[font=Tahoma][align=center] وقد بلغ بالناظم-ابن القيم- وشيخه - ابن تيمية- الغلو في هذا الصدر إلى تحريم شد الرحل لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وعد السفر لأجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة .
فأصدر الشاميون فتيا في ابن تيمية وكتب عليها البرهان ابن الفركاح الفزاري نحو أربعين سطرا بأشياء إلى أن قال بتكفيره ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل، وكتب تحت خطه كذلك المالكي، ثم عرضت الفتيا لقاضي قضاة الشافعية بمصر البدر بن جماعة فكتب على ظاهر الفتوى:
الحمد لله، هذا المنقول باطنها جواب عن السؤال عن قوله إن زيارة الأنبياء والصالحين بدعة وما ذكره من نحو ذلك وانه لا يرخص بالسفر لزيارة الأنبياء باطل مردود عليه، وقد نقل جماعة من العلماء أن زيارة النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة وسنة مجمع عليها، وهذا المفتي المذكور- يعني ابن تيمية- ينبغي أن يزجر عن مثل هذه الفتاوى الغريبة، ويحبس إذا لم يمتنع من ذلك ويشهد أمره ليحتفظ الناس من الاقتداء به.
وكتب محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي.
وكذلك يقول محمد بن الجريري الأنصاري الحنفي لكن يحبس الآن جزما مطلقا.
وكذلك يقول محمد بن أبي بكر المالكي ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.
وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.
راجع دفعه الشبه (45-47) وهؤلاء الأربعة هم قضاة المذاهب الأربعة بمصر أيام تلك الفتنة في سنة 726.
والنهي عن شد الرحل إلى غير المساجد الثلاثة في الحديث باعتبار أنه لا مضاعفة لثواب المصلي في غيرها ولا علاقة له أصلا بمثل زيارة القبور.
وهذا ظاهر جداً فمعنى الحديث النهي عن شد الرحل إلى مساجد غير المساجد الثلاثة التي يضاعف فيها الثواب حيث لا داعي إلى تجشم المشاق. والاستثناء المفرغ يقدر فيه المستثنى منه بقدر أدنى ما يصحح الاستثناء.
لأن التقدير ضرورة فلا يزيد على القدر الضروري في تصحيح الكلام- وما زاد على ذلك ليس مما يعتبره أهل العلم.
كما لا يخفي على أن شد الرحل لأجل العلم أو الجهاد أو التجارة أو الاعتبار أو استعادة الصحة ونحو هذا لا يتصور أن يتناوله النهي في الحديث فلا يصح تقدير المستثنى منه من أعم ما يتناول المستثنى. ومن تصور خلاف ذلك فقد غلط غلطاً فاحشاً واستعجم عليه الحديث.
من تعليق الإمام العلامة محمد زاهد الكوثري عل كتاب :[السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل]للإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين السبكي ، هامش (صـ125-126).[/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|