اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6390
|
3 - أما على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية يقول :
أولا : مدينـــــــــــــة طــنطـــــــــــا
يقول على باشا مبارك فى خططه ( طندتا ) هذا أصل الأسم ويقول العامة طنطا وهى مدينة كبيرة هى رأس مديرية الغربية ولها شهرة ففى تاريخ بطاركة الأسكنرية أنها كانت أسقفية وكان من أساقفها مخاييل وجبريل وأسمها القبطى القديم طنيطاد وقال أبن حوقل أن طنديا قرية كبيرة لطيفة ننبها جوامع وأسواق وبها قرى وهى محل إقامة الحاكم وجنوده وبها مولد يعرف بأسم السيد البدوى يجتمع فيه خلق كثيرون لا يحصى عددهم إلا الله من جميع بلاد القطر وليس إجتماعهم للتجارة بل للتبرك بولى الله تعالى سيدى أحمد البدوى وهو السبب فى شهرتها ( أى شهرة مدينة طنطا )
كما يقول على باشا مبارك فى خططه :
ان مناقب سيدى احمد البدوى ومناقب تلميذه عبد المتعال تبركا وان كانت شهرتهما ما معنية عن ذلك فنقول وهو أو الفتيان الملثم الشريف العلوى أبو العباس سيدى احمد البدوى بن على بن ابراهيم بن محمد بن ابى بكر بن اسمعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين بن محمدد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن جعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن الامام على بن أبى طالب بن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم
نسب كان عليه من شمس الضحـى* نورا ومن فلق الصباح عمودا
وامه فاطمة بنت محمد بن احمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب من اكابر أهل الحسب كان مولده رضى الله عنه بمدينة فاس بالمغرب لان جده الشريف محمد الجواد بن حسن العسكرى انتقل اليها مع جمع من بنى عمه ومن يعز عليه من قومه ايام الحجاج حين اكثر القتل فى الشرفاء فلما بلغ سبع سنين سمع ابوه قائلا يقول له فى منامه يا على انتقل من هذه البلاد الى مكة المشرفة فان لنا فى ذلك شأنا وكان ذلك سنة ثلاث وستمائة وكان سيدى أحمد صغيرا واخوته وهم ثلاثة ذكور وهو ثالثهم وثلاث أناث
4 - فى كتاب آل بيت النبى فى مصر
عاش السيد البدوى 79 عاما فقد ولد فى عام 596 هـ وتوفى فى عام 675هـ وهذه الحياة الحافلة قضى منها حوالى الأربعين عاما فى طنطا والـ 29 عاما قضاها ما بين فأس ومكة المكرمة والمدينة المنورة والعراق واسس أضخم مدرسة صوفية شهدتها مصر والعالم الإسلامى وألف طائفة عظيمة من التلاميذ والمريدين لعلها كما تجمع المصادر أضخم المجموعات فى تاريخ التصوف الإسلامى ** وقد دعم ذلك أن السيد البدوى من آل بيت الرسول وهذا ثابت تاريخيا وأتفقت عله المصادر ولم تختلف وحين تقول إنه حفيد من نسل الرسول فإنما تعنى أنه حفيد فاطمة الزهراء وعلى بن أبى طالب رضى الله عنهما فمن خلال ما هو منقوش على المقصورة النحاسية نجد ان السيد البدوى هو احمد بن على بن ابراهيم بن محمد بن أبى بكر بن اسماعيل بن عمر بن عثمان بن على ابن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن على بن أبى طالب ** إذن هو شريف علوى من آل البيت الكرام الذين يرصعون بمشاهدهم أرض مصر ** وحياة السيد احمد البدوى من مشرقها الى مغربها كلها جهاد * جهاد النفس وهو الجهاد الأكبر وجهاد فى سبيل إعلاء راية الإيمان ويذكر له أنه ربى نفوسا مؤمنة ولقد دارت حياته حول البحث عن الحقيقة وظل طول حياته ظمآن يغترف من مناهل العلم حتى نور الله قلبه وينور فكره فى معالم طريق صوفى كان هو قطبه وصار كما يصفه الإمام الشعرانى ( نور التمتصوفة الذى لا يخبوه وصارت شهرته ف جميع اقطار الأرض تغنى عن تعريفه * بل ان السيد البدوى حمل حوالى 39 لقبا أطلقها عليه تلاميذه ومريدوه وأفاضت الكتب فى هذه الألقاب ومدلولاتها ونذر نفسه لرسالته حتى ان أخاه حسحينا حين عرض عليه الزواج أبى وقال أنا موعود بألا أتزوج إلا من الحور العين ) ويقول الشيخ احمد محمد حجاب فى كتابه العظة والاعتبار * اراء فى حياة السيد البدوى الدنيوية وحياته البرزخية وهو شيخ مات فى التسعين صوفى عاش فى رحاب السيد البدوى ولم يتزوج الى ان توفاه الله فدفن بجوار سيدى احمد البدوى * يقول * قضى سيدى احمد حياته الطويلة مستغرق القلب بمعرفة الله مستغرق الجوارح بعبوديته يقترف من موارد أنوار الذات ويقتبس من معيتها ويستمد من فيوضاتها لا ينثنى عن ذلك ولا يجيد * ويقول ابراهيم احمد نور الدين فى كتابه عن حياة السيد البدوى أنه رضى الله عنه اشتهر بقوة الروح وصفاء النفس وكان يؤمن كصوفى مطهر ان الله قريب يجيب الدعاء ولاسيما إذا كان الداعى من عباده المخلصين * وتنقسم حياة سيدى احمد البدوى الى قسمين احداهما فى طنطا التى عرفت بذلك الاسم منذ أيام الحملة الفرنسية والآخر قبل أن يأتى الى طندتا وهو اسم طنطا القديم منذ ميلاده والى ان جاء الى مصر ونقول ان اجداد السيد البدوى تركوا مسقط رأسهم فى الحجاز سنة 73هـ بعد موقعة كربلاء التى انتهت باستشهاد جده الإمام الحسين ورفعت الدولة الاموية درجة اضطهاد ومطاردة العلويين الى عنفوانها كما يقول الشيخ احمد حجاب فى كتابه عن السيد البدوى حينما استأثروا بتوليه بالملك ونحوا عنه أبناء على كرم الله وجهه وخاصة زمن الحجاج ومطاردته لابن الزبير وكانت هجرة معروفة فى التاريخ الى غرب العالم الاسلامى الذى يسمل مص وحتى المغرب والاندلس السيد أحمد البدوى وهوالعارف بالله القطب العلامة الإمام السيد أحمد البدوى بن علي البدري بن إبراهيم المغربي بن محمد بن ابي بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن الامير عثمان بن الأمير حسين الفاسي بن الأمير محمد ابو النما بن الأمير موسي الأشهب بن الأمير يحي الصوفى بن الأمير عيسي بن الأمير علي التقي الرضوي الحسيني العلوي الهاشمي ... ومن ألقابه سلطان الأولياء والشيخ الأكبر والأسد الغضنفر أبو الفتيان وقطب أهل العرفان ومغيث الأسير والملثم وشيخ العرب والبدوى وهو اللقب الأشهر .
وقد ولد فى مدينة فاس المغربية على نحو عام ست و تسعين و خمسمائة للهجرة فى بيت علم وشرف فكان ابوه السيد علي البدري من وجهاء العلوين فى المغرب وجده السيد إبراهيم المغربى هو كاتب الشجرة النعمانية لأنساب آل البيت , وشقيق السيد أحمد البدوى هو السيد النقيب الحسن الأبطح نقيب أشراف مصر والشام فى عهد الظاهر بيبرس , وقد هاجر علي البدرى بعائلته إلى مكة المكرمة وكان وقتها ولده أحمد فى سن السابعة وهناك شب أحمد على الطاعة ومجاورة أهل العلم حول الكعبة واشتهر بالفروسية والفتوة , ولبس لباس اهل الحجاز وتلثم وهذا سبب اطلاق لقب البدوى عليه بين المصريين , وعندما استزاد من العلم فى مكة أرتحل واخوه الأبطح إلى العراق للاستزادة في طلب العلم والمعرفة وهناك تتلمذ على يد الشيخ برى الرفاعى تلميذ سيدى أحمد الرفاعى الكبير , ثم من العراق هاجر أحمد البدوى وأخوه الحسن الأبطح إلى مصر حيث اكرمهما الظاهر بيبرس واغدق عليهما وعرض عليهما وافر من المناصب واختار منها الحسن ان يكون نقيب الأشراف حيث رأى بعض الخلط فى انساب آل البيت عند المصريين خصوصا ان الحسن تربي ونشأ فى فاس وهاجر إلى مكة وارتحل إلى العراق واستقر فى مصر فعلم بأنساب أهل البيت فى جميع تلك الأقطار , أما المجاهد السيد أحمد البدوى أختار العزلة للعبادة والاعتكاف فى مدينة طنطا التى كان يغلب عليها التجار والحجاج المغاربة فقرر ان يعيش وسطهم ...
والسيد أحمد البدوى الفاسي المغربي من أكثر الأولياء واصحاب الاضرحة تأثيرا فى نفوس المصريين على مر التاريخ وهذا جلى من العبارة الشهيرة (( الله الله يا بدوي جاب اليسرى )) التى مازال يرددها المصرين حتى الآن وهذه العبارة معناها ان السيد البدوة اعتق الأسرى , وهم الأسرى المصرين عند التتار حيث كان يخرج البدوى بمريديه إلى المعسكرات فيحارب ويعود بالأسرى المصريين ... وتوفى السيد أحمد البدوى الفاسي فى عام ستمائة وخمس وسبعين ودفن فى مقامه المعروف فى طنطا بشمال مصر ...
5 – جاء فى كتاب رحلة أولياء الله لمصر المحروسة ::
كان فى نية نابليون قبل ان يغادر مصر أن يزور سيدى أحمد البدوى ! هكذا قال الجنرال مينو لشيوخ مصر وعلمائها وهو يحكى لهم عن نابليون وهكذا كتب مؤرخنا الحبرتى ! وعندما توفيت زوجة السلطان خشقدم كانت وصيتها ان يغطوا النعش بالخرقة الحمراء وان يتقدم الجنازة حاملوا اليارق الحمراء رمز الطريقة الاحمدية باعتبارها واحدة من اتباع سيدى احمد البدوى رضى الله عنه ! وعملوا بالوصية هكذا كتب ابن أياس * وليست زوجة السلطان خشقدم فقط فمعظم سلاطين المماليك كانوا يعتقدون فى ولاية سيدى احمد البدوى ويسعون لينل البركات – وليس سلاطين المماليك فقط فكل حكام مصر وعبر كل العصور منذ جاء السيد البدوى الى مصر وحتى الآن يحرصون على الاهتمام برعاية مقامه والعناية بمسجده وهو من يعكس تأثيره الواسع والعميق داخل المجتمع المصرى وعندما اراد مجلس شورى النواب سنة 1876 م ان يعقد جلسة طارئة فى الصيف خشيت الحكومة من عدم حضور الاعضاء لانشغالهم بحضور المولد فعقدوا الجلسة هناك فى طنطا فى رحاب سيدى أحمد البدوى ووسط المولد وهكذا قال عبد الرحمن الرافعى وعندما اراد الخديو اسماعيل ان يجمع اكبر مبلغ من المال من اعيان مصر لم يجد فرصة افضل من مولد البدوى فأقام وليمة هناك وجعل حضورها لمن يدفع والجلوس على مقربة منه لمن يدفع اكثر ** والحكايات كثيرة وكلها توضح المكانة الكبيرى لسيدى احمد البدوى فى قلوب المصريين سواء فى حياته او بعد مماته ومن هنا يأتى السؤال : من همو السيد البدوى ؟ ومن أين جاء ؟ وكيف كانت رحلته الى مصر وفى مصر ؟
وهنا نقول تكلم عنه كثير من العلماء الأفاضل والشيوخ ومثلما ذكر فى الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك والحكايات كثير ولكن هناك سؤال واحد : ما هى أوصافه؟
جاء فى كتاب الجواهر السنية وصف الشيخ عبد الصمد صورة السيد البدوى فقال : كان طويلا ، قمحى اللون ن كبير الوجه ، أكحل العينين ، عظيم الوجنتين ، طويل الذراعين ، غليظ الساقين ، وكان فى وجهه ثلاث نقط من أثر الجدرى ، واحدة فى خده الأيمن واثنتان فى الأيسر ، وكان أقنى الأنف وعلى أنفه شامتان ، فى كل ناحية شامة أصغر من العدسة وكان بين عينيه جرح موسى ، جرحه به ولد أخيه حين كان بمكة فى طفولته تلك كانت صورة قطب الاقطاب فى مصر وهى نفس الاوصاف التى أورها الشعرانى فى كتاب الطبقات الكبرى لمؤسس الطريقة الأحمدية ويأتى الحديث عن النشأة والجذور – ونعرف ان السيد البدوى ولد فى زقاق الحجر بمدينة فاس بالمغرب الاقصى حيث قامت دولة المرابطين كأول خطوط الدفاع عن العالم الاسلامى بعد سقوط الاندلس وحيث كان التصوف هو اساس قيام تلك الدولة – كان ميلاد السيد البدوى عام 596هـ - 1199م ويجمع المؤرخون انه كان أصغر سبعة من الاخوة والأخوات وهم الحسن ومحمد وفاطمة وزينب ورقية وفضة وكان والده هو السيد على البدوى الشريف العلوى أما أمه فهى السيدة فاطمة بنت محمد بن احمد بن عبد الله التى يتصل نسبها ايضا بالحسين بن على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى الله تعالى عنهما فهو إذن واحد من الذين انحدروا من أشراف البيوت العربية وأجلها قدرا وكانت الاسرة قد هاجرت من مكة الى المغرب فرارا من ظلم الحجاج الثقفى واستقرت فى مدينة فاس وقيل ان ذلك كان عام ثلاث وسبعين من الهجرة وظلت الاسرة تستوطن بلاد المغرب طوال اكثر من خمسة قرون الى عام 603 هـ عندما قررت العودة مرة اخرى الى وطنها الاول مكة المكرمة * وكان السيد البدوى صغيرا فى السابعة من عمره وقت أن بدأت الاسرة رحلة العودة من زقاق الحجر بمدينة فاس الى مكة وكانت الرحلة طويلة وشاقة وقيلل انها استغرقت اربع سنوات وقيل خمس وقيل سبع لكن المرجح انها خمسة اعوام فقد وقيل ان الاسرة وهى فى طريق العودة الى مكة نزلت مصر ومكثت عامين تنقلت خلالها ما بين الاسكندرية والعريش قبل ان تواصل رحلتها وكان ذلك فى عهد الملك العادل سيف الدين شقيق صلاح الدين الأيوبى وبقى السيد البدوى يتنقل من الأراضى الحجازية ثم بلاد العراق إلى أن استقر به المقام بمصر ثم مدينة طندتا حيث مستقره الآن والقصة كما تروى من قبل
|
|