[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ووالديه والتابعين
أما بعد ..[/align]
ارض فلسطين كتب:
[align=justify][font=Times New Roman] لقد زعمت أننا أي تلامذة الحافظ المتمكن مولانا الشيخ عبد الله الهرري الحبشي نفعنا به ءامين قد خالفنا أهل السنة والجماعة وحتى ألان لم تأتي بأي مخالفة لنا ونحن مازلنا نتحداك
ثم افتريت علينا بأننا نكفر من قال بأولوية النور المحمدي والأمر الذي قلناه في هذا المنتدى وفي غيره أن من اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أول الخلق لا نكفره إنما نخطئه أما من قال أن جسد النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور وليس من طين فهذا يكون كذب القرءان كذب قول الله تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيّ} ومكذب القرءان حكمه التكفير [/font][/align]
بداية .. الشيخ الهرري عفا الله عنه " محدث " وليس " بحافظ " وهناك فرق كبير بين اللفظين
[align=justify]
ثانياً .. نعم خالفتم أهل السنة والجماعة "( شوامخ أهل العلم ورجاله )" خصوصاً في مسألة أولوية النور المحمدي صلى الله عليه وآله ووالديه وسلم تسليما ، وخرقتم إجماع الأمة في هذا
بل وكفرتم زوراً وبهتانا من يقول به ، بل وافتريتم على من يقول أن مولانا رسول الله نور .. [/align]
[align=justify]والدليل على ذلك منتداكم وإن كان به أفاضل عفا الله عنا وعنهم .. آمين
وقبل الإسترسال أرى أنكم وهابية متمصوفة فكراً وعملاً لا إفتراءاً .. ومن أراد مناظرتنا فليظهر لنا .. وكان أمر الله مفعولا[/align]
[align=justify]ينطبق عليكم ما قيل عن ابن تيمية وفرقته الوهابية "( علمه أكبر من عقله )" هكذا أنتم ومن يدحضكم ويدحض حججكم وإفتراءاتكم تمنعونه من منتداكم أو تهربون منه وإن كان مستنداً إلى شوامخ أهل العلم ورجاله "( أهل السنة والجماعة )" خصوصاً شيخ الإسلام ابن حجر الهيثمي والإمام المشهود له السهروردي رحمهما الله تعالى ، وسلطان العلماء مفتي الأنام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى ورضي عنه .. آمين ، وتطلقون على أنفسكم "( أهل السنة والجماعة )" وهم بريئون منكم ومن أقوالكم وأفعالكم وحسبنا الله ونعم الوكيل ..[/align]
[align=justify]وينطبق عليكم فعل إمام الوهابية ابن عبد الوهاب من تكفير المسلمين بل تعديتم هذا بتكفير أئمة المسلمين ولا خوف من الله الواحد القهار[/align]
[align=center]بدلاً من التماسك والدفاع عن دين الإسلام تكونون أنتم أرباب الفتنة
هدانا الله وإياكم أجمعين .. آمين[/align]
[align=center]قال الله تعالى
"( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ )"[/align]
أذكركم بقول مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما : "( إِنَّ أُمَّتِي لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ فَإِذَا رَأَيْتُمُ اخْتِلَافًا فَعَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ )"
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما : "( عَلَى هَذِهِ الْأَعْوَادِ أَوْ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرِ الْكَثِيرَ وَمَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ وَالتَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ وَتَرْكُهَا كُفْرٌ وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ
قَالَ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مَا السَّوَادُ الْأَعْظَمُ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ هَذِهِ الْآيَةُ فِي سُورَةِ النُّورِ ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ )"
[align=center]"( المسألة الأولى )"[/align]
[align=justify]بخصوص حديث سيدنا جابر رضي الله تعالى عنه ، خصوصاً ما ذكره سيدي الإمام عبد الله الصديق الغماري رضي الله تعالى عنه في رسالته "( مرشد الحائر )" ، فقد سألت شيخي وأستاذي إمام أهل العرفان وحامل لواء أهل العيان سيدي محمد بن سعد محمد بدران رضي الله تعالى عنه فقال : وقد إلتقى بسيدي الإمام عبد الله الصديق الغماري عند مربي روحه وجسده سيدي القطب الأعظم فريد العصر محمد القاوقجي أبو النصر ابن القطب الشهير والجهبذ الكبير الفرد الجامع والفجر الساطع الراجي من ربه الفيض الهاتن السيد محمد القاوقجي أبو المحاسن ابن السيد خليل الطرابلسي شام ابن السيد إبراهيم المشيشي الحسني عليه رحمة الله على الدوام ونفعنا الله والمسلمين بتآليفه وأفاض علينا من بركاته والمسلمين أجمعين .. آمين [/align]
قال رضي الله تعالى عنه :
الحديث ثابت عندنا ذكره سيدي أبو المحاسن في كتبه .أ.هـ رضي الله تعالى عنهم أجمعين .. آمين
[align=justify]يقول الفقير إلي الغني سبحانه وتعالى .. ولم نرى أو سمعنا عن أحد على حسب علمنا ممن قالوا بوضع الحديث غير الإمام عبد الله الصديق الغماري رضي الله تعالى عنه والشيخ عبد الله الهرري عافاه الله وهما من متأخري الأمة ، أما السلف الصالح فلم ينكر أحد الحديث على مدار أكثر من ألف سنة .. سبحان الله العظيم[/align]
[align=center]قال الإمام العجلوني الجراحي رضي الله تعالى عنه
في كتابه " كشف الخفاء "
وهو من ضمن كتب "( العلل والحكم على الحديث )"
ما نصه ..[/align]
[align=justify]أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر الحديث رواه عبدالرزاق بسنده عن جابر بن عبدالله بلفظ قال قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الاشياء قال جابر ان الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي فلما أراد أن أصحهما الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول القلم ومن الثاني اللوح ومن الثالث العرش ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول حملة العرش ومن الثاني الكرسي ومن الثالث باقي الملائكة ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول السموات ومن الثاني الأرضين ومن الثالث الجنة والنار ثم قسم الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله ومن الثالث نور انسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله الحديث كذا في المواهب
وقال فيها أيضا واختلف هل القلم أول المخلوقات بعد النور المحمدي أم لا فقال الحافظ أبو يعلى الهمداني الأصح أن العرش قبل القلم لما ثبت في الصحيح عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر الله مقادير الخلق قبل أن أصحهما السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء فهذا صريح في أن التقدير وقع بعد خلق العرش والتقدير وقع ثم أول خلق القلم فحديث عبادة بن الصامت مرفوعا أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال رب وما أكتب قال اكتب مقادير كل شيء رواه أحمد والترمذي وصححه وروى أحمد والترمذي وصححه أيضا من حديث أبي رزين إذنه مرفوعا أن الماء خلق قبل العرش
وروى السدي بأسانيد متعددة أن الله لم أصحهما شيأ مما خلق قبل الماء فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور النبوي المحمدي ظاهرا والعرش انتهى
وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها
وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام انتهى ما في المواهب
تنبيه الشبراملسي ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته عليه تعالى لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد وأضافه إليه تعالى لكونه تولى خلقه ثم قال ويحتمل أن الإضافة بيانية أي خلق نور نبيه من نور هو ذاته تعالى لكن لا بمعنى أنها مادة خلق نور نبيه منها بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شيء في وجوده قال هذا أولى الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى ثم سواه ونفخ فيه من روحه حيث قال أضافه إلى نفسه تشريفا وإشعارا بأنه خلق عجيب وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية انتهى ملخصا أ.هـ كشف الخفا للعجلوني[/align]
[align=center]قال أحد الأحباب حفظه الله وجزاه عنا كل خير .. آمين
وممن وقفت له على نقل لهذا الحديث [/align]
1 - القسطلاني - شارح البخاري - في كتابه ( المواهب اللدنية ) - طبعة الأولى - دار الكتب العلمية .
2 - الزرقاني في شرحه المعروف على ( المواهب اللدنية ) .
3 - ابن حجر الهيتمي المكي في فتاواه الحديثية .
4 - العجلوني في ( كشفا الخفا وزيل الإلباس ) .
5 - الدردير والصاوي من كبار ائمة المالكية في بلغة السالك وحاشيتها وهما ممن يعول عليهما السادة المالكية .
6 - الشيخ الحلبي في السيرة الحلبية .
7 - الشيخ يوسف النبهاني في كتابه ( الأنوار المحمدية ) الذي استخرجه من المواهب اللدنية .
8 - محدث الحرمين محمد بن علوي المالكي في كتابه ( الذخائر المحمدية ) نقلاً عن المواهب اللدنية ، وقد نقل له شواهد كثيرة تقويه ، بل نقل عن ابن القطان تصحيحه للحديث .
هذا بالإضافة لمن ذكرهم الشيخ أبي الفضل الغماري في رسالته هذه وهم :
1 - للشيخ الأكبر محي الدين بن عربيفي في ( تلقيح الأذهان ) .
2 - الديار بكري في ( تاريخ الخميس ) .
[align=justify]والحقيقة لم يتسنى لي الإطلاع على نقلهما ، وقد وجدت في بعض الرسائل أن ابن حجر العسقلاني قال عن الشيخ ابن عربي أنه اعتد به بعض علماء عصره واعتبروا روايته .
والذي يجب التنويه به والتركيز عليه أن كل من روى هذا حديث جابر عزاه إلى مصنف عبد الرزاق .
ومن يطالع رسالة الشيخ أبي الفضل عبد الله الغماري يجد أن مستنده في الحكم بالوضع على هذا الحديث أن الحديث لايوجد بالمصنف ، وهو مستند مردود كما قالت العلماء لعدم وجود نسخة متكاملة من مصنف عبدالرزاق حتى الآن ، وحتى النسخة الموجودة بين أيدي المسلمين اليوم أشار إلى نقصانها محققها المحدث ( حبيب الرحمن الأعظمي ) حيث قال في أول المصتف :
( إن النسح التي عثرنا عليها ، أو التي أحرزناها مصورة أو (( مخطوطة )) واعتمدناها في إعداد هذا الديوان الجامع للطبع ، كلها ناقصة ، إلا نسخة مراد ملا ( بالاستانة ) ، إلا نقصاُ بسيطاً في أولها ، وفي فاتحة المجلد الخامس من مجلدات الأصل ، فيما نرى ) ، ثم طلب ممن يعثر عليها كاملة أن يضيفها .
وعليه كيف تسنى للشيخ أبي الفضل عبد الله الغماري رحمه الله أن يحكم على الحديث بأنه موضوع ولا أصل له ولم يرى له سنداً ، وما نقله عن الإمام السيوطي لايفهم منه حكم السيوطي على الحديث بأنه موضوع ، فقوله ( ليس له إسناد يعتمد ) فلعله يريد أنه لايوجد إسناد للحديث يرفعه إلى درجة الصحة أو الحسن ، أما أنه موضوع فلا يفهم من كلامه ، وأريد أن اشير إلى أن قوله - أقصد السيوطي- يدل على إطلاعه على أكثر من سند للحديث - سيما وأن الزرقاني قال في شرحه على المواهب أن البيهقي روى حديث الأولية هذا ببعض المخالفة - حتى خرج بهذه النتيجة ، مما يشعرنا باطلاع السيوطي على الحديث في مصدره الذي رواه عنه جمع من العلماء كما مر بنا .
وحكم ابن القطان - وهو من نقاد الحديث المعروفين - على الحديث بالصحة ، يدل هو أيضاً باطلاعه على سند للحديث حتى تسنى له الحكم ايضاً
أ.هـ [/align]
[align=justify]ومما سلف يا أحباب انتفت أسباب وضع الحديث ، وأيضاً بذكر الحديث من قبل محدث بلاد الشام نقطة البيكارة كما يسمونه شيخ المسلمين الإمام أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي رحمه الله تعالى ورضي عنه الذي على أسانيده اليوم المدار في بلاد مصر والشام والحجاز .. فالحمد لله رب العالمين[/align]
[align=center]قال الحافظ الإمام عبد العظيم المنذري
رحمه الله تعالى ورضي عنه
في كتابه ( الترغيب والترهيب )
ما نصه ..[/align]
[align=justify]عن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألت عنه فقال لي ادن يا وابصة فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال لي يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه قلت يا رسول الله أخبرني قال جئت تسأل عن البر والإثم قلت نعم فجمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك والبر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناسوأفتوك ... رواه أحمد بإسنادحسن
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني ما يحل لي ويحرم علي قال البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب وإن أفتاك المفتون ...رواه أحمد بإسناد جيد [/align]
[align=center]وقال صاحب ( جامع العلوم والحكم )
أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي
رحمه الله تعالى[/align]
[align=justify]وقوله صلى الله عليه وسلم فإن الخير طمأنينة وإن الشر ريبة يعني أن الخير تطمئن به القلوب والشر ترتاب به ولا تطمئن إليه وفي هذا إشارة إلى الرجوع إلى القلوب ثم الاشتباه وسيأتي مزيد لهذا الكلام على حديث النواس بن سمعان إن شاء الله تعالى
وخرج ابن جرير بإسناده عن قتادة عن بشر بن كعب أنه قرأ هذه الآية فامشوا في مناكبها الملك ثم قال لجاريته إن دريت ما مناكبها فأنت حرة لوجه الله قالت مناكبها جبالها فكأنما سفع في وجهه ورغب في جاريته فسألهم فمنهم من أمره ومنهم من نهاه فسأل أبا الدرداء فقال الخير طمأنينة والشر ريبة فذر ما يريبك إلى ما لا يريبك
وقوله في الرواية الأخرى إن الصدق طمأنينة والكذب ريبة يشير إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على قول كل قائل كما قال في حديث وابصة وإن أفتاك الناس وأفتوك وإنما يعتمد على قول من يقول الصدق وعلامة الصدق أن تطمئن به القلوب وعلامة الكذب أن تحصل به الريبة فلا تسكن القلوب إليه بل تنفر منه
ومن هنا كان العقلاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا كلامه وما يدعو إليه عرفوا أنه جاء بالحق وإذا سمعوا كلام مسيلمة عرفوا أنه كاذب وأنه جاء بالباطل
وقد روي أن عمرو بن العاص سمعه قبل إسلامه يدعي أنه أنزل عليه يا وبر لك أذنان وصدر وإنك لتعلم يا عمرو فقال والله إني لأعلم أنك تكذب وقال بعض المتقدمين صور ما شئت في قلبك وتفكر فيه ثم قسه إلى ضده فإنك إذا ميزت بينهما عرفت الحق من الباطل والصدق من الكذب قال كأنك تصور محمدا صلى الله عليه وسلم ثم تتفكر فيما أتى به من القرآن فتقرأ إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس البقرة الآية ثم تتصور ضد محمد صلى الله عليه وسلم فتجده مسيلمة فيما جاء به فتقرأ ألا يا ربة المخدع قد هيئ لك المضجع يعني قوله تزوج بها قال فترى هذا يعني القرآن رصينا عجيبا يلوط بالقلب ويحسن وترى ذا يعني قول مسيلمة باردا غثا فاحشا فتعلم أن محمدا حقا أتى بوحي وأن مسيلمة كذاب أتى بباطل
وقال أيضاً ..
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال جئت تسأل عن البر والإثم قلت نعم قال استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك حديث حسن رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن[/align]
[align=center]وفي ( نوادر الأصول في أحاديث الرسول )
للحكيم الترمذي رضي الله تعالى عنه[/align]
[align=justify]عن عثمان بن عطاء عن أبيه رضي الله عنهما قال رجل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أفتنا إن ابتلينا بالبقاء بعدك قال تفتيك نفسك قال وكيف تفتيني نفسي قال عليه السلام ضع يدك على صدرك فإنه يسكن للحلال ويضطرب من الحرام دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون إن المؤمن يذر الصغير مخافة أن يقع في الكبير
عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال سمعت جدي صلى الله عليه وسلم يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة [/align]
[align=center]وقال الحكيم الترمذي رضي الله تعالى عنه
في كتابه
( نوادر الأصول في أحاديث الرسول )
ما نصه ..[/align]
[align=justify]وإنما صير رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة علامة لقلوب قد ملكت النفوس وخلت من وساوسها الصدور ، لا القلوب التي قد ملكتها نفوسها وشحنت بوساوسا صدورها قال الله تعالى في تنزيله الكريم : "( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما )" وعد الهداية على فعل ما يوعظ به ، وقال تعالى : "( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )" ، وقال : "( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا )" بالهداية في القلب والفرقان في القلب وهو نور يجعله الله في القلب فيشرق به الصدر وتنجلي ظلمة الشهوات والهوى عن الصدور ويزول رين الذنوب
فدلت الآيات أن هذا لأهل التقوى والفاعلين بوعظه وأهل المجاهدة وهم أهل اليقين وطهارة القلوب وأما العامة فإنهم يحتاجون إلى النصوص والآثار على ألسنة علماء الظاهر لما دخل عليهم من آفة النفس وتخليطها فقد تراكمت على صدورهم سحائب تترى من حب الدنيا وحب الجاه وحب الثناء وحب الرياسة وحب الشهوات وفتن الدنيا ورين الذنوب
فإذا عرض في الصدر ذكر شيء هو حق وعلى الحق نور حالت الظلمة بين نور الحق ونور القلب فلم يمتزجا ولم يعرف القلب ذلك الحق فصاحبه في حيرة منه وإذا عرض أمر هو باطل وعلى الباطل ظلمة امتزج الباطل بظلمة الشهوات ورين الذنوب فلم يعلم القلب بشيء من ذلك لأن نور القلب قد انكمن في القلب ولم يشرق في الصدر فليس لأهل التخليط من هذه العلامة شيء فإنه قال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وصدره ممتلىء ريبا فكيف يتبين فيه الريب الزائد ،
قال له قائل إن رأيت أن تنص على حديثين المحقون ببصائهم ولا ينكرونه وحديث ينكرونه لنعرف به الوجهين جميعا ومن قبل ذلك فأخبرنا ما معنى المحقون ببصائرهم ؟
قال ان الحق الأعظم الذين انشعب منه الحقوق لا يسكن إلا في قلب طاهر وكذلك اليقين لا يستقر إلا في قلب طاهر فمن لم يطهر قلبه فهذه الأشياء نافرة عنه لا تجد مأمنها فإذا وجدت قلبا وقد تطهرت من أدناس الذنوب ودرن العيوب فقد وجدت مأمنا فارتبعت فيه فوجدت صاحبه حكيما ووجدته موقنا ووجدته محقا فالحكمة ينبوع قلبه ومثال بين عينيه واليقين مطالعة الملكوت والحق مستعمله ومن لم يطهر قلبه فالحق نافر عنه فهو يتبع الحق ليعمل به والحق هارب منه فلذلك يشتد عليه القيام بالحق ويثقل عليه حتى يعجز عنه والمحق يجري فيه كالسهم وكالماء وكالدهن لينا وكالريح سرعة ومضيا
وأما المحقون فروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته الجدعاء فقال أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب وكأن الحق على غيرنا وجب وكأن الذي نشيع من الموتى عن قليل إلينا راجعون نبوءهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبى لمن ذل نفسه منقصة وتواضع لله تعالى مسكنة وأنفق مالا كم معصية ورحم أهل الذل والمسكنة و خالط أهل الفقه والحكمة طوبى لمن ذل نفسه وطلب كسبه وصلحت سيرته وحسنت خليقته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت بلى يا رسول الله قال إحفظ الله يحفظك إحفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله وقد جف القلم بما هو كائن فلو جهد الخلق على أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه ولو جهد الخلق على أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه فإن استطعت أن تعمل لله بالرضى واليقين فافعل فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
أنتهى .. ( نوادر الأصول في أحاديث الرسول ) للحكيم الترمذي رحمه الله تعالى [/align]
[align=justify]أقــــــول ..
وقد اتفقت كلمة أولياء الله تعالى الذين هم خاصة الخاصة من الأمة المحمدية على أولوية النور المحمدي الذين قال الله تعالى في حقهم : "( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(63)لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )" ،
والذين ينطبق عليهم الحديث المذكور رضي الله تعالى عنهم أجمعين .. آمين فكان إجماعاً[/align]
يتبع بمشيئة الرحمن ..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ووالديه والتابعين وسلم تسليما والحمد لله رب العالمين