بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد
أخى الحبيب / محب مولانا الحسين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على مجهودك .. واسمح لى بمشاركة متواضعة معك .. لعل الفائدة تعم ..
فقد رأيت ضرورة تقديم ترجمة للقاضى أبى يعلى الفراء .. والتعليق عليها .. حتى تتزن الأمور
وتتضح الرؤية .
فهو القاضي أبو يعلى ابن الفراء الحنبلي محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد القاضي الحنبلي
ولد في المحرم سنة ثمانين وثلاث مائة وسمع الحديث الكثير
انتهت إليه رياسة الحنابلة . وصنف الكتب . أفتى سنين كثيرة وشهد عند أبي عبد الله بن ماكولا وعند قاضى القضاة أبي عبد الله الدامغاني فقبلا شهادته ,
وولى النظر في الحكم بحريم دار الخلافة . وكان ثقة – كذا قال الخطيب البغدادى فى تاريخ بغداد (1/305) - .
توفي عشرين شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربع مائة وهو ابن ثمان وسبعين سنة
وترجمه الصفدى فى الوافي بالوفيات (1/306) .. ونقل عن ابن عساكر رحمه الله تعالى قوله :
سمعت أبا غالب ابن أبي علي بن البناء الحنبلي يقول :
لما مات أبو يعلى ذهبت مع أبي إلى داره بباب المراتب , فلقينا أبو محمد التميمي الحنبلي
فقال لي : إلى أين ؟
فقال أبي : مات القاضي أبو يعلى
فقال أبو محمد : لا رحمه الله , فقد بال في الحنابلة البولة الكبيرة التي لا تغسل إلى يوم القيامة - يعني المقالة في التشبيه – .
قال الشيخ شمس الدين الصفدى : لم يكن له خبرة بعلل الحديث ولا برجاله , واحتج بأحاديث
كثيرة واهية في الأصول والفروع , وأما في الفقه ومذاهب الناس ونصوص أحمد واختلافها
فإمام لا يجارى .
وقال عنه ابن الأثير فى الكامل في التاريخ (4/295) :
وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة ، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض ،
تعالى الله عن ذلك .
وكان ابن تميمي الحنبلي يقول : لقد خريء أبو يعلى الفراء على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء .
وأحب أن اوضح أمرا حتى لايشكل على البعض .. فتوثيق الخطيب البغدادى لأبى يعلى الفراء
لايفهم منه أبدا أنه يوافقه على مقالته الشنيعة فى التجسيم .. ولكنه يقصد أنه ثقة فى
الرواية وليس الاعتقاد .. وذلك أن القدماء كانوا يفرقون بين رواية الحديث ويشترطون لها شروطا
على قانون أهل المصطلح .. وبين الاعتقاد .
لذلك تجدهم يذكرون بابا فى الرواية وهو .. حكم الرواية عن أصحاب الأهواء والبدع .. وهم فى
ذلك الباب مابين موافق ومعارض ... وهو من المسائل العجيبة .
على كل حال ... أردت أن أوضح ببساطة .. أن كونه ثقة – على قول الخطيب – لا يمنع أبدا من
كونه شاذ مخالف للسلف والخلف فى مسألة التجسيم ... وهى ثابته عليه .
نسأل الله العافية والسلامة وحسن الاعتقاد ... وعفوا للإطالة .
هذا .. والله أعلى وأعلم ... واستغفره من كل خطأ وزلل .
سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك .
وصل اللهم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وسلم , وعظم وشرف وكرم .
|