موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: زلات العلماء : «زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِينَةِ
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 04, 2021 12:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8038
زلات العلماء : «زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِينَةِ, تَغْرَقَ وَيَغْرَقُ مَعَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ»
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
( زلات العلماء
فأما العلماء فهم من- بإذن الله- حفظوا هذا الدين, وعلموا الناس أصول الإيمان, وعلموهم الحرام والحلال, ولما لا فهم ورثة الأنبياء.
العلماء لهم الفضل العميم في الدنيا والآخرة, ما تذكروا وعملوا بقوله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (الرحمن 46) , فخاف الله في الأمة, العلماء لهم الفضل العظيم ما كانت فيهم الخشية من الله, العلماء هم الواسطة بين سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وبين الأمة, وافترقوا فكان منهم العلماء بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وهم من يدلون على الآخرة مع تمكن, ومنهم من كان من علماء العقائد, ومنهم من كان من علماء الشريعة, أو التفسير أو الأصول أوالفقه, أو الحديث, أو اللغة.
العلماء كغيرهم من خلق الله, أعد الشيطان والدجال لهم خططاً محكمة, بحيث يكون الأمان في بعضهم أحياناً نوعاً من أنواع الوهم, بحيث أن يكون بعض ممن المفترض بهم القيام بأمر الدين معاول هدم وهم يدرون أو لايدرون.
تَرْكُ العلماء فتنة ما بعدها فتنة, واتّباعهم في زلاتهم فتنة شديدة جداً. وهذا إن كانوا علماء على النهج القويم, أما من لم يكن منهم على النهج القويم فمن اتبعهم لا تجده إلا:
قاتلاً أو تائهاً أو منحلاً أو حانقاً على المجتمع يسعى عليه بالكفر أو التضليل.
من الممكن القول إنه في عصرنا هذا توجد أربعة أنواع من الفتن بسبب زلات العلماء:
الفتنة الأولى: فتنة اتِّبَاع زلات وقع فيها بعض العلماء الصادقين, قد يكون غفر الله لهم لسبق القسمة, أو لكثرة خيراتهم.
الفتنة الثانية: فتنة اتِّبَاع شواذ ما قاله ابن تيمية ومدرسته.
الفتنة الثالثة: فتنة اتِّبَاع أقوال علماء لم يقلها أحد من الأئمة الصادقين من قبل, ويبدو أن هذه الأقوال متناغمة مع خطة الدجال في إظهار دين عالمي جديد موحد, تذوب فيه الفروق بين الأديان والطوائف, ويبدو أن الدجال اخترق المسلمين وجعل من علمائهم المفتونين حاملين لراياته جالسين على كراسيه في حفلته.
ممن قَالَ فيهم عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
«سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ، وَلَا مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ، وَفِيهِمْ تَعُودُ».
الفتنة الرابعة: فتنة اتِّبَاع بعض أقوال أهل الله, مما لا يدرى هل أخطأوا فيها أم دست في كتبهم.
أما عن الفتنة الأولى:
وهي فتنة اتِّبَاع زلات وقع فيها بعض العلماء الصادقين, قد يكون غفر الله لهم لسبق القسمة, أو لكثرة خيراتهم, فنقول:
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَثَلَاثَةً: زَلَّةَ عَالِمٍ، وَجِدَالَ مُنَافِقٍ، وَدُنْيَا تَقْطَعُ أَعْنَاقَكُمْ.
فَأَمَّا زَلَّةُ عَالِمٍ فَإِنِ اهْتَدَى فَلَا تُقَلِّدُوهَ دِينَكُمْ، وَإِنْ زلَّ فَلَا تَقَطَّعُوا عَنْهُ آمَالَكُمْ.
وَأَمَّا جِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّ لِلْقُرْآنِ مَنَارًا كَمَنَارِ الطَّرِيقِ، فَمَا عَرَفْتُمْ فَخُذُوهُ، وَمَا أَنْكَرْتُمْ فَرَدُّوهُ إِلَى عَالِمِهِ.
وَأَمَّا دُنْيَا تَقْطَعُ أَعْنَاقَكُمْ، فَمَنْ جَعَلَ اللَّهَ فِي قَلْبِهِ غِنًى فَهُوَ الْغَنِيُّ».
وعَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِمُعَاذٍ: أَوْصِنِي، حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: «اتَّقِ زَلَّةَ الْعَالِمِ، وَعَلَيْكَ بِابْنِ أُمِّ عَبْدٍ».
وحدث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلّم يَقُولُ: «إِنِّي أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي مِنْ أَعْمَالٍ ثَلَاثَةٍ» قَالُوا: مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «زَلَّةُ الْعَالِمِ، أَوْ حُكْمٌ جَائِرٌ، أَوْ هَوًى مُتَّبَعٌ».
وقد ورد في معنى ذلك أحاديث أخرى من طريق أبي هريرة وابن عمر وجابر بن عبد الله.
عَنْ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ: «هَلْ تَعْرِفُ مَا يَهْدِمُ الْإِسْلَامَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: «يَهْدِمُهُ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْكِتَابِ وَحُكْمُ الْأَئِمَّةِ الْمُضِلِّينَ».
وفي رواية أخرى لأبي نعيم, عَنْ زِيَادِ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: "يَا زِيَادُ، أَفِي هَدْمٍ أَنْتُمْ أَمْ فِي بِنَاءٍ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا، بَلْ فِي بِنَاءٍ. فَقَالَ عُمَرُ: «أَمَا إِنَّ الزَّمَانَ يَنْهَدِمُ بِزَلَّةِ عَالِمٍ، وَجِدَالِ مُنَافِقٍ، أَوْ أَئِمَّةٍ مُضِلِّينَ».
وعَنْ نَافِعٍ أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابَ فِي الْقَصَصِ. فَقَالَ: «إِنَّهُ عَلَيَّ مِثْلُ الذَّبْحِ. قَالَ: إِنِّي أَرْجُو الْعَافِيَةَ. فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، وَجَلَسَ إِلَيْهِ عُمَرُ. فَقَالَ: تَمِيمٌ فِي قَوْلِهِ: اتَّقُوا زَلَّةَ الْعَالِمِ، فَكَرِهَ عُمَرُ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْهُ، فَيَقْطَعَ عَلَى الْقَوْمِ. وَحَضَرَ مِنْهُ قِيَامٌ، فَقَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا فَرَغَ فَسَلْهُ مَا زَلَّةُ الْعَالِمِ؟ ثُمَّ قَامَ عُمَرُ، فَجَلَسَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَغَفَلَ غَفْلَةً، وَفَرَغَ تَمِيمٌ وَقَامَ يُصَلِّي، وَكَانَ يُطِيلُ الصَّلَاةَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَجَعْتَ فَقُلْتَ. ثُمَّ انْتَبَهَ فَرَجَعَ. فَطَالَ عَلَى عُمَرَ فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ. فَقَالَ: انْطَلِقْ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ حَتَّى أَتَى تَمِيمًا الدَّارِيَّ، فَقَالَ لَهُ: مَا زَلَّةُ الْعَالِمِ؟ قَالَ: الْعَالِمُ يَزِلُّ بِالنَّاسِ فَيُؤْخَذُ بِهِ. فَعَسَى أَنْ يَتُوبَ مِنُهُ الْعَالِمُ وَالنَّاسُ يَأْخُذُونَ بِهِ».
وكَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُولُ: «إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ زَلَّةُ الْعَالِمِ، وَجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَالْقُرْآنُ حَقٌّ، وَعَلَى الْقُرْآنِ مَنَارٌ كَمَنَارِ الطَّرِيقِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ غَنِيًّا مِنَ الدُّنْيَا فَلَا دُنْيَا لَهُ».
وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ: «زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِينَةِ, تَغْرَقَ وَيَغْرَقُ مَعَهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ».
ومن أمثلة هذه الزلات:
1 ـ
عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)
(الشرح 3) قَالَ: «كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلّم ذُنُوبٌ قَدْ أَثْقَلَتْهُ فَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ».
قلت:
معاذ الله, فأين هذه الذنوب التي أثقلته؟!!
هذه السقطات والزلات من العلماء يتكيء عليها من يريد إلصاق النقص والعياذ بالله في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , فما قاله قتادة مخالف للإجماع الذي انعقد على عصمة الأنبياء من الكبائر, ومخالف لقول الجمهور - وحكى بعضهم الإجماع - بالحفظ من الصغائر قبل وبعد بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, ولا يلتفت إلى من شذ قال الْمُزَنِيّ: سُئِلَ الشَّافِعِيُّ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) (الفتح 1 - 2) قَالَ: «مَعْنَاهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِ أَبِيكَ آدَمَ وَهَبْتُهُ لَكَ، وَمَا تَأَخَّرَ مِنْ ذُنُوبِ أُمَّتِكَ أُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِكَ».
وقال الإمام القرطبى في تفسيره: "وقال عطاء الخراسانى: (مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ)
يعنى من ذنب أبويك آدم وحواء (وَمَا تَأَخَّرَ) (الفتح 2) من ذنوب أمتك، وقيل من ذنب أبيك إبراهيم وما تأخر من ذنوب النبيين .. وقال أبو على الروذباري: يقول: لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه لك ". اهـ
وقتادة عالم جليل فكيف يقع في هذه الغلطة, غفر الله له. وبرجاء مراجعة ردي على ابن تيمية في موضوع ذنوب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم المزعومة, فالنبي صلى الله عليه وآله وسلّم لم تكن له ..... قط, فلنحذر ولننتبه.
2 ـ
قال ابن إسحاق: "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا ذُكِرَ لِي- يُحَدِّثُ عَمَّا كَانَ اللَّهُ يَحْفَظُهُ بِهِ فِي صِغَرِهِ وَأَمْرِ جَاهِلِيَّتِهِ، أَنَّهُ قَالَ:
«لَقَدْ رَأَيْتنِي فِي غِلْمَانِ قُرَيْشٍ نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ بِهِ الْغِلْمَانُ، كُلُّنَا قَدْ تَعَرَّى، وَأَخَذَ إزَارَهُ فَجَعَلَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، يَحْمِلُ عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لَأُقْبِلُ مَعَهُمْ كَذَلِكَ وَأُدْبِرُ، إذْ لَكَمَنِي لَاكِمٌ مَا أَرَاهُ، لَكْمَةً وَجِيعَةً، ثُمَّ قَالَ: شُدَّ عَلَيْكَ إزَارَكَ، قَالَ: فَأَخَذْتُهُ وَشَدَدْتُهُ عَلَيَّ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِي وَإِزَارِي عَلَيَّ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي ... ».
نقول: معاذ الله من هذا الزلل, معاذ الله من هذا الوصف، معاذ الله.
ابن إسحاق له مجهودات في السيرة عظيمة جداً, وهو عمدة فيها وأول من كتبها بشكل سردي, فلم يكن علماء ذلك الزمان ينظرون للسيرة إلا مجرد أحاديث, فيها الصحيح وفيها السقيم, إلا ما كان من أهل المدينة ومن غيرهم ممن أرادوا معرفة سيرة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلّم بشكل آخر غير معرفة أحكام الحلال والحرام, فالارتباط بسيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يقتضي الارتباط بكل شيء يخص سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم؛ لذا تناول علماء السيرة يختلف عن تناول علماء الحديث أو الفقه أو الأصول أو اللغة, فمهما كان الاقتراب من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فهو يورث بركة لا يعلمها إلا الله, فإن كانت مؤيدة بالحديث فنور على نور, وفي كتابنا "سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الزمان والمكان" محاولة لمعرفة السيرة دون إخلال بنظرة كل أنواع أصحاب العلوم بمشيئة الله, وأهمها علوم أهل الله, والله المستعان.
ما قاله ابن إسحاق فلت من لسانه فلم يلتفت إليه هو, ولا غيره من الفطاحل, كابن هشام والبيهقي والسهيلي وأبي الربيع الكلاعي, وكثير ممن كتب في السيرة والتاريخ كابن كثير وغيره؛ الذين اتبعوا دون أن يدروا, ولم يعقبوا على ابن إسحاق، فيهم من الذين قد يهش لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في وجوههم ويبش, فهو بالمؤمنين رؤوف رحيم, علمنا أن لكل واحد درجة ورتبة ووراثة وأمانة (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس 40) كل على قدر سباحته.
كل خطأ أو زلل سيؤدي إلى اختلاف ترتيبك العام عند الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلّم منذ أول الخليقة حتى آخر إنسان, فلو أن عدد الخلق كذا مليار, فغير الشفاعة والنظرة والمدد فإن نورك ودرجتك وأدبك وعملك وزلاتك وفوقاتك سيحددون ترتيبك العام, والله تعالى أعلم.
هذا المثال يوضح الفرق بين علماء الشريعة وعلماء الحقيقة.
علماء الحقيقة سلطان الأدب متمكن منهم, فيطردون شياطين النفس والهوى والغفلة, أما علماء الشريعة فيظن الكثير منهم أنهم من يقومون عليها وأنهم ملوكها؛ فتتفلت منهم أمور تجعلهم كثيراً جداً في حجب عن الحضرة إلا من رحم ربي.
هذا يعلمنا أنه قد تأتي طوام من علماء كبار تسمى: زلات, وهنات.
هذه الزلات لا تأتي بخير, وإنما تأتي بحجاب والعياذ بالله, فمن اتبعهم فيها غرق، أما هؤلاء العلماء فلعل لهم شفاعة خاصة فينجون, لكن من يتبعهم في هذه الجزئية يغرق, وخاصة إذا أخذ العامي من كل عالم خطأ أو زللاً.
3 ـ
دعوى ابن إسحاق أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ترك الأوثان بناء على نصيحة زيد بن عمرو بن نفيل!!
عن ابن إسحاق قال: فحدثت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال وهو يحدث عن زيد بن عمرو بن نفيل: "إن كان لأول من عاب على الأوثان، ونهاني عنها، أقبلت من الطائف ومعي زيد بن حارثة حتى مررت بزيد بن عمرو وهو بأعلى مكة، وكانت قريش قد شهرته بفراق دينها حتى خرج من بين أظهرهم، وكان بأعلى مكة، فجلست إليه ومعي سفرة لي فيها لحم يحملها زيد بن حارثة من ذبائحنا على أصنامنا، فقربتها له، وأنا غلام شاب، فقلت: كل من هذا الطعام أي عم، قال: فلعلها أي ابن أخي من ذبائحكم هذه التي تذبحون لأوثانكم؟ فقلت: نعم، فقال: أما إنك يا ابن أخي لو سألت بنات عبد المطلب أخبرنك أني لا آكل هذه الذبائح، فلا حاجة لي بها، ثم عاب على الأوثان ومن يعبدها ويذبح لها، وقال: إنما هي باطل لا تضر ولا تنفع، أو كما قال.
قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: فما تحسست بوثن منها بعد ذلك على معرفة بها، ولا ذبحت لها حتى أكرمني الله عز وجل برسالته".
وهذا من الزلل, ولا يصح عقلاً ولا شرعاً, وقد قدمنا في كتابنا أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم عصمة الأنبياء من الكفر قبل الرسالة وبعدها, ونعتقد عصمة الأنبياء من الذنوب كبيرها وصغيرها فراجعه.
4 ـ
دعوى أبي المنذر هشام بن الكلبي وقوله في كتاب الأصنام (ص: 19): وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَهَا يَوْمًا فَقَالَ: "لَقَدْ أَهْدَيْتُ لِلْعُزَّى شَاةً عَفْرَاءَ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي".
قال الذهبي في ترجمته: هشام بْن محمد بْن السائب بْن بِشْر، أبو المنذر الكلْبيّ النّسّابة العلّامة الإخباريّ, قَالَ أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحداً يحدّث عَنْهُ. وقال الدَّارَقُطْنيّ وغيره: متروك".انتهى.
قلت: هو متروك، وأبوه متهم بالكذب, وكان أبوه يقول: أنا سبأي يعنى من أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي الذى أضل طوائف كثيرة من الشيعة. )
ـــــــــــــــــــــ
من كتاب : على أعتاب الحضرة المحمدية
للأستاذ الدكتور السيد الشريف / محمود صبيح حفظه الله ونفع به
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي وعلى آله وسلم تسليما بقدر عظمة ذاتك في كل وقت وحين)

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: زلات العلماء : «زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس نوفمبر 04, 2021 6:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 46864
وكأنكفاء النخل لعد شموخها


نعوذ بالله من الزلّه ومن الزّلل

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: زلات العلماء : «زَلَّةُ الْعَالِمِ كَانْكِسَارِ السَّفِي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 05, 2021 1:51 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8038
حامد الديب كتب:
وكأنكفاء النخل لعد شموخها


نعوذ بالله من الزلّه ومن الزّلل

جمعا آمين
اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ والخاتِمِ لِمَا سَبَقَ والنَاصِرِ الحَقِ بَالحَقَِ والهَادِي إلى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيم وعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدْرِهِ ومِقْدَارِهِ العَظِيمِ

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط