سَيِّدِي الْعَارِفُ بِاللهِ تَعَالَى عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ نَاصِرِ الدِّينِ الْبَرَمُونِيُّ (رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ)
(الكائن ضريحه بالجمالية بالقاهرة)
وذكرت كتب التراجم (الأعلام للزركلي) أنه (رضي الله تعالى عنه) كان في الفترة من 893 هـ إلى 998 هـ
• هو الإمام العلامة فقيه المالكية الذي ولد ونشأ في مصراته بليبيا ودرس فيها علوم الدين وتفقه بها، ثم أتى إلى مصر فاستكمل دراسته وعلم، وانتقل إلى مكة المكرمة وعاش بها فترة من الزمن التقى بالعلماء والفقهاء، ثم رجع إلى مصر حيث سطع نجمه في سماء العلماء البارزين والأئمة الموثوق بهم وخاصة في الفقه المالكي، حتى إن كثيرًا من علماء الفقه قد استشهدوا به في مؤلفاتهم مثل الإمام أحمد الصاوي في كتاب بلغة السالك لأقرب المسالك وكما في حاشية الصاوي على الشرح الصغير، والإمام علي الصعيدي العدوي المالكي استشهد به في حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني، والإمام محمد عرفة الدسوقي كما في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، والإمام الخرشي على مختصر سيدي خليل، وكذا الشيخ محمد عليش قد استشهد به في منح الجليل شرح مختصر سيدي خليل.
• وتقديرًا لجهوده وعلمه في خدمة الدين، فقد أطلق اسمه على إحدى المعاهد الأزهرية معهد البرموني الأزهري.
• كما أن له مؤلفات عدة ومنها:
1. حاشية على مختصر خليل في فروع الفقه المالكي.
2. روضة الأزهار في مناقب شيخه عبد السلام ابن سليم الطرابلسي.
3. مواهب الرحيم (مختصر شجرة النور).
• هذا ولم يكشف النقاب بعد عن الجانب الصوفي المتأصل في شخصية سيدي عبد الكريم البرموني، وقد لازم وعاش مع الأولياء العارفين الأقطاب، ودفن بجوار سيدي محمد شرف الدين الكردي (رضي الله تعالى عنهم أجمعين ونفعنا بهم).
بِكَنَفِ الْإِلَهِ الرَّحْبِ أُقِيمُ
عَلَى شَرْعٍ مُنَزَّلٍ أَسْتَقِيمُ
أَسِيرُ وِفْقَ مِنْهَاجٍ مُرَقَّى
رَعَاهُ مَنْ لَهُ جَاهٌ عَظِيمُ
***
ضِيَاءُ الْحَقِّ فِي الْأَكْوَانِ يَسْرِي
يَفُوزُ بِنُورِهِ قَلْبٌ سَلِيمُ
وَيَبْقَى الضَّالُّ فِي الظُّلُمَاتِ يَرْتَعُ
وَعُقْبَاهُ إِذَا وَلَّى وَخِيمُ
وَبَرَكَاتٌ تَحِلُّ عَلَى مُطِيعٍ
كَغَيْثٍ بِهِ فَاضَ النَّعِيمُ
وَنَهْرٍ مَاؤُهُ عَذْبٌ زُلَالُ
دَوَاءٌ لَهُ بَرِئَ السَّقِيمُ
***
قُلُوبٌ تَهِيمُ بِذِكْرِ وَجْدٍ
تَحِنُّ إِلَيْهَا زَمْزَمُ وَالْحَطِيمُ
بِهَا الْأَلْطَافُ بِالْأَقْدَارِ تَجْرِي
بِقَوْمٍ نَابَهُمْ خَطْبٌ جَسِيمُ
***
مَبَاهِجُ تَعْلُو بِكُلِّ نَفْسٍ
وَقَلْبٍ حَفِظَهُ بَرٌّ رَحِيمُ
وَأَبْصَارٍ تُطَالِعُ فِي سَمَاهَا
نُجُومًا ضَمَّهَا لَيْلٌ بَهِيمُ
وَأَطْيَارًا تَطِيرُ بِرَحْبِ أُفُقٍ
كَأَسْرَابٍ لَهَا عِقْدٌ نَظِيمُ
تُغَرِّدُ بِالرِّيَاضِ بِشَجَرِ دَوْحٍ
مَغَانِيَ يُشْجِيهَا لَحْنٌ رَخِيمُ
وَأَزْهَارًا تَبَاهَتْ فِي جَمَالٍ
يَفُوحُ بِعِطْرِهَا دَوْمًا نَسِيمُ
***
وَأَطْفَالٌ لِآيِ الذِّكْرِ تَتْلُو
يُحَرِّكُ صَوْتُهَا مُهَجًا تَهِيمُ
وَسَاحَاتٌ لِآلِ الْبَيْتِ تَزْهُو
بِأَحْبَابٍ لَهَا أَبَدًا تُقِيمُ
هِيَ الْوَاحَاتُ تَحْلُو لِأَهْلِ وُدٍّ
وَلَا يَنْعَمُ بِسَاحَتِهَا لَئِيمُ
***
نُوَاصِلُ سَعْيَنَا لِلْآلِ شَوْقًا
وَعَنْ أَعْتَابِهِمْ لَسْنَا نَرِيمُ
وَمَنْ يُصْرَفْ عَنِ الْحَقِّ سَفَهًا
عُتُلٌّ شَابَهُ قَلْبٌ أَثِيمُ
***
عُلُومُ الشَّرْعِ أَحْكَامٌ وَفِقْهٌ
لِمَنْ لِلْعِلْمِ وَالْبَحْثِ يُدِيمُ
وَنُورُ السِّرِّ ضِيَاءٌ تَجَلَّى
بِوَهْبٍ وَكَسْبٍ لِمَنْ يَسْتَقِيمُ
وَمَنْ فَازَ فَازَ بِشَرْعٍ وَسِرٍّ
وَذَاكَ اصْطِفَاءٌ وَدُرٌّ نَظِيمُ
***
قَطَعْتُ الْعُمْرَ فِي التَّحْصِيلِ طَلَبًا
لِعِلْمٍ وَعَاهُ عَقْلٌ فَهِيمُ
رَأَيْتُ الْعِلْمَ بِالتَّحْقِيقِ بَحْرًا
وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمُ
***
سَأَلْتُ اللهَ بِالْأَسْحَارِ وَهْبًا
وَمَنْحًا يَرُوقُ لَهُ حَكِيمُ
فَكَانَ الْوَهْبُ وَالْمَنْحُ فَهْمًا
لِبَاطِنِ سِرٍّ تَجَلَّى بِهِ كَرِيمُ
***
لِكُلٍّ لَهُ شَأْنٌ وَقَدْرٌ
وَغَيْبُ اللهِ مُنْكِرُهُ أَثِيمُ
فَسَلِّمْ كُلَّ أَمْرٍ فِي امْتِثَالِ
وَعِشْ فِي الدُّنْيَا لِلدِّينِ تُقِيمُ
وَلَازِمْ فِي الطَّرِيقِ بَصِيرَ شَيْخٍ
لَهُ فَتْحٌ وَقَلْبٌ رَحِيمُ
وَانْهَلْ مِنْ مَعِينِ الْحُبِّ كَأْسًا
يَدُومُ وَإِنْ غَابَ النَّدِيمُ
فَالْحُبُّ دَأْبُ السَّالِكِينَ مَا وَعَوْا
مَنْ ذَا الَّذِي لِلْعَاشِقِينَ يَلُومُ
***
وَصَلِّ رَبَّنَا دَوْمًا وَأَبَدًا
عَلَى رَحْمَةٍ لِلْعَالَمِينَ تَدُومُ
وَآلٍ وَصَحْبٍ عَاشُوا نُجُمًا
تُضِيءُ صِرَاطًا لَنَا يَسْتَقِيمُ
مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ
وَشَاعَ ضَوْءٌ بِالْكَوْنِ عَمِيمُ
(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
ربيع الأول 1432 هـ
نوفمبر 2011 م