موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 17, 18, 19, 20, 21, 22, 23 ... 36  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 08, 2013 12:41 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا

جزانا وإياكم شيخنا الفاضل واشكرك جداً

========
معنا اليوم الحكمة المائتان وإثنان و أربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :


( العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه , وينكشف به
عن القلب قناعه )

العلم النافع هو علم القلوب , ومرجعه إلى تصفية القلوب من
الرذائل وتحليتها بالفضائل .
أو تقول : مرجعه إلى التخلية والتحلية , فيبحث أولا عن عيوب
النفس , وعيوب القلب , وعيوب الروح , وعيوب السر, فيطهر كل
واحد من عيوبه , فإذا تطهر من الجميع تحلى بصفات الكمال
كالإيمان والإيقان والطمأنينة والمراقبة والمشاهدة , وتحلى أيضاً
بالحلم والرأفة والسخاء والكرم والإيثار وسائر الأخلاق الحسنة .

فشعاع العلم الذي ينبسط في الصدر : هو ثلج اليقين , وبرد الرضا
والتسليم , وحلاوة الإيمان , ومواجيد العرفان ؟
وينشأ عن ذلك : مخافة الله وهيبته , والحياء منه , والسكون
والطمأنينة , وغير ذلك مما تقدم من الأخلاق الحسنة .

والقناع الذي ينكشف به عن القلب : هو الغفلة وسبب الغفلة هو
الرضا عن النفس , وسبب الرضا عن النفس هو حب الدنيا الذي هو
أصل كلك خطيئة , فمن حب الدنيا ينشأ الحسد والكبر , والحقد
والغضب والشح والبخل وحب الرياسة والقساوة والفظاظة والقلق
وغير ذلك من العيوب .

فإذا انكشف هذه الأمور عن القلب انبسط فيه شعاع العلم , الذي
هو ثلج اليقين , وبرد الرضا , وما تقدم ذكره
لأن العلم بالله نور في القلب , وينبعث منه شعاع ينبسط في الصدر
فيكسبه الزهد في الدنيا , فإذا زهد في الدنيا اتسع صدره باليقين
والرضا والتسليم وغير ذلك من المحاسن , فكشف القناع مقدم
على بسط الشعاع , فلو قدمه لكان أولى لأن التخلية مقدمة على
التحلية , فلو قال هو الذي ينكشف به عن القلب قناعه , وينبسط
في الصدر شعاعه لكان أحسن .
ويحتمل أن يريد بانبساط الشعاع في الصدر نور الإسلام والإيمان
وهي أنوار التوجه , وبكشف القناع عن القلب كشف حجاب الحس
وظلمة الكون فتبدو أنوار المواجهة , وهي أنوار الإحسان , وأسرار
العرفان .
وعلى هذا يكون ترتيب كلام الشيخ حسناً , والله تعالى أعلم .

والحاصل : أن العلم الذي يوجب الخشية هو العلم النافع وغيره
ليس بنافع

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 16, 2013 1:01 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان وثلاث وأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( خير علم ما كانت الخشية معه )

فإن لم تكم خشية فلا خير فيه لأنه حجة على صاحبه

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مايو 30, 2013 2:03 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان وأربع وأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :


( العلم أن قارنته الخشية فلك وإلا فعليك )

لأن العلم الذي تصحبه الخشية يمنع صاحبه من الغفلة وأسبابها
ويزهده في كل ما يشغل عن العمل به , ويرغبه في كل ما يقربه
إلى ربه فيكون عوناً له على الوصول إلى معرفة الله , والقريب من
ساحة رضاه , فإن لم تقارنه الخشية كان وبالا عليه , لأنه حينئذ
حجة عليه , لأن المعصية مع العلم أقبح من المعصية مع الجهل
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال :

" ويل للجاهل مرة , وويل للعالم إذا لم يعمل عشر مرات
" ذكره الغزالي .

ومثله قول الشيخ أبي الحسن رضي الله عنه في حزبه الكبير :

فالويل لمن لم يعرفك , بل الويل ثم الويل لمن أقر بروحانيتك
ولم يرض بأحكامك , فإن قلت : قد ورد في بعض الأحاديث أن
يغفر للعالم أربعين ذنباً قبل أن يغفر للجاهل ذنباً واحداً .

قد يجاب بأن الحديث الأول ورد فيمن مات مصراً من العالم والجاهل
فإن عذاب العالم أكثر , لأنه قد ورد أنه يجر قصبة في النار ويدور في
رحي بجهنم , بخلاف الجاهل لميرد فيه هذا , والحديث الثاني
فيمن تحققت توبته منهما , فإن العالم بيده مصباح العلم يستدرك
به ما فات أكثر من الجاهل إذا تاب , فقد يجبر العالم من الخلل فى
شهر مالا يجبره الجاهل فى سنة أو أكثر .

والحاصل : أن الأول فى العالم والجاهل إذا مصرين والثاني فيهما
إذا تابا وأصلحا والله تعالى أعلم .

وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي : العلم كالدنانير والدراهم
إن شاء الله نفعك بها وإن شاء ضرك بها .

وقال في لطائف المنن : فشاهد العلم الذي هو مطلوب الله تعالى
من عباده الخشية لله , وشاهد الخشية موافقة الأمر , أما علم
من تكون معه الرغبة في الدنيا , والتملق لأربابها وصرف الهمة
لاكتسابها , والجمع والادخار و المباهاة والاستكبار , وطول الأمل
ونسيان الآخرة , فما أبعد من هذا علمه من أن يكون من ورثة
الأنبياء عليهم الصلاة و السلام , وهل ينتقل الشيء الموروث
إلى الوارث إلا بالصفة التي كان بها عند الموروث ؟
ومثل من هذه الأوصاف أوصافه من العلماء كمثل الشمعة تضيء
على غيرها وهي تحرق نفسها , جعل الله العلم الذي علمه من
هذا وصفة حجة عليه وسبباً فيك تكثير العقوبة لديه اهـ

قال الشيخ زروق رضي الله عنه : وفيه أشعار بأن العالم غير
المتقى ليس بوارث , وفيه نظر , لأن إفساد الموروث والعمل به
في غير حق لا يخرج عن كون الوارث وارثاً , والعقوق لا ينفي
النسب لكن يقال فيه وارث سوء
وقد أثبت الله العلم لمن يخشاه وما نفاه عن من لم يخشه اهـ .

وقد يقال الموروث عن الأنبياء هو غاية العلم وثمرته , وهي الخشية
والمعرفة به لا مجرد الرسوم , لأن ذلك واسطة فإذا لم يحصل
الموسوط فلا عبرة بالواسطة , فإذا لا وراثة لعالم الرسوم
إذ ليست مقصودة بالذات .

وقد كان الشيخ الولى الكبير ابن أبي جمرة يقول في علماء وقته :
إنما هم معلمون , يعني أنهم محترفون بحرفة العلم , فهم صناع
وليسوا بعلماء , والله تعالى أعلم .

وقد أشبع الشيخ ابن عباد الكلام في هذا الموضع , فليطالعه من
أراد تخليص نفسه من حجة العلم , و بالله تعالى التوفيق .

ومن علامة العلم النافع القناعة بعلم الله , والاكتفاء بنظره
وثمرة القناعة عدم المبالاة بذم الناس ومدحهم , وإقبالهم وإدبارهم
اكتفاء بعلم الله ونظره

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 05, 2013 11:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان وخمس وأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( متى آلمك عدم إقبال الناس عليك , أو توجههم بالذم إليك
فارجع إلى علم الله فيك , فإن كان لا يقنعك علمه فيك فمصيبتك
بعدم قناعتك بعلمه أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم )

إذا سلط الله عليك خلقه ليختبرك هل أنت غنى به أو بخلقه ؟
فأدبروا عنك أو اشتغلوا بذمك وشتمك ثم توجعت من ذلك
فارجع إلى علم الله فيك وإطلاعه عليك إذ لا يخفى عليه شئ
من أمرك, فإن كفاك ذلك وقنعت به وأنست بذكره أو شهوده
استوى عندك ذمهم ومدحهم وإقبالهم وأدبارهم , بل ربما آثرت
إدبارهم إذ فيه راحتك وتفريغ قلبك مع ربك , فإن لم تقنع بعلم الله
ولم تكتف بنظره , وتأسفت على إدبارهم أو تأملت من أذاهم
فمصيبتك بضعف إيمانك وذهاب يقينك , أشد من مصيبة ذم الناس
وإدبارهم عنك , لأن هذا موجب لسخط الله وغضبه , وسقوطك
من عين محبته , وأما إذاية الخلق وبعدهم عنك فرحمة بك
وأيضاً إذا اشتغل الناس بذمك واضرارك فانظر أنت مقامك مع ربك
فإن كنت مع ربك صافياً فلا يكيدك شئ ولا يضرك شئ
كما قال شيخ شيوخنا المجذوب رضي الله عنه :

الناس قالوا لي بدعى ... وأنا طريقي منجورا
إذا صفيت مع ربي ... العبد ما منه ضرورا

وقال إبراهيم التيمي رضي الله عنه لبعض أصحابه :
ما يقول الناس فيّ ؟ قال : يقولون إنك مراء , قال :
الآن طاب العيش .
قال بشر الحافي حين بلغه كلام التيمي : اكتفى والله
بعلم الله فلم يحب أن يدخل مع علم الله علم غيره .
وقال أيضاً : سكون القلب إلى قبول المدح لها أشد فيها
من المعاصي .

وقال أحمد بن أبي الحواري رضي الله عنه :
من أحب أن يعرف بشيء من الخير أو يذكر به فقد أشرك مع الله
في عبادته , لأن من عمل على المحبة لا يحب أن يرى علمه
غير محبوبه .

وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه : لا تنشر علمك ليصدقك
الناس , وانشر علمك ليصدقك الله , وإن كان لام العلة موجوداً
فعلة تكون بينك وبين الله من حيث أمرك , خير من علة تكون
بينك وبين الناس من حيث نهاك , ولعلة تردك الى الله خير
من علة تقطعك عن الله , فلأجل ذلك لم يعملوا بالثواب
إذ لا يخاف ولا يرجى إلا من قبل الله , وكفى بالله صادقاً ومصدقاً
وكفى بالله عالماً ومعلماً , وكفى بالله هادياً ونصيرا وولياً
هادياً يهديك ويهدي بك ويهدي إليك , ونصيرا ينصرك وينصر بك
ولا ينصر عليك , وولياً يواليك ويوالي بك ولا يوالي عليك اهـ

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 18, 2013 2:51 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسادس والأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إنما أجرى الأذى عليهم كي لا تكون ساكناً إليهم , أراد أن
يزعجك عن كل شيء حتى لا يشغلك عنه شيء )

الروح إذا ركنت إلى هذا العالم السفلي وسكنت فيه وأحبت ما فيه
تعذر نقلها إلى عالم الملكوت الذي هو العالم الروحاني , لما ألفته
من حب الأهل والأولاد والأصحاب والعشائر
فمن حكمة الله تعالى ولطفه وابراره بوليه أن يحرك عليه ماركنت إليه
نفسه وألفته روحه الأحب فالأحب , فأول من ينكره أهله وأولاده ثم
جيرانه وأحبابه , ثم ينكره العالم بأسره , فإذا رأت الروح أن هذا
العالم انكرها وضاق عليها رحلت إلى مولاها , ولم يبق لها تشوف
إلى هذا العالم أصلاً , فحينئذ يكمل وصلها ويتحقق فناؤها وبقاؤها
فلو بقيت النفس على ما هي عليه من السكون تحت ظل الجاه والعز
ما رحلت من هذا العالم أصلاً , وكلما قوى على الأولياء الأذى دل
على علو مقامهم عند المولى , فإنما أجرى الحق سبحانه الأذى على
أيدي الخلق إليك , إذ هو المجرى والمنشئ , فلا فاعل غيره كى
لا تكون ساكناً بقلبك وروحك إليهم , فيعوقك ذلك عن العروج
إلى الملكوت .

أراد الحق تعالى أن يزعجك عن كل شئ من هذا العالم حتى
لا تركن إلى شئ ولا يشغلك عن شهود شئ , إذ محال أن تشهده
وتشهد معه سواء , أو تحبه وتحب معه سواء , أبت المحبة
أن تشهد غير محبوبها , فإذا تمكنت المحبة وكمل الشهود
ردهم أن شاء إلى عباده , مرشدين إليهم بالله .

قال في لطائف المنن : أعلم أن أولياء الله تعالى حكمهم في بدايتهم
أن يسلط الخلق عليهم , ليتطهروا من البقايا وتكمل فيهم المزايا
وكي لا يساكنوا هذا الخلق باعتماد , أو يميلوا إليهم باستناد
ومن آذاك فقد أعتقك من رق إحسانه , ومن أحسن إليك فقد
استرقك وجود امتنانه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :
" من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه , فإن لم تقدروا فادعوا له "

كل ذلك ليتخلص القلب من رق إحسان الخلق , ويتعلق
بالملك الحق ثم قال : وقال الشيخ أبو الحسن :
اهرب من خير الناس أكثر من أن تهرب من شرهم
فإن خيرهم يصيبك في قلبك وشرهم يصيبك في بدنك
ولان تصاب في بدنك خير من أن تصاب في قلبك
ولعدو تصل به إلى الله خير من حبيب يقطعك عن الله
وعد إقبالهم عليك ليلاً وإدبارهم عنك نهاراً , ألا تراهم
إذا أقبلوا فتنوا , قال : وتسليط الخلق على أولياء الله في
مبدإ طريقهم سنة الله في أحبائه وأصفيائه .

قال الشيخ أبو الحسن في حزبه : اللهم إن القوم قد حكمت
عليهم بالذل حتى عزوا , وحكمت عليهم بالفقد حتى وجدوا
ثم قال : ومما يدلك على أن هذه سنة الله في أحبائه وأصفيائه
قوله تعالى :
{ وزلزلوا حتى يقول الرسول } الآية .

وغير ذلك من الآيات الدالة على هذا المعنى اهـ .

وقال بعض العارفين : ويجب أن تعلم أن النفوس شأنها
استحلاء الإقامة في موطن العز والرفعة فلو تركها الحق سبحانه
لهلكت فأزعجها عن ذلك بما سلط عليها من أذى المؤذين ومعارضة
الجاحدين , وفي هذا المعنى قيل :

عداتي لهم فضل على ومنة ... فلا أبعد الرحمن عنى الأعاديا
فهم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فارتكبت المعاليا

وقال بعضهم: النصيحة من العدو سوط من الله يرد به القلوب
إذا سكنت إلى غيره , وإلا رقد القلب في ظل العز والجاه
وهو حجاب عن الله تعالى عظيم .

وقال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه :
آذاني إنسان مرة فضقت ذرعاً بذلك , فنمت فرأيت يقال لي :
من علامة الصديقية كثرة أعدائها ثم لا يبالي بهم ا هـ .

إذا تقرر هذا علمت إن إذاية الخلق للولى سنة ماضية
يعني سنة أنبياء الله ورسله .

( فلن تجد لسنة الله تبديلا ) .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أغسطس 10, 2013 1:05 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والسابعة والأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( إذا علمت أن الشيطان لا بغفل عنك فلا تغفل أنت عمن

ناصيتك بيده )

اعلم أن الحق تعالى جعل بحكمته الشيطان والنفس والناس حراس
الحضرة , فلا يدخل الحضرة حتى يخرق فيهم ويجوز عنهم , لأنهم
واقفون بالباب , وكلهم الله بباب حضرته , وقال لهم : لا تتركوا أحداً
يدخل إلا من يغلبكم , فوقفوا بالباب , فإذا جاء من يريد الدخول تعرض
له الخلق , فيعيبون له الطريق , وينكرون من يعرفها , فإذا غلبهم جاءه
الشيطان يطول عليه مدة الفتح , ويخوفه من الفقر ويقول له :
متى يفتح الله عليك ؟ قيل يكون وقيل لا يكون , فإذا غلبه وزاد تعرضت
له النفس تقول له : كيف تترك دنياك وجاهك وعزك إلى شئ يكون أو
لا يكون , فإذا غلبها قال له الحق تعالى : مرحباً بك وأهلاً
ولكن القواطع لا يزول طمعها عنه حتى يسكن في الحضرة

ولذلك قالوا : والله ما رجع من رجع إلا من الطريق , وأما من وصل
فلا يرجع , وقال آخر : " والله ما يشكر خليع، وأن ثمل وأن صحا
حتى يقطع في القطيع ، ويدور دور الرحى، وإن ثبت يسر سريع
وإن شرب حتى امتحى "

فإذا علمت أيها الفقير أو الإنسان أن الشيطان لا يغفل عنك ساعة
لأن له بيتاً في صدرك من جهة شمالك , فإذا غفلت عن ذكر الله
وسوس , وإذا ذكرت الله انخنس , فإذا علمت ذلك فلا تغفل أنت
عمن ناصيتك وناصيته بيده وهو الحق تعالى , فإذا اشتغلت بالله
رده عنك وكفاك أمره , قال تعالى :

{ أن كيد الشيطان كان ضعيفاً }

وقد حذر الله تعالى منه في كتابه , قال تعالى :

{ إن الشيطان لكم عدو فاتخذه عدوا }

ففهم قوم أن الشيطان لهم عدو فاشتغلوا بمحاربته ففاقهم
محبة الحبيب , وفهم قوم أن الشيطان لكم عدو وأنا لكم حبيب
فاشتغلوا بمحبة الحبيب فكفاهم عداوة العدو , كما قال
الشيخ أبو العباس .

وقال شيخ شيوخنا سيدي على رضي الله عنه :
عداوة العدو حقاً هي اشتغالك بمحبة الحبيب حقاً , فإذا اشتغلت
بعداوة العدو فاتتك محبة الحبيب ونال عدوك مراده منك .

وكتب الشعراني إلى شيخ له بالمغرب يشكو له إذاية الخلق
فكتب له الشيخ : لا تشتغل بمن يؤذيك قط , واشتغل بالله يرده عنك
وقد غلط في هذا الأمر خلق كثير واشتغلوا بمن آذاهم , فطال الأذى
مع الأثم , ولو أنهم رجعوا إلى الله لكفاهم أمرهم ولردهم عنهم
والسلام , هكذا سمعت هذه الحكاية من الشيخ .

وقال الشيخ زروق رضي الله عنه : وإنما يندفع الشيطان بالتوكل
والإيمان , قال تعالى :

{ أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون }

وقيل الشيطان كلب , أن اشتغلت بمقاومته مزق الإهاب وقطع
الثياب , وأن رجعت إلى ربك صرفه عنك برفق .

وقال ذو النون المصري رضي الله عنه : إن كان هو يرانا من حيث
لا نراه , فالله يراه من حيث لا يرى الله , فاستعن بالله عليه اهـ .

ومن عرف الله ذاب الشيطان من نوره فلم يبق يعرف إلا الله
ولذلك قال بعضهم : نحن قوم لا نعرف الشيطان , قيل له :
أو ليس قد ذكره الله في كتابه ؟ قال : أجل
ولكن اشتغلنا بالله فكفانا أمره حتى نسيناه
وبالله التوفيق

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أغسطس 27, 2013 1:20 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والثامنة والأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( جعله لك عدوا ليحوشك به إليه )

لم يخلق الله شيئاً عبثاً قال تعالى :

{ ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك }

فإيجاد الشيطان له حكم :
أولها : إنحياش عباده إليه لأن العبد الضعيف إذا رأى عدوا
يطلبه هرب إلى سيده والتجأ إلى حصنه , فيكفيه أمره .

الثانية : قيام الحجة على عباده , فإذا خالفوا أمره قال لهم :
أتبعتم عدوى وعصيتم أمرى , قال تعالى :

{ قل فلله الحجة البالغة }

الثالث : كونه منديلاً للعار تمسح فيه أوساخ الأقذار , وكذلك
النفس والدنيا .

الرابعة : ظهور مزية المؤمن بمجاهدته ومحاربته , فهذه حكم
في تسليط الشيطان على الإنسان :
{ والله غالب على أمره } { وهو العليم الحكيم }

حكاية : روى أن الشيطان تعرض لسهل بن عبد الله التستري
وهو يضحك , فقال له سهل : مما ضحكك يا لعين وقد أبلست
ويئست من رحمة الله ؟ فقال : يا سهل أنا شئ والله تعالى
يقول :{ ورحمتي وسعت كل شئ } فقال سهل أنه يقول :
{ فسأكتبها للذين يتقون }
فأين أنت من التقوى ؟ فقال : التقوي صفة العبد , والرحمة
صفة الرب وأين الفاني من الباقي ؟ فلم يجد سهل جواباً .

وقد يجاب بأن هذه الشبهة مبنية على النظر للفرق
وأما على الجمع فالرحمة وصفه والتقوى فعله
وفعله يقيد وصفه , والكل منه إليه

{ لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون }

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 05, 2013 1:29 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والتاسعة والأربعون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( وحرك عليك النفس ليديم إقبالك عليه )

إنما حرك الحق تعالى عليك النفس ليدوم إقبالك وتوجهك إليه
لأن النفس لما غلبت عليها البشرية جرتها إليها , فهي دائماً
تهوي بك إلى أرض الشهوات , وأنت دائماً تريد أن تعرج
إلى سماء الحقوق والواجبات , هي تريد أن تركن إلى أصلها
من عالم الصلصال والطين , وأنت تريد أن تردها إلى أصل
روحانيتها في أعلى عليين , هي تريد السكون في عالم الأشباح
وأنت تريد أن ترقيها إلى عالمي الأرواح , فهي دائماً تريد
التسفل وأنت دائماً تريد الترقي , فهذا معنى دوام إقبالك
عليه , وسيأتي : لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين
فالنفس والشيطان نعمتان في الباطن , إذ لولاهما ما تحركت
إليه ولا تحقق سيرك إليه , ولذلك كان شيخ شيخنا مولاي
العربي رضي الله عنه إذا اشتكى إليه أحد بالنفس يقول :
أما أنا فجزا الله عني خيراً ما على فضل الله وفضلها
والله ما ننسى جميلها , يشير لهذا المعنى الذي ذكرناه
وهما نقمتان في الظاهر لمن وقف معهما وحجب بهما .

والحاصل : أن النفس والشيطان والدنيا والناس , قواطع لمن
قطعوا به الطريق , موصلات للحضرة لمن وقف للتحقيق
وسبق له من الله التوفيق , والنفس أصعب من الشيطان لأنه
عدو متصل وأنت به شفيق , فهي أقبح من سبعين
شيطاناً في قطع الطريق .

وذكر أبن القسطلاني عن أحمد بن سهل رحمه الله انه قال :
أعداؤك أربعة :
أولها : الدنيا , وسلاحها لقاء الخلق , وسجنها الخلوة
الثاني : الهوى , وسلاحه الكلام وسجنه الصمت
الثالث : الشيطان , وسلاحه الشبع , وسجنه الجوع
الرابع : النفس , وسلاحها النوم , وسجنها السهر , وقد
نظم بعضهم هذه القواطع فقال :

أني بليت بأربع يرمينني ... بالنبـــــل عن قوس له توتير

إبليس والدنيا ونفسي الهوى ... يا رب أنت على الخلاص قدير

وقد ذكر هذه القواطع الشيخ , فذكر أولاً الدنيا , ثم الناس
ثم الشيطان , ثم النفس لكن ذكرها على وجه توحيدي لم
يذكرها على أنها سوى أو قواطع ؟
وإنما ذكر أسرارها وحكمة وجودها , فلله دره ما أشد
معرفته بالتوحيد وأسرار التفريد , نفعنا الله بذكره وخرطنا
في سلكه آمين .
وحاصلها : ذكر غاية النعميم , وهو شهود نور وجهه الكريم
فمن تحقق به فلا تعتريه أحزان ولا هموم , ثم ذكر القواطع
التي تقطع التي تقطع عنه وهي الدنيا , وما يتعلق بها من
رياسة وعلم غير نافع وجاه وغيره , والخلق وما يتعلق
بأذيتهم , والشيطان والنفس , لكن ذكرهم على وجه التحقيق
لاعلى وجه التشريع , فإذا تخلص من هذه القواطع في الحس
أفضى إلى شهود نور عظمة ربه في تجلياته , فيتواضع من
الأشياء كلها لمعرفته فيها .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 11, 2013 12:21 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والخمسون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( من أثبت لنفسه تواضعاً فهو المتكبر حقاً , إذ ليس التواضع
إلا عن رفعة , فمتى أثبت لنفسك تواضعاً فأنت المتكبر )

التواضع هو مجاهدة النفس في وضعها وسقوطها , فهي تريد
الرفعة وأنت تريد السقوط , فإذا حققت ونظرت بعين
فكرتك وجدت الأشياء كلها مستوية معك في الحلقة
والتجلي من النملة إلى الفيل , فالمتجلى في النملة هو المتجلي
في الفيلة فأنت والكلب في حقيقة الخلقة سواء
وإنما وقع التفضيل في التشريع والحكمة عند أهل الفرق
فأهل الفرق يرون المزية لأنفسهم عما سواهم , فإذا تساووا
بأنفسهم مع الأشياء رأوا أنهم قد تواضعوا , وفي الحقيقة
إنما تكبروا لأنهم أثبتوا المزية لأنفسهم ورفعوها ثم أثبتوا لها
التواضع , فهم المتكبرون على خلق الله حقاً
والعارفون بالله لم يثبتوا لأنفسهم مزية قط , رأوا الأشياء
كلها سواء خلقاً واحداً , فلم يثبتوا لأنفسهم رفعاً ولا وضعاً
فهم متواضعون من أول مرة فتواضعهم حقيقي أصلي
فمن أثبت لنفسه تواضعاً ورأى أنها تواضعت دون قدرها , فهو
المتكبر حقاً حيث جعل لها قدراً زائداً على خلق الله , إذ ليس
التواضع واثباته للنفس إلا عن رفعة لها أولاً , فمتى أثبت لنفسك
أيها الفقير تواضعاً فأنت المتكبر حقاً , ولا تكون متواضعاً
حتى ترى الأشياء كلها مثلك أو أحسن منك أن عصيت ربك .

قال أبو يزيد : ما دام العبد يرى في الخلق أشر منه فهو متكبر
ولا يكون متواضعاً حتى لم يثبت لنفسه حالاً ولا مقالاً .

وقال بعضهم : من رأى لنفسه قيمة على الكلب فهو متكبر
ممقوت عند الله , وإنما يتضع العبد بقدر تحققه بعلو قدر سيده
والنفس إن لم تتصف بالذل والهوان حقيقة فهي غير مشاهدة
لعظمة الله , لأن أصل نشأة النفس الضعف والذل والهوان
ولا صلاح إلا في الرجوع لأصلها وتبريها من رؤية العز
والجاه ومن تبريها من ذلك .

وقال الجنيد رضي الله عنه : من رأى نفسه قد تواضعت
فهو يحتاج إلى تواضع , ولو تبرأ منها ومن تواضعها لكان
متواضعاً اهـ .

وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إنما الكرم التقوى , وإنما الشرف التواضع ,وإنما الغنى
اليقين , والمتواضعون في الدنيا هم أصحاب المنابر يوم القيامة
إذا تواضع العبد رفعه الله إلى السماء السابعة , ولا يزيد
التواضع للعبد إلا رفعة , فتواضعوا ليرفعكم الله , وإذا رأيتم
المتواضعين من أمتي فتواضعوا لهم , وإذا رأيتم المتكبرين من
أمتي فتكبروا عليهم , فإن ذلك مذلة لهم وصغار بهم " اهـ

أوحى الله إلى موسى عليه السلام : إنما أقبل عمل من
تواضع لعظمتي ولم يتكبر على خلقي , وألزم قلبه خوفي
وقطع النهار بذكري , وكف نفسه عن الشهوات من أجلي اهـ

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 11, 2013 12:27 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7637
تسجيل متابعة
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء سبتمبر 11, 2013 12:52 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
جزانا وإياكم

وربنا يكرمك و مايحرمناش من حضرتك



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء سبتمبر 17, 2013 1:52 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان والواحد والخمسون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع
ولكن المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع )

التواضع الحقيقي هو الذي ينشأ ممن يشاهد الأشياء كلها منه
فإذا تواضع معها رأى أنها تستحق أكثر من ذلك التعظيم
وأن نفسه في الدناءة والذل دون أي أسفل مما صنع من
التواضع , وليس المتواضع الذي يرى لنفسه مزية على
الأشياء , فإذا تواضع معها رأى أن نفسه فوق وأفضل
مما صنع من التواضع فهذا هو المتكبر , لأنه أثبت لنفسه
تواضعاً مما تستحقه وهذه الحكمة كأنه أن بيان وتتميم لما قبلها .

يحكي عن أبي الحسن بن الكرنبي أستاذ الجنيد رضي الله عنهما :
أن رجلاً دعاه ثلاث مرات إلى طعامه ثم يرده فيرجع إليه بعد
ذلك , حتى أدخله داره في المرة الرابعة , فسأله عن ذلك ؟
فقال : قد رضيت نفسي على الذل عشرين سنة حتى صارت
بمنزلة الكلب يطرد فينطرد , ثم يدعى فيعود , ويرمي له عظم
فيجيب , ولو رددتني خمسين مرة ثم دعوتني بعد ذلك لاجبتك .

قال أبو طالب رضي الله عنه : وحدث عن بعض الصوفية أنه
وقف على رجل يأكل , فمد يده وقال :
إن كان ثم شيء لله تعالى , فقال اجلس فكل , فقال :
اعطني في كفي فأعطاه في كفه , فقعد في مكانه يأكل , فسأله
عن امتناعه من الجلوس معه , فقال : إن حالي مع الله تعالى
الذل فكرهت أن أفارق حالي .

وقال السهروردى : رأيت شيخنا ضياء الدين أبا النجيب
وكنت معه في سفره إلى الشام وقد بعث له بعض أبناء الدنيا
طعاماً على رؤوس الأسارى من الإفرنج وهم في قيودهم
فمدت السفرة وقال للخادم : حضر الأساري مع الفقراء
فجاء بهم وأقعدهم على السفرة صفاً واحداً , وقام
الشيخ من سجادته ومشى إليهم وقعد معهم كالواحد
منهم وأكل وأكلوا , وظهر لنا على وجهه ما نزل باطنه
من التواضع لله والإنكسار في نفسه وانسلاخه عن
التكبر عليهم .

وكان الشيخ الفقيه عبد الرحمن بن سعيد من الفقهاء
والعلماء العاملين , بينهما هو يوماً يمشي في يوم شات
كثير الطين , استقبله كلب يمشي على الطريق التي كان
عليها , قال من رآه : رأيت الشيخ قد لصق بالحائط
وعمل للكلب طريقاً وقف ينتظره ليجوز , فلما قرب منه
الكلب ترك مكانه الذي كان فيه ونزل أسفل وترك
الكلب يمشي فوقه , قال : فلما جاوزه الكلب وصلت
إليه فوجدته وعليه كآبة , فقلت له يا سيدى رأيتك الآن
صنعت شيئاً استغربته ,كيف رميت بنفسك في الطين
وتركت الكلب يمشي في الموضع النقي ؟فقال لي:
بعد أن عملت له طريقاً تفكرت وقلت : ترفعت على
الكلب وجعلت نفسي أرفع منه , بل هو والله أرفع مني
وأولى بالكرامة , لأني عصيت الله تعالى وأنا كثير الذنوب
والكلب لا ذنب له , فنزلت له عن موضعي وتركته يمشي
عليه , وأنا الآن أخاف من الله ألا يعفو عني , لأني رفعت
نفسي على من هو خيري مني اهـ .
نقله الشيخ ابن عباد رضي الله عنه .

ثم إن التواضع منه ما يكون مجاهدة وتصنعاً , وهو مجاهدة
أهل اليمين من السائرين
ومنه ما يكون اختيارياً حقيقاً وهو تواضع العارفين
لأنه ناشئ عن شهود عظمة المعبود فلا يتخلف إلا في
وقت الغفلة وهو قليل

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 26, 2013 1:46 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان وإثنان والخمسون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( التواضع الحقيقي هو ما كان ناشئاً عن شهود عظمته
وتجلى صفته )
التواضع الحقيقي : هو تواضع العارفين , لأنه ناشئ عن شهود
عظمة الحق وتجلى ذاته وصفاته , وهو من عطف التفسير , لأن
تجلى الصفات هو عين عظمة الذات وذلك أن الحق تعالى كان
في أزله القديم متصفاً بصفاته ومتسمياً بأسمائه في خفاء ولطف
لم يعرفه أحد , فلما أراد أن يعرف أظهر بقدرته واراداته
عظمة ذاته المقدسة متصفاً بصفاته الأزلية , فتجلت القدرة
لعظمة الذات , فشهود عظمة الذات هو شهود تجلى الصفات
وإليه أشار صاحب العينية بقوله :

فأوصافه والإسم والأثر الذى
هو الكون عين الذات والله جامع

فالتواضع الحقيقى : هو الذى نشأ عن شهود عظمة الذات
ونور الصفات , فلذلك ترى العارفين يتواضعون مع الحجر
والمدر وكل شىء لمعرفتهم فى كل شىء .

قال ذو النون المصرى رضى الله عنه :
من أراد التواضع فليوجه نفسه الى عظمة الله فإنها تذوب
وتصغر , ومن نظر الى سلطان الله تعالى ذهب عنه سلطان
نفسه , لان النفوس كلها محفورة عند هيبته , ومن أشرف
التواضع ألا ينظر الى نفسه دون الله تعالى اهـ .

والحاصل : أن التواضع الحقيقى إنما هو للعارفين , لانهم
حين شهدوا عظمة الحق خرجت عنهم أوصاف نفوسهم
إذ لايخرج عن الوصف إلا شهود الوصف .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 10, 2013 2:42 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان و ثلاث و خمسون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

( لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف )

فلا يخرجك عن أوصاف نفسك الذميمة إلا شهود أوصاف
ربك العظيمة
فلا يخرجك عن دناءة نفسك إلا شهود كرم ربك
فلا يخرجك عن شهود أوصافك الحادثة إلا شهود أوصاف
ربك القديمة
فيخرجك عن شهود فعلك بشهود فعله , وعن شهود صفاتك
بشهود صفاته , وعن شهود ذاتك بشهود ذاته .

وقد سئل شيخ أشياخنا القطب ابن مشيش عن حقيقة المحبة
سأله تلميذه أبو الحسن رضي الله عنهما فقال :
المحبة أخذ القلب وخطفه عند كشف نور الجمال وقدس
الجلال , والشرب : مزج الأوصاف بالأوصاف والأخلاق
بالأخلاق , والأنوار بالأنوار , والأسماء , والنعوت
والأفعال بالأفعال الخ .
فما دام العبد لم يشاهد أوصاف ربه العظيمة لا يمكنه أن
يخرج عن أوصاف نفسه اللئيمة خروجاً كلياً , وإنما
يكون ذلك مجاهدة تارة له وتارة عليه , بين طلوع ونزول
بخلاف ما إذا شاهد أوصاف ربه فإنه يغيب عن نفسه , قد
تولاه محبوبه فكان سمعه وبصره ويده ورجله ومؤيداً له
فلا يتصرف إلا بالله
{ ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم }
وانشدوا :
إذا حزنت الفخار فلا تبال ... بنقص في الجبلة أو كمال
فما التأنيث اسم الشمس نقص ... ولا التذكير فخر للهلال

يشير إلى أنه إذا تحقق الفناء في الذات والبقاء بالله فلا نقص
للنفس ولا كمال , وإنما الكمال للكبير المتعال , فله الحمد
والثناء على كل حال

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الحكم العطائية لسيدى ابن عطاء الله السكندرى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 24, 2013 3:23 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18801
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله
وسلم تسليماً كثيرا
معنا اليوم الحكمة المائتان وأربع والخمسون من الحكم العطائية
لسيدى ابن عطاء الله السكندرى وهى :

(المؤمن يشغله الثناء على الله عن أن يكون لنفسه شاكراً
وتشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه ذاكراً )

النفس عند تحقق الفناء لا وجود لها حتى تذكر , ولا فعل لها
حتى تشكر , فليس للعارف عن نفسه إخبار حتى يخبر عنها
بفعل شيء , فضلاً عن أن يشكر لها وصفاً قد استغرقه
شهود فعل الحق عن فعله , وشهود وصف الحق عن
شهود وصفه , وشهود نور ذات الحق عن شهود ذاته
فيشغله الثناء على الله عن الإلتفات إلى ما سواه
إذ لا يشهد في الكون إلا إياه
وتشغله حقوق الحق عن الإلتفات إلى حظوظ النفس
إذ لا نفس مع الفنان فلا يبقى إلا حقوق العالم الأسنى
فتنقلب الحظوظ في حقه حقوقاً , لأنهم إذا نزلوا من عش
الحضرة إلى أرض الحظوظ نزلوا بالإذن والتمكين والرسوخ
فى اليقين نزلوا بالله والى الله , فليس لهم نظر الى سواه
قد تخلصت أرواحهم من طلب الحظوظ معجلة أو مؤجلة
نفسانية أو روحانية , إن صدر منهم عمل رأوه منه
من الله فيستحيون أن يطلبوا عليه عوضاً أو غرضاً .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 540 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 17, 18, 19, 20, 21, 22, 23 ... 36  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 42 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط