موقع د. محمود صبيح

ورد عن نعيم بن حماد في كتابه الفتن رقم638 جاء فيها قال " صلى الله عليه وعلى آله وسلم " إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال قلنا وما الصيحة يا رسول الله قال هدة في النصف من رمضان ليلة جمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا آذانكم فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا سبحان القدوس سبحان القدوس ربنا القدوس فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل ذلك هلك .

_________________



أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

باب ما جاء أن اللسان في الفتنة أشد من وقع السيف

عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ستكون فتنة – أو فتن -تستنطف العرب ، قتلاها في النار ، اللسان فيها أشد من وقع السيف )

خرجه أبو داود والترمذي وقال : حديث غريب ، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : لا يعرف لزياد بن سمين كوش عن عبد الله بن عمر غير هذا الحديث الواحد . وروي موقوفاً .

وذكره أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ( ستكون فتنة صماء بكماء عمياء ، من أشرف لها استشرفت له . اللسان فيها كوقوع السيف )

أخرجه ابن ماجه أيضاً عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إياكم و الفتن فإن اللسان فيها مثل وقع السيف .

قال القرطبى :
قوله ( تستنطف ) أي ترمي . مأخوذ من نطف الماء أي قطر . والنطفة الماء الصافي قل أو كثر والجمع النطاف . أي أن هذه الفتنة تقطر قتلاها في النار أي ترميهم فيها ، لاقتتالهم على الدنيا واتباع الشيطان والهوى .
و ( قتلاها ) بدل من قوله ( العرب ) هذا المعنى الذي ظهر لي في هذا ، ولم أقف فيه على شيء لغيري والله أعلم .
قوله ( اللسان فيها أشد من وقع السيف ) أي بالكذب عند أئمة الجور ونقل الأخبار إليهم ، فربما ينشأ عن ذلك من النهب والقتل و الجلد والمفاسد العظيمة أكثر مما ينشأ من وقوع الفتنة نفسها .

وفي الصحيحين ، عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار بعد ما بين المشرق والمغرب )
وفي رواية عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) لفظ مسلم .

وقد روي ( أن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقى لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً )

فقوله ( من سخط الله ) أي مما يسخط الله ، و ذلك بأن يكون كذبة أو بهتاناً أو بخساً أو باطلاً يضحك به الناس ، كما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال ( ويل للذي تكلم بالكلمة من الكذب ليضحك الناس ويل له و ويل له ) .

وفي حديث ابن مسعود ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الرفاهية من سخط الله ترديه بعد ما بين السماء و الأرض ) .

قال أبو زياد الكلابي : الرفاهية السعة في المعاش والخصب ، و هذا أصل الرفاهية ، فأراد عبد الله بن مسعود أن من يتكلم بالكلمة في تلك الرفاهية و الأتراف في دنياه مستهيناً بها لما هو فيه من النعمة ، فيسخط الله عز و جل عليه .
قال أبو عبيدة : وفي الرفاهية لغة أخرى ، الرفاعية ، وليس في هذا الحديث يقال : هو في رفاهية ورفاعية من العيش .

و قوله ( صماء بكاء عمياء ) يريد أن هذه الفتنة لا تسمع ولا تبصر فلا تقلع ولا ترتفع ، لأنها لا حواس لها فترعوى إلى الحق ، وأنه شبهها هكذا لاختلاطها وقتل البريء فيها والسقيم ، بالأعمى الأصم الأخرس الذي لا يهتدي إلى شيء ، فهو يخبط عشواء ، والبكم الخرس في أصل الخلقة ، والصم الطرش . انتهى كلام القرطبى فى التذكرة .

يقول الفقير مريد الحق :

وفى هذه الأيام تجد الناس يتكلمون ليل نهار فى أشياء لم يكن لهم بها علم من قبل الفتنة .. ففجأة أصبح جميع الناس – إلا من رحم ربى – فقهاء فى الدستور .. وعلماء فى الاقتصاد .. وخبراء فى حل المشاكل .. ومن أهل الكشف بحيث يعرفون أين بالضبط أموال البلد التى – كما يقولون هربت - ، وماهو الرقم الحقيقى لهذه الأموال .!!!!!!!!

سبحان الله ... لقد كره الله إلينا " قيل وقال " .. وقال المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم " كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع " . فماذا بعد الحق إلا الضلال .. نسأل الله السلامة .

قال الإمام القرطبى :

باب الأمر بالصبر عند الفتن و تسليم النفس للقتل عندها والسعيد من جنبها .

أخرج أبو داود عن أبي ذر قال :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا أبا ذر ) قلت : لبيك رسول الله وسعديك ، وذكر الحديث قال ( كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت ، بالوصيف ) يعني القبر ، قلت : الله ورسوله أعلم ، أوقال ما خار الله لي ورسوله
قال ( عليك بالصبر - أو قال تصبر ، ثم قال : يا أبا ذر ) قلت : لبيك وسعديك ؟
قال ( كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم ) قلت : ما خار الله لي ورسوله .
قال ( عليك بمن أنت منه ) قال قلت : يا رسول الله ، أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي ؟
قال ( شاركت القوم إذا ) قال قلت : فما تأمرني ؟
قال ( تلزم بيتك ) ، قال قلت : فإن دخل على بيتي ؟
قال ( فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك ، يبوء بإثمه و إثمك )

خرجه ابن ماجه وقال ( تصبر ) من غير شك ، وزاد بعده قال (كيف أنت وجوع يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ، أو لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك ) قال قلت : الله ورسوله أعلم ما خار الله لي ورسوله ،
قال ( عليك بالعفة - ثم قال : كيف أنت وقتل يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم) الحديث .
وقال ( فألق طرف ردائك على وجهك فيبوء بإثمه و إثمك فيكون من أصحاب النار ) .

وفي حديث عبد الله بن مسعود حين ذكر الفتنة قال ( الزم بيتك ) قيل : فإن دخل على بيتي ؟ قال ( فكن مثل الجمل الأورق الثقال ، الذي لا ينبعث إلا كرهاً ولا يمشي إلا كرهاً ) .

وأخرج أبو داود قال :
عن المقداد بن الأسود قال : وايم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن السعيد لمن جنب الفتن و لمن ابتلى فصبر فواها ) .

وأخرج الترمذي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر ) قال : حديث غريب .

فصل

قوله ( بالوصيف ) الوصيف الخادم ... يريد أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت ويدفنه إلا أن يعطى وصيفاً أو قيمته ، و قد يكون معناه أن مواضع القبور تضيق عليهم فيبتاعون لموتاهم القبور كل قبر بوصيف ، و قوله ( غرقت بالدم ) أي لزمت و الغروق اللزوم فيه ، ويروى غرقت . وأحجار الزيت موضع المدينة .

روى الترمذي عن عمير مولى بن أبي اللحم عن أبي اللحم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت وهو مقنع بكفيه يدعو .

وذكر عمر بن أبي شبة في كتاب المدينة على ساكنها الصلاة والسلام قال : حدثنا محمد بن يحيى عن ابن أبي فديك قال : أدركت أحجار الزيت ، ثلاثة أحجار مواجهة بيت أم كلاب وهو اليوم يعرف ببيت بني أسد ، فعلا الكنيس الحجارة فاندفنت .
قال : وحدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد يحيى ، قال أخبرني أبو ضمرة الليثي عن عنان عن ابن الحارث بن عبيد ، عن هلال بن طلحة الفهري أن حبيب بن سلمة الفهري كتب إليه أن كعباً سألني أن أكتب له إلى رجل من قومي عالم بالأرض . قال : فلما قدم كعب المدينة جاءني بكتابه ذلك ، فقال : أعالم أنت بالأرض ؟ قلت : نعم ، وكانت بالزوراء حجارة يضعون عليها الزياتون رواياهم فأقبلت حتى جئتها ، فقلت هذه أحجار الزيت ، فقال : كعب لا والله ما هذه صفتها في كتاب الله ، انطلق أمامي فإنك أهدى بالطريق مني فانطلقنا حتى جئنا بني عبد الأشهل ، فقال يا أبا هلال : إني أجد أحجار الزيت في كتاب الله تعالى ، فسأل القوم عنها وهم يومئذ متوافرون فسألهم عن أحجار الزيت ، وقال إنها ستكون بالمدبنة ملحمة عندها .

فصل

و أما حديث ابن مسعود ( كن مثل الجمل الأورق ) ، فقال الأصمعي : الأورق هو الذي في لونه بياض إلى سواد . ومنه قيل للرماد أورق و الحمامة ورقاء . ذكره الأصمعي قال : وهو أطيب الإبل لحماً .. وليس بمحمود عند العرب في عمله وسيره ، وأما الثقال فهو البطيء .
قال عبيد : إنما خص عبد الله الأورق من الإبل لما ذكر من ضعفه عن العمل ، ثم اشترط الثقال أيضاً فزاده إبطاء وثقلاً ، فقال : كن في الفتنة مثل ذلك ، وهذا إذا دخل عليك ، وإنما أراد عبد الله بهذا ... التبثط عن الفتنة والحركة فيها .

فصل

وأما أمره صلى الله عليه و سلم أبا ذر بلزوم البيت وتسليم النفس للقتل ... فقالت طائفة : ذلك عند جميع الفتن ، وغير جائز لمسلم النهوض في شيء منها . قالوا : وعليه أن يستسلم للقتل إذا أريدت نفسه ولا يدفع عنها ، وحملوا الأحاديث على ظاهرها ، وربما احتجوا من جهة النظر بأن قالوا : إن كل فريق من المقتتلين في الفتنة فإنه يقاتل على تأويل ، وإن كان في الحقيقة خطأ فهو عند نفسه محق وغير جائز لأحد قتله وسبيله سبيل حاكم من المسلمين يقضي بقضاء مما اختلف فيه العلماء على ما يراه صواباً ، فغير جائز لغيره من الحكام نقضه إذا لم يخالف بقضائه ذلك كتاباً و لا سنة و لا جماعة ، وكذلك المقتتلون في الفتنة .. كل حزب منهم عند نفسه محق دون غيره مما يدعون من التأويل فغير جائز لأحد قتالهم ، وإن هم قصدوا القتلى فغير جائز دفعهم .

وقد ذكرنا من تخلف عن الفتنة وقعدوا منهم عمران بن الحصين وابن عمر .

وقد روي عنهما وعن غيرهما - منهم عبيدة السلماني - أن من اعتزل الفريقين فدخل بيته فأتى من يريد نفسه فعليه دفعه عن نفسه ، وإن أبى الدفع عن نفسه فغير مصيب لقوله عليه الصلاة والسلام ( من أريدت نفسه وماله فقتل فهو شهيد ) .

قالوا : فالواجب على كل من أريدت نفسه وماله فقتل ظلماً .. دفع ذلك ما وجد إليه السبيل .. متأولاً كان المريد أو معتمداً للظلم .

قلت :
هذا هو الصحيح من القولين إن شاء الله تعالى . وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ، قال ( فلا تعطه مالك ) ، قال : أرأيت إن قاتلني ، قال ( قاتله ) قال : أرأيت إن قتلني ، قال (فأنت شهيد ) ، قال : أرأيت إن قتلته ، قال ( هو في النار ) .

وقال ابن المنذر :
ثبتت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( من قتل دون ماله فهو شهيد ) . و قد روينا عن جماعة من أهل العلم أنهم رأوا قتال اللصوص ودفعهم عن أنفسهم و أموالهم ، و هذا مذهب ابن عمر ، والحسن البصري ، وقتادة ومالك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، والنعمان

وقال أبو بكر : و بهذا يقول عوام أهل العلم ، أن للرجل أن يقاتل عن نفسه وماله إذا أريد ظلماً .. للأخبار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لم يخص وقتاً من وقت ولا حالاً دون حال إلا السلطان ، فإن جماعة من أهل العلم كالمجتمعين على أن من لم يمكنه أن يمنع نفسه وماله إلا بالخروج على السلطان ومحاربته أنه لايحاربه ولا يخرج عليه للأخبار الواردة الدالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يكون منهم من الجور والظلم .

انتهى كلام القرطبى فى تذكرته .

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
وعن حذيفة أيضا رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تفنى أمتي حتى يظهر فيهم التمايز والتمايل والمعامع . قلت: يا رسول الله ! ما التمايز ؟ قال: التمايز عصبية يحدثها الناس بعدي في الإسلام . قلت: فما التمايل ؟ قال: تميل القبيلة على القبيلة فتستحل حرمتها . قلت: فما المعامع ؟ قال: سير الأمصار بعضها إلى بعض تختلف أعناقهم في الحرب

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه قال: "إذا وقع الناس في الفتنة، فقالوا: اخرج؛ لك بالناس أسوة. فقل: لا أسوة لي بالشر".
رواه الطبراني .



وعن أبي الطفيل عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: "ثلاث فتن، والرابعة تسوقهم إلى الدجال : التي ترمي بالرضف، والتي ترمي بالنشف، والسوداء المظلمة التي تموج كموج البحر، والرابعة تسوقهم إلى الدجا

اللهم انى اعوذ بك من فتنه المحيا والممات ومن عذاب القبر
ومن فتنه المسيخ الاعور الدجال

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

امين امين امين
اللهم جنبنا جميع الفتن ما ظهر منها و ما بطن

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

بارك الله فيك الحبيب / علام .. وتلك مشاركة إضافية ..

قال أبو هلال العسكرى فى تصحيفات المحدثين (1/327) :

" النشف " النون مفتوحة والشين مفتوحة معجمة .. ويروى " بالنشف " ساكنة الشين ، واختار أبو عبيد النشف ساكنة الشين

وهما جائزان رويا جميعا .

والنشف وإن حجارة سود على قدر الابهام .. كما كأنها محترقة .

وأما " الرضف " الضاد معجمة ساكنة وقد روي بفتح الضاد والأجود تسكينها .. في الحجارة المحماة بالنار أو الشمس واحدتها رضفة

بفتحتين .

قال إبراهيم الحربي فى غريب الحديث (3/219) :

أخبر أن الأولى من الفتن ترمي بالنشف ، لا تؤثر في أديان الناس لخفتها ... والتي بعدها ترميهم بحجارة قد أحميت ، فكانت

رضفا ... فهي أبلغ في أديانهم وآلم لأبدانهم .

عن حذيفة رضي الله تعالى عنه، قال :

ما الخمر صرفا .. بأذهب بعقول الرجال من الفتنة . أخرجه أبو نعيم فى حلية الأولياء (1/146)

وأخرج ابن أبي شيبة فى مصنفه (8/596) عن حذيفة قال : وكلت الفتنة بثلاثة :

بالجاد النحرير الذي لا يريد أن يرتفع له شئ إلا قمعه بالسيف
وبالخطيب الذي يدعو إليه الامور
وبالشريف المذكور

فأما الجاد النحرير فتصرعه ، وأما هذان فتجثهما فتبلو ما عندهما.

وفى رواية : إن الفتنة وكلت بثلاث :

بالحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف
وبالخطب الذي يدعو إليها
وبالسيد
فأما هذان فتبطحهما لوجوههما، وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده. انتهى

وأين العقول .. والأسماع .. والأبصار .. نسأل الله تعالى العفو والعافية والسلامة فى ديننا ومشايخنا وأنفسنا وأهلينا وأحبابنا وبلادنا .

الاخ الفاضل/ مريد الحق
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح القيم
وقانا الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن
------------------------------
وقى الله مصر شر الحادثات

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
ا/مريد الحق هل هذا الكلام صحيح "قال السيوطي في شرحه لمسلم:4/513: روى الطبراني والحاكم وصححه، عن عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي. قال ابن الحمق: فلذلك قدمت عليكم مصر. وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر، وزاد فيه: وأنتم الجند الغربي، فهذه منقبة لمصر في صدر الملة، واستمرت قليلة الفتن معافاة طول الملة، لم يعترها ما اعترى غيرها من الأقطار، وما زالت معدن العلم والدين، ثم صارت في آخر الأمر دار الخلافة ومحط الرحال، ولا بلد الآن في سائر الأقطار بعد مكة والمدينة يظهر فيها من شعائر الدين ما هو ظاهر في مصر. انتهى"

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

الحبيب / علام .. تواصلا معك .. وإجابة على سؤالك .. يقول الفقير مريد الحق :

أولا ... ما نقلته عن السيوطى فى الديباج .. صحيح .

ثانيا ... هذا الحديث أخرجه كل من :
الحاكم فى المستدرك .. وقال " صحيح الإسناد " ، والطبرانى فى المعجم الكبير والأوسط ، والبزار فى مسنده - كما فى البحر الزخار - ، وابن قانع فى معجم الصحابة (4/303) ، والفسوى فى المعرفة والتاريخ (1/57) ، وابن عساكر فى تاريخ دمشق (45/492) ترجمة عمرو بن الحمق .

ثالثا ... هذا الحديث .. يسمى فى مصطلح الحديث " حديث غريب " .. ومعناه أن يروى الحديث من طريق راو واحد وهو الصحابى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم .. ثم يرويه عن الصحابى .. تابعى واحد .. وهكذا .
وللتنبيه ... الغرابة فى الحديث .. لا تعنى الضعف ، فليس كل حديث غريب يعتبر ضعيفا .. ودليل ذلك حديث " إنما الأعمال بالنيات " .. فإنه لم يروه إلا سيدنا عمر فقط ، وعنه علقمة بن وقاص .. فقط فى التابعين ، وعنه يحيى بن سعيد الأنصارى ... ثم اشتهر بعد ذلك .

المهم ... حديث الجند الغربى .. لم يروه من الصحابة إلا عمرو بن الحمق .. ولم يروه عنه إلا عبد الله المعافرى .. وعنه ابنه عميرة بن عبد الله .. وعنه عبد الرحمن بن شريح المصرى .. فهو غريب

رابعا ... ذكر الهيثمى هذا الحديث فى مجمع الزوائد (2/402) وقال : رواه البزار والطبراني من طريق عميرة بن عبد الله المغافري وقال الذهبي لا يدري من هو.

وهنا وقفة مع الذهبى ... فكلامه غير مسلم به ... فقد صحح الحاكم هذا الحديث .. فهو على شرطه .
وأما قول الذهبى عن عميرة بن عبد الله " لا يدرى من هو " ... فجوابه :
- أن الراوى عن عميرة .. هو عبد الرحمن بن شريح أبو شريح المعافري من أهل مصر .. وهو يروى عن جماعة من التابعين .. ويروى عنه أهل مصر .

فما هى درجة أبى شريح .. والجواب أنه :
قال عنه الإمام أحمد ويحيى بن معين وابن حبان والنسائى .. ثقة . وقال أبو حاتم : لا بأس به . وقال الذهبى : وكان ذا عبادة وفضل وجلالة. وقال الحافظ ابن حجر : ثقة فاضل .

انظر ترجمته فى : العبر في خبر من غبر للذهبى (1/46) وثقات ابن حبان (7/86) وتقريب التهذيب لابن حجر (ص573) ، وتهذيب الكمال للمزى (7/167 - 169) .

- وعلى ذلك .. فقد روى راو واحد ثقة فاضل عن عميرة بن عبد الله .. وبه ترتفع جهالته على مذهب ابن حبان .
- واقرأ ما ذكره البدر الزركشى فى البحر المحيط (5/309) حيث قال :
إنْ كَانَ – يعنى الراوى عن المجهول - مَشْهُورًا فِي غَيْرِ الْعِلْمِ بِالزُّهْدِ وَالنَّجْدَةِ قُبِلَ وَإِلَّا فَلَا ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ .
قُلْت : وَظَاهِرُ تَصَرُّفِ ابْنِ حِبَّانَ فِي ثِقَاتِهِ وَصَحِيحِهِ : ارْتِفَاعُ الْجَهَالَةِ بِرِوَايَةِ عَدْلٍ وَاحِدٍ ، وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنْ النَّسَائِيّ أَيْضًا . انتهى كلام الزركشى .

يقول الفقير مريد الحق :

وأبو شريح المعافرى عبد الرحمن .. قال عنه الذهبى : كان ذا عبادة وفضل وجلالة . فهو مقبول فى حكمه على مذهب ابن عبد البر .

وبعد .. فهذا فيما يختص بالصناعة الحديثية .. وأما فيما يختص بالفهم أو المعنى .. فاسمع ما أخرجه الفسوى فى المعرفة والتاريخ (1/294) عن مصر .. قال :
حدثنا أبو يوسف حدثنا أبو صالح حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد أنه قال : ما أعلم الورع اليوم إلا في أهل المدينة وأهل مصر.
وقد أورده بعد حديث عمرو بن الحمق فى الجند الغربى .. أهل مصر .

أما عن سلامتهم من فتنة أتت ... أو ستأتى .. فأسأل الله تعالى ذلك .. وأظن أن تاريخ مصر فى أيام الفتن ... يدل على سلامتهم من التغير بعد الفتن ...

ولعلك ترى وتعلم .. كم عدد الأمم التى احتلت وغزت مصر ... ومع ذلك بقى أهل مصر على دينهم .

ولا أدل على ذلك من حكم الأمويين .. وسبهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب على المنابر ... وكراهيتم لأهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم وقتلهم لهم ... ومع ذلك .. لم يزل حب سيدنا على وأهل البيت الكرام فى دم وقلب المصريين .

ثم احتلال الشيعة الإسماعيلية الباطنية الضالة .. المتمثلة فى الدولة الفاطمية ... وسبهم للصحابة .. ومع ذلك .. لم يزل حب الصحابة فى قلب ودم المصريين .. ولم يتغيروا إلى مذهب الشيعة الضلالية .

وهكذا أخى الحبيب ... تتبع التاريخ .. تجد مصر وأهلها .. تهضم كل غازى .. وصاحب فكر .. ثم تبقى مصر .. وأهلها .. كما هم .

حفظ الله مصر وأهلها الكرام ... ببركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وببركة أهل بيته الكرام .. حفظة مصر .. وببركة الأولياء والصالحين .. الأحياء منهم والمنتقلين .. وببركة شيخنا الشريف المبارك الدكتور محمود ... آمين .

أرجو أن أكون فهمت قصدك .... وأجبت على سؤالك ... والله أعلى وأعلم .

بسم الله الرحمن الرحيم


جزاك الله خير ا/ مريد الحق علي هذا الشرح الوافي للحديث

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

وبارك فيك الحبيب / علام

باب : جعل الله في أول هذه الأمة عافيتها و في آخرها بلاءها

روى مسلم عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ :
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ
فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا .. فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ
خِبَاءَهُ .. وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ .. وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ .. إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الصَّلَاةَ
جَامِعَةً ، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ
... وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا

وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا .. وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ
الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ ... فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ
إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ

وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ )

فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ : سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي

فَقُلْتُ لَهُ : هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا ... وَاللَّهُ يَقُولُ
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إ
ِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }

قَالَ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ .

قال الإمام القرطبى :

فصل
قوله ( ينتضل ) الانتضال الرمي بالسهام
و( الجشر ) المال من المواشي التي ترعى أمام البيوت و الديار ، يقال : مال جشر يرعى في مكانه لأنه يرجع
إلى أهله . ويقال : جشرنا دوابنا أي أخرجناها إلى المرعى و أصله البعد ، و منه يقال للأعزب : جشر وجشير
لبعده عن النساء ، وفي الحديث " من ترك قراءة القرآن شهرين فقد جشره " أي بعد عنه .
وقوله ( يدفق بعضها بعضاً ) أي يتلو بعضها بعضاً وينصب بعضها على بعض . والتدفق التصبب . وهذا المعنى مبين
في نفس الحديث لقوله ( وتجيء الفتنة ثم تنكشف وتجيء الفتنة )
و( تزحزح ) أي تبعد .. ومنه قوله تعالى " وما هو بمزحزحه من العذاب " أي بمبعده
و ( صفقة اليد ) أصلها ضرب الكف على الكف زيادة في الاستيثاق مع النطق باللسان والالتزام بالقلب ، و في
التنزيل " إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم " الآية .
وقوله ( فاضربوا عنق الآخر ) قيل : المراد منعه وخلعه وذلك قتله وموته ، وقيل : قطع رأسه وإذهاب نفسه .. يدل
عليه قوله في الحديث الآخر ( فاضربوه بالسيف كائناً ما كان ) وهو ظاهر الحديث هذا إذا كان الأول عدلاً ، و الله أعلم . انتهى كلام القرطبى .

يقول الفقير مريد الحق :

انظروا أحبابى الكرام .. رحمكم الله فى النص النبوى الشريف .. وإرشاداته وتوجيهاته .

( إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في
أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها )

انظروا إلى التوجيه النبوى الشريف وآدابه ... " إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم "
فكل ما يشير به ويرشدنا إليه حضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مهما كان .. فهو كما قال
حضرته " خير ما يعلمه لهم " .

ثم الكلام بعد ذلك فى الفتن ... إخبارا عنها .. ثم توجيها لنا إلى ما نفعله وقت الفتن .. قال :

" وتجيء فتنة فيدقق بعضها بعضاً ، وتجي الفتنة فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ثم تنكشف ، وتجيء الفتنة فيقول
هذه منه ، فمن أراد أن يزحزح عن النار و يدخل الجنة فلتأته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي
يحب أن يؤتى إليه " .

الله أكبر .. اللهم لا تحرمنا من حضرة رسول الله فى الدنيا ولا فى الآخرة .. واجعلنا من المتمسكين بسنته ....

انظروا أحبابى إلى الإرشاد النبوى الشريف .. وماذا نفعل :

" فمن أراد أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه " .

طيب ... وفتنة الحكام .. ماذا نفعل يا سيدى يا رسول الله .. وماذا علمت أصحابك فى وقت وجود حاكم ظالم ... انظروا
إلى قول عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة لعبد الله بن عمرو بن العاص :

فقلت له : هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل .. ونقتل أنفسنا .. والله عز وجل يقول " يا أيها الذين
آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً "
فسكت ساعة ثم قال : أطعه في طاعة الله .. واعصه في معصية الله . انتهى الحديث .

وقانا الله وإياكم شر الفتن .... وشر الاستشراف لها .

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد


فكل ما يشير به ويرشدنا إليه حضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. مهما كان .. فهو كما قال حضرته " خير ما يعلمه لهم " .

الله الله علي حب رسول الله لنا
جزاك الله خيرا ا/مريد الحق