اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6428
|

هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى الدعوة
أرسل الله رسوله بالهدى ودين الحق فجعل النبى يسار بدعوته من يثق بتوقد فكرة وتمكن الانصاف من قلبه فلم يسل لتأييد رسالته إلا سيف الهدى والحجة الدامغة فآمن به من آمن على بصيرة بعد أناة واختبار قال كتاب السيرة ؛ جاء خالد بن العاص إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له : إلى م تدعو يا محمد ? فقال : أدعوك إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن تخلع ما أنت عليه من عبادة ما لاى يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع والاحسان إلى والديك ، وأن لا تقتل ولدك خشية الفقر ، وأن لا تقرب الفاحشة ما ظهر منها وما بطن ؛ وأن تقتل نفسا حرم الله قتلها إلا بالحق وأن لاى تقرب مال اليتيم إلا بالتى هى أحسن حتى يبلغ اشده ، وأن توفى الكيل والميزان بالقسط ، وأن تعدل فى قولك ولو كان على ذوى قرباك ن وأن توفى لما عاهدت : سمع خالد هذه الوصية الجامعة والدواء الناجع للمجتمع الانسانى فأسلم طائعا مختارا وليتأمل المنصف فى قصة إسلام الفاروق عمر : وذلك أن رجلا من قريش لقيه فى بعض طرق مكة فقال أين تذهب ?? إنك الصلب القوى فى دينك وقد عليك هذا الأمر ( يريد ضوء الدعوة إلى دين الإسلام ) قال وما ذاك ? قال : أختك قد صبأت ( أى خرجت عن دينها ) فرجع مغضبا فقرع الباب على أخته فدخل عليها وقال يا عدوة نفسها قد بلغنى عنك أنك صببأت ثم لطمها لطمة شج بها وجهها وأمسلك لحية زوجها سعيج بن زيد وضرب به الأرض ولما رأت أخته الدم بكت وغضببت وقالت أتضربنى يا عدو الله على أن أوحد الله ؛ لقد أسلمنا على رغم أنفك يا ابن الخطاب فما كنا فاعلا فافعل . قال عمر : فاستحييت حين رأيت الدم فقمت وجلست على السرير وأنا مغضب فنظرت فاذا صحيففة فى احية البيت فقلت أعطونى هذه الصحيفة ، فأبت أخته أن تعطيه إياها ؛ وقالت إنك رجس فانطلق فاغتسل فانه كتاب لا يمسه إلا المطهرون ؛ قال فانطلقت فاغتسلت فناولتنى الصحيفة فاذا فيهـــــــا بسم الله الرحمن الرحيم ( سبح لله ما فى السموات والأرض وهو العزيز الحكيم – إلى قوله تعالى – إن كنتم مؤمنين ) وإذا فيها ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) : فزعرت ورميبت بالصحيفة من يدى ثم رجعت إلى نفسى وأخذتها فما قلبت فيها طرفى حتى عظمت فى صدرى وقلت من هذا فرت قريش ، فلما بلغت قوله ( إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى ) قلت اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ما ينبغى لمن يقول هذا أن يعبد غيره يا قوم دلونى على محمد . ثم ليتأمل فيما وقع لمفروق بن عمر وسيد بنى شيبان لما عرفه ابو بكر شأن محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فتقدم إليه مفورق فقال إلى م تدعو ? قال أدعو الى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنى رسول الله فقال له ثانية إلى م تدعو يا أخا قريش ? فتلا عليه القرآن ؛ فما كا يكرر الثالثة حتى قال . دعوت والله إلى مكارم الاخلاق ومحاسن الأعمال ولقد أفك قوم صرفوا عن الحق وكذبوا وظاهروا عليك : هذه مثل عليا من حال القوم إبان الدعوة . فهكذا كان هدى النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى الدعوة حين انبلج فجر الاسلام وشاع سناه فأخرج العرب من الظلمات إلى النور وجعل منهم أمة متحدة وبذلك حجزوا عن النار التى غقتحموها وفى ذلك يقول الرسول الكريم : ( إنما مثلى ومثلكم كمثلل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التى تقع فى النار فجعل ينزعهن ويغلبنه فيتقحمن فيها ، فأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها )
|
|