غزوة بدر ( لحسن قاسم ) قدس الله سره

حسن قاسم · **مرسل:** الثلاثاء يونيو 28, 2016 1:44 pm

غزوة بدر مفخرة كـــبرى للاسلام

حقا إنها والله لمفخرة من مفاخر التاريخ فى الالاسم ؛ بل معجزة من معجزات الدهر فى العالم وفاتحة خير للاسلام والمسلمين – ودرس بليغ للمتبصرين يالها الله من غزوة – غزوة يتجلى فيها العدل والمساواة والثبات والعزيمة الصادقة وإصابة الرأى واننقياد الرئيس لمرؤوسه وعلم الكبير برأى الصغير وتبادل الآراء مع التفويض والتسليم والاخلاص والحب فى الله والبغض من أجله والتفانى فى الخدمة والاجتهاد فى العمل بجد واخلاص ولا ستماتة فى أداء الواجب والتضامن والتضافر .
أى فخر يعادل ذلك الفخر ، وأى شرف أعلى وأغلى من ذلك الشرف ، وأى خير كهذا الينبوع السيال ، يالثلاثمائة محارب من المسلمين ، تثبت أمام تسعمائة من صناديد قريش ورجالاتها فتهزم الثلاثمائة التسعمائة ، فتأنى طلائع الجيش ظافرة ناصرة والرسول فى طليعتها وهو يقول ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) يالهذا النصر المؤزر والفتح المبين – تسعمائة محارب او تزيد لم تثبت أمام فئة فى قلة من العدد وبساطة من العدد ، اليس لأن هؤلاء كانوا يحملون فى صدورهم الأحن والاضغان – وهولاء يحملون التقوى والإيمان ، فى يمناهم كتاب الله وفى يسراهم سيف الحق ، يشهرونه على من بغى وطغى وعصى الله وآثر الدنيا على الآخرة ، وهذه قل متاع الدينا قليل ، وهذه ماعندكم ينفذ وما عند الله باق ؛ فأغنى هؤلاء ما يحملون وباء بسخط الله الذين يمكرون
يالعزيمة القوم الصادقة وإيمانهم اليمانى ، والعدة والعديدة والافلال والحديد وصهيل الخيل ، وقرع الاسنة والنبال ، واشتباك الحرب واشتداد النضال كل هذه لم يهب الذين كانوا أقوى عزيمة بالله – وأمضى سلاحا بالايمان ، وأثبت جنابا بالقرآن وأشد بأسا بقائدهم وإمامهم حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وقر فى صدورهم من حبه ، فولوهم الأدبار وابادوا جيشهم الجرار ، وفعادوا لا يلون على قرار وأصبحوا لا ترى مساكنهم فليس فيها من عات جبار ولا نافخ نار وقد لاذت جموعهم بالفرار تنادى واسوءتاه واسوءتاه واحسرتاه وأحسرتاه ليتنا أطعنا محمدا وصحبه ، ليتنا كنا له تبعا ، هذا وقد مضى القوم وحل بهم ما حل ، فحدث عما أصابهم ولا تسل ، وحسبك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسكم
لم يا ترى ألبس الله هؤلاء الطغاة لباس الجوع والهوان وأذاقهم العذاب ألوان ، أذاقهم ملحا أجاجا وأذاق هؤلاء غذبا فراتا ، لأن هؤلاء كانوا يحاربون لا لمطمع فى مال ولا لمطمع فى جاه بل كانوا يحاربون دفاعا عن المبدأ الاسمى والمثل الأعلى وهو دين الله القويم وعبادة الله المثلى واعلاء كلمته العليا ولأنهم قد تذوقوا حلاوة الايمان فطهرت قلوبهم من الاحن والمحن والاضغان
وأشربت بحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفادى فى الخدمة التى ترضى الله والموت فى سبيل الله – فلا الموت يهابون ولا عدو الله يرهبون هو يخافهم وقبيله وهم لا يخافون بل يرون الموت لازم لازب والشهادة أمر جازم حازم ، ليحظوا عند الله بما هو أبقى وانقى ، وما عند الله خير وأتقى للابرار .
أنظر أيها الانسان الذى قد ألهاك التكاثر ، فرحت بالمال وتفاخر واتبعت المعاصى وصرت لها تبادر وأنت على أبواب المقابر وسوف والله عما قريب ما تحب ومن تحب تغادر
( أنظر ) هذا الرسول الأعظم يأتيه الحباب بن المنذر بن الجموع قيقول : أرأيت يا رسول الله هذا المنزل . أمنولا أنزلكه الله ليس لنا ا، نتقدم أو نتأخر عنه أم هو الرأى والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأى والحرب والمكيدة ، قال فان هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى تأتى أدنى ماء من القوم فإنى أعرف غزارة مائة فتزل به ثم تغور ما وراءه من القلب ثم تبنى عليه حوضا فنملؤها ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون
يقول هذا الحباب للرسول فيعدل الرسول عما كان قد رسمه من خطة للجيش المقاتل ويغادر المنزل الذى كان قد نزله ، ويأخذ برأى الحباب ويستصوبه ولم يترد فى قبوله بل ينهض ويسير بالمسلمين حتى يأتى أقرب ماء من المكان وينزل ويبنى ويملأ كما أشار عليه الخباب ، وكان النصر وكان الظفر ، أليس فى هذا إشارة إلى المساواة وعدم الازدراء وأن الصغير لا يعدم إبداء رأيه وأن الكبير لا يتوقف عن الأخذ برأى الصغير ما دامت فيه المصلحة . أو ترى يا هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف ذاك . لا وفالق الاصباح فان الذى يقول ( ما معناه ) أعطيت مفاتح الأرض أو قال خزائنها ( الحديث ) لا يغيبن عن ذهنه هذا المنزل . ولكن هو التعليم ، هو التشريع قل إنما أنا بشر مثلكم )
( أنظر ) هذا أبو بكر ييتشير الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يفعله بالأسرى فيشير عليه باستبقائهم وأخذ الفداء منهم قائلا له فيما يقول . فيكون ما أخذناه منهم قوة لنا على الكفار وعسى لله أن يهديهم بك فيكونوا لنا عضدا : يسمع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الرآى من أبى بكر فيستصوبه ، لكنه يرجىء تنفيذه ، ويأتى عمرا يسترويه وبعد الله بن رواحة كذلك فيأمر هذا بقتلهم وذاك باحراقهم فيترجح عند الرسول صلى الله عليه وسلم رأى أبى بكر فينفذه . أترى لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ فى بادىء الأمر يرأى أبى بكر ولم يستره عمرا ولا ابن رواحة أكان فى ذلك شىء عليه ، لكنه يعلمنا كيف نسير لنستنير ولتتنولد فيمنا بعد الضعف قوة وبعد الاستكانة عزا .
ولكتون لنا عزيمة صادقة ورأى سديد ، يالسيد الخلق ما أرق قلبك بأمتك وأخلصك محبة لها نريد لهم اليسر ويرويدون لأنفسهم العسر يستبدون بآرائهم ولو كانت فاسدة ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ( انظر ) إلى حديث القوم مع الرسول صلى الله عليه وسلم وتلمس منه لنفسك مبدأ تسير عليه لتحيى حياة طيبة تخلد لك ذكرا باقيا ما بقى الدهر ، عرض الرسول المشورة بين أصحابه قبل البدء فى القتال
فاجابه أحد الأنصار وهوالمقداد ( نحن لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ما دامت مناعين تطرف ؛ فوالله الذى بعثك بالحق نبيا لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى نبلغه )
وانظر هذه أم ورقة بنت نوفل تستأذن أن تخرج مع المقاتلين لتمرض مرضاهم وتقوم بخدمتهم علها تنال أجر الغزاة .
وانظر هذه فتية صغار لحقوا بالجيش فيمنعهم النبى صلى الله عليه وسللم لصغر سنهم فيتوسل اثنان منهم للمسير
وانظر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشير ثانيا ليعجم عود لأنصاروهم أكثرية الجيش ويتأكد من نصرتهم له وتأييدهم إياه سواء فى المدينة أو خارجها قيقول له أحدهم وهو سعد بن معاذ رضى الله عنه
(( قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هوالحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على المسع والطاعة ، ولعلك يارسول الله تخشى أن تكون الأنصار ترى عليها ألا ينصروك إلا فى ديارهم وإنى أقوا ، عن الأنصار وأجيب عنهم ، فاظعن حيث شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وسالم من شئتوعاد من شئت وخذ من أموالنا ما شئت ، وما أخذت منا كانأحب إلينا مما تركت ، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك ، فامض يارسول الله لم أردت فنحن معك ، والذى بعصك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضتخ لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا ، وإنا لصبر فى الحرب وصدق فى اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله تعالى فنحن عن يمينك وشمالك وبين يديك ومن خلفك )) !
بهذا العهد للزعامة ، وهذا الروح وهذا التضامن والإخلاص غلب المسلمون تحت زعامة الرسول صلى الله عليه وسلم ن وهم فئة قليلة ، صناديد قريش وهم فئة كثيرة بإذن الله مع الصابرين .
هل رأيتم أيها المسلمون نتائج غزوة بدر فى العالم وفى الاسلام – هل رأيتم تلك الاخلاق العالية .
هل لكم فى نبيكم وأصحابه أسوة – لتنالوا عزا قدد نالوه وتحرزوا نصر قد أحرزوه وتكون يدكم هى العليا ويد عدوكم هى السفلى ؟؟!

msobieh · **مرسل:** الجمعة إبريل 07, 2023 10:24 pm

للرفع بمناسبة غزوة بدر

حتى لا أحرم · **مرسل:** الجمعة إبريل 07, 2023 10:25 pm

يا مدد يا أهل بدر يا مدد

حتى لا أحرم · **مرسل:** الأربعاء مارس 27, 2024 12:54 pm

يرفع بمناسبة ذكرى غزوة بدر الكبرى

وكل عام وأنتم بخير

موقع د. محمود صبيح

غزوة بدر ( لحسن قاسم ) قدس الله سره

الموجودون الآن