اشترك في: الثلاثاء مارس 09, 2004 7:41 pm مشاركات: 1823
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و كل عام و حضراتكم بخير طالعت مقال الكاتب (أحمد بهجت ) بجريدة الأهرام أمس الأول فى عاموده الشهير "صندوق الدنيا" ، و هو يتحدث عن المراحل التى مرت بها الهجرة النبوية الشريفة. بدأ كلامه بالآتى: "نسج الخيال الشعبي قصصا عن العنكبوت التي نسجت بيتها علي باب الغار, وعن الحمامة التي باضت علي بابه, ولكن هذا كله لم يرد في السنن الصحاح, كما يحدثنا الشيخ محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة. " رابط المقال هو http://www.ahram.org.eg/376/2010/12/09/11/52370.aspx الحقيقة أزعجتنى كلمة "الخيال الشعبى" و كنت قد طرحت مشاركة بسيطة بشأن هذا الموضوع بالموقع المبارك ، و رابطها هو viewtopic.php?t=3044&highlight=
و استأذن حضراتكم بفرد مشاركة منفصلة لها للتسهيل ... 1- "حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال: وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس: -في قوله وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم: بل اقتلوه وقال بعضهم: بل أخرجوه فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا اليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا قال: لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال." أخرجه الإمام أحمد (7/114) و عبد الرزاق فى المصنف (5/389) و الطبرانى فى الكبير (10/100) ذكر الحديث السابق ابن حجر و حسنه فى فتح البارى (7/236) و قال "وذكر أحمد من حديث بن عباس بإسناد حسن ..." قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (7/27) رواه أحمد والطبراني وفيه عثمان بن عمرو الجزري وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح يقول الفقير إلى الله بالنسبة ل(عثمان بن عمرو الجزرى): قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (3/24) "ولم أجد من ترجمه" فى حين أنه قال عنه فى الحديث السابق (7/27) "وثقه ابن حبان و ضعفه غيره" بعدها قال عنه فى (9/102) "لم أعرفه" و جاء فى الجرح و التعديل (6/174) أن احمد بن حنبل سئل عن (عثمان الجزري) فقال روى أحاديث مناكير زعموا انه ذهب كتابه
2- مجمع الزوائد - الإمام الهيثمى - باب جزاء الصيد "عن مصعب المكي قال أدركت أنس بن مالك وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أمر الله شجرة ليلة الغار فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر العنكبوت فنسجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار فأقبل فتيان قريش من كل بطن بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم قدر أربعين ذراعا فعجل بعضهم ينظر في الغاز فراى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا مالك رأيت حمامتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فعرف أن الله قد درأ عنه بهما فدعا لهن وسمت عليهن وفرض جزاءهن وأقرن في الحرم رواه الطبراني في الكبير ومصعب المكي والذي روى عنه وهو عوين ابن عمرو القيسي لم أجد من ترجمهما وبقية رجاله ثقات"
3- و قد نقل جماعة من المفسرين - مثل الطبرى (9/228) و القرطبى (8/144) و ابن كثير (2/304) - قصة العنكبوت ، فى حين أن ذكر الحمامة لم أجدها إلا فى القرطبى و ننقلها فيما يلى: تفسير الإمام القرطبى فى الآية " {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40
" وكانت أسماء بنت أبي بكر الصديق تأتيهما بالطعام ويأتيهما عبدالله بن أبي بكر بالأخبار ثم يتلوهما عامر بن فهيرة بالغنم فيعفي آثارهما فلما فقدته قريش جعلت تطلبه بقائف معروف بقفاء الأثر حتى وقف على الغار فقال هنا إنقطع الأثر فنظروا فإذا بالعنكبوت قد نسج على فم الغار من ساعته ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله فلما رأوا نسج العنكبوت أيقنوا أن لا أحد فيه فرجعوا وجعلوا في النبي صلى الله عليه وسلم مائة ناقة لمن رده عليهم الخبر مشهور وقصة سراقة بن مالك بن جعثم في ذلك مذكورة وقد روي من حديث أبي الدرداء وثوبان رضي الله عنهما أن الله عز وجل أمر حمامة فباضت على نسج العنكبوت وجعلت ترقد على بيضها فلما نظر الكفار إليها ردهم ذلك عن الغار." "العاشرة قوله تعالى فأنزل الله سكينته عليه فيه قولان أحدهما على النبي صلى الله عليه وسلم والثاني على أبي بكر ابن العربي قال علماؤنا وهو الأقوى لأنه خاف على النبي صلى الله عليه وسلم من القوم فأنزل الله سكينتة عليه بتأمين النبي صلى الله عليه وسلم فسكن جأشه وذهب روعه وحصل الأمن وأنبت الله سبحانه ثمامة وألهم الوكر هناك حمامة وأرسل العنكبوت فنسجت بيتا عليه" إنتهى
4- ذكرها صاحب السيرة الحلبية من خلال أبيت الإمام البوصيرى : أخْــرَجُـــوهُ مِـنْــهَــا وَآوَاهُ غَـــــارٌ وَحَــمَــتْــهُ حَــمَــامَــةٌ وَرْقَـــــــاءُ وَكَـفَـتْــهُ بِـنَـسْـجِـهَـا عَـنْـكَـبُــوتٌ مَـاكَـفَـتْـهُ الْـحَـمَـامَـةُ الْـحَـصْــدَاءُ
ما أردت تو ضيحه مما سبق أن قصة الحمام و العنكبوت ليست من نسج الخيال الشعبى كما ذكر الكاتب، و إنما جاءت فى كتب الأعلام من العلماء سواء حسنت أم ضعفت الأسانيد.
و صل اللهم و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
|
|