|
قال تعالى : ولا تكونوا كالذين نسوا الله أي تركوا أمره . فأنساهم أنفسهم أن يعملوا لها خيرا ; قاله ابن حبان .
وقيل : نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم ; قاله سفيان . وقيل : نسوا الله بترك شكره وتعظيمه . فأنساهم
أنفسهم بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضا ; حكاه ابن عيسى . وقال سهل بن عبد الله : نسوا الله عند الذنوب
فأنساهم أنفسهم عند التوبة . ونسب تعالى الفعل إلى نفسه في أنساهم إذ كان ذلك بسبب أمره ونهيه
الذي تركوه . وقيل : معناه وجدهم تاركين أمره ونهيه ; كقولك : أحمدت الرجل إذا وجدته محمودا . وقيل :
نسوا الله في الرخاء فأنساهم أنفسهم في الشدائد . أولئك هم الفاسقون قال ابن جبير : العاصون .
وقال ابن زيد : الكاذبون . وأصل الفسق الخروج ; أي الذين خرجوا عن طاعة الله .
المصدر ( تفسير القرطبي )
لقد توعد الله تعالى الذين أهملوا تعاليمه وتناسوا آياته وانساقوا وراء أهوائهم أن ينزل بهم أشد أنواع العقاب
وأقساه .
وهل هناك ابتلاء للإنسان أشد وأقسى من أن ينسى نفسه ، فلا يعرف واجبه نحو نفسه ، وبالتالي نحو الوطن
الذي يستظل بظله . وإذا تفشى في المجتمع هذا النوع من الناس فسيكون أفراد هذا المجتمع غير قادرة
على تحمل المسئولية وتتراكم المشاكل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية
وسيكون هذا المجتمع في طريقه إلى الهاوية .
فعلينا أن لا ننسى عبوديتنا لله وما تقتضيه هذه العبودية من واجب
فلا نغفل أبدا عن وظيفتنا التي خلقنا الله من أجلها
حتى لا يوكلنا الله عز وجل لأنفسنا
بل ينسينا أنفسنا
اللهم لا توكلنا لأنفسنا
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
بحق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
_________________
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب
على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند سماعـه
قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب
|
المنتدى
التسجيل
الأسئلة المتكررة
بحث
