[font=Tahoma][align=justify]
توضيحات هامة من أقوال السادة العلماء في مسألة التوسل
- قال الإمام الحافظ يحيى بن شرف النووي في كتابه الأذكار (صـ 198 – 200 ) :[ فصل ] : " في زيارة قبر رسول اللّه r وأذكارها "
[ اعلم أنه ينبغي لكل من حجّ أن يتوجه إلى زيارة رسول اللّه r سواء كان ذلك طريقه أو لم يكن فإن زيارته r من أهمّ القربات وأربح المساعي وأفضل الطلبات .
فإذا توجَّه للزيارة أكثرَ من الصلاة عليه صلى اللّه عليه وسلم في طريقه فإذا وقعَ بصرُه على أشجار المدينة وحَرمِها وما يَعرفُ بها زاد من الصلاة والتسليم عليه r وسألَ اللّه تعالى أن يننفعَه بزيارته r وأن يُسعدَه بها في الدارين وليقلْ : اللَّهُمَّ افْتَحْ عَليَّ أبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَارْزُقْنِي في زِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ r ما رزقْتَهُ أوْلِياءَكَ وأهْلَ طَاعَتِكَ واغْفِرْ لي وارْحمنِي يا خَيْرَ مَسْؤُول .
وإذا أراد دخول المسجد استحبّ أن يقولَ ما يقوله عند دخول باقي المساجد وقد قدّمناه في أول الكتاب .
فإذا صلّى تحية المسجد أتى القبر الكريم فاستقبله واستدبر القبلة على نحو أربع أذرع من جدار القبر وسلَّم مقتصداً لا يرفع صوته فيقول : " السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللّه السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ اللّه مِنْ خَلْقِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آلِكَ وأصْحابِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وأدَّيْتَ الأمانَةَ وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَى رَسُولاً عَنْ أُمَّتِهِ , وإن كان قد أوصاه أحدٌ بالسَّلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : السَّلام عليك يا رسولَ اللّه من فلان بن فلان .
ثم يتأخرَ قدر ذراع إلى جهة يمينه فيُسلِّم على أبي بكر ثم يتأخرُ ذراعاً آخرَ للسلام على عُمر رضي اللّه عنهما ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول اللّه r فيتوسلُ به في حقّ نفسه ويتشفعُ به إلى ربه سبحانه وتعالى ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين وأن يَجتهدَ في إكثار الدعاء ويغتنم هذا الموقف الشريف ويحمد اللّه تعالى ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله ويُصلِّي على رسول اللّه r ويُكثر من كل ذلك .
ثم يأتي الروضةَ بين القبر والمنبر فيُكثر من الدعاء فيها فقد روينا في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي اللّه عنه :عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : " ما بَيْنَ قبري وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ " .
وإذا أراد الخروج من المدينة والسفرَ استحبّ أن يُودِّع المسجد بركعتين ويدعو بما أحبّ ثم يأتي القبر فيُسلّم كما سلَّم أوّلاً ويُعيد الدعاء ويُودّع النبيّ r ويقول : " اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ العَهْدِ بِحَرَمِ رَسُولِكَ وَيَسِّرْ لي العَوْدَ إِلى الحَرَمَيْنِ سَبِيلاً سَهْلَةً بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَارْزقْنِي العَفْوَ والعَافِيةَ في الدُّنْيا والآخِرَةِ وَرُدَّنا سالِمِينَ غانِمِينَ إلى أوْطانِنا آمِنِينَ .
فهذا آخرُ ما وفّقني اللّه بجمعه من أذكار الحجّ . وهي وإن كان فيها بعض الطول بالنسبة إلى هذا الكتاب فهي مختصرة بالنسبة إلى ما نحفظه فيه واللّه الكريم نسأل أن يوفِّقنا لطاعته وأن يجمعَ بيننا وبين إخواننا في دار كرامته .وقد أوضحت في كتاب المناسك ما يتعلَّق بهذه الأذكار من التتمّات والفروع الزائدات واللّه أعلم بالصواب وله الحمد والنعمة والتوفيق والعصمة .
وعن العُتْبيّ قال : كنتُ جالساً عند قبر النبيّ r فجاء أعرابيٌّ فقال : السلام عليك يا رسول اللّه سمعتُ اللّه تعالى يقول : { وَلَوْ أنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً } [ النساء : 64 ] وقد جئتُك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خيرَ مَنْ دُفنتْ بالقاع أعظُمُه ... فطابَ من طيبهنَّ القاع والأكمُ نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ ساكنُهُ ... فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرَمُ
قال : ثم انصرفَ فحملتني عيناي فرأيت النبيَّ r في النوم فقال لي : يا عُتْبيّ الحقِ الأعرابيَّ فبشِّره بأن اللّه تعالى قد غفر له .] اهـ
- قال الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن النعمان المراكشي في مقدمة كتابه : " مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام في اليقظة والمنام " ( صـ 14 ) :
[ فقصدت أن أذكر ما وقع لي ممن استغاث بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولاذ به في شدته , وتوسل إلى الله – تعالى – به إذ هو خيرته من خلقه , ولم أر في ما عملت شيئا في ذلك , فاستخرت الله تعالى وذكرت ما وقع من ذلك بعدما أقدم ما شاهدته مما نحوته خُبرا لا خَبَرا , وعينا لا أثرا . ] اهـ
- قال الإمام العلامة الحافظ الحجة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في كتابه" شفاء السقام في زيارة خير الأنام "( صـ 171 ) :
[ اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي r إلى ربه سبحانه وتعالى , وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين , المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين , وسير السلف الصالحين , والعلماء والعوام من المسلمين , ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان , ولا سمع به في زمن من الأزمان , حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار , وابتدع مالم يسبق إليه في سائر الأعصار.....وحسبك أن إنكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله عالم قبله وصار به بين أهل الإسلام مثلة وقد وقفت له على كلام طويل في ذلك رأيت من الرأي القويم أن أميل عنه إلى الصراط المستقيم ولا أتتبعه بالنقض والإبطال فإن دأب العلماء القاصدين لإيضاح الدين وإرشاد المسلمين تقريب الحق إلى أفهامهم وتحقيق مرادهم وبيان حكمه ورأيت كلام هذا الشخص بالضد من ذلك فالوجه الإضراب عنه . وأقول : إن التوسل بالنبي r جائز في كل حال , قبل خلقه وبعد خلقه , في مدة حياته في الدنيا وبعد موته , في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة . ] اهـ مختصرا
- قال الإمام الفقيه الحجة تقي الدين الحصني في كتابه " دفع شبه من شبّه وتمرّد "( صـ 108 , 109 ) :
[ وإذا كان عز وجل يستجيب لأعدائه – يقصد توسل اليهود به صلوات الله وسلامه عليه قبل بعثته – بالتوسل به r إليه سبحانه مع علمه عز وجل بأنهم يكفرون به ويؤذونه ولا يتبعون النور الذي أنزل معه قبل وجوده وبروزه إلى الوجود وإرساله رحمة للعالمين فكيف لا يستجيب لأحبائه إذا توسلوا به بعد وجوده عليه الصلاة والسلام وبعثته رحمة للعالمين وإذا كان رحمة للعالمين فكيف لا يتوسل ولا يتشفع به . ومن أنكر التوسل به والتشفع به بعد موته وإن حرمته زالت بموته فقد أعلم الناس ونادى على نفسه أنه أسوأ حالا من اليهود الذين يتوسلون به قبل بروزه إلى الوجود . وإن في قلبه نزغة هي أخبث النزغات .] اهـ
- قال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي في كتابه" الجوهر المنظم"(صـ148) :
[ من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به r , وليس ذلك كما أفتى , بل التوسل حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة.. ] اهـ
- قال الإمام شمس الدين الرملي في كتابه " حاشية الفتاوى الكبرى " ( 4 / 382 ) :
[ بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين , عليهم الصلاة والسلام والأولياء والعلماء والصالحين جائزة , وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم , لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لاتنقطع بعد موتهم , وأما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغائة منهم معجزة لهم , والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهارا جهارا يقاتلون الكفار , وأما الأولياء فهي كرامة لهم فإن أهل الحق مجمعون علي أنه يقع من الأولياء بقصد وبغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم والدليل على جوازها أمور ممكنة , لا يلزم من وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع . ] اهـ
- قال الإمام ابن مفلح الحنبلي في " الفروع " ( 1/ 595 ) :
[ ويجوز التوسل بصالح وقيل : يستحب . قال أحمد في منسكه الذي كتبه للمروزي : إنه يتوسل بالنبي r في دعائه , وجزم به في المستوعب وغيره . ] اهـ
- قال الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتابه " سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد " ( 13 / 659 ) :
[ الباب الأول : في مشروعية التوسل به r إلى الله تبارك وتعالى : قال الإمام السبكي – رحمه الله تعالى – اعلم : أن الاستغاثة والتشفع بالنبي r وبجاهه وبركته إلى ربه – تبارك وتعالى – من فعل الأنبياء صلى الله وسلم عليهم – وسير السلف الصالحين واقع في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه , في حياته الدنيوية ومدة البرزخ وعرصات القيامة وذلك مما قام الإجماع عليه وتواترت به الأخبار .]اهـ
-قال الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي في كتابه " فيض القدير شرح الجامع الصغير "( 2 / 135 ):
[ قال ابن عبد السلام : ينبغي كون هذا – أي الإقسام على الله – مقصورا على النبي لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته وسمو مرتبته . قال السبكي : ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثله .] اهـ
- قال الإمام محمد بن أحمد الشربيني الخطيب الشافعي في كتابه : الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ( 2 / 67 ) :
[ ( تنبيه) : يسن دخول البيت والصلاة فيه والشرب من ماء زمزم وزيارة قبر النبي r ولو لغير حاج ومعتمر، وسن لمن قصد المدينة الشريفة لزيارته أن يكثر في طريقه من الصلاة والسلام عليه، فإذا دخل المسجد قصد الروضة وهي بين قبره ومنبره وصلى تحية المسجد بجانب المنبر، ثم وقف مستدبر القبلة مستقبل رأس القبر الشريف ويبعد عنه نحو أربعة أذرع فارغ القلب من علق الدنيا، ويسلم بلا رفع صوت وأقله (السلام عليك يا رسول الله)، ثم يتأخر صوب يمينه قدر ذراع فيسلم على أبي بكر، ثم يتأخر قدر ذراع فيسلم على أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه النبيّ ويتوسل به في حق نفسه ويستشفع به إلى ربه، وإذا أراد السفر ودّع المسجد بركعتين وأتى القبر الشريف وأعاد نحو السلام الأول. ]اهـ
- قال الإمام إبراهيم المنصوري الشهير بالسمنودي في كتابه " سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية " ( 1 / 268 ) :
[ والحاصل أن مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل بالنبي r في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الأنبياء والملائكة والمرسلين صلوات الله تعالى عليهم أجمعين وكذا بالأولياء والشهداء والصالحين أحياءا وميتين كما دلت عليه النصوص السابقة ودرج عليه السلف والخلف من المسلمين قبل ظهور المبتدعين المنكرين لأنا معشر أهل السنة لا نعتقد لأثيرا ولا خلقا ولا إيجادا ولا إعداما ولا نفعا ولا ضرا إلا لله تعالى وحده لا شريك له . ]اهـ
- قال الإمام العلامة محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق في تقديمه لكتاب " شفاء السقام " :
[ ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية .
غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود , آتيا على ما قاله ابن تيمية في ذلك الكتاب وغيره مقوضا لبنيانه مزعزعا لأركانه ماحيا لآثاره ما حقا لأباطيله مظهرا لفساده مبينا لعناده فاكتفينا بطبعه ونشره بين المسلمين ليطلعوا عليه ويعلموا سوء المقاصد وباطل العقائد فيسلكوا سبيل الرشاد والسداد ويعرضوا عن طرق الغي والعناد , ويضربوا بما قاله ابن تيمية وأمثاله عرض الحائط , والله من ورائهم محيط .
وقد ألحقنا بكتاب السبكي رسالة للعلامة الحموي وأخرى للعلامة السجاعي وفتوى للعلامة الشوبري وجميعها تتضمن الرد على أمثال ابن تيمية ممن أنكروا الوسائط مع أنها ليست إلا أسبابا ارتبط بها مسبباتها بحكم سنة الله في خلقه والتأثير والخلق والإيجاد لله وحده ألا له الخلق والأمر .
وقد تقرر عقلا ونقلا أن توقف الممكنات بعضها على بعض لنقص في الممكنات لا لعجز في الفاعل جل شأنه وهذا مما كاد أن يكون بديهيا وكما جاز أن يتوسط حي في قضاء مصلحة حي والفعل لله وحده يجوز أن تتوسط روح ميت في قضاء مصلحة حي أو ميت والفعل لله وحده والأرواح باقية على الحياة وأفعالها في عالم الملك انما تظهر بواسطة البدن مادام حيا بالحياة الحيوانية فإذا مات وفقد الحياة الحيوانية بقيت نفسه وروحه على حياتها الملكوتية وتعلقت بجسمه تعلقا آخر على وجه آخر يعلمه الله تعالى كما دل عليه نعيم القبر وعذابه .
فإذا كان الفعل في الواقع ونفس الأمر انما هو للنفس والروح والجسم آلة يظهر به الفعل والروح باقية خالدة ففعلها باق وتصرفها في أفعالها لا يتغير إلا بعدم ظهور الأفعال بواسطة البدن فلا مانع عقلا أن يكون بعض أرواح الأولياء والصالحين بعد موت الأجساد سببا بدعائها وتوجهها إلى الله تعالى في قضاء حوائج بعض الزائرين لهم المتوسلين بهم بدون أن يكون لها مدخل في التأثير وأي فرق بين التوسط بالأحياء في قضاء الحوائج مع اعتقاد أن لا فاعل إلا الله وبين توسط أرواح الأموات مع اعتقاد ذلك .] اهـ
- قال فضيلة الإمام العلامة يوسف الدجوي في تقريظه لرسالة " المقالات الوفية في الرد على الوهابية "
[ وإني لا أدري كيف يكفرون من يقول أن الله خالق كل شيء , وبيده ملكوت كل شيء , وإليه يرجع الأمر كله , والمتوسل ناطـق بهذا في توسله , فإن المتوسل إلى الله بأحد أصفيائه قائل لا فاعل إلا الله , ولم ينسب إلى من توسل به فعلا ولا خلقا , وإنما أثبت له القربة والمنزلة عند الله تعالى . ]اهـ - قال فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف العدوي في رسالته في حكم التوسل بالأنبياء والأولياء :
[ والحاصل أن القول بمنع التوسل بذوات الأنبياء والأولياء بعد ما ثبت التوسع في التوسل بالأنواع السابقة مما لا وجه له . ] اهـ
- قال الإمام محمد زاهد الكوثري في كتاب " مقالات الكوثري " ( صـ 409 )
[ : إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك , وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما أثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة , وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون , وأنـّا يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد ؟! .وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب والسنة والعمل المتوارث والمعقول ." اهـ
وقال في ( صـ 410 ) : " وعلى التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا جرت الأمة طبقة فطبقة . " اهـ
وقال في ( صـ 412 , 413 ) : " وأما من جهة المعقول فإن أمثال الإمام فخر الدين الرازي والعلامة سعد الدين التفتازاني والعلامة السيد الشريف الجرجاني وغيرهم من كبار أئمة أصول الدين يفزع إليهم في حل المشكلات في أصول الديانة قد صرحوا بجواز التوسل بالأنبياء والصالحين أحياء وأمواتا . وأي صفيق يستطيع أن يرميهم بعبادة القبور والدعوة إلى الإشراك بالله , وإليهم تفزع الأمة في معرفة الإيمان والكفر , والتوحيد والإشراك والدين الخالص ؟! اهـ
قلت : ومن أراد الاستزادة من تقريرات هؤلاء الأئمة الأعلام في هذه المسألة فعليه بمطالعة : 1- " المطالب العالية " للإمام فخر الدين الرازي في الفصل: العاشر والخامس عشر والثامن عشر من المقالة الثالثة من الكتاب السابع منه . 2- " شرح المقاصد " للعلامة المحقق السعد التفتازاني ( 2 / 32 , 150 ) . 3- أوائل حاشية العلامة السيد الشريف الجرجاني على ( المطالع ) .
وقال في ( صـ 428 ) : " وبتلك الأحاديث والآثار يظهر أن من ينكر التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين أحياء وأمواتا ليس عنده أدنى حجة , وأن رمي المسلمين بالإشراك بسبب التوسل ما هو إلا تهور يرجع ضرره إلى الرامي نسأل الله السلامة . ] اهـ
- قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي – حفظه الله - في كتابه : " فقه السيرة النبوية " ( صـ 12 ) :
[ فلقد وجدت – مثلا – في هدي رسول الله r وعمل أصحابه ما أوضح بشكل لا خفاء فيه مشروعية التوسل برسول الله r حيا وميتا , فقررت ذلك بعد أن عرضت بين يديه ما لا يمكن رده من الأدلة والبراهين . ] اهـ - قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأسبق الأستاذ الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه " الحج المبرور " ( صـ 100 ) :
[ ثم يرجع فيقف عند رأس رسول الله r - بين القبر والاسطوانة اليوم – ويستقبل القبلة وليحمد الله عز وجل , وليحمده وليكثر من الصلاة على رسول الله r ثم يقول : اللهم انك قد قلت وقولك الحق : { وَلَوْ أنَّهُمْ إذ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جآءوك فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ واسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً } اللهم إنا قد سمعنا قولك , وأطعنا أمرك , وقصدنا نبيك مستشفعين به إليك في ذنوبنا وما أثقل ظهورنا من أوزارنا , تائبين من زللنا , معترفين بخطايانا وتقصيرنا , فتب اللهم علينا وشفع نبيك هذا فينا وارفعنا بمنزلته عندك , وحقه عليك , اللهم اغفر للمهاجرين والأنصار , واغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان . اللهم لا تجعله آخر العهد من قبر نبيك ومن حرمك يا أرحم الراحمين . ] اهـ - قال فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الجليل شلبي الأمين العام السابق لمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة في كتابه : " فقه العبادات " ( صـ 240 , 241 ) :
[ زيارة النبي r في قبره من القربات العظيمة , بل أعظم القربات , والرحلة إلى المدينة واجبة على كل مسلم يستطيعها ... وإنما ندعو إلى زيارته بعد موته إجلالا له ومحبة , لأن الله تعالى اصطفاه وفضله على المخلوقين جميعا , وساق لنا الخير على يديه ... فنحن مدينون له بمالا نستطيع تقديره وشكره عليه , والناس في أنحاء العالم يزورون العظماء من موتاهم فنحن أولى أن نزور أعظم المخلوقين , فضلا عن استجابة الدعاء هناك . وقد وردت أحاديث كثيرة تدعو إلى هذه الزيارة ... وهو يطلب من الله تعالى متوسلا برسوله , فلا شرك في هذا الدعاء وهذا مكان يرجى أن يستجيب الله فيه الدعاء أكثر من غيره . كما أن هذه الزيارة أبعث على الطاعة والإخلاص والاقتداء برسول الله r . ] اهـ مختصرا
- قال السيد الشريف فضيلة الدكتور محمود السيد صبيح – حفظه الله - في كتابه " أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله r وأهل بيته " ( صـ 328 , 329 ) :
[ 3-.. نفس الغلطة وقع فيها ابن تيمية وأتباعه اعتقدوا أنهم هم الأمة ثم جاء الرعاع والسوقة وظنوا أن ابن تيمية هو الحق المبين بالرغم من تفسيقه وتبديعه من جمهور علماء الأمة في زمانه . 4- هل هناك أحاديث أو آيات فيها نص صريح بتحريم التوسل ؟ 5- ترى كم عالما قبل ابن تيمية أنكر التوسل ؟ وأين كتبهم ؟ وكم عالما كفر الإمام أحمد بن حنبل ؟ 6- ثم نقول للذين يحاولون التوفيق في الآراء :
قولوا لنا بربكم هل سبق ابن تيمية أحد قال بمنع التوسل أو اعترض على الأئمة في ذلك ؟ وهل من الأمانة العلمية أن تقولوا المسألة فيها قولان – ويكون القول الأول هو المعروف وهو القول الوحيد مئات السنين ثم يأتي القول الثاني في القرن الثامن الهجري – وإذا كانت الأمة سكتت حتى القرن الثامن الهجري أفلا تعدون القول الثاني من الأقوال الشاذة المارقة ؟ ثم هلا ذكرتم – لو كنتم تحت ضغط أتباع ابن تيمية – أن القول الأول قال به كل الأمة والقول الثاني لم يخرج إلا من ابن تيمية ؟ أم تخافون من أتباعه ؟ .] اهـ مختصرا
- قال فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية – حفظه الله - في كتابه : " البيان لما يشغل الأذهان " ( صـ 177) :
[ وقد اتفقت المذاهب الأربعة على جواز التوسل بالنبي r بل استحباب ذلك , وعدم التفريق بين حياته r وانتقاله الشريف r ولم يشذ إلا ابن تيميه حيث فرق بين التوسل بالنبي r في حياته وبعد انتقاله r , ولا عبرة لشذوذه فندعو الأمة إلى التمسك بما اتفق عليه أئمتها الأعلام .] اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|