جامع المغربى
( زاوية على بك )
أثرر رقم 422 ( 1185هـ - 1771 م )
هذا المسجد بشارع وكالة الخرنوب خط خص الكيالة او ساحل الغلال سابقا قسم بولاق (1) ينسب إلى الشيخ محمد عزيز المعروف بأبى عزيزة المغربى أحد العلماء المالكية بالأزهر ، وقد بناه فى اول القرن الحادى عشر ، ولما مات دفن به فعرف المسجد باسم جامع المغربى ، وفى سنة 1079هـ / 1669 م نزلت بهذا المسجد طائفة الفقراء الكلشنية أصحاب الشيخ إبراهيم كلشنى المتوفى سنة 940هـ - 1534 م فعرف بتكية الكلشنية (2)
وفى سنة 1070 هـ - 1660 م توفى الشيخ على العزيزى شارح الجامع الصغير ، وهو حفيد الشيخ المذكور آنفا فدفن به ، وفى سنة 1185هـ - 1771 م تصدى الأمير على بك الكبير المتوفى سنة 1188هـ - 1774 م لتجديد هذا المسجد ضمن عمارة كبيرة شرع فى إنشائها بهذه المنطفة ، وقد أشار إليها الجبرتى فى ترجمته بعبارة هذا نصها
ومن إنشائه أيضا العمارة العظيمة التى أنشأها بشاطىء النيب ببولاق حيق جكك الحطب تحت ربع الخرنوب وهى عبارة عن قيسارية عظيمة ببابين يسلك منها من بحرى إلى قبلى وبالعكس ، وخانا عظيما بعلوه مساكن من الجهتين وبخارجه حوانيت وشونة غلال حيث مجرى النيب ( ومسجد متوسط ) (3) ، الى أن قال ( وكان العمل فى لك سنة خمس وثمانين ومات المترجم قبل إتمامها وبناء أعاليها ) ثم ذكر المسجد مستقلا فى المصدر نفسه فى ترجمة السيد على القنائى ، قال / وكان ينيزل فى بعض الاحيان إلى بولاق ويقيم أياما بزاوية على بيك ثم ذكره فى موضعين آخرين من المصدر ذاته .
وفى كتاب وقف محمد بك أبى الدهب ( خازندار على بك المذكور ) المؤرخ فى 8 شوال سنة 1187 هـ - 1773 م وهو محفوظ بدفتر خانة الأوقاف ما يفيد أن محمد بك المذكور أتم ما بدأ به أستاذه على بك من هذه العمارة وهو ما تؤيده المذكرة التاريخية التى تعلو أسكفة باب هذا الأثر وقد قرأنا فيها ما يلى
لله نور بقعة فضياؤها
يسمو على أنوار فرق الفرقد
لما غدت للعالمين هداية
وهدية من سيد للسيد
أبقى لنا الرحمن مجد متمها
فى بيت عز بالفخار مشيد
والسعد بها لاح وهو مؤرخ
حلا بها ختامها بمحمد
وبالرغم من تسمية هذا الأثر بالتكية الرفاعية لحلول هذه الطائفة به أول هذا القرن فإنه لا يزال يعرف بجامع المغربى ، ويواجه الداخل إليه مصطبة يعلوها قبر الشيخ محمد عزيز المغربى وعليه ستر جددته حرم الشيخ عبد الجواد الأنصارى والمذكور هو المترجم فى طبقات المناوى بما خلاصته الشيخ محمد عزيز المعروف بأبى عزيزة المغربى ، كان من المعتقدين يغلب عليه الجذب والاستغراق والحال ، وكان يحفظ القرآن ويكثر من تلاوته وكان كثير المجاهدة والذكر والفكر ؛ وكان يتردد ما بين الجامع الأزهر والمؤيد وجامع ابن طولون ، وأقام بالأزهر مدة واتخذ منه سكنا له توفى سنة 1010هـ / 1602 م ودفن بجامعه ببولاق ( المناوى فى الطبقات الكبرى )
وفى داخل المسجد قبر الشيخ على العزيزى البولاقى أحدالعلماء الأعلام أخذ عن الشبراملسى وغيره وله شرح على الجامع الصغير للسيوطى وحاشية على شرح التحرير للقاضى زكريا ، وأخرى على شرح الغاية ، توفى ببولاق سنة 1070 هـ / 1660 م وقد ترجمه المحبى فى خلاصة الأثر (4)
------------------------------------------------
(1) كان موقع هذا المسجد القديم شارع وكالة الخرنوب رقم 14 داخل رقم 16 تجاه مدرسة المعلمات الأميرية ببولاق ( سابقا ) حيث كلية التدبير المنزلى حاليا من الجنوب والآن يقع بشارع جامع السنانية على ناصية شارع سوق الحطب إلى الجنوب من الموقع السابق
(2) الشيخ إبراهيم الكلشنى المدفون بالقبة بالتكية الكلشنية تحت الربع قبل الوصول الى باب زويلة ولازالت موجودة حتى الآن وقد قمت بزيارتها
(3) عجائب الآثار للجبرتى 1 : 600
(4) ( هو على العزيزى البولاقى الشافعى ، كان إماما فقيها محدثا حافظا متقنا ذكيا سريع الحفظ بعيد النسيان مواظبا على النظر والتحصيل كثير التلاوة متوددا متواضعا كثير الاشتغال بالعلم – محبا لأهله خصوصا أهل الحديث ، حسن الخلق والمحاضرة له مؤلفات كثيرة نقله فيها يزيد على تصرفه ، منها شرح على الجامع الصغير للسيوطى فى مجلدات وحاشية على شرح التحرير للقاضى زكريا ، وحاشية على شرح الغاية لابن قاسم فى نحو سبعين كراسة وأخرى على شرحها للخطيب ، وكانت وفاته ببولاق فى سنة سبعين وألف وبها دفن ( خلاصة الآثر 3:201