شكرا لأخى المأمون علي هذا الموضوع القيم جدا, وبارك الله فيه وثبته وسدد خطاه.
واحببت ان اشارك في الرد علي تساؤل الام الاغالية سلفية تائبة بما يتوافر لدى من معلومات حول سؤالها... فأقول:
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);border:10 ridge orangered;][cell=filter:;][align=center]معلوم انه ورد كثيرا كلمة: حلقة الذكر, وصفوف الصلاة.فيظهر ان الاكمل ان يكون الذاكرون حلقا, ومعلوم انه ورد ان الاولي للمصلين ان يتقاربوا حتى يتماسوا, وورد ان ذلك اصفي لقلوبهم وابعد لعدوهم الشيطان.من ذلك رأى بعض ائمة الطريق ان يكون الذاكرون حلقة, وان يضع الذاكر يده في يد اخيه واضعا اصابعه بين اصابعه برفق, اظهارا لصفاء القلوب, وتحصنا من وسوسة الشيطان الرجيم.
وبالنسبة لما يحدث من اهتزاز الجسوم في حالة الذكر فهو من روعة الفهوم.
واستنبط اهل الله الحركة والتمايل اثناء الذكر من قوله تعالي (( فاذكروا الله قياما وقعودا وعلي جنوبكم )) (103 النساء).
وقد روى ابو طالب المكى في كتابه (( قوت القلوب )) ان عبد الله بن عمر بعد ان صلي العيد في مصلاه جلس يذكر الله هو ومن معه من الصحابة, فجاء مصعب بن الزبير فقال : يا عبد الله, خالفت كلام الله, يقول الله تعالي: (( فاذكروا الله قياما وقعودا وعلي جنوبكم )) وانت تذكر قاعدا, فقام عبد الله بن عمر هو ومن معه فذكروا قياما بعد ان ذكروا قعودا.
ولمن تقصي في هذا الخبر وعلم وصف الصحابة عند الذكر, وجد ان الوصف كما جاء في النقل الصريح والاثر الصحيح انهم كانوا يتمايلون كأعواد الزرع الذى يتخللها النسيم.
اما حركات الجسم في الذكر: فمعلوم ان الركوع والرفع من الركوع ركنان في الصلاة, ولذلك فان بعض ائمة الطريق استحسنوا ان تكون حركات الجسم في الذكر من قيام وقعود كركوع ورفع, والاولي المحافظة عليها,ما لم يقو وجد الذاكر فانه يباح له ما لا يباح لغيره.
وايضا ان الحركة علي هيئة الركوع والرفع تكون لتعظيم ذات المذكور سبحانه وتعالي.
ولكل من يعترض نرجو منه ان ينزل الى ساحات تحفيظ القران الكريم ويري بأم عينيه تمايل واهتزاز الدارسين والحفاظ يمينا ويسارا وانحناءا للامام ورجوعا للخلف وهم يتغنون بالقران, بل انظروا الي الوهابية انفسهم وهم يقراون القران وانظروا الي حركاتهم الجسدية وماذا يفعلون دون ان يشعروا.
اذكر مرة اننى جلست مع احدهم في المسجد وكان يناقشنى بخصوص موضوع هيئة الحركة في الذكر, وبالطبع كالعادة لم تفلح المناقشة, وقال لي ان هذا نوع من الرقص وعدم الادب مع الله عزوجل, فقولت له حسنا فلننتظر بعد الصلاة وسوف اثبت لك ان كلامك غير صحيح, ولحسن الحظ ان المسجد كان مسجدا عامرا بالوهابية من شيوخه واصدقائه, وبعد ان فرغنا من الصلاة, جلسنا نذكر, ثم سألنى هيا ارنى اثباتك, اين حجتك؟ اين دليلك الذى وعدتنى به؟ قولت له صبرا جميلا يا اخى وانتظر, وبعد فترة قليلة حدث ما كنت اريده, شيوخه الوهابية واصدقائه كل منهم ممسكا بمصحف في يده ويرتل القران ويحفظ, وكلهم يتمايلون بحركات مماثلة تماما لحلقات الذكر عند الصوفية, بل واقسم بالله ان منهم من كان لا يشعر بما يفعله من حركات قوية وسريعة وكأنه في عالم اخر وهو مغمضا عينيه. فابتسمت للاخ الوهابي وقلت له اليس هؤلاء شيوخك واصدقائك وهم من اخبروك ان التمايل في الذكر حراما, فقال لي بالتأكيد, فقلت له انظر الان بنفسك ماذا يفعلون, فنظر وكأنه لأول مرة في حياته يلاحظ تلك الحركات اثناء تلاوتهم القران, فبهت ولم ينطق ببنت شفة ولم يقول الا سبحان الله, وطلبت منه ان يذهب اليهم ويسألهم الكف عن الرقص الذى يحرموه علي ذاكرين الله.
ونختم بايات اخرى من كتاب الله في هذا الشأن:
قال تعالي : ((لو انزلنا هذا القران على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)) ( الحشر 21)
فهذا كلام الله يوجهه لنا كى نعتبر ونتدبر لا كى يمر علينا مرور الكرام, فيقول ان هذا القران لو انزل علي جبل ( وليس بشرا) لرأيته خاشعا متصدعا, فاذا كان هذا هو حال الجبل الجماد فماذا يكون حالك انت ايها الانسان الضعيف؟ ما حالك وانت لك قلب وحس وروح ولست بجمادا؟ واذا كان هذا حال الجبال فهل حرام علينا التمايل والترنم والتغنى بذكر الله ونحن بشرا؟!!! ولاحظ وتأمل قوله تعالي ( وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) فهل تفكرتم في تلك الامثال؟!!!!
وقال تعالي في اية اخرى: ((ولقد اتينا داود منا فضلا ياجبال اوبي معه والطير والنا له الحديد )) (سبأ10)
وهذه الاية يأمر فيها الله الجبال والطير بالتأويب, والتأويب وهو التمايل ذهابا وايابا, هذه هى الجبال كانت تتمايل بأمر الله مع صوت سيدنا داود العذب عندما كان ينشد ذاكرا الله,ومعلوم انه عندما كان سيدنا داود عليه السلام يترنم بمزاميره, كان الكون كله تعمه حالة من السكون لسمع صوته الرائع, فالمياه الجارية كانت تتوقف عن جريانها والجبال تتمايل وجميع الحيوانات والوحوش لا تسمع لها صوتا, فاذا كان هذا امر الله للجبال بالتأويب مع صوت سيدنا داود عند ذكر الله, فهل يكون حراما علينا ان نتمايل نحن البشر ونحن نستمع لذكر الله؟!!! ولاحظ قوله تعالي ( والنا له الحديد) فمالك ايها المسلم الذاكر لله تعالى تقف صلبا صلدا جامدا لا تتحرك عند ذكر الله؟ الم يلين قلبك وفكرك وجسدك بعد تلك الاية؟ ام الم بك جفاءا وقسوة في القلب صارت اشد من الحديد والجبال؟!!
واذا لم يقتنع المعارضون فنتحداهم بأن يأتوا لنا بنص صريح في تحريم التمايل عند ذكر الله.
وبخصوص رؤية الشيخ للملائكة في حلق الذكر فهذا ليس بغريب ولا مستغرب خاصة مع ما سنذكره من احاديث:
1-قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : (( اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. فقالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حلق الذكر, فان لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر, فاذا اتوا عليها حفوا بها )) ( رواه الترمذى, كتاب الدعوات,3509, والامام احمد في مسنده 12114, وكلاهما من حديث انس بن مالك مرفوعا.
2-وورد في صحيح مسلم: خرج رسول الله صلي الله عليه واله وسلم علي حلقة من اصحابة فقال: (( ما اجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالي ونحمده علي ما هدانا للاسلام ومن به علينا, قال: الله ما اجلسكم الا ذلك؟ قالوا: والله, ما اجلسنا الا ذاك, قال: اما انى لم استحلفكم تهمة لكم, ولكنه اتانى جبريل فأخبرنى ان الله تعالي يباهى بكم الملائكة.))
رواه مسلم, كتاب الذكر والدعاء2701.
3-وروى في صحيح مسلم ايضا, قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم: (( لا يقعد قوم يذكرون الله تعالي الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالي فيمن عنده))
رواه مسلم ,كتاب الذكر والدعاء2700.
ومن خلال ما سبق من احاديث وهى علي سبيل المثال لا الحصر, اثبتنا ان الملائكة تطلب حلق الذكر وتغشاها وتحف بها.
[/align][/cell][/table][/center]
_________________ [saa]طهرهم ربي تطهيرا ليقوم العدل المتسق بعلي قامت حجتهم صنوان علـــي والحق ان تبغي للحق سبيلا وقويم صراط فالحق فاطمة الزهرا وبنوها وسواهم افك مختلق[/saa]
|