موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 31 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 2:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

حتى العام 1940 كانت هذه المراكز والمؤسسات تعمل تحت عنوان معهد / مؤسسة (Institution) وخلال فترة الحرب العالمية الثانية عرفت بأنها صناديق الأدمغة (Brains Boxes) بعد أن شاع عنها في الشارع وبين الجماهير مصطلح الجماجم (Skulls).

إن أول ظهور لمصطلح مخازن التفكير (Think Tanks) يرجع للشارع الأمريكي زمن الحرب حين كانت تسمي الغرف التي تناقش فيها الخطط الاستراتيجية للحرب بهذا الاسم .

وإن أول تداول رسمي أكاديمي لهذا المصطلح يمكن ملاحظته خلال سنوات الخمسينات من القرن الماضي (12) .

لقد ظهر توجهان عند تعريب المصطلح (Think Tanks) من اللغة الإنكليزية التي هي لغة بيئته الأصلية التي انطلق فيها (انكلترا و الولايات المتحدة الأمريكية) وذلك اعتمادا على طبيعة فهم مدلوله ومصدره في لغته الأصلية.

لقد كان مصدر المصطلح في اللغة الانكليزية هو الحقل العسكري كون انطلاقة عمل هذه المؤسسات قد بدأت فيه حيث تمت استعارة المصطلح الذي يطلق على الغرفة المحصنة التي تعقد فيها اجتماعات قيادات هيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون /Pentagon) وتسمى (Tank) (13) باعتبارها موقعا آمنا محصنا ضد الضربات كالدبابة (Tank) و معزولا عن الخارج عزلا إلكترونيا لحساسية المعلومات التي يتم تداولها فيه باعتباره منبعا للأفكار والخطط الاستراتيجية للقوات المسلحة وأوامر إدارة ومتابعة العمليات العسكرية الرئيسية.

فكان التوجه الأول عند تعريب المصطلح على إنها (دبابة الفكر) تعريبا لكلمة (Tank / دبابة) استنادا إلى ركن الوصف الصوري للمكان في أصل ومصدر المصطلح .

فيما نظر التوجه الأخر للجانب الوظيفي للكيان فعربه على أنه كيان (مخزن / Tank) تجري فيه مناقشة و صياغة الأفكار الاستراتيجية و قد ملنا نحن في تعريبنا للمصطلح إلى هذا الاتجاه.

خلال سنوات الستينيات من القرن الماضي صار مصطلح مخازن التفكير يطلق على مؤسسة راند وبقية المؤسسات ذات النشاط المشابه التي تقدم مساعدات واستشارات للقوات المسلحة.

لقد تطور مصطلح مخازن التفكير وعدد وطبيعة المؤسسات التي تعمل تحت عنوانه ليشمل في الوقت الحاضر طيفا واسعا جدا يبقي مسألة تحديد طبيعته ونطاقه محل نقاش دائم ومستمر.

يرى ريتشارد ن. هاس (Richard Nathan Haass) رئيس مجلس العلاقات الخارجية والذي شغل منصب مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية للفترة من عام 2001 إلى عام 2003 أن المصطلح ونمط عمل المؤسسات التي عملت في إطاره شمل ثلاث مراحل من التطور شكلت موجته الأولى (التي مثلت النشأة والبدايات) فترة زمنية امتدت في الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من ثلاثين عام منذ مطلع القرن الماضي وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

ثم جاءت الموجة الثانية (التي مثلت فترة النمو والنشاط المتخصص) لتغطي فترة الحرب الباردة.

أعقب ذلك ظهور الموجة الثالثة (التي مثلت تطور تلك المؤسسات وتزايد عددها وتشابك عملها مع مؤسسات الإعلام والعلاقات العامة) حيث يمتد عصرها منذ ما بعد الحرب الباردة وحتى زمننا الحاضر(14).


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 2:55 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

المبحث الثاني : أنواع مخازن التفكير (Think Tanks) .

بحلول نهاية القرن العشرين أصبح هناك أكثر من 1200 مؤسسة ممن ينطبق عليها وصف (Think Tanks) مخازن التفكير تسيطر على الساحة السياسية الأمريكية وهي تشكل مجموعة غير متجانسة من حيث اتساع نطاق المواضيع ومصادر وطرق التمويل و المواقع التي تشغلها (15) .

ويمكن أن نضع لها تقسيم أولي علي النحو التالي (16) :

1. مؤسسات تابعة للجامعات مثل مؤسسة بحوث الشرق الأوسط التابعة لجامعة كولومبيا.
2. مؤسسات بحثية تميل لأحد الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الأمريكية مثل معهد بروكنجز(Brookings Institution) الذي يميل إلي الحزب الديمقراطي ومؤسسة هيرتيج (Heritage Foundation) التي تميل إلي الحزب الجمهوري.
3. مؤسسات تابعة لهيئات حكومية مثل جامعة الدفاع الوطني (Nation Defense University) ومركز بحوث الكونجرس ( congressional Research Service)
4. مؤسسات بحثية تابعة لمؤسسات خاصة كبرى مثل مؤسسة كارينجي للسلام الدولي Carnegie Endowment For International Peace
5. المؤسسات التقليدية للسياسة الخارجية مثل مجلس العلاقات الخارجية Council Of Foreign Relation
6. مؤسسات متخصصة مثل الجمعية الوطنية للعلوم السياسية American Political Science Association
7. المؤسسات التابعة لللوبي الصهيوني مثل اللجنة الوطنية اليهودية الأمريكية (American Jewish Committee) .ولجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"(Israel-American Public Affairs Committee).
8. مؤسسات مرتبطة بهيئات معارضة للسيطرة الأمريكية ومعظمها من اليسار مثل (Nation Pacifica) واليمين المعارض مثل لاروش.
9. مؤسسات أخرى تدخل ضمن المؤسسات البحثية التابعة للكنائس والهيئات الدينية والأقليات القومية والعرقية واللغوية و الناشطين السياسيين والاجتماعيين.

إن بعض مراكز البحوث والدراسات هذه تأخذ نهجا ينحاز إما مع منهج التفكير المحافظ أومع منهج التفكير التحرري (من الناحية الاقتصادية وما يستتبع ذلك) .

فعلى سبيل المثال معهد كاتو Cato يعكس المنهج التحرري في حين أن آخرين ، مع التركيز على التقدم في الإصلاحات الاجتماعية والبيئية ، يعتبرون أكثر ليبرالية (معهد Tellus على سبيل المثال) الذي يعتبر في يسار الوسط.

ويبرز هناك اتجاه جديد ، ناجم عن العولمة ، هو التعاون بين مراكز الفكر عبر القارات.

على سبيل المثال ، مؤسسة بروكينغز في واشنطن العاصمة ، تتعاون مع وزارة خارجية دولة قطر لمبادرة بشأن العلاقات بين الغرب و الإسلام.

أيضا ، وفي مجال العلاقات بين الغرب والإسلام ، والدراسات المستقبلية فإن مركزا فكريا هو مجموعة الاستشراف الاستراتيجي (Strategic Foresight Group) ومقره في الهند ، يعمل عن كثب مع تحالف الليبراليين والديموقراطيين في البرلمان الأوروبي.

المنتدى الاقتصادي العالمي قد أوجد مجلسا من 100 مائة من قادة العلاقات بين الغرب والإسلام ، حيث جمع بين رؤساء مراكز البحوث ومخازن التفكير الرئيسية العالمية التي تتراوح بين مركز أوكسفورد الإسلامي في جامعة اوكسفورد وفريق الاستشراف الإستراتيجي ، مؤسسة مراقبة البحوث ، CSDS ، مركز بحوث السياسة ، إلخ ذلك من مؤسسات في دلهي - الهند ، وجامعة الأزهر في مصر.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 3:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

المبحث الثالث : وظائف مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) .

هنالك عدة مجالات وطرق تشارك أو تؤثر من خلالها هذه المراكز والمؤسات على صانعي السياسة الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية وتساهم عبرها في تشكيل ملامح هذه الساسة.

ويمكن هنا إجمال خمسا منها على الأقل (17) :

1- توليد أفكار وخيارات مبتكرة في السياسة الخارجية :

تسعى مراكز البحث والرأي إلي توليد أفكار جديدة تبدل الطريقة التي ينظر بها صانعوا السياسة الخارجية إلى العالم ويستجيبون له، ومن الممكن أن تؤدي هذه الأفكار الجديدة إلى تغير في المصالح القومية الأمريكية وفهمها والتأثير في ترتيب الأولويات وتوفر خرائط للعمل وحشد التحالفات السياسية والبيروقراطية وتشكيل حملات الانتخابات الرئاسية.

إن هذه الأفكار والاستراتيجيات تتسم بالإضافة لكونها تحمل طابع الابتكار والإبداع والابتعاد عن النمطية هي ايضا تلتزم بالمحافظة على النظرة الواقعية للأمور مع استشراف أفاق مستقبلية بعيدة.

تمثل فترات انتقال الحكم مناسبات مثالية لرسم برامج عمل السياسة الخارجية حيث يطلب المرشحون إلى الانتخابات المشورة من عدد كبير من المثقفين من أجل تحديد المواقف السياسية حول عدد من القضايا الداخلية والخارجية ويتبادل المرشحون إلى الرئاسة الأفكار مع الخبراء السياسيين ويختبرونها خلال مسار الحملات الرئاسية .

وقد كانت أكثر الأمثلة شهرة على هذا ما حدث بعد انتخابات عام1980، عندما تبنت حكومة رونالد ريجان مطبوعة مؤسسة هيرتيج (Heritage Foundation) عنوانها "تفويض للتغيير" كبرنامج عمل للحكم.

وهناك حالة ثانية أكثر حداثة تمثلت في صدور تقرير سنة 1992 أعده معهد الاقتصاديات الدولية ومؤسسة كارنيجي للسلام الدولي (Carnegie Endowment For International Peace) يقترح إنشاء مجلس أمن اقتصادي وقد وضعت إدارة كلينتون التي تسلمت الحكم فيما بعد هذا الاقتراح موضع التنفيذ بإنشائها المجلس الاقتصادي (هذا الجهاز مازال يعمل إلي يومنا هذا).

وتوفر بعض المنعطفات التاريخية الحاسمة فرصا استثنائية لإدخال أفكار جديدة إلى حقل السياسة الخارجية الأمريكية فعلي سبيل المثال :

نشر مجلس الشئون الخارجية Foreign Affairs Council واسع الصيت والتأثير مقالا غير موقع بعنوان "أسباب التصرفات السوفيتية" في مجلته Foreign Affairs وقد ساعد هذا المقال الذي كتبة الدبلوماسي الأمريكي "جورج كينان" في إقامة الأسس الفكرية لسياسة الاحتواء التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية مع الاتحاد السوفيتي وكذلك مقال هينتجتون عن صدام الحضارات (The Clash Of Civilization) الذي نشره في نفس المجلة في عام 1993 والذي كان بمثابة مساهمة اشتملت علي بذور تطور قابلة للنمو في النقاش الدائر حول السياسة الخارجية فيما بعد الحرب الباردة (Post Cold War Era) .

فضلا عن الدارسات التي قام بها مركز الدارسات الاستراتيجية والدولية (Center For Strategic And International Studies) ومعهد هيرتيج وبروكنجز Brookings Institution منذ القرن العشرين التي أسهمت جميعها في النقاش الدائر حول الاستراتيجيات المناسبة والمنظمات الملائمة لمواجهة التهديد الإرهابي في الداخل والخارج بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.

2- تأمين مجموعة جاهزة من الاختصاصيين للعمل في الحكومة :

بجانب تقديم أفكار جديدة لكبار الرسميين الحكوميين فإنها تقدم أيضا مجموعة كبيرة من الخبراء للخدمة في الإدارات الجديدة، وفي فرق الموظفين التابعة للكونجرس .

وتعتبر هذه الوظيفة التي تؤديها المراكز البحثية بالغة الأهمية في النظام السياسي الأمريكي، حيث أن انتقال السلطة في الولايات المتحدة يؤدي الي استبدال مئات الموظفين من الدرجة المتوسطة، أو من كبار الموظفين في السلطة التنفيذية .

وتساعد مراكز الأبحاث والرأي الرؤساء والوزراء علي سد هذا الفراغ .

فقد قام عل سبيل المثال الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بعد انتخابه في عام 1976 بتعيين الكثير من خبراء مؤسسة بروكنجز و مجلس العلاقات الخارجية في حكومته، وبعدها بأربع سنوات توجه رونالد ريجان الي مؤسسات أخري لتشكيل هيئة خبرته و مستشاريه .

فقد استعان خلال فترتيه الرئاستين بمائة و خمسين شخصاً من مؤسسة هيرتيج ومؤسسة هوفر ومعهد انتربرايز الأمريكي .

كما اتبع الرئيس الأمريكي (بوش الابن) في تعيين الخبراء والمستشارين في حكومته السابقة والحالية نفس النمط .

وبالإضافة إلى تزويد الإدارات الجديدة بالخبراء فإنها تؤمن للمغادرين من مناصبهم الحكومية مواقع مؤسساتية يستطيعون فيها ممارسة ما اكتسبوه من خبرة وتبصر خلال خدمتهم في الحكومة، والاستمرار في لعب دور مؤثر في النقاش حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة .

وتشكيل نوعا من مؤسسة ظل غير رسمية للشؤون الخارجية.

وتتميز الولايات المتحدة عن سواها من الدول بهذا الباب الدوار و هو من مصادر قوتها (18) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 3:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

3- توفير مكانا للنقاش على مستوي رفيع :

تلعب مؤسسات الفكر والرأي دورا في التوصل إلى تفاهم مشترك إن لم يكن هناك إجماع حول خيارات السياسة الخارجية، ولا يمكن لأي مبادرة كبرى في السياسة الخارجية من الاستمرار ما لم تتمتع بقاعدة من التأييد الحاسم في أوساط جماعة المهتمين بالسياسة الخارجية.

وتوفر النشاطات التي تنظمها مؤسسات الفكر والرأي الكبرى للرسميين الأمريكيين منابر غير حزبية لإعلان المبادرات الجديدة و شرح السياسة الحالية وإطلاق بالونات الاختبار لمعرفة ردود الفعل على الأفكار الجديدة .

إما بالنسبة للشخصيات الأجنبية الزائرة فإن فرص المثول أمام جمهور مؤسسات الفكر والرأي البارزين تؤمن الوصول إلى أكثر القطاعات تأثيرا في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية .

4- تثقيف مواطني الولايات المتحدة عن العالم :

تساعد مؤسسات الفكر والرأي في إثراء الثقافة المدنية الأمريكية عن طريق تعريف المواطن الأمريكي بطبيعة العالم الذي يعيش فيه و قد زاد تسارع نبرة العولمة من أهمية وظيفة التواصل مع الجمهور أكثر من أي وقت مضى فمع ازدياد اندماج المجتمع أكثر باتت الأحداث والقوى العالمية تطال حياة المواطن الأمريكي العادي وتؤثر فيه ولهذا أصبح للمواطن الأمريكي العادي دور متنام في السياسة سواء كانت الداخلية أو الخارجية .

5- وسيلة مكملة للجهود الرسمية للتوسط وحل النزاعات :

تستطيع مراكز البحت والرأي لعب دور نشيط في السياسة الخارجية للولايات المتحدة عن طريق رعايتها للحوارات الحساسة و تامين وساطة فريق ثالث بين الأطراف المتنازعة ولقد سهل معهد السلام الأمريكي American Peace Institution كجزء من المهمة المعهودة إليه من قبل الكونجرس مثل مفاوضات المسار الثاني فضلا عن تدريب الرسميين الأمريكيين علي أعمال الوساطة بصورة نشيطة في الدبلوماسية الوقائية وفي تدبر أمور النزاعات وحلها .

وتشكل المبادرات الغير رسمية التي تطلقها مراكز البحث والرأي مشاريع حساسة ولكنها تنطوي علي إمكانيات كبيرة لتحقيق السلام والمصالحة في مناطق النزاعات والصراعات أو المعارضة لها، وفي المجتمعات التي فيها حروب، أو من خلال كونها مكملة لجهود الحكومة الأمريكية أو كبديل عنها حيث يكون الوجود الرسمي الأمريكي مستحيلا .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 3:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

المبحث الرابع : آليات و وسائط نفاذ تأثيرات مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) .

يسري تأثير مؤسسات مخازن التفكير على السياسة الخارجية الأمريكية من خلال جملة آليات و وسائط وقنوات منها على سبيل المثال(19) :

1- التلفزيون ووسائل الإعلام حيث يظهر باحثو مستودعات الأفكار والرأي بشكل منتظم في برامج أو أخبار المساء، وفي كثير من الأحيان تقوم العديد من الصحف باقتباس أقوالهم .

2- الظهور العام Public Appearance تتاح لباحثي وعلماء مستودعات الأفكار فعليا وبشكل يومي الفرص للتحدث أمام الجمهور و الجامعات والكليات والسيمينارات ولجان المناقشة والمؤسسات المهنية وبرامج وزارة الخارجية التدريبية وجماعات التبادل الخارجي.

3- الوصول إلى صانع القرارAccess To Policy Maker حيث لديهم اتصال مباشر مع صناع القرار في البيت الأبيض ووزارة الخارجية.

4- شهادات الكونجرس Congressional Testimony ففي حالة بحث بعض اللجان الرئيسية أو الفرعية في الكونجرس موضوع عام فإنها تستدعي أشخاصا من مؤسسات الفكر والرأي المتخصصين في الموضوع .

5- القناة الاستشارية Advisory Panels حيث أن مؤسسات الفكر والرأي لديها هيئة مستشارين على مستوى عال لكل برامجها الفعلية، وهؤلاء الأشخاص من الخارج وغالبا من مجتمع الأعمال المعروفين جداً وهؤلاء يساعدون في زيادة التمويل للحصول على دراسات تخص عملهم .

6- الاتصالات الشخصية Personal Contacts حيث يكون لدى علماء مؤسسات الفكر والرأي فرص اتصال كبيرة وهذا ليس مع الصحفيين فقط ولكن مع موظفي الحكومة ورؤساء المؤسسات الحكومية مثل وزارة الدفاع والخارجية وممثلي الولايات المتحدة في الخارج .

7- الخبرة الحكومية Governmental Experience حيث يكون لعدد من الموهوبين العاملين في الحكومة مكان واتصال مع هذه المؤسسات فوزير الدفاع في الولايات المتحدة "دونالد رامسفيلد" وبول وولفويتز في إدارة الرئيس بوش الإبن من بين شواهد كثيرة معروفة في هذا المجال فهما من مقدمي أوراق ودراسات في معهد أمريكان انتربرايز American Enterprise Institution وهناك غيرهم كثير من الشخصيات الأخرى .

8- توفير المعلومات حيث تقوم هذه المراكز بتوفير المعلومات اللازمة لصانع القرار السياسي كما أنها في بعض الأوقات تقدم بعض الدارسات القيمة التي تساعد صانع القرار في اتخاذ القرار بشأن قضية معينة أو بموقف ضد دولة معينة حيث أن هذه المراكز تضم العديد من الخبراء والمتخصصين والذين يقدمون العديد من البدائل والوسائل والاستراتيجيات التي تساعد صانع القرار السياسي في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية بهدف تعظيم أهداف بلده.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 4:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

الفصل الثاني : نظرة جديدة لبنية مخازن التفكير (Think Tanks) وعلاقتها التفاعلية بمنظومة اتخاذ القرار .

كما يتضح جليا مما مر بنا فإن مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) في طابعها الأكاديمي البحثي هي ليست بالتكوينات الجديدة أو الحديثة العهد إلا أن تطورها وشكل وديناميكية العلاقة بينها وبين دوائر صنع واتخاذ القرار السياسي هو الذي يمثل المفصل الحيوي في الموضوع وهو العنصر الذي يحتاج إلى البحث والدراسة والتمحيص وأخذ العبرة .

يقول ريتشارد هاس (20) :

إن مؤسسات الفكر والرأي تسد فراغا في غاية الأهمية بين العالم الأكاديمي ، من جهة وبين عالم الحكم ، من جهة ثانية. ذلك أن دافع الأبحاث في الجامعات يكون في أحيان كثيرة ، النقاشات النظرية المنهجية والغامضة التي لا تمت إلا بصلة بعيدة للمعضلات السياسية الحقيقية.

أما في الحكومات فيجد الرسميون الغارقون في مطالب صنع السياسة اليومية الملموسة أنفسهم عاجزين ، بسبب كثرة مشاغلهم، عن الابتعاد قليلا عن الشئون اليومية لإعادة النظر في المسار الأوسع لسياسة الولايات المتحدة .

من هنا كانت أولى مساهمات مؤسسات الفكر والرأي المساعدة على سد الفجوة بين عالمي الأفكار والعمل .

المبحث الأول : الرفد المتبادل بالكوادر والخبرات .

إن من أهم ما يميز العلاقة بين مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) ومراكز صياغة واتخاذ القرار السياسي والاستراتيجي في الدول الحديثة المتقدمة وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية إنما يكمن في :

الدور المتبادل في توفير الكوادر والخبرات والنتاج الفكري للآخر بين كل من :

1-مؤسسات مخازن التفكير.
2-الأحزاب والتنظيمات والكيانات المشاركة في لعبة السياسة والسلطة.
3-دوائر المعلومات وصياغة القرار ضمن أطر السلطة كدوائر الاستخبارات بأنواعها وفروعها ومختلف تخصصاتها كذلك الدوائر السياسية والدبلوماسية بالإضافة إلى المفاصل القيادية في القوات المسلحة ودوائر الأمن.

إن الملاحظ والمتتبع لأسماء عناصر وشخصيات ونشاطات مخازن التفكير سيجد بوضوح وبالشكل الظاهر والملموس إن أغلب الكوادر والعناصر الراعية والمنشئة والناشطة بشكل أساسي في هذه المؤسسات إنما هم من ذوي الارتباط المباشر (في مراحل حياتهم المختلفة) إما بمراكز ومؤسسات السلطة أوبالأحزاب والكيانات والتنظيمات ذات التماس بها أو بلعبة السلطة واللعبة السياسية بشكل عام.

ويكاد المرء أن يجزم بأن قراءة في قائمة أسماء أعضاء وناشطي هذه المراكز ستظهر لنا بوضوح أن أغلبهم قد عمل في مختلف مؤسسات السلطة وتقلد مختلف المهام والمناصب فيها لينتقل في مراحل تقاعده إلى مؤسسات مخازن التفكير ويمارس نشاط البحث وهو مسلح بالخبرة و التجربة العملية ثم ليعود مجددا وفي مراحل لاحقة إلى ممارسة نشاطات في إطار مؤسسات السلطة و صنع القرار .

وهكذا تتبادل هذه المراكز ومؤسسات السلطة المختلفة والهيئات والأحزاب العناصر و الخبرات أو لنقل أن العناصر والخبرات هي ذاتها في حالة دوران في هذه الأفلاك لتؤدي أدوار مختلفة في مراحل مختلفة بما يحقق تراكم في رصيد خبرتها وأفق رؤيتها ويساهم في تعميق نمط تفكيرها .

وبالنظر في بعض الأمثلة والنماذج المعاصرة لمؤسسات مراكز التفكير (Think Tanks) في الولايات المتحدة من زاوية تركيبة الأفراد و الباحثين العاملين في هذه المؤسسات يمكننا أن نلمس وبوضوح تام حجم الترابط الكبير والعميق القائم بين أفراد هذه المؤسسات وأجهزة السلطة بفروعها المختلفة .

1- معهد بروكنغز (BROOKINGS) :

يحتوي معهد بروكنغز أكثر من (140) مائة وأربعون شخص باحث مقيم و غير مقيم ومن أبرز الشخصيات المقيمة المنتمية إليه (21) :

•ايفو اج دادلر (Ivo H. Daalder) وهو مدير سابق للشئون الأوربية في مجلس الأمن القومي الأمريكي ولديه خبرة واطلاع في مواضيع حلف شمال الأطلسي (ناتو/ NATO) والعلاقات عبر الأطلسي بين أوربا والولايات المتحدة ومواضيع استخدام السلاح النووي(22).

•وليام جي غيل (Wiliam G. Gale) خبير اقتصادي في مجلس خبراء الاقتصاد الخاص بالرئيس الأمريكي لعامي (1991 - 1992)(23).

•فيليب اج غوردون (Philip H. Gordon) مدير سابق للشئون الأوربية في مجلس الأمن القومي ومتخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط و أوربا (24) .

•رون هاسكنز (Ron Haskins) كبير مستشاري الرئيس والحزب الجمهوري في الكونجرس في القضايا المالية والاجتماعية (25) .

•ستيفن هس (Stephen Hess) موظف مخضرم في البيت الأبيض منذ أيام الرئيس أيزنهاور مختص بقضايا الإعلام والثقافة السياسية السائدة في محيط البيت الأبيض والكونغرس (26).

•مايكل أي اوهانلون (Michael E. O'Hanlon) متخصص في قضايا الدفاع والسياسة الخارجية و عضو في قسم / فرقة الأمن الوطني(27) المنشأة استنادا لسلطات قانون الوطنية لعام 2006م وتوصيات تقرير لجنة تحليل قدرات أجهزة الاستخبارات للولايات المتحدة في موضوع ملف أسلحة الدمار الشامل في أذار 2005م.

وتشمل عدة أفرع و مكاتب في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس (28) .

•كارلوس باسكوال (Carlus Pascual) متخصص في قضايا إعادة البناء في مناطق شرق أوربا وأوراسيا وقد عمل في وزارة الخارجية و وكالة التنمية الدولية (USAID)وكذلك عمل سفيرا في أوكرانيا و مديرا لموظفي مجلس الأمن بالإضافة إلى وظائف استشارية أخرى في مواضيع روسيا وشرق أوربا وأوراسيا ومجموعة الدول المستقلة حديثا (29) .

•السيدة أليس إم ريفلين (Alice M. Rivlin) متخصصة في الميزانية وقضايا التنمية الحضرية وقد عملت في البيت الأبيض في مواضيع الإدارة والتنظيم والميزانية كذلك هي عملت في هيئة الاحتياط الفدرالي وهي مؤسسة أمريكية مستقلة توازي سلطة البنك المركزي في بقية الدول (30) .

•السيدة سوزان إليزابث رايس (Susan E. Rice) وهي تعمل حاليا" مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة و قد عملت في السابق في مناصب عديدة لدى إدارة كلنتون للفترة بين عامي 1993 – 1997م. كذلك عملت مساعدة لوزيرة الخارجية مادلين أولبرايت.

•بيتر دبليو رودمان (Peter W. Rodman) وقد توفي أخيرا بعد عمر طويل قضاه في العمل في مؤسسات الإدارة في مواقع ومراكز مختلفة حيث خدم لدى خمسة رؤساء جمهوريين للولايات المتحدة بدءا من الرئيس نيكسون وحتى الرئيس جورج بوش الابن. كذلك عمل مساعدا لوزير الدفاع في زمن الوزير دونالد رامسفيلد في قضايا الأمن الدولي (31) .

2- مجلس العلاقات الخارجية (Council on Foreign Relations- CFR) :

وهو مؤسسة ضخمة وكبيرة تشارك في تمويله شركات ومصالح عدة ذات شهرة عالمية وهو يحتوي نوعين من الأعضاء :

دائمون و وقتيون تدوم عضويتهم في هذه المؤسسة لفترة (5) خمسة سنوات وتتراوح أعمارهم بين 30 – 36 سنة ، ويجب أن يكون طلبهم تحريري مقدم عن طريق عضو في المجلس ومؤيدة من اثنين إلى ثلاثة أعضاء أخرين.

أما العضوية الدائمة في المجلس فهي تستند إلى قرار مجلس إدارة المجلس بالاستناد إلى ترشيح لجنة العضوية التي تعتمد بدورها على ترشيحات أعضاء المجلس .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 5:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

مجلس إدارة المجلس يتكون من الشخصيات التالية (32) :

• فؤاد عجمي (Fouad Ajami) أمريكي من أصل لبناني عمل مستشارا لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندليزا رايس ومن المنظرين لمشروع الشرق الأوسط الجديد والحرب على العراق كمدخل لتغيير المنطقة (33) .

• وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس بيل كلينتون مادلين أولبرايت (Madeleine Albright).

• شارلين بارشفسكي (Charlene Barshefsky) وقد عملت بمنصب مساعد الممثل التجاري للولايات المتحدة الأمريكية للفترة من 1993- 1997م ومن ثم عملت بمنصب الممثل التجاري للفترة من 1997 – 2001م.

وهي خبيرة قانونية حيث عملت في مؤسسات قانونية كبرى (34) .

• ألان ستيوارت بلندر (Alan Blinder) وقد عمل مساعد مدير مكتب الميزانية في الكونجرس في عهد الرئيس بيل كلينتون وعضوا في مجلس مستشاريه الاقتصاديين ، كذلك عمل كنائب لرئيس هيئة الاحتياط الفدرالي (35) .

•ستيفن دبليو بوزورث (Stephen W. Bosworth) وقد عمل فيما سبق ولثلاث مرات كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في كوريا الجنوبية والفلبين وتونس والآن رشحته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة السيدة هيلاري كلينتون كمبعوث أمريكي إلى مباحثات كوريا الشمالية (36) .

• كينيث دوبرستين (Kenneth Duberstein) وقد شغل منصب مساعد ومعاون مساعد الرئيس للشئون الإدارية للفترة 1981 – 1983م ثم عمل لاحقا مديرا لهيئة موظفي البيت الأبيض للرئيس رونالد ريجان للفترة 1988 – 1989م (37) .

• ريشارد هولبروك (Richard Holbrooke) وهو الدبلوماسي المشهور الذي اكتسب شهرته من خلال أحداث حرب البلقان و تمثيله لجبهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بوجه جمهورية الصرب.

وقد تقلد أخيرا منصب مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كل من أفغانستان وباكستان.

وقد تقلد العديد من المناصب والوظائف الحكومية والدبلوماسية من بينها مساعد لوزير الخارجية للشئون الأسيوية 1977- 1981 و مساعد لوزير الخارجية للشؤون الأوربية 1994 – 1996 (38) .

• جوديث أي ميسكك (Judith A. Miscik) و قد عملت في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وتدرجت من مستوى محللة معلومات حتى وصلت إلى مستوى معاونة مدير في الوكالة (39) .

• كولن باول (Colin L. Powell) وزير الخارجية الأسبق وكذلك قائد الأركان الأمريكية الأسبق وهو شخصية مشهورة ومعروفة بالعمل طويلا في الأوساط والمناصب الحكومية في إدارات جمهورية متعددة .

• جوان أي سبيرو (Joan E. Spero) عملت كسفيرة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة للفترة 1980 – 1981م ثم عملت في وزارة الخارجية الأمريكية في فترة رئاسة بيل كلينتون في قسم العلاقات الاقتصادية والزراعية .

• جون فين ويبر (John Vincent Weber) عمل كنائب جمهوري في مجلس النواب ممثلا عن ولاية مينيسوتا للفترة 1981 – 1993م بعد أن كان عمل مساعد إعلامي لعضو مجلس الشيوخ السيناتور رودي بوسشويتز (Rudy Boschwitz).

إنضم إلى مؤسسة مشروع القرن الأمريكي الجديد (Project for the New American Century PNAC) في التسعينات وشارك في كتابة الرسالة المشهورة إلى الرئيس بيل كلينتون التي تطالب بتغيير النظام العراقي في حينه والتي أصبحت أساسا لقانون تبناه الكونجرس فيما بعد سمي بقانون تحرير العراق .

هذا ويضم المجلس في إدارته بالإضافة إلى هذه الأسماء مجموعة أخرى من أساتذة و رؤساء الجامعات الأمريكية و المفكرين البارزين في العلوم السياسية من أمثال :

جوزيف ناي (Joseph S. Nye, Jr.) صاحب مدرسة الليبراليين الجدد في حقل العلاقات الدولية في علم السياسة (40) بالاشتراك مع روبرت كوهين (Robert Keohane) .

كذلك هناك في إدارة هذا المجلس شخصيات اقتصادية ومالية كبيرة وذات نفوذ وتأثير من أمثال :

دافيد روبنشتاين (David Rubenstein) (41) مؤسس ومدير شركة كارلايل المالية (The Carlyle Group) ذات النفوذ الدولي والتي هي تجمع شراكة إقتصادية غريبة تضم مصالح للعائلة المالكة السعودية وعائلة جورج بوش بالإضافة إلى عائلة بن لادن (42) .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 24, 2013 11:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

وبالإضافة إلى كل هؤلاء وأولئك هناك مجموعة من الأعضاء التاريخيين المرموقين جدا" في هذا المجلس كانوا قد تقلدوا مناصب حكومية رسمية عالية وذوي إسهامات كبيرة في بناء الإستراتيجية الأمريكية من أمثال :

لي أسبن (Les Aspin) وزير دفاع أسبق ، ورنر بلومنتال (Werner Blumenthal) وزير مالية أسبق ، هارولد براون (Harold Brown) وزير دفاع أسبق ،جورج بوش الأب (George H. W. Bush) رئيس جمهورية أسبق ورئيس أسبق للمخابرات المركزية الأمريكية ، ديك تشيني (Dick Cheney) نائب رئيس جمهورية سابق ووزير دفاع أسبق ، زبغنيو بريجنسكي (Zbigniew Brzezinski) منظر استراتيجي ومستشار للأمن القومي ، وليم كوهين (William Cohen) وزير دفاع أسبق.

3- مؤسسة راند (RAND) (43) :

وهي مؤسسة أبحاث دولية يوجد فيها 1600 عضو من أكثر من 45 دولة و تقوم بأبحاث ودراسات في المجال الاستراتيجي و العسكري لخدمة الأمن القومي الأمريكي ومن بين أعضائها البارزين (44) :

• باول باران (Paul Baran) أحد الثلاثة مخترعي قواعد عمل أنظمة شبكات الحاسبات أو ما يسمى بنظام تناقل الرزم (Packet Technologies) والذي أصبح لاحقا أساسا لنظم الاتصالات الحديثة وشبكة الانترنت والتي كانت في البداية شبكة اتصالات خاصة لخدمة وزارة الدفاع.

• هارولد برود (Harold L. Brode) وهو مختص في الفيزياء النووية وتأثيرات الأسلحة النووية وقد عمل في وكالة الدفاع النووي التي تحول اسمها لاحقا إلى وكالة تقليل التهديدات النووية.

• ديفيد جو (David S. C. Chu) وكيل وزير الدفاع للإدارة والأفراد ومسئول عن الأعداد والتدريب و التطوير الإداري في وزارة الدفاع.

• صامويل كوهين (Samuel T. Cohen) ويعد مبتكر السلاح النيوتروني وقد عمل في مختبرات مانهاتن للسلاح النووي.

• برين ميخائيل جنكنز (Brian Michael Jenkins) متخصص في العمليات الخاصة في مكافحة المسلحين وأمن النقل وقد خدم في الوحدات الخاصة في الجيش في أمريكا اللاتينية وفيتنام.

• زلماي خليل زاد (Zalmay Mamozy Khalilzad) وقد عمل في عدة مناصب حكومية خلال فترة رئاسة الرئيس جورج بوش الابن.

• هنري كيسنجر (Henry Kissinger) السياسي والاستراتيجي المخضرم المعروف ووزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأسبق.

• آن ماكلوخلين (Ann McLaughlin Korologos) وزيرة سابقة للعمل في فترة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب.

• كوندليزا رايس (Condoleezza Rice) وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وقد كانت قبل ذلك مستشارة الرئيس جورج بوش الابن للأمن القومي و خدمت أيضا في مجلس الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس جورج بوش الأب كمختصة بشئون الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية.

إن هذه النماذج الثلاث التي استعرضناها و قدمنا ملخصا عن بعض أعضائها البارزين ما هي إلا مرءاة لمجمل واقع تركيبة مؤسسات مخازن التفكير وإن استعراض واقع أية نماذج أخرى من هذه المؤسسات سيعطينا ذات الاستنتاج بكل تأكيد .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 1:18 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

المبحث الثاني : الرفد المتبادل بالخامات والمنتجات.

تتعامل مؤسسات مراكز التفكير (Think Tanks) ومؤسسات السلطة في الدولة الحديثة مع خامات من نوع معين ألا وهي خامة المعلومات بأنواعها المختلفة وصورتها الفجة الأولية .

كذلك يتداول كلا الطرفان المنتوجات المركبة من خامات المعلومات متمثلة بالدراسات والبحوث والتوصيات والاستراتيجيات المتبلورة بعد تدقيقها وتمحصيها وتحليلها وربطها.

إن أغلب عمل مؤسسات مخازن التفكير إنما هو إعداد ونشر الدراسات والبحوث الخاصة بمختلف جوانب نشاطات المجتمع والدولة ذات الطابع الحساس والاستراتيجي .

لذلك يكون نشاطها بتماس مباشر مع مؤسسات السلطة ودوائر صنع القرار المختلفة وبالتالي فمن البديهي أنها تتبادل وهذه المؤسسات المعلومات والحقائق باعتبارها الخامات والمصدر الأولي الأساسي الذي ستجري عليه عمليات التحليل والتفكيك و التركيب وما تنبني عليه البحوث والدراسات التي ستعود كمخرجات ومنتوجات تقدمها مؤسسات مخازن التفكير إلى الجهات المعنية لتستفيد منها.

إن طبيعة النظام الديمقراطي الليبرالي وانفتاحه وشيوع مبادئ حرية تداول ونشر المعلومات فيه (45) من جهة وانتقال الأفراد و الكوادر والخبرات بين مؤسسات مخازن التفكير ومؤسسات الدولة والإدارات الحكومية (كما شاهدناه في الأمثلة في المبحث السابق) .

من جهة أخرى كل ذلك ساهم في خلق بيئة تؤمن سيولة وتدفق عالي للمعلومات بين ضفتي مخازن التفكير ومؤسسات الدولة.

إن آلية عمل هذا النظام تجعل من الخامة المعلوماتية مادة حية تشارك أيادي وعقول أصحاب الرأي والخبرة وأصحاب القرار وفيما بعد دوائر التنفيذ يشاركون جميعا في تغذيتها وتنميتها وبلورتها في صيغتها المثلى المتكاملة .

إن التقدم الذي شهدته أنظمة الاتصالات والمواصلات البعيدة المدى قد وسّع كثيراً مجال وتأثير التعاون بين المؤسسات والبحاثة.

وتتم المبادلات الثنائية والمتعددة الأطراف يومياً بفضل التقدّم التكنولوجي الذي يتيح للعاملين في مؤسسات الفكر والرأي الاتصال ببعضهم البعض والعمل بفعالية أكثر عبر الحدود الدولية.

وتتيح شبكة الإنترنت لمؤسسات الفكر والرأي حول العالم الاتصال فيما بينها بطريقة لم يكن حتى التفكير بها واردا قبل بضع سنوات.

وتقام الآن ندوات دولية، ومؤتمرات، ومناقشات بصورة منتظمة على شبكة الإنترنت العالمية.

وأصبحت مشاريع الأبحاث التعاونية التي يعمل فيها بحاثة من 20 بلدا أو أكثر، أمرا عاديا اليوم.

لقد عقدت مؤسسات مثل برنامج السياسة العالمي التابع لمؤسسة كارنيغي الخيرية للسلام الدولي ، وشبكة التنمية العالمية التابعة للبنك الدولي، وشبكة السياسة العامة الدولية التابعة للأمم المتحدة ، وبرنامج المجتمعات المدنية ومؤسسات الفكر والرأي التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية ، شراكة مع مؤسسات للفكر والرأي حول العالم في محاولة لإنشاء شبكات عالمية تقوم بتحليل القضايا الدولية، وتحاول صوغ السياسات الخارجية والتأثير في برامج وأولويات المؤسسات الدولية.

علاوة على ذلك، تم تنظيم عدد مماثل من الشبكات الإقليمية في أوروبا (شبكة السياسات الانتقالية، وشبكة جمعية الدراسات السياسية عبر أوروبا، وشبكة الشراكة من أجل السلام)، وفي آسيا (شبكة معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية التابع لرابطة دول جنوب شرق آسيا).

وفي إفريقيا (شبكة المؤسسة الإفريقية لبناء القدرات)، وفي أميركا اللاتينية (شبكة مؤسسة أطلس) لأجل تحقيق الأهداف نفسها.

لقد كان نمو منظمات أبحاث السياسة العامة خلال العقدين الأخيرين أشبه بالانفجار.

لم يزد عدد هذه المنظمات فحسب بل إن مجال وتأثير عملها قد أتسّع بصورة دراماتيكية.

مع هذا، تبقى الطاقة الكامنة لمؤسسات الفكر والرأي في دعم واستدامة الحكومات الديمقراطية والمجتمعات المدنية حول العالم بعيدة عن النضوب.

والتحدي الذي تطرحه الألفية الثالثة يكمن في القدرة على تسخير المخزون الكبير من المعارف، والمعلومات، والطاقات الترابطية المتوفرة لدى منظمات أبحاث السياسة العامة في كل مناطق العالم.

ومن الضروري أن تقوم وزارة الخارجية الأميركية والوكالات الدولية الأخرى التابعة للحكومة الأميركية، باتخاذ خطوات سريعة للعمل مع، ومن خلال، مؤسسات الفكر والرأي، لأجل المساعدة في تطوير ودعم شبكة عالمية من مؤسسات دراسة السياسة تتعدى الحواجز المادية والسياسية، والانضباطية في سعيها إلى إيجاد الحلول لبعض المشاكل الناشئة والمستعصية على السياسة في أيامنا هذه.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 1:30 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

المبحث الثالث : صومعة التفكير الاستراتيجي :

في هذا العالم الذي يزداد تعقيدا وترابطا، والغني بالمعلومات، تواجه الحكومات ويواجه صانعو السياسة مشكلة مشتركة تكمن في استخدام معارف الخبراء للتأثير في صنع القرارات الحكومية.

يحتاج صانعو السياسة إلى معلومات أساسية عن العالم والمجتمعات التي يحكمونها، وحول كيفية عمل السياسات الحالية والسياسات البديلة الممكنة، وكلفتها، وعواقبها المحتملة.

بالنسبة لصانعي السياسة في العديد من البلدان، ليس غياب المعلومات هو ما يواجه السياسيين والرسميين الحكوميين، بل هو السيل العارم من المعلومات والأوراق.

الحقيقة أن صانعي السياسة غالبا ما يجدون أنفسهم محاصرين بمعلومات تفوق ما يستطيعون استخدامه:

شكاوى الناخبين، والتقارير من الوكالات الدولية أو من منظمات المجتمع المدني، والنصائح من البيروقراطيين، وأوراق تحديد المواقف من جماعات الضغط (اللوبيات) أو مجموعات المصالح، شروحات وعرض مشاكل البرامج الحكومية الجارية في وسائل الإعلام الشعبية وكذلك الوسائل المقتصرة على النخبة من الناس.

المشكلة تكمن في أن هذه المعلومات قد تكون غير منتظمة التنسيق وغير موثوقة و/أو تشوبها المصالح الخاصة للذين ينشرونها.

وقد تكون بعض المعلومات تقنية لدرجة لا يستطيع معها صانعو السياسة من غير الاختصاصيين فهمها أو استخدامها.

وقد تكون بعض هذه المعلومات غير عملية سياسيا، أو ماليا، أو إداريا، أو أنها تتعارض مع مصالح صانعي السياسة الذين يترتب عليهم اتخاذ قرارات تستند إلى معلومات يشعرون أنها أقل من كافية في أحيان كثيرة.

وقد تكون معلومات أخرى غير مفيدة لأنها تختلف بشكل جذري عن المشهد العالمي أو عن أيديولوجية الذين يتلقونها.

وفي البلدان النامية والبلدان التي تمر بطور انتقالي كثيرا ما تغيب المعطيات اللازمة لاتخاذ قرارات صائبة، وتبقى هناك حاجة لجمعها وتحليلها ووضعها في شكل يسمح للبرلمانيين والبيروقراطيين باستخدامها.

في السياسة، لم تعد المعلومات قابلة للتحول إلى سلطة ما لم تأت في شكل صحيح، أو في الوقت المناسب.

فالحكومات وصانعو السياسة يتحركون لالتقاط اللحظة المؤاتية لأن القوى الاجتماعية والسياسية المعنية قد أصبحت متناسقة أو متراصفة مع بعضها البعض، أو لأن أزمة طارئة، تجبرهم على القيام بعمل ما.

وفي كلا الحالتين، يتحرّكون بسرعة ويتخذون قرارات مستندة إلى ما هو متوفر من معلومات والتي قد لا تقود دائما إلى سياسة أفضل اطلاعا.

باختصار، يتطلب صانعو السياسة وغيرهم من الذين تهمهم عملية صنع السياسة معلومات آنية، وقابلة للفهم، وموثوقة، وسهلة المنال، ومفيدة.

هناك العديد من المصادر المحتملة لتلك المعلومات، من ضمنها:

الوكالات الحكومية، والبحّاثة المرتبطون بالجامعات، ومراكز الأبحاث، والشركات الاستشارية التي تبغي الربح، والمنظمات الدولية.

وفي البلدان حول العالم، يتحّول السياسيون والبيروقراطيون أكثر وأكثر صوب مجموعة من المؤسسات المتخصصة لتلبية حاجاتهم.

لقد استجابت منظمات الأبحاث والتحليلات في السياسة العامة، والمعروفة عموما بـ"مؤسسات الفكر والرأي"، لحاجة صانعي السياسة غير المحدودة إلى المعلومات والتحليلات المنتظمة المتصلة بالسياسة.

لقد قادت الحاجة إلى هذه المعلومات إلى إنشاء أولى مؤسسات الفكر والرأي هذه، وهي "المعهد الملكي للشؤون الدولية" (1920) و"مؤسسة كارنيغي الخيرية للسلام العالمي" (1910) ، ومعهد "كيل للاقتصاد العالمي" (1914) ، ومؤسسة "بروكنغز" (1916) ، وذلك في الجزء الأول من القرن العشرين، وهي لا تزال حتى اليوم القوة الدافعة الأولى وراء تكاثر منظمات الأبحاث في السياسة العامة.

لقد ساعدت الحركة الدولية للمجتمعات المدنية أيضا على تحفيز الاهتمام بمؤسسات الفكر والرأي كمصدر بديل للمعلومات حول قضايا ذات اهتمام دولي، وقومي، ومحلي، وبصفتها ناقدا محتملا لسياسات الحكومات القومية والمنظمات الدولية قادرا على التحدث بصوت موضوعي مستقل حول الحكومات ومجتمع الأعمال.

إنها ليست مجرد مخازن للأفكار النظرية فحسب و لا هي (دبابات فكر) إنها المحراب الذي يأخذ فيه رجال الخبرة السياسية و السلطة نوعا من إجازة العمل ليختلوا بأنفسهم وأفكارهم ويلتقوا مع آخرين سبقوهم في التجربة والمضمار ليعيشوا مع بعضهم البعض في أجواء أكاديمية منهجية فيتمكنوا من صياغة حكمتهم بعد التأمل في تجاربهم وفي سيل مفردات المعلومات التي توضع بين أيديهم.

بعبارة أخرى يمكن أن نقول أن رجل السلطة لكي يصوغ حكمته وتجربته وتحليله الدقيق لمعضلة أو أزمة أو موضوع استراتيجي معين فهو بحاجة لأن يتفرغ لفترة من الزمن في كيان أكاديمي متقيد بشروط بحث علمي أكاديمي دقيق و عميق حتى يتمكن في هذه الأجواء والطقوس من صياغة تجربته العملية بشكل مفيد و محكم .

كذلك فإن الباحث العلمي الأكاديمي المتفرغ في هذه المؤسسات هو غالبا من يصنع منتوجاته وهو بتماس كامل بأجواء الأحداث الفعلية وقد يتوظف في الإدارة بشكل معين ولفترة معينة للاستفادة من نمط تفكيره المنهجي العلمي في التصدي للقضايا و المشكلات الآنية و المستقبلية.

لذلك حاولنا في اختيارنا للتسمية والترجمة المناسبة للمصطلح أن نطابق الاسم على المسمى والوظيفة الرئيسية الفعلية لهذه المؤسسات حيث يمكن أن نلاحظ الفكرة المتجسدة خلف العنوان المرفوع لها ، فهذه المؤسسات حين نطلق عليها كلمة مخازن التفكير وليس شيء آخر إنما نفعل ذلك كمحاولة لإبراز جانب مهم في الدور والوظيفة والطقوس التي تمارس في هذه الكيانات.

لقد كان لمؤسسات مخازن التفكير دور متميز وطريقة منفردة للعمل ولتبادل التأثير مع مؤسسات السلطة والدولة فهي مثلت الأماكن والأجواء الأكاديمية المتخصصة المهيئة ليأتي إليها رجال السلطة والخبرة يلتقون فيها مع آخرين أكاديميين ورجال دولة و سياسة من ذوي الخبرة لينظروا في قضايا واقعية وعملية هامة وحساسة فيكون الناتج في هذه الأجواء ثمرات تغنيهم و تغني مراكز القرار .

سواء من خلال عودتهم هم أنفسهم محملين بهذه الرؤية التحليلية المعمقة لتجربتهم لتكون زادهم و ذخيرتهم في عملهم المقبل أو من خلال خلاصة البحوث والدراسات التي شاركوا في إنجازها وقدمت كذخيرة للآخرين ممن هم في دور السلطة و صنع القرار و كذلك للساسة والأحزاب التي هي تسعى للوصول إلى السلطة وتصبح في مركز صناعة القرار.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 1:41 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

الفصل الثالث : تأثيرات مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية .

لقد قدمت التجربة السياسية الأمريكية العديد من النماذج والشواهد التي تحولت فيها دراسات وبحوث لمؤسسات مخازن التفكير بل وحتى نشاطات بحجم أقل كرسائل وأوراق كتبت في أروقة هذه المؤسسات تحولت لاحقا إلى منهاج عمل و قرارات بنيت عليها السياسة الخارجية و سنحاول في هذا الفصل استعراض بعضا" من هذه الشواهد التي يمكن من خلالها التعرف على مدى الدور المؤثر الذي تلعبه هذه المراكز و المؤسسات في صياغة القرار السياسي في الشؤون الخارجية و الإستراتيجية.

المبحث الأول : حالات و شواهد متنوعة :

ثمة لحظات في تطور سياسة الولايات المتحدة الخارجية كان لمؤسسات مخازن التفكير فيها تأثير حاسم في إعادة صوغ المفاهيم التقليدية، و في وضع مسار جديد للقضايا الإستراتيجية الأساسية.

فقد قام الرئيس السابق جيمي كارتر بعد انتخابه عام 1976 بتعيين خبراء من مؤسسة بروكنغز و مجلس العلاقات الخارجية في حكومته و بعدها بأربع سنوات استعان رونالد ريغان بمئة و خمسون شخصا" من مؤسستي هيرتيج و هوفر ، و معهد انتربرايز.

كان الدفاع بواسطة الصواريخ من بين المسائل التي احتلت مكانة عليا في قائمة القضايا التي استحوذت على اهتمام مؤسسة هيرتيج (التراث)، حتى قبل إلقاء الرئيس السابق رونالد ريغان، في آذار/مارس 1983، الخطاب الذي أُنشئ بموجبه برنامج مبادرة الدفاع الاستراتيجي. فدراسة "الحدود العليا" التي رعتها المؤسسة، والتي دعت فيها إلى نشر نظام دفاع فعّال من الصواريخ الباليستية كانت قد صدرت منذ عام 1982.

ومنذ ذلك الحين، عملت مؤسسة هيريتيج (التراث)، وهي منظمة غير حزبية لأبحاث السياسة العامة مركزها واشنطن، أو بتعبير آخر، "مؤسسة فكر ورأي"، على تثقيف صانعي السياسة بالنسبة للحاجة إلى نشر مثل هذا النظام (46).

ويمثّل النقاش حول توسيع الحلف الأطلسي في بداية التسعينات من القرن الماضي إحدى هذه اللحظات. فقد لعبت مخازن التفكير دوراً أساسياً في تطوير وتعزيز التأييد لقرار الولايات المتحدة توسيع الحلف كجزء من إستراتيجية أشمل لإلغاء تقسيم قارة أوروبا الذي جاء نتيجة للحرب الباردة، وإقامة أوروبا كاملة غير مقسمة، حُرّة، تنعم بالسلام.

كانت تلك فترة دراماتيكية. فانهيار الشيوعية في أوروبا الوسطى والشرقية سنة 1989، وتفكك الاتحاد السوفياتي نفسه بعد ذلك بسنتين، خلّفا وراءهما أيضاً فراغاً بالنسبة للسياسة الغربية في المنطقة. فقد أخذت الثورات الديمقراطية في أوروبا الوسطى والشرقية سنة 1989 الغرب على حين غرّه إلى حد بعيد. ومع أن هذه الثورات قد استُقبلت بالترحاب، إلا أنها، رغم هذا، قلبت العديد من الافتراضات الضمنية التي كانت توجّه تفكير وسياسة الغرب.

وكانت الأحداث على الأرض تتحرك بصورة أسرع من قدرة الكثير من صانعي السياسة على إعادة التفكير بالموقف. وكانت الحكومات والبيروقراطيات، في بعض الأحيان، متخلفة عن مسار التاريخ - وكانت تعرف ذلك - إذ أمست، إلى حّدٍ ما، ضحية للنجاح الذي حققناه. فالغرب، الذي نجح في الإطاحة بالشيوعية دون طلقة نار واحدة في مواجهة بين الغرب والشرق، لم يكن جاهزاً لا سياسياً ولا فكرياً لطرح رؤية جديدة حول ماهية أوروبا ما بعد الحرب الباردة أو حول العلاقات الأطلسية اللازمة للمستقبل.

وأصبح السؤال المطروح، ماذا سيكون الغرض من حلف شمال الأطلسي في عالم خالٍ من الشيوعية والتهديد السوفياتي؟

وقد أنتج هذا التساؤل أحد أكثر نقاشات السياسة الخارجية انفعالاً وإحداثاً للانقسام في الولايات المتحدة الأمريكية خلال التسعينات من القرن الماضي. ولم تكن القضية تدور فقط حول توسيع أو عدم توسيع حلف الأطلسي ليشمل أوروبا الوسطى والشرقية ، بل إن ذلك كان ، من نواحٍ عديدة ، مُجرّد القمة الظاهرة من جبل الجليد العميق.

فقد كان صانعو السياسة مختلفين أيضاً حول أي نوع من أوروبا ، وأي علاقات أميركية – أوروبية ، ينبغي على الولايات المتحدة إقامتها لحقبة جديدة. ونتج عن ذلك حصول بعض أهم وأكثر التغييرات تأثيراً في إستراتيجية الولايات المتحدة والحلف منذ عقود. لقد كان هناك عدة أسباب وراء تقدم دور مؤسسات مخازن التفكير في ذلك النقاش و من بين تلك الأسباب :

أولا :كان هناك طلب شديد، في بداية التسعينات من القرن الماضي، على تفكير متجدد وغير تقليدي من جانبي الأطلسي، ولم تكن الحكومات في كثير من الأحيان مجهّزة بما فيه الكفاية لتأمينه.

فالتعامل مع التغيرات الثورية ، أو استنباط نماذج فكرية مبتكرة لا يعتبران من القدرات المألوفة لدى المؤسسات البيروقراطية.

ولا يرجع السبب في ذلك إلى كون العاملين ضمن النظام الحكومي أقل موهبة لكن طبيعة عملهم تقتضي تأمين إجماع في الرأي، وهم يتجنبون المغامرة والمخاطرة في بعض الأحيان، كما أنهم ببساطة ينؤون تحت عبء القضايا ومتطلبات الأعمال القصيرة الأمد.

فمن الأسهل بكثير على المرء أن يفكر بطموح أو بابتكار عندما يكون خارج نظام الحكم، أوفي مؤسسة للفكر والرأي، حيث تختلف هيكلية الحوافز المتوفرة له تماما .

فملاحظة وزير الخارجية السابق، هنري كيسنجر، بأن على المرء أن يجمع وينمي رأسماله الفكري قبل دخوله الحكومة لأنه سوف يستنزفه عندما يعمل ضمن البيروقراطية تمثل واقع الحال في أحيان كثيرة .

ثانياً : أدت جهود الحكومة الأميركية المبكرة، في بداية التسعينات من القرن الماضي، الرامية إلى معالجة هذه القضايا إلى انقسام جدي بين صفوفها.

وقد قصد العديد من المسؤولين في الحكومة الأميركية آنذاك شخصيات من خارج الحكومة طلباً لمعطيات ودراسات تحليلية إضافية.

ولم يكن الهدف من ذلك ، في بعض الحالات، إلا تعزيز وجهات نظر أولئك المسؤولين الحكوميين. لكنه عكس، في حالات أخرى، الجهود المبذولة للعثور على طرق جديدة لمد الجسور والتوفيق بين الاختلافات القائمة في العمليات المتجاوزة لحدود الدائرة الحكومية الواحدة.

وكانت النتيجة النهائية ، أن كبار الرسميين الأميركيين توجهوا، وبتفاعل متزايد ، نحو مؤسسات مخازن التفكير ، وأشركوها في المداولات بين هذه الوكالات الحكومية، التي كانت في العادة مغلقة دونها.

ثالثاً : تمكّنت بعض مؤسسات مخازن التفكير من الاستفادة من هذه الفرص لأنها جلبت معها بعض القدرات الفريدة. فقد كان لدى مؤسسة راند ، في بداية التسعينات من القرن الماضي، واحدة من أفضل مجموعات الخبراء المختصين بشؤون الأمن الأوروبي خارج الحكومة الأميركية .

وكان لديها أيضاً ، بالإضافة إلى علاقات العمل الوثيقة مع مختلف أطراف الحكومة الأميركية ، علاقات ممتازة في أوروبا الغربية والوسطى والشرقية، كما وفي روسيا. وكانت، إلى جانب جامعة الدفاع القومي ومجلس الأطلسي، بين أوائل المؤسسات التي اتخذت لها موطئ قدم في الديمقراطيات الجديدة في أوروبا الوسطى والشرقية.

والواقع هو أن الحكومة الألمانية، وكذلك حكومات أوروبا الوسطى والشرقية، كانت قد قصدت هذه المؤسسات لكي تؤمن لها المساعدة التحليلية لتطوير سياسات جديدة .

وقد أتاح ذلك لهذه المؤسسات الفرصة لمعرفة وفهم التفكير السائد في واشنطن وفي شطري أوروبا، وهو أمر لم يكن يتمتع به إلا عدد قليل من الذين لا ينتمون إلى تلك الحكومات.

لقد شكلت فترة إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش تطورا" كبيرا" للعلاقة بين الادارة و مؤسسات مخازن التفكير دللت على عمق العلاقة بين عالمي الحكم و التفكير السياسي الإستراتيجي.

ففي رئاسة بوش الأولى اجتمع لمدة عام كامل أكثر من مئة شخصية تعرف بمجموعة عمل الرئاسة بينهم إعلاميون و خبراء مراكز أبحاث و مسؤولون امنيون و عسكريون و سياسيون سابقون مرموقون، و عقدت عشرات الندوات و أجريت زيارات لمختلف دول العالم لوضع خطة عمل الرئاسة للسنوات الأربع و هو ما بات يعرف بـ (تقرير هيئة الرئاسة).

بعد انتهاء الدراسة قدم لبوش تقرير مطول عرف باسم (ملاحة في بحر مضطرب) شخص الواقع الدولي ، بما فيه الشرق الأوسط و قد خريطة طريق لإدارة العالم تضمنت خططا و خطط بديلة لكل قضية و مفصل و كيف تدار لما فيه مصالح الأمن القومي الأمريكي بكل أبعاده.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 1:49 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

ذلك التقرير الذي جعلت رصانته و عمق التحليلات و الأفكار التي احتوها الرئيس شبه ملزم بإتباعه و قد صيغت على هديه الكثير من القرارات ، و ما أن انتهت فترة السنوات الأربع التي خصصت لأعداده و تنفيذه (2001 – 2004) حتى كانت نخبة مماثلة تنهي تقريرها الثاني باسم تحديات الإصلاح و الأمن و السلام لفترة الرئاسة الثانية (2005-2008) (47) .

إن المثل الذي أوردناه عن تجربة إدارة بوش في التعاون الديناميكي المعمق مع المؤسسات البحثية و مراكز صنع الأفكار هي ليست ظاهرة منفصلة في منظومة السياسة الأمريكية بقدر ما تمثل السمة الغالبة في تاريخ هذه المنظومة بانتهاجها سياسة الباب الدوار الذي يتيح انتقالا سلسا للخبراء في مراكز الأبحاث لتولي مناصب رسمية .

في حين يعود مسؤولون آخرون للعمل بعد تقاعدهم من الوظيفة الرسمية أو قبل ذلك، للعمل في مراكز الأبحاث إذ تؤمن مؤسسات الفكر و الرأي إلى جانب تقديم أفكار جديدة لكبار الرسميين الحكوميين دفقا مستمرا من الخبراء للخدمة في الإدارات الجديدة و في فرق الموظفين التابعين للكونغرس.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 2:05 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

المبحث الثاني : الحالة العراقية كنموذج لدور مخازن التفكير في صنع القرار الخارجي الأمريكي .

بالرغم من الأحداث الدراماتيكية التي جرت بين العراق و الكويت في صيف العام 1990م و ما تلا ذلك من عقوبات و إجراءات فرضها المجتمع الدولي عبر حزمة قرارات للمنظمة الدولية (الأمم المتحدة) بحق العراق (48) ومن ضمنها التفويض الذي منحه مجلس الأمن لمختلف دول العالم لإجبار العراق بالقوة العسكرية المسلحة على تنفيذ قراراته و الانسحاب من الكويت (49) .

والذي مثل القاعدة القانونية للحرب الكبرى التي دارت رحاها في المنطقة و أدت إلى دمار كبير بالدولة العراقية و جيشها و قواتها المسلحة و مختلف مرافقها العسكرية و المدنية ،بالرغم من كل ذلك إلا أن قرارا بتغيير النظام الحاكم في العراق لم يتم اتخاذه حينها .

بل على العكس ربما تكون ما يسمى بقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت قد سمحت في نهاية تلك الحرب للنظام العراقي الحاكم بالتقاط أنفاسه و استخدام طائراته العمودية في بسط سلطته و إعادة النظام من جديد و جاءت إدارة كلنتون الديمقراطية لترسي سياسة الاحتواء المزدوج لكل من العراق و إيران حيث استمرت هذه السياسة تطبق حتى نهاية عهد كلنتون و مجيء جورج بوش الابن.

يقول أحمد الجلبي نائب رئيس الوزراء العراقي السابق (في وزارة الدكتور ابراهيم الجعفري) و المعارض السياسي العراقي سابقا" و رئيس منظمة المؤتمر الوطني و رئيس هيئة اجتثاث البعث في مقابلة له مع جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 26 آذار 2009م (50) :

((إن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون كان مهتماً بإيجاد حل مع صدام حسين ... وكان هناك اتجاه في إدارته يدعو إلى إغلاق ملف العراق والتفاهم مع صدام ...

جاء اتصال من الـ (سي آي إي / CIA) إلى مكتبي نهاية عام 1996، يطلبون مني أن لا أذهب إلى كردستان، و يحذرونني من أنني إذا ذهبت فإن ذلك سيكون على مسؤوليتي و ليس على مسؤولية الأميركيين.

لكني لم أجبهم وذهبت.

وعندما عدت إلى لندن طلبوا الاجتماع بي وقالوا:

خلص، علينا أن ننهي علاقتنا ، فقلت : مع السلامة وأشكركم.

انتهت العلاقة معهم في بداية عام 1997.

و بدأنا نعمل وحدنا في أميركا ...

تفاقم الوضع في الشهر 12 من عام 1997، و بمبادرة من كوفي انان بالتنسيق مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في ذلك الحين والأخضر الإبراهيمي ، ذهب الأخضر الإبراهيمي إلى بغداد وكذلك كوفي انان و نحن كنا في نيويورك في شهر شباط 98.

ذهبنا إلى نيويورك، فقالوا لنا إن أنان ذهب إلى بغداد .

وأعلن من بغداد أنه دخن 6 سيكارات مع صدام وأن صدام شخص يستطيعون العمل معه.

وتوصل معه إلى اتفاق.

وبينما كان في الطائرة وقبل أن يصل (أنان) إلى أميركا، أعلن كلينتون أنه يؤيد أي اتفاق يحصل بين انان وصدام.

إذاً صدام اتفق مع الأميركيين.

صديقي بوب دويتش في وزارة الخارجية كان دعاني إلى الفطور في واشنطن، رحت واجتمعت به وقال لي : الموضوع انتهى، اهتم بعائلتك. قلت له : شكرا.

هو كان يقول لي ذلك من منطلق الصداقة ...

كنا في حيرة من أمرنا، ماذا نفعل. رحت إلى أصدقائنا في واشنطن، واتصلت بمعهد المقاربات الأميركية الذي كان (think tank) للمحافظين الجدد ...

أنا اعرفهم هناك.

وأخبرتهم بما حصل، فعقدوا لنا اجتماعا واحضروا الـ (سي أن أن / CNN) وقلت في الاجتماع إن صدام سيرفض برنامج التفتيش inspection regime ويعود لتهديد الشعب العراقي.

مباشرة بعد الاجتماع دعوني إلى الكونغرس.

اجتمعت بقادة الحزب الجمهوري الذي كان يمثل الأكثرية في الكونغرس ومع رؤساء اللجان في مجلس النواب.

كان رئيس مجلس النواب نيوت غينغرتش.

و لم يحضر الاجتماع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الذي صار لاحقا مدير الـ (سي أي إي / CIA) بورتر غوس.

لم يحضر وكذلك غينغرتش الذي كان يريد أن يراقب الموضوع من خارج الغرفة، وكان مدير مكتبه شخصاً على علاقة بالـ (سي أي إي / CIA).

لم يكونوا مرتاحين.

حكيت القصة أمام اللجنة ...

سألني ليفينغستون : ماذا تريدون؟

قلت أريد إذاعة تمولها الإدارة الأميركية علنا على نمط إذاعة أوروبا الحرة.

قال : يصير. اتخذوا القرار في لجنة السياسة بأنهم يؤيدون تخصيص 5 ملايين دولار لتأسيس إذاعة العراق الحرة.

هم وقتها أخذوا القرار (وتأسست لاحقا في براغ)، وأعلنا القرار.

خرجنا من الاجتماع ، وحصل اجتماع آخر في مجلس الشيوخ.

الجمهوريون كانوا بأكثريتهم معنا و الديموقراطيون ضدنا.

نشرنا إعلانا عن تأسيس إذاعة (صوت العراق الحر) بتمويل من الكونغرس.

من جهة كان الأميركيون يريدون أن يتفاهموا مع صدام ومن جهة يؤسسون هذه الإذاعة.

زاروني وطلبوا مني أن التقي رئيس مكتب السيناتور ترنت لوت زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ، وأهم شخص في الحزب الجمهوري في عهد كلينتون.

مدير مكتب لوت كان صديقنا اسمه راندي شونمن ، وكان أيضا مستشار الأمن القومي لديه وصار لاحقا مستشار ماكين، وتعرفنا على سيدة اسمها داني (دانييل) بليتكا التي كانت مسؤولة الشرق الأوسط في مكتب السيناتور جيسي هلمز رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

زوجها اسمه ستيف رادامايكر وهو محام، وكان المستشار القانوني للجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب.

ذهبت إلى راندي شونمن، وصار يسألني أسئلة ، وأجيبه.

قال لي: مسؤوليتي أن احمي السيناتور لوت ، لا أريد أن أسمح له بلقائك إذا كان هذا الأمر سيسبب له الإحراج في المستقبل.

قلت حسنا.

قال أنا سأسأل عنك. قلت: اسأل تفضل. اتصل بي بعد يومين ، فذهبت للقائه.

قال لي : «انا أنصفتك»، قلت: «لماذا»؟

قال: طلبت تقريرا عنك من الـ «سي آي إي، أحضروا لي واحدا يصف شخصا آخر غيرك.

هكذا التقيت السيناتور لوت الذي رحب بي، وقال:

عندك مانع أن تتحدث في مجلس الشيوخ في شكل رسمي. قلت : لا.

داني رتبت مع السيناتور هلمز أن أحضر أمام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط المتفرعة من لجنة الشؤون الخارجية والتي يرأسها السيناتور سام براونباغ والعضو الديموقراطي فيها هو السيناتور تشارلز روب (زوج ابنة الرئيس ليندون جونسون) من فيرجينيا.

الجمهوريون رتبوها، وقلت حسنا.

كان ذلك في 2 آذار 1998، ذهبت إلى الكونغرس وطلبت مساعدة أميركا علناً لإسقاط نظام صدام وقلت إن الشعب العراقي ضد صدام ونحن نطالب بإسقاطه، لكن أميركا ساعدته)).

يتضح من كلام أحمد الجلبي أن نشاطه الواسع داخل الولايات الأمريكية خلال عامي 1997 و 1998 بالضد من توجهات بعض أركان الإدارة الأمريكية و وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) و بعض قوى الكونغرس ما كان ليثمر لولا التنسيق مع مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) و محاولة الاستفادة من دورها و علاقتها بالكونغرس و الإدارة.

لقد سعت دوائر ومؤسسات بحوث و مخازن للتفكير إلى محاولة إقناع الرئيس بل كنتون باستبدال سياسة الاحتواء المتبعة مع الحكومة العراقية حينها إلى سياسة تغيير النظام حيث قدم مجموعة من خبراء مركز بحوث القرن الأمريكي الجديد (PNAC) رسالة إلى الرئيس بل كلنتون بهذا الشأن (51).

وقد تحولت الرسالة إلى مشروع عمل للمنظومة السياسية الأمريكية حيث صدر عن الكونغرس الأمريكي حينها ما سمي بـ (قانون تحرير العراق) (52) .

وتم تخصيص قرابة مائة مليون دولار.

يقول : (الجميع صوتوا لمصلحة القانون: الجمهوريون و الديموقراطيون صوتوا عليه. كلينتون وصله القانون في 6 أكتوبر ولم يوقع عليه إلا في 31 أكتوبر 98، صار قانونا ملزما لأميركا.

وصار تنفيذه من مسؤولية الإدارة.

القانون تضمن الأموال للإعلام بقيمة 3 ملايين دولار لتأسيس «صوت العراق الحر» و97 مليون دولار لا تقدم نقدا ، لكنها قيمة لمعدات فائضة من وزارة الدفاع الأميركية تقدمها إلى قوى المعارضة العراقية.

والإدارة مكلفة أن تقدم جدولا بأسماء المنظمات المؤهلة لاستلام مساعدات من هذا النوع.

عينت الإدارة الأميركية منسقا خاصا للمعارضة العراقية اسمه فرانك ريتشاردوني...) (53).

وحين عاد غالبية الموقعين على الرسالة إلى ممارسة دورهم في السلطة التنفيذية في إدارة الرئيس جورج بوش الابن (54) ومنهم دونالد رامسفيلد الذي أصبح وزيرا للدفاع في تلك الإدارة و بول وولفويتز الذي صار نائب لوزير الدفاع وزلماي خليل زاد الذي أصبح ممثلا شخصيا للرئيس جورج بوش لدى المعارضة العراقية بالإضافة إلى الآخرين الذين اتخذ كل منهم مكانة مميزة في تلك الإدارة ، مما أكسب المشروع زخما قويا.

إلى الحد الذي وصل به في العام 2003 إلى مرحلة استخدام القوة المسلحة ودخول الأراضي العراقية وتغيير النظام بالقوة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 2:13 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

الخاتمة والاستنتاجات .

لقد حاولت هذه الدراسة تسليط بعض الضوء على مفهوم مصطلح مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) وتاريخ نشوء و تطور هذه المؤسسات .

وقد سعينا من خلال الفصل الثاني منها و عبر نماذج وأمثلة أظهرت مستوى الترابط العضوي و الوظيفي بين هذه المؤسسات و دوائر السلطة و مراكز اتخاذ القرار إلى تقديم محاولة لفهم آلية التفاعل لأطراف هذه العلاقة مما يمنح الباحثين و الدارسين و المختصين فرصة للاستفادة من هذا الموضوع في دراسات لاحقة معمقة و موسعة بما يلقي مزيد من الضوء على هذا الجانب الحساس و المهم و الذي يحمل أفاقا واسعة من التطور و النمو.

إن التجربة الأمريكية و تجارب الدول المتقدمة المتميزة في مجال إنشاء علاقة تفاعلية عميقة بين هياكل الدولة ودوائر صياغة وصنع القرار من جهة و بين مراكز و معاهد و مؤسسات البحوث و الدراسات و مخازن التفكير من جهة اخرى و النتائج الايجابية المفيدة لكل الاطراف من جراء هكذا علاقة لتدفع الباحث و المتتبع لهذا الموضوع الى محاولة التعمق في دراسته و المساهمة في نشر و تعميق ثقافة من هكذا نوع قد تساهم في تحريك مؤسساتنا للوصول بها الى تنمية و إشاعة هكذا نمط من العلاقة و ذلك عن طريق تعميق الممارسات التالية :

1- تأكيد تواصل مراكز البحوث و الدراسات مع مواقع صناعة القرار و مواقع العمل السياسي و الدبلوماسي لتبادل الافكار و الخبرات.

2- استقدام الطاقات الوطنية ذات الخبرة العالية و الابداع في المجال الوظيفي في حلقات و دوائر صنع القرار لتشارك و لفترات محددة و في مجالات محددة في اثراء البحوث و الدراسات و الندوات و الحلقات الدراسية .

3- تمكين الطاقات البحثية من الخروج خارج المواقع البحثية الاكاديمية و دعمها للتحرك و الاحتكاك بدوائر صنع السياسة و القرار السياسي و الدبلوماسي .

4- تبادل النشريات و الدوريات و الخبرات .

5- تشجيع الاتصال و تبادل الخبرات فيما بين مراكز و مؤسسات البحوث افقيا و عموديا و داخليا و خارجيا.

6- تشجيع إنشاء مراكز البحوث الرصينة و دعمها عن طريق التعاقد على بحوث و دراسات مدفوعة الأجر.

7- محاولة جذب نظر الأجهزة السياسية و الدبلوماسية العربية و الإسلامية إلى أهمية هذه المؤسسات في صناعة القرار السياسي و الاستراتيجي الأمريكي و محاولة تنظيم التعامل و التعاون معها و مراقبة تلك العلاقة بما يخدم المصالح الوطنية و الأمن الوطني.

إن هذه النقاط البسيطة هي مجرد خلاصة أولية للكثير مما يمكن عمله في هذا المجال و هي محاولة للتحرك باتجاه النهوض بواقع مؤسستنا البحثية و مراكز دراستنا في المجال السياسي و الدبلوماسي و صناعة القرار الاستراتيجي.

إن هذه الرؤية التي عرضناها في صفحات هذه الدراسة هي بالقطع لا تنفي و لا تتعارض مطلقا مع الرأي التحليلي الذي يقول بأن دور هذه المؤسسات الـ (Think Tank) إنما تؤثر فيه وترسمه قوى نفوذ اقتصادية واجتماعية كبرى وإن العملية تتحرك وفق أهداف و قوانين محددة و معلومة لم تتطرق لها الدراسة .

إننا نرى أن عدم التقاطع هذا إنما يجيء من كون هذه الدراسة قد اختصت بمحاولة استعراض و كشف جانب من صورة التفاعلات السياسية المؤثرة في قرارات السياسية الخارجية الأمريكية ودور هذه المؤسسات فيها باعتبارها ظواهر مباشرة وحقائق واقعية ملموسة .

فيما الآراء الأخرى تبحث و تحاول أن تحلل و تتحدث عن مستوى تفاعلي آخر وطبقة أخرى .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 25, 2013 2:23 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14717
مكان: مصـــــر المحروسة

الهوامش والتعليقات .

(1) أفلاطون (باليونانية: Πλάτων پْلاَتُونْ) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م) فيلسوف يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين، حتى أن الفلسفة الغربية اعتبرت إنها ما هي إلا حواشي لأفلاطون. راجع عنه و عن حياته موقع موسوعة الويكيبديا على الانترنت :
http://ar.wikipedia.org/wiki/أفلاطون

(2) أفلاطون ، جمهورية أفلاطون ، ترجمه عنه الانكليزية ، حنا خباز ، دار القلم ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1980 ، ص 172.

(3) في قول مأثور للأمام علي عليه السلام و هو يوصي ابنه بعد جرحه و قبل استشهاده يقول :
يا بني أحفظ عني أربعا وأربعا, قال: و ما هن يا أبت؟ قال : أغنى الغنى العقل , وأكبر الفقر : الحمق , وأوحش الوحشة العجب , وأكرم الكرم : حسن الخلق , قال فالأربع الآخر؟ قال إياك ومصاحبة الأحمق , فإنه يريد أن ينفعك فيضرك , وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب , وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه , وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه.

(4) يمكن الإطلاع في هذا الشأن على صيغ عديدة لتعريف هذه الكيانات تختلف تعبيراتها و زوايا نظرها للموضوع مع التقائها جميعا" على ذات المعاني و المدلولات التي أوردناها. راجع في هذا الشأن :
موقع الجواب (answers) على شبكة الانترنت و يتضمن تعريفات من مصادر متنوعة
http://www.answers.com/topic/think-tank
كذلك موقع موسوعة الويكيبديا (wikipedia) على شبكة الانترنت
http://en.wikipedia.org/wiki/Think_tank#_note-0

(5) راجع في هذا الشأن موقع الموسوعة على شبكة الإنترنت :
http://www.britannica.com/ebc/article-9380620

(6) مؤسسة يابانية مستقلة خاصة ذات طابع شعبي أنشئت عام 1974 بمبادرة من شخصيات قيادية من الصناعيين و الأكاديميين و قيادات عمالية يابانية و هي تهتم بإجراء بحوث شاملة من أجل المساهمة في حل مجموعة متنوعة من التعقيدات الاجتماعية المعاصرة ، والقضايا الاقتصادية و أسلوب الحياة. و قد شملت بحوثه أثار التغيرات الحاصله في عصرنا الحالي ، وتركزت على قضايا السياسات العامة في طائفة واسعة من المجالات ، بما فيها الاقتصاد ، والسياسة والمجتمع و الإدارة ، وتنمية الاراضى الوطنية ، و الرعاية الاجتماعية ، والتعليم ، والقضايا الدولية. راجع في هذا الشأن الرابط التالي :
http://www.nira.go.jp/introe/02/intro2.html

(7) راجع في هذا الشأن الرابط التالي :
http://www.nira.go.jp/ice/nwdtt/2005/in ... o2002.html

(8) موقع المعهد على شبكة الإنترنت
http://www.rusi.org/

(9) للاطلاع على تاريخ نشوء و تطور نشاطات هذه المؤسسة يمكن مراجعة موقع موسوعة ويكيبيديا على الانترنت :
http://en.wikipedia.org/wiki/Carnegie_E ... onal_Peace
كذلك يمكن زيارة موقع المؤسسة على شبكة الانترنت للإطلاع على تفاصيل نشاطاتها :
http://www.carnegieendowment.org/

(10)موقع المعهد على شبكة الإنترنت
http://www.brookings.edu/

(11)كان رئيسا لجامعة برنستون و يمكن الاطلاع على تفاصيل حياته من خلال مراجعة مادة حياته في موقع موسوعة الويكيبيديا على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://en.wikipedia.org/wiki/Woodrow_Wilson

(12) راجع في هذا الشأن الموسوعة ويكيبيديا على شبكة الإنترنت
http://en.wikipedia.org/wiki/Think_tank#History

(13) راجع في شأن هذا المصطلح عن هذا المكان في وزارة الدفاع الأمريكية الموقع التالي على شبكة الانترنت :
http://www.defenselink.mil/news/newsart ... x?id=40927
كذلك راجع الرابط التالي عن الموضوع في موقع موسوعة ويكيبديا على الانترنت :
http://en.wikipedia.org/wiki/Conference ... ite_note-2

(14) لمزيد من التفصيل راجع مقال السيد ريتشارد هاس على موقع معلومات وزارة الخارجية الأمريكية
http://usinfo.state.gov/journals/itps/1 ... /haass.htm

(15)ريتشارد هاس، مؤسسات الفكر و الرأي و سياسة الولايات المتحدة الخارجية......، نفس المرجع أعلاه

(16) د.محمد سجاد بور، المؤسسات البحثية و السياسة الخارجية الأمريكية، مختارات إيرانية، العدد (38)، نوفمبر 2003، ص 70 – 71.

(17) لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع يمكن الرجع إلى ريتشارد هاس، مؤسسات الفكر و الرأي و سياسة الولايات المتحدة الخارجية: و جهة نظر أحد صناع السياسة ، أجندة السياسة الخارجية التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية، نوفمبر 2002، علي الرابطة
http://www.usinfo.state.gov/journals/it ... a/hass.htm
كذلك منذر سليمان، دولة الأمن القومي و صناعة القرار الأمريكي: تفسيرات و مفاهيم، المستقبل العربي، العدد (325)، مارس 2006، ص 35.

(18)لمزيد من المعلومات عن أسماء بعض الأمريكيين البارزين الذين خدموا في كل من الحكومة و مؤسسات الفكر و الرأي يمكن الرجوع الي : الباب الدوار، أجندة السياسة الخارجية التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية، نوفمبر 2002، علي الرابطة
http://www.usinfo.state.gov/journals/it ... a/door.htm
منذر سليمان، دولة الأمن القومي و صناعة القرار الأمريكي......، سابق، ص 39

(19) خالد حامد طاهر شينكات، سياسية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه هيئة الأمم المتحدة (1990 – 2004 )، (القاهرة:كلية الاقتصاد و العلوم السياسية، 2005)، ص 173 – 175.

(20)ريتشارد هاس ، مؤسسات الفكر و الرأي و سياسة الولايات المتحدة الخارجية .......، مرجع سابق

(21) راجع في هذا الشأن ما منشور عن المعهد في موقع موسوعة ويكيبيديا على صفحة الانترنت على الرابط التالي :
http://en.wikipedia.org/wiki/Brookings_ ... on#Members

(22) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/daalderi.aspx

(23) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/g/galew.aspx

(24) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/gordonp.aspx

(25) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/haskinsr.aspx

(26) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/hesss.aspx

(27) للاطلاع على تفاصيل هذه المؤسسة و نشاطها راجع موقعها على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.usdoj.gov/nsd/

(28) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/ohanlonm.aspx

(29)راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
http://www.brookings.edu/experts/pascualc.aspx


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 31 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 9 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط