وكما يهتم الإسلام بالمظهر والزينة فإنه يهتم بنشاط الإنسان اليومي الخاص فيحيطه بجو كامل من النظافة منذ استيقاظه من نومه إلى آخر يومه وذلك كله من أجل أن يبقى المسلم صحيحا ويستمر حافظا لقوته وحيويته . والنظافة تختلف في الأهمية بالنسبة لأعضاء البدن الواحد نظرا لدرجة ارتباطه بصحة الفرد ومن حوله . فنجد مثلا الفم الذي هو مدخل كل طعام إلى البطن ويمكن أن تأتي عن طريقه الأمراض والعلل ويمكن أن يعصم الإنسان فلا يصاب بمرض ولا عدوى . وهو أيضا الوسيلة الوحيدة لمخاطبة الناس ويندفع أثناء المخاطبة الزفير فإن كان طيبا استراح الناس إليه وإن كان خبيثا نفر الناس منه .
نقول من أجل ذلك وغيره مما يطول شرحه : ركز الإسلام على نظافة الفم وحض على المبالغة في طهارته . واطرادا مع هذه القاعدة نجد أن اليد تلي في الأهمية الفم وإن كانت تسبقه في التنظيف ، ثم يلي ذلك الوجه والبدن على حسب أهمية العضو في بقاء الصحة واستمرار العافية .
والإسلام بدأ عمل المكلف المسلم بالنظافة واختتمه بالنظافة . وجعل النظافة تتخلل اليوم جميعه . ثم جعل المسلم يتنظف نظافة عامة كل سبعة أيام مرة كل يوم جمعة وفي المناسبات الأخرى . وقد رفع الله سبحانه وتعالى درجة المتنظفين المتطهرين إلى أسمى الدرجات وأعلاها وجعلهم يتنعمون بحبه عز وجل فيقول تعالى " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " ( البقرة : 222 )
_________________ قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهض الأشراف عند سماعـه قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب
|