( قرية مناوهل )
الشيخ عبد الرحمن المناوهلى المعروف بالمنهلى
قرية من مديرية المنوفية بمركز سبك وبها أضرحة بعض الصالحين مثل الشيخ أبى العباس والشيخ البكرى والشيخ فضل والشيخ محمد السجيمنى * وينتسب اليها الشيخ عبد الرحمن المنهلى كما فى السخاوى فى الضوء اللامع فقال هو عبد الرحمن بن سليمان بن داود بن عياذ بتحتانية ابن عبد الجليل بن خلفون الزين القاهرى الشافعى ويعرف بالمنهلى ولد فى شوال سنة تسع وعشرين وثمانمائة يمناوهل من الغربية ومات أبوه وهو صغير فنشأ فى كفالة أخيه وأقام معه برواق ابن معمر بالازهر فحفظ القرآن والمنهاج وجمع الجوامع والالفيتين والشاطبية والتلخيص وأخذ فى الفقه عن الشنشى ابتداء وأخذ النحو عن الوراورى ثم انتمى للمناوى ولازمه أتم ملازمة حتى أخذ عنه الفقه أخذا مرضيا غير مرة وكذا أخذ عنه فى التفسير والحديث والتصوف والاصول والعربية وغيرها بحيث كان جل انتفاعه عليه وبه تهذب وعليه تخرج وتسلك وكان أحد قراء تقاسيمة العامة الذين كان ينوه بذكرهم وكان يرجحه فى ذوق الفقه على الجوجرى واخذ الحديث والمصطلح عن شيخنا وممن أخذ عنهم أيضا الشمنى والتقى الحصنى والسعد بن الديرى وحضر فى حجته الاولى عند القاضى ابى السعادات بن ظهيرة وبرع فى الفقه وتقدم فيه وصار لكثرة ممارسته له والتظر فى قواعده والتبصر فى مداركه فقيه النفس مع مشاركة حسنه فى الاصول والعربية وفهم مستقيم جدا واتقان فيما يبديه وعقل تام يطبط به أقواله وافعاله ويتوصل به لكف جليسه أوصاحبه زين العابدين وبالجمالية عن ابن النواجى وفى غير ذلك ثم استقر فى تدريس النابلسية تجاه سعيد السعداء وسكنها حتى مات وكات يرتفق فى معيشته بطبخ السكر ونحوه وتوالى عليه فى ذلك عدة خسارات فضم ما تأخر بيده وهو شىء يسير جدا وسافر فى البحر الى جدة ومكة فحج وأقام سنة أخرى وهى سنة ثلاث وثمانين على قدم عال فى الصلاح والعبادة ثم توعط فى غضون ذلك مدة ولم يتم تخلصه حتى انه قدم القاهرة وابتدأ الفالح معه ولكن لم يكن ذلك بمانع له من الافتاء والتدريس والكتابة وانقطع بسببه أشهرا كل ذلك وهو صابر شاكر حتى مات سنة خمس وثمانين ثمانمائة رحمه الله تعالى ومن نظمه مضمنا قول القائل مما هو مشهور على الالسنة حائط القاضى يطهر بالماء وحائط غيره يهد قوله
اذا استفتى القاضى عن النجس الذى * يحل جدار الغير يفتى بهدمه
ويفتى اذا ما حل ذاك بحيطة * بتطهيره بالماء فاعجب لحكمه
وقوله أيضا
يفالا القضاة بهدم الحيط ان تجست * مالم تكن لهمو فالماء يكفيها
ومن كلامه أيضا
اذا خكم الاله عليك فاصبر * ولا تضجر فبعد العسر يسر
فكم نار تبيت لها لهيب * فتخمد قبل أن ينشق فجر
( منـــــــوف )
بلدة قديمة تنسب اليها مديرية المنوفية التى مركزها الآن بلدة شبين الكوم ومنوف مركز بها عدة أضرحة ومساجد وتنسب الى غلى الأولياء سيأتى ذكرهم فيما بعد
المساجد والأضرحة : مسجد زوين زين الدين وهو مسجد جامع عتيق سنة 1230 ، ومسجد الملاح عتيق سنة 1270 ، مسجد عبد الله الاسرائيلى ومسجد حسن المنسوب سنة 1250 ، مسجد الشيخ خليفة وممسجد سيدى محمد الجيوشى ومسجد سيدى محمد الضرغامى ومسجد السيدة عائشة المخالصة وهؤلاء من أهل الصلاح معتقدون ويزارون ومسجد عبد القادر أبى عقدة وبه ضريح الشيخ أبى عقدة وبه ضريح يعتقد يقال له الجارحى ومسجد سيدى مسعود العجمى ومسد على الرقاق ومسجد الشيخ رفاعة ومسجد المتولى ومسجد السيدى عائشة الاسبكية جدد سنة 1230 ومسجد سيدى موسى بن عمران ومسجد محمد الجيار ومسجد الخضرى ومسجدد سيدى سعيد ومسجد السبكى ومسجد الاربعين وبها أضرحة كثيرة بقباب لبعض الصالحين مثل الشيخ رمضان الاشعثى . وكثير من الأضرحة والمساجد
وقد نشامنها أفاضل وعلماء يرحل اليهم اجلهم القطب الشهير والعلم الكبير صاحب الكرامات الباهرة والاسرار الظاهرة الصالح العابد الزاهد احد السبعة المتصرفين سيدى عبد الله المنوفى رضى الله عنه المالكى وعم ببركاته المسلمين مات سابع رضمان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ودفن تجاه قبر السلطان قايتباى بالصحراء الكبرى وكان الناس فى ذاك النهار بالصحراء للدعاء برفع الوباء عنهم فحضر جنازته نحو من ثلاثين ألف رجل وقد أفرده بالترجمة تلميذة الشيخ خليل رضى الله عنه
الشيخ عبد الله المنوفى المالكى
هو الصالح العابد الزاهد الأوحد والكرامات الكثيرة والتلامذة الأئمة مات سابع رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة هجرية ودفن تجاه قبر السلطان قايتباى بالصحراء وكان الناس فى ذلك النهار بالصحراء للدعاء برفع الوباء عنهم فحضر جنازته نحو ثلاثين ألف رجل وقد أفرد بالترجمة تلميذه الشيخ خليل رضى الله عنه وقد قمت بمعاينة القبر ولقيته متهدم وهو أمام مقابر منطقة الأبحية
يقول أبن الملقن فى طبقاته عبد الله المنوفي ( 686 – 748 هـ )
الشيخ عبد الله المنوفي المالكي. الصالح العابد الزاهد الأوحد، ذو الكرامات والتلامذة الأئمة. مات يوم السبت، سابع رمضان المعظم من شهور سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، ودفن بغرب الجبل خارج الروضة. وكان في ذلك اليوم خرج الناس للدعاء في الصحراء بسبب كثرة الفناء، فحضر أكثرهم جنازته، وكان الجمع متوفراً، حُزِر بثلاثين ألفاً. وقد افرد ترجمته بالتأليف تلميذه الشيخ خليل.
سيدى عبد الله المنوفى
يقول على باشا مبارك فى الجزء 16 ص 47
( منوف ) بلد نشأ منها أفاضل وعلماء يرحل اليهم أجلهم القطب الشهير والعالم الكبير صاحب الكرامات الباهرة والاسرار الظاهرة الصالح العابد الزاهد أحد السبعة المتصوفين سيدى عبد الله المنوفى المالكى رضى الله عنه وعم ببركاته المسلمين مات سابع رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة ودفن تجاه قبر السلطان قايتباى بالصحراء الكبرى وكان الناس فى ذاك النهار بالصحراء للدعاء برفع الوباء عنهم فحضر جنازته نحو ثلاثين ألف رجل وقد أفرده بالترجمة تلميذه الشيخ خليل رضى الله عنه *
الشيخ خليل المذكور من أهل القرن الثامن وفضله وتآليفه أشهر من أن تذكر فمنها متنه فى فقه مالك الذى عم نفعه الآقاف وهو مجلد نخو من ثلاثين كراسة وشرح بنحو مائة شرح لأختصاره وجمعه للمعانى الجمة مع بلاغة تراكيبه يقال انه مكث فى تآليفه نخو عشرين سنة ومنها شرحه التوضيح على الحاجبية وذكر المحبى فى خلاصة الاثر أن منها عبد الجواد بن محمد بن أحمد المنوفى المكى الشافعى الاديب اللوذعى كان فاضلا أديبا حسن المذاكرة أخذ بمكة عن علمائها وولى بها مدرسة ورزق بعض معلوم من الروم فتعصب عليه جماعىة ومنعوه من ذلك فرحل الى مصر وأقام بها وكان أبوه حيا وكان له فى مبدا أمره ثروة وغنى فتضايق ولم يقر له بمص قرعر فسافر الى الروم فصحبه والده هذا ثم رجع فمات والده بالشأم فتكدر هاله ثم لحق بالحرم المكى فتقدم عند الشريف وقد بلع رتبة عالية وقد ذكره السيد على بن معصوم فى السلافة فقال فى وصفخ جواد علم لاي يكبو وحسام فضل لا ينبو سبق فى ميدان الفضل اقرانه واجتلى من سعد جده ومجد قرانه وولى القضاء مرة بعد أخرى فكسى بمنصبه شرفا وفخرا ثم تقلد منصب الفتوى فبرزفيها الى الغاية القصوى مع تحليته بالامانة والخطابة والهمة التى ملأ بها من الثناء وطابه وكانت له عند شريف مكة المنزلة العليا والمكانة التى لا تنافسه فيها الدنيا الى أن دعاه ربه فقضى نحبه قال وقد وقفت له على رسالة فى شرح البيتين المشهورين وهما
من قصر الليل اذا زرتنى * اشكو وتشكين من الطول باغض عينيك وشانيهما * أصبح مشغول بمشغول
أ بدع فيها وأغرب ثم أورد من شعره قوله
أتزعم انك الخدن المفدى * وانت مصادق أعداى حقا
الى الى فاجعلنى صديقا * وصادقمن أصادقه محقا
وجانب من أعاديه اذاما * أردت تكون لى خدنا وتبقى
وهو ينظر الى قول الآخر
اذا صافى صديقك من تعادى * فقد عاداك وانفصل الكلام
وبينه وبين أهل عصره من الميين وغيرهم مطارحات ومراسلات كثيرة وله فى الاشراف الحسينيين ملوك مكة مدائح خطيرة أعرضت عنها لطولها ، وذكر عبد البر الفيومى فى المنتزه ان له تآليف منها شرح على الآجر ومية وتحريراته ومنشآته كثيرة وله شعر فائق ونثر رائق توفى خامس شوال سنة 1068 بالطائف ودفن بقرب تربة ابن عباس رضى الله عنه *
وقد افرد ترجمتأعددت هذه المادة نقلاً عن
طبقات الإمام المناوي
سيدي الشيخ عبد الله المنوفي ( من أهل القرن الثامن الهجري) رضي الله عنه صوفي ماهر، نجم عرفانه زاهر، كان حليفاً للورع والزهد كثير الأمانة والديانة والتعبد متحلياً بدين الديانة وفياً بعهد العفة والصيانة مُفَرَداً عن القوم هاجراً في المجاهدة لذة النوم
أصل أبويه من المغرب فقدما إلى مصر ونزلا بشابور من أعمال البحيرة فولد بها صاحب الترجمة سنة ست وثمانين وستمائة فمات أبوه وعمره سبع سنوات وعند موته أوصى أمه أن لا تدع تعليمه القراءة والخط فرحلت به إلى منوف وسلمته إلى العارف سليمان المغربي الشاذلي، فرباه وأدبه وعلمه، وظهرت له منه مخايل الولاية منذ صغره فشرع فى تسليكه، فنظر الشيخ سليمان يوماً إلى مفتاح أبيض وضع في طاقة الفرن، فاسْودَّ، فقال انظر يا عبد الله! من يجالس المتلوثين يتلوث! فأثر كلامه في قلبه، وأفاض على جوارحه، ولم يزل يخدم الشيخ حتى مرِضَ مرض الموت، فأحسن خدمته فكان ولد الشيخ سليمان غائبا فحضر ووالده محتضَر، فقال له الذي كان في الجراب أخذه عبد الله لكن لك الله
وقال للحاضرين: قد جاوز عبد الله مقامي!
وأذن له في الإقامة بمصر فأقام بالصالحية (بين القصرين) وأخذ مذهب المالكية والعربية والأصول والتصوف واللغة عن الشمس التونسي والمجد الأقفهسي وغيرهم. وقال كان مشايخي يحثونني على مطالعة كتب التصوف لاسيما الإحياء للغزالي قائلين: لا يكمل الفقيه حتى يتصوف!وكان كثيراً ما يقرأ شرح رسالة القشيري للشيخ عبدالمعطي السكندري والشفاء للقاضي عياض والمدخل لابن الحاج وقمع الحرص في الزهد والقناعة
للإمام القرطبي وكان أكثر قراءته وإقرائه للفقه ويقول هو أهم العلوم! وكان يحسن تقريره أكثر من
مشايخه ومعاصريه.
ولما بلغ الأربعين، اشتغل بالتجرد والتعبد. وكان ظاهره مع الطلبة، وباطنه مع الله. ولما بلغ الأربعين، اشتغل بالتجرد والتعبد، وكان ظاهره مع الطلبة وباطنه مع الله. دعاه رجل إلى وليمة، فأجلسه وجماعته عند النعال وقال أمسكوا عن الأكل حتى يفرغ الناس ثم قدم لهم فضلة العبيد والأطفال، فصار الشيخ عبد الله يلحس الآنية، ويقول لصحبه اغتنموا ربكة الآكلين وتعلموا حسن الظن بالناس . ثم قال لهم لو أن هؤلاء أحسنوا الظن بنا واعتقدوا أننا من الصالحين الذين ماتت نفوسهم ما أجلسونا خلف النعال ولا أطعمونا الفضلة.
وكان متزوجاً أمة مسنة شوهاء سائلة المخاط فكان يقدم لها نعلها ويقول : اجعليني في حل فإنني ما كنت أصلح لك! فقال بعضهم إننا نتكلف لرؤيتها فكيف تعاشرها! فقال أهوال القيامة ما تركت في بقية لشيء من الشهوات.
ودعاه ناظر خانقاه سعيد السعداء (أقامها أحد سلاطين الأيوبيين وأوقفها على المتعبدين من الصوفية) للإقامة بها فأبى وقال إن واقفها أي صاحب الوقف الذي أنشأها-- شَرَطَ خبزها وحلاوتها للصوفية وأنا لست بصوفي!! ويقول استأذنت المصطفى صلى الله عليه وسلم في الانقطاع عن الناس فلم يأذن لي! وكان قليل المنام والكلام ويمكث أياماً لا يأكل ولا يشرب وكان يتكلم في علوم المعارف بأحسن كلام كأنه قطب دجاها وشمس ضحاها ، وسمع كتب السنة الستة وأسمعها أي البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي وأبو داوود
وكان دائم الاشتغال بأنواع الطاعات لا يفترّ (أي لا يصيبه الفتور) وكان صائم الدهر . وكان يقرأ الكتب الصعبة كابن الحاجب الفرعي والأصلى وهما كتابان في النحو لابن الحاجب وإذا درس كان يخرج من فمه النور وإذا حسر عن ساعديه يظهر عليهما النور وكان مع ذلك كله لا يرى نفسه أهلا لإقراء العلم ويقول للطلبة إنما نحن إخوان نتذاكر! و استوى عنده الأمير والوزير والفقير والذم والمدح بل الذم والفقر كانا أحب إليه وكان كثير الورع جداً قولاً وفعلاً وشرباً وأكلاً ولبساً فكان لا يكتسي إلا من غزل أخته دون زوجته لشدة وثوقه بورع أخته، ويقتصر على ثوب خام غليظ وعمامة دون عشرة أذرع يرخي لها عذبة (وهي الطرف المتدلي خلف الظهر من العمامة) ويقعد في بيته على برش أو فروة ويتغطى بعباءة لا تساوي أربعة دراهم وبالجملة كان يرى الدنيا كالميتة لا يتناول منها إلا بقدر الضرورة وعرض عليه القيام على مدارس العلم فامتنع وخرج من الدنيا و لم يضع حجراً على حجر ولم يصنف ورقة ولا كتب على فتوى وكان لا يقوم لأحد من العلماء إلا إن عرف عن حاله العمل بعلمه وكان يخفف صلاة الفرض ويقول هي صلاة الأبدال، ومثلنا لا يقدر على طول الوقوف بين يدي الله تعالى بغير خروج قلبه إلى أمور الدنيا.
وكان حمولاً للأذى وكان يحمل أفعال الناس على أحسن المحامل
أشاعوا عنه أنه يعمل الكيمياء (تحويل المعادن الخسيسة إلى نفيسة) فقال: مرادهم التقوى فإنها كيمياء الفقراء (أي الصوفية)
فقيل له: قالوا إن زوج أختك يبيعها لك؟ فقال: مرادهم يتعلم مني التقوى
وكان سيره سير الفقراء وانفاقه انفاق الأمراء محبوباً للسلطان فمن دونه ,وتزوج عدة زوجات
وكان طلق الوجه يتلطف بأصحابه ويؤنسهم وينفق عليهم
وكان دعاؤه للناس بحسب أحوالهم ويأتي من الشعر بما يناسب الحال من وعظ ومنه
أوليتني نعماً أبوح بشكرها
وكفيتني كل الأمر بأسرهاه بالتأليف تلميذه الشيخ خليل
من أهل القرن الثامن وفضله وتآليفه أشهر من أن تذكر فمنها متنه فى فقه مالك الذى عم نفعه الآفاق وهو مجلد نحو من ثلاثين كراسة وشرح بنحو مائة شرح مائة شرح لاختصاره وجمعه للمعانى الجمة مع بلاغة تراكيبه يقال انه مكث فى تأليفه نحو عشرين سنة ومنها اشرحه التوضيح على الحاجبية ، وذكر المحبى فى خلاصة الاثر منها
( وسيدى عبد الله المنوفى زرته عدة مرات لما فيه من صهر ونسب من بيت أهل زوجتى )