إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهدى الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادى له و نصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين و آله الغر الميامين السلام عليكم و رحمة الله
نستكمل معا ذكر الرسول صلى الله عليه وآله فى الكتب السابقة
وذلك ردا على من ينكر ذكره و نبوته صلى الله عليه وآله وسلم
1) قال أشعياء : " قيل لى : قم نظارا, فانظر ماذا ترى, فقلت : أرى راكبين مقبلين أحدهما على حمار و الأخر على جمل, يقول أحدهما لصاحبه: سقطت بابل و أصحابها للمنحر"
وفى الترجمة الحالية فى سفر أشعياء, الإصحاح الحادى و العشرون ] 6-9 [, و العهد القديم ] 801 [:
" لأنه هكذا قال لى السيد: اذهب أقم الحارس, ليخبر بما يرى, فرأى ركابا أزواج فرسان, ركاب حمير, ركاب جمال, فأصغى إصغاء شديدا, ثم صرخ كأسد: أيها السيد, أنا قائم على المرصد دائما فى النهار, وأنا واقف على المحرس كل الليالى, وهو ذا راكب من الرجال, أزواج من الفرسان . فأجاب و قال: سقطت بابل, و جميع تماثيل آلهتها المنحوتة, كسرها إلى الأرض"
فراكب الحمار هو المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام, و راكب الجمل هو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو أشهر بركوب الجمل من المسيح بركوب الحمار و به صلى الله عليه وآله وسلم سقطت أصنام بابل و لما كان المسيح عليه السلام نازلا فى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صار بينه بين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الإتصال ما ليس بينه بين غيره
وفى صحيح مسلم (4/1837) عن أبى هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا أولى الناس بابن مريم الأنبياء أولاد علات وليس بيني وبينه نبي
وفى صحيح البخاري (3/1270) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم : أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد
2) قال أشعياء النبى عليه السلام:
" ارفعى إلى ما حولك بصرك فستبتهجين و تفرحين من أجل أن يصير إليك ذخائر البحر, وتحج إليك عساكر الأمم, حتى يعم بك قطر الإبل الموبلة, و تضيق أرضك عن القطرات التى تجتمع إليك, وتساق إليك كباش مدين, ويأتيك أهل سبأ, ويسير إليك أغنام فاران, ويخدمك رجال مأرب"
وفى الترجمة الحالية فى سفر أشعياء, الإصحاح الستون ] 4-7 [, و العهد القديم ]840 [: " ارفعى عينيك حواليك و انظرى, قد اجتمعوا كلهم, جاءوا إليك, يأتى بنورك من بعيد, و تحمل بناتك على الأيدى, حينئذ تنظرين و تنبهرين, ويخفق قلبك و يتسع, لأنه تحول إليك ثروة البحر, ويأتى إليك غنى الأمم, تغطيك كثرة الجمال بكران مديان, وعيفة كلها تأتى من شبأ, تحمل ذهبا و لبانا, و تبشر بتسابيح الرب, كل غنم قيدار تجتمع إليك, كباش نبايوت تخدمك"
يريد سدنة الكعبة, و هم أولاد قيدار بن إسماعيل وهذه الصفات كلها حصلت بمكة, فحملت إليها ذخائر البحرين وحج إليها عساكر الأمم, و سبقت إليها الهدى و الأضاحى و فاران هى البرية الواسعة التى فيها مكة و أتاها أهل سبأ ( اليمن )
3) قال أشعياء النبى عليه السلام:
" سأرفع علما لأهل الأرض بعيدا, فيصفر لهم من أقاصى الأرض, فيأتون سراعا"
ونصه فى الترجمة الحالية فى سفر أشعياء, الإصحاح الخامس ] 26-430 [, و العهد القديم ] 767 [:
" فيرفع راية للأمم من بعيد, ويصفر لهم من أقاصى الأرض , فإذا هم بالعجلة يأتون سريعا, ليس فيهم رازح و لا عائر, لا ينعسون و لا ينامون, و لا تنحل حزم أحقائهم, و لا تنقطع سيور أحذيتهم, الذين سهامهم مسنونة, و جميع قسيهم ممدودة, حوافر خيلهم تحسب كالصوان, و بكراتهم كالزوبعة, و يزمجرون كالشبل, يهرون و يمسكون الفريسة, و يستخلصونها و لا منقذ, يهرون عليهم فى ذلك اليوم كهدير البحر, فإن نظر إلى الأرض فهو ذا ظلام الضيق, و النور قد أظلم بسحبها"
و النداء هو ما جاء به النبى صلى الله عليه و آله وسلم من التلبية فى الحج و العلم المرفوع : هو النبوة و صفيره : دعاؤهم إلى بيته و مشاعره , فيأتونه سامعين مطعين.
4) قال أشعياء النبى عليه السلام:
" ولد لنا غلام, يكون عجبا و بشرا, والشامة على كتفيه, أركون السلام, إله جبار, وسلطانه سلطان السلام, و هو ابن عالمه, يجلس على كرسى داود"
ونصه فى الترجمة الحالية فى سفر أشعياء, الإصحاح التاسع ] 6-7 [, و العهد القديم] 97[ :
" لأنه يولد لنا ولد, ونعطى ابنا, وتكون الرياسة على كتفه, ويدعى اسمه عجيبا, مشيرا, إلها قديرا, أبا أبديا, رئيس السلام, لنمو بأسه و للسلام لا نهاية, على كرسى داود و على مملكته, ليثبتها و يعضدها بالحق و البر, ومن الآن إلى الأبد, و غيرة رب الجنود تصنع هذا" الرياسة على كتفه : الشامة وهى أخص علامات النبى صلى الله عليه و آله وسلم و لم تكن لنبى غيره
و الأركون: هو العظيم بلغة الأنجيل و أله: هنا بمعنى حاكما عليه و متصرف فيه كقول داود للعظماء من قومه : "إنكم آلهه" مزامير داود, المزمور الثانى و الثمانون [ 6], و العهد القديم [696]
و بذلك يكون النبى أشعياء قد شهد بصحة نبوة النبى صلى الله عليه و آله وسلم و قد وصفه بالجلوس على كرسى داود, يعنى أنه سيرث بنى إسرائيل نبوتهم وملكهم
|