شيء سمعه بيتان من الشعر أنشدهما مودبه وقد بعثه في حاجة فقال له نعم ثم جادوها وهما

إذا قلت في شيء نعم ** فأتمه فإن نعم وعد علي الحر واجب

والأفقل لا تسترح وترح بها** لئلاً يقول الناس أنك كـاذب


وحكى أنه أملى بثغر سلماس مجالسه الخمسة قي سنة 500 والصحيح أن إملاها كان في سنة 506 وأورد ما قال ابن عساكر فيه ثم قال وذكره القاضي أبو الفضل عياض وأبو محمد الرشاطي وذكره أبو الوليد بن الدباغ في طبقات المحدثين وأسند عنه بالإجازة هو وجماعة وافرة ماتوا قبله وقال شيخنا أبو الربيع بن سالم وذكره في شيخه أبي القاسم بن حبيش من جمعه وقرأتها عليه تفرّد في الدنيا بالإمامة في علم الحديث وعلو الدرجة في الإسناد وأخذ عنوه أهل الأرض جيلاً بعد جيل وسمع الناس على أصحبه وهو لم يبعده عهده بشبابه فقد وقفت على نسخة أبي بكر محمد بن خلف بن فتحون المحدث من الكتاب الفاصل للرامهّرمزي وفيها سماع أبي بكر وغيره سنة 531 على أبي عبد الله بن وضاح عن أبي الطاهر ثم توفي أبو بكر قبله بقريب من 60 سنة وكذلك أبو الوليد بن الدباغ حدث أيضاً عن ابن وضاح عنه ووفاتهما معاً قبله بعشرات سنين قال واتفق له في هذا المعنى ما لا نعلمه اتفق في الإسلام لأحد قبله ولا لأبي القاسم البغوي مع أنه لا يعلم أحد وازاة في قدم السماع وتوفي ليلة الجمعة وقيل صبيحتها لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة 576 وصى عليه لظهرها بجامع عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله عنهما أبو الطاهر ابن عوف ودفن بمقبرة وعلة حدثنا نيف على العشرين من شيوخنا الأندلسيين والمشرقيين عن أبي الطاهر السلفي بجميع رواياته وتواليفه وقرأت الأربعين له على من سمعها منه وهو أبو محمد عبد الحق بن محمد بن علي الزهري الأندي وأخبرني أذنا عنه عن أبي على الصدفي قال قرأت على أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي أنا أبو الحسن علي بن ابراهيم الحوفي نا أبو محمد الحسن بن رشيق نا أبو عبد الله محمد بن حفص بن عمر البصري نا عبيد الله بن محمد بن عايشة نا حماد ابن سلمة عن ثابت عن أنس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن فقال يا معاذ اتق الله وخالق الناس بخلق حسن وإذا علمت سيئة فاتبعها حسنة قال قلت يا رسول الله لا اله إلا الله من الحسنات قال هي من أكبر الحسنات فقلت هذا الحديث من خط شيخنا أبي الربيع بعد ما قرأته عليه بمدة طويلة ويرويه عن أبي بكر بن مغاور قراة عن أبي علي سماعاً ومن شعر السلفي ما أنشدنيه أبو الربيع الكلاعي قال أنشدني أبو الحجاج القضاعي هو ابن الشيخ قال أنشدني أبو طاهر لنفسه

إن علّم الحديث علم رجال تركوا الإبتداع للاتباع

فإذا الليل جنهم كتبوه وإذا أصبحوا عدوا للسماع



وأنشدني أيضاً قال أنشدني أبو عمر الحافظ هو ابن عات وقد أجاز لي قال أنشدني له بعض أصحابنا

ليس على الأرض في زماني من شانه في الحديث شابني

نقلا ونقدا ولا غلوا فيه علـى رغـم كـل شـاهـنـي




وما أحسن قول أ بي جعفر بن الباذش في هذا الشيخ واجراة على النصفة هو على عجمته يقرض الشعر ويحييه منه ما ليس يردي ولا جيد وأنباء السلفي كثيرة ومن تلاميذه طايفة جليلة كان أبعدهم ذكراً وارفعهم قدرا أبو الحسن بن المفضل المقدسي وهو الذي خلفه بعد وفاته واخذ عنه في حياته كثير من فيها رواته ثم خلف أبا الحسن هذا تلميذه الأكبر وشيخنا العلم الأشهر أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المندري أبقاه الله أحمد بن عبد الملك بن عميرة الضبي أبو جعفر من أهل لورقة سمع من أبي علي موطا مالك وغير ذلك وله أيضا ًسماع من أبي محمد بن أبي جعفر وغيرهما وتوفي سنة 577 وقد قارب الماية حدثنا أبو سليمان ابن حوط الله نا أبو جعفر احمد بن عبد الملك مناولة انا أبو علي حسين بن محمد قراة عليه بمرسية في سنة 531 ابن ابو الوليد الباجي عن يونس بن عبد الله انا أبو عيسى الليثي نا عبيد الله بن يحيى بن يحيى عن أبيه عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر عن محمد بن عبد الله ابن زيد الأنصاري انه اخبره عن أبي مسعود الأنصاري انه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بيثر بن سعد امرنا الله ابن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمينا ابنه لم يسله ثم قال قولوا اللهم صل محمد وعلى ال محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم

وذكرت الدكتورة سعاد ماهر فى مساجد مصر وأولياؤها الصالحون :

هو الحافظ صدر الدين أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن ابراهيم سلفة الأصفهانى ، سلفة كلمة فارسية مكونة من مقطعين ( سه ) بمعنى ثلاثة ( لفة ) بمعنى شفاه أى ثلاث شفاه لأن شفته الواحدة كانت مشقوقة فصارت مث شفتين ، غير الأخرى الأصلية ، ولد فى مدينة أصفهان على الراجح سنة 475هـ فقد ذكر السبكى فى الطبقات الشافعية أن السلفى حكى عن نفسه أنه حدث سنة 492هـ وهو ابن سبع عشرة سنة أو نحوها وقال الحافظ ابن عبد الغنى أنه سمع السللفى يقول : أنا أذكر قتل نظام الملك سنة 485هـ وكان عمرى نحو عشر سنين ، وتلقى السلفى علومه الأولى فى مدينة أصفهان واتجه منذ اللحظة الأولى الى علم الحديث فسمع من كبار العلماء بأصفهان مثل القاسم بن الفضل الثقفى وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الوهاب المدينى والفضل بن على الحنفى وبن منصور بن علان الكرخى وغيرهم وقد بدأ السماع وهو فى نحو الثالثة عشرة من عمره فقد ذكر السبكى فى طبقاته أن اول سماع السلفى سنة 488هـ وفى موضع آخر قال وقد طلب الحديث وكتب الجزاء وقرأ بالروايات سنة 490 ه وبعد أربع سنوات من طلبه الحديث بدأ يحدث واتخذ له مجلسا فى مساجد اصفهان – وغادر السلفى مسقط رأسه باصفهان وارتحل الى بغداد كلبا للعلم على علمائها وفقهاء اهل العصر ويصف السلفى رحلته هذه فيقول ( دخلتها أى بغداد فى رابع شهر شوال فلم يكن لى همة ساعة دخولها إلا المضى الى الشيخ نصر بن البطر فدخلت عليه وكان شيخا عسرا فقلت وصلت من اصفهان اليك فقال : أقرأ ، جعل الراء غينا فقرأت عليه وأنا متكىء لأجل دمامل بى ، فقال : ابصر ذا الكلب ، فاعتذرت عليه بالدمامل وبكيت من كلامه وقرأت سبعة عشر حديثا وخرجت ، ثم قرأت عليه نحوا من خمسة وعشرين جزءا – ولم يكن ابن البطر استاذا السلفى الوحيد فى بغداد بل تتلمذ على معظم علمائها فى ذلك الوقت فدرس الفقه الشافعى فقد كان شافعى المذهب على الكيا أبى الحسن على الهراس ودرس اللغة على الخطيب أبى زكريا يحيى بن على التبريزى اللغوى وسمع الحديث ورواه عن ابى بكر الكرابيثى وأبى عبد الله بن البسرى وثابت بن بندار وابى محمد ابن السراج وغيرهم من الأئمة الأفضل – وبعد ان قضى السلفى قرابة اربع سنوات ببغداد ارتحل الى الحجاز ليؤدى فريضة الحج وهناك التقى بعلماء الحديث مثل الحسين بن على الطبرى بمكة وابى الفرج القزوينى بالمدينة ثم عاد الى بغداد حوالى سنة 500هـ فلما استوفى دراسته بها ألف معجما ثانية لعلمائه واساتذته بها ثم غادرها الى المشرق ثاينة حيث زار معظم مدنه الكبرى والتقى بعلمائها وقد وصفه الحافظ بن نصر وهو فى بغداد فقال ( كان السلفى ببغداد كأنه شعلة نار فى تحصيل الحديث ) وترك السلفى المشرق مرة ثانية وذهب الى دمشق وسمع ممن لا يحصى وبعد عامين فى سننة 511 هـ غادرها متوجها الى الاسكندرية وقد وطد العزم على ان يتخذ منها دار قرار فاستوطنها وتزوج امرأة بها دات يسار وحصلت له ثروة بعد فقد وتصدق وصارت له بالاسكندرية وجداهة – واشتغل السلفى منذ نزوله بالاسكندرية بالتدريس والحديث بصفة خاصة وكان يعقد حلقاته فى اول الامر فى مساجد المددينة ولم يلبث ان اقبل الكلبة عليه من فج عميق الى ان أنشأ ( حاكم الاسكندرية ) مدرسة خاصة له عرفت بالمدسرة السلفية حيث ظل رضى الله عنه معتكفا بها معلما ومربيا مدة مقامه بالاسكندرية وهى اربع سنوات – وكان السلفى من العلماء والفقهاء القليلين الذين قدروا المرأة العالمة الورعة التقية حق قدرها فقد ترجم فى كتابه معجم السفر لعدد من نساء الاسكندرية المشتغلات بالعلم والادب ممن اخذ هو عنهن او ممن اخذن عنه وفى مقدمتهن ام زوجته وهى عائشة واختها خديجة وكانت تدعى بمليحة وكذلك التقى بسيدة مصرية واسمها خضرة بنت البشير واخذ عنها ومن الشاعرات ذكر تقية بنت غيث وكانت تدعى ست النغم (1) ولها شعر جيد ومعان حسنة – وكانت للسلفى فى المجتمع السكندري مكانة ممتازة ملحوظة فكان يسعى اليه الملوك والامراء وكبار رجال الدولة وكان هو فى اتصاله بهؤلاء الرجال الرسميين شديد الحرص فهم فى معظمهم شيعة وهو سنى شافعى ولهذا كان يغض عن مذهبهم ويقنع بصلات الود والصداقة ويبعد ما استطاع من المناقشات الدينية والمذهبية

أما عن وفاته – فى صبيحة يوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الآخر سنة 576هـ انتقل الشيخ الورع التقى العالم الجهبذ الى جوار ربه بع أن جاوز المائة عاما من عمره ويقول ابن الشيال فى اعلام الاسكندرية فى ترجمته وقد ظل حتى آخر لحظة من حياته حافظ لكل قواه العقلية ، حقيقة كانت السنون قد نالت منه وكانت اعظمه قد جفت وكانت حركته قد قلت ولكنه كان حاضر الذهن وقد قال هو عن نفسه هذين البيتين من الشعر يصف حالته

أنا إن با شبابـــــــــــــــــــى ومضى **** فلربى الحمــــــــد ذهنى حاضــــــر
ولئن خفت وجفت أعظمى **** كبرا غصن عــلو مى ناضــــــــــــــر


وقد بقى يدرس بمجرسته حتى آخر لحظة من حياته فقد قال السبكى فى طبقاته ( ولم يزل يقرأ عليه الحديث إلى أن غربت الشمس من يوم وفاته وهو يرد على القارىء اللحن الخفى وصلى يوم الجمعة الصبح عند انفجار الفجر وتوفى عقيبة فجأة ودفن السلفى فى الاسكندرية فى مقبرة وعله قريبا من داره التى كان يسكنها .

قال ابن خلكان :

وهى مقبرة داخل السور عند الباب الأخضر فيها جماعة من الصالحين كالطرطوشى وغيره
ولكن أهل الاسكندرية وكذا الاوقاف يرجحون أنه مدفون داخل مسجد القاضى سند بن عنان أمام القبلة الموجودة بشارع الباب الأخضر أو السكة الجديدة بالاسكندرية
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) أم علي تقية بنت غيث ( 505 – 579 هـ ) : ترجم لها ابن خلِّكان ( ت 681 هـ ) في "
وفيات الأعيان " فقال : هي أم تاج الدين أبي الحسن علي بن فاضل بن سعد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن يحيى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن صمدون الصوري الأصل .
كانت فاضلة، ولها شعر جيد، قصائد ومقاطيع، وصحبت الحافظ أبا الطاهر أحمد بن محمد السِّلفي الأصبهاني - رحمه الله تعالى - زماناً بثغر الإسكندرية المحروس، وذكرها في بعض تعاليقه، وأثنى عليها وكتب بخطه : عثرت في منزل سكناي، فانجرح أخمصي، فشقت وليدة في الدار خرقة من خمارها وعصبته، فأنشدت تقية المذكورة في الحال لنفسها تقول:

لو وجدت السبيل جُدت بخدي ..... عوضاً عن خمار تلك الوليدة

كيف لي أن أقبل اليوم رجلاً ..... سلكت دهرها الطريق الحميدة



نظرت في هذا المعنى إلى قول هارون بن يحيى المنجم

كيف نال العثار من لم يزل من ...... ه مقيماً في كل خطب جسيم
أو ترقى الأذى إلى قدم لم ..... تخط إلا إلى مقام كريم


ولها غير ذلك أشياء حسنة .

وحكى لي الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم المنذري رحمه الله أن تقية المذكورة نظمت قصيدة تمدح بها الملك المظفر تقي الدين عمر ابن أخي السلطان صلاح الدين رحمهما الله تعالى، وكانت القصيدة خمرية، ووصفت آلة المجلس وما يتعلق بالخمر، فلما وقف عليها قال: الشيخة تعرف هذه الأحوال من زمن صباها ، فبلغها ذلك، فنظمت قصيدة أخرى حربية ووصفت الحرب وما يتعلق بها أحسن وصف، ثم سيرت إليه تقول : علمي بهذا كعلمي بهذا ، وكان قصدها براءة ساحتها مما نسبها إليه .

وكانت قد سألت الشيخ الإمام العالم أبا الطاهر إسماعيل بن عوف الزهري عن الشعر، فقال: هو كلام إن تكلمت بحسن فهو لك وإن تكلمت بشَرٍّ فهو عليك .

وكانت ولادتها في صفر سنة خمس وخمس مئة بدمشق، ورأيت بخط الحافظ السِّلفي أنها ولدت في المحرم من السنة المذكورة، وتوفيت في أوائل شوال سنة تسع وسبعين وخمس مئة، رحمها الله تعالى .

وفى حسن المحاضرة

أبو طاهر عماد الدين أحمد بن أحمد الأصفهانى ، كان إماما متقنا حافظا ، ناقدا ثبتا دينا خيرا ، انتهى إليه علو الإسناد ، وكان أوحد زمانه فى علم الحديث وأعلمهم بقوانين الرواية ( الأحدايث ) وكانمقيما بالاسكندرية ، توفى سنة ست وسبعين وخمسمائة بعد أن عاش مائة وستة سنين

ويقول الشيال فى أعلام الأسكندرية

هو الحافظ صدر الدين أبو الطاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سلفة الأصبهانى وينسب إلى جده الأخير إبراهيم سلفة وسفة لفظ فارسى معناه ثلاث شفاه ، لأنه شفته الواحدة كانت مشقوقة ، فصارت مثل سفتين ، غير الأخرى الأصلية

ولد فى ميدنة أصبهان واختلف فى سنة ولادته فقيل إنه ولد فى سنة 471 أو فى 472 أو 475 والمرجع عندى أنه ولد سنة 475 هـ

ذكره السبكى فى طبقات الشافعية :

أن السلفى حكى عن نفسه أنه حدث سنة 492 وما فى وجهة شعرة ، وأنه كان ابن سبع عشرة سنة أونحوها

وقال الحافظ عبد الغنى إنه سمع السلفى يقول

أنا أذكر قتل نظام الملك فى سنة 485 وكان مرى نحو عشر سنين وقد كتبوا عنى فى أول سنة 492 وأنا ابن سبع عشرة سنة أو أكثر او أقل وليس فى وجهى شعرة – كالبخارى - )
أى إنه حين بدأ يحدث لم يكن الشعر قد نبت فى وجهه وككذلك كان البخارى إمام المحدثين حين بدأ الناس يأخذوة عنه الحديث

تلقى السلفى علومه الأولى فى مدينته أصبهان واتجه منذ اللحظة الأولى إلى علم الحديث فسمع على كبار العلماء بأصبهان من أمثال القاسم بن الفضل الثقفى وعبد الرحمن بن محمد بن يوسف السمسار وسعيد بن محمد الجوهرى ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المدينى والفضل بن على الحنفى ومكى بن منصور ابن علان الكرخى وغيرهم وقد بدأ السماع فى نحو الثالثة عشرة منن عرمه فقد قال السبكى
وأول سماع للسلفى سنة 488
وقال فى موضع أخر
وقد طلب الحديث وكتب الأجزاء ، وقرأ بالرويات سنة 490
أستوطن السلفى الاسكندرية وتزوج امرأة بها ذات يسار وحصلت له ثروة بعد فقر وتصدق وصارت له بالاسكندرية وجاهة

وفى كتابه معجم السفر ص 65 تحقيق عبد الله عمر البارودى ط 1993

ويذكر السلفى نفسه أن زوجته هذه كانت تسمى ( ست الأهل ) وأنهاكانت ابنة رجل فاضل ، هو الشيخ أبى عبد الله محمد بن أبى موسى الخولانى وانها كانت سيدى صالحة دينة تقية فقد قال فى كتابة معجم السفر الذى أرخ فيه لشيوخه ومن قابلهم من العلماء بمدينة الاسكندرية عند ترجمته للسيدة ترفة بنت أحمد بن إبراهيم الرازى
( ترفه هذه من بيت علم وهى فى نفسها كانت دينة كثيرة المعروف تسمى أيضا عائشة وتدعى ترفه – رحمها الله – قرأناعليها سنة 34 وتوفيت بعدها بمدة قريبة وكانت أمرأة الشيخ أبى عبد الله محمد بن أبى موسى الخولانى الذىتزوجت أنا بعد موته بابنته ست الأهل المرأة الصالحة العابدة رحمهما الله تعالى )

( مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – الخطط التوفيقية لعلى مبارك باشا – حسن المحاضرة – أعلام الآسكندرية للشيال – انباء الرواة على ابناء النحاه للقفطى- معجم السفر للسلفى )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 11, 2022 9:58 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

الشيخ ابــــو طاهــــــر بن عــــوف
بشارع صلاح سالم بالاسكندرية
( 485– 581هـ )


أبو الطاهر بن عوف إسماعيل بن مكى ( 485 – 581هـ ) ( 1092 – 1185 م ) وهو أول أستاذ لأول مدرسة فى الاسكندرية الاسلامية – من أجله أنشئت أول مدرسة سنية فى مصر فهو إسماعيل بن مكى بن عيس بن عوف الزعرى ينتهى نسبه إلى سيدى عبد الرحمن بن عوف الصحابى الجليل ولد بالاسكندرية سنة 485 هـ وتوفى بها سنة 581هـ عن ست وسبعين سنة ودفن بمدرسته *

قال السيوطى فى حسن المحاضرة

عنه إنه صدر الاسلام تفقه على أبى بكر الطرطوشى وسمع منه وتخرج به الأصحاب كما يذكر ابن فرحون ، ان ابن عوف أخذ الكثير من الفقهاء المالكية بالاسكندرية ولا عجب فى ذلك فقج كان ابن عوف ربيب الطرطوشى وزود خالته وقال عنه أبو الحسن على بن الحميرى : كان بن عوف رحمه الله إمام عصره وفريد دهره فى الفقه على مذهب مالك وعليه مدار الفتوى وجميع الى ذلك الورع وكثيرة العبادة والتواضع التام ونزاهة النفس *

وترجم له أبو المظفر وجيه الدين منصور بن سليم الهمدانى الاسكندرانى فى أعلام الاسكندرية ، محتسب الاسكندرية المولود سنة 608 هـ قال : كان ابن عوف من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام ، ظاهر الورع والتقوى ، كتب عنه الحافظ السلفى وروى عنه شرف الدين بن المقدمى ، وبيت وقد زار صلاح البن عوف بثغر الإسكندرية بيت كبير شهير بالعلم ، كان فيه جماعة من الفقهاء قال الشيخ شهاب الدين بن هلال ، سمعت أنهم أجتمع منهم سبعة فى وقت واحد وكانوا إذا دخلوا على الإمام أبى سند بن عفان يقول أهلا بالفقهاء والسبعة تشبيها بالفقهاء السبعة أئمة المدينة المنورة *

وتذكر المراجع أن نفيس الدين ابو الحرم المكى ابن أبى الطاهر بن عوف اشتغل بالتأليف فقد وضع شرحا عظيما على التهذيب لأبى سعيد البرادعى ، يقع فى ستى وثلاثين مجلدا ويضيف ابن فرحون فيقول عن شهاب الدين ابن هلال ( وكان يقيده على دروسه التى كان يلقيها فى المدرسة العرفية أو الحافظية ) ويعلق الدكتور الشيال على الرواية فيقول ( ويفهم من هذا أن لأبن كان يدرس فى مدرسة أبيه )

ويقول أبو شامة فى الذيل على الروضتين أن الشيخ الإمام الزاهد الورع رشيد عبد العزيز بن محمد بن الطاهر المعروف بابن عوف من ذرية عبد الرحمن بن عوف صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فقهاء الاسكندرية ومفتيها فى مذهب مالك بن أنس ، وفد على دمشق لشغل عرض له فوصلها يوم الثلاثاء تاسع شعبان سنة 626هـ ويذكر أبو شامة أنه اجتمع بعد الغد من مجيئه بالمدرسة العادلية بدمشق مع الشيخ أبى عمر وأنه حكى له أن عرمه إذاك ستون سنة وكان تقيا ورعا يصوم يوما ويفطر يوما كصيام داود عليه السلام ويضيف أبو شامة فيقول ( وأتى معه دقيق العيد من الاسكندرية فلم يزل يأكل منه حتى رجع لا يتناول غيره *

وتقول الدكتور سعاد ماهر :

يحدثنا الدكتور الشيال عن تاريخ ابن عوف فى الدولتين الفاطمية والأيوبية فيقول : وشهد ابن عوف نهاية الدولة الفاطمية الشيعية وقيام دولة صلاح الدين فى مصر سنة 567هـ وقد زار صلاح الدين الاسكندرية سنة 577هـ وحرص فى هذه الزيارة أن يحضر هو وأولاده وكبار رجال دولته دروس أبو طاهر بن عوف وسمعوا عليه جميعا ( موطأ مالك ) بروايته عن أستاذه الطرطوشى
وذكر أبو شامة خبر هذه الزيارة نقلا عن العماد الاصفهانى الذى صاحب صلاح الدين فقال فقال : وتوجه السلطان بعد شهر رمضان سنة 577هـ الى الاسكندرية عن طريق البحيرة وخيم عند السوارى ( عمود السوارى ) وشاهد الأسوار التى جددها والعمارات التى مهدها وأمر بالاتمام والاهتمام وقال السلطان : نغتنم حياة الشيخ الامام أبى طاهر بن عوف فحضرنا عنده وسمعنا عليه موطأ مالك بروايته عن الطرطوشى فى العشرة الأخيرة من شوال وتم له ولأولاده ولنا به السماع – وقد ارسل القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى رسالة الى صلاح الدين يهنئه فيها بهذه الزيارة جاء فيها ( أدام الله دولة المولى الملك الناصر صلاح الدنيا والدين وسلطان الاسلام والمسلمين محيى جولة أمير المؤمنين واسعد برحلته للعلم , وأثابه عليها واوصل ذخائر الخير اليه واوزع الخلق شكرا لنعمته فيه فإنها نعمة لا توصل الى شكرها إلا يايزاعه واودع قلبه نور اليقين فانه مستقر لا يودع فيه إلا ما كان مستندا الى إبداعه ولله فى الله رحلتاه وفى سبيل الله يوماه وما منها إلا أغر محجل )

وأصبح لابن عوف منذ ذلك الحين مكانة كبيرة عند صلاح الدين يسأله الرأى ويستفتيه فى كل ما يعرض من مشاكل أو أمور جسام فقد روى الصفدى قصة القاضى شرف الدين عبد الله بن أبى عصرون الذى اصيب بالعمى فأرسل صلاح الدين يستفتى ابن عوف فى جواز أن يكون القاضى أعمى قال الصفدى وكتب السلطان صلاح الدين بخطه الى القاضى الفاضل يقول فيه : إن القاضى قال أى القاضى شرف الدين إن قضاء الأعمى جائز فتجتمع بالشيخ أبى الطاهر بن عوف الاسكندري وتسأله عما ورد من الأحاديث فى قضاء الأعمى *


قال الإمام القاضي ابن فرحون في ترجمته من الديباج مانصه

كان ابن عوف رحمه الله تعالى إمام عصره وفريد دهره في الفقه على مذهب مالك رحمه الله وعليه مدار الفتوى وجمع إلى ذلك الورع والزهد وكثرة العبادة والتواضع التام ونزاهة النفس وذكره الحافظ العلامة وحيد الدين أبو المظفر منصور بن سليم فقال كان من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام ظاهر الورع والتقوى ، كتب عنه الحافظ السلفي وروى عنه الحافظ شرف الدين بن المقدسي ، وبيت ابن عوف بثغر الإسكندرية بيت كبير شهير بالعلم ، كان فيه جماعة من الفقهاء قال الشيخ شهاب الدين بن هلال سمعت أنه اجتمع منهم سبعة في وقت واحد ، وكانوا إذا دخلوا على الإمام أبي علي سند بن عنان مؤلف كتاب الطراز يقول أهلا بالفقهاء السبعة تشبيها لهم بالفقهاء السبعة أيمة المدينة النبوية ، قال وسمعت القاضي فخر الدين أبا العباس بن الربعي يقول إن ولد أبي الطاهر بن عوف هو مؤلف شرح التهذيب المعروف بالعوفية قال ابن هلال وهو نفيس الدين أبو الحرم مكي ألف شرحا عظيما على التهذيب لأبي سعيد البرادعي وعدة مجلداته ستة وثلاثون مجلدا وكان يقيده على دروسه التي كان يلقيها في المدرسة العوفية وكان يحضر عنده فضلاء ويتحرر بينهم بحوث فيكتبها في الحواشي فكمل على هذا الحال ولما قدم من المغرب ابنا الإمام أبي زيد وأخوه نسخاه وأنفقا في نسخه مالا عظيما وهو الآن في خزانة سلطان فاس بالمغرب وبه نسخة وقف وهي التي بخط المؤلف أخذت في تركة بيبرس الجمدار نائب السلطنة بالثغر المحروس لما عزل ، وبيعت بالقاهرة المحروسة فاشتراها قاضي القضاة الأخنائي المالكي ، وهو كتاب نفيس إلى الغاية ، ووقفت منه على مجلدة قد نسخت منها ، قيل إنها من تجزئة خمسين مجلدا في أسفار كبار ، فعددت خمسة كراريس ونصفا في مسطرة سبعة وعشرين سطرا في الكلام على سجود التلاوة فقط ، قال ابن هلال ورأيت لأبي الحرم المذكور شرح الجلاب في عشر مجلدات وهو بخطه وقد اشتمل على فقه جيد وتوجيه حسن ، ولنرجع إلى تتمة ترجمة جده ابن عوف وكان السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب يعظم ابن عوف ويراسله ويستفتيه وقيل إنه كان السبب في تجديد الصادر بثغر الإسكندرية وهو شيء وظفه السلطان على تجار النصارى إذا صدروا من الإسكندرية زائدا على العشر ، رتبه لفقهاء الثغر- دنانير تصرف في كل شهر ، وجعل له ناظرا وشهودا أوقعه عليهم وعلى ذريتهم ، وكان الشيخ أبو الطاهر بن عوف ربيب الإمام أبي بكر الطرطوشي وقيل إن خالته كانت تحت الطرطوشي ، وعليه تفقه ، وبه انتفع في علوم شتى ، وله مصنفات ، قال ابن هلال رأيت له مجلدا في الرد على المتنصر وهو رجل يدعي العلم وليس من أهله ، صنف كتابا سماه الفاضح واعتقد أنه نقض به الشريعة المحمدية وادعى فيها تناقضا في الأحكام ، وكان جاهلا مصحفا فمما صحف قوله صلى الله عليه وسلم تمرة طيبة وماء طهور بقوله خمرة طيبة وقال انظر كيف يقول خمرة طيبة وهو يحرم شرب الخمر ، وصنف الإمام الرازي ردا سماه قطع لسان البائح ، وللشيخ أبي الطاهر تذكرة التفكير في أصول الدين وغير ذلك من التآليف وانتفع به الناس وعمر ، مولده سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وله ست وتسعون سنة

ويقول أيضا أبن فرحون فى كتابه : إسماعيل بن مكى بن إسماعيل بن عيسى بن عوف ابن يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد ابن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحد العشرة المبشرين بالجنة

قال أبو الحسن / على بن الجميزى : هكذا كتب لى نسبه بخطه ، قال : وكان ابن عوف رحمه الله تعالى إمام عصره ، وفريد دهره فى الفقه ، على مذهب مالك رحمه الله ، وعليه مدار الفتوى ، وجمع إلى ذلك : الورع والزهد ، وكثرة العبادة ، والتواضع التام ونزاهة ، النفس

وذكره الحافظ اللامة ، وحيد الدين أبو المظفر : منصور بن سليم فقال : كان من العلماء الأعلام ومشايخ الاسلام ، ظاهر الورع والتقوى ، كتب عنه الحافظ السلفى وروة عنه الحافظ شرف الدين بن المقدسى ، وبيت ابن عوف بثغر الاسكنرية ، بيت كبير شهير بالعلم ، كان فيه جماعة من الفقهاء

قال الشيخ شهاب الدين بن هلال : سمعت أنه اجتمع منهم سبعة فى وقت واحد وكانوا إذا دخلوا على الامام أبى على : سند بن عنان : مؤلف كتبا ( الطراز ) يقول : أهلا بالفقهاء السبعة ! تشبيها لهم بالفقهاء السبعة : أئمة المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام

قال : وسمعت القاضى فخر الدين : أبا العباس بن الربعى يقول : إن ولد أبى الطاهر بن عوف ، هو مؤلف شرح التهذيب المعروف بالعوفية

قال ابن هلال : وهو نفيس الدين : أبو الحرم : مكى ، ألف شرحا عظيما على التهذيب لأبى سعيد البرادعى ، وعدة مجلداته ستة وثلاثين مجلدا ، وكان يقيده على دروسه التى كان يلقيها فى المدرسة العوفية ، وكان يخضر عنده فضلاء ويتحرر بينهم بحوث ؛ فيكتبها فى الحواشى ؛ فكلمل على هذا الحال

وللشيخ أبى الظاهر تذكرة التفكير فى أصول الدين وغير ذلك من التآليف

مولده سنة 485 – وتوفى سنة 581 وله ست وتسعون سنة

وفى شذرات الذهب لابن العماد

توفى صدر الاسلام أبو الطاهر بن عوف إسماعيل بن مكى بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزهرى الإسكندرانى المالكى فى شعبان وله ست وتسعون سنة ، تفقه على أبى بكر الطرطوشى وسمع منه ومن أبى عبد الله الرازى وبرع فى المذهب وتخرد به الأصحاب وقصده السلطان صلاح الدين وسمع منه الموطأ

( الديباج لأبن فرحون ج 1 – حسن المحاضرة للسيوطى – مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – شذرات الذهب لآبن العماد – العبر 4/242 – سير أعلام النبلا )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 12, 2022 12:22 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 45682
بارك الله فيكم ونفع بكم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 12, 2022 11:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

سيدى عبد الرزاق الوفائى
(.... – 592 هـ )




يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 7 ص 70

هذا المسجد أمام مسجد النبى دانيال جدد بنائه ناظره أحمد النقيب سنة 1280 وهو أمام مسجد النبى دانيال فى ذلك الوقت * يقع بحى الانفوشى وهو مبنى على الطراز الاندلسى له ، وقد كان سيدى عبد الرازق الوفائى صاحب المقام المعروف بالإسكندرية يلقى الدرس ذات مرة فحدث بحديث عن رسول الله فقام صبى حديث السن وقال هذا ليس بحديث، فقال سيدى عبد الرازق ولكن هذا الحديث فى كتاب كذا ورواه فلان عن فلان فقال الصبى ولكنه ليس بحديث فقال سيدى عبد الرازق للصبى هل جئت لتتعلم أم جئت لتُدَرِّس؟ وما سندك أنه ليس بحديث شريف؟ فقال الصبى لأنى أرى المصطفى يقف بجانبك ويقول لم أقل هذا الحديث، ثم انطلق الصبى مُهرولا إلى الشارع والشيخ يجرى خلفه.وهذه رواية الأولياء الصالحين عن النبى فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (من رأنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة ولا يتمثل الشيطان بى(

*يقول النسابة حسن قاسم فى مقاله بمجلة هدى الإسلام العدد السابع فى يوم الجمعة 20 رمضان لعام 1355هـ
المواقف 4 ديسمبر لعام 1936 م وكان بمثابة رسالة وهذا مضمونها : )*



إلى أخى الأستاذ البحاثة الشيخ بشير شندى أمين المكتبة البلدية بالاسكندرية( أكتب ) هذه الكلمة عن السيد عبد الرازق المدعو بالوفائى لمناسبة ذكراه القائمة الآن ، وسيرى فيها متعة * الذين يريدون الوقوف على حقيقة اخباره إذا طالما تشوقت وتشوقت النفوس إلى ذلك من أمد بعيد * وأبى الله إلا أن تكون فى هذا الظرف * الشيخ عبد الرازق هذا حقيقة مجهول فى التاريخ المصرى من معالم الاسكندرية بل مشكلة من المشاكل التى لم يهتد كثير من الناس ، ولست الآن بصدد ذكر الأسباب الداعية لذلك * غير أنى أقول : إن الشيخ عبد الرازق هذا هو * عبد الرازق المكنى بأبى محمد بن عبد الله بن شعيب بن الحسين بن عبد الرازق بن أبى بكر بن عبد الجليل الأموى اليحياوى المصمودى الجزولى أنحدر من سلالة أموية نزلت بالأندلس فى مدة حكم بنى أمية وانحاز بعضهم إلى بلاد(1) المصامدة الواقعة فى غربى جبل درن(2) ( الأطلس ) وشرقى بلاد تينملل(3) وقد مكث بها آباؤه إلى ان انتقل أبوه الى بلاد السوس الاقصى (4) فسكنا جزولة أو قزولة القبيلة المشهورة من قبائل البربر المغاربة بالسوس ولما استولد بها المذكور هاجر بعد بلوغه سن التمييز الى شاطبة (5) فسكنها وبها تقلى علومه وأتمها ثم أراد الاستزادة فهاجر منها إلى عدة بلاد بالمغرب الأقصى الى ان أستقر قراره بمدينة بجاية (6) فسكنها وصحب بها الشيخ أبامدين شعيب بن الحسين الأنصارى(7) القرطبى دفين تلمسان بالعبادة سنة 594هـ فلازمه مدة طويلة واخذ عنه طريق التصوف وقد احبه شيخه المذكور وقدمه وزوجه جارية له كانت ( مصمودية أيضا ) وذلك نزولا عن رغبة شيخه ( أبو )(8) يعزى آل النور الهزميرى المدفون بتاغيا من ابرجان سنة 572هـ فإنه هو الذى أشار عليه بزواجها له فرزقه الله منها بمحمد ولده الذى كان به يكنى ومازال فى خدمة شيخه المذكور الى أن رام السفر الى المشرق فاستأذنه فأذن له فدخل مصر سنة 575هـ وسافر إلى الاسكندرية فنزل بالمدرسة الصوفية بظاهرها وهى الآن المدرسة التى كانت لأبى الطاهر اسماعيل بن (9) عوف أحد كبار علماء الاسكندرية وشيخ مالكيتها فى القرن السادس الهجرى المتوفى سنة 581هـ وقبره بها وقبور أولاده وأحفاده إلى الآن وما برح نزيلها حتى توفى أبو الطاهر المذكور فانتقل منها الى الاسكندرية وابتنى له زاوية فى ذلك التاريخ سنة 581هـ ومازال مقيما بها ذاكرا ومذكرا حتى توفى سنة 592هـ فى حياة شيخه أبو مدين وحينما بلغه نعيه وجد عليه وجدا كثيرا – فدفنوه أصحابه بزاويته ، وبعد مرور فترة من الزمن أمر قاضى الاسكندرية أبو الوفاء صادق بن عبد الله بن كامل الأنصارى الوفائى باعدة بنائها وبناء ضريح للشيخ عبد الرازق واستبدالها بمسجد للصلاة فنفذ ذلك فى أوائل القرن السابع فى سنة 604 هـ وكان لهذا القاضى اعتقاد حسن فى الشيخ وكان يحضر عليه فى الزاوية لسماع ميعاده ولهذا السبب عرف المسجد بالوفائى والضريح بسيدى عبد الرازق ومع مرور الزمن صارا شيئا واحدا مع ما بينهما من التباين الذى ببناه – وقد لا نذكر اكثر من ذلك وحسبنا أننا بينا من هذه الشذرو حلقة مفقودة من تاريخ الاسكندرية لأول مرة *

( حسن قاسم )


-----------------------------------------------------------------------------------------------------

التعليق :



(1) المصامدة: نسبة إلى قبيلة بالمغرب الأقصى، فيه موضع يعرف بهم، الحموي، معجم البلدان، (5/136)

(2) درن: جبل بالمغرب مشهور يعرف بسقنقور، وهو جبل عظيم معترض في الصحراء، يقطع من المغرب إلى المشرق، ومبدؤه من البحر المحيط في أقصى السوس ويمر مع الشرق مستقيما حتى يصل إلى جبال نفوسه، ويسمى هناك بجبل نفوسه(113)

(3 ) تينملل اسم قرية صغيرة تقع وسط المجرى الجبلي لنهر نفيس أحد روافد نهر تانسيفت، وتقع على بعد حوالي 100 كلم جنوب غرب مراكش، على الطريق التي تربطها بتارودانت عبر الممر الجبلي المعروف (تيزي نتاست) وأقرب موقع لها هو تالات نيعقوب، وزاوية تاسافت، وقلاع القائد الكنتافي ومنازله، وتشتهر بوجود مسجد تينملل الموحدي الشهير في اراضيها

وقد ارتبطت شهرة تينملل بظهور محمد بن تومرت الارغني زعيم الموحدين وانطلاق حركة دعوة الدولة الموحدية بين جبالها، ضد الدولة المرابطية، واصبحت بعد تأسيس دولتهم مدينتهم المقدسة التي يحج اليها ملوكهم وانصارهم باعتبارها رمز التاسيس وموطن اضرحة المؤسسين

وقد ذكرها أغلب المؤرخين باسماء مختلفة ومنهم البيذق وابن القطان وابن خلدون والادريسي وصاحب الحلل الموشية وصاحب الروض المعطار وابن صاحب الصلاة وابن عذارى وصاحب التشوف وصاحب كتاب الاستبصار وليون الافريقي وصاحب رحلة الوافد **ويدل معنى اسم (تينملل) الأمازيغي على المزار أو المحج أو الحرم، وكانت تعرف به قبل مجيء ابن تومرت اليها، لأنها كانت موجودة قبل قيام الحركة الموحدية، وكانت مزارا مقدسا تعقد فيه العهود والمواثيق بين القبائل المجاورة، مما جعل ابن تومرت أيضا يختارها لتكون نقطة انطلاق سعيه لتوحيد مصامدة جبل درن (أدرار ندرن)

(4 )السوس الأقصى كان يطق هذا الاسم قديما على سهل سوس الحالي وهي منطقة جغرافية تقع جنوب المغرب تنتمي إلى جهة سوس ماسة درعة، تحده سسلسلة جبال الأطلس الكبير من الشمال وسلسلة جبال الأطلس الصغير من الشرق والجنوب والمحيط الأطلسي من الغرب.

منطقة شبه جافة تدخل ضمن المناطق المهددة بالتصحر في المغرب. سكانها من الأمازيغ الشلوح, ثمتل ربع مساحة المملكة تشتهر بتواجد غابات الأركان النادر كما تشتهر أيضا بالفلاحة وتتكون من عدة أقاليم ومدن أبرزها: أغادير عاصمة السوس الأقصى, تارودانت, تزنيت, إنزكان, أيت ملول, ورزازات, زاكورة

( 5 )ةشاطبة (Játiva بالإسبانية وXàtiva بالبلنسية) هي مدينة إسبانية تقع في مقاطعة بلنسية وفي حوض نهر البيضاء شرقي إسبانيا. أسسها الإبيريون وكانت تسمى إبي، تيبي أو سايتي ازدهرت في الفترة الإغريقية والفترة الفينيقية. أطلق الرومان عليها اسم سايتابيس Saetabis ثم لقّبت بالأغسطية Augusta على شرف الإمبراطور الروماني. كما كانت لها أهمية كبرى في الفترة الفيسقوطية وحضر أساقفتها مجامع طليطلة. عرفت المدينة في الفترة الإسلامية ازدهارا كبيرا وعُرفت في جميع أوروبا كمهد صناعة الورق. وأفرز العديد من العلماء أمثال:

(6) بجاية مدينة عريقة تاريخية جزائرية أسسها الناصر بن علناس ابن حماد بن زيري أحد ملوك بني حماد وبالأخص آل زيري في الشمال الإفريقي في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري، لذا تسمى أيضًا الناصرية نسبة إليه. عرفت المدينة أيضًا باسم بوجاية، وهي التي بنى فيها الناصر قصر اللؤلؤة أعجب قصور الدنيا آنذاك ونقل إليها الناس وامتاز عهده فيها بالأمن والاستقرار

(7) آل مدين * رأس هذه الأسرة شعيب بن حسين الأندلسي الزاهد أبو مدين 514 - 593 للهجرة . المعروف ب أبو مدين التلمساني شيخ أهل المغرب توفى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ب تلمسان.جال وساح، واستوطن بجاية مدة، ثم تلمسان. ذكره ابن الآبار وأثنى عليه، قال: " مات في نحو التسعين وخمسمائة بتلمسان، وكان من أخره كلامه: " الله الحي!، ثم فاضت نفسه

" . وقال محي الدين بن العربي: كان سلطان الوارثين أخاه عبد الحق، وكان إذا دخل عليه وجد حالة حسنة سنية، فيقول: " وهذا وارث على الحقيقة! ومن علامات صدق المريد - في بدايته - انقطاعه عن الخلق، أو فراره؛ ومن علامات صدق فراره عنهم وجوده للحق؛ ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه للخلق " والشيخ أبى مدين التلمساني المغربى من أعيان مشايخ المغرب في القرن السادس الهجرى، وكان يعرف في بلاد المغرب باسم الشيخ شعيب، وكان جميل الخلقة متواضعا زاهدا ورعا محققا ظريفا متحليا بكل مكارم الأخلاق، فأجمعت المشايخ على تعظيمه وإجلاله وتأدبوا بأدبه وكثر تلاميذه ومريدوه وذاعت شهرته في كل شمال أفريقيا. وقد نشأ الشيخ شعيب في بلدة بجاية بالمغرب الأقصى وأنجب ولده مدين هناك فعرف بأبى مدين، وظل يمارس الوعظ والإرشاد في جامع البلدة ومدرستها حتى بلغ الثمانين من عمره وعرف في كل بلاد المغرب، وسمع به أمير المؤمنين أحد أحفاد الأدارسة ، وخليفة المغرب الأقصى في ذلك الوقت وكان موجودا بمدينة تلمسان فأرسل في طلبه. ويقص علينا الشعرانى وغيره من مؤرخى الطبقات قصة ذهابه إلى تلمسان فيقول: وكان سبب دخوله تلمسان أن أمير المؤمنين لما بلغه خبره أمر بإحضاره من (بجاية) ليتبرك به، فلما وصل الشيخ شعيب إلى تلمسان، قال: مالنا للسلطان، الليلة نزور الإخوان، ثم نزل وذهب إلى المسجد الجامع هناك، واستقبل القبلة وتشهد وقال: ها قد جئت ها قد جئت، وعجلت إليك رب لترضى، ثم قال: الله الحى ، ثم فاضت روحه إلى بارئها قبل أن يرى السلطان ".ومن أقوال الشيخ أبى مدين المأثورة : ليس للقلب إلا وجهة واحدة متى توجه إليها حجب عن غيرها وكان يقول :الغيرة أن لا تعرف ولا تعرف وأغنى الأغنياء من أبدى له الحق حقيقة من حقه وأفقر الفقراء من ستر الحق حقه عنه.وبعد وفاة الشيخ شعيب حوالى سنة 580هجرية وقيل 593هجرية جاء ولده مدين إلى مصر واستقر في مدينة طبلية من أعمال المنوفية وكان عند مجيئه من تلمسان بالمغرب فقيرا معدما لا يملك شيئا. ولكن صلاحه وورعه و تقواه جعل أهل طبلية يلتفون حوله، وأكرموا وفادته و تفانوا في حبه حتى أنه عندما أراد الرحيل إلى بلد أخر لم يمكنوه من الخروج من بلده طبلية حتى مات. أما ولده أحمد أبو مدين الأشموني الذى ذهب إلى أشمون بعد وفاة والده وكان وليا صالحا كوالده وجده فاحبه الناس وكانوا يترددون عليه لتبرك به وعرف بالأشمونى أما ولده مدين بن أحمد الأشموني فقد أشتغل هناك بالعلم حتى صار يفتى الناس وقد أسلم على يديه كثير من بيوت النصارى بأشمون منهم أولاد إسحاق الصديرية والمقامة و المساعنة وهم مشهورون في أشمون. ولم يقنع شيخنا مدين بن أحمد الأشمونى بما حصل عليه من علم في أشمون فسأل كبار الفقهاء والشيوخ النصح والمشورة فلما عرفوا منه أنه يريد الطريق إلى الله تعالى و اقتفاء آثار القوم أشاروا عليه أن لابد له من شيخ، فخرج إلى القاهرة وقد وافق خروجه مجئ الشيخ محمد الغمرى يبحث هو الآخر عن شيخ له، وهنا يحدثنا الشعرانى عما حدث لهما إذ يقول: فسألوا عن شيخ يأخذون عنه من مشايخ مصر فدلوهما على سيدى محمد الحنفى الموجود ضريحه ومسجده الآن بحى الحنفى ب السيدة زينب فبينما هما في شارع بين القصرين (الصاغة الآن) وإذ بشخص من أرباب الأحوال قال لهما: ارجعا ليس لكما نصيب الآن عند الأبواب الكبار، ارجعا إلى الشيخ الزاهد، فرجعا إليه فلما دخلا عليه، تنكر لهما ولكنه سرعان ما رضى عنهما ولقنهما العلم وأخلاهما (أى أعطاهما خلاوى للإقامة بها). ويضيف الشعرانى فيقول: ففتح الله على سيدى مدين بن أحمد بن مدين بن شعيب رضى الله عنه في ثلاثة أيام وأما سيدى محمد الغمرى فأبطأ فتحه نحو خمس عشرة سنة.ولما توفى الشيخ الزاهد ذهب الشيخ مدين إلى سيدى محمد الحنفى وصحبه وأقام عنده مدة في زاويته مختليا في خلوة حتى إذا ما وضع قدمه على أول الطريق، طلب من الشيخ محمد الحنفى إذنا بالسفر إلى زيارة الصالحين بالشام وغيره ، فأعطاه الشيخ محمد إذنا ،فأقام مدة طويلة سائحا في الأرض لزيارة الصالحين ،ثم رجع إلى مصر فأقام بها واشتهر وشاع أمره وانتشر و قصده الناس واعتقدوه وأخذوا عليه العهود ، وكثر أصحابه ومريدوه في إقليم مصر وغيرها. ولما بلغ أمره الشيخ أبو العباس المرسى خليفة الشيخ محمد الحنفى قال : لا إله إلا الله ظهر مدين بعد هذه المدة الطويلة ،والله لقد أقام عند سيدى في هذه الزاوية نحو الأربعين يوما حتى كمل ومن هنا نرى أن الشيخ محمد أخذ أول الطريق عن الشيخ الزاهد وانتهى عند الشيخ محمد الحنفى ، ولذلك قيل كان رضاعه على يد الشيخ الزاهد وفطامه على يد سيدى محمد الحنفى. ولما مات الشيخ مدين سنة 851 هجرية دفن في زاويته التى أقيم عليها مسجده الموجود حاليا في خط باب الشعرية بداخل حارة مدين وبه ضريح سيدى مدين ويعمل له مولد كل سنة ومنافعه كاملة وشعائره مقامه ويتكون ضريح الشيخ مدين من حجرة مربعة الشكل بأركانها العليا مقرنصان كانت تعلوها في الأصل قبة سقطت وأقيم بدلا منها سقف خشبى مسطح. وفى وسط الحجرة توجد المقبرة وفوقها تركيبة خشبية عليها كسوة من القماش ويعلو المدخل الرئيسى للمسجد الذى يقع في الجهة الغربية المئذنة وهى تتكون من أربع دورات :الدورة الأولى والثانية ترجعان إلى القرن التاسع الهجرى أى إلى عصر الشيخ مدين.أما الدورتان الثالثة والرابعة فتجديدات ترجع إلى العصر العثمانى

(8) سيدي الشيخ أبي يعزى يلنور بن ميمون بن عبد الله الهزميري . كان بربري اللسان، أميا، أسود البشرة لا يحفظ من القرآن إلا الفاتحة والإخلاص والمعوذتين، ومع ذلك كان يرد على من يخطأ في تلاوة القرآن. ومعنى أبي يعزى أي العزيز ومعنى يلنور أي صاحب النور وأصلها يلا النور بالبربرية . كان من معاصري الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي قال عنه " لا أعلم أحدا في عصري مثلي غير رجل أسود بالمغرب يكنى بأبي يعزى ويسمى يلنور" وقال عنه أبو علي الصواف " رأيت أخبار الصالحين من زمان أويس القرني إلى زماننا فما رأيت أعجب من أخبار أبي يعزى ". كان في بداية أمره يرعى الغنم ويكتفي بأكل الحشيش ليعطي أرغفة الخبز التي يتقاضاها لطالبي العلم . ثم انقطع للعبادة حيث قضى بها عشرين سنة في الجبل وثمانية عشر سنة في السفح قبل أن يعرف عنه أي شيء. ثم تجند لخدمة أشهر شيوخه مولاي بوشعيب الزموري حيث كان يقوم بأعمال الخادمة يطحن ويعجن و يخبز ويسقي الماء بالليل ويختفي في النهار، حتى قالت زوجة الشيخ مولاي بوشعيب ما رأيت كهاته المملوكة تعمل بالليل ولا تظهر بالنهار. فلما أخبرها الشيخ عن حقيقته حلفت أن لا يخدمها بعد ذلك أبدا. ومن أبرز كراماته أنه كان يكاشف بذنوب العباد ويفضحهم بها ليتوبوا . ومن أبرزها أيضا أن الأسود كانت تتجمع عليه من كل ناحية فلما اشتكى له الناس ذلك أمر أحد الخدم أن ينادي في السباع بالرحيل، فكانت السباع ترى تحمل أشبالها وتغادر المنطقة. عمر الشيخ لأكثر من 130سنة حيث مات سنة 592 وضريحه شهير بمدينة مولاي بوعزة المغربية التي تحمل اسمه . أما شيخه فهو : سيدي الشيخ أبى الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم المشهور باسم سيدي حرازم

(9) ترجمة إمام المالكية الإمام صدر الدين أبي الطاهربن عوف وابنه أبي الحرم مؤلف العوفية شرح تهذيب المدونة في ستة وثلاثين مجلدا ضخما في الفقه المالكي وشرح ابن الجلاب في عشرمجلدات
=====================================================


فى مجلة هدى الاسلام تحت عنوان للحقيقة والتاريخ
نبذة تاريخية عن مسجد سيدى عبد الرزاق الوفائى – باسكندرية



نضع هذه النبذة تصحيحا لما جاء بمذكرة وزارة الأوقاف عن هذا المسجد الذى وضعها فى شهر يوليو الماضى بمناسبة صلاة جلالة الملك الجمعة فيه .

(1)
بيد أننا قبل البدء بذكر هذه النبذة يحسن بنا مناقشة ما جاء فى هذه المذكرة فنقول ، جاء فى الصفحة الأولى وما بعدها عن سيدى عبد الرزاق هذا أنه أحد سلالة السادة الوفائية وأن هذه السلالة كان يرأسها سيدى على وفاء الكبير الأسكندرى المولود فى سنة 702 والمتوفى سنة 765 وأن سيدى عبد الرزاق الوفائى يكنى بأبى العطاء وأخوه أبو الفضل .
وقد توفى بالأسكندرية فى شوال سنة 1005 كما جاء فى كتاب السادات الوفائية للسسيد توفيق البكرى وأن الشهاب أحمد بن العجمى له فى كتابه عنوان السعادة الأبدئية وقال إنه روى الحديث عن أئمة أعلام منهم الشيه أبو النجا سالم بن محمد السنهورى .
( 2 )
هذا كل ما جاء فى هذا التذكار التاريخى بخصوصه وإنا لموردون هنا ملاحظاتنا على ما ذكر فيما يلى :-

أولا : إن عبد الرزاق الوفائى صاحب هذا المسجد لا يمت إلى السادة الوفائية بأية صلة كانت بعيدة أم قريبة وقد عاش فى عصر تقدم على عصر الوفائية بكثير سيتبين معنا

ثانيا : إن هذه السلالة كان يرأسها سيدى محمد وفا لا سيدى على وفا المولود سنة 761 والمتوفى سنة 807 وهذه السلالة قد نسبت الى مدينة الأسكندرية لنزول عميدها الأول بها وهو السيد محمد النجم الصفاقصى صاحب الضريح المعروف بسيدى محمد الشريف بحارة البلقطرية تجاه مسجد سليمان المعروف بمسجد عبد المنعم بك الدليل بشارع السكة الجديدة وهو الذى ينتهى اليه نسب هؤلاء السادة

ثالثا : إن المذكور فى بيت السادة الوفائية للببكرى ص 89 – 38 – لا يفيد وفاة عبد الرزاق هذا بالأسكندرية – بل بالعكس يفيد وفاته بالقاهرة ودفنه بمشهد أسلافه وهو ما تؤيده مصادر أخرى للسيد مرتضى وغيره .

رابعا : إن المذكور فى ثبت للشيخ احمد بن العجمى الكبير الموسوم بعنوان السعادة الأبدية ومختصره لا يفيد ما ذكر أيضا .

فهو يترجم فى كليهما لشيخه أبى الأسعاد يوسف بن أبى العطا ء عبد الرزاق بن وفا المولود سنة 954 المتوفى بالقاهرة سنة 1051 قال وقد أخذت طريق السادة الشاذلية عنه وعن أخيه أبى الاكرام عبد الفتاح بن أبى العطاء عبد الرزاق بن وفا ثو ساق سنده عنهما إلى جدهما محمد وفا ومنه إلى الشاذلى ومشايخه – ثم وصفه بالعلم والدراية فى الحديث وغيره وذكر من شيوخه أبا الندا سالن السنهورى المذكور ( راجع ورقة 41 من صدر المذكور ) *

فيأتى من هذا أن العجمى لم يترجم لعبد الرزاق المتوفى سنة 1005 بل ترجم لابنه بحكم مشيخته عليه ومحال أن يكون كذلك والعجمى قد ولد سنة 1014 وطلب العلم سنة 1027 كما يقول هو ذلك عن نفسه – كما استحيل أيضا أجتماع عبد الرزاق بأبى النجا سالم بن محمد السنهورى عالم مصر ومفتى مالكيتها المتوفى سنة 1015 ولو ان الزمن لا يحيل ذلك لكن ليس لدينا ما يؤيده والذى توطأ عليه الاجماع وثبت ثبوتا لا بحال لذلك فيه هو اجتماعه بابنه فقط *

ولزيادة الايضاح نقول إن عبد الرزاق هذا هو ابن ابراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الشهيد بن احمد بن محمد وفا رأس هذه السلالة *

توفى سنة 1005 وأخوه هو أبو الفضل محمد بن ابراهيم توفى سنة 1008 وقد دفن كلاهما بمشهد أسلافهما بمسجد الساداتالوفائية بالقرافة بسفح المقطم ونمت عبد الرزاق آخر من هذه السلالة وهو عبد الرزاق بن عبد الفتاح بن عبد الرزاق المذكور آنفا والمفهوم مما ذكره البكرى فى ترجمة السيد أبى الفضل بن وفا ص 38 يفيد أنالمذكور فى عنوان السعادة الأبدية هو أبو الاسعاد يوسف بن عبد الرزاق ] راجع هذه العبارة بتأمل [ ومنعا لهذا الخلاف وتنميها للفائدة المرجوة من هذا البحث نقول إن فرق السادة الوفائية فى مصر تزيد عن واحدة فمنها هذه الفرقة وهى أشهر ما ذكرا وينتهى نسبها إلى إدريس بن أدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب فى قول السيد مرتضى – وفى داود بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب فى قول المقدسى وجمهرة من علماء النسب وفى بطن من البطون فى قول بعضهم ومنها وفائية دكرنس وطنطا وحلب والقدس سلالة السيد بدر الوفائى المدفون بظاهر القدس

وجدهما الأعلى هو أبو الوفا تاج العارفين المدفون بقلمينا سنة 505 المنتهى نسبه فى زيد الشهيد بن على زين العابدين

ومن هذا الفرع الشيخ أبو بكر الوفائى المدفون بالزاوية الوفائية خارج مدينة حلب

والسيد سليمان الوفائى المدفون بدكرنس مع ثلة من أولاده والسيد على البدرى المدفون بكوم الدكة بالاسكندرية والسيد محمود الوفائى المدفون بقرافة طنطا وأبو الفتح الواسطى المدفون بجامعه بشارع جامع الواسطى بالاسكندرية وهو غير أبى الفتح الواسطى الآخر صاحب الجامع المشهور بأبى الفتح بشارع رأس التين والسيد بدر الدين بن النقيب الوفائى المدفون بمسجده بمنطقة بدر الدين يشارع القصاصين بالقاهرة

ومنها وفائية أسيوط وشنوان والبرلس واسنا وسلالة السيد على الصلاحى الوفائى المنتهى نسبه فى الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ومن هذه السلالة السيد محمد الصلاحى الوفائى أحد علماء القرن التاسع المدفون بمسجد قراقجا الحسنى بدرب الجماميز بالقاهرة

ومنها لوفائية السليمانية أشراف ينبع والطائف وصفاقص وبيت من سنوان وقد يكون منها على الغالب السيد محمد النجم المندفون بالأسكندرية عميد آل وفا وهى كما قلنا انتهى فى داود بن موسى واليها يمت السيد على الكراى الوفائى المدفون بصفاقص ، ومنها الوفائية الناصرية سلالة على العابدين الحسن المثلث بن الحسن المثنى واليهايرفع نسب السيد ناصر الدين الوفائى المدفون بجامع شرف الدين الكردى بالحسينية المتوفى سنة 932

ومن ىثاره السبيل الكائن بشارع الباطنية ن 28 الذى نسبه على مبارك باشا فى خططه ، ولهذه الفرقة نسب وصهر بآل وفا المذكورين ( راجع الجبرتى )

وراجع تفصيلات واسعة عن هذه الفرق فى رسالتنا ( مشاهد الأشراف بمص والممالك الأسلامية هذه هى فرق الوفائية الأشراف وإنك لتجد فى كل فرقة منها التعريف عن أفرادها بالوفائى عدا الفرقة الأولى فان التعريف الفردى عندهم بابن وفا وان يظهر من ذلك شىء فسبق قل أو سهو من الكاتب

هذا أهم ما ألاحظه على ما جاء بهذه المذكرة ، اما وقد ذكرتها بنوع من الأيجاو فأقول بعد إن سيدى عبد الرزاق هذا هو الشيخ عبد الرزاق بن عبد الله بن شعيب بن الحسين بن عبد الرزاق بن أبى بكر بن عبد الجليل الأموى اليحياوى المصودى الجزولى يكنى بأبى محمد انحدر من سلالة أموية نزلت بالأندلس فى مدة حكم بنى أمية وانحاز بعضهم إلى بلاد المصامدة الواقعة فى غربى جبل درن ( الاطلس ) شرقى بلاد تينمان فنسبوا إليها وقد مكث بها آباؤه إلى أن انتقل أبوه إلى بلاد السوس الأقصى فسكن جزرية القبيلة المشهورة احدى قبائل البربر فما برح بها حتى استولد بها ولده عبد الرزاق فهاجر به إلى شاطبة فسكنها حتى مات فنشأ بها وطلب العلم حتى حصل منه على نصيب وافر ثم بدا له أن يتصوف فطلب شيخا فقيل له عن أبى مدين فبعد رحلات طويلة قصده فى سنة 570هـ ومن ثم التفى به وسلك طريقه وصار من خواص اصحابه والصق الناس به فأحبه أبو مدين وقربه اليه وزوجه جارية حبشية كانت لشيخه ابى يعزى ال النور بن ميمون الهزميرى المدفون بناحين من ابروجان المتوفى سنة 572 هـ وقال له انها سوف تربى لك ابنك محمد أو قال انك سترزق منها بمحمد أو ما يقرب من هذا لكنه رغم ذلك لم بين بها لسوء خلقها فبلغ ذلك الشيخ عبد الرزاق فطلبها منه فأبى عليه لذلك السبب ولكنه عاود طلبه تحقيقا لرغبته فتزوجها الشيخ عبد الرزاق على كره منه ومن شيخه كذلك اذ كان يعلم أن الصامدة قلياين اخلاقهم وعوائدهم هم الأحباش لكن الشيخ عبد الرزاق تغلب على رواة شيخه وتكفل له بتقويم معوجها وقد قصد بذلك تحقيق نبوءة الشيخ أبى يعزى تربيتها ابن الشيخ أبىمدين إذ كانت أمه قد ماتت وتركته فقامت بتربيته حتى مات غير متجاوز العقد الاول من عمره فى سنة 575 فما توجه الشيخ الى مصر اسطحبها منه فكانت تريه ألوانا من العذاب وهو صابر عليها لكنه كان يضيق ذرعا فى غالب الاحيان فرآه الشيخ موسى الهروى يوما وكان اذ ذاك فقال له أنت يا عبد الرزاق وضع الله لك التسليم فى قلوب أهل الشرق والغرب وسخرهم لك الا عجوزا واحدى لم تقدر على الصبر على خلقها وقد كانت هذه الكلمة لها أثرها فى نفس الشيخ عبد الرزاق فتحمل ما نال بصدر رحب حتىاستقام عوجها وحسن خلقها وسارت مضر المثل وقد رزق منها بولده محمدا الذى كان به يكنى وحينما هاجر الشيخ من المغرب الى المشرق قدم مصر وسافر منها إخميم وقد استقر به زمن كان يسكن فيها برباط ذى النون المصرى وقد زار فى هذه المدة قنا وقابل الشيخ عبد الرحيم بن أحمد بن حجون الغمارى الحسينى المعروف بالقنائى المتوفى سنة 592 كما تعرف الى غيره من مشايخ الصعيد ثم استقر بالأسكندرية بالمدرسة العوفية بالرمل وهى التى كانت لأبى الطاهر اسماعيل بن عوف أحد كبار علماء الأسكندرية وشيخ مالكيتها فى القرن السادس الهدرى المتوفى سنة 581 فما برح نزيلها حتى توفى أبو الطاهر المذكور فانتقل منها الى زاوية بنيت له عرفت برباط عبد الرزاق – فمازال مقيما بها ذاكرا للمذاكرة الما مدرسة حتى توفى فى سنة 592 فى حياة شيخه أبى مدين فدفنوه أصحابه فى زاويته المذكورة وقد كان من كبار المشايخ – كما يولى التادلى فى التشوف وقد أوسع فى ذكر كراماته وحكى منها أنواعا .

يقول الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات

كان سيدى الشيخ عبد الرزاق الذى بالاسكندرية وقبره من أجل أصحاب سيدى الشيخ أبى مدين المغربى شيخا للشيخ أبو الحجاج الأقصرى رضى الله تعالى عنهم

( مقال بمجلة هدى الاسلام سنة 1936 – كتاب التشوف الى رجال التصوف للتادلى – الطبقات الكبرى للشعرانى – مشاهد الأشراف )







أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 13, 2022 3:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

سيدى مجاهد المدفون بالاسكندرية

( .... – 615 هـ )

يقول حسن محمد قاسم فى مجلة هدى الاسلام




جاءنى من بعض القراء بالاسكندرية خطابا يستطلع رأيى فيه عن حقيقة سيدى مجاهد صاحب الضريح المشهور به داخل الترسانة بالاسكندرية ، وجوابا على هذا نقول :

إلى أخى المحقق الجليل الاستاذ الشيخ بشير الشندى أمين المكتبة البلدية بالاسكندرية سبق له أن كتب عن المذكور هذا فى أهرام 21 أغسطس الماضى وقال بأنه هو أبو محمد عبد الكريم بن مجاهد بن عطاء ال السكندريى الذى توفى على ما يذكر الاستاذ سنة 612 – أو – 615 هـ

ونحن حينما اطلعنا على هذا النص وجدناه يحتاج إلى تمحيص وتحرير لأنه ليس بين أيدينا من المصادر المعتمدة ما يفيد صراحة أو تلميحا بأنه عبد الكريم بن مجاهد بل ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن احمد بن عيسى بن الحسين بن عبد اله بن عطاء الله الجذامى السكندرى * وهو مترجم فى كثير من كتب المالكية لأنه كان مالكى المذهب وله تواليف فى المذهب وفى غيره * وشيخه الذى هو عمدته فى المذهب ( أبو الحسن الأبيارى ) توفى سنة 618هـ وتلميذه الذى هو أجل من تخرج به ( أبن أبى الدنيا الطرابلسى ) توفى سنة 684 وأول حضوره عليه كان فى سنة 624 بالاسكندرية واسجازه فى سنة 633 حينما رحلرحلته الثانية الى القطر المصرى – وحفيده محمد بن محمد بن عبد الكريم الملقب بتاج الدين النخال صاحب الضريح المشهور به بمصر – ولد سنة 679 وقدم إلى مصر سنة 699 – وحفيده الآخر احمد بن محمد بن عبد الكريم التاج بن عطاء الله توفى سنة 709 هـ وهذه القرائن قد تجعل لنا مندوحة فى رد تاريخ وفاته فى سنة 612 أو أو 695 كما أن لدينا قرينة أخرى نراها أخرى بالذكر من هذه القرائن – وهى دفن عبد الكريم هذا أنه سيدى مجاهد المدفون بسفح المقطم وهو الذى ذكره صاحب الخطط الجديدة ( 7 – 70 ) وسكت عليه ولم يبين الصحيح فيه من المذعوم – وقد نتساءل فى هذه الحالة عن حقيقة سيدى مجاهد هذا ( ومن هو وما حقيقة أمره ) فنقول إن البحث قد انار لنا السبيل عن ذلك وارادنا أن هذا العالم هو عبد الله أو أبو يوسف أو أبو حرزة يعقوب بن مجاهد مولى بنى مخزوم – القرشى أحد تابعى المدينة وتولى قضاءها ثم عين واعظ عاما بالاسكندرية وما برحها حتى مات بها سنة 150 هـ *

وله أخبار طويل بسطناها بأوسع من هذه العبارة فى بحث خاص أشرنا إليه فى غير ما بحث أسلفناه ولم يختلف اثنان فيه بأنه هو هذا سيدى مجاهد *

1 – الاسكندرية وقد كان بعض الكاتبين

2 – يظن أنه صحابى زاعما أنه مجاهد بن جبر مولى ابنة غزوان أمسؤ خراج مصر ( مدير إدارة الأموال المقررة)

فى عهد عمرو بن العاص المذكور فى تاريخ مصر لابن يونس الصدفى أو أنه مجاهد بن جبر أو ابن جبير مولى بنى مخزوم من تابعى مكة المشهورين قعارصناه بأن الاول وإن كان شهد فتح مصر وولى إمرة خراجها واختط بها – إلا أنه لم يمت بها وخرج منها بعد عزله عن وظيفته لأسباب مذكورة *

وأن الاسكندرية لم يمت بها من الصحابة من أسمه مجاهد بل الذى مات بها منهم هم المستورد بن سلامة الفهرى وسفيان بن هانىء بن جبير وتبيع بن عامر الجهنى وجابر بن أسامة الجهنى الذى كان يظن بعضهم أنه هو جابر الأنصارى وبرتى بن عبد الأسود القضاعى * وهذا الأخير هو المعروف قبره بالثغر الى اليوم وما عداه فليس لهم قبور تعرف *

والثانى – مات بمكة سنة 103 هـ ولم يذكر له دخل بمصر فضلا عن موته بها – ونحن إذا أبنا ذلك فانما نسعى وراء غاية حميدة حسبنا منها خدمة التاريخ وتبيين الصحيح من المزعوم لأجيال قادمة *

والفضل لله سبحانه وما توفيقى إلا بالله ، ولعل فى هذا ما يكفى حضرة السائل ردا على خطابه *


( حسن قاسم )



يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 7 ص 70

مسجد سيدى مجاهد داخل الترسانة كان أنشاؤه سنة 1255 مذ كان لطيف باشا ناظر الترسانة بالاسكندرية وقد أصلحه الامير المذكور سنة 1283 وقت ان كان ناظر البحرية فهذ المسجد به ضريح ينسب اليه *

( مقال لحسن قاسم بمجلة الاسلام – الهطط التوفيقية لعلى مبارك باشا )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 18, 2022 12:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

سيدى أبو الفتح الواسطى

( ....- 632هـ )




فى كتاب أعلام التاريخ المصرى القرن 13 ( 2-3 )



أنتقل الشيخ أبو الفتح الواسطى إلى الأسكدنرية وأقام بها حتى مات فى ردب سنة 642 ودفن بزاويته وكان سيدى الشيخ أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه لما دخل العراق فى سنة 618 – اجتمع به – قال أعاد الله تعالى علينا من بركاته – لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبى الفتح الواسطى فما رآيت بالعراق مثله ( ولما قدم ) الشيخ الشاذلى الاسكندرية فى سنة 642 مات الشيخ أبو الفتح الواسطى قبل أن يدخلها ( وضريح ) الشيخ أبو الفتح الواسطى بالثغر ظاهر يزار ومعه فى ضريح أبنته السيدة رقية المذكورة رضى الله تعالى عنها – وقد أوقفت عليه وعلى ضريح ابنته – المرحومة الست انجا هانم حرم الخديوى سعيد باشا وعلىأضرحة أخرى بالاسكندرية اربعين فدانا فى ابعادية دمنهور فى 18 رحب سنة 1283 .
( والأشراف الدوسوقية ) خلف السيد أبو المجد عبد العزيز من زوجته السيدة رقية المذكورة ثلاث ابناء سيدى ابراهيم الدسوقى فى سلخ شعبان سنة 653 وتوفى سنة 696 ولم يعقب ( والسيد موسى ) كان يتلقىالعلم فى الأزهر الشريف وتصدر للتدريس فيه ثم انتقل الى الأسكندرية وتوفى بها سنة 703 خلف محمد ( وهو الملقب بتاج الدين القرشى أخد الشيوخ الراسخين ) وموسى عبد الله ومن موسى خلف موسى بن موسى وحق له عيسى وحسن وابراهيم ومن عبد الله بن محمد بن موسى عثمان ( سوف نذكر النسب كامل فى محفظة واحدة )

سيدي ابو الفتح الواسطي - السيدة رقية"الشهيرة بفاطمة" بنت الواسطي و ام ابراهيم الدسوقي - سيدي علي بركات ضريح السيدة مندرة القرشية بنت أبي المجد القرشي و هي عمة إبراهيم الدسوقي وأبو الفتح الواسطي، إمام صوفي سني، ولد في العراق. يعتبر خليفة أحمد الرفاعي في مصر، حيث أرسله الرفاعي إلى الإسكندرية لنشر الطريقة الرفاعية بها عام 630 هـ/1632 م، وكان يُلقي دروسه بمسجد العطارين. كما أنه من شيوخ أبو الحسن الشاذلي،كما كانت له سابقة نشر أول دعوة صوفية في مصر. وكان جد إبراهيم الدسوقي لأمه الذي يُعد القطب الرابع والأخير لدى المتصوفة. توفي بالإسكندرية عام 632 هـ/1234 م، وضريحه مازال موجوداً بالقرب من ضريح الصحابي أبي الدرداء. ـ وبجواره مقام ( فاطمة ) وهى أم سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله عنهم و أبو الفتح الواسطي النحوي، كان نحوياً فاضلاً جالس ابن كردان وسمع منه. وجالس أبا الحسين بن دينار وغيره. وكان حسن الإيراد جيد المحفوظ متيقظاً ولم يتصدر لإقراء النحو، بلغ تسعين سنة ومات سنة أربع وسبعين وخمسمائة *فهو شيخ مشايخ بلاد الغربية بأرض مصر المحروسة وكان من أصحاب سيدى أحمد الرفاعى فأشار عليه بالسفر إلى مدينة الاسكندرية وأخذ عنه خلائق لا يحصون منهم الشيخ عبد السلام القليبى والشيخ عبد الله البلتاجر والشيخ على المليجى والشيخ عبد العزيز الدرينى والشيخ عبد العزيز أبو المجد والد سيدى إبراهيم الدسوقى رضى الله تعالى عنهم جميعا *




وفى أعلام التاريخ المصرى بمكتبة الاسكندرية



وأنتقل ) الشيخ أبو الفتح الواسطى الى الاسكندرية وتدبرها حتى مات فى رجب سنة 643 ودفن بزاويته بجهة الفراهدة بحارة جامع الواسطى خلف الحمام المعروف بحمام اولاد الشيخ وكان الشيخ سيدى ابو الحسن الشاذلى رضى الله تعالى عنه لما دخل العراق فى سنة 618 اجتمع به قال اعاد الله تعالى علينا من بركاته ، ولما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ الصالح أبى الفتح الواسطى ، فما رايت بالعراق مثله ( ولما قدم ) الشيخ الشاذلى الى الاسكندرية فى سنة 642 مات الشيخ أبو الفتح قبل أن يدخلها ( وضريح ) الشيخ ابو الفتح الواسطى بالثغر ظاهر ويزار ومعه ضريح ابنته السيدة رقية المذكورة رضى الله تعالى عنها ، وقد أوقفت عليه وعلى ضريح ابنته المرحومة الست انجا هانم حرم الخديو محمد سعيد باشا وعلى أضرحة اخرى بالاسكندرية اربعين فدانا من ابعادية دمنهور فى 18 رجب سنة 1283 تنظرت عله الوقف اخيرا الست نازنين السوداء الى وفاتها فى سنة 1331 – 13/12/1911 وتنظرت الاوقاف على الارعين فدانا الخيرية فى غرة ذى القعدة سنة 1316

ولقد أثر الواسطي في ظهور وانتشار الطرق الصوفية بمصر أثرًا كبيرًا للغاية، فقبل أن يفد الشاذلي إلى مصر أو البدوي، قدم هو إلى الإسكندرية ونشر بها الطريقة الرفاعية، ومهد لها الطريق في مصر، (وأخذ عنه خلائق لا يحصون، منهم الشيخ عبد السلام القليبي، والشيخ عبد اللَّه البلتاجي، والشيخ بهرام الدميري، والشيخ جامع الفضلين الدنوشري، الوهاب، والشيخ عبد العزيز الدريني، والشيخ علي المليجي)

وقد توفي الواسطي بالإسكندرية حوالي عام 632هـ، وحسبنا (أن نعلم أنَّه لما وصل خبر وفاته إلى خلفاء الرفاعي بالعراق، مركز الدعوة والطريقة الرفاعية؛ وقع اختيارهم على السيد أحمد البدوي؛ ليخلفه في زعامة الإخوان وأتباع الرفاعي بمصر، فوصل السيد البدوي مبعوثًا من المدرسة الرفاعية إلى الإسكندرية سنة 635هـ، وفي هذا تقدير كبير لمركز الواسطي ومكانته).

وجدير بالذكر، أنَّ السيدة فاطمة أم سيدي إبراهيم الدسوقي هي ابنة أبي الفتح الواسطي، الذي لعب دورًا كبيرًا في نشر الطرق الصوفية بمصر، وأسس بها طريقته الخاصة به.

من ذلك كله، ومن خلال عرضنا السريع لهذه الشخصيات الصوفية الكبيرة، نستطيع أن نقول إنَّ البصمات المغربية والعراقية واضحة في نشأة الطرق الصوفية في مصر، ومن هنا أيضًا فإنَّنا نلاحظ أنَّ أصحاب الطرق الصوفية في مصر جلهم إن لم يكن كلهم من أصل مغربي أو عراقي، فلم يكن هناك طرق صوفية محلية خالصة، فحتَّى سيدي إبراهيم الدسوقي الذي ولد وعاش في دسوق مصر، حفيد أبي الفتح الواسطي تلميذ الرفاعي العراقي.

ومن العجيب، أن والد الرفاعي قبل أن يطأ العراق مهاجرًا، عاش وعاشت أجداده من قبل في المغرب.

والذي لا شك فيه، عندنا أنَّ أبا الفتح الواسطي، وأبا مدين التلمساني، وعبد السلام بن مشيش، كانوا لهم الأثر في بذر حركة الطرق الصوفية، ونموها وازدهارها في مصر، وانطلاقها فيها في القرن السابع الهجري

قال سيدي أبو الحسن الشاذلي (لما دخلت العراق اجتمعت بالشيخ أبي الفتح الواسطي فما رأيت بالعراق مثله، وكان بالعراق شيوخ كثر وكنت أطب القطب فقال لي الشيخ أبو الفتح تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك، ارجع إلى بلادك تجده فرجعت إلى بلاد المغرب إلى أن اجتمعت بأستاذي الشيخ الولي العارف الصدّيق القطب الغوث أبي محمد عبد السلام بن مشيش الشريف الحسني) وقد وفد إلى مصر الشيخ أبو الفتح الواسطى من العراق ، وأقام بالإسكندريـة ، ودعا إلى الطـريقة الرفاعية * وجاء من المغرب السيد أحمد البدوى سنة 634هـ ، وأقام بطنطا ، وأسس الطريقة الأحمدية ، وتوفى 675هـ ، وكانت له مسالك مثيرة جعلت الباحثين ينظرون إليه نظرات متباينة : بين الادعـاء والخرافة والجاسوسية أو العلم والولاية .

وفى الطبقات الكبرى للشعرانى ج 1 ص 171



الشيخ أبوالفتح الواسطى رضى الله تعالى عنه * شيخ مشايخ بلاد المغرب بارض مصر المحروسة وكان من أصحاب سيدى أحمد بن الرفاعى فاشار اليه بالسفر إلى الاسكندرية فسافر اليها وأخذ عنه خلائق لا يحصون منهم الشيخ عبد السلام القليبى والشيه عبد الله البلتاجى والشيخ بهرام الدميرى والشيخ جامع الفضلين الدنوشى والشيه على المليجى والشيه جمال الدين النحارى والشيخ عبد الوهاب والشيه عبد العزيز الديرينى وأضرابهم وكان بمتلى بالانكا اليه وعقدوا له المجالس بالاسكدنرية وهو يقطعهم بالحجة وكان خطيب جامع العطارين من أشدهم عليه فبينما هو يوما فوق المنبر والاذان بين يدية تذكر انه جنب فدله الشيه أبو الفتح كمه فوجده زقاقا فدخله فرأى فيه ماء ومطهرة فاغتسل وخرج فجلس على المنبر فلما ستره الشيخ هذه السترة واعتقده وصار من أجل أصحابه رضى الله عنه مات فى نحوالثمانين والخمسمائة ودفن بالاسكندرية وقبره بها ظاهر يزار .

( الخطط التوفيقية على مبارك باشا – الطبقات الكبرى للشعرانى – ذيل الجبرتى )





أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 21, 2022 2:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113

أبو القاسم السكندرى ( القبارى )

( ..... – 662 هـ )



يقول حسن قاسم : أبو القاسم القبارى الشاذلى ( ... – 662 )

العابد الذاهد أبو القاسم بن منصور بن يحيى المالكى الإسكندرانى ، المعروف بالقبارى قدس الله سره ، احد العباد المشهورين بكثرة الورع ن والانقطاع ، والمجاهدة . ولما قدم سيدى أبو الحسن الشاذلى إلى الاسكندرية صار يحضر مجالسه ويسمع وعظه ومذكراته ، وأخذ عنه علوم الحقائق وانقاد إليه ، وصار من خواص أصحابه ، وتلمذ له حماعة كثيرة . وتحكى عنه كرامات كثيرة ، توفى رضى الله عنه ورحمه الله بالاسكندرية سنة اثنتين وستين ومئة ودفن بظاهرها ، وله مقام يزار ، له الشهرة التامة عند أهل الاسكندرية وغيرها ، نفع الله به آمين .

يقول أبن الملقن فى طبقاته: أبو القاسم القباري –

محمد بن عيسى،القبارى، الرجل الصالح الزاهد الورع. مات بالأسكندرية سنة اثنتين وستين وستمائة.ومناقبة مفردة بالتأليف في جزء. كان يعمل في غيط له، ويتورع فيه، حتى في ثماره الساقطة، لاحتمال سقوطها من طائر. ذكر أبن خلكان ان أثاثه كان قيمته خمسين درهما، فبيع بنحو عشرين ألف درهم لأجل البركة.وكانت له بهيمة - في حال حياته - فوكل بعض خدمه في بيعها، فباعها بخمسين درهم، ثم جاء بها إلى الشيخ، فوضعها في قادوس، فلما كان بعد أيام، جاء صاحب الدابة أليه، وقال: " لها يومان ما أكلت! " . فنظر الشيخ أليه ساعة، وقال: " ما صنعتك؟! " ، فقال: " رقاص في دار الوإلى " فدخل الشيخ، واخرج القادوس، وفيه دراهم غير ثمن البهيمة. فإعطى الجميع له، لإجل اختلاط دراهم الرقاص بها؛ فاشترى الناس من الرقاص كل درهم بثلاثة، لأجل البركة. وحديثه مع ملوك مصر ووزرائهم، ومنعهم من الدخول عليه، مشهور

يقول على باشا مبارك فى الجزء السابع ص 70

يقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية الجزء 7 ص 70 ( مسجد القبارى ) كان فى الأصل صغيرا فجدده واوسع فيه المرحوم سعيد باشا من ولايته حتى صار حسن الهيئة

وتقول الدكتورة سعاد ماهر :

فى الجزء الثانى ص 291 من مساجد مصر وأولياؤها الصالحين : هو أبو القاسم محمد بن منصور بن يحيى القبارى السكندريى المالكى ولد بالاسكندرية سنة 587هـ وتوفى بها سنة 662هـ وكان زادا ورعا تقيا فقد قال ابن عزم ( القبارى الاسكندرانى الامام الربانى الأوحد شيخ الوقف زهدا وصلاحا وكان صالحا قانتا منقطع القرين فى الورع .


يقول ابن العماد فى شذرات الذهب فى أخبار من ذهب ج5 ص 193 – كان صالحا وكان له بتان يعملفيه ويتبلغ منه بما يكفى معاشه .

ويقول محمد محمود زيتون فى معنى كلمة القبارى :

القبار أو الكبار هو ثمرة من الثمار النادرة وإليها كانت النسبة وقد استند فى تفسيره هذا الى نصين

1- فقد جاء فى معجم السفر للشيخ السلفى فى ترجمة القبارى اوب محمد عبد الكريم القبارى اذ قال لقد بقى ثلاثة وستين عاما لم يأكل اللحم إلا لحم الصيد ولم يشرب لبنا أو اكل جبنا وكان يصطاد بنفسه من قوته

2- فى كتاب مقامات سيدى القبارى لتلميذه ناصر الدين بن المنير إذ جاء فيه عن شيخه القبارى ذلك أنه لما انقطع فى القصر باع الدابة وضم ثمنها الى ثمن ثمرة البقارى ففاق ذلك على ثمانمائة درهم فزكاها

وتتلمذ سيدى القبارى رضى الله عنه على يد كبار العلماء والصوفية الذين كانت تعمر بهم الاسكندرية فى ذلك العصر من أمثال أبى الحسن الشاذلى وسيدى أبى العباس المرسى رضى الله تعالى عنهم وقد حج الشيخ القبارى الى بيت الله الحرام وهو ما يزال شابا يافعا وقد جرت له بعض الأحداث ، حجى بعضها لتلميذه ابن المنير : كان القبارى فى الركب راجعا من مكة أول حجة وهو شاب فقال : كنت فى آخر الركب فخرج البدو على الركب وتخطفوه وقد تعرضت لنا فى سيرنا عقبة تبلدت الناقة عن هبوطها فأدركنى بدوى راكب معه سيف مصلت فهوى به الى وضربنى فصادفت ضربته سافى فكان له طنين وكانت تلك الضربة سبب نجاتى ، لأن الناقة لما أحست بصوت الحديد نهضت فزجت نفسها من العقبة ، ففاته أن يضربنى ثانية ، فوقع لى عند حكاية قول بعضهم فى الحكاية المشهورة نجيناك من التلف بالتلف ، وكان رضى الله عنه واحدا من أهل الله لا إفراط ولا تفريط خير الأمور عنده السط ، فقد كان يعيش فى هذه الدنيا غير ناس نصيبه منها ولا متشدد على نفسه فى استحلال الكيبات من الرزق وكانت معيشته غاية فى اليسر والبساطة لا تعقيد ولا مروق ، يأكل ويشرب ويصوم ، ويتعبد لله فى عمله بيده وفى معاملته ممع الناس على هذى وبصيرة من أمر دينه

ويقول المناوى عن الشيخ القبارى :

هو أبو القاسم بن منصور بن يحيى السكندرى القبارى ، وهذا الأسم جاء فى شذرات الذهب وفى ابن العماد وذكر ابن كثير فى البداية باسم الشيخ الصالح محمد بن منصور بن يحيى الشيخ أبوالقاسم القبارى الاسكندرانى

زاهد أخلص فى العمل واجتهد فى قطع الأمل ومال الى العزلة واستعد للرحلة كان كثير الورع والخضوع ، غزير الإخبات والخشوع فهو مبارك الطلعة مشهور الذكر بين الصوفية بحسن السمعة ، يأمر بالمعروف واقتفاء آثاره وله بستان يقتات منه ويطعم الناس من ثماره : توفى رضى الله عنه سنة 662هـ ودفن فى بستانه حيث الآن مسجده مقام رضى الله تعالى عن هذا الولى الزاهد العابد ويقال أنه دفن فى الخلوة التى كانت بالبستان ونجد بجوارة قبر آخر عليه مقصورة من الخشب يعتقد العامة كما كتب عليه مقام ( شيخ الاسلام العز بن عبد السلام ) ولكن عندم راجعنا الى التراجم وجدنا ان العز بن عبد السلام دفن بسفح المقطم قبل الشيخ القبارى بسنتين ( 660هـ ) وسوف نتعرض لقصة حياته قريبا إن شاء الله ( والله تعالى أعلى وأعلم )

وفى سيرة أعلام النبلاء جزء 14 ص 30

الشيخ القدوة الإمام بركة المسلمين أبو القاسم محمد بن منصور الإسكندرانى المالكى القبارى الزاهد ( 587 – 662 )

مولده فى سنة 587 نقله قطب الدين اليوينى قال أبو شامة : كان مشهورا بالزهد والورع وكان فى غيط له هو فلاحة ، يخدمه ويأكل من ثمرة وزرعة ، ويتورع فى تحصيل بذره ، حتى حكى انه كان إذا رأى ثمرة ساقطة تحت أشجاره لم يأكلها ، خوفا من أن يكون أتى بها طائر ، اجتمعت به سنة ثمان وعشرين وستمائة فصادفناه يستقى على حمار يسقى غيطه من الخليج فقدم لنا ثمرا قال : وحدثنى القاضى ابن خلكان عن المحدث الجليلى ان الاثاث المخفى عن القبارى ثمنه نحو خمسين درهما بيه بنحو عشرين ألفا اشتراه الشريف عز الدين .

وهو أحد المشهورين بكثرة الورع والتحرى والمعروفين بالانقطاع والتخلى وترك الأجتماع بأبناء الدنيا والإقبال على حالته وطريقته ، قل أن يقدر أحد من أهل زمانه عليها ، لا نعلم أحدا فى وقته وصل إلى ما كان عليه من خشونة العيش والجد والعمل والانجماع ، والتحرز من الرباء والسمعة .

كان يزور الملوك فمن دونهم فلا يكاد يجتمع بأحد منهم ، وبالجملة لم يترك بعده مثله .

قلت : قد غلب على نفسه فى إفراط الورع أنه يتورع عن أشياء لا يرتاب فقيه فى إباحتها وهو نوع من الوسواس المحمود وغلبة الحال ، خاكمة على العلم فى بعض الزهاد فيفعل ذلك ولا يوجبه على غيره ، بل ولا على نفسه ، ويذكرون قوله عليه السلام ( دع ما يريبك إلى ما يريبك )1 وقوله عليه السلام ورأى ثمرة على فراشه ( لولا أنى أخشى أن يكون صدقة لأكلتها ) 2 فلولا ارتياب وقع عليه الشيخ لما بالغ فى شىء من ذلك ، وقد كان صادقا فى حاله مخلصا ، كبير القدر .


( الطبقات الكبرى للشعرانى – الكواكب الدرية للمناوى – مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – طبقات الأولياء لأبن الملقن -الطبقات الشاذلية – سير أعلام النبلاء – شذرات الذهب لأبن العماد )




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 02, 2022 10:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


الإمام الشاطبي المدفون بالاسكندرية

( ..... – 673 هـ )



الإمام الشاطبى

بالأسكندرية


هو أبو عبد الله محمد بن سليمان بن محمدد بن سليمان بن عبد الملك بن على المعافرى الشاطبى المقرىء ، الزاهد – نزيل الأسكندرية سنة 585هـ
- ولد بشاطبة وهى مدينة صغيرة شرق الأندلس بالمغرب
- قرأ بالسبع فى الأندلس وبرع فى القراءات والتفسير وله تفسير وكان أحد المشهورين بالعبادة
- وفى حياته كان ييقصد بالزيارة ويتبرك بلقاءه
- قال بن الجزى فى ترجمته ج2 ص 149 وقبره بها ظاهرا يزار وذريته باقون إلى اليوم
- كانت زاويته فى تلك المدة عامرة مقامة الشعائر
- قال المناوى فى ترجمته فى الكواكب الدرية : كان الامام الشاطبى بالأسكندرية مجاورا لبحرها واستمر حتى لقى الله مجاهدا مرابطا على ثغرها
- قرا على بن سعادة وغيره ثم رحل الى بلاد الشرق فسمع الحديث على الواسطى بدمشق وعلى أبو يوسف بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم
- صحب الشيخ أبا الحسن الصباغ بقنا ونزل برباطه وتعين إماما له حفنة من الزمن

وفى طبقات الشاذلية لسيدى حسن قاسم

أبو عبد الله الشاطبى ( ... – 673 )



الزاهد العابد نزيل الإسكندرية أبو عبد الله محمد بن سليمان العافرى الشاذلى المشهور بالشاطبى ، أحد المشهورين بالعبادة والزهادة ، وكان رضى الله عنه شيخا كبيرا ، جليل الذكر ، وله مجاهدات وكرامات تحكى عنه .
وكان رضى الله عنه ممن يترضى على سيدى الأستاذ أبى الحسن الشاذلى ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : يا سيدى يا رسول الله ، إنى أترضى على الأستاذ الشاذلى فى كل ليلة ، فهل فى ذلك من شىء ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو الحسن ولدى ، والولد جزء منى ، فعلم مكانة الأستاذ رضى الله عنه ، فأخذ عنه ، وانقاد إليه ، وصار من أجل خلفائه ، وقصد بالزيارة من جميع النواحى .

توفى قدس الله سره بالاسكندرية سنة ثلاث وسبعين وست مئة ، ودفن بمسجده بالجهة المعروفة به ن ومقامه يزار ويتبرك به قدس الله سره ، آمين .

فى حى الشاطبى بالاسكندرية إلى جانب البحر تشاهد حاجزا ( كشك ) من الخشب فى داخله ضريح متواضع وإلى جانبه مصلى يصلى فيها المارة وغيرهم ، وقد لا يعرف للناس عن صاحب هذا الضريح لا نقبرا ولا قطميرا وحسبهم من معرفته شهرة الحى به * وقد لفت نظرنا بعض قراء جريدة السياسة الغراء إلى ما كتبه صديقنا الوفى الاستاذ محمد مسعود بك مدير إدارة المطبوعات الشابق فى أهرام 27 /9/1936 عن الشاطبى هذا – وراح يسائلنا عن حقيقة أمره والاستزادة من أخباره لأن مصريا ما لم يطلعه بهذه الناحية مع ما لها من الأهمية العظمى – فنقول – إن للشاطبى هذا أخبارا كثيرة قد طالعنا عليها قديما ومحصناعا تمحيصا دقيقا وكتبنا عنه كتابات طويلة فى كتابنا ( مزارات مدينة الاسكندرية وأخبار علمائها وصلحائها ) وقد نأتى بنبذة منها تحقيقا لرغبة حضرة السائل وللاستاذ مسعود ، وأيضا الأستاذ الشندى رقم أنه كما يقول الاستاذ مسعود ،نسيج وحده فى هذا الباب والفارس الذى لا يجارى ولا يبارى وقد تشاركه فى هذه العاطفة وحسبنا أنى الوحيد من أهالى الثغر الذى قام يبحث وينقب بهمة لا يتخللها راحة عن معالم الاسكندرية وآثارها التى قد طويت وزوبت وغدت نسيا منسيا وقد لا يلعم منه التماس عذرنا عما أصلحناه له فيما كان يشره بالاهرام فى الأيام الماضية وأننا قبل أن ناتى بهذه النبذة تصحيح ما جاء فى مقال الاستاذ مسعود بخصوصه إذ يقول فيه أنه عرف بأبى الربيع وأن هذا الضريح ليس ضريحه بل هو ضريح شيخه *

ونحن نقول أن أبا الربيع هو محمد بن سليمان آخر غير هذا مراكشى الموطن انتسب الى الشيخين أبى محمد صالح بن ينصارن الماجرى الأموى دفين رباط آسفى بالمغرب
( صالح بن ينصارن غفيان الدكالي أبو محمد الماجري صوفي اشتهر بيته من بعده بآل محمد صالح مولده ووفاته بآسفي في المغرب كان له فيها رباط مشهور وتفقه بها ثم أقام 20 سنة بالإسكندرية وانتشرت في أيامه الشكوى من وعورة الطرق إلى الحج حتى قيل : إن الحج ساقط عن أهل المغرب فتصدى صاحب الترجمة لمحاربة هذه الفكرة الخبيثة وجعل ديدنه الدعوة إلى الحج وتذليل عقباته وكثرت زواياه في بلاد إفريقيه والمغرب والمشرق حتى بلغت 64 زاوية منتشرة من آسفي إلى الحجاز معمورة بالأشخاص والمريدين شغلهم تسهيل الحج والسير بالحجاج في الأماكن الوعرة الموحشة بأمن وأمان ولحفيده أحمد بن إبراهيم الماجري كتاب ((المنهاج الواضح في كرامات أبي محمد صالح)) وللكانوني كتاب البدر اللئح من مآثر آل أبي محمد صالح



جاء في الأعلام للزركلي (3/199)

الماجري (550-631) صالح بن ينصارن غفيان الدكالي أبو محمد الماجري صوفي اشتهر بيته من بعده بآل محمد صالح

مولده ووفاته في المغرب..

كلام الزركلي أن الماجري تكتب أحيانا بالكاف في المراجع المعول عليها مما جعله يرجع الأسم إلى الأصل البربري وأن الكاف فيها منقوطة

قال:ذكر أولاد الماجري أعلم أن بيتهم معروف في فاس كان منهم المكرم حم بن عبد القادر الماجري ..... واليوم انقرض هذا القبيل من فاي ) (2/152)
والشيخ أبى الفتح عبد الحافظ ابن سرور الوفائى الواسطى * صاحب الإمام أحمد الرفاعى المتوفى سنة 582هـ المدفون بجامعه الكائن بجهة الفراهدة بالثغر خلف الحمام المعروف بحمام أولاد الشيخ بحارة الواسطى الذى قد تخرب ولم يبق له اثر ولا عين ولا خبر – ويعرف أبو الربيع هذا بسيدى لولو ويقولون عنه أهل الثغر سلطان البحر لحسن اعتقادهم فيه – وأصله ( لؤلؤ ) بلغة أهل المشرق وهو أقدم وفاة من الشاطبى – وهناك محمد سليمان آخر صنهاجى الأصل وهو المدفون بجامع أمير الجيوش بدار الجمالى المنشأ فى سنة 479هـ بسوق العطارين وهو المعروف اليوم بجامع العطارين بالاسكندرية ووفاته فى سنة 710هـ *

وأما أن ضريح الشاطبى غير معروف وأن هذا ضريح شيخه الذى لم يذكر لنا أسمه الأستاذ العالم مسعود بك – فنقول – إن الشاطبى حينما حل بالاسكندرية كان قد طال باعا ووسع ذراعا وغزر مادة فى كل مناحى العلم والمعرفة – فلم يكن له مبرر لأن يتتلمذ لشيخ آخر بعد الذى صار اليه – ولكنه حينما سكن الاسكندرية وقد كانت وفتئذ غاصة بمئات المشهورين من مشايخ العلم – تعرف الى بعضهم وأخذ عنه ومنهم الشيخ أبو العباس أحمد المعروف بالرأس وكان شيخا جليل القدر عظيم الخطر له مكانة وله صولة ودولة فصحبه الشاطبى وأخذ عنه كما أخذ عن غيره لا للاستفادة وإنما للتبرك كما جرت بذلك العادة وكان أخذه له فى حين كان ساكنا برباط محرس سوار فى المكان الذى يقوم عليه الآن جامع أبى العباس المرسى – وكان الشيخ الرأس هذا قاطنا بزاويته الكائنة بحارة الشمرلى المدفون بها أحد أحفاده الآن المدعو سيدى سلامة الرأس المتوفى سنة 1283هـ وقد تبين من هذا الفرق بين الموضعين منطقة الشاطبى وحارة الشمرلى ، فإذا تبين لنا هذا أمكننا أن نقول أن الضريح المذكور المعروف بالشاطبى لا يضم بين جوانبه إلا الامام الشاطبى صاحب الحديث – وحيث ذكرنا ذلك فنقول ان الشاطبى هذا هو الشيخ محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الملك بن على بن يوسف بن ابراهيم بن خلف بن عبد الكريم المغافرى الشاطبى أوب عبد الله الصالح الزاهد نزيل الاسكندرية *

ولد بشاطبة سنة 585هـ ***

وقرأ على ابن سعادة وغيره ثم رحل إلى بلاد الشرق فسمع الحديث على الواسطى بدمشق وعلى أبى يوسف يعقوب بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم وصحب الشيخ أبا الحسن الصباغ بقنا ونزل برباطه وتعين اماما له حفنة من الزمن ثم سافر الى دمشق ثانية وقدم منها الى الاسكندرية فسكن خارج البحر وصحب الشيخ أبا العباس شهاب الدين أحمد المعروف بالرأس على سبيل التبرك كما صحب غيره كالشاذلى الامام أبو الحسن عبد الله بن عبد الجبار الحسنى وكانت بينتهما أمور مذكورة وبنى له مكانا وعمر الى جانبه زاوية وصهريجا وبنى بها قبرا لنفسه وعمر المكان الذى كان يسكنه قبل ذلك * وهو الذى كان يعرف برباط محرس سوار وقتئذ بالجبانة – وبأسفل محراب ذلك الرباط دفن أبو العباس المرسى فى 686 هـ *
وقد وصف مترجم الشاطبى هذا بالعلم والصلاح } قال بعضهم { كان أحد الأولياء الذين جمعوا بين العلم والعمل والورع والزهد والتقوى والانقطاع الى الله تعالى والتخلى عن الناس والتمسك بطريق السلف الصالح وقصده الناس للتبرك ولبسوا منه خرقة التصوف ومن شيوخه أبو الطاهر السلفى نزيل الاسكندرية * وله تواليف صنفها – منها كتاب الشك الغريب قى ترتيب الغريب فى الحديث وكتاب اللمعة الجامعة فى العلوم النافعة وكتاب شرف المراتب والمنازل فى معرفة العالى من القراءات والنازل * وكتاب الباحث السنية ، وهو شرح على الحصرية وكتاب االبند الجلية فى الالفاظ المصطلح عليها عند الصوفية وكتاب ظهر العريش فى تحريم الحشيش وكتاب الزمر الماضى فى مناقب الشاطبى وهو الامام الشهير الذكر شيخ المدرسة الفاضلية المدفون بقبة الفاضل بالقرافة وكتاب الأربعين المرضية فى الآحاديث النبوية وتفسير فى القرآن وله غير ذلك * توفى فى رمضان سنة 673هـ ودفن بزاويته وقد ظل قبره بها ظاهرا يزار أزمانا * قال ابن الجزرى فى ترجمته } 2 – 149 { وقبره بها ظاهر يزار وذريته باقون الى اليوم وقد زاره من علماء الأقطار الشرقية الجوايين من لا يحصى كثره وطالعون بالكثير من أخباره فى تواليفهم وكانت زاويته فى تلك المدة عامرة مقامة الشعائر ، أما الآن فى سنة 1355 – 1936 فهى عبارة عن كشك من الخشب فى داخله ضريح متواضع يجاور البحر والى جانبه مصلى يصلى فيها المارة من العوام وغيرهم وققد ترجم للشاطبى هذا السيوطى وصاحب الكشوف وغيررهما ، قال المناوى فى ترجمة الكواكب الدرية ، اقام بالاسكندرية مجاورا لبحرها واستمر حتى لقى الله مجاهدا مرابطا على ثغرها

(الرضى الشاطبى )

وهناك شاطبى آخر غير هذا المذكور وله من الشهرة ماله وهو الرضى الشاطبى محمد بن على بن يوسف بن محمد بن يوسف أبو عبد الله الانصارى الشاطبى بوصف بالامامة فى القراءة واللغة ولد سنة 601هت ببلنسية وقرأ على علمائها ثم قدم مصر فسمع ابن المقير وغيره وروى عنه جماعة من علماء مصر وله تصانيف منها منظومته فى القراآت تعرف بالشاطبية كمظومة الشاطبى الآخر ولكن الأخرى تنيو عنها بكثير وكلتاهما درستا فى الأزهر * توفى الشاطبى هذا بالقاهرة يوم الجمعة 22 جمادى الأول سنة 684هـ ولا يعرف له قبر – ترجمه السيوطى وابن الجزرى وغيرهم } أبو القاسم بن فيرة الشاطبى { وثمة شاطبى ثالث وهو أشهرهما – وهذا قد أفردنا له بحثا خاصا فى بحثنا عن المدرسة الفاضلية وقبة الفاضل لتدريسه بها ودفنه بالقبة المذكورة والله أعلم ]} وفوق كل ذى علم عليم [{

( حسن قاسم )



وفى شذرات الذهب لأبن العماد ( وفيات 684هـ )

وفيها الرضى رضى الدين الشاطبى محمد بن على بن يوسف الأنصارى ، ولد ببلنسية سنة إحدى وستمائة وكان إمام عصره فى اللغة وحدث عن المقير وغيره وقرأ لورش على محمد بن أحمد بن مسعود الشاطبى صاحب ابن هذيل وتصدر بالقاهرة وأخذ عنه الناس ، وروى عنه أبو حيان وغيره ، وتوفى فى الثامن والعشرين من جمادى الأولى بالقاهرة


موقف الإمام الشاطبي رحمه الله (790هـ ) من التصوف

عقد الشاطبي في كتابه الاعتصام فصلا مهما أورد فيه الأدلة التي تبرئ ساحة الصوفية الثقاة وتثبت بأنصع الأدلة وأجلاها من كونهم أصحاب سنة واتباع، حيث قال – رحمه الله-: «فصل: الوجه الرابع: ما جاء في ذم البدع وأهلها عن الصوفية المشهورين عند الناس: وإنما خصصنا هذا الموضع بالذكر ...لأن كثيرا من الجهال يعتقدون في الصوفية أهم متساهلون في الاتباع، وأن اختراع العبادات والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه مما يقولون به ويعملون عليه . وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به ؛ فأول شيء بنوا عليه طريقتهم: اتباع السنة واجتناب ما خالفها»2
ثم نقل عن الأئمة الأثبات ما يثبت صحة طريقهم أمثال: الفضيل بن عياض وذي النون المصري ويحيى بن معاذ الرازي وأبي الحسن الوراق وأبي يزيد البسطامي وأبي القاسم الجنيد وسهل التستري وغيرهم ثم قال: « وكلامهم في هذا الباب يطول وجميعهم يشير أو يصرح بأن الابتداع ضلال والسلوك عليه تيه...وأن الصوفية الذين نسبت إليهم الطريقة مجمعون على تعظيم الشريعة , مقيمون على متابعة السنة... »3

والحاصل أن التصوف عند الإمام الشاطبي –رحمه الله- ليس مذموما على الإطلاق – كما قد يظن – ذلك أن طريق الأئمة طريق صاف من البدع والمخالفات, موافق للكتاب والسنة


======================================================================

( الكواكب الدرية للمناوى – مساجد مصر للدكتورة سعاد ماهر – شذرات الذهب لأبن العماد – الطبقات الشاذلية )



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 03, 2022 10:36 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113




بسم الله الرحمن الرحميم

أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ





فى طبقات الشاذلية سيدى أبو العباس المرسى
( ... – 686 )



إمام دائرة المحققين ن قطب الأصفياء ، وسكردان (1) الأولياء ، أحد صدور المقربين ، صاحب الكرامات الظاهرة ، والمآثر العالية الزاهرة ، القدوة المحققي سيدى أبو العباس أحمد المرسى الأنصارى الشاذلى رضى الله عنه ، ونفعنا بعلومه آمين .
كان رضى الله عنه من أكابر العارفين ، لم يرث علم الشاذلى رضى الله عنه غيره ، وهو أجل من أخذ عنه الطريق ، ولم يضع رضى الله عنه كتبا ، وكان يقول : علوم هذه الطائفة علوم تحقيق ، وعلوم التحقيق لا تسعها عقول عموم الخلق ، وكذلك شيخه أبو الحسن الشاذلى قدس سره ، كان يقول : كتبى أصحابى .
(1) السكردان : شبه خزانة يحفظ فيها المشروب والمأكول
وقال فى حقه :
ووراث علم الشاذلى حقيقة وذلك قطب فاعلموه وأوحد
- وكان رضى الله عنه يوصى الأستاذ زكى الدين الأسوانى ، ويقول له : يا زكى الدين ، عليك بأبى العباس ، فوالله ما ولى إلا وقد أظهره الله عليه ، يا زكى ، أبو العباس هو الرجل الكامل .
- وكان الأستاذ أبو العباس يقول عن نفسه : والله ، ما سار الأولياء والأبدال من قاف (1) إلى قاف حتى يلقوا واحدا مثلنا ، فإذا لقوه كان يغنيهم .
- وكان رضى الله عنه يتحدث فى سائر العلوم ، ويقول : شاركنا الفقهاء فيما هم فيه ، ولم يشاركونا فيما نحن فيه .
- وكان فى المعارف والأسرار قطب رحاها ، وشمس ضحاها، تقول إذا سمعت كلامه : هذا كلام من ليس وطنه إلا غيب الله ، هو بأخبار أهل السماء أعلم منه بأخبار أهل الأرض .
- وكان لا يتحدث إلا فى العقل الأكبر ، والاسم الأعظم ، وشعبه الأربع ، والأسماء ، والحروف ، ودوائر الأولياء ، ومقامات الموقنين والأملاك والمقربين من العرش ، وعلوم الأسرار ، وإمداد الأذكار ، ويوم المقادير ،وشأن التدابير ، وعلم البدء ، وعلم المشيئة ، وشأن القبضة ، ورجال القبضة ، وعلوم الإفراد ، وما سيكون يوم القيامة من أفعال الله مع عباده .
- وكان يقول : والله ، لولا ضعف العقول لأخيرت بما يكون غدا من رحمة الله .
- وكان يمسك بلحيته ويقول : لو علم علماء العراق والشام ما تحت هذه الشعرات ، لأتوها ولو سعيا على وجوههم .
- وكان يقول لى : أربعون سنة ما حجبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة ، ولو حجبت طرفة عين ما عددت نفسى من المسلمين .
وبلغ رضى الله عنه من زهده أنه مكث بالإسكندرية ستا وثلاثين سنة ما رأى وجه متولها ولا أرسل إليه ، وطلبه المتولى يوما للاجتماع به ، فأبى ، وقال : والله إنى ألقى الله ولا أراه . فكان الأمر كذلك ، وكانت تأتيه الأمراء والملوك لتزوره ، فكان يغلب عليه القبض ، ولا ينبسط فى مجلسهم .
(1) قاف : مذكور فى القرآن ذهب المفسرون إلى أنه الجبل المحيط بالأرض ، قالوا: وهو من زبرجدة خضراء وإن خضرة السماء من خضرته ، قالوا : وأصله من الخضرة التى فوقه وإن جبل قاف عرق منها ، قالوا : وأصول الجبال كلها من عرق جبل قاف ، ذكر بعضهم أن بينه وبين السماء مقدار قامة رجل ، وقيل : بل السماء مطبقة عليه ، وزعم بعضهم أن وراءه عوالم وخلائق لا يعلمها إلا الله تعالى ، ومنهم من زعم أن ما وراء معدود من الآخرة ومن حكمها ، وإن الشمس تغرب فيه وتطلع منه وهو الستار لها عن الأرض ، وتسميه القدماءالبرز ( معجم البلدان 4/298 )

- وكان رضى الله عنه يقول ك والله ما دخل بطنة حرام قط ، وكان له ستون عرقا تضرب إذا مد يده إلى شبهة ، وكان النور يتلألأ فى أصابعه .
- وكان ساكنا خط المقسم بالقاهرة ، فكان كل ليلة يأتى الإسكندرية ، فيسمع ميعاد الأستاذ إبى الحسن ، ثم يرجع إلى القاهرة .
- وكان رحمه الله يقول : أطلعنى الله على الملائكة ساجدة لآدم عليه السلام فأخذت بقسطى من ذلك ، فإذا أنا أقول :

-

ذاب رسمى وصح صدق فنائى وتجلت للسر شمس سمائى
- وتنزلت فى العوالم أبدى ما انطوى فى الصفات بعد صفائى



وله رحمة الله كلام كثير من هذا القبيل مبسوط فى ( لطائف المنن ) اللهم مدنا وأحبتنا بمدده ، وانفعنا ببركاته آمين .
وفاته رحمه الله سنة ست وثمانين وست مئة ، ودفن بمسجده بالإسكندرية ، ومقامه رحمةة الله مشهور بين أهل مصر بأسرها ، يعرفه الكبير والصغير ، ويتوسل به إلى الله الأمير والفقير ، اللهم انفعنا به آمين .


يقول الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج2 ص 11 :

( الشيخ سيدى الإمام أحمد أبو العباس المرسى رضى الله عنه ) كان من أكابر العارفين بالله وكان يقال أنه لم يرث علم الشيخ أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه غيرره وهو أجل من أخذ عنه الطريق رضى الله عنه ولم يضع رضى الله عنه شيأ من الكتب وكان يقول علوم هذه الطائفة علوم تحقيق وعلوم التحقيق لا تحملها عقول عموم الخلق وكذلك شيخه أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه لم يضع شئأ وكان يقول كتبى
اصحابى ( مات رضى الله عنه سنة ست وثمانين وستمائة
ومن كلامه رضى الله عنه
جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام خلقوا من الرحمة ونبينا صلى الله عليه وسلم هو عين الرحمة وكا رضى الله عنه يقول الفقيه هو من أنفقأ الحجاب عن عبينى قلبه
وكان رضى الله عنه يقول
رجال الليل هم الرجال وكلما أظلم الوقت وقى نور الولى وكان رضى الله عنه يقول ولى الله مع الله وكان رضى الله عنه يقول ان لله تعالى عبادا محق أفعالهم بأفعاله واوصافهم بأوصافه وذاتهم بذاته وحملهم
من أسراراه ما يعجر عامة الأولياء عن سماعه وكان يقول رضى
الله عنه فى معنى حديث من عرف نفسه عرف ربه ( معناه ) من عرف نفسه بذلها وعجز ما عرف الله بعزة وقدررته قلت وهذا أسلم الأجو والله أعلم
وكان يقول رضى الله علنه سمعت الشيخ أبا الحسن رضى الله عنه يقول لو كشف عن نرو المؤمن العاصى يطبق بين المساء والأرض فما ظنك بنور المؤمن المطيع * وكان يقول رضى الله عنه قد يكون الولى مشحونا بالعلوم والمعارف والحقائق لديه مشهودة حتى إذا أعطى العبارة كان الاذن من الله تعالى فى الكلام ويجب أن تفهم ان من أذن له فى التعبير حليت فى مسامع الخلق اشاراته وكان يقول كلام المأذون له يخرج وعليه كسوة وطلاوة وكلام الذى لم يؤذن له يخرج مكسوف الانوار * وقال فى قول بشر الحافى رضى الله عنه انى لاشتهى الشواء منذ أربعين سنة ما صفا لى ثمنه أى لم يأذن لى الحق فى أكله فلو أذن لى صفا لى ثمنه والا فمن أين يأكل فى الاربعين سنة وقال فى قول الجنيد رضى الله عنه أدركت سبعين عارفا كلهم كانوا يعبدون الله تعالى على ظن ووهم حتى أخى أبا يزيد يدلوا أدرك صبيا من صبياننا لاسلم علي يدية معناه أنهم ييقولون ما بعد المقام الذى وصلناه مقام فهذا وهم وظن فان كل مقام فوقه مقام الى ما يتناهى وليس معناه الظن والوهم فى معرفتهم بالله تعالى ومعنى لا سلم على يديه أى لا نقاد له لان الاسلام هو الانقياد وقال فى قوله أبى يزيد رضى الله عنه خضت بحرا وقل الانبياء بساحله معناه أن أبا يزيد رضى الله تعالى عنه يشكو ضعفه وعجزه عن اللحوق بالانبياء عليهم الصلاة والسلام وذلك لان الانبياء عليهم الصلاة والسلام خاضوا بحر التوحيد ووقفوا على الجانب الآخر على ساحل الفرق يدعون الخلق الى الخوض أى فلو كنت كامى لوقفت حيث وقفوا قال ابن عطاء الله رضى الله عنه وهذا الذى فسر به الشيخ كلام أبى يزيد رضى الله عنه هو اللائق بمقام أبى يزيد وقد كان يقول دميع ما أخذ الاولياء بالنسبة لما أخذ الانبياء عليهم الصلاة والسلام كزق ملىء عسلا ثم رشحت منه رشاحة فما فى باطن الزق للآنبياء عليهم الصلاة والسلام وتلك الرشاحة للأولياء رضى الله تعالى عنهم

ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 7 ص 69 :

جامع سيدى أبى العباس المرسى رضى الله عنه بجوار القرافة كان فى الأصل مسجدا صغيرا وفى سنة 1189 جدد فيه بعض المغرابة القاصدين الحج جزأه الذى يلى القبلة والمقصورة والقبة ثم أخذ نظاره فى تجديده وتوسيعه شيأ فشيأ يأخذ قطعة من المقابر وبعض من المنازل التابعة لوقفه وجعلت ميضأته فيما هدم من تلك المنازل حتى صار الى ما هو عليه الآن من السعة والمتانة والمنظر الحسن وشعائر مقامه على الوجه الاتم ويصر عليه من طرف ديوان الاوقاف بالاسكندرية كما ان ريعه ومرتباته مضبوطة به وكان سيدى أبو العباس رضى الله عنه من أكابر العارفين بالله تعالى أخذ الطريق عن الشيخ أبى الحسن الشاذلى وهو أجل تلامذته وأول خلفائه ومع وفور علمه وجمعه بين على الحقيقة والشريعة لم يؤلف كتابا وكذلك كبقاته من ذلك جملة عظيمة فعليك بها مات رحمه الله تعالى سنة 686 ودفن فى جامعه وقبره به فى غاية الشهرة يزوره أهل الاسكندرية وغيرهم من المترددين عليها ولهم فيه اعتقادا زائدا لاسيما المغاربة وله خدمة يقتسمون وظائف الخدمة كما يقتسمون النذور على مشروط مسجلة فى ديوان وزارة الاوقاف ويعمل له مولدا سنويا ثمانية أيام بعد مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليلة فى نصف رمضان


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: أعلام الأسكندرية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يوليو 10, 2022 4:06 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6113


( الشيخ محمود بن محمد بن محمود )

والمدفون بمسجد سيدى أبو العباس المرسى



يقول حسن محمد قاسم فى كتابه أعلام التاريخ المصرى

فى القرن الرابع عشر وفيات 1311هـ ( 1893 – 1894 ) ص 48 يقول حسن قاسم

الشيخ محمود بن محمد بن محمود العالم الحنفى الجزائرى السكندرى ترجم لوالده فى وفيات سنة ، نشأ بالثغر وتلقى علومه به ثم عنيى معلما للفنون الأدبية ومصححا للتراجم بالمدارس الحربية فمعلما لعلوم البلاغة والأنشاء بمدرسة دار العلوم وأتجه ناحية التأليف فألف فى علوم شتى من مؤلفاته ، كتاب فكاهة الاذواق من مشارع الاشواق إلى مصارع العشاق فى الجهاد وآدابه ومطالبه وهو مختصر الكتاب المذكور مؤلف الشيخ محيى الدين أحمد بن إبراهيم النحاس الدمشقى المتوفى شهيدا فى بلدة 814هـ ونقل منها الى دمياط فدفن بالمسجد العمرى المعروف بالشيخ أبو المعاطى فتح الاسمى التكرورى وقد اختصر المترجم باشارة المرحوم قاسم باشرة رسمى الرومى ناظر الجهادية وطبع بالقاهرة سنة 1295 وللمترجم كتاب السعى المحمود فى ترتيب العساكر والجنود وهو فى الرتب والألقاب العسكرية وله انوار الربيع فى علوم البلاغة ولم يزل المترجم دائبا على الدروس والتأليف حتى توفى يوم الاثنين سادس شهر ربيع الاخر فى هذه السنة ودفن مع والده وعمته الست فاطمة بمسجد سيدى أبى العباس المرسى رضى الله تعالى عنه


========================================================



على بن الصباغ القوصى

( ... – 687 )



يقول المناوى فى الكواكب الدرية

هو على بن الصباغ أبوالحسن القوصى ثم السكندرى ، تلميذ الشيخ عبد الرحيم القنائى
كان خطيبا مصقعا وصوفيا ترك ربع التصوف بعد بلقعا ، ثم أسال الدموع ، وفضها على الخدود من الخشوع .

ومن كلامه

أبكوا على قلوبكم المحجوبة عن أسرار الله فى خلقه
ونزل مرة كنزا فيه سبعة أرادب ذهبا ، فأخذ منه سبعة دنانير فقط ، وقال : لم يؤذن لى فى أكثر .
وكان لا يمكن أحد من المردان يقيم بزاويته ، وينهى عن ذلك

ومن كراماته

أن رجلا أراد أن يلوك بأمرد عند قبره ، فناداه الشيخ من القبر ، أما تستحى ؟
فأغمى عليه .

مات سنة سبع وثمانين وست مئة بالاسكندرية

يقول الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج 1

الشيخ أبو الحسن بن الصائغ السكندرى رضى الله عنه – كان من أجل أصحاب سيدى الشيخ عبد الرحيم القناوى وكان يخرد على أصحابه ويقول لهم أفيكم من اذا اراد الله تعالى ان يحدث فى العالم حدثا أعلمه به قبل حدوثه فيقولون لا فيقول أبكوا على قلوب محجوبة عن الله عز وجل ونزل رضى الله عنه مرة كنزا فوجد فيه سبعة ارادب ذهبا فأخذ منها سبعة دنانير وقال لم يؤذن لى فى أخذ شىئ غير ذلك وكان يقول لا ينبغى لشيخ رباط الفقراء ان يدع الشبابا المرد يقيمون عنده اذا خاف من اقامتهم مفسده على بعض الفقراء لاسيما جميل الصورة من الشباب اللهم الا ان يكون الشاب غائبا عن طرق الفساد مقبلا على طرق عبادةربه لا يتقرغ للهو ولا للعب بشرط أن يتولى الشيخ أمره فى الخدمة بنفسه دون نقيب الفقراء إلا ان يكون النقيب متمكا فى نفسه يبعد عن الفساد وقال لا ينبغى للشاب أن يجلس وسط الحلقة مع الرجال انما يجلس خلف الحلقة ولا يواجه الناس بوجهه ولا يخالط أحدا من الفقراء حتى يلتحى وكانرضى الله عنه اذا جاءه شاب جميل الصورة ينزع ثيابه ويلبسه الخيش والمرقعات وحكى ان شخصا أراد أن يفعل فاحشة فى أمرد فى مقبرة الشيخ أبو الحسن رضى الله عنه فصاح الشيخ من داخل القبر أما تستحى من الله يا فقير رضى الله تعالى عنه وقدس الله سره .

========================================================


سيدى مكين الأسمر

ر ( 610 – 692 )



القطب الربانى صاحب المكاشفات والمجاهدات الحائز لأسرارا أهل الحقائق والتمكين شيخ المشايخ الراسخين ، الفقيه المحدث سيدى ومولاى عبد الله بن منصور الإسكندرانى الشاذلى المقرىءالشهير بمكين الدين الأسمر قدس سره العزيز وكان رضى الله عنه من ارباب المجاهدات ، وله مكاشفات فجيبة ، وأحوال غريبة .

مولدة بالإسكندرية ، وبها نشأ ، وحفظ القرآن ، وبرع فيه وفى علومه حتى صار اوحد اهل زمانه ، وأسندت إليه المشيخة فى الفن ، فكان شيخ القراءات فى عموم الشرق ، وشدت إليه الرحال ، ووفدت عليه أكابر الرجال .
أخذ عن أبى القاسم الصفراوى رحمه الله علم القراءات فأقرأ الناس مدة ، وكان فى بدايته قدس الله صره يخيط الملابس ، ويتقوت من ذلك ، وهو مع ذلك يطلب العلم ، ووصل فى المجاهدة أنه كان يعد كلامه الذى صدر منه بالنهار ، فإذا جاء المساء حاسب نفسه ، فما وجد من خير حمد الله واثنى عليه ، وما وجد من غير ذلك تاب إلى الله وأناب ، وبذلك صار من الأبدال .
قال فيه سيدى أبو الحسن الشاذلى رضى الله عنه : الشيخ مكين الدين الأسمر أحد السبع الأبدال .
وله كرامات ومكاشفات ، قال ابن عطاء فى لطائف المنن : جاء الفقيه مكين الدين السمر إلى سيدى أبى العباس وقال له ك يا سيدى ، رأيت ليلة القدر ، ولكن ليست كما اراها كل سنة ، رايتها هذه السنة ولا نور لها . فقال له الشيخ : نورك طمس نورها يا مكين الدين .
ولقد كنت مع الشيخ مكين هذا بالجامع الغربى من إسكندرية فى العشر الأخير من شهر رمضان ليلة السادس والعشرين ، فقال لى الأستاذ مكين الدين : أنا الساعة أرى الملائكة صاعدة هابطة فى تهيئة وتعبئة ، أرأيت تاهب أهل العرس له قبل ليلة ، كذلك رايتهم . فلما كانت الليلة الثالثة وهى ليلة الثامن والعشرين قال لى ك رأيت هذه الليلة كالمتغيظة ، وهى تقول : هب أن لليلة القدر حقا يرعى ، اما لى حق يرعى ؟ وكان الأستاذ مكين الدين من أرباب البصائر ، ومن النافذين إلى الله وكان الأستاذ أبو الحسن يقول عنه : بينكم رجل يقال له عبد الله بن منصور أسمر اللون ، أبيض القلب ، والله إنه ليكاشفنى ، وانا مع أهلى وعلى فراشى .
ومرة اخرى قال فيه : ما سلكت غيبا من غيوب الله إلا وعمامته تحت قدمى .
ولقد أخبرنى الأستاذ مكين الدين هذا قال : دخلت مسجد النبى دانيال بالإسكندرية بالديماس ، فوجدت النبى المدفون هناك قائمنا يصلى وعليه عباءة مخططة ، فقال لى ك تقدم ، فصل ، فإنكم من أمة نبى لا ينبغى التقدم عليه . فقلت له : بحق هذا النبى إلا ما تقدمت أنت ، فصليت . قال : فأنا أقول بحق هذا النبى إلا وقد وضع فمه على فمى إجلالا للفظ النبى ، كى لا تبرز فى الهواء ، قال : فتقدمت فصليت .
واخبرنى الأستاذ مكين قال : بت ليلة بالقرافة ، وكانت ليلة الجمعة ، فلما قام الزوار وقمت معهم ، وهم يتلون إلى أن انتهوا فى التلاوة فى سورة يوسف غلى قوله تعالى : ( وجاء إخوة يوسف ) } يوسف :58 { وانتهوا فى الزيارة غلى قبور إخوة يوسف ، فرأيت القبر قد انشق ، وطلع منه نسان طويل ، صغير الرأس ، آدم اللون ، وهو يقول : من أخبركم بقصتنا ؟ هكذا كانت قصتنا .
ولقد كنت يوما مضطجعا وأنا ساكن مطمئن ، فوجدت فى فى قلبى انزعاجا على بغتة ، وباعثا يبغثنى على الاجتماع بالستاذ مكيين الدين رضى الله تعالى عنه ، فقمت مسرعا ، فدققت عليه الباب ، فخرج ، فلما وقع نظره على قال لى : أنت ما تجىء حتى يسيير الناس خلفك ، وتبسم فى وجهى ، فقلت له سيدى قد جئت . فدخل ، وأخرج لى وعاء ، وقال لى : هذا الوعاء اذهب به إلى الأستاذ أبى العباس ، وقل له : قد كتبت آيات من القرآن ، ومحوتها بماء زمزم ، وشىء من العسل . فذهب بذلك إلى الستاذ ، فقال لى : ما هذا ؟ قلت : أرسله غليكم الفقيه المكين الأسمر ، فأدلى فيه إصبعا واحدا ، وقال : هذا بحسب البركة ، وفرغ الوعاء ، وملأه عسلا ، وقال لى : اذهب به غليه . فذهبت بذلك ثم عدت غليه بعد ذلك فقال لى : رايت البارحة ملائكة أتونى بأوعية من زجاج مملوءة شرابا ، وهم يقولون : خذ هذا عوض ما أهديت الستاذ أبى العباس . انتهى كلام ابن عطاء الله رضى الله عنه فى ( لطائف المنن )
وكرامات سيدى مكين الدين لا تحصر ، كان رضى الله عنه فى زمنه شيخ القراء ، قرأ عليه ناس كثيرون وجماعة آخرون .
توفى نفعنا الله به بإسكندرية سنة 692 ومولده بها سمة 610 ، ودفن إلى جانب سيدى أبى العباس المرسى رضى الله عنه فى ضريح أعد له ، ومقامه ثم ظاهر يزار ويتبرك به ، نفع الله به المسلمين

- هو محمد عبد الله بن منصور أبو محمد بن أبى على ابن أبى الحسن بن أبى منصور اللخمى الإسكندرانى المالكى الشاذلى الشهير بـ ( مكين الدين الأسمر ) أستاذ محقق وهو شيخ قراء الإسكدرية ، أخذ علم القراءات عن الشيخ أبى القاسم الصفراوى – صحب الشيخ مكين الأسمر سيدى ابى وقالحسن الشاذلى وحضر معه معركة المنصورة ضد الصلبيين سنة 648هـ * وقال رضى الله تعالى عنه مكثت أربعين سنة يشكل على فى علوم الصوفية إلى أن قدر الله اجتماعى بالشاذلى فازال عنى ما أشكل على – وقال سيدى أبو الحسن الشاذلى متحدثا عن مكين الدين أنه رجل أسمر اللون أبيض القلب وأنه من الأبدال السبعة – وقد أملى الشيخ مكين الدين كثيرا من أحوال الإمام الشاذلى على أبن عطاء الله السكندرى والتى سجلها فى كتابه المشهور ( لطائف المنن فى مناقب الشيخين المرسى وأبى الحسن – توفى رضى الله تعالى عنه 692 هـ كان مقرى الأسكندرية بل الديار المصرية في زمانه ثقة صالح زاهد، قرأ القراآت الكثيرة على أبي القاسم الصفراوي وإبراهيم ابن وثيق وتقدم حكاية قراءته على ابن وثيق وأنه قرأ السبع عليه جمعاً ختمة في ليلة وهذا مما لم يسمع به لغيره، قرأ عليه محمد بن محمد بن السراج الكاتب ومحمد بن عبد النصير بن الشواء، ولد سنة إحدى عشرة وستمائةوعن الشيخ مكين الدين الأسمر رحمه الله تعالى وكان من السبعة الأبدال قال : كنت في إبتداء أمري أخيط وأتقوت من ذلك وكنت أعد كلامي بالنهار فإذا جاء المساء حاسبت نفسي فأجد كلامي قليلا فما وجدت فيه من خير حمدت الله وشكرتع ، وما وجدت فيه من غير ذلك تُبتُ إلى الله واستغفرته . إلى أن صار بدلا رضي الله عنه واعلم أنه إذا كان لك وكيل يحاسب نفسه ويحقاققها فأنت لا تحاسبه ، لمحاسبته نفسه ، وإن كان وكيلا غير محاقق لنفسه فأنت تحاسبه وتُحاققه وتُبالغ في محاسبته . فعلى هذا ينبغي أن يكون عملك كله لله تعالى ولا ترى أنك تفعل فعلا والله تعالى لا يحاسبك ولا يُحاققك .

وإذا وقع من العبد ذنب وقع معه ظُلمة ، فمثال المعصية كالنار والظلمة دُخانها ، كمن اوقد في بيت سبعين سنة ، ألا ترى أنه يسود ؟ كذلك القلب يسود بالمعصية فلا يطهر إلا بالتوبة إلى الله ، فصار الذل والظلمة والحجاب مقارنا للمعصية ، فإذا تبت إلى الله زالت آثار الذنوب و المكين الأسمر عبد الله بن منصور الإسكندراني. شيخ القراء بالإسكندرية. أخذ عن أبي القاسم بن الصفراوي، وأقرأ الناس مدة. مات في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وستمائة عن نيف وثمانين سنة. شمس الدين محمد بن عبد العزيز الدمياطي المقرئ. أخذ عن السخاوي، وتصدر، واحتيج إلى علو روايته. مات في صفر سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وله نيف وسبعون وسنة.
شهاب الدين أحمد بن عبد البارئ الصعيدي ثم الإسكندراني. قرأ على أبي القاسم عيسى، وروى عن الصفراوي والهمداني، وكان أحد الصالحين. مات في أوائل سنة خمس وتسعين وستمائة عن ثلاث وثمانين سنة. سحنون العلامة صدر الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحكيم بن عمران الأوسي الدكالي المالكي المقرئ النحوي. قرأ على الصفراوي، وسمع منه ومن علي بن مختار. وكان إماماً عارفاً بالمذهب مفتياً. مات بالإسكندرية في شوال سنة خمس وتسعين وستمائة، وقد جاوز الثمانين



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 25 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 13 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط