موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: وصايا أئمة الأمة المحمدية لزائري الحضرة الشريفة النبوية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين نوفمبر 05, 2007 3:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
أقبلت علينا أيام مباركات , سيبدأ فيها وصول ضيوف الرحمن إلى الأراضي المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام .

وبالطبع هذه فرصة ذهبية لإبليس وأعوانه ليزيد الشقة بين الأمة ونبيها وشفيعها سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم , فللأسف أصبح موسم الحج موسما لانتقاص المقام المحمدي الشريف لدى قطاعات كبيرة من أدعياء العلم أئمة الجهل الرؤوس الجهال , وسفهاء الأحلام أحداث الأسنان .

فستبدأ الوهابية بأبواقها المختلفة , وبوسائل دعايتها العديدة من فضائيات ومحطات إذاعية ومواقع على شبكة المعلومات وكتيبات ومطويات وشرائط كاسيت واسطوانات .... الخ , سيجند كل هذا خلال أشهر الحج لأمر هام وخطب عظيم ألا وهو :

ترسيخ مالدى الدهماء والمستغفلين وكسب المزيد وضمه لصفوفهم وتحذير الجميع , فهل ياترى من أي شئ يحذرونهم ؟

والإجابة أنهم يحذرونهم من :

أولا : عقد النية على زيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا .

وثانيا : يحذرونهم من استقباله عليه الصلاة والسلام عند الدعاء .

وثالثا: يحذرونهم من التوسل به – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في الدعاء .

ولكن عليك أيها الزائر المضحوك عليك أو المستغفل بالآتي :

أن تعقد النية على زيارة المسجد لا النبي صلى الله عليه وسلم .

أن تستقبل القبلة لا تستقبل النبي صلى الله عليه وسلم .

إياك ثم إياك أن تتوسل به حتى لا تقع في الشرك بالله .

وإعانة على عودة الأمة لحضن نبيها الكريم وحصنها الحصين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

وفضحا للأكاذيب الوهابية وبيانا لأباطيلهم وتوضيحا لمفاسدهم إليك أخي القارئ نصائح غاليات سطرتها أياد لأصحابها قدم راسخ في العلم وفي معرفة قدر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وذلك لتعلم أخي القارئ أن لا نجاة لك ولا أحد كائنا من كان إلا بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم , وليعلم من قد تأثر بأباطيل الوهابية الحكم الشرعي الصحيح لزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .

رزقني الله وإياكم حج بيته الحرام وزيارة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .

ملحوظة : الأئمة الآتي الاستدلال بهم تقريراتهم منقولة من كتاب " أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته إعداد وتأليف السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح ( صـ 176- 178 ) , مع بعض الزيادات إذ أن فضيلته حفظه الله قد أوردها على سبيل الاختصار .

- الكمال بن الهمام في شرح فتح القدير ( 3 / 179 – 181 ) :
" المقصد الثالث : في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ] قال مشايخنا رحمهم اللَّه تعالى : من أفضل المندوبات وفي مناسك الفارسي وشرح المختار أَنها قريبة من الوجوب لمن له سعة .... ثم قال : وعلى ما ذكرنا يكون الواقف مستقبلا وجهه عليه الصلاة والسلام وبصره فيكون أولى ، ثم يقول في موقفه : السلام عليك يا رسول اللَّه ، السلام عليك يا خير خلق اللَّه ، السلام عليك يا خيرة اللَّه من جمِيع خلقه ، السلام عليك يا حبيب اللَّه ، السلام عليك يا سيد ولد آدم ، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللَّه وبركاته يا رسول اللَّه ، إني أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأنك عبده ورسوله وأشهد أنك يا رسول اللَّه قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وكشفت الغمة فجزاك اللّه عنا خيرا ، جازاك اللَّه عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته اللهم أعط سيدنا عبدك ورسولك محمدا الوسيلة والفضيلة ، والدرجة العالية الرفيعة ، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته ، وأنزله المنزل المقرب عندك ، إنك سبحانك ذو الفضل العظيم ويسأل الله تعالى حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه عليه الصلاة والسلام وأعظم المسائل وأهمها سؤال حسن الخاتمة والرضوان والمغفرة ، ثم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة ، يا رسول الله أسألك الشفاعة وأتوسل بك إلى الله في أن أموت مسلما على ملتك وسنتك " اهـ

- أبو الإخلاص الشرنبلالي في نور الإيضاح ونجاة الأرواح ( 1 / 156 )
: " فينهض متوجها إلى الحضرة المحمدية الشريفة فيقف بمقدار أربعة أذرع بعيدا عن الحجرة الشريفة بغاية الأدب مستدبر القبلة محاذيا لرأس سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ووجهه الأكرم ملاحظا نظره السعيد إليك وسماعه كلامك ورده عليك السلام وتأمينه صلى الله عليه وسلم على دعائك وتقول السلام عليك يا سيدي يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا نبي الرحمة السلام عليك يا شفيع الأمة السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا مزمل السلام عليك يا مدثر السلام عليك وعلى أصولك الطيبين وأهل بيتك الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيا عن قومه ورسولا عن أمته أشهد أنك رسول الله قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وأوضحت الحجة وجاهدت في سبيل الله حق جهاده وأقمت الدين حتى أتاك اليقين صلى الله عليك وسلم وعلى أشرف مكان بحلول جسمك الكريم فيه صلاة وسلاما دائمين من رب العالمين عدد ما كان وعدد ما يكون بعلم الله صلاة لا انقضاء لأمدها يا سيدنا يا رسول الله نحن وفدك وزوار حرمك تشرفنا بالحلول بين يديك وقد جئناك من بلاد شاسعة وأمكنة بعيدة قطعناها بقصد زيارتك لنفوز بشفاعتك والنظر الى مآثرك ومعاهدك والقيام بقضاء بعض حقك والاستشفاع بك إلى ربنا فإن الخطايا قد قصمت ظهورنا والأوزار قد أثقلت كواهلنا وأنت الشافع المشفع الموعود بالشفاعة العظمى والمقام المحمود وصاحب الوسيلة وقد قال الله تعالى "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وقد جئناك ظالمين لأنفسنا مستغفرين لذنوبنا فاشفع لنا الى ربك واسأله أن يميتنا على سنتك وأن يحشرنا في زمرتك وتحت لواءك وأن يوردنا حوضك وأن يسقينا بكأسك غير خزايا ولا ندامى الشفاعة الشفاعة يا سيدنا يا رسول الله يقولها ثلاثا ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ويبلغ الزائر سلام من أوصاه فيقول السلام عليك يا سيدي يا رسول الله من فلان بن فلان يتشفع بك الى ربك فاشفع له وللمسلمين ثم صل عليه بما شئت مستقبلا وجهه الكريم مستدبر القبلة

ثم تتحول قدر ذراع حتى تحاذي رأس الصديق أبي بكر رضي الله عنه خليفته الأول وصاحبه في الغار وتقول السلام عليك يا خليفة سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليك يا صاحب سيدي رسول الله وأنيسه في الغار ورفيقه في الأسفار وأمينه في الأسرار جزاك الله عنا أفضل ما جزى إماما عن أمة نبيه فلقد خلفته بأحسن خلف وسلكت طريقه ومنهاجه خير مسلك وقاتلت أهل الردة والبدع ومهدت الإسلام وشيدت أركانه فكنت خير إمام ووصلت الأرحام ولم تزل قائما بالحق ناصرا للدين ولأهله حتى أتاك اليقين سل الله سبحانه لنا دوام حبك والحشر مع حزبك وقبول زيارتنا والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ثم تتحول مثل ذلك حتى تحاذي رأس أمير المؤمنين الفاروق عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فتقول السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا مظهر الإسلام السلام عليك يا مكسر الأصنام جزاك الله عنا أفضل الجزاء لقد نصرت الإسلام والمسلمين وفتحت معظم البلاد بعد سيد المرسلين وكفلت الأيتام ووصلت الأرحام وقوي بك الإسلام وكنت للمسلمين إماما مرضيا وهاديا مهديا جمعت شملهم وأعنت فقيرهم وجبرت كسرهم السلام عليكما يا ضجيعي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيقيه ووزيريه ومشيريه والمعاونين له على القيام بالدين والقائمين بعده بمصالح المسلمين جزاكما الله أحسن الجزاء جئناكما نتوسل بكما الى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع لنا ويسأل الله ربنا أن يتقبل سعينا ويحيينا على ملته ويمتنا عليها ويحشرنا في زمرته ثم يدعو لنفسه ولوالديه ولمن أوصاه بالدعاء ولجميع المسلمين " اهـ

- القاضي عياض في الشفا ( 288 , 289 ) :
" ناظر أبو جعفر – أمير المؤمنين – مالكا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له مالك : يا أمير المؤمنين , لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) ,ومدح قوما فقال : ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم )

وذم قوما فقال :( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) .وإن حرمته ميتا كحرمته حيا . فاستكان لها أبو جعفر , وقال يا أبا عبد الله , أأستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال :ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله قال الله تعالى :{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } ." اهـ

- الشهاب القرافي قي الذخيرة ( 3 / 275 , 276 ) :
" الباب الحادي عشر: في القدوم على ضريحه وقد كره مالك أن يقال زرنا النبي وأن يسمى زيارة قال صاحب تهذيب الطالب لأن شأن الزائر الفضل والتفضيل على المزور وهو صاحب الفضل والمنة وكذلك أن يقال طواف الزيارة وقيل لأن الزيارة تشعر بالإباحة وزيارة النبي من السنة المتأكدة ولو استؤجر رجل على الحج والزيارة فتعذرت عليه الزيارة قال ابن أبي زيد يرد من الأجرة بقدر مسافة الزيارة وقيل يرجع ثانية حتى يزور وقال سند يستحب لمن فرغ من حجه إتيان مسجده فيصلي فيه ويسلم على النبي وفي أبى داود قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عز وجل عليّ روحي حتى أرد عليه السلام ويروى عنه أنه قال من زار قبري وجبت له شفاعتي ومن زار قبري وجبت له الجنة ويروى عنه أنه قال من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي . وحكى العتبي أنه كان جالسا عند قبره عليه السلام فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكــم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي فحملتني عيني فرأيت النبي في النوم فقال لي يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له . " اهـ

- ابن الحاج المالكي في كتابه المدخل ( 1 / 260 ) :
" فتوسل به – عليه الصلاة والسلام – فهو محل أحمال الأوزار وأثقال الذنوب والخطايا لأن بركة شفاعته – عليه الصلاة والسلام – وعظمتها عند ربه لا يتعظمها ذنب فليستبشر من زاره ويلجأ إلى الله تعالى بشفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام ومن لم يزره فليقل اللهم لا تحرمني من شفاعته بحرمته عندك آمين يارب العالمين .

ومن اعتقد خلاف هذا فهو المحروم ألم يسمع قول الله عز وجل{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} فمن جاءه ووقف ببابه وتوسل به وجد الله توابا رحيما لأن الله عز وجل منزه عن خلف الميعاد وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر به فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلا جاحد للدين معاند لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم نعوذ بالله من الحرمان . " اهـ

- شرح الزرقاني على المواهب اللدنية للقسطلاني ( 8 / 314 , 315 ) :
" [ والحكاية المروية عنه أنه أمر المنصور أن يستقبل القبر وقت الدعاء كذب على مالك كذا قال والله أعلم ] تبرأ منه لأن الحكاية رواها أبو الحسن علي بن فهر في كتابه فضائل مالك ومن طريقة الحافظ أبو الفضل عياض في الشفاء بإسناد لا بأس به , بل قيل إنه صحيح , فمن أين أنها كذب وليس في رواتها كذاب ولا وضاع ولكنه – يتكلم عن ابن تيمية – لما ابتدع له مذهبا – وهو عدم تعظيم القبور وإنها إنما تزار للاعتبار والترحم بشرط أن لا يشد إليها رحل – صار كل من خالف ما ابتدعه بفاسد عقله عنده كالصائل لا يبالي بما يدفعه فإذا لم يجد له شبهة واهية يدفعه بها بزعمه انتقل إلى دعوى أنه كذب على من نسب إليه , مباهتة ومجازفة , وقد أنصف من قال فيه :علمه أكبر من عقله ." اهـ

- البيهقي في شعب الإيمان (3/495) :
" حج أعرابي فلما جاء إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم أناخ راحلته فعلقها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر و وقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : السلام عليك يا رسول الله ثم سلم على أبي بكر و عمر ثم أقبل على رسول الله فقال بأبي أنت و أمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب و الخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم كتابه :{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }و قد جئتك بأبي أنت و أمي مثقلا بالذنوب و الخطايا أستشفع بك على ربك أن يغفر لي ذنوبي و أن تشفع في ثم أقبل في عرض الناس و هو يقول :

يا خير من دفنت في الأرض أعظمه فطاب من طيبه الأبقاع و الأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف و فيه الجود و الكرم

و في غير هذه الراوية فطاب من طيبه القيعان و الأكم ." اهـ

- أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ( 1 / 259 ) :
" ثم يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقف عند وجهه وذلك بأن يستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر على نحو من أربعة أذرع من السارية التي في زاوية جدار القبر ويجعل القنديل على رأسه وليس من السنة أن يمس الجدار ولا أن يقبله بل الوقوف من بعد أقرب للاحترام فيقف ويقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا أمين الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا خيرة الله السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا محمد السلام عليك يا أبا القاسم السلام عليك يا ماحي السلام عليك يا عاقب السلام عليك يا حاشر السلام عليك يا بشير السلام عليك يا نذير السلام عليك يا طهر السلام عليك يا طاهر السلام عليك يا أكرم ولد آدم السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا خاتم النبيين السلام عليك يا رسول رب العالمين السلام عليك يا قائد الخير السلام عليك يا فاتح البر السلام عليك يا نبي الرحمة السلام عليك يا هادي الأمة السلام عليك يا قائد الغر المحجلين السلام عليك وعلى أهل بيتك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا السلام عليك وعلى أصحابك الطيبين وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين جزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيا عن قومه ورسولا عن أمته وصلى عليك كلما ذكرك الذاكرون وكلما غفل عنك الغافلون وصلى عليك في الأولين والآخرين أفضل وأكمل وأعلى وأجل وأطيب وأطهر ما صلى على أحد من خلقه كما استنقذنا بك من الضلالة وبصرنا بك من العماية وهدانا بك من الجهالة أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنك عبده ورسوله وأمينه وصفيه وخيرته من خلقه وأشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة وجاهدت عدوك وهديت أمتك وعبدت ربك حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك وعلى أهل بيتك الطيبين وسلم وشرف وكرم وعظم وإن كان قد أوصى بتبليغ سلام فيقول السلام عليك من فلان السلام عليك من فلان .

ثم يتأخر قدر ذراع ويسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأن رأسه عند منكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأس عمر رضي الله عنه عند منكب أبي بكر رضي الله عنه. ثم يتأخر قدر ذراع ويسلم على الفاروق عمر رضي الله عنه ويقول السلام عليكما يا وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعاونين له على القيام بالدين ما دام حيا والقائمين في أمته بعده بأمور الدين تتبعان في ذلك آثاره وتعملان بسنته فجزاكما الله خير ما جزى وزيري نبي عن دينه .

ثم يرجع فيقف عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القبر والاسطوانة اليوم ويستقبل القبلة وليحمد الله عز وجل وليمجده وليكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول اللهم إنك قد قلت وقولك الحق ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما اللهم إنا قد سمعنا قولك وأطعنا أمرك وقصدنا نبيك متشفعين به إليك في ذنوبنا وما أثقل ظهورنا من أوزارنا تائبين من زللنا معترفين بخطايانا وتقصيرنا فتب اللهم علينا وشفع نبيك هذا فينا وارفعنا بمنزلته عندك وحقه عليك .

اللهم اغفر للمهاجرين والأنصار واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالأيمان اللهم لا تجعله آخر العهد من قبر نبيك ومن حرمك يا أرحم الراحمين . " اهـ

- النووي في المجموع (8/256)- ونقله عن القاضي الماوردي والقاضي أبو الطيب - :
" ثم يرجع إلي موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ومن أحسن ما يقول ما حكاه الماوردي والقاضي أبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال : كنت جالسا عند قبر رسول الله صلي الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي ." اهـ

قال النووي أيضا في كتابه الأذكار (صـ 198 – 200 ) :[ فصل ] :
" في زيارة قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأذكارها "
[ اعلم أنه ينبغي لكل من حجّ أن يتوجه إلى زيارة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سواء كان ذلك طريقه أو لم يكن فإن زيارته صلى اللّه عليه وسلم من أهمّ القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات .

فإذا توجَّه للزيارة أكثرَ من الصلاة عليه صلى اللّه عليه وسلم في طريقه فإذا وقعَ بصرُه على أشجار المدينة وحَرمِها وما يَعرفُ بها زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى اللّه عليه وسلم وسألَ اللّه تعالى أن ينفعَه بزيارته صلى اللّه عليه وسلم وأن يُسعدَه بها في الدارين وليقلْ : اللَّهُمَّ افْتَحْ عَليَّ أبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَارْزُقْنِي في زِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صلى اللّه عليه وسلم ما رزقْتَهُ أوْلِياءَكَ وأهْلَ طَاعَتِكَ واغْفِرْ لي وارْحمنِي يا خَيْرَ مَسْؤُول .

وإذا أراد دخول المسجد استحبّ أن يقولَ ما يقوله عند دخول باقي المساجد وقد قدّمناه في أول الكتاب .

فإذا صلّى تحية المسجد أتى القبر الكريم فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار القبر وسلَّم مقتصداً لا يرفع صوته فيقول : " السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللّه السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللّه مِنْ خَلْقِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آلِكَ وأصْحابِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وأدَّيْتَ الأمانَةَ وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَى رَسُولاً عَنْ أُمَّتِهِ , وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسَّلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : السَّلام عليك يا رسولَ اللّه من فلان بن فلان .

ثم يتأخرَ قدر ذراع إلى جهة يمينه فيُسلِّم على أبي بكر ثم يتأخرُ ذراعاً آخرَ للسلام على عُمر رضي اللّه عنهما ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيتوسلُ به في حقّ نفسه ويتشفعُ به إلى ربه سبحانه وتعالى ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين وأن يَجتهدَ في إكثار الدعاء ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد اللّه تعالى ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله ويُصلِّي على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويُكثر من كل ذلك .

ثم يأتي الروضةَ بين القبر والمنبر فيُكثر من الدعاء فيها فقد روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه :عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : " ما بَيْنَ قبري وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ " .

وإذا أراد الخروج من المدينة والسفرَ استحبّ أن يُودِّع المسجد بركعتين ويدعو بما أحبّ ثم يأتي القبر فيُسلّم كما سلَّم أوّلاً ويُعيد الدعاء ويُودّع النبيّ صلى اللّه عليه وسلم ويقول : " اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ العَهْدِ بِحَرَمِ رَسُولِكَ وَيَسِّرْ لي العَوْدَ إِلى الحَرَمَيْنِ سَبِيلاً سَهْلَةً بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَارْزقْنِي العَفْوَ والعَافِيةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ وَرُدَّنا سالِمِينَ غانِمِينَ إلى أوْطانِنا آمِنِينَ .

فهذا آخرُ ما وفّقني اللّه بجمعه من أذكار الحجّ . وهي وإن كان فيها بعض الطول بالنسبة إلى هذا الكتاب فهي مختصرة بالنسبة إلى ما نحفظه فيه واللّه الكريم نسأل أن يوفِّقنا لطاعته وأن يجمعَ بيننا وبين إخواننا في دار كرامته .وقد أوضحت في كتاب المناسك ما يتعلَّق بهذه الأذكار من التتمّات والفروع الزائدات واللّه أعلم بالصواب وله الحمد والنعمة والتوفيق والعصمة .

وعن العُتْبيّ قال : كنتُ جالساً عند قبر النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فجاء أعرابيٌّ فقال : السلام عليك يا رسول اللّه سمعتُ اللّه تعالى يقول : { وَلَوْ أنَّهُمْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً } [ النساء : 64 ] وقد جئتُك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :

يا خيرَ مَنْ دُفنتْ بالقاع أعظُمُه ... فطابَ من طيبهنَّ القاع والأكمُ
نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُهُ ... فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرَمُ

قال : ثم انصرفَ فحملتني عيناي فرأيت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم في النوم فقال لي : يا عُتْبيّ الحقِ الأعرابيَّ فبشِّره بأن اللّه تعالى قد غفر له .] اهـ

- تقي الدين السبكي في شفاء السقام ( 65 , 66 ) :
" والحكاية المذكورة ذكرها جماعة من الأئمة عن العتبي , واسمه - محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب - كان من أفصح الناس حدث عن أبيه وسفيان بن عيينة توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين يكنى أبا عبد الرحمن , وذكرها ابن عساكر في تاريخه وابن الجوزي في " مثير العزم الساكن " وغيرها بأسانيدهم إلي محمد بن حرب الهلالي قال دخلت المدينة فأتيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم فزرته وجلست بحذائه فجاء أعرابي فزاره ثم قال يا خير الرسل إن الله أنزل عليك كتابا صادقا قال فيه { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وإني جئتك مستغفرا ربك من ذنوبي مستشفعا فيها بك وفي رواية : وقد جئتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي , ثم بكى وأنشأ يقول :

يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم استغفر وانصرف فرقدت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في نومي وهو يقول : الحق الرجل وبشره أن الله قد غفر له بشفاعتي , فاستيقظت فخرجت أطلبه فلم أجده ." اهـ

- ابن الملقن في غاية السول في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم ( صـ 183 ) :
"وروى يعقوب بن أبي اسحاق بن أبي إسرائيل عن ابن حميد قال : ناظر أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور - ثاني خلفاء بني العباس - الإمام مالكا في مسجد رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وكان بين يدي الخليفة في ذلك اليوم خمسمائة سيف , فقال له مالك : يا أمير المؤمنين : لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله عز وجل أدب قوما فقال لا ترفعوا أصواتكم الآية, ومدح قوما فقال إن الذين يغضون أصواتهم الآية, وذم قوما فقال إن الذين ينادونك من وراء الحجرات الآية, وإن حرمة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ميتا كحرمته حيا .قال : فاستكان لها الخليفة أبو جعفر المنصور وقال يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فقال ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام بل استقبله واستشفع به قال تعالى ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك الآية " اهـ

- ابن حجر الهيتمي في الجوهر المنظم ( 124 , 125 ) : "
يسن إذا فرغ من السلام علي الشيخين أن يرجع إلي موقفه الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به صلى الله عليه وسلم إلي ربه سبحانه وتعالى له ولأحبابه , قال أصحابنا وغيرهم من أهل المناسك من جميع المذاهب : ومن أحسن ما يقول ما جاء عن محمد العتبي – روى عن ابن عيينة وعده بعضهم في مشايخ الشافعي رحمه الله تعالى – قال كنت جالسا عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله , سمعت الله تعالى يقول – وفي رواية : يا خير الرسل إن الله أنزل عليك كتابا صادقا قال فيه - :{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي ربي عز وجل . وفي رواية وإني جئتك مستغفرا ربك عز وجل من ذنوبي ثم بكى وأنشأ يقول :

يا خير من دفنت بالقاع اعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم

قال : ثم استغفر وانصرف , فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبي الحق الأعرابي فبشره بأن الله تعالى قد غفر له , فخرجت خلفه فـلم أجده .اهـ

- تقي الدين الحصني في دفع شبه من شبّه وتمرد( ص 111 , 112 ) :
" ذكر الحادثة التي وقعت بين الإمام مالك وأمير المؤمنين أبو جعفر المنصور وقال عنها : " القصة معروفة مشهورة ذكرها غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بأسانيد جيدة ومنهم القاضي عياض في أشهر كتبه وهو الشفاء المشهور بالحسن والإتقان في سائر البلدان ومنهم الإمام العلامة هبة الله في كتابه توثيق عرى الإيمان وقد اشتملت هذه القصة على تعظيمه بعد وفاته وأنه حي والتوسل به وحسن الأدب في حقه كما في حياته وأن في الآية الحث على المجيء إليه ليستغفر له وليس في الآية تعرض لزمن حياته دون الوفاة وكذا فهم العلماء مالك وغيره كما يأتي إن شاء الله تعالى " اهـ

- الجاوي في نهاية الزين شرح قرة العين ( 1 / 220 , 221 ) :
" ثم يأتي القبر الشريف المقدس فيقف قبالة الوجه الشريف بأن يستدبر القبلة ويستقبل جدار الحجرة الشريفة ويقف على مقدار ثلاثة أذرع من الجدار ناظراً إلى الأرض غاض الطرف في مقام الهيبة والتعظيم والإجلال فارغ القلب من جميع العلائق مستحضراً في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته فإنه يسمع ويعلم وقوفك بـين يديه، وليقل بحضور قلب وخفض صوت وسكون جوارح: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبـي الله، السلام عليك يا حبـيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا سيد المرسلين الطيبـين الطاهرين، السلام عليك وعلى أزواجك الطاهرات أمهات المؤمنين، السلام عليك وعلى أصحابك أجمعين، السلام عليك وعلى الأنبـياء والمرسلين وسائر عباد الله الصالحين، السلام عليك أيها النبـيّ ورحمة الله وبركاته.قال السبكي : والمروي عن السلف الإيجاز في ذلك جداً. فعن الإمام مالك رحمه الله أنه كان يقول: السلام عليك أيها النبـي ورحمة الله وبركاته. ثم إن كان أحد أوصاه بالسلام فليقل: السلام عليك يا رسول الله من فلان بن فلان أو نحو هذا، ثم يتحوّل إلى جهة يمينه قدر ذراع للسلام على أبـي بكر رضي الله عنه لأن رأسه عند منكب رسول الله فيقول: السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا خليفة رسول الله وصفيه وثانيه في الغار، جزاك الله عن أمة رسول الله خيراً، ثم يتحوّل إلى جهة يمينه قدر ذراع للسلام على عمر رضي الله عنه لأن رأسه عند منكب أبـي بكر رضي الله عنه فيقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين عمر الفاروق الذي أعز الله به الإسلام جزاك الله عن أمة نبـيه خيراً، ثم يعود إلى موقفه الأوّل ويتوسل به في قضاء حوائجه ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ويدعو لنفسه ولوالديه وأولاده ولمن أحب بما أحب ويختم دعاءه بآمين وبالصلاة على رسول الله .

ومما ينبغي أن يقول في دعائه: اللهم إنك قلت وقولك الحق: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً} ، اللهم إننا قد سمعنا قولك وأطعنا أمرك. وقصدنا نبـيك هذا مستشفعين به إليك من ذنوبنا وما أثقل ظهورنا من أوزارنا " اهـ

- ابن عقيل الحنبلي في كتابه الفنون ( في التذكرة المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت رقم " 87 " في الفقه الحنبلي ) :
" واجعل القبر تلقاء وجهك وقم مما يلي المنبر وقل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخر ما تقوله في التشهد الأخير ثم تقول : اللهم أعط محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذي وعدته , اللهم صل على روحه في الأرواح وجسده في الأجساد كما بلغ رسالتك وتلا آياتك وصدع بأمرك حتى أتاه اليقين ,اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلى الله عليه وسلم { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وإني قد أتيت النبي تائبا مستغفرا فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته , اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي , اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي ذنوبي " اهـ

- عبد القادر الجيلاني (ت 561 هـ) في كتاب الغنية ( 22 ) :
" ثم يأتي القبر وليكن بحذائه بينه وبين القبلة , ويجعل جدار القبلة خلف ظهره والقبر أمامه تلقاء وجهه والمنبر عن يساره , وليقم مما يلي المنبر وليقل : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود الذي وعدته , اللهم صل على روح محمد في الأرواح وصل على جسده في الأجساد , كما بلغ رسالتك وتلا آياتك وصدع بأمرك وجاهد في سبيلك وأمر بطاعتك ونهى عن معصيتك وعادى عدوك ووالى وليك وعبدك حتى أتاه اليقين , اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وإني أتيت نبيك تائبا من ذنوبي مستغفرا فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حال حياته فأقر عنده بذنوبه فدعا له نبيه فغفرت له , اللهم إني أتوجه إليك بنبيك عليه سلامك نبي الرحمة , يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي , اللهم إني أسألك بحقه أن تغفر لي وترحمني " اهـ

- ابن الجوزي في المنتظم (من 257 هـ) (9/93) :
قال في ترجمة أبي شجاع الوزير :" وجاور بالمدينة فلما مرض مرضَ الموت حمل إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف بالحضرة وبكى وقال يا رسول الله قال الله عز وجل ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله فاستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئت معترفا بذنوبي وجرائمي أرجو شفاعتك وبكى وتوفي من يومه ودفن بالبقيع " اهـ

- ابن قدامة المقدسي في المغني (3/ 599) :
" فصل : ويستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ] وفي رواية [ من زار قبري وجبت له شفاعتي ] رواه اللفظ الأول سعيد ثنا حفص سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر وقال أحمد في رواية عبد الله عن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة [ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يسلم علي عند قبري إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ] وإذا حج الذي لم يحج قط يعني من غير طريق الشام لا يأخذ على طريق المدينة لأني أخاف أن يحدث به حدث فينبغي أن يقصد مكة من أقصر الطريق ولا يتشاغل بغيره ويروى عن العتبي قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :

( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم )
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )

ثم انصرف الإعرابي فحملتني عيني فنمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال :يا عتبي الحق الإعرابي فبشره أن الله قد غفر له ...ثم تأتي القبر فتولي ظهرك القبلة وتستقبل وتقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك كثيرا كما يحب ربنا ويرضى . اللهم أجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدا من النبيين والمرسلين وابعثه المقام المحمود الذي وعدته يغبطه به الأولون والآخرون , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .اللهم إنك قلت وقولك الحق : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته . " اهـ

- وقال أيضا ابن قدامه المقدسي في الشرح الكبير ( 3 / 512 ) :
" ثم تأتي القبر فتولي ظهرك القبلة وتستقبل وسطه وتقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه وعباده أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين فصلى الله عليك كثيرا كما يحب ربنا ويرضى اللهم اجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدا من النبيين والمرسلين وابعثه المقام المحمود الذي وعدته يغبطه الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .

اللهم إنك قلت وقولك الحق { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته ." اهـ

- أبو عبد الله محمد بن عبد الله السامري في المستوعب ( 4 / 273 – 275 ) :
" اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلى الله عليه وسلم { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وإني قد أتيت نبيك مستغفرا , فأسألك أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن أتاه في حياته " اهـ

- ابن مفلح في المبدع (3/259) :
"وإذا فرغ من الحج، استحب له زيارة قبر النبي , لما روى ابن عمر أن النبي قال: «من زار قبري وجبت له شفاعتي». رواه الدار قطني من طرق وروي أيضاً عن ابن عمر مرفوعاً: «من حج، فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي» وفي رواية «وصحبني» فظاهره أنه بعد الرجوع مطلقاً لكن نقل أبو طالب إذا حج للفرض، لم يمر بالمدينة ، لأنه إن أحدث به حدث الموت كان في سبيل الحج، وإن كان تطوعاً بدأ بالمدينة ، فيسلم عليه، لما روى أبو داود عن أبي هريرة مرفوعاً: «ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام .

وظاهره أن هذه الفضيلة تحصل لكل مسلم قريباً كان أو بعيداً، قال أحمد في رواية عبد الله عن يزيد بن قسيط عن أبي هريرة مرفوعاً: «ما من أحد يسلم علي عند قبري» فهذه الزيارة مقتضاها التخصيص، وروي عن العتبي قال: كنت جالساً عند قبر النبي ، فجاء أعرابي، فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: {ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله، واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيماً} (النساء: 64)، وقد جئتك مستغفراً من ذنبي، متشفعا بك إلى ربي ثم أنشد يقول:

يا خير من دفنت في القاع أَعظمه..... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه .....فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني فنمت، فرأيت النبي ، فقال: يا عتبي الحق الأعرابي، وبشره أن الله قد غفر له." اهـ

- منصور البهوتي في كشاف القناع ( 2 / 516 ) :
" ثم يأتي القبر الشريف , فيقف قبالة وجهه صلى الله عليه وسلم مستدبر القبلة , ويستقبل جدار الحجرة , و يستقبل المسمار الفضة في الرخامة الحمراء ويسمى الآن بالكوكب الدري , فيسلم عليه صلى الله عليه وسلم فيقول : السلام عليك يا رسول الله كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه وعن سائر الصحابة لا يزيد على ذلك وإن زاد عليه فحسن. قال في الشرح وشرح المنتهى : ويقول : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه وعباده أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشهد أنك بلغت رسالات ربك , ونصحت لأمتك ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وعبدت الله حتى أتاك اليقين صلى الله عليك كثيرا كما يحب ربنا ويرضى اللهم أجز عنا نبينا أفضل ما جزيت أحدا من النبيين والمرسلين , وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته يغبطه به الأولون والآخرون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم إنك قلت وقولك الحق [ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ] وقد أتيتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربك فأسألك يا رب أن توجب لي المغفرة كما أوجبتها لمن آتاه في حياته ,اللهم اجعله أول الشافعين , وأنجح السائلين وأكرم الأولين , والآخرين , برحمتك يا أرحم الراحمين ثم يدعو لوالديه ولإخوانه وللمسلمين أجمعين . فائدة " يروى عن العتبي قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول [ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جآءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ] وقد جئتك مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :

يا خير من دفنت بالقاع أعظمه... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه.. فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي , فحملتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال : يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له ." اهـ
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 08, 2007 10:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
وهذه مجموعة من أقوال العلماء في مشروعية واستحباب زيارة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافا لما يدعيه المبتدعة الوهابية , ومن يتوقح فيسير على دربهم جهلا أو مداهنة.

أولا : أقوال السادة الحنفية

- الإمام أبو حنيفة :

ورد في رد المحتار شرح الدر المختار ( 2 / 257 ) :

" قال في شرح اللباب : وقد روى الحسن عن أبي حنيفة أنه إذا كان الحج فرضا , فالأحسن أن يبدأ بالحج ثم يثني بالزيارة وإن بدأ بالزيارة جاز . اهـ

- الإمام الكمال بن الهمام

قال في شرح فتح القدير ( 2 / 336 ) :

" المقصد الثالث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله سلم قال مشايخنا رحمهم الله تعالى : من أفضل المندوبات وفي مناسك الفارسي وشرح المختار أنها قريبة من الوجود لمن له سعة .

ثم قال بعد كلام ما نصه :

والأولى فيما يقع عند العبد الضعيف تجريد النية لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ثم إذا حصل له إذا قدم زيارة المسجد , أو يستفتح فضل الله سبحانه في مرة أخرى ينويهما فيها , لأن في ذلك زيادة تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم وإجلاله " .اهـ

وعلق عليه العلامة الكشميري في فيض الباري على صحيح البخاري ( 21 / 433 ) فقال :

" وهو الحق عندي , فإن آلاف الألوف من السلف كانوا يشدون رحالهم لزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويزعمونها من أعظم القربات , وتجريد نياتهم أنها كانت للمسجد دون الروضة المباركة باطل , بل كانوا ينوون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطعا . " اهـ

- في رد المحتار على الدر المختار ( 2 / 257 ) :

" قوله : مندوبة : أي بإجماع المسلمين كما في اللباب , وقوله : بل قيل واجبة ذكره في شرح اللباب كما بينته في : الدرة النبوية في الزيارة المصطفوية , وذكره الخير الرملي في حاشية المنح عن ابن حجر , قال وانتصر له . " اهـ

وجاء في فتح القدير أيضا :

ولما زار الإمام أبو حنيفة رضي اله عنه المدينة وقف أمام قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم وقال :

يا أكرم الثقلين يا كنز الورى .... جدي بجودك وارضني برضاك
أنا طامع في الجود منك ولم ..... يكن لأبي حنيفة في الأنام سواكا

- الإمام ملا علي القاري قال في منسكه المعروف بالمسلك المتوسط في المنسك المتوسط ( 334 -335 ) :

" باب زيارة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم " :

قال في أوله : " اعلم أن زيارة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم بإجماع المسلمين من أعظم القربات وأفضل الطاعات وأنجح المساعي لنيل الدرجات قريبة من درجة الواجبات لمن له سعة وتركها غفلة عظيمة وجفوة كبيرة , وإذا عزم على الزيارة فعليه أن يخلص نيته ويجرد عزمه , فيبدأ بالحج ثم الزيارة إن لم يمر بالمدينة في طريقه وإن كان الحج نفلا فهو بالخيار بين البداءة بالمختار صلى الله عليه وآله وسلم بالآصال والأبكار , وبين أن يحج أولا ليطهر من الأوزار فيزور الطاهر طاهرا " اهـ


ثانيا : أقوال السادة المالكية

- عالم المدينة مالك بن أنس

جاء في النص الذي نقله أبو الوليد محمد بن رشد في البيان والتحصيل ( 18 / 119 ) :

" قال مالك : أكره أن يقال الزيارة لزيارة البيت الحرام , وأكره ما يقول الناس : زرت النبي , وأعظم ذلك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يزار .

قال محمد بن رشد : ما كره مالك هذا – والله تعالى أعلم – إلا من وجه أن كلمة أعلى من كلمة , فلما كانت الزيارة تستعمل في الموتى وقد وقع فيها من الكراهة ما وقع , كره أن يذكر مثل هذه العبارة في النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما كره أن يقال : أيام التشريق , واستحب أن يقال : الأيام المعدودات كما قال تعالى , وكما كره أن يقال العتمة , ويقال : العشاء الأخيرة ونحو هذا , وكذلك طواف الزيارة , استحب أن يسمي بالإفاضة كما قال الله تعالى في كتابه : " فإذا أفضتم من عرفات " فاستحب أن يشتق له الاسم من هذا .

وقيل : أنه كره لفظ الزيارة في الطواف بالبيت والمضي إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن المضي إلى قبره عليه الصلاة والسلام ليس ليصله بذلك ولا ينفعه به , وكذلك الطواف بالبيت وإنما يفعل باديه لما يلزمه من فعله ورغبته في الثواب على ذلك من عند الله عز وجل وبالله التوفيق . " اهـ

وجاء في كتاب : تهذيب الطالب لعبد الحق الصقلي عن أبي عمران المالكي أنه قال : إنما كره مالك أن يقال : زرنا قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن الزيارة من شاء فعلها , ومن شاء تركها , وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة .

قال عبد الحق : يعني من السنن الواجبة , ينبغي أن لا تذكر الزيارة فيه كما تذكر في زيارة الأحياء الذين من شاء زارهم ومن شاء ترك , والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أشرف وأعلى من أن يسمى أنه يزار . " اهـ

- الإمام الحافظ القاضي أبو الفضل عياض بن موسى

قال في كتابه " الشفا في التعريف بحقوق المصطفى " ( 2 / 83 ) :
"وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها , وفضيلة مرغب فيها . " اهـ

وقال في شرح حديث ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة ) :

" فكان كل ثابت الإيمان منشرح الصدر به يرحل إليها , ثم بعد ذلك في كل وقت إلى زماننا لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتبرك بمشاهده وآثاره وآثار أصحابه الكرام فلا يأتيها إلا مؤمن . هذا كلام القاضي عياض , والله أعلم بالصواب . " من شرح صحيح مسلم للنووي ( 2 / 177 ) .

- وفي كتاب النوادر لابن أبي زيد بعد أن حكى في زيارة القبور من كلام ابن حبيب وعن المجموعة عن مالك . قال :

" يأتي قبور الشهداء بأحد ويسلم عليهم كما يسلم على قبره صلى الله عليه وآله وسلم وعلى ضجيعيه – يعني سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر –

وقال القاضي عياض : قال ابن حبيب :

ويقول إذا دخل مسجد الرسول – باسم الله وسلام على رسول الله , السلام علينا من ربنا وصلى الله وملائكته على محمد , اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وجنتك واحفظني من الشيطان الرجيم .

قال ابن القاسم : ورأيت أهل المدينة إذا خرجوا منها أو دخلوها أتوا القبر فسلموا , قال : وذلك رأي , قال الباجي : ففرق بين أهل المدينة والغرباء , لأن الغرباء قصدوا لذلك , وأهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من أجل القبر والتسليم . اهـ ما حكاه القاضي عياض .

وانظر قول الباجي : إن الغرباء قصدوا لذلك , ودلالته على أن الغرباء قصدوا المدينة من أجل القبروالتسليم .

- مفتى المالكية بمكة المكرمة الشيخ محمد عابد

في كتاب هداية الناسك على توضيح المناسك وهو من أشهر كتب المناسك عند المالكية , جرى في هذا الكتاب على ما جرى عليه عامة الفقهاء في كتبهم , فذكر في آخر أبواب الحج مباحث الزيارة ( صـ 170 ) بعنوان :

باب في طلب زيارته صلى الله عليه وآله وسلم والدليل على طلبها ثم قال :

" هي سنة مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها , وقال في الحاشية : اعلم وفقني الله تعالى وإياك لطاعته وفهم خصوصيات نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والمسارعة إلى مرضاته أن زيارته صلى الله عليه وآله وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة والقياس ثم شرع يبين بقية الأحكام والآداب والفضائل ." اهـ

- المحدث الشيخ حسن العدوي المالكي

قال في كتابه : مشارق الأنوار :

" اعلم أن زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات وأرجى الطاعات , والسبيل إلى أعلى الدرجات . " اهـ


ثالثا : السادة الشافعية

- الإمام أبوإسحاق الشيرازي في كتابه : المهذب ضمن المجموع ( 8 / 272 ) :

" ويستحب زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رواه ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : من زار قبري وجبت له شفاعتي . " اهـ

- الإمام النووي

قال في كتابه : المجموع على المهذب ( 8 / 272 ) :

" واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي , فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحبابا متأكدا أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وآله وسلم وينوي الزائر مع الزيارة التقرب وشد الرحل إلى المسجد والصلاة فيه ." اهـ

وقال أيضا في كتابه : المنهاج ( 2 / 125 ) وفي كتابه الإيضاح في المناسك ( صـ 487 ) :

ويسن شرب ماء زمزم وزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد فراغ الحج . " اهـ

وقال في الإيضاح ( صـ 487 ) مثل ذلك وزاد :

" يستحب إذا توجه إلى زيارته صلى الله عليه وآله وسلم أن يكثر من الصلاة والتسليم عليه في طريقه , فإذا وقع بصره على أشجار المدينة وحرمها وما يعرف بها زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وآله وسلم ويسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته وأن يتقبلها منه . " اهـ

- الإمام جلال الدين المحلي

في شرحه على المنهاج ( 2 / 125 ) أقر على ما كتبه الإمام النووي وقرره وقال :

" ففي الحديث : من حج ولم يزرني فقد جفاني , رواه ابن عدي في الكامل وغيره , وروى الدارقطني وغيره : من زار قبري وجبت له شفاعتي . " اهـ

- الإمام زكريا الأنصاري

في كتابه : ( فتح الوهاب على منهج الطلاب ( 1 / 149 )

- الإمام أحمد بن حجر الهيتمي

قال في شرحه على المنهاج ( 4 / 144 ) :

" وقال : ويسن بل قيل : يجب – وانتصر له والمنازع في طلبها " أي الزيارة " ضال مضل – زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكل أحد كما بينت ذلك مع أدلتها وآدابها وجميع ما يتعلق بها في كتاب حافل لم أسبق إلى مثله سميته " الجوهر المنظم في زيارة القبرالمكرم " وقد صح خبر " من زارني وجبت له شفاعتي " . اهـ

- الإمام شمس الدين محمد أبو العباس الرملي

في شرحه على " المنهاج شرح المحتاج ( 3 / 319 ) . " اهـ

- الإمام محمد بن أحمد الخطيب الشربيني

في : مغني المحتاج شرح المنهاج ( 1 / 512 ) , بل قال : فزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل القربات ولو لغير حاج ومعتمر . اهـ


رابعا : نصوص الحنابلة في مسألة الزيارة

- الشيخ أبو محمد بن قدامة

قال في كتابه المغني ( 3 / 556 ) :

" ويستحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما روى الدارقطني بإسناده عن ابن عمر قال : قال رسول الله : من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي , وفي رواية : من زار قبري وجبت له شفاعتي . " اهـ

- الشيخ أبو الفرج بن قدامة

قال في كتابه : الشرح الكبير ( 3 / 495 ) :

"( مسألة ) : فإذا فرغ من الحج استحب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله تعالى عنهما . " اهـ

- الشيخ منصور البهوتي

قال في كتابه : كشاف القناع عن متن الإقناع ( 2 / 598 ) :

" فصل : وإذ ا فرغ من الحج استحب له زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما لحديث الدارقطني عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي " , وفي رواية : من زار قبري وجبت له شفاعتي . رواه باللفظ الأول سعيد ." اهـ

- الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي

قال في كتابه : دليل الطالب ( صـ 88 ) :

" وسن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبر صاحبيه رضوان الله عليهما ." اهـ

- الشيخ ابن مفلح

قال في : الفروع ( 3 / 523 ) :

" وتستحب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزيارة قبره وقبر صاحبيه , فيسلم عليه مستقبلا له لا للقبلة . " اهـ

ملحوظة :

مادة هذه المشاركة منقولة بالكامل مع بعض الاختصار من كتاب : الزيارة النبوية في ضوء الكتاب

والسنة . لفضيلة الدكتور السيد محمد بن علوي المالكي الحسني رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

يتبع إن شاء الله
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد نوفمبر 11, 2007 3:57 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify]
عرض الفهم الصحيح لحديث " لا تشد الرحال " وفقا لآراء الأئمة الأعلام المعتبرين خلافا للوهابية وإمامهم ابن تيمية .

- شرح الإمام شيخ الإسلام الفيروزآبادي للحديث .

قال الإمام شيخ الإسلام مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي في كتابه " الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر ( 127 – 128 ) :

[ وأما حديث " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " فلا دلالة فيه على النهي عن الزيارة بل هو حجة في ذلك , ومن جعله دليلا على حرمة الزيارة فقد أعظم الجراءة على الله ورسوله , وفيه برهان قاطع على غباوة قائله , وقصوره عن نيل درجة كيفية الاستنباط والاستدلال والحديث فيه دليل على استحباب الزيارة من وجهين :

الوجه الأول :

أن موضع قبره صلى الله عليه وآله وسلم أفضل بقاع الأرض , وهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الخلق وأكرمهم على الله , لأنه لم يقسم بحياة أحد غيره , وأخذ الميثاق من الأنبياء بالإيمان به وبنصره كما في قوله تعالى : " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه " . الآية , وشرفه بفضله على سائر المرسلين , وكرمه بأن ختم به النبيين , ورفع درجته في عليين , فإذا تقرر أنه أفضل المخلوقين وأن تربته أفضل بقاع الأرض استحب شد الرحال إليه وإلى تربته بطريق الأولى .

الوجه الثاني :

أنه يستحب شد الرحال إلى مسجد المدينة ولا يتصور من المؤمنين الخالصين انفكاك قصده عنه صلى الله عليه وسلم وآله وسلم , وكيف يتصور أن المؤمن المعظم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدخل مسجده ويشاهد حجرته ويتحقق أنه يسمع كلامه , ثم بعد ذلك يسعه أن لا يقصد الحجرة والقبر ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟! هذا ما لا خفاء به عند أحد , وكذلك لو قصد زيارة قبره لم ينفك قصده عن المسجد .

ومن الدليل الأحاديث الكثيرة الصحيحة في فضل زيارة الإخوان في الله فزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى وأولى .

ومنها : أن حرمته صلى الله عليه وآله وسلم واجبة حيا وميتا , ولا شك أن الهجرة إليه كانت في حياته من أهم الأشياء , فكذلك بعد موته .

ومنها : الأحاديث الدالة على استحباب زيارة القبور , وهذا في حق الرجال مجمع عليه , وفي حق النساء فيه خلاف , وقد بسطناه في كتاب " إثارة الشجون لزيارة الحجون " , هذا في غير قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وأما زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم فالإجماع على استحبابها للرجال والنساء .

ومنها : أن الإجماع على جواز شد الرحال للتجارة وتحصيل المنافع الدنيوية , فهذا أولى لأنه من أعظم المصالح الأخروية .

ومنها : إجماع الناس العملي على زيارته صلى الله عليه وآله وسلم وشد الرحال إليه بعد الحج من بعد وفاته إلى زماننا هذا .

ومنها : الإجماع القولي , قال أبو الفضل القاضي :

زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها , وأما الآثار في الباب فكثيرة جدا . ] اهـ [1] .


- شرح الإمام الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني للحديث .

قال الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في شرحه لحديث : " لا تشد الرحال " في كتابه : " فتح الباري شرح صحيح البخاري (3 / 66 ) :

[ والحاصل أنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنكرنا صورة ذلك , وفي شرح ذلك من الطرفين طول , وهي من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية , ومن جملة ما استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما نقل عن مالك أنه كره أن يقال : زرت قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه : بأنه كره اللفظ أدبا لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وإن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع , والله الهادي إلى الصواب .

قال بعض المحققين قوله : " إلا إلى ثلاث مساجد " المستثنى منه محذوف , فإما أن يقدر عاما فيصير : لا تشد الرحال إلى أي مكان في أي أمر كان إلا إلى الثلاثة , أو أخص من ذلك , لاسبيل إلى الأول لإفضائه إلى سد باب السفر للتجارة وصلة الرحم وطلب العلم وغيرها فتعين الثاني .

والأولى أن يقدر ما هو أكثر مناسبة وهو : لا تشد الرحال إلى مسجد للصلاة فيه إلا إلى الثلاثة , فيبطل بذلك قول من منع شد الرحال إلى زيارة القبر الشريف وغيره من قبور الصالحين والله تعالى أعلم .

وقال السبكي الكبير : ليس في الأرض بقعة لها فضل لذاتها حتى تشد الرحال إليها غير البلاد الثلاثة , ومرادي بالفضل ما شهد الشرع باعتباره ورتب عليه حكما شرعيا , وأما غيرها من البلاد فلا تشد إليها لذاتها بل لزيارة أو جهاد أو علم أو نحو ذلك من المندوبات أو المباحات.

قال : وقد التبس ذلك على بعضهم فزعم أن شد الرحال إلى الزيارة لمن في غير الثلاثة داخل قي المنع – وهو خطأ – لأن الاستثناء إنما يكون من جنس المستثنى منه , فمعنى الحديث :

لا تشد الرحال إلى مسجد من المساجد أو إلى مكان من الأمكنة لأجل ذلك المكان إلا إلى الثلاثة المذكورة , وشد الرحال إلى زيارة أو طلب علم ليس إلى المكان بل إلى من في ذلك المكان والله أعلم .اهـ ] [2]


- شرح الإمام بدر الدين العيني للحديث .

قال الإمام العلامة بدر الدين العيني في شرحه على البخاري المسمى بعمدة القاري ( 7 / 254 ) عند الكلام على حديث " لا تشد الرحال " :

[ وحكى الرافعي عن القاضي ابن كج أنه قال : إذا نذر أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعندي أنه يلزمه الوفاء وجها واحدا , قال ولو نذر أن يزور قبر غيره ففيه وجهان عندي , وقال القاضي عياض وأبو محمد الجويني من الشافعية : أنه يحرم شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة لمقتضى النهي , وقال النووي وهو غلط والصحيح عند أصحابنا وهو الذي اختاره إمام الحرمين والمحققون أنه لا يحرم ولا يكره .

وقال الخطابي : لا تشد لفظه خبر ومعناه الإيجاب فيما نذره الإنسان من الصلاة في البقاع التي يتبرك بها أي لايلزم الوفاء بشيء من ذلك حتى يشد الرحل له ويقطع المسافة إليه غير هذه الثلاثة التي هي مساجد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , فأما إذا نذر الصلاة في غيرها من البقاع فإن له الخيار في أن يأتيها أو يصليها في موضعه لا يرحل إليها .

قال : والشد إلى المسجد الحرام فرض للحج والعمرة وكانت تشد الرحال إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته للهجرة وكانت واجبة على الكفاية , وأما إلى بيت المقدس فإنما هو فضيلة واستحباب , وأول بعضهم معنى الحديث على وجه آخر وهو أن لا يرحل في الاعتكاف إلا إلى هذه الثلاثة , فقد ذهب بعض السلف إلى أن الاعتكاف لا يصح إلا فيها دون سائر المساجد .

وقال شيخنا زين الدين : من أحسن محامل هذا الحديث أن المراد منه حكم المساجد فقط وأنه لا يشد الرحل إلى مسجد من المساجد غير هذه الثلاثة فأما قصد غير هذه المساجد من الرحلة في طلب العلم وفي التجارة والتنزه وزيارة الصالحين والمشاهد وزيارة الإخوان ونحو ذلك فليس داخلا في النهي .

وقد ورد ذلك مصرحا به في بعض طرق الحديث في مسند أحمد حدثنا هاشم حدثنا عبد الحميد حدثني شهر سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه وذكر عنده الصلاة في الطور فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا ينبغي للمطي أن يشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه الصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا " وإسناده حسن وشهر بن حوشب وثقه جماعة من الأئمة . ] اهـ [3] .


- شرح الإمام الكرماني للحديث .

قال الشيخ الإمام محمد بن يوسف الكرماني في شرحه على صحيح البخاري ( 7 / 12 ) في بيان قوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا تشد الرحال إلا " ...... والاستثناء مفرغ , فإن قلت : فتقدير الكلام لا تشد الرحال إلى موضع أو مكان فيلزم أن لا يجوز السفر إلى مكان غير المستثنى منه حتى لا يجوز السفر لزيارة إبراهيم الخليل عليه السلام ونحوه لأن المستثنى منه في المفرغ لا بد أن يقدر أعم العام .

قلت : المراد بأعم العام ما يناسب المستثنى نوعا ووصفا كما إذا قلت : ما رأيت إلا زيدا كان تقديره : ما رأيت رجلا أو أحدا إلا زيدا لا ما رأيت شيئا أو حيوانا إلا زيدا , فههنا تقديره : " لا تشد إلى مسجد إلا إلى الثلاثة " . ] اهـ [4]


- فهم ورأي الإمام الحافظ ابن عساكر لمسألة الزيارة وشد الرحال .

قال الإمام الحافظ أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب المعروف بابن عساكر في كتابه " إتحاف الزائر – مخطوط – (صـ 3 ) :

[ وبعد ... فهذا مختصر في زيارة سيدنا سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشرف وعظم وكرم , ألفته تحفة للزائر وجعلته نحلة من المقيم يتزودها المسافر , إذ كانت زيارة تربته المقدسة المكرمة من أهم القربات , والمثول في حضرته المعظمة من أنجح المساعي وأكمل الطلبات , والقصد إلى مسجده الشريف من العباد من أوصل الصلات , فإليه تشد الرحال ولديه تحط الأوزار وتعقد الآمال .] اهـ [5]


- فهم ورأي الشيخ منصور البهوتي لمسألة الزيارة وشد الرحال .

قال الشيخ منصور البهوتي في كتابه : " كشاف القناع عن متن الإقناع " ( 2 / 598 ) :

[ تنبيه : قال ابن نصر الله : لازم استحباب زيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم استحباب شد الرحال إليها , لأن زيارته للحاج بعد حجه لا تمكن بدون شد الرحال , فهذا كالتصريح باستحباب شد الرحل لزيارته صلى الله عليه وآله وسلم . ] اهـ [6] .


*** فائدة بين الحافظين العراقي وابن رجب في الزيارة .

قال الحافظ أبو زرعة العرقي في طرح التثريب ( 6 / 43 ) :

[ وكان والدي ( أي الحافظ الكبير ولي الله العراقي ) رحمه الله تعالى يحكي أنه كان معادلا للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن رجب الحنبلي في التوجه إلى بلد الخليل عليه السلام فلما دنا من البلد قال : نويت الصلاة في مسجد الخليل ليحترز عن شد الرحل لزيارته على طريق شيخ الحنابلة ابن تيمية , قال : فقلت : نويت زيارة قبر الخليل عليه السلام , ثم قلت له : أما أنت فقد خالفت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد " وقد شددت الرحل إلى مسجد رابع , وأما أنا فاتبعت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال : " زوروا القبور" أفقال إلا قبور الأنبياء ؟ قال : فبهت . ] اهـ [7] .

ومن هذه الواقعة يتضح أكثر وأكثر الفهم الصحيح للحديث .


ولعله خير ختام لهذا الموضوع هو ما قاله الحافظ الحليمي في كتابه : " المنهاج في شعب الإيمان "( 1 / 320 ) :

[ الباب الخامس عشر من شعب الإيمان , وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإجلاله وتوقيره , وبعد أن ذكر ما جاء في التنزيل من وجوب إجلاله , وما روي عن الصحابة من تعظيمهم وتوقيرهم له . قال : فهذا كان من الذين ورثوا مشاهدته وصحبته , فأما اليوم فمن تعظيمه زيارته صلى الله عليه وآله وسلم , فقد جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " ن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي " . ] اهـ [8] .


هوامش

[1] من كتاب الزيارة النبوية في ضوء الكتاب والسنة لفضيلة الدكتور محمد علوي المالكي الحسني , (صـ 83 – 85 ) .

[2] المرجع السابق ( صـ 103 , 104 ) .

[3] المرجع السابق ( صـ 105 , 106 ) .

[4] المرجع السابق ( صـ 100 ) .

[5] المرجع السابق (صـ 82 , 83 ) .

[6] المرجع السابق ( صـ 67 ) .

[7] من كتاب : رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة للدكتور محمود سعيد ممدوح . ( صـ 90 ) .

[8] من كتاب الزيارة النبوية في ضوء الكتاب والسنة لفضيلة الدكتور محمد علوي المالكي الحسني , (صـ 82 ) .
[/align][/B]
[/cell][/table][/center]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 05, 2007 4:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[saa][font=Tahoma][align=center]
- قال الإمام الحجة تقي الدين الحصني في كتابه :

دفع شبه من شبه وتمرد ( 141 ) :

[ وعمل الناس في سائر الأعصار على الحث على زيارته

من جميع الأقطار .

فزيارته من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين

وهي سنة من سنن المرسلين ,

ومجمع عليها عند الموحدين

ولا يطعن فيها إلا من في قلبه مرض المنافقين

ومن هو من أفراخ اليهود وأعداء الدين من المشركين

الذين أسرفوا في ذم سيد الأولين والآخرين .

ولم تزل هذه الأمة المحمدية

على شد الرحال إليه على مر الأزمان

من جميع الأقطار والبلدان

سار في ذلك الزرافات والوحدان

والعلماء والمشايخ والكهول والشبان

حتى ظهر في آخر الزمان

مبتدع من زنادقة حران

لبس على أشباه الرجال

ومن شابههم من سيء الأذهان

وزخرف لهم من القول غرورا

كما صنع إمامه الشيطان

فصدهم بتمويه عن سبيل أهل الإيمان

وأغواهم عن الصراط المستقيم

إلى ثنيات الطريق ومدرجة النيران

فهم برزيته في ظلمة الخطأ يعمهون

وعلى منوال بدعته يهرعون .[/align]
[/font]
[/saa]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 16, 2007 7:28 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[align=center][font=Tahoma]
يرفع للتذكير

رزقني الله وإياكم حج بيته الحرام

وزيارة نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
[/font][/align]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مايو 04, 2008 1:05 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14352
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
نصوص أئمة المسلمين في الإجماع على مشوعية زيارة قبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

فقد نقل جماعة من الأئمة حملة الشرع الشريف الذين عليهم المدار والمعول في نقل الخلاف الإجماع ، وإنما الخلاف فيما بينهم في أنها واجبة أو مندوبة .

وإليك نصوص العلماء في الإجماع على ذلك :

- قال القاضي أبو الفضل عياض في الشفا في التعريف بحقوق المصطفى " ( 321 ) :
[ وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها , وفضيلة مرغب فيها .] اهـ

- قال ابن هبيرة الحنبلي ( 499 – 560 هـ ) في كتابه اتفاق الأئمة – وقد طبع حديثا باسم : الفقه على المذاهب الأربعة , من منشورات دار الحرمين , وهذا الكتاب جزء من كتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح , قد اشترط فيه ذكر أقوال الأئمة الأربعة : أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وليس أقوال أصحابهم أو المنتسبين إليهم إلا أشار إلى ذلك –

قال في ( 1 / 339 ) : [ واتفقوا على استحباب زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه المدفونين عنده : أبي بكر وعمر معه – رضي الله عنهما – وندبوا إليه . ]اهـ

- عقد شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في كتابه شفاء السقام بابا خاصا في :
[ نصوص العلماء على استحباب زيارة قبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان أن ذلك مجمع عليه بين المسلمين . ] اهـ

- قال تقي الدين الحصني في كتابه دفع شبه من شبه وتمرد ( 141 ) :
[ مع أن الكتب المشهورة والمهجورة وعمل الناس في سائر الأعصار على الحث على زيارته من جميع الأقطار . فزيارته من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين وهي سنة من سنن المرسلين ومجمع عليها عند الموحدين ولا يطعن فيها إلا من في قلبه مرض المنافقين . ] اهـ

- قال ابن حجر الهيتمي في كتابه الجوهر المنظم ( صـ 12 ) :
[ اعلم وفقني الله وإياك لطاعاته , وفهم خصوصيات نبيه صلى الله عليه وسلم والمسارعة إلى مرضاته أن زيارته صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة وبالقياس ... وأما إجماع المسلمين فقد نقل جماعة من الأئمة حملة الشرع الشريف الذين عليهم المدار والمعول في نقل الخلاف الإجماع , وإنما الخلاف بينهم في أنها واجبة أو مندوبة .] اهـ مختصرا

- قال محمد عبد الحي اللكنوي في إبراز الغي الواقع في شفاء العيّ
[وأما نفس زيارة القبر النبوي فلم يذهب أحد من الأئمة وعلماء الملة إلى عصر ابن تيمية إلى عدم مشروعيته بل اتفقوا على أنها من أفضل العبادات وأرفع الطاعات واختلفوا في ندبها ووجوبها ،فقال كثير منهم بأنها مندوبة ،وقال بعض المالكية والظاهرية : إنها واجبة وقال أكثر الحنفية إنها قريب من الواجب وقريب الواجب عندهم في حكم الواجب ،وأول من خرق الإجماع فيه وأتى بشيء لم يسبق إليه عالم قبله هو ابن تيمية .]اهـ

قال الشوكاني في نيل الأوطار ( 5 / 181 ) :
[وزيارة قبره صلى الله عليه وآله وسلم من السنن الواجبة كذا قال عبد الحق واحتج أيضا من قال بالمشروعية بأنه لم يزل دأب المسلمين القاصدين للحج في جميع الأزمان على تباين الديار واختلاف المذاهب الوصول إلى المدينة المشرفة لقصد زيارته ويعدون ذلك من أفضل الأعمال ولم ينقل أن أحدا أنكر ذلك عليهم فكان إجماعا . ]اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 75 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط