موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: المشهد الحسينى وقصد بنائه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 12, 2015 10:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6425
صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة


صورة

صورة

صورة

صورة

[

b]المشهد الحسينى وقصد بنائه
يقول السخاوى فى تحفة الاحباب وبغية الطلاب
========================


هذا المشهد الحسينى وهو المنسوب الى الحسين بن الإمام على ابن أبى طالب كرم الله وجهه وقد أختلف المؤرخون فقال بعضهم أن رأس الحسين بالمدينة الشريفى وقال بعضهم كانت بمشهد عسقلان فلما أخذتها الفرنج نقلت الراس الشريفة إلى هذا المشهد والله أعلم بالصواب *
وقيل لما قتل الحسين بن على رضى الله تبارك وتعالى عنهما بأرض كربلاء طيف برأسه وسير فى البلاد إلا بارض مصر فإن أهلها لم يمكنوهم من الدخول على تلك البشعة بل تلقوهم بمدسينة الفرما وهى أول مدائن مصر وحملوها فى الهوادج وستروها بالستور وأوسعوا لهم فى الكرامة وأنزلوهم خير الأماكن بمصر وآووهم زمنا وبنو لموتاهم المشاهد
وأتخذوها مزارات وجعلوا لهم أوزاقا من أموالهم تقسوم بهم فكان أهل البيت يدعون لأهل مصر ويقولون يا أخل مصر نصرتمونا نصركم الله ، وآويتمونا آواكم الله وأمنتمونا أمنكم الله وأعنتمونا أعانكم الله وجعل لكم من كل مصيبة فرجا ومن كل ضيق مخرجا .
وهذا المشهد قيل إن الذى أنذأه بسبب رأس الحسين عليه رضى الله تبارك وتعالى عنه هو الوزير طلائع بن رزيك وأما المدرسة التى بجانبه فإن السلطان صلاح الدين الأيوبى لما ملك الديار المصرية جعل بها تدريسا وأوقف لها وقفا فلما وزر معين الدين بن شيخ السيوخ بن حموية فوض إليه الأمر بالمشهد بعد أخوته فجمع أوقافه وبنى به أيوانا للتدريس وبيوتا للفقهاء العلوية * والمقبرة التى كانت إلى جانب هذا المشهد كبيرة تسمى تربة الزعفران ( والتربة ) المعزية كان المعز لما دخل القص سجد لله سبحانه وتعالى شكرا ثم شرع فى إصلاح تلك المقبرة وارسل الى المهدية من بلاد المغرب فأخذ اباه وأخاه فى تابوتين وجعلها مدفنا يدفن فيه الخلفاء وأولادهم ونساؤهم وأقاربهم ولما توفى المعز دفن ببها وبها ولده العزييز بالله أبو منصور نزار توفى فى سنة 386 هـ *
ولقد اختلف المؤرخون فى جىء الرأس الشريف الى القاهرة فمنهم من يؤكد محىء الرأس الشريف ومنهم من ينكر ذلك ولكن ( العلامة الكبير والمؤرخ الشهير أبى الحسن نور الدين على بن أحمد بن عمر بن خلف بن محمود السخاوى الحنفى ) ( الشهير بالسخاوى ) يؤكد مجىء الرأس الشريف بالتفصيل فى كتاب تاريخ مشهد الحسين عليه السلام ) وقد روى هذه القصة بالتفصيل باعتباره شاهد عيان فى مجىء الرأس الشرييف وهنا نؤكد ان الرأس الشريف قد جاءت بالقاهرة بناء على ما ورد بالكتاب _ وكما ورد فى كتاب ذكرى مصرع الحسين عليه السلام للنسابة حسن قاسم والذى سبق نشره على منتدى الدكتور محمود صبيح وعلى عليه الشريف على محمود محمد على * هذا ما ذكره السخاوى *

أما المقريزى فى المواعظ والأعتبار يقول
======================


يقول تقى الدين ابى العباس أحمد بن على المقريزى المتوفى سنة 845هـ فى كتاب المواعظ والأعتبار بذكر الخطط والآثار ( المعروف بالخطط المقريزية ) ج 2 ص 427 ( المشهد الحسينى ) يقول :
- * - قال الفاضل محمد بن على بن يوسف بن ميسر وفى شعبان سنة 491 هـ خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر الى بيت المقدس وبه سكان وابلغارى ابنا ارتق فى جماعة من اقاربهم ورجالهم وعساكر كثييرة من الاتراك فراسلهما الافضل يلتمس منهما تسليم القدس اليه بغير حرب فلم يجيباه لذلك فقاتل البلد ونصب عليها المجانيق وهدم منها جانبا فلم يجد ابدا من الاذعان له وسلماه اليه فخلع عليهما واطلقهما وعاد فى عساكره وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهما فأخرده وعطره وحمله فى سفط الى أجل دار بها وعمر المشد فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا الى أن أحله فى مقره وقيل ان المشهد بعسقلان بناه امير الجيوش بدر الدين الجمالى وكمله الأفضل وكان حمل الرأس الشريف الى القاهرة من عسقلان ووصوله اليها فى يوم الاحد ثامن جمادى الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها كان والقاضى المؤتمن بن مسكين مششارفها وحصلفى القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخر المذكور * ويذكر أن الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان وجد دمه لم يجف وله ريح كريح المسك فقدم به الاستاذ مكنون فى عشارى من عشاريات الخدمة وأنزل به الى الكافورى ثم حمل فى السرداب الى قصر الزمرد (1) ثم دفن عند قبة الديلم (2) بباب دهليز الخدمة فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر وكان ينحرون فى يوم عاشورا عند القبر الابل والبقر والغنم ويكثرون النوح والبكاء ويسبون من قتل الحسين ولم يرزالوا على ذلك حتى زالت دولتهم *
================================================================(
1) قصر الزمرد : موضعه الآن المدرسة الحجازية ( أو قصر الحجازية ) بخط رحبة العيد وهذه المكان خلف المشهد الحسين مباشرة أنشأتها الست الجليلة الكبرى خوند تتر الحجازية ابنة السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون زوجة الامير بكتمر الحجازى *
=(2) قبة الديلم ك باب الديلم وكان يدخل منه الى المشهد الحسينى وموضعه الآن درج ينزل منها الى المشهد ولم يبق له
ذا المكان أو الباب أثر
===============================================================
- * - وقال بن عبد الظاهر مشهد الإمام الحسين صلوات الله عليه قد ذكرنا أن طلائع بن رزيك المنعوت بالصالح طلائع كان قد قصد نقل الرأس الشريف من عسقلان لما خاف عليها من الفرنج وبنى جامعه خارج باب زويلة ليدفنه به ويفوز بهذا الفخار فغلبه أهل القصر على ذلك وقالوا لا يكون ذلك الا عندنا فعمدوا إلى هذا المكان وبنوه له ونقلوا الرخام اليه وذلك فى خلافة الفائز على يد طلائع فى سنة تسع وأربعين وخمسمائة *
- * - وسمعت من يحكى حكاية يستدل بها على بعض شرف الرأس الكريم المبارك وهى أن السلطان الملك الناصر رحمه الله لما أخذ هذا القصر وشى اليه بخادم له قدر فى الدولة المصرية وكان زمام القصر وقيل له انه يعرف الاموال التى بالقصر والدفاتر فأخذه وسئل فلم يجيب بشىء وتجاهل فأمر صلاح الدين نوابه بتعذيبه فأخذه متولى العقوبة وجعل على رأسه خنافس وشد عليها قرمزية وقيل ان هذه أشد العقوبات وان الانسان لا يطيق الصبر عليها ساعة الا تنقب دماغه وتقتله ففعل ذلك به مرارا وهو لا يتأوه وتوجد الخنافس ميتة فعجب من ذلك وأحضره وقال له هذا سر فيك ولا بد أن تعرفنى به فقال والله ما سبب هذا إلا أنى لما وصلت رأس الإمام الحسين عليه السلام حملتها على رأسى ، قال وأى سر اعظم من هذا وراجع فى شأنه فعفا عنه .
- * - ولما ملك السلطان الملك الناصر جعل به حلقة تدريس وفقهاء وفوضها للفقيه البهاء الدمشقى وكان يجلس للتدريس عند المحراب الذى الضريح خلفه فلما ور معين الدين حسين بن شيخ الشيوخ بن حموية ورد اليه أمر هذا المشهد بعد أخوته جمع من أوقافهما بنى به ايوان التدريس الآن وبيوت الفقهاء العلوية خاصة واحترق هذا المشهد فى الايام الصالحية فى سنة بضع واربعين وستمائة وكان الاميير جمال الدين بن يعمور نائبا عن الملك الصالح فى القاهرة وسببه أن أحد خزان الشمع دخل ليأخذ شيا فسقطت منه شعلة فوقف الامير جمال الدين المذكور بنفسه حتى طفى وأنشدته حينئذ فقلت :

قالوا تعصب للحسين ولم يزل *** بالنفس للهول المخوف معرضا
حتى انضوى ضوء الحريق وأصبح الــــــــــمــــــــودة من تلك المخاوف أبيضــــا
ارضى الا له بما اتى فكـــــأنه *** بين الانام بفعله موسى الرضــا


قال ولحفظة الآثار وأصحاب الحديث ونقله الاخبار ما اذا طولع وقف منه على السطوروعلم منه ما هو غير المشهور وانما هذه البركات مشاهدة مرئية وهى بصحة الدعوى مليه والعمل بالنية *
- * - وقال فى كتاب الدر النظيم فى أوصاف القاضى الفاضل عبد الرحيم ومن جملة مبانيه الميضأة قريب مشهد الامام الحسين بالقاهرة والمسجد والساقية ووقف عليها أراضى قريب الخندق ظاهر القاهرة ووقفها دار جار والانتفاع بهذه المئوبة عظيم ولما هدم المكان الذى بنى موضعه مئذته وجد فيه شىء من طلسم لم يعلم لاى شىء هو فيه اسم الظاهر بن الحاكم واسم امه رصد .

- * - ( خبر الحسين ) - * -


- هو الحسين بن على بن أبى طالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصى أبو عبد الله وامه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعه بكبش وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بزنته فضة وقال أرونى ابنى ما سميتموه فقال على بن أبى طالب ( حربا ) فقال بل هو ( حسين ) وكان أشبه الناس بالنبى صلى الله عليه وسلم ما كان اسفل من صدره وكان فاضلا دينا كثير الصوم والصلاة والحج قتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم يوم عاشورا سنة احدى وستين من الهجرة بموضع يقال له كربلاء من أرض العراق بناحية الكوفة ويعرف الموضع أيضا بالطف قتله سنان بن انس اليحصبى وقيل قتله رجل من مذحج وقيل قتله شمر بن ذى الجوشن وكار أبرص وأجهز عليه خولى بن يزيد الاصبحى من حميير حز رأسه وأتى عبيد الله بن زياد وقال :

اوقر ركابى فضة وذهبا *** انى قتلت الملك المحجبا
قتلت يخر الناس اما وأبا *** وخيرهم اذ ينسبون نسبا


وقيل قتله عمرو بن سعد بن ابى وقاص وكان الامير على الخيل التى أخرجها عبيد الله بن زياد الى قتل الحسين وأمر عليهم عرمو بن سعد ووعده أن يوليه الرى ان ظفر بالحسين وقتله وقال ابن عباس رضى الله عنهما رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم نصف النهار وهو قائم أشعث اغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بابى أنت وأمى ما هذا قال هذا دم الحسين لم ازل التقطه منذ اليوم فوجدته قد قتل فى ذلك اليوم وهذا البيت زعموا قديما لا يدرى قائله :

اترجو أمة قتلت حسينا *** شفاعة جده يوم الحساب


وقتل مع الحسين سبعة عشر رجلا كلهم من ولد فاطمة وقبل قتل معه من أهل بيته وأخوته ثلاثة وعشرون رجلا وكان سبب قتله انه لما مات معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه فى سنة ستين وردت بيعة اليزيد على الوليد بن عقبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها فأرسل الى الحسين بن على والى عبد الله بن الزبير ليللا فأتى بهما فقال بايعا فقالا مثلنا لا يبايع سرا ولكنا نبايع على رؤي الناس اذا أصبحنا فرجعا الى بيوتهما وخرجا من ليلهما الى مكة وذلك ليلى الاحد لليلتين بقيتا من رجل فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوالا وذا القعدة وخرج يوم التروية يريد الكوفة يكتب اهل العراق اليه فلما بلغ عبيد الله بن زياد مسير الحسين من مكة بعث الحسين بن تميم التميمى صاحب شركته فنزل القادسية ونظم الخيل ما بينها وبين جبل لعلع فبلغ الحسين الحاجز له عن البلاد فكتب الى أهل الكوفة يعرفهم بقدومه مع قيس بن مسهر فظفر به الحسين وبعث به الى ابن زياد فقتله واقبل الحسين يسير نحو الكوفة فأتاه خبر قتل مسلم بن عقيل وخبر قتل أخيه من الرضاعة فقالم حتى اعلم الناس بذلك وقال قد خذلنا شعبنا فمن أحب أن ينصرف فلينصرف فليس عليه ذمام منا فتقرقوا حتى بقى فى اصحابه الذين جاؤا معه من مكة وسار فادركته الخيل وهم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمى ونزل الحسين فوقفوا تجاهه وذلك فى نحر الظهيرة فسقى الحسين الخيل وحضرت صلاة الظهر فأذن مؤذنه وخرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :
( ايها الناس )* انها معذرة الى الله واليكم انى لم آتكم حتى أتتنى كتبكم ورسلكم أن اقد علينا فليس لنا امام لعل الله أن يجمعنا بك على الهدى وقد جئتكم فان تعطونى ما أطمئن اليه من عهودكم أقدم مصركم وان لم تفعلوا وكنتم لقدمى كارهين انصرفت عنكم الى المكان الذى أقبلت منه فسكتوا وقال للمؤذن أقم فأقم وقال السحين للحر أتريد ان تصلى أنت بأصحابك قال بل صل أنت ونصلى بصلاتك فصلى بهم ودخل فاجتمع اليه أصحابه وانصرف الحر الى مكانه ثم صلى بهم العصر واستقبلهم فحمد الله وأثنى عليه وقال ( أيها الناس ) انكم ان تتقوا الله وتعرفوا الحق لاهله يكن أرضى لله ونحن أهل البيت الوى بولاية هذا الامر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم السائرين فيكم بالجور والعدوان فان أنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا وكان رأيكم غير ما أتتنى به كتبكم انصرفت عنكم فقال الحر انا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليك وقد أمرنا اذا نحن ليناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيد الله بن زياد فقال الحسين : الموت أدنى اليك من ذلك ثم أمر اصحابه لينصرفوا فركبوا فمنعهم الحر من ذلك فقال له الحسين ثكلتك أمك ما تريد فقال له والله لو كان غيرك من العرب يقولها ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا كان والله مالى الى ذكر أمك من سبيل الا بأحسن ما تقدر عليه فقال له الحسين ما تريد قال أريد ان أنطلق بك الى ابن زياد وتراد الكلام فقال له الحر أنى لم أومر بقتالك وانما أمرت أنلا افارقك حتى أدخلك الكوفة فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تزول الى المدينة حتى أكتب الى ابن زياد وتكتب انت الى يزيد أو الى ابن زياد فلعل الله أن يأتى بأمر يرزقنى فيه العافية من أن ابتلى بشىء من أمرك فتياسر عن طريق العذيب والقادسية والحر يساير فلما كان يوم الجمعة الثالث من المحرم سنة 61 هـ قدم عمرو بن سعد بن أبى وقاص من الكوفة فى اربعة آلاف وبعث الى الحسين رسولا يسأله ما الذى جاء به فقال كتب الي أهل مصركم هذا أن أقدم عليهم فاذا كرهونى فأنا أنصرف عنهم فكتب عمرو الى ابن زياد يعرفه ذلك فكتب اليه أن يعرض على الحسين بيعة يزيد فان فعل راينا فيه راينا والا نمنعه ومن معه الماء فأرسل عمرو بن سعد خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين وبين الماء وذلك قبل قتله بثلاثة أيام ونادى مناديا يا حسين ألا تنظر الماء لا ترى منه قطرة حتى تموت عطشا ثم التقى الحسين بعمرو بن سعد مرارا فكتب عمرو بن سعد الى عبيد الله بن زياد – أما بعد – فان الله قد طفاء الثائر وجمع الكلمة وقد أعطانى الحسين أن يرجع الى المكان الذى أتى منه أو أن تسيره إلى أى ثغر من الثغور شاء أو أن يأتى يزيد أمير المؤمنين فيضع يده فى يده وفى هذا الكم رضى وللامة صلاح فقال ابن زياد لشمر بن ذى الجوشن اخرج بهذا الكتاب الى عمرو فيعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمى فان فعلوا فليبعث بهم وان ابو فليقاتلهم فان فعل فاسمع له وأطع وان أبى فأنت الامير عليه وعلى الناس واضرب عنقه وابعث برأسه وكتب عمرو بن سعد – أما بعد – فإنى لم أبعثك الى الحسين لتكف عنه ولا لتمنيه ولا لتطاوله ولا لتقعد له عندى شافعا فان نزل الحسين واصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم الى سلما وان أبوا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقون فان قتل الحسين فأوطىء الخيل صدره وظهره فانه عاق شاق قاطع ظلوم فان أنت مضيت الامرنا جزيناك جزاء السامع المطيع وانت أنت ابيت فاعتزل جندنا وخل بين شمر وبين العسكر والسلام . فلما أتاه الكتاب ركب والنصا معه بعد العصر فأرسل اليهم الحسين مالكم فقالوا جاء أمر الامير بكذا فاستمهلهم الى غدوة فلما أموا قام الحسين ومن معه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون فلما صلى عمرو بن سعد الغداة يوم السبت وقيل يوم الجمعة يوم عاشورا خرج فيمن معه وعبى الحسين أصحابه وكان معه أثنان وثلاثون فارسا واربعون راجلا وركب ومعه مصحف بين يدية وضعه أمامه واتتل أصحابه بين يدية وأخذ عمرو بن سعد سهما فرمى به وقال أشهدوا انى اول من رمى الناس وحمل اصحابه فصرعوا رجالا واحاطوا بالحسين من كل جانب وهم يقاتلون قتالا شديدا حتى انتصف النهار ولا يقدرون يانونهم الا من وجه واحد وحمل شمر حتى بلغ فسطاط الحسين وحضر وقت الصلاة فسأل الحسين أن يكفوا عن القتال حتى يصلى ففعلوا ثم اقتتلوا بعد الظهر أشد قتال ووصل الى الحسين وقد صرعت أصحابه ومكث طويلا من النهار كلما انتهى اليه رجل من الناس رجع عنه وكره أن يتولى قتله فأقبل عليه رجل من كنده يقال له مالك فضربه على رأسه بالسيف قطع البرنس وأدماه فأخذ الحسين دمه بيده فصبه فى الارض ثم قال اللهم ان كنت حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير وانتقم من هؤلاء الظلالمين واشتد عطشه فدنا ليشرب فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع فى فمه فتلقى الدم بيده ورمى به الى السماء ثم قال بعد حمد الله والثناء عليه اللهم انى اشكو اليك ما يصنع بابن بنت نبيك اللهم احصهم عددا واتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا فأقبل شمر فى نحو عشرة الى منزل الحسين وحالوا بينه وبين رحله وأقدم عليه وهو يحمل عليهم وقد بقى فى ثلاثة ومكث طويلا من النهار ولو شاؤا أن يتقتلوه لقتلوه ولكنهم كان يتقى بعضهم ببعض ويحب هؤلاء ان يكفيهم هؤلاء فنادى شمر فى الناس ويحكم ما تنتظرون بالرجل اقتلوه ثكلتكم امكم فحملوا عليه من كل جانب فضرب زرعه بن شريك التميمى كفه الايسر وضرب عاتقه وهو يقوم يكبو فحمل عليه فى تلك الحال سنان بن انس النخعى فطعنه بالرمح فوقع وقال لخولى بن يزيد الاصبحى احتز رأسه فأرعد وضعف فنزل عليه وذبحه وأخذ رأسه فدفعه الى خولى وسلب الحسين ما كان عليه حتى سراويله ومال الناس فانتهبوا ثقله ومناعه وما على النساء ووجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وأربعون ضربة ونادى عمرو بن سعد فى اصحابه من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه فانتدب عشرة فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره وكان عدة من قتل معه اثنين وسبعين رجلا من أصحاب عرمو بن سعد وثمانية وثمانين رجلا غير الجرحى ودفن أهل العاصرية من بنى اسد الحسين بعد قتله بيوم وبعد أن أخذ عمرو بن سعد رأسه ورؤس اصحابه وبعث بها الى ابن زياد فأحضر الرؤس بين يديه وجعل ينكث بقطيب ثنايا الحسين وزيد بن ارقم حاضر وأقام ابن سعد بعد قتل الحسين ييومين ثم رحل الى الكوفة ومعه ثياب الحسين واخوانه ومن كان معه من الصبيان وعلى بن الحسين مريض فأدخلهم على زياد ولما مرت زينب بنت بالحسين صريعا صاحب يا محمداه هذا حسين بالعراء مزمل بالدماء مقطع الاعضاء يا محمدا بناتك سبايا وذريتك مقتلة فابكت كل عدو وصديق بق وطيف برأسه بالكوفة على خشبة ثم ارسل بها الى يزيد بن معاوية وأرسل النساء والصبيان وفى عنق على بن الحسين وييدية الغل وحملوا على الاقتاب فدخل بض بنى أمية على يزيد فقال أبشر يا امير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك قد قتل ووجه برأسه اليك فلم يلبثالا اياما حتى جىء برأس الحسين فوضع بين يدى يزيد فى طشت فأمر الغلام فرفع الثوب الذى كان عليه فحين رآه خمر وجهه بكمه كانه شم منه رائحة وقال الحمد لله الذى كفانا مؤنة بغير مؤنة – كلما أوقدوا نار للحرب أطفاها الله قالت ريا حاضة يزيد فدنوت منه فنظرت اليه وبه ردغ من حناء والذى أذهب نفسه وهو قادر على ان يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب فى يده ويقول ابياتا من شعر ابن الزيعرى ومكث الرأس مصلوبا بدمشق ثلاثة أيام ثم انزل فى خزائن السلاح حتى ولى سليمان بن عبد الملك فبعث اليه فجىء به وقد محل وبقى عظما أبيض فجعله فى سفط وطيبة وجعل عليه ثوبا ودفنه فى مقابر المسلمين فلا ولى عمر بن عبد العزيز بعث الى خازن السلاح أن وجه الى برأس الحسين بن على فكتب اليه ان سليمان أخذه وجعله فى سفط وصلى عليه ودفنه فلما دخلت المودة سالوا عن موضع الرأس الكريمة الشريفة فنبشوا واخذوه والله أعلم ما صنع به *
• وقال السرى لما قتل الحسين بن على بكت السماء عليه وبكاؤها حمرتها
• وعن عطاء فى قوله تعالى فما بكت عليهم المساء والارض قال بكاؤها حمرة أطرافها
• وعن على بن مسهر قال حدثتنى جدتى قالت كنت ايام الحسين جارية شابة فكانت السماء اياما كانها علقة
• وعن الزهرى بلغنى انه لم يقلب حجر من أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين الا وجد تحته دم عبيط
• ويقال انالدنيا أطلمت يوم قتل ثلاثا ولم يمس أحد من زعفرانهم شيأ فجعله على وجهة الا احترق وانهم اصابوا ايلاقى عسكر الحسين يوم قتل فنحروها وطبخوها فصارت مثل العلقم فما استطاعوا ان يسيغوا منها شيا
• وروى أن السماء أمطرت دما فأصبح كل شىء لهم ملآن دما .
[/b]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط