موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 98 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5 ... 7  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: حالة أهل الحقيقة مع الله
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 03, 2007 12:01 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
الحمد لله الذى يحيى القلوب بنور هدايته والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الذى اصطفاه الله لحكمته واختاره لتبليغ دعوته ونشر انوار هدايته ورضى الله تعالى عن آله وعترته

" حالة اهل الحقيقة مع الله "

وهو كتاب للقطب الكبير سيدى أحمد الرفاعى رضى الله تعالى عنه
الذى ينتهى نسبه إلى سيدنا ومولانا أبى عبدالله الإمام الحسين رضى الله تعالى عنه وكان رضى الله عنه عالما فقيها , محدثا مفسرا , مقرئا مجودا , وقد افاض الله عليه من
العلوم اللدنية ما تفرد به فى زمانه , ونفع به كثيرين من اتباعه ومحبيه .
وتوفى رضى الله عنه فى الثانى عشر من جمادى الأولى سنة 578هجريا.
وهو كتاب يشتمل على اربعين حديثا من جوامع كلم نبينا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه
وقد شرحها رضى الله تعالى عنه ناظرا إليها بعين البصيرة التى يمن الله تعالى بها على من يشاء من عباده فكان هذا الكتاب الذى إذا تأمله المتأمل تذكر قول الله عز وجل
" يؤتى الحكمة من يشاء , ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب "

فهذه جمل نذكر فيها : " حالة اهل الحقيقة مع الله " – ولا حول ولا قوة إلا بالله – وذلك لترتاض النفوس , ولتتروح القلوب , بنسبة ما ألفت إليه .

و حديثنا الاول عن :
" السبيل إلى الإيمان "

عن العباس بن عبد المطلب , أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" ذاق طعم الإيمان , من رضى بالله ربا , وبالإسلام دينا , و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا "

وهذا الذوق المنبعث عن هذا الرضا , هو :
المعرفة بالله تعالى , والمعرفة : نور أسكنه الله تعالى قلب من احبه من عباده , ولا شىء أجل واعظم من ذلك النور , وحقيقة المعرفة حياة القلب بالمحيى :
" أو من كان ميتا فأحييناه "
وقال تعالى :
" لينذر من كان حيا "
وقال تعالى : " فلنحيينه حياة طيبة "
وقال سبحانه :
" استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم " .
فمن ماتت نفسه , بعدت عنه دنياه
ومن مات قلبه بعد عنه مولاه .
وسئل ابن السماك :
متى يعرف العبد انه على حقيقة المعرفة ؟
قال : إذا شاهد الحق بعين اعتباره , فانيا عن كل من سواه

وقيل : المعرفة فقدان رؤية ما سواه , بحيث يصير مادون الله تعالى عنده اصغر من خردله
قال تعالى : " قل الله ثم ذرهم "
من نظر إلى الله تعالى , لم ينظر لا إلى الدنيا , ولا إلى العقبى وشمس قلب العارف أضوأ من شمس النهار
وأبهج منها فى مطلع الأنوار .

طلعت شمس من أحبك ليلا*** فاستنارت فما لديها غروب
إن شمس النهار تغرب ليلا*** وشموس القلوب ليست تغيب

قال ذو النون رحمه الله تعالى : اطلاع الحق سبحانه على الاسرار بمواصلة المدد , كاطلاع الشمس على الأرض بإشراق الانوار
فعليكم بتصفية القلوب , فإنها مواضع نظره , ومواطن سره فإن من عرف الله , لا يختار غيره حبيبا سواه.

وفى الخبر : " إن الله تعالى خلق خلقه فى ظلمة , فألقى عليهم من نوره , فمن اصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى , ومن اخطأه ضل ".
وهو نور يخرج من سرادق المنة , فيقع فى القلب , فيستنير به الفؤاد , ويبلغ شعاعه إلى حجب الجبروت , ولا يحجبه عن الحق الجبروت , ولا الملكوت , فيصير العبد فى جميع افعاله واقواله , وحركاته وإرادته , فى حياته ومماته , صائرا إلى النور
" الله نور السموات و الأرض .. يهدى الله لنوره من يشاء ".

إن كنت لست معى فالذكر منك معى
قلبى يراك و إن غيبت عن بصرى

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 10, 2007 7:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام

{معرفة الله تعالى}:

قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى :

المعرفة : قرب القلب إلى القريب , ومراقبة الروح للحبيب , والانفراد عن الكل بالملك المجيب .

وقال ذو النون :

هى تخلية السر عن كل إرادة , وترك ما عليه العادة وسكون القلب إلى الله بلا علاقة .

وقال بعضهم :

هيئتها جنون , وصورتها جهل , ومعناها حيرة .

فإن العارف يشغله علم الله تعالى عن جميع الاسباب
فإذا نظر إليه الخلق استجهلوه , ويكون أبداً فى ميدان العظمة , وَلِِهاً بين الخلق , فإذا رأوه استجنوه , , ويكون بكليته فانياً بحب جلال عظمته تعالى , مشغولا عن من سواه , فإذا أبصروه استدهشوه ! .

ولا يقدر احد أن يخبر عن المعرفة بالله تعالى , فإنها منه بدت , وإليه تعود , فالعارف فَانٍِِ تحت اطلاع الحق تعالى , باقٍ على بساط الحق بلا نفس ولا سبب , فهو مَيَّتٌ حىٌّ , وحى ميت , ومحجوبٌ مكشوفٌ , ومكشوف محجوب : تراه وَالِهاً على باب أمره , هائماً فى ميدان بِرَّه , متدللاً تحت جميل ستره , فانياً تحت سلطان حكمه باقياً على بساط لطفه .

العارفون صارت أنفسهم فانية تحت بقائه وسلطانه عن كل حول وقوة , تراهم باقين بحوله وقوته , متلاشين عن كونهم وأسبابهم تحت جلال ألوهيته , ملوكاً به دون مملكته , فقرهم به , وغناهم به , وعزهم به , وذلهم به .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 26, 2007 5:33 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[font=Arial]المعرفة الحقة
------------------

يروى ان الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام :
يا داود أعرفنى واعرف نفسك
فتفكر داود فقال: إلهى ! عرفتك: بالفردانية , و القدرة , و البقاء
و عرفت نفسى: بالعجز و الفناء
فقال : الان عرفتنى .

و روى فى الخبر : لو عرفتم الله تعالى حق معرفته
لعلمتم العلم الذى ليس بعده جهل , و لزالت الجبال بدعائكم .

مع انه لا ينتهى احد و لا يبلغ منتهى معرفته
إن الله تعالى أعظم من أن ينتهى أحد إلى منتهى معرفته .

و قال الامام جعفر الصادق عليه الرضوان و السلام :
لا يعرف الله حق معرفته من التفت منه إلى غيره

المعرفه هى : طيران القلب فى سرادق الأنس و الألفه
جولا فى حجب الجلال و القدرة
و هذه حالة من صمت أُُذناه عن البطالات
وعميت عيناه عن النظر إلى الشهوات
وخرس لسانه عن التكلم بالتُرَّهات .

و قيل لابى يزيد _ رحمه الله تعالى _ :
ترى الخلق ؟ قال به اراهم .

و سئل محمد بن واسع رحمه الله تعالى : فهل عرفت ربك ؟
فسكت ساعه ثم قال : من عرف الله تعالى قل كلامه
و دام تحيره , فنى عن صور الاعمال , و تحير مع الاتصال
متقرباً فى جميع الاحوال منقطعا عن الحال و إلى وليَّ الحال
فإن الامور بحقائقها , لا بالحس و صورها .

قال أبو يزيد رحمه الله تعالى :
ليس على تحقيق بالمعرفة , من رضى بالحال دون ولىَّ الحال
فإن من عرف الله كَلَّ لسانه , ودهش عقله
العارف :إن تكلم بحاله هلك , وإن سكت إحترق !.
[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 20, 2007 5:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[font=Arial]قال أبو بكر الواسطى رحمه الله تعالى : المعرفة على وجهين :
معرفة الإيقان , معرفة الإيمان .

فمعرفة الإيمان : شهادة اللسان بتوحيد الملك الديان , والإقرار بصدق ما فى القرآن .

و أما معرفة الإيقان : فهى دوام مشاهدة الفرد الديان بالجنان .

وقال بعضهم: هى على ضربين :
الأول : هو أن يعرف أن النعمة من الله تعالى , قال الله تعالى :
" وما بكم من نعمة فمن الله " , فيقوم بشكره , فيستزيد به النعمة من الله , بدليل قوله تعالى: " لئن شكرتم لأزيدنكم " .

والثاني: رؤية المنعم من غير ان يلتفت إلى النعمة , فيزيد شوقه إلى المنعم , ويقوم بحق معرفته ومحبته , وذلك قوله تعالى " يا أيها النبى حسبك الله " " فإن تولوا فقل حسبى الله "
وقال ذو النون المصرى رحمه الله تعالى : هى على ثلاثة أوجه :
أولها:معرفة التوحيد, وهى لعامة المؤمنين.

والثاني: معرفة الحجة والبيان, وهى للعلماء والبلغاء, والحكماء.

والثالث: معرفة صفات الفردانية , وهى لأهل ولاية الله تعالى و أصفيائه , الذين أظهر الله لهم ما لم يظهر لمن دونهم , وأعطاهم من الكرامات ما لم يجز أن يوصف ذلك بين يدى من لا يكون أهلا له .

خصهم الله من بين الخلائق,واصطفاهم لنفسه, واختارهم له, فحياتهم رحمة , ومماتهم غبطة , طوبى لهم.
[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 21, 2008 4:02 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[font=Arial]التوحيد والتجريد والتفريد:

اقول : هى كشجره لها ثلاثة اغصان : توحيد , تجريد , تفريد

فالتوحيد: بمعنى الإقرار

والتجريد: بمعنى الإخلاص

والتفريد: بمعنى الانقطاع إليه بالكليه فى كل حال

و اول مدارج المعرفه : التوحيد: وهو قطع الانداد

والتجريد:وهو قطع الاسباب

والتفريد وهو بمعنى الاتصال بلا سير , ولا عين , ولا دون
ولها خمسة طرائق:

اولها : الخشية فى السر والعلانيه
والثانية : الإنقياد له فى العبودية
والثالثة : الانقطاع إليه فى الكليه
والرابعة : الاخلاص له بالقول , والفعل , والنيه
والخامسة : المراقبة فى كل خطرة ولحظه [/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أغسطس 25, 2008 10:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[font=Arial]"حال الحبيب"

حكى عن عبد البارى –رحمه الله تعالى – قال :
خرجت مع اخى ذى النون –رحمه الله تعالى – فإذا نحن بصبيان يرمون
واحدا بالحجارة فقال لهم اخى : ما تريدون منه؟
قالوا : هذا رجل مجنون! ومع ذلك يزعم انه يرى الله تعالى !
قال : فدنونا منه, فإذا هو شاب وسيم , ظهر عليه سيما العارفين
فسلمنا عليه , وقلنا : إنهم يزعمون انك تدعى رؤية الله تعالى!
فقال : إليك عنى يابطال! لو فقدته اقل من طرفة عين لمت من
ساعتي وأنشأ يقول :

طلب الحبيب من الحبيب رضاه ... ومُنى الحبيب من الحبيب لقاه
أبداً يلاحظه بعينى قلبه ... . والقلب يعرف ربه ويراه
يرضى الحبيب من الحبيب بقربه... دون العباد فما يريد شواه

فقلت له: أمجنون انت ؟ فقال : أما عند اهل الارض فنعم , وأما
عند اهل السماء فلا .
قلت : فكيف حالك مع المولى ؟ فقال: منذ عرفته ما جفوته.
فقلت : منذ كم عرفته؟ قال: منذ جعل اسمى فى المجانين. [/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 27, 2008 5:39 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[align=center]الكيَّس والعاجز [/align]
عن أبى بكر بن أبى مريم , قال :
حدثنى حمزة بن جندب , عن أبى يعلى شداد بن أوس رضى الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الكيَّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ,
والعاجز من اتبع نفسه هواه وتمنى على الله "
فالعمل بسرَّ هذا الحديث , هو المعرفة نعم إن المعرفة من العبد ,
والتعريف من الرب تعالى , وهى اشرف واعظم الهدايا ,
التى يهديها إلى عباده , فإن الله تعالى إذا أراد ان يختار عبداً من عبيده ,
ويفضله على من سواه من خلقه , ويُطْلع فى سره شمس المعرفة ,
وينظر إليه بعين الفضل والرحمة , ويفتح له أبواب الهداية , ثم يكرمه بالانتباه ,
ويوقظه من نومة الغافلين , وينعم ويمن عليه بشرح القلب ,
ويذهب عنه موت القلب بالفهم , ويذهب عنه الوهم ,
ويكرمه بالحياء , والخوف , واليقين , ويذهب عنه الشك , وجراءة الامن .
فإذا اجتمعت فى العبد هذه الخصال : أشرق فؤاده بنور ,
فيرى ما دون حجب الجبروت , وتشتاق إليه الجِنان , ويخمد منه لهبات النيران ,
ولو ان المعرفة نقشت على شىء , ما نظر إليها أحد إلا مات من حسنها وجمالها!
لكل أحد رأس مال , وهى رأس مال المؤمن .
وقال رجل لذى النون رحمه الله تعالى : إنى لأحبك , فقال :
إن كنت عرفت الله فحسبك الله , وإن لم تعرفه فاطلب من يعرفه , حتى يدلك عليه .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 28, 2008 11:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[align=center]المعرفة شجرة طيبة[/align]

وعندى أن المعرفة كشجرة يغرسها مَلِك فى بستانه
ثمينة جواهرها , مثمرة أغصانها , حلوة ثمارها, طريفة أوراقها
رفيعة فروعها, نقية أرضها, عذب ماؤها, طيب ريحها, صاحبها
مشفق عليها لعزتها, مسرور بحسن زهرتها , يدفع عنها الآفات
ويمنع عنها البليات.

وكذلك شجرة المعرفة , التى يغرسها الله تعالى فى بستان
قلب عبده المؤمن , فإنه يتعدها بكرمه, ويرسل إليها كل ساعة
سحائب المِنةَّ من خزائن الرحمة , فيمطر عليها قطرات الكرامة
برعد القدرة, وبرق المشيئة , ليطهرها من غبار رؤية العبودية
ثم يرسل عليها نسيم لطائف الرأفة , من حجب العناية, ليتم لها
شرف الولاية, بالصيانة والوقاية.

فالعارف أبداً يطوف بسره تحت ظلالها, ويشم من رياحنيها
ويقطع منها بمنجل الأدب, ما فسد من ثمارها وحل فيها من
الخبث والآفة.
فإذا طال مقام سر العارف تحتها, ودام جولانه حولها, هاج أن
يتلذذ بثمارها , فيمد إليها يد الصفاء, ويجتنى ثمارها بأنامل
الحرمة, ثم يأكلها بفم الاشتياق , حتى تغلبه نار الاستغراق
فيضرب يد الانبساط إلى بحر الوداد , ويشرب منه شربة
يسكر بها عن كل ما سوى الحق , سكرة لا يفيق منها إلا عند المعاينة
ثم يطير بجناح الهمة , إلى ما لا تدركه أوهام الخلائق.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 07, 2009 12:16 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
[font=Arial]وقيل للواسطى رحمه الله تعالى :أى الطعام أشهى ؟
قال : لقمة من ذكر الله تعالى , تٌرفع بيد اليقين , من مائدة الخلد
عند حسن الظن بالله تعالى .

قال النساج رحمه الله تعالى : يخرج أكثر أهل الدنيا من الدنيا
ولم يذوقوا طيباتها المقصودة , قيل : وما هى ؟
قال : سرور المعرفة , وحلاوة المِنَّة , ولذائذ القربة , وأنس المحبة .

وقال محمد بن واسع رحمه اله تعالى : حقٌّ لمن أعزه الله بمعرفته
أن لا يذل نفسه لغيره , وحق لمن والاه الله بولايته , أن يقوم بحقه
وحق لمن أكرمه الله بصحبته , أن لا يميل إلى غيره , ولا يعمل بهوى نفسه .

وقال أبو يزيد رحمه الله تعالى : إن فى الليل شراباً لقلوب العارفين
تطير به قلوبهم حباً لله وشوقاً إليه , إلا أن الناظرين إليه لا إلى غيره
ذهبوا بصفوة الدنيا والآخره .

{ ربى : زدنى فيك تحيّرَ }

أقول : وهذا الشراب هو التحيُّر , وهو على ضربين :
تحير وحشة , وتحير دهشة , فتحير الوحشة للمطرودين
وتحير الدهشة للعارفين المشتاقين . يا دليل المتحيرين ! زدنى تحيراً .
[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 14, 2009 8:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
الإيمان فى القلب

أخبرنا العبد الصالح الثقة , الشيخ أبو محمد أحمد بن عبدالله
بن الحسين , بن أحمد , بن جعفر الآمدى الواسطى
قال : أخبرنا أبو الحسن على بن محمد , بن على ابن كاتب
الوقف بواسط , قال : أنبأنا أبو الحسن محمد بن
على الرواسى _ إملاء بجامع واسط _ قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله
بن تميم , قال : أنبأنا أحمد بن إبراهيم الإمام , قال : أنبأنا على بن حرب
بن يزيد , بن الحباب , قال : أنبانا على بن مسعدة الباهلى
قال : أنبأنا قتادة , أنه سمع أنس بن مالك يقول :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الإسلام علانية , والإيمان فى القلب , والتقوى ها هنا "_ يقولها ثلاثاً _
ويشير بيده إلى صدره صلى الله عليه وسلم

والتقوى التى تقر فى القلب , فَتٌحْكِمٌ فيه الإيمان , هى روح المعرفة .
أى سادة ! إن الله تعالى جعل لكل شىء قدراً , ولكل قدر حداً
ولكل حدّ ٍ سبباً , ولكل سبب أجلا , ولكل أجل كتاباً , ولكل كتاب أمراً
ولكل أمر معنى , ولكل معنى صدقاً , ولكل صدق حقاً
ولكل حق حقيقة , ولكل حقيقة أهلاً , ولكل أهل علامة .

فبالعلامة يٌعرف المٌحِقٌّ من المبطل , وكل قلب أقعده على بساط تحقيق المعرفة
وقع بسيماء المعرفة على وجهه , ويظهر أثرها فى حركاته
وأفعاله , وأقواله , كما قال الله تعالى : { تعرفهم بسيماهم }
وقال صلى الله عليه وسلم : " من أسر سريرة ألبسه الله رداءها
إن خيراً فخير , وإن شراً فشر " .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يناير 21, 2009 6:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
الصالحون أحسن الخلق وجوها :

قيل ليحيى بن معاذ رحمه الله تعالى : ما بال العارفين أحسن وجوهاً
وأكثر هيبة من غيرهم ؟
فقال : لأنهم خَلَوا بالله مستأنسين , وقَرُبُوا إلى الله متوجهين
وفَزِعوا إليه متوالهين , فكساهم الله بنور معرفته , فبه ينطقون
وله يعملون , ومنه يطلبون , وإليه يرغبون , أولئك خواص الله السابقون
سعيهم فى طاعة الله من غير علاقة , وينصحون العامة من غير طمع
مشتاقون منيبون إلى الله تعالى , قلوبهم له وَجِلة , نفوسهم وحشية
وقلوبهم عرشية , وعقولهم مغشية , وأرواحهم ياسينية
كلهم معصوم بقلبه عن فتنة الناس , وذكْرُ الله يحميه من شر الوسواس
صدره مشروح , وجسمه مطروح , وقلبه مجروح , وباب الملكوت له مفتوح .

قلبه مثل القنديل , وجوارحه خاضعة كالمنديل , لسانه مشغول بتلاوة القرآن
ولونه مصفرُّ من خوف الهجران , ونفسه ذائبة فى خدمة الرحمن
وقلبه زاهر بنور الإيمان , نفسه مشغولة بالطلب
وروحه مشغولة بقرب الربَّ , على لسانه وصف الربوبية
وعلى أركانه خدمة الديمومية , وعلى نفسه أثر العبودية
وفى قلبه هيبة الفردانية , وفى سره الطرب بالألوهية
وفى روحه شغف الوحدانية .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 01, 2009 1:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وآله أجمعين ... وبعد

الأخت ( مريم )

اسمحى لى بمشاركة متواضعة فى هذا الموضوع الجميل .. وهى مشاركة عن مولانا
العارف العالم .. قطب وقته سيدى أبى العباس أحمد الرفاعي .. لعلى أكتب من محبيه
عند الله ورسوله . وهذه ترجمة مختصرة عن حضرته :

هو أبو العباس أحمد بن أبى الحسن على ، الرفاعي نسبة ، ابن يحيى بن حازم بن على
بن ثابت بن على بن الحسن الأصغر ابن المهدى بن محمد بن الحسن بن يحيى بن ابرهيم
ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام على
زين العابدين ابن الإمام الشهيد الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.

ولد سنة (500) ويقال (512) وتوفى سنة ( 578 هـ )

طريقه في الصحبة :

صحب خاله الشيخ منصور، وهو صحب بها الشيخ علياً القارئ الواسطى، وهو صحب بها
الشيخ أبا الفضل بن كامخ ، وهو صحب الشيخ على بن تركان ، وهو صحب بها الشيخ ابا
على الروذباوي، وهو صحب بها الشيخ علياً العجمي ، وهو صحب بها الشيخ أبا بكر الشبلي ، وهو صحب بها الشيخ أبا القاسم الجنيد ، وهو صحب بها السرى. وبقية السند معروف.

أستاذ الطائفة الرفاعية المشهورة ، فقيهاً شافعياً . كان من حقه التقديم ، فإنه أوحد وقته
حالا وصلاحاً .

أصله من المغرب ، وسكن البطائح بقرية يقال لها " أم عبيدة " - بفتح العين - وانضم اليه خلق عظيم من الفقراء ، وأحسنوا الاعتقاد فيه.

والرفاعي، نسبة إلى رفاعة، رجل من المغرب. والبطائح قرى مجتمعة في وسط الماء ، بين واسط والبصرة ، مشهورة بالعراق .

ومن كلامه :

" طريقى دين بلا بدعة , وهمة بلا كسل , وعمل بلا رياء , وقلب بلا شغل , ونفس بلا شهوة "

وسئل : لماذا نحجب إجابة الدعوة ؟ , فقال : لقلة الحلال .

وسئل عن الفتوة ، فقال : هي الصفح عن عثرات الإخوان . وألا ترى لنفسك فضلا على غيرك.

وسئل عن التصوف ، فقال للسائل : تسألنا عن تصوفنا أو تصوفكم ؟ فقال : يا سيدي ! كانت
مسألة فصارت اثنتين ؛ اشرحهما لي . فقال : أما تصوفكم أنتم فهو أن تصفي أسرارك ، وتطيب أخبارك ، وتطيع جبارك ، وتقوم ليلك وتصوم نهارك.

وأما تصوف القوم ، فكما قيل :
ليس التصوف بالـخِرَقْ ... من قال هذا قد مَرَقْ
إن التصـوف يا فـتى ... حُـرَقٌ يمازجها قَـلَقْ

عذرا للإطالة .. وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وعظم وشرف وكرم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد فبراير 15, 2009 11:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
تعلق العارفين بالحق سبحانه :

أفواههم إليه ضاحكه , وأعينهم نحوه طامحه , وقلوبهم به متعلقة
وهمومهم إليه واصله , وأسرارهم إليه ناظرة , رَمَوْا ذنوبهم فى بحر التوبة
وطرحوا طاعتهم فى بحر المِنةَّ , وضمائرهم فى بحر العظمة
ومرادهم فى بحر الصفوة , وهممهم فى بحر المحبة

فى ميدان خدمته يتلقبون , وتحت ظلال كرمه يتنفسون
وفى رياض رحمته يرتعون , ومن رياحين امتنانه يشمون .

ينظرون إلى الدنيا بعين الاعتبار , وإلى الآخرة بعين الانتظار
وإلى أنفسهم بعين الاحتقار , وإلى طاعتهم بعين الاعتذار
لا الاستكثار , وإلى الغفران بعين الافتقار , وإلى المعرفة بعين الاستبشار
وإلى المعروف سبحانه بعين الافتخار , يرمون أنفسهم إلى البلوى
وأرواحهم إلى العقبى , وقلوبهم إلى النجوى , وأسرارهم إلى المولى .

أنفسهم تاركة للدنيا , وأرواحهم للعقبى , وقلوبهم مستأنسة بالذكرى
وأسرارهم بحب المولى , قلوبهم معدن التعظيم والهيبة
وألسنتهم معادن الحمد والمدحة , وأرواحهم مواطن الشوق والمحبة
وأنفسهم مقهورة تحت سلطان العقل والفِطنة .

أكثر همتهم التفكير والعبرة , وأكثر كلامهم الثناء والمدحة
عملهم الطاعة والخدمة , ونظرهم إلى لطائف صنع ربَّ العزة .

أحدهم تراه مصفرا من خوف فراقه , ذائب الأطراف من هيبة جلاله
طويل الانتظار شوقاً إلى لقائه , سلك طريق المصطفى
ورمى الدنيا خلف القفا , وأذاق الهوى طعم الجفا , وقام على قدم صدق الوفا .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس فبراير 26, 2009 5:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
حال الحبيب مع سيده :
حاله فى الدنيا غريب , وقلبه فى صدره غريب
وسره فى نفسه غريب , فلا يستريح من غم الغربة ووحشتها
مالم يصل إلى الحبيب , فأمره عجيب , والمولى له طبيب
كلامه وجدانى , وقلبه فردانى , وعقله ربانى , وهَمُّهُ صمدانى
وعيشه روحانى , وعمله نورانى , وحديثه سماوى .
جعل الله قلبه موضع سره , وموطن نظره , وزيَّنه بحلىَّ ربوبيته
وأدخله دار الإمارة من سلطانه , يدور بالفؤاد حول عزته
ويرتفع فى روضات قدسه , ويطير بجناح المعرفة فى سرادقات غيبه
ويجول فى ميادين قدرته , وحجب جبروته
لو رآه الجاهل بشأنه مات فزعاً بعد معرفته له من ساعته
علامته فى الدنياأن يكون البلاء عنده عسلاً , والأحزان رُطَباً
وفى الآخره كل واحد يقول : نفسى , نفسى! وهو يقول :
ربى , ربى , مرادى , مرادى .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 05, 2009 12:23 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2004 3:31 am
مشاركات: 1269
صاحب الوجهين :

أخبرنا شيخنا الولى التقى الثقة , المقرى القاضى
أبو الفضل على الواسطى القرشى بمدرسته فى واسط
قال : أنبأنا أبو على الحسن بن أحمد بن حسن الحداد
قال : أنبأنا أبوطاهر الحسن ابن الوزير أبى
القاسم على بن صدقه بن على , قال : أنبأنا أبو المطهر
سعد بن عبد الله الأصبهانى , قال : أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله
بن أحمد الحافظ , قال : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس
قال : أنبأنا أبو مسعود أحمد بن الفرات , قال : أنبأنا أبو داود الحضرى
قال : أنبأنا ابن الربيع , عن نعيم بن حنظلة
عن عمار بن ياسر رضى الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ذو الوجهين فى الدنيا , ذو لسانين فى النار "

ولهذا صرف العارفون وجوههم إلى الله تعالى , فلن ترى للعارف
وجهتين أصلا , ومن هذا السر أمروا بعدم الجمع بين أستاذين , وقالوا :
إذا وجد الأكمل الافضل فى طريق الله تعالى , الاصح اتباعاً
لرسول الله صلى الله عليه وسلم , فعلى المريد أن يتمسك به
بل على ما كان يزعم المشيخة , أن يلتحق به هو وأولاده فى الطريق .

وهذا ضرب من أعظم أضراب المعرفة بالله .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 98 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5 ... 7  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط