[b]
أبو الفتح سيدى تقى الدين بن دقيق العيد (625-702)
يقول حسن قاسم فى كرامات الأولياء

محمد بن على بن وهب بن مطيع بن أبى الطاعة القشيرى ، أوب الفتح تقى الدين ذاتا ونعتا ، السالك الطريق التى لا عوج فيها ولا أمتا (1) ، الشيخ المام ، علامة العلماء الأعلام ، ذو العلوم الشرعية ، والمعارف الصوفية ، كان رحمه الله آية من آيات الله ، قالت علماء عصره : إنه رأس المئة السابعة . ولا شك أنه كذلك ، فقد جمع رحمه الله بين العلم والعبادة والزهد والورع . ومناقبة رحمه الله كثيرة . وقد ترحمه غير واحد ، وكان رحمه الله من أصحاب الكرامات الخارقة .
ولد ووالده متوجه إلى الحجاز الشريف فى البحر المالح يوم السبت خمس وعشرين من شهر شعبان عام 625 بساحل ينبع ، البحر المالح ، ثم إن والده أخذه وطاف ودعا الله تعالى أن ينشئه عالما عاملا ، وكان كما قال ، فإنه نشأ رحمه الله محبا للعلم ، فبدأ بقراءة كتاب الله العظيم حتى حصل منه على حظ جسيم ، ثم رحل فى طلب الحديث إلى دمشق والإسكندرية ، فسمع من الحافظ المنذرى .
وكان رحمه الله يدرس الحديث ويمليه بدار الحديث الكاملية ، وكان يحضر محلسه أفاضل أهل عصره .
وكان قدرس سره كريما جوادا سخيا تولى النيابة بمصر .
وكانت له كرامات تنسب إليه ، وكان السلطان يقبل يديه ، وله مكانة رفيعة عند الأمراء وأرباب الجاه والمناصب .
وله تصانيف عديدة منها كتاب الإلمام (2) وهو كتاب بديع ، وله نثر أحسن من الدرر ، ونظم أبهج من عقود الج
واهر .
وكان رحمه الله يحاسب نفسه على الكلام ، ويأخذ عليها بالملام .
توفى يوم الجمعة حادى عشر صفر عام سبع مئة واثنين ، ودفن يوم السبت بسفح المقطم بجوار شيخه سيدى ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنهما ، وكان يوم وفاته يوما مشهودا عزيزا فى الوجود ، سارع الناس إليه ، ووقف جيش مصر ينتظر الصلاة عليه رحمه الله تعالى . وقدر زرته ، ووجدت عليه قبة معقودة ، وضريح قد نقش بالآيات القرآنية بالخط الجميل داخل زاوية مفردة ، ورأيت على هذا المقام من التجلى والإكرام ما تنشرح لرؤيته الصدور ببركة أسراره ، وضريحه قبل ضريح شيخه بببضع خطوات اللهم أنفهنا وأمدنا بإمداداتهم . آمين
وأمام ضريحه مقام الكمال الهمام رضى الله عنه وأمامه سيدى أبن سيد الناس وأبن أبى جمرة وخلوة السيدة نفيسة رضى الله تعالى عنهم جميعا .
(1) الأمت : المكان المرتفع . و- : الاختلاف فى المكان ارتفاعا وانخفاضا ، ورقة وصلابة . و - : العوج و-: العيب أو الضعف والوهن (ج) أموت .
(2) كتاب الإلمام : فى أحاديث الأحكام للشيخ تقى الدين محمد بن على المعروف بابن دقيق العيد الشافعى المتوفى 702 جمع فيه متون الأحاديث المتعلقة بالأحكام مجرة عن الأسانيد ثم شرحه وبرع فيه وسماه الإمام . قيل إنه لم يؤللف فى هذا النوع أعظم منه لما فيه من الاستنباطات والفوائد ولكنه لم يكمله ( كشف الظنون 158)[/b] النسابة حسن قاسم

