موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من هو سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 28, 2012 2:01 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد

سيدي أحمد زروق رضي الله عنه

نسبه

هو أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنوسي الفاسي الشهير بزروق، العالم الفقيه المحدث الصوفي المتضلع المتبحر الولي الصالح العارف بالله، بحر العلوم والمعارف القطب الرباني والهيكل الصمداني ذو التصانيف العديدة والمناقب الحميدة.

مولده:

ولد رحمه الله ورضي عنه ثامن وعشرين المحرم عام 846وتولى تربيته جدته بعد وفاة والده فتربى في حجرها وكانت تدعى أم البنين وكانت فقيهة فكفلته وأدخلته المكتب فحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وقيل ابن أربع سنين وصارت تربيته بالدلال والكمال حتى نشأ محباً للعبادة ملازماً للأذكار.

الشيخ زروق قبل التصوف:
لما اشتد عود الشيخ اشتغل بالخرازة ثم تركها واشتغل بالعلم بإرشاد بعض الأكابر وقرأ العلوم على عدد من علماء عصره ، فقد قرأ بحرف نافع على الإمام القوري والزرهوتي والمجاصي وغيرهم وقرأ على الشيخ عبد الله الفخار والشيخ علي السبط وعبد الرحمن الثعالبي وإبراهيم التازي والسنوسي صاحب العقيدة وآخرين وقرأ البخاري على القوري وتفقه عليه حتى صار منارة في العلم فقصده العلماء من أكابر أهل عصره كالقسطلاني والقطب الشعراني والعارف بالله ابن الحسن البكري وكان معاصراً للحافظ السيوطي ولا يدرى هل التقى به أم لا ولما هاجر إلى مصر وفد إليه العلماء حتى صار يحضر درسه بالأزهر زهاء ستة آلاف نفس .

الشيخ بعد التصوف:
لم يكن سيدي زروق مع كل ما ناله من العلم بغنىً عن سلوك طريق التصوف وطلب الحق ومعالجة أمراض النفس ولقد نقل المترجمون عنه قصة بدء تصوفه فقد قال : طفت مشارق الأرض ومغاربها في طلب الحق واستعملت جميع الأسباب المذكورة في معالجة النفس بقدر الإمكان فما طلبت قرب الحق بشيءٍ إلا كان مبعدني ولا عملت في معالجة النفس بشيءٍ إلا كان معنياً لها ولا توجهت لإرضاء الخلق إلا كان غير موفٍ بالمقصود ففزعت إليه عز وجل فخرجت بفضل ذلك علة رؤية الأسباب ففزعت إلى الإستسلام فخرج لي منه رؤية وجودي وهو رأس العلل فطرحت نفسي بين يدي الحق سبحانه طرحاً لا يصحبه حول ولا قوة ، فصح عندي أن السلامة من كل شيء بالتبري من كل شيء والغنية من كل شيء بالرجوع إلى الله في كل شيء اعتباراً بالحكمة والقدرة وقياماً مع الطباع بشواهد الانطباع ولما يرد منه تعالى أمراً ونهياً وخيراً وقهراً ، وعبودية لا تصحبها رؤية ، ورؤية لا يصحبها اعماد ، واتساعاً لا يصحبه ضيق ، وضيقاً لا يصحبه اتساع ، متمثلاً قول القائل :
قد كنت أحسب أن وصلك يشترى بنفائس الأموال والأرباح
وظننت جهلاً أن حبك هين تفنى عليه كرائم الأرواح
حتى رأيتك تجتبي وتخص من تختاره بلطائف الأمناح
فعلمت أنك لا تنال بحيلة فلويت رأسي تحت طي جناح
وجعلت في عشِّ الغرام إقامتي فيه غدوي دائماً ورواحي

سلوكه في التصوف:
ولما حبب لسيدي زروق رضي الله عنه التصوف إنتظم على يد المسلك مولانا عبد الله المكي فلازمه وخدمه زماناً ، ثم سلك على يدي العارف أبي عبد الله سيدي محمد الزيتوني ، ثم هاجر من مدينة فاس ودخل مصر وهناك تم له اللقاء مع غوث زمانه ومرشده الذي ينتسب إليه إن انتسب إنه العارف بالله سيدي أحمد بن عقبة الحضرمي وهو شيخه الذي لا معول له في الطريق إلا إليه.
وكان الشيخ الحضرمي رضي الله عنه قد بشر بقدومه أصحابه قبل مجيئه فقال لهم : قوموا تلتقوا أخاكم.
ولما اتصل بالشيخ الحضرمي ضربه شيخه السابق الزيتوني من فاس ضربة وسلمه الله بواسطة سيدي الحضرمي الذي تلقى تلك الضربة حتى تكسرت يده وأراها لسيدي زروق رضي الله عنه مكسورة وقال له : الحمد لله الذي عصمك الله منه يا أحمد هذه آخر عقوبة الزيتوني ولقد ضربك ضربةً فدفعتها عنك .

فتحه للطريق وإكرام الله له:لازم الشيخ الزروق سيدي الحضرمي حتى أخر عمره ثم توجه إلى طرابلس الغرب فأحيا بها معالم الطريق وأوضح بيان التحقيق وأشهر بها الطريقة الشاذلية ونشر أعلامها السنية فانقاد إليه المريدون وهابته ملوك العالمين واجتمع سيد المرسلين ونسبت إليه الطريقة حتى سميت (بالزروقية)وأمر بلسان الحال أن يقول في ميدان الرجال ماسكاً بلحيته : لا شيخ بعد هذه اللحية.
وكان رضي الله عنه صاحب حال وبهاء وجمال ودلال أطلعه الله على المغيبات ونطق بسائر اللغات لم يختلف فيه إثنان ولا تقول فيه قولان فهو صاحب التعريف الأكبر وغوث الأنام الأزهر.

وقد نسبت إليه هذه الأبيات وهو يخبر عن نفسه :
قد هجرت الخلق طرَّاً بأسرهم علي أرى محبوب قلبي بمقلتي
ووجهت وجهي للذي فطر السما وأعرضت عن أفلاكها المستنيرة
وعلقت قلبي بالمعالي تهمماً وكوشفت بالتحقيق من غير مرية
وقلدت سيف العز في مجمع الوغى وصرت إمام الوقت صاحب رفعه
وملكت أرض الغرب طرَّاً بأسرها وكل بلاد الشرق في طيِّ قبضتي
أنا لمريدي جامعٌ لشتاته إذا ما سطا جور الزمان بسطوتي
فإن كنت في كرب وضيقٍ وشدةٍ فنادِ أيا زروقُ آتِ بسرعةِ
فكم كربةٌ تجلى بمكنون عزنا وكم طرفةٍ تجنى بأفراد صحبتي
وهذه القصيدة تدل على أنه كان على قِدَمٍ عظيم في التمكين والتصريف وهي تدل على أنه كان من أكابر أهل الدوائر وقد نقل عن شيخه الأول الزيتوني أنه قال فيه: إنه رأس السبعة الأبدال نفعنا الله به.

كتبه رحمه الله:لقد كان لسيدي زروق تآليف كثيرة من كافة فنون العلوم وعلى رأسها علم التصوف ولقد أحصوا مؤلفاته فوجدوا أنه قد ألف كَّراساً في النصف من كل يوم ولقد كانت مؤلفاته متعددة يميل فيها إلى الإختصار مع التحقيق والإفادة فيها :
1- تفسير القرآن العظيم .
2- شرح رسالة أبي زيد القيرواني .
3- ثلاثة شروح على متن القرطبية .
4- ستة وثلاثون شرحاً على الحكم العطائية .
5- شرح على أسماء الله الحسنى .
6- شرح على دلائل الخيرات .
7- كتاب النصائح .
8- قواعد الصوفية .
9- العقائد الخمس .
وله تآليف عديدة ورسائل نفيسة .

كراماته:وله كرامات عديدة ومنها :
أن قبيلة من قبائل عرب طرابلس كانوا قطاع طريق لا تمرُّ بهم قافلة إلا نهبوها فمر بهم مولانا فنهبوه هو وتلاميذه حتى تركوهم مستوري العورة فنظر بعضهم إلى مولانا فقال أنظروا إلى هذا الأستاذ عنده ذهب في سرواله فأمروه بنزع السروال فقال : سبحان الله العورة يحرم علينا كشفها فقال له ثانيةً والأستاذ ينصحُهُ ، فتقدم بعضهم إلى مولانا ، فقال للأرض ابلعيهم فأخذتهم الأرض جميعاً ، فصاروا يتضرعون إلى مولانا ويقولون تبنا إلى الله فقال للأرض أطلقيهم فتابوا جميعاً وصاروا مع مولانا ولم يتخلَّف منهم أحد وصاروا خدَّام الزاوية ، وإلى الأن من نسلهم من يخدم الزاوية ويقال لهم خدام الزاوية الزروقية .

وفاته:توفي رضي الله عنه ونفع به عام ثمانمئة وتسعة وتسعين عن عمرٍ يناهز الثالثة والستين ودفن بسملاطة في طرابلس الغرب وله مسجد كبير تقام فيه الشعائر ومقام وضريح يزار .

المراجع:
1- طبقات الشاذلية الكبرى ص144 الحسن بن كوهن الشاذلي المغربي .
2- المطرب في مشاهير أولياء المغرب ص143 عبد الله التليدي
3- طبقات الشاذلية الكبرى ص136 محيي الدين الطعيمي .

http://www.shazellia.com/sada/zarouk.htm

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من هو سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 28, 2012 2:33 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
ولد أبو الفضل شهاب الدين أبو العباس احمد بن احمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي المعروف بزروق صبيحة يوم الخميس الثاني والعشرين من محرم سنة 846 هـ الموافق 7حزيران 1442م، وهو من قبيلة البرانس البربرية التي تعيش في منطقة جبل البرانس ما بين فاس وتازا، وولد رضي الله عنه في قرية تليوان بتلك المنطقة، لوالد كان من أهل الولاية والصلاح، حيث شيد على مدفنه في القرية بناية أنيقة تشتمل على مسجد جامع ومكان لسكن الإمام وتعرف بزاوية سيد احمد زروق ولها أوقاف، ويحظى ضريح والده بتعظيم واحترام أهل القبيلة، وتشير السيرة التي كتبها الإمام إلى انه ولد وشب في مدينة فاس، وقد ورث زروق هذا اللقب عن جده الذي كان ازرق العينيين زرقة معروفة في العرق البربري، وحين ولد زروق اسماه أبوه محمدا، لكن ما لبث أن عرف باسم أبيه (أحمد) حين توفي الأب واحتفظ باسمه، وكان أحمد وحيد أبويه، وتوفي كلاهما في الأسبوع نفسه الذي تلا ميلاده نتيجة للطاعون الذي ضرب فاس في عام ولادته، وتربى في حجر جدته لأمه فاطمة والتي كانت تكنى بأم البنين أسوة بفاطمة بنت عبد الله الفهري وهي التي أنشأت جامع القرويين سنة 245هــ، وكانت جدته سيدة فقيهة صالحة، وكانت الأسرة ذات عوز، وكانت الجدة ورعة صابرة، وحرصت الجدة على أن يشب حفيدها على خير وجه، فعلمته الصلاة وأمرته بها وهو ابن خمس، وأدخلته الكتاب في ذلك السن وعلمته التوحيد والتوكل والأيمان والديانة بطريقة ذكية، وكان تأثيرها على حفيدها عظيماً في صغره، ولما ناهز الاحتلام كانت تعينه بمالها على الاستقامة وتمنعه من الفساد، وتدربه على نضد الكتب ليتخذها وسيلة لتعلم القراءة للدين وحرفة لمعاشه، وكانت جدته أول من لقنه أصول السلوك وطرق التصرف في الحياة والمجتمع وساعدها في ذلك أفراد العائلة جميعهم، كما كان رضي الله عنه تلميذا مواظباً هادئاً في الكتاب، فأتم حفظ القران الكريم وهو ابن عشرة، كما تعلم الخرازة في تلك السن، وتوفيت جدته وهو في تلك السن، وتولى احد أقاربه تربيته، وصار يكسب قوته بعد وفاة جدته كصبي خراز، حتى بلغ السادسة عشرة من عمره.

انتظم وهو ابن ستة عشر في سلك طلبة جامع القرويين والمدرسة العمانية معاً، وصار يتردد عليهما لدراسة أمهات كتب المذهب المالكي والحديث والأصول وقواعد العربية، كما درس بعضاً من كتب التصوف، وتتلمذ على أشهر علماء فاس وفقهائها آنذاك، وعددهم يزيد على ثلاثين فقيهاً و محدثاً وفقيراً، كما درس أمهات الكتب، ومنها كتاب التنوير لابن عطاء الله السكندري

وبدأ صلته بمشايخ الطريقة الشاذلية وهو في العشرينات من عمره، فلزم مريدا للشيخ محمد الزيتوني بزاوية الشاذلية في فاس، وكتب تعليقه الأول على حكم ابن عطاء الله وهو في الرابعة والعشرين من عمره (عام 870 هــ) وفي هذه السنة انطلق احمد في سياحة أربعين يوماً كاملة بأمر شيخه، زار خلالها ضريح الشيخ شعيب أبو مدين بن الحسين (المتوفى عام 596 هـ / 1198م ) في تلمسان، وعاد إلى فاس بعد مخاطر عديدة قابلته في رحلته، وعناءً شديداً تكبده، ومكث في فاس بعدها ثلاث سنين مشتغلاً بالدرس والتأليف.

وفي عام 873هـ / 1468م . عزم زروق على أداء فريضة الحج، واستشار شيخه احمد بن الحسن الغماري فأشار عليه بأن يفعل وأذن له، فتحرك إلى القاهرة ومكث فيها فترة قصيرة، ثم غادرها إلى مكة والمدينة، وبعد أداء مناسك الحج لبث في المدينة مجاوراً مدة عام، حيث التقى ببعض مشايخ الصوفية، ثم عاد من الحج إلى القاهرة واستقر فيها عام 876هـ / 1471م ، اتصل فيه بشيوخ التصوف وطرقه، وحضر الدروس في الأزهر، وكان من أهم من اتصل بهم من العلماء والمشايخ: محمد السخاوي، واحمد بن حجر، وأبو اسحق التنوخي، ونور الدين السنهوري، واحمد بن عقبة الحضرمي والذي أصبح مريدا في زاويته، وقرأ خلال تلك السنة من أمهات الكتاب في الفقه والحديث والتصوف، وبذلك اجتمع له في المغرب والمشرق شيوخ من الفقهاء والفقراء، وهو أمر اثر في مستقبل حياته وأفكاره، حيث رأى أن الفقه والتصوف موضوعان مترابطان، ومن هنا أطلق عليه لقب " الجامع بين الشريعة والحقيقة".

وقد كان للشيخ احمد بن عقبة الحضرمي القادري اليمني والذي استوطن مصر تأثير كبير على الشيخ احمد زروق، كما شهد من كراماته، وصحبه يستهدي بنصحه ثمانية شهور سلكه خلالها في طريقته القادرية وصار احد مريديه المخلصين، ثم قفل عائداً إلى بلده عام 877 هـ / 1473 م . وظل يتبادل الرسائل مع شيخه في طريق عودته إلى طرابلس الغرب فتونس وبجاية (الجزائر) وفاس التي وصلها عام 879هـ وخرج فقهاؤها لاستقباله على أطرافها، وعاش رضي الله عنه في فاس أربع سنوات كان خلالها دائم الهجوم على الفقهاء الجاهلين، والقراء المداهنين، والصوفية المنافقين في كثير من مؤلفاته ورسائله، وقد قوبل بصعوبة وسوء فهم، إلا انه رغم كل الصعوبات استطاع إن يجمع بعض الأتباع الذي شكلوا فيما بعد نواة الطريقة الزروقية في المغرب، وقرر أن يهجر موطنه الأول الذي تنكر له إلى مستقر جديد، فقصد بجاية عام 884هـ / 1479م . حيث كان له رفاق وأتباع، ثم غادرها في أواخر سنة 884 هــ إلى القاهرة للاجتماع بشيخه الحضرمي، وقضى في القاهرة بقية العام والعام الذي يليه، وجدد علاقته مع العلماء، وصار شيخاً علماً له مكانته ويتحلق من حوله طلبة العلم والأتباع، في السنة التالية (886هــ / 1481 م) قرر الشيخ السفر إلى مصراتة بليبيا.
وقبل رحيله عن القاهرة ذهب لشيخه الحضرمي يودعه، فأخذ الحضرمي رقعة وكتب عليها هذين البيتين ورفعها إليه:-


عش خامل الذكر بين الناس وارض به *** فذاك اسلم للدنيا وللدين


من خالط الناس لم تسلم ديانته *** ولم يزل بين تحريك وتسكين



ومصراتة ثالث كبريات مدن ليبيا بعد طرابلس غرباً وبنغازي شرقاً، وهي مدينة كان سكانها عند الفتح الإسلامي بربراً خلصاً، وقد أقام الشيخ قبل استقراره بمصراتة في طرابلس لفترة من الزمان وعرف مشاهير رجالها، ويعدّ بعضهم ضمن شيوخ زروق كأحمد بن عبد الرحمن اليزليتني المعروف بحلولو ، وعلي الخروبي الطرابلسي وكان صديقاً حميماً للشيخ زروق وصار ابنه محمد احد أتباع الشيخ المخلصين .

جاء الشيخ إلى مصراتة عام 886هــ/ 1481 م وطاب له فيها المقام حيث قضى فيها بقية أيام حياته،وقد تكون المدينة أعجبته ببساطتها وصفائها، وبحياتها شبه البدوية ، ولعل ما ذكره المؤرخ الصوفي محمد بن ناصر الدرعي بعد مرور قرن من ذلك الزمان يصف مصراتة ويقول
: "وحسب مصراتة أن زروقا اختارها مسكنا وان الله اختارها له مدفنا، ذلك لما طبع عليه غالب أهلها من الحياء والتقشف ومحبة الصالحين والاعتناء بالمنتسب إلى طريقتهم ، ولما طبعوا عليه من الكلام من عدم الفحش، ولما فيهم من السخاء ولين الجانب للغريب ، وغير ذلك".

وقد كان من أقران الشيخ ولي مسلاته الشيخ عبد الواحد الدكالي وهو شيخ ولي زليتن الشهير عبد السلام الأسمر، حيث كان يأتي إليه الشيخ زروق من مصراتة إلى بلد مسلاته على فرس حمراء وبيده رمح كما ذكر ذلك الشيخ عبد السلام الأسمر ، وقد أصاب الشيخ زروق في مصراتة المكانة الرفيعة والتوقير العظيم من أهلها بسبب مكانته العلمية وشهرته الصوفية، وأصبح واحداً من أهلها ، وتجمع الطلبة والمريدون من حوله، وصارت له الصدارة في مجالسهم ، وغدا ينشر علمه بين الناس في المسجد الذي كان يؤدي فيه صلاته قرب منزله، وتزوج أمة الجليل بنت أحمد بن زكريا المصراتي وحملت له ولدين وبنتاً ، فضلاً عن زوجته الفاسية فاطمة الزلاعية الني لحقت به من المغرب.
ولم يغادر مصراتة بعد استقراره بها سوى مرتين ، الأولى سنة 91/ 892 هــ إلى الجزائر ليرعى بعض شؤونه هناك ويحضر أسرته، والثانية سنة 894 هـــ (1489م ) حيث أدى فريضة الحج للمرة الثالثة الأخيرة ، وقضى بعدها السنوات الأربع الباقية من حياته القصيرة الحافلة.

وفي اليوم الثاني عشر من شهر صفر سنة 899 هـ (1493م) وهي آخر سنه في سني القرن التاسع الهجري توفي احمد بن احمد بن محمد بن عيسى، زروق ، في خلوته، وعمره أربعة وخمسون عاماً ، وكان يدعو ربه أن يقبضه إليه قبل أن يشهد القرن العاشر، وقد استجاب الله لدعوته تلك ، وكان كل ما تركه من ارث بعده ، نصف فرس يشاركه فيها رجل مصراتي ، وبرنوساً ابيض وجبة وثوباً من الصوف ، ومسبحة أهداها إليها الحضرمي ، وأربعة عشر مجلداً من المؤلفات من مختلف الموضوعات .

لقد ولد فقيراً ، وعاش فقيراً ومات فقيراً كما ولد وكما عاش رغم انتشار صيته وخدمة الدنيا وأهلها له.

أما النسوة والأولاد الذين خلفهم وراءه فهم زوجة زروق فاطمة الفاسية التي أنجبت له ولديه احمد الأكبر واحمد الأصغر ، وزوجته المصراتية – امة الجليل – التي جاءته بابنيه احمد أبي الفتح واحمد أبي الفضل بالإضافة إلى ابنته منها عائشة ، وقد توفي الثلاثة الأخيرون واحداً تلو الأخر ، أما ولداه احمد الأكبر وأحمد الأصغر فقد غادرا مصراتة بعد موته إلى المغرب، واستقر بهم الأمر في قسنطينة من مدن الجزائر ، وبعد فترة عاد ابنه احمد الأصغر المعروف بأحمد الطالب إلى مصراتة مرسلاً من قبل أخيه ليأخذ نصيب أمه وأخيه من ارث والده ويعود إلى الجزائر ، كما فاز ابنه احمد الأكبر من ارث والده بسمعته وصيته ، وخلفه في شي من النفوذ على أتباعه بالجزائر، ولم يسمع بعد هذا شي عن آل الشيخ زروق.

كان رضي الله عنه رجلاً قصيراً جميل الصورة ابيض البشرة، وكان يعاني من مرض يعاوده مدة أربعة أشهر بين الحين والأخر لمدة طويلة من عمره وكان خلال فترة مرضه لا يأكل سوى الزيتون الأسود، كما كان رضي الله عنه إنساناً خجولاً حيياً، و كان عصبيّ المزاج سريع الانفعال لحساسيته المفرطة وذلك قبل أن يبلغ الأربعين، ولم يبق شيء من ذلك بعد أن تجاوز الأربعين، وكان متواضعاً تقياً مرحاً لطيف المعشر وسهل المخالطة، وكان يخاطب أصحابه برقة ولطف ويناديهم بكنى مضحكة أحياناً، وكان أتباعه سعداء كل السعادة بتلك الكنى.
وحين توفاه الله تكلم الناس من حوله عن تعدد كراماته وخوارقه، ولعل من أهم كراماته تلك الكنوز التي خلفها وراءه من المؤلفات العديدة والتي رغم ما فقد منها – وهو كثير – إلا أنها تشهد على انه رغم حياته القصيرة ترك تراثاً ثميناً وكبيراً وبأسلوب سهل ممتنع دقيق ومنظم، وقد صنف المهتمون مؤلفات الشيخ زروق بحوالي 39 مؤلفاً في التصوف و 6 مؤلفات في الحديث و 10 مؤلفات في علم السيمياء ومؤلفان في السير الذاتية والتراجم وديوان شعر ومؤلفان في الطب ومؤلفان في تفسير القران الكريم وشرح الفاتحة و 10 مؤلفات في الفقه وثلاثة مؤلفات في علم الحروف ومؤلفان في العقائد ، فضلاً عن الشروح والتعليقات المختلفة، ومنها على سبيل التعريف 17 شرحاً للحكم العطائية، ومن أهم مؤلفاته في التصوف: قواعد التصوف، وعدة المريد الصادق، والنصيحة الكافية، وإعانة المتوجه المسكين، ولعل هذه المؤلفات من أهم ما ترك، ولها من التبجيل والحفاوة النصيب الأكبر، ومن مؤلفات الشيخ ذائعة الصيت في السلوك رسالة أصول الطريقة الزروقية وما يتفرع عنها من خلق وسلوك.

وبذلك صدقت عبارة الشيخ حين سأله خادمه أحمد عبد الرحيم يوماً بعد استقراره في مصراتة: "إلا نبني هنا زاوية ونتخذ لها أوقافاً ؟" وكان جواب الشيخ بالنفي القاطع وهو يقول : "يا أحمد نحن لا تفوح رائحة مسكنا إلا بعد ما نتسوس تحت التراب" وبعد وفاة الشيخ بعشرين عاماً كاملة كثر خلالها عدد الزائرين لضريحه ، وذاع صيته في الأفاق ، بنا أحمد عبد الرحيم جامعاً بجانب الضريح وعاش فيه ، وصار هذا الجامع بمرور الزمن " زاوية سيدي أحمد زروق" وأصبحت احد المعالم الرئيسية في المنطقة، ومعهداً دينياً معروفا في البلاد الليبية، يقصده كل من أتم حفظ الفران الكريم، ليقضى فيه فتره من الزمان يدرس خلالها اللغة العربية وأصول الفقه والشريعة والمعرفة الدينية الضرورية ، كما كانت مأوى للفقراء والمساكين ، ومقصداً للعلماء والفقهاء والصوفية من جميع أنحاء العالم الإسلامي ، وتتكون الزاوية من مسجد جامع وضريح الشيخ ومكتبة ومعهد لتحفيظ القران ، ولعل واقعها الآن لا يدل على ماضيها المشرق حيث تحتاج الزاوية إلى الإصلاح والتحديث.

كان للشيخ في حياته سلسلتان تصله أحداهما بالشيخ أبي الحسن الشاذلي، وتربطه الثانية بالشيخ عبد القادر الجيلاني، وقد وضع الشيخ خلال حياته طريقة عرفت باسمه "الزروقية" يلحقها مؤرخو الطرق بالطريقة الشاذلية على أنها فرع منها، وهي طريقة صوفية سنية اشتهرت في المغرب، وتفرع عنها ثلاثة عشر فرعاً تعتبر امتداداً لها، وانتشرت في الأقطار المغربية ومصر والحجاز ولبنان وفلسطين وجزيرة رودس وتشاد والنيجر، وسنفرد الحديث عنها في تصنيف أخر.
يفرغ المداد في الكتابة عن سيرة الشيخ زروق رحمه الله ولا يؤدّى حقه، ونكتفي بما انقضى من الحديث عنه، ونختتم سيرته بذكر أسماء بعض تلاميذه: سيدي الشيخ عبد السلام الأسمر وليّ زليتن، والشيخ شمس الدين اللقاني المصري، والشيخ محمد علي الخروبي الولي الطرابلسي الشهير، وأبو حفص عمر الوزاني عالم الجزائر الشهير ، والشيخ أحمد بن يوسف الراشدي المصلح المشهور، وأبو راوي الفحل وليّ سوسة، وإبراهيم الخياط اليمني وكثير غيرهم. ولم يقتصر تأثير الشيخ على تلاميذه، بل تعداه إلى تلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم وهلم جرا.وفيما يلي باقة من أقوال الصالحين في الشيخ رحمه الله:

"أنا دعوة زروق" أبو حفص الوازني.

"إنه رأس السبعة الأبدال" محمد الزيتوني.

"الجامع بين الشريعة والحقيقة" قالها الكثير من العلماء.

"الولي الصالح المتبرك به حيا وميتا القطب" نور الدين الحسن اليوسي.

"من ليس في قلبه محبة زروق، فليس بمؤمن" أبو راوي الفحل.

"كان زاهدا، فاضلا، منقطعا إلى الله سبحانه وتعالى، عارفا به دالا عليه، له همة عالية، تخرج عليه جماعة، وانتفع به الناس شرقا وغربا، وله بركات ظاهرة، وكرامات باهرة في الحياة وبعد الممات" محمد بن خليل بن غلبون صاحب التذكار .

"حجة الله في أرضه، ارتفع صيته عند الخاصة والكافة، فهو كعبة الزوار، وحرم الأنوار ، ومعدن الأسرار ، الحي في قبره، يتشعر ذلك كل من له ذوق سليم، وطبع مستقيم". الحسين بن محمد السعيد الشريف الورثيلاني الجزائري.

"هو قمة من قمم التصوف" الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر .

"لله دره ما أعلمه بالطريق وما أتبعه للسنة"عبد الرحمن الفكون.

ونختتم سيرة الإمام أحمد زروق رحمه الله بأبيات من قصيدة لبعض أهل المحبة في الشيخ:

أزروق أهل الله في كل برهة *** ومأوى العفاة في اليسار وفي العسر


فلا زلت للإحسان أهلا وموطنا *** ومأوى الخصال الساميات لدى الدهر


عليكم من الرحمن أزكى تحية *** وأسمى مهابات إلى الحشر والنشر


وصلى الذي ولاك مجدا وسؤددا *** على المنتقى المبعوث للسود والحمر


وآله والأزواج طرا وصحبه *** ذوي النجدة الفيحاء والسادة الغر

تذييل:
الشيخ الزروق وتسلسل حديث المصافحة
ذكر الشيخ محمد سليمان الروداني وهو عالم جليل ولد ونشأ وتعلم في المغرب وجاور بالحرمين وتوفي بدمشق سنة 1094 في سنده لروايته لـحكم بن عطاء الله. كما ذكره في حديث المصافحة حيث قال: "وأبو عثمان المغربي صافح أيضا محمد الخروبي الطرابلسي، وهو صافح سيدي أحمد زروق، وهو صافح الشمس السخاوي ..." إلى أن وصل إلى " خلف بن تميم قال: "دخلنا على أبي هرمز نعوده، فقال: دخلنا على انس بن مالك نعوده فقال: صافحت بكفي هذه كف رسول الله صلي الله عليه وسلم، فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله . قال أبو هرمز فقلنا لأنس: صافِحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله ، فصافحنا فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كفه، وقال: السلام عليكم. قال خلف فقلنا لأبي هرمز: فصافحنا بالكف التي صافحت بها أنساً فصافحنا، فما مسست خزاً ولا حريراً ألين من كفه، وقال: السلام عليكم، وهكذا مسلسلاً بهذا إلى الشيخ زروق".

ومن الفوائد التي يعطيها حديث المصافحة هذا هي:
1. شدة الحب لرسول الله والتعلق به ابتداء من الصحابة والتابعين ومن اقتدى بهم من بعدهم تقديراً وحباً وتبركاً.
2. إن بين يد رسول الله الشريفة ويد الشيخ زروق خمس عشرة يداً، وهي منقبة تزاد في مناقبه.
3. مشروعية التبرك بآثار الصالحين .

وصلى الله على سيدنا محمدوآله وسلم


http://www.attaweel.com/vb/t21667.html

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من هو سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 29, 2012 8:53 am 
غير متصل
Site Admin

اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm
مشاركات: 23553
وله شرح لصحيح البخاري

أراني إياه وأعطاه لي وقرأته سنة 1986

ولا أدري أتوجد نسخة منه مطبوعة أو مخطوطة أم لا

معلش المشاركة ده مفروض تكون في قسم المجاذيب؟؟؟؟



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من هو سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 29, 2012 10:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس يونيو 14, 2007 2:19 pm
مشاركات: 5740
:shock:

:cry:

_________________
ومن دخل حصن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يضام


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من هو سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 29, 2012 10:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 15, 2012 3:01 pm
مشاركات: 765
[font=Tahoma][/font]مدد يا مولانا والله مليون مدد وقسم المجاذيب ليه يا مولانا والله بحبك يامولانا فكرتنى بحاجتين سيدنا ابو بكر الصديق لما سئل عن معراجه صلى الله غليه وعليكم يا ال البيت وسلم فقال انى اصدقه فى ابعد من ذلك اصدقه فى وحى السماء وثانيا ذكرتنى بكتاب الامام السيوطى النجوم الزاهره فى اجتماع الاولياء بسيد الدنيا والاخره مدد يا مولانا وبعد اذنك يا مولانا اللى نفسى اعرفه منك فى القسم الجديد هوه قالك ايه عن هدم قبته الطاهره المشرفه وهيعمل ابه مع خوارج ليبيا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من هو سيدي أحمد زروق رضي الله عنه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أغسطس 30, 2012 12:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2011 10:41 am
مشاركات: 2778
و هذه ترجمة سيدي أحمد زروق من الضوء اللامع للإمام السخاوي رحمه الله تعالى :


أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الشهَاب البرنسي المغربي الفاسي الْمَالِكِي وَيعرف بزروق بِفَتْح الْمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة بعْدهَا وَاو ثمَّ قَاف / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبَوَاهُ قبل تَمام أسبوعه فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ عَن مُحَمَّد بن الْقسم أَحْمد الغوري وارتحل إِلَى الديار المصرية فحج وجاور بِالْمَدِينَةِ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ نَحْو سنة مديما للاشتغال عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَغَيره فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَليّ بُلُوغ المرام وَبحث عَليّ فِي الِاصْطِلَاح بقرَاءَته ولازمني فِي أَشْيَاء وأفادني جمَاعَة من أهل بِلَاده وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف والميل فِيمَا يُقَال إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه، وَقد تجرد وساح وَورد الْقَاهِرَة أَيْضا بعيد الثَّمَانِينَ ثمَّ تكَرر دُخُوله إِلَيْهَا ولقيني بِمَكَّة فِي سنة)
أَربع وَتِسْعين وَصَارَ لَهُ أَتبَاع ومحبون وَكتب على حكم ابْن عَطاء الله وعَلى القرطبية فِي الْفِقْه وَعمل فُصُول السّلمِيّ أرجوزة.

1\223

_________________
مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم

الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط