بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ الآية
نَفْحَةٌ حُسَيْنِيَّةٌ
الْعَارِفَةُ بِاللهِ تَعَالَى السَّيِّدَةُ/ زَكِيَّة عَبْد الْمُطَّلِب بَدَوِي
(رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا)
• سليلة العترة النبوية المطهرة لازمت مجاورة جدها مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه وأرضاه).
• عشقت الاختلاء لله تعالى في تهجد وتبتل وقيام وذكر ودعاء.
• وكان ديدنها الكرم والجود وإقامة الموائد للإطعام التي لا تزال قائمة حتى الآن في ساحتها العامرة في حي الجمالية وساحتها المباركة في حميثرة بجوار مقامها الأنور المجاور لمقام سيدي أبو الحسن الشاذلي (رضي الله تعالى عنه).
• ومن المأثور عنها أنها حين اقترب أجلها سافرت إلى حميثرة لتنال الشرف المقدر لها بمجاورة الإمام الشاذلي الذي دعاها لتنفرد بهذا القرب (رضي الله تعالى عنهما).
أوْلَيْتَهَا نِعَمًا يا وَاسِــعَ الكَرَمِ
تَحَارُ في وَصْفِهَا مَجَامِعُ الكَلِمِ
إشْرَاقُهَا في الوَرَى نورٌ على عَلَمِ
وَقِمَّة ٌ لاَ تُبَارَى فِي العِلْمِ وَالحِكَمِ
وَهَدْيُهَا لَمْ يَزَلْ يَجُودُ بـِالقِـيَمِ
فهيَ المَنَارَة للحَيْرانِ في الظُّلَمِ
كَمْ أبْرَأتْ نَفـْسًا مِنْ شِدَّةِ السَّقَمِ
وَجَمَّلَتْهَا بعِقْدِ الشَّرْعِ والشِّيَمِ
الكُلُّ مِنْ حَوْلِهَا بـِالفَرَحِ مُبْتـَسِمِ
نورُ السَّكِينةِ سَكَنًا لِذِي الألَمِ
وَمَنْ يَطـْرُقِ البَابَ يَفُـزُ بالغُنمِ
يَنَالُهُ الهَدْيُ في رَشَدٍ وَفِي عِصَمِ
أمُّ العَزَائِمِ وَالإرْشَـــادِ وَالهِمَمِ
شَادَتْ رِجَالاً عُظَمَاءَ في الأمَمِ
أعْلاَهَا حُبُّ الرسول والعِتْرَةِ القِمَمِ
وأكَّدَتْهُ صَلاَةٌ مِنْ فـَيْضِهِ العَمِمِ
فـَهُوَ النـَّبـِي ُّوالخَلْقُ في العَدَمِ
وهو السِّـرَاجُ للرُّسْلِ وَالأمَمِ
بِنْتُ الحُسَيْنِ مَلاَذ العُرْبِ وَالعَجَمِ
لَهُ المَعَالِيَ في حِلٍّ وَفِي حَرَمِ
قد أهْدَاهَا سَاحَة تَفِيضُ بالكَرَمِ
فِيهَا المَحَامِدُ بالإطْعَامِ وَالحِشَمِ
دارُ الكِرَامِ في خَيْرٍ وَفِي نِعَمِ
مَا بَقَى أهْلُ الجُودِ والبرِّ وَالكَرَمِ
للهِ عاشتْ بالإخْلاص في كَتَمِ
لَمْ يُثْنِهَا ضَعْفٌ فِي الشَّيْبِ وَالهَرَمِ
وباقتِرابِ مَنُونٍ وحُسْنِ مُخْتَتَمِ
سَعَتْ إلى رَوْضِهَا بالعَزْمِ وَالحَسْمِ
الشَّاذِلِيُّ دَعَاهَا للقرْبِ وَالرَّحِمِ
فهوَ المُنَسَّبُ للمُخْتار ذي العِصَمِ
وَهِيَ الزَّكِيَّة في خُلُقٍ وَفِي شِيَمِ
وَالعِطرُ في رَوْضِهَا للزَّهْرِ وَالسَّلَمِ
ياربِّ صَلِّ على المبعوثِ في القِدَمِ
فـَيْضِ الكَرَامَةِ وَالإحْسَانِ وَالقِيَمِ
وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالعِتْرَةِ العِظَمِ
مَا عَلاَ شَدْوُ الأطْـيَـار بالنـَّغـَمِ
***
(وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)
كتبها الفقيرإلي الله تعالى
محمد محمد بيومي
9 رجب 1418 هـ
9 نوفمبر 1997 م
رِسَالَةُ سَيِّدَتِنَا الْعَارِفَةِ بِاللهِ تَعَالَى الْحَاجَّةُ/ زَكِيَّةٌ عَبْد الْمُطَّلِبِ بَدَوِيّ
(رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا)
سَلَكْتُ طَرِيقَ رَبِّي لِارْتِوَاءِ
بِنُورِ الْوَهْبِ أَحْظَى وَاصْطِفَاءِ
وَلَسْتُ أَقُولُ عَمَلِي وَكَسْبِي
نَوَالُ الْفَضْلِ مِنْ رَبِّ الْعَطَاءِ
وَمِنْهُ الْعَوْنُ فِي ذِكْرٍ وَسَهَرٍ
وَإِحْيَاءِ اللَّيَالِي فِي اخْتِلَاءِ
رَؤُوفٌ رَبُّنَا مُعِينٌ لِعَبْدٍ
تَحَرَّى الصِّدْقَ أَبَدًا فِي وَفَاءِ
سَلِيمِ الْقَلْبِ مِنْ فِتَنٍ وَزَيْغٍ
يُنَاجِي اللهَ فِي شَوْقِ احْتِمَاءِ
يُجَافِي الدُّنْيَا لِإِبْرَاءٍ وَفَوْزٍ
وَخُلْدٍ فِي نَعِيمٍ وَفِي هَنَاءِ
يُرَاعِي الْحَقَّ فِي قَوْلٍ وَسَعْيٍ
وَطُعَمٍ مِنْ حَلَالٍ فِي إِبَاءِ
فَأَمْرُ الرِّزْقِ مَكْفُولٌ بِأَزَلٍ
وَتَقْوَى النَّفْسِ تُقْنِعُ فِي رِضَاءِ
وَلَيْسَ أَضَرَّ مِنْ آفَاتِ شُبَهٍ
تَفَشَّتْ فِي الْمَعَايِشِ فِي وَبَاءِ
تُبَدِّدُ أَجْرَ قُرُبَاتٍ وَنُسُكٍ
وَتُغْلِقُ بَابَ رَفْعٍ لِلدُّعَاءِ
***
شَفِيقُ الْقَلْبِ فِي الْعُبَّادِ يَعْلُو
بِعَطْفٍ عَلَى الْخَلَائِقِ فِي سَخَاءِ
إِطْعَامٌ وَسُقْيَا بِطِيبِ نَفْسٍ
وَلِلَّهِ إِنْفَاقٌ وَبَذْلٌ لِابْتِغَاءِ
جِنَانُ الْخُلْدِ تَدْنُو مِنْ جَوَّادٍ
وَتَنْأَى عَنْ بَخِيلٍ فِي شَقَاءِ
***
مَحَبَّةُ رَبِّنَا سَعْدٌ وَسَتْرٌ
وَرَاحَةٌ لِلْقُلُوبِ مِنَ الْعَنَاءِ
وَقُرْبَى إِلَى اللهِ فَضْلٌ وَحَمْدٌ
وَشُكْرٌ مِنْ نُفُوسٍ فِي اهْتِدَاءِ
وَعِشْقُ نَبِيِّنَا الْمَحْبُوبِ فَوْزٌ
وَمَنْجَى مِنْ ضَلَالَاتِ عَمَاءِ
***
وَآلُ الْبَيْتِ فِي الْآفَاقِ نُجُمٌ
تُضِيءُ الْكَوْنَ نُورًا فِي بَهَاءِ
مَوَدَّتُهُمْ لَهَا أَجْرٌ وَرَوْحٌ
وَفَرَجٌ فِي الشَّدَائِدِ وَالْبَلَاءِ
تَبَارِيكُ الْإِلَهِ لَهُمْ وِسَامٌ
وَتَاجُ الطُّهْرِ مَفْخَرَةُ انْتِمَاءِ
***
بِسُبُلِ الرُّشْدِ قَدْ أَلْزَمْتُ نَفْسِي
بِهَدْيٍ مُبَرَّإٍ مِنْ كُلِّ دَاءِ
سَلَكْتُ طَرِيقَ الْحَقِّ أُعْلِي
مَشَارِبَ نَهْجٍ سَمَا فِي ارْتِقَاءِ
عَلَى هَدْيِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَمْضِي
فَشَرْعُ اللهِ أَوْلَى بِاقْتِدَاءِ
***
مَسَالِكُ شَاعَتْ فِي الْخَلْقِ تُرْدِي
تُنَافِي الشَّرْعَ مِنْ أَلِفٍ لِيَاءِ
هِيَ الْفِتَنُ تَمُوجُ بِكُلِّ أَرْضٍ
تَبُثُّ الزَّيْغَ فِي جَوِّ الْفَضَاءِ
تُزَيِّنُ لِلنُّفُوسِ هَدْمًا لِقِيَمٍ
رَعَاهَا الصَّالِحُونَ مِنَ ابْتِدَاءِ
وَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ وَوَلَدٍ
إِذَا الْإِيـمَـانُ وَلَّى بِانْقِضَاءِ
يُرَادُ الْهَجْرُ إِنْ طَمَّتْ وَعَمَّتْ
وَوَجَبَ الصَّمْتُ بِلُزُومِ اخْتِلَاءِ
يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَهْلٍ وَصَحْبٍ
إِلَى الصُّعُودَاتِ يَضْرَعُ بِالدُّعَاءِ
وَلَيْسَ يُضَامُ لِأَهْلِ الْبَيْتِ حِبٌّ
تَوَسَّلَ بِالرَّسُولِ فِي كَرْبٍ وَدَاءِ
***
جَعَلْتُ الزُّهْدَ وَالْإِنْفَاقَ دَرْبِي
فَرَغَدُ الْعَيْشِ مَاضٍ لِلْفَنَاءِ
أُبَادِرُ بِالْعَفْوِ مِنِّي صَفْحًا
وَإِحْسَانًا وَدَعْوَى بِاهْتِدَاءِ
لَعَلَّ اللهَ يَشْمَلُنِي بِعَفْوٍ
عَنِ التَّقْصِيرِ فِي فَصْلِ الْقَضَاءِ
***
بِشَرَفِ النَّسَبِ أُورِثْتُ هَدْيًا
وَتَفْوِيضًا وَامْتِثَالًا فِي رِضَاءِ
وَأَيْقَنْتُ أَنَّ الْمُخْتَارَ جَدِّي
وَأَبِي الْحُسَيْنُ عَلَمُ الْفِدَاءِ
مَا غَابَا عَنِّي يَقْظِي وَنَوْمِي
هُمَا سِرَاجِي مُنْذُ ابْتِدَاءِ
خَلَوْتُ فَرُفِعَ الْحِجَابُ عَنِّي
بِنُورِ الْحَقِّ أَشْهَدُ فِي جَلَاءِ
بَدَائِعَ مَلَكُوتٍ لَا يَرَاهَا
سِوَى أَهْلِ الْبَصَائِرِ بِاصْطِفَاءِ
وَسِرِّي بَاطِنٌ يَعْلَمُهُ رَبِّي
وَيَعْلَمُهُ الرَّسُولُ بِإِخْبَارِ السَّمَاءِ
***
تَبَدَّى الشَّاذِلِيُّ فِي الْخَلْقِ عَلَمًا
يُقِيمُ الصَّرْحَ يَعْلُو فِي ارْتِقَاءِ
لِأَفْذَاذِ التُّقَاةِ وَالْهِمَمِ يُرَبِّي
رِجَالًا صَدَقُوا اللهَ فِي الْأَرْجَاءِ
هُمُ الْأَنْوَارُ وَالْأَضْوَاءُ تَهْدِي
شَبَابًا يَبْتَغِي خَيْرَ اقْتِدَاءِ
جِوَارِي مِنْهُ كَرَمٌ وَوَصْلٌ
وَأَمْرٌ يَنْجَلِي يَوْمَ الْقَضَاءِ
***
صَلَاةُ اللهِ وَالتَّسْلِيمُ دَوْمًا
عَلَى الْهَادِي الْمُشَفَّعِ فِي النِّدَاءِ
وَآلٍ وَصَحْبٍ كِرَامٍ وَعِتَرٍ
هُدَاةِ الْخَلْقِ أَنْوَارِ الضِّيَاءِ
مَا رَحَلَ لَيْلٌ وَانْشَقَّ فَجْرٌ
وَغَرَّدَ طَيْرٌ عَلَا بِالسَّمَاءِ
***
(وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم)
كتبها الفقير إلى الله تعالى
محمد محمد بيومي
رمضان 1430 هـ
سبتمبر 2009 م