غزوة خيبر
فى المحرم سنة سبع
قال محمد بن إسحاق (1) ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ، ذا الحجة وبعض المحرم ،وولىتلك الحجة المشركون ، ثم خرج فى بقية المحرم إلى خيبر
قال ابن هشام : استعمل على المدينة نميلة بن عبد الله الليثى ، ودفع الراية إلى على أبى طالب رضى الله عنه ، وكانت بيضاء
حاصر المسلمون حصون خيبر متأهبين لقتال اليهود، وقد أخذوا أسلحتهم وأعدُّوا عدتهم لذلك، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستثير همم أصحابه لمواجهة أعدائهم، وأن يحفز في نفوسهم البذل وحب الله ورسوله، فقال: "لأعطين هذه الراية غدًا رجلًا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" [2] .
وعند ابن اسحاق رحمه الله: "يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار
-------------------------------------------------------------------------------------
1 – سيرة ابن هشام - 2 – صحيح البخارى كتاب المغازى باب غزوة خيبر
-------------------------------------------------------------------------------------
" [1]. فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته شرطين رئيسين للحصول على النصر بإذن الله وهما: حب الله تعالى ورسوله، والثبات في المعركة وعدم التولي في الزحف . وتطلع الصحابة رضوان الله عليهم إلى نيل هذا الشرف، وتمناه كل واحد منهم، فقد روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: "فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: "أين علي بن أبي طالب؟" فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: "فأرسلوا إليه". فأُتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ". ثم سلَّمه الراية، وأوصاه بدعوة اليهود إلى الإسلام قبل مداهمتهم وقتالهم، فالدعوة إلى الله ليست في حال السلم فقط، بل قد تكون والمسلم في قلب المعركة، فالمسلم داع إلى الله تعالى قبل أن يكون مقاتلًا، والدعوة إلى الله هي الأصل، والهداية خير من القتل [2] فقال له صلى الله عليه وسلم: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حُمْر النعم"(3)
-----------------------------------------------------------------------------------------
1 – سيرة النبى صلى اللهعليه وسلم : ابن هشام 3/386 وأورد نحوها الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد 151/6
2 - بتصرف، المنهج الحركي للسيرة النبوية 3/82.
3 - حمر النعم: هو من ألوان الإبل المحمودة، والمراد أن تكون لك فتتصدق بها أو تملكها. فتح الباري 7/ 478 ح 4210.
-----------------------------------------------------------------------------------------
فتح مكة
شهد على بن أبى طالب رضى الله عنه فتح مكة وكاه له فيها مواقف جليلة مع حضرة سيدنا البنى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
فعن على قال : ( بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود ، وقال : ( أنطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظغينة ومعها كتاب ، فخذوه منها ) فانطلقنا تعادى بنا حيلنا ، حتى انتهينا إلى الروضى فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجى الكتاب ، فقالت : ما معى من كتاب ، فقلنا : لتخرجن الكتاب ، أو لنلقين الثياب ! فأخرجته من عقاصها . فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه : من حاطب بن أبى بلتعة إلى أناس من المشركين من أهل مكة ، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا حاطب ، ما هذا ؟! ) (1)
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة فى العاشر من رمضان سنة 8ه فى جيش عرمرم ، وكان مع على إحدى رايات المهاجرين الثلاث (2) وبعد أن تم فتح مكة وتحررت من الشرك ، فر إلى أم هانىء أخت على – رجلان من أحمائها من بنى مخزوم ، فدهل على عليها يريد قتلها ، فأغلقت عليهما باب بيتها ، وذهبت إلى النبى صلى الله عليه وسلم وأخبرته الخبر ، فأكرمها بان أقرها على إجارتها لهما
قالت أم هانىء ( قلت : يا رسول الله ن زعم ابن امى على بن أبى طالب أنه قاتل رجلا أجرته ، فلان ابن هبيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أجرنا من أجرت يا أم هانىء) (3)
-----------------------------------------------------------------------------------------
1 – أخرجه البخارى 3007 ، مسلم 2494 ، روضة خاخ : موضع بقرب حمراء الأسد – وهذه تقع جنوب المدينة على مسافة 20 كم على طريق مكة – الظغينة : المرأة المسافرة فى الهودج – عقاصها : هو الشعر المضفور
2 – طبقات بن سعد 3/23
3 – البخارة 358 – مسلم 336 بعد الحديث 719 – السيرة لابن هشام 2/411
---------------------------------------------------------------------------------------------