[font=Tahoma][align=justify] أحبتي في الله :
أرجو منكم جميعا أن تشاركوني في هذا الموضوع ، وذلك بأن يقوم كل منا بوضع ما تقع عليه يداه من آراء لأهل العلم في فرقة الوهابية الضالة في هذا الموضوع .
بحيث تتكون على مر الأيام والمشاركات إن شاء الله صورة واضحة عن حقيقة هذه الحركة بشكل إجمالي من آراء وتقريرات أهل العلم .
فإن كان هذا القسم الهدف منه كشف حقيقة أئمة ورموز الفكر الوهابي كل على حدة ، فلكي تكتمل الصورة إن شاء الله أرجو أن نستطيع جميعا ومعا توضيح حقيقة هذه الحركة ككل وبشكل إجمالي .
وأستسمحكم في الإذن ببداية الموضوع بهذه المجموعة من آراء أهل العلم في الحركة الوهابية ، وفي انتظار مشاركاتكم ، ويد الله مع الجماعة . 1- قال الإمام " ابن عابدين" في كتابه "رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار" ( 4 / 262 ) :
[مطلب في أتباع محمد بن عبد الوهاب الخوارج في زماننا :كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف .] اهـ
2- قال الإمام الصاوي في "حاشيته على تفسير الجلالين " (5/ 78:(
[وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم لما هو مشاهد الآن في نظائرهم وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون, استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ، نسأل الله أن يقطع دابرهم.]اهـ
3- الشيخ محمد بن عبد الله ابن حميد النجدي الحنبلي : يقول في كتابه " السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة " (صـ 275 , 276 ) : في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب : [عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي وهو والد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الأفاق لكن بينهما تباين مع أن محمدا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غاضبا على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أنه يحدث منه أمر . فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر فقدر الله أن صار ما صار وكذلك ابنه سليمان أخو محمد كان منافيا له في دعوته ورد عليه ردا جيدا بالآيات والآثار وسمى الشيخ سليمان رده عليه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله.] اهـ مختصرا
4- الشيخ "سليمـان بن عبـد الوهـاب النجدي " شقيق " محمد بن عبد الوهاب يقول في كتابه " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية " من صـ ( 32 ,33 ) :
[...حيث أجريتم الكفر والردة على أمصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين وجعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمين الشريفين اللذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة الصريحة أنهما لا يزالان بلاد الإسلام وأنهما لا تعبد فيهما الأصنام وحتى الدجال في أخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين الشريفين كما نقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار أهلها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجا من الملة فإنا لله وإنا إليه راجعون فوالله أن هذا عين المحادة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين قاطبة .]اهـ
وقال (صـ 35):
[هل قالوا مثل ما قلتم من فعل هذا فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر عياذا بك اللهم من قول الزور]اهـ
وقال ( صـ42 ) :
[ولكن والله مالكم مثل إلا عبد الملك بن مروان لما قال لابنه ادع الناس إلى طاعتك فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا يعنى اقطعه فإنا لله وإنا إليه راجعون ]اهـ وقال ص ( 45) :
[فانظر إلى هدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين لعل الله يهديك – يخاطب أخاه – إلى اتباع سبيل المؤمنين وينبهك من هذه البلية التي تزعمون أنها السنة وهى والله طريقة القوم – يقصد الخوارج – لا طريقة "علىّ" ومن معه رزقنا الله اتباع آثارهم]اهـ
وقال (صـ 57) :
[ بل والله كفرتم من قال الحق الصرف حيث خالف أهواءكم ]اهـ
وقال (صـ 71 ) :
[فيا عباد الله تنبهوا وارجعوا إلى الحق وامشوا حيث مشى السلف الصالح وقفوا حيث وقفوا لا يستفزكم الشيطان ويزين لكم تكفير أهل الإسلام وتجعلون ميزان كفر الناس مخالفتكم وميزان الإسلام موافقتكم فإنا لله وإنا إليه راجعون .] اهـ
5- الإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة قال في كتابه : "خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام" (صـ298):
[وفي هذه السنة كان ابتداء الحرب والقتال بين مولانا الشريف غالب وطائفة الوهابية التابعين لمحمد بن عبد الوهاب في عقيدته التي كفر بها المسلمين ، ويبغي قبل ذكر المحاربة والقتال ذكر ابتداء أمرهم وحقيقة حالهم فإن فتنتهم من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام طاشت من بلاياها العقول وحار فيها أرباب المعقول . وكان ابتداء ظهور محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين واشتهر أمره بعد الخمسين فأظهر العقيدة الزائغة بنجد وقراها .]اهـ
وقال أيضا في كتابه " الدرر السنية في الرد على الوهابية "(صـ 145, 146 ) :
[ وكان ينتقص – يقصد محمد بن عبد الوهاب – النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد فمنها أن يقول إنه طارش وهو في لغة أهل المشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم آخرين فمراده أنه صلى الله عليه وآله وسلم حامل كتب آي غاية أمره أنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر لأناس ليبلغهم إياه ثم ينصرف" ثم قال بعدها بأسطر " حتى إن بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا وإنما هو طارش وقد مضى ] اهـ
وقال (صـ 160):
[ فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حالهم ويغفلون ويذهلون عن تكفيرهم المسلمين فإنهم كانوا يحكمون على الناس بالكفر من منذ ستمائة سنة وغفلوا أيضا عن استباحتهم أموال الناس ودمائهم وانتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بارتكابهم أنواع التحقير له ولمن أحبه وغير ذلك من مقابحهم التي ابتدعوها وكفروا الأمة بها]اهـ
6- الإمام داود بن سليمان قال في كتابه : " نحت حديد الباطل وبرده بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة " (صـ 102 ) :
[فاتفق له أتباع رعاع يتبعون مثل هذا الناعق ، فكل لما يقوله يعتقد أنه للحق مطابق ، مع أن كلامه لو حققته كهذيان ذي حمى مطبقة ، وأتباعه مثله فوافق شن طبقة . وليس بعجيب تكفير هذا الجاهل لصاحب البردة فإنه كفر الصحابة الكرام في قولهم : اجعل لنا ذات أنواط ، وحكم عليهم بالردة ، إلا أنه اعتذر عنهم بأن من تكلم بكلمة كفر ثم نبه فتنبه ، فكان التنبيه لكفرهم حائط ، فكان العذر أعظم من الذنب ، كمن غسل بالبول الغائط ، فعياذا بك اللهم من هذا الداء العضال ، وضراعة إليك من سبيل هؤلاء الطغام الجهال .]اهـ
7- الشيخ مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي الحنبلي قال في رسالته : " النقول الشرعية في الرد على الوهابية " :
[وبعد فهذه رسالة وجيزة دعت إليها الحاجة مشتملة على مسائل شرعية ، غمض فهمها على بعض من الناس ممن استولى على عقله {الوسواس الخناس . الذي يوسوس في صدور الناس } وصار يحسن إليهم اتباع هواء عقولهم ، ويزين لهم إلقاء ذلك لكثير من عوام الناس .]اهـ
8- الإمام إبراهيم المنصوري السمنودي قال في كتابه : " سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية " (1 / 19 ) :
[إن الله سبحانه وتعالى قد حماها من عهد نشأتها – يتكلم عن مدينة المنصورة – فيما أعلم وله تعالى الفضل والمنة من ظهور مبتدع فيها بعقيدة تخالف ما عليه ساداتنا من أهل السنة . إلى أن نزل بها أواخر العام السابق الذي هو عام سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشر شخص من الجماعة الخوارج الضلالية المعروفين بالوهابية الذين ظهروا في القرن الثاني عشر ولم يبلغني خبره إلا بعد أن فشى أمره وهو أن يجتمع على بعض العوام ، ويبث لهم عقائد جماعته ، ويحملهم على القول ببدعته .]اهـ
9- القاضي الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني قال في كتابه : "شواهد الحق "(صـ33) :
[وذلك أن الوهابية قوم أهل بدعة ظهروا بها في بلاد نجد وانتشر مذهبهم إلى ما حواليهم من البلاد , ثم تقلص ظلهم وقلوا وذلوا وانحصروا في أرضهم , وهم مع كونهم حنابلة أنكر عليهم علماء مذهب الإمام أحمد ما هم عليه من الغلو في الدين وتضليل المسلمين ]اهـ
10- السيد الشريف عبد الله حسن فضل الحسيني قال في مقدمة كتابه :"صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر" :
[ لما كانت الطائفة المسماة بالوهابية , المنسوبة إلى محمد بن عبد الوهاب الخارج في بلاد نجد ببدعته والتي هي موضوع هذا السفر – أي الكتاب – ... الخ ] اهـ .
11- الإمام محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية بدار الخلافة العثمانية قال في كتابه : " مقالات الكوثري " (صـ 406 , 408 ) :
[على أن شيعة ابن عبد الوهاب صرحاء في معتقدهم في التشبيه والتجسيم .. والمجسم عابد وثن عند كثير من أئمة أصول الدين ... أفلا يكون من الغريب المستغرب جدا أن يعد زعيم المشبهة – يقصد ابن عبد الوهاب – في أواخر القرن الثاني عشر الهجري إمام الموحدين ... ثم شرحها – قصيدة للأمير الصنعاني – شرحا يكشف عن أحوال ابن عبد الوهاب من الغلو والإسراف في القتل والنهب ويرد عليه وسمى كتابه : إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب]اهـ مختصرا
12- الحافظ أحمد بن الصديق الغماري قال في كتابه : " إحياء المقبور من أدلة جواز بناء المساجد على القبور" (صـ 44) :
[وكل هذه البدع والمحرمات وأمثالها وأضعافها موجودة بأظهر معانيها وأجل مظاهرها وأفخر ملابسها في دار ابن السعود ملك القرنيين وفي إدارته وهيئاته وملابسه وحاشيته حتى قال بعض من دخل داره بنجد ورأى فيها من الرفاهية المحرمة ما كنا نظن أن ما نقرأه بكتاب ألف ليلة وليلة عن الملك وأبهته موجود حقيقة حتى رأيناه بدار ابن السعود . كل هذا بمرأى من شياطين علمائه وبعلمهم وهم الآمرون له بهدم قباب الأولياء والصالحين لأن ذلك بدعة منهي عنها وما يفعلونه هم وملكهم وأبناء ملكهم من المحرمات والموبقات والعظائم التي يستحى من ذكرها ليست بدعة ولا منهيا عنها]اهـ 13- الإمام محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق قال في تقديمه لكتاب " شفاء السقام " :
[ ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية , غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود .]اهـ
14- الإمام العلامة يوسف الدجوي قال في تقريظه لرسالة : "المقالات الوفية في الرد على الوهابية" :
[فقد اطلعت على مواضع من هذه الرسالة المسماة بالمقالات الوفية في الرد على الوهابية ، فوجدتها رسالة غراء بل روضة غناء ، صدعت بالحق وأفحمت تلك الطائفة التي ارتكبت شططا وحكمت بتكفير المسلمين لأوهى سبب غلطا.]اهـ
15 – صديق بن حسن القنوجي قال في كتابه : "أبجد العلوم" (3 / 194 ) :
[قال الشيخ الإمام العلامة : محمد بن ناصر الحازمي الآخذ عن شيخ الإسلام : محمد بن علي الشوكاني : هو رجل عالم متبع الغالب عليه في نفسه الاتباع ورسائله معروفة وفيها المقبول والمردود وأشهر ما ينكر عليه خصلتان كبيرتان : الأولى : تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها وقد أنصف السيد الفاضل العلامة : داود بن سليمان في الرد عليه في ذلك الثانية : التجاري على سفك الدم المعصوم بلا حجة ولا إقامة برهان وتتبع هذه جزئيات ذكر السيد المذكور بعضها وترك كثيرا منها وهي حقيرة تغتفر مع صلاح الأصل وصحته . انتهى وقد كان المولى العلامة السيد : محمد بن إسماعيل الأمير بلغه من أحوال هذا النجدي ما سره فقال قصيدته المشهورة : سلام على نجد ومن حل في نجد ... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي ثم لما تحقق الأحوال من بعض من وصل إلى اليمن وجد الأمر غير صاف عن الإدغال وقال : رجعت عن القول الذي قلت في النجدي ... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي ونقلت من خط العلامة وجيه الإسلام : عبد القادر ابن أحمد بن الناصر ما صورته في ذي القعدة سنة 1170 ، سنة وصل إلينا الشيخ الفاضل : مربد بن أحمد بن عمر التميمي النجدي الجريملي : نسبة إلى جريمل : بلد قرب سدوس أول بلاد اليمامة من جهة الغرب وكان وصوله إلى اليمن لطلب تحقيق مسألة جرت بينه وبين الشيخ : محمد بن عبد الوهاب في تكفير من دعا الأولياء والشيخ يكفر من فعل ذلك ومن شك في كفره ويجاهد من خالفه وكان سبب وصوله إلى اليمن : أنه سمع قصيدة لشيخنا السيد العلامة : محمد بن إسماعيل الأمير كتبها إلى الشيخ : محمد بن عبد الوهاب وللشيخ : مربد عليها جواب صغير ولم يكن يتعاطى فيها الشعر قط فهذا كلام إمام ذلك الزمان في تحقيق مذهب الشيخ : محمد بن عبد الوهاب النجدي من قبل أن يولد أكثر هذه الطبقة التي نحن فيها . انتهى حاصله وأما السيد العلامة : محمد بن إسماعيل الأمير فعبارته في شرح قصيدة مذكورة له الموسوم : ( بمحو الحوبة في شرح أبيات التوبة ) لما بلغت هذه الأبيات نجدا يعني القصيدة الأولى وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى : الشيخ : مربد بن أحمد التميمي وكان وصوله في شهر صفر سنة 1170 ، وأقام لدينا ثمانية أشهر وحصل بعض كتب شيخ الإسلام : ابن تيمية والحافظ : ابن القيم بخطه وفارقنا في عشرين من شوال 1120 ، راجعا إلى وطنه وكان من تلاميذ الشيخ : محمد بن عبد الوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات فأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها وكان قد تقدمه في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل : عبد الرحمن النجدي ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرها عليه من : سفك الدماء ونهبه الأموال وتجاربه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار فبقي معنا تردد فيما نقله الشيخ : عبد الرحمن حتى وصل الشيخ : مربد وله نباهة ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في : وجه تكفير أهل الإيمان وقتلهم ونهبهم وحقق لنا أحواله وأفعاله وأقواله فرأينا أحواله أحوال رجل عرف من الشريعة شطرا ولم يمعن النظر ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية ويدله على العلوم النافعة ويفقهه فيها بل طالع بعضا من مؤلفات الشيخ : أبي العباس ابن تيمية ومؤلفات تلميذه : ابن القيم الجوزية وقلدهما من غير إتقان مع أنهما يحرمان التقليد ولما حقق لنا أحواله ورأينا في الرسائل أقواله وذكر لي أنه : إنما عظم شأنه بوصول الأبيات التي وجهناها إليه وأنه يتعين علينا نقض ما قدمناه وحل ما أبرمناه وكانت هذه الأبيات قد طارت كل مطار وبلغت غالب الأقطار وأتتنا فيها جوابات من مكة - المشرفة - ومن البصرة وغيرهما إلا أنها جوابات خالية عن الإنصاف ولما أخذ علينا الشيخ : مربد ذلك تعين علينا لئلا نكون سببا في شيء من هذه الأمور التي ارتكبها ابن عبد الوهاب - المذكور - كتبت أبياتا وشرحتها وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخه لأنهما عمدة الحنابلة . انتهى كلام السيد - رحمه الله تعالى وقد وقفت على هذا الشرح وهو عندي موجود ألفه السيد المؤلف في سنة 1170 ، ثم وقفت لهذا العهد على كتاب : ( رد المحتار وحاشية الدر المختار ) للسيد : محمد أمين بن عمر المعروف : بابن العابدين بمصر حالا وكان في سنة 1249 ، ما لفظه : كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذي خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف . انتهى ]اهـ مختصرا 16- عبد الرحمن الجبرتي قال في كتابه " عجائب الآثار" : -[وانه ورد عليهم خبر ليلة أربعة عشر شهره بأن جماعة من كبار الوهابية حضروا بنحو سبعة آلاف خيال وفيهم عبدالله ابن مسعود وعثمان المضايفي ومعهم مشاة قصدوا أن يدهموا العرضي على حين غفلة فخرج إليهم شديد شيخ الحويطات ومعه طوائفه ودلاة وعساكر فوافاهم قبل شروق الشمس ووقع بينهم القتال والوهابية يقولون هاه يا مشركون وانجلت الحرب عن هزيمة الوهابية وغنموا منهم نحو سبعين هجينا من الهجن الجياد محملة أدوات وكانت الحرب بينهم مقدار ساعتين هذا ملخص ما ذكره ] اهـ
- [ وفي يوم الجمعة خامس عشره حضرت مكاتبات من الديار الحجازية يخبرون فيها عن الوهابيين أنهم حضروا إلى جهة الطائف فخرج إليهم شريف مكة الشريف غالب فحاربهم فهزموه فرجع إلى الطائف وأحرق داره التي بها وخرج هاربا إلى مكة فحضر الوهابيون إلى البلدة وكنيرهم المضايفي نسيب الشريف وكان قد حصل بينه وبين الشريف وحشة فذهب مع الوهابيين وطلب من مسعود الوهابي أن يؤمره على العسكر الموجه لمحاربة الشريف ففعل فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون واستولوا عليها عنوة وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال وهذا دأبهم مع من يحاربهم ] اهـ
-[ وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الإردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الوهابيون ولم يحدثوا بها حدثا غير منع المنكرات وشرب التنباك في الأسواق وهدم القباب ما عدا قبة الرسول صلى الله عليه وسلم .]اهـ
-[وفيه وصل ثلاث دوات من جدة إلى ساحل السويس فيها أتراك وشوام وأجناس آخرون وذكروا أن الوهابي نادى بعد انقضاء الحج أن لايأتي إلى الحرمين بعد هذا العام من يكون حليق الذقن وتلا في المناداة قوله تعالى يا أيها الذين امنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ] اهـ
-[والمضايفي هذا زوج أخت الشريف وخرج عنه وانضم إلى الوهابيين فكان أعظم أعوانهم وهو الذي كان يحارب لهم ويقاتل ويجمع قبائل العريان ويدعوهم عدة سنين ويوجه السرايا على المخالفين ونما أمره واشتهر لذلك ذكره في الأقطار وهو الذي كان افتتح الطائف وحاربها وحاصرها وقتل الرجال وسبى النساء وهدم قبة ابن عباس الغريبة الشكل والوصف وكان هو المحارب للعسكر مع عريان حرب في العام الماضي بناحية الصفراء والجديدة وهزمهم وشتت شملهم ] اهـ
-[ و فيه وصل عبد الله الوهابي فذهبوا به إلى بيت اسماعيل باشا بن الباشا فأقام يومه وذهبوا به في صبحها عند الباشا بشبرا فلما دخل عليه قام له وقابله بالبشاشة وأجلسه بجانبه وحادثه وقال له ما هذه المطاولة فقال الحرب سجال قال وكيف رأيت إبراهيم باشا قال ما قصر وبذل همته ونحن كذلك حتى كان ما كان قدره المولى فقال أنا إن شاء الله تعالى أترجى فيك عند مولانا السلطان فقال المقدر يكون ثم ألبسه خلعة وانصرف عنه إلى بيت اسماعيل باشا ببولاق ونزل الباشا في ذلك اليوم السفينة وسافر إلى جهة دمياط وكان بصحبة الوهابي صندوق صغير من صفيح فقال له الباشا ما هذا فقال هذا ما أخذه أبي من الحجرة اصحبه معي إلى السلطان وفتحه فوجد به ثلاثة مصاحف قرانا مكلفة ونحو ثلثمائة حبة لؤلؤ كبار وحبة زمرد كبيرة وبها شريط ذهب فقال له الباشا الذي أخذه من الحجرة أشياء كثيرة غير هذا فقال هذا الذي وجدته عند أبي فإنه لم يستأصل كل ما كان في الحجرة لنفسه بل اخذ كذلك كبار العرب وأهل المدينة وأغوات الحرم وشريف مكة فقال الباشا صحيح وجدنا عند الشريف أشياء من ذلك ] اهـ[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|