موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: ومن علومك علم اللوح والقلم . رد على أكاذيب المتمسلفة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 06, 2008 5:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14712
مكان: مصـــــر المحروسة
[align=justify]
[font=Tahoma][وأما اعتراضه على قوله : "ومن علومك علمُ اللوح والقلم …"

فقد قال الشُراح : {المراد باللوح : ما يكتب الناس عليه ، و بالقلم : ما يكتبون به . فكأنه قال : ومن علومك علمُ الناس الذي يكتبونه بأقلامهم في ألواحهم }اهـ.

وعلى هذا ، فلا ورود للاعتراض أصلا .

قالوا : {و يُحتمل أن المراد به : اللوح المحفوظ }اهـ،

ولا يلزم -على هذا- الاعتراضُ الذي قاله هذا الرجل ، لأن مراده : علم اللوح غير الفواتح الخمس وما استأثر الله بعلمه ، لأن هذا معلوم من القرائن .

على أن قوله : "علم اللوح" ، الإضافة جنسية ، أي بعض علمٍ في اللوح . والجنس يصدق على بعض الأفراد.

ولا شك أن شريعته صلى الله عليه و على آله وسلم لا سيما القرآن المنزل عليه وما فيه من العلوم ، وما آتاه الله من الوحي ، قال تعالى : { وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى } " النجم 3 – 4 " ، وما أطلعه الله عليه من المغيبات ، كل هذا من علم اللوح . بل ولو لم نقُل بهذا ، لا يلزم هذا الاعتراض ، لأن فواتح الغيب الخمس لا يلزم أنها في اللوح المحفوظ ، بل هي في أم الكتاب ، وهي غير اللوح .

قال البغوي رحمه الله تعالى :

{وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : " وهما كتابان سوى أم الكتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت فيهما ، أم الكتاب الذي لا يغير منه شيء " . وعن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : " إن لله لوحاً محفوظاً مسيرة خمس مائة عام من درة بيضاء ، ولها دفتان من ياقوت ، لله فيه كل يوم ثلاث مئة وستون لحظة ، يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب "}.اهـ

فتبين من هذا : أن أم الكتاب غير اللوح ، بل هي أصل اللوح ، وقد يكون الخمس مما لم يُكتب في لوح ، بل في غامض علمه مما استأثر الله تعالى بعلمه ، فلم يكتبها في لوح .

وأما قول هذا الرجل : {فيلزم أن يقال : قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومحمد }اهـ.

فليس هذا الاستدلال في محله ، لأن صاحب البردة لم يدّع ولم يقل : إن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم يعلم جميع ما يعلم الله ، إذ هذا محال ، لأن لله علوماً استأثر بها واختص ، لا يشاركه فيها غيره ، بل قرّرنا أن علم اللوح والقلم هو بعضُ مواضع علم الله تعالى ، غير ما هو في مكنون غيبه .

و الناظم أثبت للنبي صلى الله عليه و على آله وسلم علم اللوح والقلم، ومراده أن ذلك بتعليم الله له ، والمنفي عن غيره تعالى في الآية إنما هو الاستقلال و الإحاطة بكل شيء ، بناءً على أن المراد ( بالـ ) في الغيب ، هو الاستغراق ، ولا يلزم من إثبات بعض علم الغيب للنبي صلى الله عليه و على آله وسلم بتعليم الله له أن يقال : "قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومحمد" صلى الله عليه و على آله وسلم ، بناءً على ما قرّرنا من أن المراد بعلم الغيب في الآية إنما هو الاستقلال و الإحاطة بكل شيء ، فهذا خاصّ بالله تعالى .

أما الغيب الذي لا يكون بهاتين الصفتين ، فيجوز أن يكون لغيره تعالى ، لأن الله تعالى أثبت ذلك لرسله ، وبعض غيرهم من خُلّص عباده لا استقلالاً ، فإن هذا كفر[أي علم الغيب بالذات استقلالا عن الله تعالى] ، بل بطريق إطْلاعه تعالى لهم وتعليمه إياهم .

قال تعالى : { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء } " البقرة : 255 " .
وقال تعالى : { فلا يُظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسولٍ } " الجن 26 – 27 " .
وقال تعالى :{ وما كان الله ليُطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء }"آل عمران 179" .

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما :

" فيُطلع رسله على غيبه ، وإن محمداً صلى الله عليه و على آله وسلم أفضلهم " .

وقال تعالى في حق الخضر عليه السلام :

{ وعلّمناه من لدنّا علماً } " الكهف 65 " .قال الإمام البيضاوي رحمه الله تعالى : " أي علم الغيب ، بدليل المسائل التي فعلها الخضر ، من : خرقه السفينة ، وقتله النفس الزكية ، وإقامة الجدار ، وكل هذه الأمور مغيبات"اهـ .

فما المانع أن يكون من علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم علمُ اللوح والقلم ، بإطْلاع الله له عليه ؟!!

وقد ورد في أحاديث " الصحيحين " إخبار النبي صلى الله عليه و على آله وسلم عن المغيبات .
وفي الأحاديث الصحيحة ، كحديث البخاري وغيره من حديث حذيفة رضي الله تعالى عنه :« إن النبي صلى الله عليه و على آله وسلم أخبرنا عن كل ما يقع إلى يوم القيامة، حتى أدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، حتى إنا لنرى الطائر يقلب جناحيه ، فنذكر منه علماً ».

والأحاديث في هذا كثيرة ، ذكرها القاضي عياض في " الشفاء " .

فظهر أن من طعن في علمه صلى الله عليه و على آله وسلم بالمغيبات ، فهو منافق .

وقال صاحب " الإقناع " [في الفقه الحنبلي] في المتن في ( باب النكاح ) في عدّ خصائصه صلى الله عليه و على آله وسلم وكراماته ، ما نصه : { وعرض عليه الخلق كلهم من آدم إلى من بعده ، كما علّم آدم أسماء كل شيء}اهـ .

قال شارحه البهوتي رحمه الله تعالى : {..لحديث الديلمي : " مثلت لي الدنيا بالماء والطين ، وعلمت الأشياء كلها ، كما علم آدم الأسماء كلها " . وعرض عليه أمته بأسرها حتى رآهم ، لحديث الطبراني : " إني عُرض عليّ أمتي البارحة لدى هذه الحجرة ، أولها وآخرها ، صُوّروا لي بالماء والطين حتى إني لأعرف بالإنسان منهم من أحدكم بصاحبه " . وعرض عليه ما هو كائن في أمته حتى تقوم الساعة ، لحديث أحمد وغيره : " رأيتُ ما تلقى أمتي بعدي ، وسفك بعضهم دماء بعض "}. انتهى.

فإذا تحقق هذا ، تبين أن قول هذا الرجل جهلٌ صرف ، وصرف للأشياء عن حقائقها بغير عرف .
وهذا الذي قررناه ، بناءً على أن الله تعالى يُطلع أنبياءه وبعض أتباعهم على الغيب ، غير الخمْس .

والذي نقله جماعة من أهل العلم : أنه لا مانع أن الله يُعْلم ويُطلع نبينا صلى الله عليه و على آله وسلم وغيره من المقرّبين ، حتى على الخمْس .

فهاك نُقُول ما اطّلعنا على نقله من الأئمة في حال العجلة :

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في " فتاويه " :

{مسألة : ما معنى قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله } ، وقول النبي صلى الله عليه و على آله وسلم : " لا يعلم ما في غدٍ إلا الله " وأشباه هذا من القرآن والحديث ، مع أنه قد وقع علم ما في غدٍ في معجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وكرامات الأولياء رضي الله تعالى عنهم ؟

الجواب : معناه : لا يعلم ذلك استقلالاً [إلا الله]}. انتهى . يعني : بتعليم الله لغيره جائز ، لأنه لا يكون استقلالاً حينئذ .

وقال الشيخ علي القاري الحنفي رحمه الله تعالى في شرح المشكاة :

{ فإن قلت : ما التوفيق بين الآية – يعني قوله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام } الآية – وبين ما اشتهر عن العرفاء[أي الأولياء] من الأخبار الغيبية ، كما قال الشيخ الكبير أبو عبد الله في " معتقده" : " ونعتقد أن العبد يُنقل في الأحوال حتى يصير إلى نعت الروحانية ، فيعلم الغيب ، وتطوى له الأرض ، ويمشي على الماء ، ويغيب عن الأبصار " ؟

فالجواب : أن للغيب مبادئ ولواحق ، فمبادئه لا يطّلع عليها مَلَكٌ مقرّب ، ولا نبي مرسل ، أما اللواحق فهو ما أظهر الله عليه بعض أحبّائه لوحة علمه ، وخرج بذلك عن الغيب المطلق ، وصار غيباً إضافياً. وذلك إذا تنوّر الروح القدسية ، وازداد نوريتها وإشراقها ، والمواظبة على العلم والعمل ، وفيضان الأنوار الإلهية ، حتى يقوى النور وينبسط في فضاء قلبه ، فتنعكس فيه النقوش المرتسمة في اللوح المحفوظ ،ويطّلع على المغيبات ، ويتصرف في أجسام العالم السفليّ بل يتجلى الفياض الأقدس بالمعرفة التي هي من أشرف العطايا ، فكيف بغيرها} . انتهى .

وقال رحمه الله في الشرح المذكور في قوله صلى الله عليه و على آله وسلم : " مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ":{ أي لا يعلم تفصيله إلا هو ، ولا يُعلم مجملُه بحسب خرق العادة ، إلا مِن قِبَل الله تعالى }.اهـ

وقال رحمه الله تعالى في شرح قوله صلى الله عليه و على آله وسلم : " في خمس لا يعلمهن إلا الله " :{ فإن قلتَ : قد أخبر الأنبياءُ والأولياء بكثير من ذلك ، فكيف الحصر ؟ قلت : الحصر باعتبار كلياتها دون جزئياتها؛ قال تعالى : { فلا يُظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول } " .اهـ إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى .

وقال الحافظ المناوي رحمه الله تعالى في " شرح الجامع الصغير " في تفسير قوله صلى الله عليه و على آله وسلم :

" مفاتيح الغيب خمس " : { وأما قوله تعالى : « لا يعلمها إلا هو » ، ففُسّر بأنه لا يعلمها أحدٌ بذاته ومن ذاته ، إلا هو سبحانه . وقد تُعلم[لبعض الخلق] بإعلام الله تعالى ، فإنّ ثمّة مَن يعلمها ، وقد وجدنا ذلك لغير واحد ، كما رأينا جماعةً علموا متى يموتون ، وعلموا ما في الأرحام حالَ حمل المرأة ، بل وقبله .}اهـ

وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى في " الشفا " :

{ومن ذلك – أي من خصائصه صلى الله عليه و على آله وسلم وكراماته الباهرة – ما اطّلع عليه من المغيبات ، مما كان ويكون . والأحاديث في هذا الباب لا يُدرك قعره ، ولا ينزف غمره ، وهذه المعجزة من جملة معجزاته المعلومة على القطع الواصل إلينا خبرُها على التواتر ، لكثرة رواتها ، واتفاق معانيها على الإطلاع على الغيب}.اهـ . ثم ذكر جملة من الأحاديث الصحيحة .

وقال الشهاب الخفاجي في " شرحه على الشفا" :

{ وهذا لا ينافي الآيات الدالة على أنه لا يعلم الغيب إلا الله . فإن المنفيّ هو علمُه من غير واسطة ، وأما إطّلاعه عليه بإعلام الله له، فأمر متحقق لقوله تعالى : { فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول }.}. انتهى .

وقال الحافظ الحجة ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى في " شرح مختصر البخاري ":

"في قوله صلى الله عليه و على آله وسلم : " ما من شيء لم أكن أُريته إلا رأيته في مقامي هذا ، حتى الجنة والنار . فأوحى إلي : إنكم تفتنون في قبوركم " . قال رحمه الله تعالى :{ الوجه الثالث : قوله عليه وآله الصلاة والسلام : " ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا "، فيه دليل على أنه صلى الله عليه و على آله وسلم لم يكن يرى من الغيب جميعه في الزمان المتقدم على هذا الموطن ، إلا البعض ، وأنه في هذا الموطن ، كملت له الرؤية لتلك الأشياء كلها .

ثم قال : وهل المراد جميع الغيوب ، أو المراد به ما يحتاج به الإخبار إلى أمته ، وما يخصه صلى الله عليه و على آله وسلم في ذاته المكرمة ؟ . والجواب : إن هذا الحديث محتمل للوجهين معاً ، والظاهر منهما الوجه الأخير}.اهـ

وقال العلامة الأجهوري رحمه الله تعالى في " شرح مختصر البخاري ":

{ قوله صلى الله عليه و على آله وسلم : " ما من شيء لم أكن أريته " إلى آخره ، يفيد أنه عَلم الخمسَ التي استأثر الله بعلمها وإن فُسرت الرؤية في الحديث بالعلْمية . وانظرْ هل علم نزول الغيث وما بعده مختص بزمانه صلى الله عليه و على آله وسلم ، أو به وبما بعده إلى يوم القيامة؟ } . انتهى .

وقال بعض المفسرين في قوله تعالى : {

إن الله عنده علم الساعة } إلخ : { وأما الباقيات – يعني غير الساعة – فيعلمها غيره كالملائكة: { فالمدبرات أمراً}: ملك الأمطار ، وملك الأرواح ، وملك الموت .

فإن قلت : جاء في الحديث " في خمس لا يعلمهن إلا الله " ، وفسرها بما في الآية !
قلت : القصر إضافي لا حقيقي ، والمراد : نفي علم من يدّعيه من المنجمين ، والأطباء } . انتهى .

وذكر ابن رجب في " شرح الأربعين النووية " :

{ إن الملك الموكّل بالرحم يقول : أيْ ربّ ، مخلّقة أو غير مخلقة ؟ فإن كانت مخلّقة قال : ذكر أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ ما الأجل ؟ ما الأثر ؟ وبأي أرض تموت ؟ فيقال : اذهب إلى الكتاب ، فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة } . انتهى .

فهذا يدل على أن الله يُطْلع بعض خلقه على شيء من الخمس ، وهو الملَك ، والنبي صلى الله عليه و على آله وسلم أَوْلى ، لأنه منصوص عليه في قوله تعالى : { فلا يُظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول } ، وقد قال تعالى في حق عيسى عليه السلام : { وأُنبّئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم } " آل عمران 49 " ، وقال تعالى في حق يوسف عليه السلام : { لا يأتيكم طعام ترزقانه إلا نبّأتكم بتأويله قبل أن يأتيكم ذلكما مما علّمني ربي } " يوسف 37 " . وغير ذلك من الآيات و الأحاديث .

وكان الواجب على من لم يطّلع أن يسأل أهل الذكر ، ولا يعترض على أهل العلم ، والله تعالى أعلم .

وقال العلامة المدابغي رحمه الله تعالى في " حاشيته " على " شرح الأربعين " لابن حجر :

{ والحق كما قال جمعٌ : إن الله لم يقبض نبينا عليه وآله الصلاة والسلام حتى أطلعه على كل ما أبهمه عنه ، إلا أنه أمره بكتم بعض و إعلام ببعض } . انتهى .

وقال التاج السبكي رحمه الله تعالى في " معيد النعم و مبيد النقم" :

{ومن حقهم – يعني الأولياء – الوقوف في إظهار ما يُطلعهم الله عليه من المغيبات ، ويخصّهم به من الكرامات، على الإذن ، وهم لا يجيزون إظهارها بلا فائدة ، ولا يظهرونها إلا عن إذن لفائدة دينية . كما قال أبو بكر الصديق لعائشة رضي الله عنهما : "إنما أخواك وأختاك فاقتسموه على كتاب الله" . قالت عائشة رضي الله عنها : إنما هي أسماء ، فمن الأخرى ؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه : ذو بطن بنت خارجة ، أراها[في بطن أمها] جارية .}اهـ

فقد أخبر رضي الله عنه أن ما في بطن زوجته أنثى ، وذلك من جملة ما في الأرحام التي لم يطّلع عليها إلا الله تعالى[أي الخمس التي استأثر الله بعلمها ] ، ولكن الله تعالى أطْلعه عليه إذ ذاك ، فعلمُه من علم الله تعالى .

وذكر ابن تيمية في " الفرقان " معنى قول سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه :

" اقتربوا من أفواه المطيعين ، فإنهم تنجلي لهم أمور صادقة " ،قال:– يعني : علم المكاشفة - . وقال في مكان آخر من " الفرقان " : { وذلك أن الخوارق منها ما هو من جنس العلم ، كالمكاشفات ، ومنها ما هو من جنس القدرة والملك ، كالتصرفات الخارقة للعادة ، وجميع ما يعطيه الله لعبده من هذه الأمور وغيرها ، إن استعان بها على ما يحبه الله ويرضاه ، ويقربه إليه ، ويأمر الله به ورسوله ، ازداد بذلك رفعةً وتقرباً إلى الله تعالى وعلت درجته . وإن استعان به على ما نهى الله ورسوله كالشرك و الظلم و الفواحش ، استحق بذلك الذم والعقاب ، فإن لم يتداركه الله بتوبة حسنة ، أو حسنات ماحية ، و إلا كان كأمثاله من المذنبين}. انتهى .

وذكر ابن القيم في كتابه " الروح " أحاديث صحيحة و آثاراً على علم أهل القبور -و الأحياء- بأحوال الدنيا من الأمور التي لا يعلمها إلا الله ، من أمور واقعة ، وأمور ستقع . وقد وقع هذا من كثير من الصحابة ، ومن بعدهم ، وتكلّم ابن القيم على تأييد هذه المسألة .

وقد ثبت في " البخاري " وغيره ، أنه صلى الله عليه و على آله وسلم أشار إلى مصارع صناديد قريش فصُرع كل منهم في ذلك المكان ما تعداه . فقد علم صلى الله عليه و سلم أن هذه الأنفس بأيّ أرض تموت ، وهي من الخمْس .

وأخبر صلى الله عليه و على آله وسلم عن أشياء تقع بعده إلى يوم القيامة ، فوقعت كما أخبر ، وهذا مما لا تدري نفس ماذا تكسب غداً . و هي من الخمس.

وأخبر صلى الله عليه و على آله وسلم بعد موته بنزول الغيث ، كما في الحديث الذي ذكره الشيخ ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم " حين شكى الصحابي ، فأتى إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم ، فقال له : " إيت عمر وأخبره أنهم مُسقَوْن " . فكان كما أخبر .

ورفْعُ هذا الإشكال والتوفيق بين الآيات والأحاديث الصحيحة بهذا التقرير أمر متعيّن[لازم] ، و إلا يلزم منه التناقض والخُلْف في الأخبار الصادقة ، وبالله تعالى التوفيق .]اهـ
[/font][/align]


[font=Tahoma][align=center]من كتاب [نحت حديد الباطل وبرده بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة (41-53)] للإمام داود بن سليمان النقشبندي[/align][/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 0 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط