[font=Tahoma][align=justify] يعد التجسيم من أخطر البدع وأكثرها ضراراً على عقائد الموحدين.
فضرر هذه البدعة يتعدى أثره وتتخطى نتائجه لكل التوقعات ، وتهوي بصاحبها في مهاوي الضلال . نسأل الله العفو والعافية .
وقد مرت الأمة الإسلامية عبر تاريخها بمراحل متعددة نجمت فيه هذه الفتنة وأطلت برأسها ، وفي كل مرة قيد الحق سبحانه وتعالى لها من أئمة المسلمين من كفى الأمة شرها ورد كيد من ورائها إلى نحره . – ولعل الله ييسر الأسباب للتعرض ولو بلمحة موجزة لهذه الأحداث في موضوع مستقل –
إلى أن وصلت نوبة هذه الفتنة إلى فرقة الوهابية ، فأحيت - ضمن ما أحيته من بدع - ما أماتته همم الأئمة الأعلام وطوته السنون من تراث محزن ومؤسف يؤصل لهذه الشناعات .
فعكف الجم الغفير من أئمة هذه الفرقة على إخراج كتب التجسيم ككتب أبي يعلى والدارمي المجسم وكتب ابن تيمية وغيرها من ذلك التراث الشاذ بعد أن كانت قد علاها النسان وأضحت في ذمة التاريخ.
وعكف جمع آخر من هؤلاء على الطعن والتجريح فيما استقر في وجدان الأمة جيلاً بعد جيل من عقيدة صحيحة ، وعمدوا إلى رموز الأمة في هذا العلم فرموهم بعظائم الأمور وتنقصوهم محاولين إظهارهم في صورة المبتدعة الجاهلين ، وما فتاوى الوهابية وأقوالهم في الإمام النووي والسيوطي وابن حجر والبيهقي عنا ببعيد.
ومن طالع قسم الملفات السوداء وجد من هذه الدواهي الكثير والكثير.
هذا وقد صاحب ذلك جهوداً مكثفة كان هدفها الأوحد إظهار المبتدعة المجسمة على غير حقيتهم ووضعهم في غير موضعهم كأئمة لأهل السنة والجماعة.
وقد استشرى شرر التجسيم في أيامنا هذه بين مختلف طبقات الأمة ، حتى أنك تجد من العوام من يعتقد بأن لله ساقاً – صدر ذلك خلال نقاش أحدهم معي –، بل وصار رءوس المجسمة في نظر الجهلاء والعوام هم علماء الدين وأئمة الموحدين.
التجسيم وأثره السيئ على الأمة.
وللتجسيم من الآثار السيئة ما لا يخفى على ذي لب . منها على سبيل المثال لا الحصر :
- أن المجسم يكون في حالة من العداء – والعياذ بالله – مع الله عز وجل ، إذ أنه – أي المجسم – يعتقد في الله سبحانه خلاف ما أوجبه الله عليه من صفات التقديس والتنزيه الواجبة في حق الله .
- أن تعبدات المجسم ووفقاً لنظرته ومعتقده في الله عز وجل هي على التحقيق صائرة لغير الله ، إنما هي لإله له أضراس ولهوات وساق وشعر في صدره وعينين اثنتين حقيقيتين ، ويجلس على عرش والكرسي موضع لقدميه ، وكان قبل الخلق يركب حوتاً من نور، وأنه في السماء ، وأن من يقف على منارة أو جبل هو أقرب إلى الله من الواقف على الأرض....الخ هذه الخرافات والترهات التي يؤمن بها المجسم وتعج بها الكتب التي يعكف الوهابية على نشرها.
- أن التجسيم هو إحدى عمليات التطبيع مع والتبشير بـ المسيح الدجال ، فالدجال هو إنسان سيخرج يوماً ما مدعياً للألوهية ، فمن مصلحته أن يهتز مفهوم الإله وصفاته في عقول الناس ، ومن مصلحته أن يرسخ في أذهان البشر أن الإله مجسدٌ في صورة أقرب ما تكون إلى صورة البشر.
وعلى الرغم من هذا الجرم الذي يرتكبه الوهابية في حق الأمة وفي حق أنفسهم إلا أنك تجدهم يتبجحون بأن هذه هي عقيدة السلف الصالح ، وأن هذه هي العقيدة الحقة .
وهذا الموضوع هو محاولة متواضعة لإثبات حقيقة عقيدة الوهابية - وأنها عقيدة التجسيم المحض - من خلال رصد موجز لما يعج به أحد أهم مراجعهم المعتمدة في العقيدة وهو شرح محمد خليل هرّاس للعقيدة الواسطية لابن تيمية من تجسيم وطعن في أئمة الأمة.مع التعرض لذلك بالنقد والتحليل وفق عقيدة أهل السنة والجماعة من السلف والخلف.
أسأل الله عز وجل أن ييسر في هذا الموضوع كشف زيف دعاوى الوهابية الفارغة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
يتبع إن شاء الله [/align][/font]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|