موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الفقه الإسلامى بين الفهم الصحيح ..والتطبيق الخاطئ على الواقع
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 04, 2009 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله أجمعين ... وبعد

من رحمة الله تعالى أن بعث لنا خير نبى , وأكرمنا بأفضل وأعلم وأرحم رسول .. حضرة سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وشرفنا بحضرته شرفا عظيما بأن جعلنا خير أمة .

وقد خصه الله تعالى بخصائص كثيرة ... فمنها – على سبيل المثال لا الحصر - :

- أن الله تعالى علمه علم الأولين والآخرين .. وأطلعه على كل شئ ..

قال تعالى ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) .

وقال حضرته صلى الله عليه وآله وسلم – فيما أخرجه الترمذي (11/27) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ- :
( أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ قَالَ أَحْسَبُهُ قَالَ فِي الْمَنَامِ , فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ أَوْ قَالَ فِي نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ) فى حديث طويل .

وفى رواية عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِشٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عند الإمام أحمد (33/ 429) قال ( فَوَضَعَ كَفَّيْهِ بَيْنَ كَتِفَيَّ فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ حَتَّى تَجَلَّى لِي مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ }

وفى حديث مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ عند الإمام أحمد (45/86) قَالَ ( فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ صَدْرِي فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ )

- ومنها .. أنه صلى الله على حضرته وآله وسلم .. خاتم النبيين , فلا نبى بعده ولا رسول .
وهذا يعنى أن شريعته دائمة , ومستمرة إلى قيام الساعة .. وأنه صلى الله على حضرته وآله وسلم لم يترك لنا أمرا صغيرا أو كبيرا .. فيه ما يقربنا إلى رضوان الله تعالى .. ويقينا النار .. إلا ودلنا عليه .

هذه المقدمة السريعة أسوقها – أولا- بين أيديكم لنتفق على قاعدة هامة ... ألا وهى – من وجهة نظرى –

أن المسلم الواعى العاقل .. واقف دائما أثناء الأحداث والفتن والمستجدات عند حدود الله .. وسنة رسوله المبارك الطاهر صلى الله على حضرته وآله وسلم .. يتلقى الفهم من خلال مارسمته الشريعة الغراء له .. متأدب مع فهم أولى العلم والبصيرة للأحداث .. عارف بزمانه ... مقبل على شانه .. لا تدفعه العاطفة إلى الخروج عن النَظْم الموضوع .. ولا استعجال البلاء ... بل يرجع إلى أهل البصيرة من أهل الله ...

قال تعالى ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) .

يعنى ببساطة .. وبلغة ولاد البلد .. أقول لكم :

المسلم إنسان عنده أصول .. وقواعد .. ما يقدرش يخرج عنها .. لأنها بالنسبة له .. دين .. وعبودية لله .

هو إنسان عارف قوى ... إن الله تعالى أرسل حضرة النبى صلى الله على حضرته وآله وسلم رحمة .. وعلمه كل شئ ... حتى الفتن اللى فى آخر الزمان ... عرفنا نعمل إيه وقتها .

وافتكروا معايا ... لما قعد حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم مع أحبابه من الأنصار وقال لهم
( سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ ) أخرجه البخاري (11/436) , والبيهقى فى السنن الكبرى (8/157) تحت باب : الصبر على أذى يصيبه من جهة إمامه , وإنكار المنكر من أموره بقلبه وترك الخروج عليه .

وقال لهم فى حديث آخر ( إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ ) أخرجه مسلم (9/382) وبوب له ( بَاب الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ عِنْدَ ظُلْمِ الْوُلَاةِ وَاسْتِئْثَارِهِمْ )

فلو حصل أى حاجة .. على طول يطلع يجرى على ما قاله الله ورسوله وأهل العلم الظاهر .. وأهل الله .. فهو ما عندوش حمية جاهلية .. وما عندوش فهم فردى من نافوخه .. وما عندوش انفعال طايش .. يستفيد منه الفرق والجماعات المتربصة .

المقدمة دى بقولها ليه ؟؟؟ أقول لحضراتكم ... زمان لما كنا بنقرأ فى كتب الفقه .. كان بيقابلنا أشياء مش عارفين نفهمها .. أبسط حاجة قوى ... مقادير الزكاة .. فى الحبوب والثمار ... ونصاب الزكاة فيما يجب فيه الزكاة ... فكنا نقرأ ... رطل .. أردب ... مثقال ... درهم ... فكنا مش عارفين نطبق ده إزاى فى الزمن اللى إحنا فيه ... وما فيش رطل ولا أردب .. لكن فيه كيلو .. وفيه الطن ... وما نعرفش المثقال الذهب .. وإيه وزن الدرهم .. بس نعرف الجرام .

وكنا نقرأ .. مثلا .. عن فقه الرقيق والعبيد .. والأَمَة .. والمكاتب .. ومتى يعتق العبد .. وما هى أم الولد .. وما هن السبايا والجوارى .. وطبعا موضوع الجوارى ده .. حاجة لذيذة .. يعنى .. ما علينا .
المهم ... دا موضوع إزاى نفهمه فى ضوء الزمن اللى احنا عايشينه ؟؟!!! وغير كده كتير .. هاتكلم عليه بعد كده .. حته .. حته .

المهم .... فكان لازم نفهم حاجتين فى غاية الأهمية :

الأولى ... إن اللى موجود فى كتب الفقه والشريعة صحيح .. من ناحية ثبوته وشرعيته .. وإنه من عند الله ورسوله .

الثانية .... إن الشريعة فيها مرونة وبساطة .. لازم تناسب الزمن اللى احنا عايشين فيه ... بس اللى يقدر يعلمنا فهم هذه النصوص والأحكام الشرعية .. فى ضوء العصر والزمن اللى احنا فيه .. أكيد هم العلماء .. والأولياء .

صح يا اخوانا .. ولا إيه

إذا كان ده فى موضوع زى الزكاة ... اللى يخص المسلم العادى ... فما بالكم فى مواضيع تانية فى غاية الخطورة .. زى الخلافة .. والإمارة .. وما يتعلق بذلك ... أظن يحتاج لألف وقفة .. وفهم .. ليه ..

لأن حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال ( مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ فَلَا حُجَّةَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ فَقَدْ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) أخرجه الإمام أحمد (11/166) عَنِ ابْنِ عُمَرَ .

وقَالَ حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم ( مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً , وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ , وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ ) أخرجه مسلم (9/388) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .

يا خبر أبيض .. دا موضوع الراية العُمّيّة .. والسيف .. والتمسك بما عليه جماعة المسلمين ... وفهم الفقه فى ضوء ومفهوم العصر اللى احنا عايشين فيه ... والقصة دى .. فى غاية الخطورة .
وأكمل بعدين .. بمشيئة الله تعالى .

وصل اللهم على سيدنا ومولانا رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وسلم , وعظم وشرف وكرم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 19 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط