مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين اللهم صل على طلعة الذات المطلسم والغيث المطمطم والكمال المكتم لاهوت الجمال وناسوت الوصال وطلعة الحق هوية إنسان الأزل في نشر من لم يزل من أقمت به نواسيت الفرق إلى طريق الحق فصل اللهم به منه فيه عليه وسلم تسليما..
أما بعد فهذه ترجمة مفيدة للشيخ الأكبر العالم العامل محيي الدين محمد بن العربي رضي الله عنه وأرجو الله سبحانه أن تكون هذه الترجمة من أفضل الترجمات وأن تكون سبباً للدفاع عنه رضي الله عنه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
نسبه رضي الله عنه:
هو الشيخ الأكبر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي من ولد عبد الله بن حاتم أخي عدي بن حاتم أحد صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
كنيته ولقبه رضي الله عنه:
يكنى رضي الله عنه بأبي بكر ويلقب بمحيي الدين.
مكان وتاريخ مولده رضي الله عنه:
ولد رضي الله عنه بمدينة مرسية بالأندلس يوم الإثنين السابع عشر من رمضان لسنة 560هجرياً أي ما يوافق الثامن والعشرون من يوليو لسنة 1165ميلادياً فكان ميلاده رضي الله عنه يوافق غزوة بدر وكانت هذه أول كرامة للشيخ رضي الله عنه.
نشأته رضي الله عنه:
لقد نشأ الشيخ الأكبر في بيت يسوده التقى والورع فلقد كان والده إماماً من أئمة الفقه والحديث،أما جده فقد كان أحد قضاة الأندلس وعلمائها، وانتقل والد الإمام إلى إشبيليه وكان حاكمها في ذلك الوقت السلطان محمد بن سعد،وفي هذه المدينة نشأ الإمام حيث دفع به والده إلى عميد الفقهاء أبي بكر بن أخلف ليتعلم القراءات السبع ويجيدها قبل أن يتم العاشرة من عمره ،وكان رضي الله عنه أولاً من الموقعين عند بعض ملوك المغرب ثم أنه طرقه طارق من الله عزوجل فخرج في البراري على وجهه إلى أن نزل في قبر فمكث فيه مدة ثم خرج من القبر يتكلم بهذه العلوم التي نقلت عنه ولم يزل سائحاً في الأرض يقيم في كل بلد بحسب الإذن ثم يرحل منها ويخلف ما ألفه من الكتب فيها...
شيوخه رضي الله عنه:
1-[في علم القراءات]
الشيخ أبو بكر بن أخلف اللخمي، الشيخ أبو الحسن شريح بن محمد، الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن غالب الشراط، قاضي مدينة فاس أبو محمد عبد الله البازلي، القاضي أبو بكر محمد بن أحمد أبي حمزة، القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن دربون...
2-[في علم الحديث والرواية]
المحدث عبد الحق الإشبيلي، الشيخ عبد الصمد بن محمد، الشيخ يونس بن يحيى الهاشمي، الشيخ زاهد بن رستم الأصفهاني، الشيخ نصر بن أبي الفتوح الحصري، الشيخ سالم بن رزق الله الإفريقي، الشيخ أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني،...
3-[في فقه السادة المالكية]
القاضي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن دربون ، الشيخ محمد أبو الوليد بن أحمد بن سبيل...
4-[في رواية السيرة العطرة]
الشيخ أبو زيد السهيلي صاحب الروض الأنف.،...
5-[في علم التصوف]
الشيخ محمد بن محمد البكري، الشيخ أبو طاهر السلفي، الشيخ أبو عبد الله الغزال، الشيخ علي بن عبد الله بن جامع،...
6-[في التاريخ والتراجم]
الحافظ ابن عساكر ، الشيخ ابن الجوزي الحنبلي،...
إجازاته رضي الله عنه:
1- أجازه قاضي فاس أبو محمد عبد الله البازلي إجازة عامة.
2- أجازه القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي حمزة إجازة عامة.
3- أجازه الشيخ عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن الحرستاني إجازة عامة.
4- أجازه الشيخ زاهد بن رستم الإصفهاني إمام المقام بالحرم إجازة عامة.
5- أجازه الشيخ نصر بن أبي الفتوح بن عمر الحصري إمام مقام الحنابلة بالحرم إجازة عامة.
6- أجازه الشيخ سالم بن رزق الله الإفريقي إجازة عامة.
7- أجازه الشيخ أبو عبد الله العزي الفاخري إجازة عامة.
8- أجازه الشيخ أبو الوابل بن العربي إجازة عامة.
9- أجازه الشيخ محمد بن محمد بن محمد البكري إجازة عامة.
10- أجازه الشيخ أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني إجازة عامة.
11- أجازه الشيخ أبو الطاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم إجازة عامة.
12- أجازه الشيخ أبو طاهر السلفي الإصبهاني إجازة عامة.
13- أجازه الشيخ جابر بن أيوب الحضرمي إجازة عامة.
14- أجازه الحافظ ابن عساكر إجازة عامة.
15- أجازه الشيخ محمد بن إسماعيل بن محمد القزويني إجازة عامة.
وغيرهم الكثير والكثير...
مؤلفاته رضي الله عنه:
1-[ في علم التفسير]
له تفسير مطول يسمى الجمع والتفصيل في أسرار معاني التنزيل[64مجلد وانتقل الشيخ ولم يكماه ووصل فيه إلى الآية إذ قال موسى لفتاه لا أبرح...]، تفسير مختصر بإسمه في مجلدين.
2-[في علم الحديث]
إختصار البخاري، إختصار مسلم،إختصار الترمذي، المصباح في الجمع بين الصحاح، الإحتفال فيما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سني الأحوال، مكافأة الأنوار فيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى من الأخبار ، كنز الأبرار فيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأدعية والأذكار، العوالي في أسانيد الحديث،...
3-[في علم الفقه]
المجلى في مختصر المحلى،...
4-[ في السيرة العطرة]
له إختصار في السيرة العطرة.
5-[في علوم التصوف]
الجذوة المقتبسة والخطرة المختلسة، مفتاح السعادة في معرفة الدخول إلى طريق الإرادة، المثلثات الواردة في القرآن العظيم، الأجوبة عن المسائل المنصورة ، متابعة القطب ، مناهج الإرتقا إلى إفتضاض أبكار النقا بجنان اللقا (يحتوي على 3ألآف مقام) ، كنه مالا بد للمريد منه، المحكم في المحكم وآذان رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخلاف في آداب الملأ الأعلى، كشف الغين، سر أسماء الله الحسنى شفاء العليل في إيضاح السبيل، عقلة المستوفز، جلاء القلوب، التحقيق في الكشف عن سر الصديق، الإعلام بإشارات أهل الأوهام، الإفهام في شرح الأعلام، السراج الوهاج في شرح كلام الحلاج، نتائج الأفكار وحدائق الأزهار، الميزان في حقيقة الإنسان، المحجة البيضاء ، الأربعين المتقابلة، الأحاديث الأربعين في الطوال العين، التدبيرات الإلهية في إصلاح المحاكمة الإنسانية، تعشق النفس بالجسم ، إنزال الغيوب على سائر القلوب، أسرار قلوب العارفين، مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية، الخلاء، المنهج السديد في شرح الخلاء، أنس المنقطعين، الموعظة الحسنة، البغية، الدرة الفاخرة في ذكر من انتفعت به فس طريق الآخرة من إنسان وحيوان ونبات ومعدن، المبادئ والغايات فيما لحروف المعجم من الآيات ، مواقع النجوم، الإنزالات، الموجود ، حلية الأبدال، أنوار الفجر، الفتوحات المكية(وطباعته الموجودة الآن بها تحريف)، تاج التراجم، الفحوص ، الرصوص ، الشواهد، القطب والإمامين، روح القدس ، التنزلات الموصلية،إشارات القرآن في العالم والإنسان، القسم الإلهي، الأقسام الإلهية، الجمال والجلال، المقنع في إيضاح السهل الممتنع، شروط أهل الطريق، الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار، عنقاء مغرب، عقائد أهل علم الكلام، الإيجاد والكون، الرسائل، الإشارات في الأسرار الألهيات والكتابات، الحجة، إنشاء الجداول والدوائر، الإعلاق في مكارم الأخلاق، روضة العاشقين، الميم والواو والنون، ديوان المعارف الإلهية، المبشرات، الرحلة، الأحدية، الهوية الرحمية، الجامع(الجلالة العظيمة)، المجد، الديمومية، الجود، القيومية، الإحسان، الفلك والسعادة، الحكمة، العزة، الأزل، النون، الإبداع، الخلق والأمر، القدم، الصادر والوارد،الملك، الواردو الواردات، القدس، الحياة، العلم، المشتبه، الفهوانية، الرقم، العين، المياه، ركن المدائن، المبادئ، الزلفة، الرقيم، الدعاء، الإجابة، الرمز، الرتبة، البقاء، القدرة، الحكم والشرائع، الغيب، مفاتيح الغيب، الخزائن العلمية، الرياح اللواقح، الريح العقيم، الكنز، التدبير والتفصيل، اللذة والألم، الحق، الحمد، المؤمن والمسلم والمحسن، القدر، الشأن، الوجود، التحويل، الوحي، الإنسان، التركيب، المعراج، الروايح والأنفاس، الملل، الأرواح، النحل، البرزخ، الحسن، القسطاس، القلم، اللوح، التحفة والطرفة، المعرفة، الأعراف، زيادة كبد الحوت، الإسفار في نتائج الأسفار، الأحجار المتفجرة والمتشققة والهابطة، الجبال، الطبق، النمل، العرش، مراتب الكشف، الأبيض، الكرسي، الفلك المشحون، الهبا، الجسم، الزمان، المكان، الحركة، العالم، الآباء العلويات والأمهات السفليات، النجم والشجر،سجود القلب، الرسالة والنبوة والمعرفة والولاية، الغايات التسعة عشر، الجنة، النار، الحضرة، المناظرة بين الإنسان الكامل، التفضيل بين الملك والبشر، المبشرات الكبرى، الأولين، العبادة، النصائح(ما يعول عليه)، إيجاز اللسان في الترجمة عن القرآن، شرح الأسماء، الذخائر والأعلاق، النكاح المطلق، اللوامع، الطوالع، اللوائح، الاسم والرسم، الفصل والوصل، مراتب العلوم، الوهب، انتقاش النور، النحل، الوجد، الطالب والمجذوب، الأدب، الحال، الشريعة والحقيقة، التحكم والشطح، المخلوق، الإفراد وذوو الأعداد، الملامتية، الخوف والرجاء، القبض والبسط، الهيبة والأنس، اللسانين، الفناء والبقاء، الغيبة والحضور، الصحو والسكر، التجليات، القرب والبعد،المحو والإثبات، الخواطر، الرياضة والتجلي، المحق والسحق،....
وغير ذلك الكثير والكثير،،،.
ثناء العلماء عليه رضي الله عنه:
قال شيخ الإسلام النبهاني في جامع كرامات الأولياء مانصه: وقد أثنى عليه الثناء الجميل أئمة العلماء والعارفين من ساداتنا الصوفية وغيرهم من أكابر العلماء العاملين من أهل المذاهب الأربعة وأطال الكلام في ذلك الإمام الشعراني في اليواقيت والجواهر ونقل كلام كثيرين منهم بأبلغ العبارات وألف في الثناء عليه أيضاً في كثير من كتبه وكذلك سيدي العارف بالله السيد مصطفى البكري فمما قاله في كتابه "السيوف الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد": وممن أثنى على هذا الإمام الموصوف بأنه خاتم الولاية الخاصة المحمدية وبدرها التمام شيخ الشيوخ أبو مدين الغوث الأفخر وسماه رضي الله عنه بالشيخ الأكبر ثم نقل الثناء عليه عن الشهاب السهروردي والعز بن عبد السلام وشيخ الإسلام زكريا وابن حجر الهيتمي والحافظ السيوطي قال:إنه ألف رسالة سماها" تنبيه الغبي في تبرئة ابن العربي"، وسيدي علي بن ميمون قال:إنه ألف رسالة في مدحه والثناء عليه والحط على المنكرين وأثنى عليه الجلال الدواني والسيد عبد القادر العيدروس في النور السافر وابن كمال باشا ونجم الدين الفيروزآبادي صاحب القاموس ونقل عباراتهم ثم قال:وأشبع الرد على المنكرين شيخنا الشيخ عبد الغني النابلسي في كتابه "الرد المتين على منتقص العارف محيي الدين" ...
وقال الشيخ أبو بكر عبد الرحمن مخيون في تقديم له لكتاب رد المتشابه إلى المحكم لابن عربي ما نصه: وجاء في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني وبهامشه كتابه الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر ...."وكان رضي الله عنه متقيداً بالكتاب والسنة ويقول كل من رمى بميزان الشريعة من يده لحظة هلك وسيأتي قوله وكل ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك وهذا اعتقاد الجماعة إلى قيام الساعة وجميع مالم يفهمه الناس من كلامه إنما هو لعلو مراقيه وجميع ما عارض من كلامه ظاهر الشريعة وما عليه الجمهور فهو مدسوس عليه كما أخبرني بذلك سيدي الشيخ أبو الطاهر المغربي نزيل مكة المشرفة ثم أخرج لي نسخة الفتوحات التي قابلها على نسخة الشيخ التي بخطه في مدينة قونية فلم أر فيها شيئاً مما كنت توقفت فيه وحذفته حين اختصرت الفتوحات...
وقد دس الزنادقة تحت وسادة الإمام أحمد بن حنبل في مرض موته عقائد زائغة ولولا أن أصحابه يعلمون منه صحة الإعتقاد لافتتنوا بما وجدوه تحت وسادته....وكذلك دسوا على الإمام الغزالي عدة مسائل في كتاب الإحياء وظفر القاضي عياض بنسخة من تلك النسخ فأمر بأحراقها وكذلك دسوا علي أنا في كتابي المسمى بالبحر المورود جملة من العقائد الزائغة وأشاعوا تلك العقائد في مصر ومكة نحو ثلاث سنين وأنا برئ منها كما بينت ذلك في خطبة الكتاب لما غيرتها وكان العلماء كتبوا عليه وأجازوه فما سكنت الفتنة حتى أرسلت إليهم النسخة التي عليها خطوطهم ... إذا علمت ذلك فيحتمل أن الحسدة دسوا على الشيخ في كتبه كما دسوا في كتبي أنا فإنه أمر قد شاهدته عن أهل عصري في حقي الله يغفر لنا....
قال الشيخ مخيون "وأما من أثنى على الشيخ من العلماء ومدح مؤلفاته فقد كان الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي صاحب كتاب القاموس في اللغة يقول لم يبلغنا عن أحد من القوم أنه بلغ في علم الشريعة والحقيقة ما بلغه الشيخ محيي الدين أبداً...وكان يعتقده غاية الأعتقاد وينكر على من أنكر ويقول لم يزل الناس منكبين على الأعتقاد في الشيخ وعلى كتابة مؤلفاته نحل الذهب في حياته وبعد وفاته إلى أن أراد الله ماأراد من انتصاب شخص من اليمن اسمه جمال الدين بن الخياط فكتب مسائل في درج وأرسلها إلى العلماء ببلاد الإسلام وقال هذه عقائد الشيخ محيي الدين بن العربي وذكر فيها عقائد زائغة ومسائل خارقة لإجماع المسلمين فكتب العلماء على ذلك بحسب السؤال وشنعوا على من يعتقد ذلك من غير تثبت والشيخ عن ذلك كله بمعزل..."
وقال(أي مجد الدين) والذي أقوله وأتحققه وأدين الله تعالى به أن الشيخ محيي الدين كان شيخ الطريقة حالاً وعلماً وإمام التحقيق حقيقةً ورسماً ومحيي علوم العارفين فعلاً واسماً إذا تغلغل فكر المرء في طرف من مجده غرقت فيه خواطره لأنه بحر لا تكدره الدلاء وسحاب لا يتقاصى عنه الأنواء ، كانت دعواته تخرق السبع الطباق وتغترف بركاته فتملأ الآفاق وهو يقيناً فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أنني ما أنصفته:
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وما علي إذا ماقلت معتقدي=دع الجهول يظن الجهل عدوانا
والله والله والله العظيم ومن=أقامه حجة للدين برهانا
إن الذي قلت نعض من مناقبه=مازدت إلا لعلي زدت نقصانا
[/poet]
وقال (أي مجد الدين): وأما كتبه رضي الله عنه فهي البحار الزواخر التي ما وضع الواضعون مثلها ومن خصائصها: ما واظب أحد على مطالعتها إلا وتصدر لحل المشكلات في الدين ومعضلات مسائله وهذا الشأن لا يوجد في كتب غيره أبداً.
قال الشيخ مخيون:وممن أثنى عليه أيضاً كمال الدين الزملكاني رحمه الله تعالى وكان من أجل علماء الشام وكذلك الشيخ قطب الدين الحموي وقيل له لما رجع من الشام إلى بلاده كيف وجدت الشيخ محيي الدين؟ فقال وجدته في العلم والزهد والمعارف بحراً زخراً لا ساحل له وممن أثنى عليه الشيخ صلاح الدين الصفدي في تاريخ علماء مصر وقال: من أراد أن ينظر إلى كلام أهل العلوم اللدنية فلينظر في كتب الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه الله.
وسئل الحافظ الذهبي عن قول الشيخ محيي الدين في كتابه الفصوص أنه ما صنعه إلا بإذن من الحضرة النبوية. فقال الحافظ" ما أظن أن مثل هذا الشيخ محيي الدين يكذب أصلاً، مع أن الحافظ الذهبي كان من أشد المنكرين على الشيخ وعلى طائفته الصوفية هو وابن تيمية.
وممن أثنى عليه أيضاً الشيخ قطب الدين الشيرازي وكان يقول أن الشيخ محيي الدين كان كاملاً في العلوم الشرعية والحقيقية ولا يقدح فيه إلا من لم يفهم ولم يؤمن به.
وكان الشيخ مؤيد الدين الخجندي يقول ما سمعنا بأحد من أهل الطريق اطلع على ما اطلع عليه الشيخ محيي الدين وكذلك كان يقول الشيخ شهاب الدسن السهروردي والشيخ كمال الدين الكاشي وقال فيه:أنه الكامل المحقق صاحب الكمالات والكرامات، مع أن هؤلاء الأشياخ كانوا من أشد الناس إنكاراً على من يخالف ظاهر الشر يعة.
وممن أثنى عليه الشيخ فخر الدين الرازي وقال كان الشيخ محيي الدين ولياً عظيماً.
وسئل الإمام النووي عن الشيخ محيي الدين بن عربي قال: تلك أمة قد خلت ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسئ الظن بأحد من أولياء الله عزوجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق.
وقال في شرح المهذب ثم إذا أول فليؤول كلامهم إلى سبعين وجهاً ولا نقبل عنه تأويلاً واحداً ما ذاك إلا تعنت ، قلت (أي الشيخ مخيون):وقد صنف الشيخ سراج الدين المخزومي كتاباً في الرد عن الشيخ محيي الدين وقال: كيف يسوغ لأحد من أمثالنا الإنكار على مالم يفهمه من كلامه في الفتوحات وغيرها؟ وقد وقف على ما فيها نحو من ألف عالم وتلقوها بالقبول ، قال وقد شرح كتابه الفصوص جماعة من الأعلام الشافعية وغيرهم منهم الشيخ بدر الدين بن جماعة. انتهى باختصار
وقال شيخ الإسلام النبهاني في شواهد الحق:" وسئل الإمام ابن حجر(الهيتمي) أيضاً ما حكم مطالعة كتب الشيخ محيي الدين بن عربي؟ فأجاب بقوله الذي آثرناه عن أكابر مشايخنا العلماء الذين يستسقى بهم الغيث وعليهم المعول وإليهم المرجع في تحرير الأحكام وبيان الأحوال والمعارف والمقامات والإشارات أن الشيخ محيي الدين بن عربي من أولياء الله تعالى العارفين ومن العلماء العاملين وقد اتفقوا على أنه كان أعلم أهل زمانه بحيث أنه كان في كل فن متبوعاً لا تابعاً وأنه في التحقيق والكشف والكلام على الفرق والجمع بحر لا يجارى وإمام لا يغالط ولا يمارى وأنه أروع أهل زمانه وألزمهم للسنة وأعظمهم مجاهدة حتى إنه مكث ثلاثة أشهر على وضوء واحد وقس على ذلك ما هو من سوابقه ولواحقه ووقع لي ما هو أعظم من ذلك ومنه أنه لنا صنف كتابه الفتوحات المكية وضعه على ظهر الكعبة ورقاً من غير وقاية عليه فمكث على ظهرها سنة لم يمسه مطر ولا أخذ منه الريح ورقة واحدة مع كثرة الرياح والأمطار بمكة فحفظ الله كتابه هذا من هذين الضدين دليل أي دليل وعلامة أي علامة على أمه تعالى قبل منه ذلك الكتاب وأثابه عليه وحمد تصنيفه له فلا ينبغي التعرض للإنكار عليه فإنه السم القاتل لوقته كما شاهدناه وجربناه في أناس حق عليهم المقت وسوء العقاب ما أوجب لهم التعرض لهذا الإمام العارف بالإنكار حتى استؤصل شأفتهم وقطع دابرهم فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم فمعاذاً بالله من أحوالهم وتضرعاً إليه بالسلامة من أقوالهم.... انتهى
ثناء علماء العصر الحديث عليه رضي الله عنه:
قال الشيخ الكامل صالح الجعفري رضي الله عنه في فتاويه عندما سأله سائل حول كتب سيدي محيي الدين بن العربي؟ فقال رضي الله عنه:" ابن عربي الطائي رحمة الله عليه ورضي عنه من أكابر الصوفية وأكابر العلماء يقفون عند كلامه فإن كنت من أكابر الصوفية فأقرأ كتبه وإن لم تكن منهم فلا تقرأها وكما يقولون إن الذي تعلم العوم في الترعة يغرق في البحر فلا تدخل المحيط فكتب ابن عربي يقرؤها الناس الذين يمكنهم العوم في المحيطات وابن عربي من أولياء الله تعالى."
وقال شيخ الإسلام شيخ الجامع الأزهر ووزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبد الحليم محمود الحسيني في كتابه " المدرسة الشاذلية" مانصه: إن المنطق الصحيح ألا يفتي المهندس في أبحاث الأطباء وألا يحكم الأديب باعتباره أديباً في أعمال المهندسين ومن العدالة على هذا الوضع ألا يحكم على هذه القمم الشامخة ابن عربي، الحلاج، ابن الفارض،من لم يبلغ مداهم أو يقاربه لقد قيل مرة لأحد شيوخنا الصالحين الأجلاء إن فلاناً ينتقد ابن عربي في المجلات فقال رضوان الله عليه وهل من حق الخنافس أن تحكم على أعمال الأسد؟ إن الخنافس لا تحكم على أعمال السباع وليس من حقها أن تتحدث فيما تفعله السباع ومنطقها دائماً منطق الخنافس ، أما الإمام اليافعي رضوان الله عليه فإنه يقول عن خصوم سيدنا محيي الدين إن حكمهم حكم ناموسة على جبل تريد إزالته من مكانه وتذهب الريح بأمم من الناموس وتبقى الجبال شو امخ راسيات بها تثبت الأرض وبها يحفظ ميزان الدنيا . والرأي الذي لا يتأتى غيره من المنصف الرأي الحق هو ما قاله الإمام الشعراني عن الصوفية عامة وعن سيدنا محيي الدين خاصة" ولعمري إن عباد الأوثان لم يجرءوا على أن يجعلوا آلهتهم عين الله بل قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فكيف يظن بأولياء الله أن يدعوا الإتحاد بالحق سبحانه وتعالى هذا محال في حقهم رضوان الله عليهم " فلابد أن يبلغ الإنسان المستوى ويقارب المستوى وحينئذ سيقول كما قال أسلافنا الذين باغوا المستوى أو قاربوه رضي الله عن سيدنا محيي الدين ورضي الله عن الحلاج وعن ابن الفارض ونفعنا بهم وبكتبهم.
وذكر الإمام في نفس الكتاب عند ترجمته للشيخ عبد الواحد يحيي ( رنييه جينو) وعلاقته بالشيخ عبد الحق (شمبرينو) والشيخ عبد الهادي( إيفان جوستاف) وعلاقتهم بالشيخ عبد الرحمن عليش والأمير عبد القادر الجزائري الذي كرس ماله لطباعة الطبعة الأولى من الفتوحات ودفن بجوار الشيخ الأكبر وحكاية مجلة الطريق ومجلة المعرفة ومجلة النادي وتكوين جمعية الأكبرية بإيطاليا الدولة التي بها أكبر كنيسة كاثولوكية في العالم والتي تعمل على نشر الإسلام من خلال كتب الشيخ الأكبر ومجلة قناع إيزيس وعلاقة الأستاذ شون بها ...
ولي هنا تساؤل أسأله إلى المتنطعون (محب الدين) كيف لرجل منتقل تعتقدون بكفره يكون له تأثير من خلال كتبه على كل هؤلاء المستشرقين فيجعلهم يضربون بالدنيا عرض الحائط و يشهرون إسلامهم؟؟ أليست هذه كرامة للشيخ ؟ فاللهم زده كرامة وزد الوهابية خنلً وجهلاً وفسوقاً.
ويقول الدكتور مصطفي محمود الحسيني(صاحب برنامج العلم والإيمان) وهو من السادة النقشبندية، يقول عن الشيخ الأكبر " قرأت لمشايخ أفاضل ولكتاب إسلاميين هجوماً على ابن عربي وعلى فكره وشطحه وفي يقيني أن الرجل عظيم ولا شك وهو قمة في فكره وصوفيته والذين هاجموه لهم عذرهم فهو بحر متلاطم يغرق فيه الملاح وتغوص فيه العقول فتخرج بالدر أوتهلك ولا يكو ن لها نجاة وكتب الرجل هي للخاصة وخاصة الخاصة وهي زاد الخائفين والمحبين والعاشقين والمشغولين برنهم والأولوف الذين يدخلون الإسلام من الأوروبيين بابهم الوحيد إلى الإسلام هو ابن عربي لأنه يلتقي مع روحهم الصوفية ونظرية ابن عربي عن العدم والأعيان الثابتة في العدم هي من أعمق ما كتب..
وقال الدكتور أيضاً الذي يهاجم ابن عربي يجب أن يكون نداً له قد وصل إلى مقامه ودرجته في الولاية فإن لم يكن هكذا فليس له أن يدخل في هذا المجال.
وفي السبعينيات حين بدأت الهيئة القومية للكتاب في طبع كتاب الفتوحات وقف أحد أعضاء مجلس الشعب ممن يتوهمون العلم بالدين وطالب بوقف طباعة الكتاب لأن ابن عربي يجعل من الأسماء الإلهية آلهه لها تأثير في الكون ورد عليه الدكتور مصطفى محمود في مقالاته بجريدة الأهرام وشرح ما يقصده الشيخ الأكبر بتجليات الأسماء وقال بأسلوبه الخفيف الظل و تهكمه المحبب إلى كل القراء " ليست وظيفة عضو مجلس الشعب أن يتحدث عن ابن عربي الذي حارفيه أساتذة في جامعات الشرق والغرب أنفقوا حياتهم في دراسته ولم يفهموا حقيقته على هذا العضو ألا ينظر في الفتوحات بل ينظر في المجاري الطافحة وأكوام الزبالة في شوارع القاهرة ومداخلها ينظر في مشكلة طابونة تخبز العيش للجياع من الناس في شارع ملئ بالحفر والبالوعات المكشوفة....
وختامه مسك نختم بقول سيدنا ومولانا قامع البدعة وناصر السنة السيد الشريف الدكتور محمود السيد صبيح رضي الله عنه والذي يترحم على ابن العربي في كتابه المهدي وصحابي مصر (المقدمة)، ويقطتف من كلماته في صفحة 111 ، ويقول في كتابه حتى لا تضيع الهوية الصوفية صفحة 115 " معظم الصوفية يقدرون الشيخ محي الدين بن العربي صاحب الفتوحات المكية وإن كان بعضهم يحرم النظر في كتبه وهو منه برئ ، بعض التيارات- والعياذ بالله- تكفر محيي الدين بن العربي ، أئمة كبار أثنوا عليه وأئمة آخرون توقفوا فيه وبعضهم أغلظ فيه القول وقد كتب في تبرئته الإمام السيوطي رسالة سماها تنبيه الغبي في تبرئة ابن عربي .....
ثم استدل الدكتور رضي الله عنه بما قاله ابن عربي في الفتوحات بخصوص الشيعة لعنهم الله ورؤيتهم في صورة خنازير وإثبات أن ابن عربي ليس بشيعي والعياذ بالله...
(راجع كتابي المهدي وحتى لا تضيع الهوية الصوفية لعالم العصر الدكتور محمود السيد صبيح رضي الله عنه.)
وللحديث بقية مع الجزء الثاني من هذه الترجمة،
والحمد لله رب العالمين.
