فراج يعقوب كتب:
بوركت يا الملهمة
ــــــــــــــــــــــــ
(( اللّهُمّ يامنْ { ليْس كمِثْلِهِ شيْء } *
وجعلْت موْلانا مُحمّدا صلّى اللهُ عليْهِ وآلِهِ وسلّم ليْس كمِثْلِهِ فِي الْخلْقِ شيءْ*
صلِّ ياربِّ عليْهِ صلاةً وسلامًا ليْس كمِثْلِهِما شيْء*
واجْعلْنا ياربِّ بِهِما عِنْدك فِي مقامِ الْقُرْبِ حتّى لايكُون كمِثْلِنا شيْء*
صلّى اللهُ عليْهِ وعلى آلِهِ وصحْبِهِ وسلّم تسْلِيمًا كثِيرًا
{ وسلام على المرسلين *
والْحمْدُ للهِ ربِّ الْعالمِين * } ))
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
أكرمكم الله و أعزكم دنيا و دين شيخنا الجليل الفاضل الشيخ فراج يعقوب الله يسعد قلب حضرتك ويحفظ حضرتك
شرفني مروركم الطيب العطر جزاكم الله خيرا كثيرا
بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
وعمل سوريد عجائب كثيرة، منها الصنم الذي يقال له نكرس المعمول من عدة أخلاط كان يعمل أعمالاً كثيرة في الطب ودفع الأسقام والعلل، ويعرفون به من تبرئة الأدوية فيعيش، وإن كان يموت فله علامات فيقصرون عن علاجه، وكانوا يغسلون المواضع التي بإزاء أعضاء العلل منه ويسقى لصاحب الداء فيزول عنه.
وهو الذي بنى الهرمين الكبيرين.
بناء الأهرام
وسبب بنائها وشيء من عجائبها
كان بناء الأهرام قبل الطوفان بنحو ثلاثمائة سنة.
و كان سبب بنائها أن الملك سوريد رأى رؤيا أفزعته؛ رأى كأن الأرض انقلبت بأهلها، وكأن الناس يخرون على رءوسهم، وكأن الكواكب تتساقط ويصدم بعضها بعضاً بأصوات هائلة مفزعة، فغمه ذلك ولم يذكره لأحد، وعلم أنه سيحدث في العالم أمر عظيم. ثم رأى بعد ذلك بأيام كأن الكواكب الثابتة نزلت إلى الأرض في صور طيور تنصب، وكأنها لتخطف الناس وتلقيهم بين جبلين عظيمين، وكان الجبلين انطبقا عليهم، وكأن الكواكب النيرة مظلمة كاسفة، فانتبه أيضاً مذعوراً فزعاً، فدخل إلى هيكل الشمس وجعل يمرغ خديه ويبكي. ولما أصبح أمر بجمع رؤساء الكهنة من جميع أعمال مصرفاً فاجتمعوا، وكانوا مائة وثلاثين، فخلا بهم وقص عليهم رؤياه، فأعظموه وأكبروه وأولوه على أمر عظيم يحدث في العالم. فقال لهم فليمون - وكان من كبارهم وكان لا يبرح من حضرة الملك لأنه رأس كهنة أمسوس - : إن في رؤيا الملك لعجباً وأمراً كبيراً، والملوك رؤياهم لا تجري على فساد ولا كذب لعظم أخطارهم، وكبر أقدارهم. وأنا أخبر الملك عن رؤيا رأيتها منذ سنة لم أذكرها لأحد من الناس. فقال له الملك: قصها علينا. قال: رأيت كأني مع الملك على راس المنار الذي في أمسوس، وكأن الفلك قد انحط من موضعه حتى قارب سمت رءوسنا، وكان علينا كالقبة المحيطة بنا، وكأن الملك قد رفع يديه نحو السماء وكواكبها قد خالطتنا في صور مختلفة، وكأن الناس يستغيثون بالملك وقد انضموا إلى قصره، وكأن الملك رافع يديه ليدفع الفلك أن يبلغ رأسه، وأمرني أن أفعل فعله ونحن على وجل شديد، إذ رأينا منه نوراً مضيئاً طلعت علينا منه الشمس، فكأنا استغثنا بها، فخاطبتنا بان الفلك سيعود إلى موضعه إذا مضت ثلاثمائة دورة، وكأن الفلك لصق بالأرض ثم عاد إلى موضعه، ثم انتبهت فزعاً. فعند ذلك قال لهم الملك: خذوا ارتفاع الكواكب فانظروا هل من حادثة تحدث. فنظروا فأخبروه بأمر الطوفان وبعده بذكر النار التي تخرج من برج الأسد تحرق العالم، فذكروا له أن ذلك يكون في وقت عينوه له من مقارنات النجوم ونزولها في الأبراج
قال: فلما تبين ذلك له أمر بقطع الأساطين العظام ونشر البلاط الكبير المصفح، واستخراج الرصاص من أرض المغرب، وإحضار الصخور السود التي جعلها أساساً من ناحية أسوان، وكانت تحمل على أطواف. وقيل: كانت لهم فراقل من خوص لها عذب وعليها كتابة منقوشة، فكانوا إذا ضربوا بها الحجارة عدت على وجه الأرض وحدها مقدار رمية سهم حتى وضعت الأساسات.
وأمر أن يضع على البلاط المنشور المهندم جميع علومهم. ثم بنى الأهرام الثلاثة الأول: الشرقي والغربي، والملون، فكانوا يجعلون في وسط البلاطة قلب حديد قائماً ويركبون عليه بلاطة أخرى مثقوبة الوسط، ثم يدخل ذلك القلب الحديد في ثقب البلاطة التي تطبق عليه، ويذاب الرصاص ويصب حول البلاطة بعد أن تؤلف الكتابة التي عليها. وجعل أبوابها من تحت الأرض بأربعين ذراعاً في آزاج مبنية بالحجارة في الأرض، طول كل أزج مائة وخمسون ذراعاً. قال: فأما باب الهرم الشرقي فإنه من الناحية الجنوبية على قياس مائة ذراع من وسط حائط الهرم إلى الناحية الجنوبية، ويحفر حتى ينزل إلى باب الأزج ثم يدخل إليه منه.
وأما باب الهرم الغربي فمن الناحية الغربية يقاس أيضاً من وسط الحائط الغربي إلى الغرب مائة ذراع، ويحفر حتى ينزل إلى باب الأزج المبني ويدخل منه إليه.
يتبع