موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 128 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: الجمعة نوفمبر 07, 2025 8:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 47190
تسجيل متابعه بارك الله فيكم

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: السبت نوفمبر 08, 2025 7:58 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500


جامع ألجاى اليوسفى
السايس
أثر رثم 131 لسنة 774هـ / 1372م



هذا الجامع بسويقة العزى ( شارع سوق السلاح ) على رأس حارة الهلالية ( درب حلوات ) (1) أنشأه الأمير سيف الدين ألجاى اليوسفى احد الأمراء الكبار فى دولة الشرف شعبان بن حسين فى سنة 774هـ / 1372م وهو التاريخ الذى وجد بالنص التاريخى الآتى ، بخلاف ما يذكرة المقريزى (2)

وقد أنشأ برسم جامع للصلاة ومدرسة لفقهاء الحنفية والشافعية عرفت بالمدرسة الألجيهة الكبرى ، وأودع بها مرافق كاملة من كتب وخلافه ، ومات قبل تمام بعض مفردات منه ، فأكمله بعده كبير الأوصياء وهو كما فى المنهل الصافى ، الأمير علاء الدين على بن احمد بن عبد الله الطيبرسى المعروف ( بابن السايس ) كان من جملة الأمراء وأستادار خوند بركة أم الأشرف شعبان ابنحسين ولما قتل الاشرف وزالت الدولة الأشرقية وقعت له أمور وامتحن وصودر ولزم دراه الى انمات فى شوال سنة 786هـ / 1384م وكان يعد من الأعيان وله ثروة وحشم وبه عرفت هذه المدرسة باسم جامع السايس ، وقد ذكر فى النجوم الزاهرة فى سنة الوفاة باسم بن السايس الطيبرسى ، فتح المسجد رسميا بعد موته فى سنة 775هـ / 1373م (3)

وهو جامع فخم يواجه السالك فى هذه المنطقة بمئذنته الرشيقة وقبته المضعلة تطليعا حلزونيا لا ثانى له ، والوصول اليه من بابه العمومى ومنه نصل بعد اجتيازمربع يعوه قبو معقود إلى الصحن مكشوف ، تحدث به أربعة أواوين فى الايوان الشرقى منها المنبر والمحراب ، ويجاور الايوان القبلى باب يؤدى إلى قبة المنشىء وهى من القباب الحجرية المضعلة ، إلا إنها تتباين فى تضليها عن باقى القباب الأخرى التى من نوعها بفروق هندسية ،وتليها فى هذا النظام والتنسيق إلى حد كبير ، وتمتاز بعلوها الشاهق وبزخارفها ومقرنصاتها فليس لها نظير فى واجهات مساجد أخرى ، وهى تكون بما فيها الباب مجموعة زخارف ومقرنصات ودلايات بلغت حد الاتقان ، ويجاور الباب العمومى إلى الجهة البحرية سبيل يعلوه مكتب أصله من مرافق المدرسة ، وجدده محمد أغا فى سنة 1040 هـ / 1630 م كما فى النص التاريخى الذى يعلو باب السبيل

وبالجامع اثر تصليح حديث فى منبره ، وجدران أواوينه ومدخله وبلاطه ، وهو مما أجرى فيه فى وقت أخر سنة 1356هـ / 1937م

ولهذا الجامع شبيه ببعض جوامع القاهرة التىبنيت بعده بأكثر من نصف قرن ، إلا أنه يمتاز عنها بفوراق ظاهرة

المذكرات التاريخية

المذكرة الأولى والثانية : ببابه العمومى بجانبيه وباعلاه
بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة
المقر الأشرف الجاى أتابك العساكر المنصورة الملكى
الشرف غفر الله له ولجميع المسلمين بتاريخ شهر
رجب سنة أربع وسبعين وسبعمائة



بسم الله الرحمن الرحيم * ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
صدق الله العظيم



أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة المقر الشرف
العالى المولوى الأميرى السيقى ألجاى أتابك العساكر المنصورة
الملكى الأشرف اعز الله نصره بتاريخ شهر رجب سنة
أربع وسبعين وسبعمائة



المذكرة الثالثة بالمنبر

بسم الله الرحمن الرحيم : فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها
اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، وكان الفراغ فى فى شهور سنة أربع وسبعين وسبعمائة


ترجمة المنشى

منشىء هذا المسجد هو الأمير سيف الدين ألجاى اليوسفى ، عينه الأشرف شعبان بن حسين أمير مائة ثم مقدم ألف ثم أمير سلام ثم استقر أتابكا ( رئيسا ) للجيوش المصرية ،واضيف غليه نظر المارستان المنصورى (دار الشفاء المنصورية ) والنظر على الأوقاف الأهلية ، وقد صاهر السلطان فى أمه الخاتون خوند بركة ( وهى صاحبة المدرسة الموجودة بأسمها خلف مسجد الشعرانى بباب الشعرية ) وبقيت فى عصمته حتى ماتت ، وبأثر موتها بدأ نجم المنشىء يأفل بسبب النزاع على ميراثها بينه وبين السلطان فسولت له نفسه محاربة السلطان ، ولكن السلطان استطاع ان يقاومه أولا وثانيا ، وقد حاول الفرار منه فلحق بالخرقانية بمديرية القليوبية ،ولما ضيق العسكر الخناق عليه ألقى بنفسه فى البحر طلبا النجاة ولكنه لم ينج إذ لم يكن يحسن السباحة فغلرق بفرسه ، فلما علم السلطان بموته أرسل فى البحث عن ورفاته ، فعثروا عليه الغطاسون فأمر السلطان بتشيع جنازته بطريقة غير رسمية ودفن تحت قبة هذا الجامع
ومات المنشىء عن أولاد وحفدة امتد عقبهم حينا ، وظهر منهم اعلام منهم : الشهاب احمد بن احمد بن محمد شهاب الدين الحنفى سبط الجاى اليوسفى صاحب المدرسة الجليلة وناظرها ( أمه ) فرج بن قرنطاى بن الجاى ولد فى رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وقرأ وسمع على السخاوى فى الأمالى ويغرها ، من علماء الحنفية فى أول القرن التاسع وتولى نظارة هذه المدرسة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: السبت نوفمبر 08, 2025 7:59 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500


جامع ألجاى اليوسفى
السايس
أثر رثم 131 لسنة 774هـ / 1372م



هذا الجامع بسويقة العزى ( شارع سوق السلاح ) على رأس حارة الهلالية ( درب حلوات ) (1) أنشأه الأمير سيف الدين ألجاى اليوسفى احد الأمراء الكبار فى دولة الشرف شعبان بن حسين فى سنة 774هـ / 1372م وهو التاريخ الذى وجد بالنص التاريخى الآتى ، بخلاف ما يذكرة المقريزى (2)

وقد أنشأ برسم جامع للصلاة ومدرسة لفقهاء الحنفية والشافعية عرفت بالمدرسة الألجيهة الكبرى ، وأودع بها مرافق كاملة من كتب وخلافه ، ومات قبل تمام بعض مفردات منه ، فأكمله بعده كبير الأوصياء وهو كما فى المنهل الصافى ، الأمير علاء الدين على بن احمد بن عبد الله الطيبرسى المعروف ( بابن السايس ) كان من جملة الأمراء وأستادار خوند بركة أم الأشرف شعبان ابنحسين ولما قتل الاشرف وزالت الدولة الأشرقية وقعت له أمور وامتحن وصودر ولزم دراه الى انمات فى شوال سنة 786هـ / 1384م وكان يعد من الأعيان وله ثروة وحشم وبه عرفت هذه المدرسة باسم جامع السايس ، وقد ذكر فى النجوم الزاهرة فى سنة الوفاة باسم بن السايس الطيبرسى ، فتح المسجد رسميا بعد موته فى سنة 775هـ / 1373م (3)

وهو جامع فخم يواجه السالك فى هذه المنطقة بمئذنته الرشيقة وقبته المضعلة تطليعا حلزونيا لا ثانى له ، والوصول اليه من بابه العمومى ومنه نصل بعد اجتيازمربع يعوه قبو معقود إلى الصحن مكشوف ، تحدث به أربعة أواوين فى الايوان الشرقى منها المنبر والمحراب ، ويجاور الايوان القبلى باب يؤدى إلى قبة المنشىء وهى من القباب الحجرية المضعلة ، إلا إنها تتباين فى تضليها عن باقى القباب الأخرى التى من نوعها بفروق هندسية ،وتليها فى هذا النظام والتنسيق إلى حد كبير ، وتمتاز بعلوها الشاهق وبزخارفها ومقرنصاتها فليس لها نظير فى واجهات مساجد أخرى ، وهى تكون بما فيها الباب مجموعة زخارف ومقرنصات ودلايات بلغت حد الاتقان ، ويجاور الباب العمومى إلى الجهة البحرية سبيل يعلوه مكتب أصله من مرافق المدرسة ، وجدده محمد أغا فى سنة 1040 هـ / 1630 م كما فى النص التاريخى الذى يعلو باب السبيل

وبالجامع اثر تصليح حديث فى منبره ، وجدران أواوينه ومدخله وبلاطه ، وهو مما أجرى فيه فى وقت أخر سنة 1356هـ / 1937م

ولهذا الجامع شبيه ببعض جوامع القاهرة التىبنيت بعده بأكثر من نصف قرن ، إلا أنه يمتاز عنها بفوراق ظاهرة

المذكرات التاريخية

المذكرة الأولى والثانية : ببابه العمومى بجانبيه وباعلاه
بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة
المقر الأشرف الجاى أتابك العساكر المنصورة الملكى
الشرف غفر الله له ولجميع المسلمين بتاريخ شهر
رجب سنة أربع وسبعين وسبعمائة



بسم الله الرحمن الرحيم * ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
صدق الله العظيم



أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة المقر الشرف
العالى المولوى الأميرى السيقى ألجاى أتابك العساكر المنصورة
الملكى الأشرف اعز الله نصره بتاريخ شهر رجب سنة
أربع وسبعين وسبعمائة



المذكرة الثالثة بالمنبر

بسم الله الرحمن الرحيم : فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها
اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، وكان الفراغ فى فى شهور سنة أربع وسبعين وسبعمائة


ترجمة المنشى

منشىء هذا المسجد هو الأمير سيف الدين ألجاى اليوسفى ، عينه الأشرف شعبان بن حسين أمير مائة ثم مقدم ألف ثم أمير سلام ثم استقر أتابكا ( رئيسا ) للجيوش المصرية ،واضيف غليه نظر المارستان المنصورى (دار الشفاء المنصورية ) والنظر على الأوقاف الأهلية ، وقد صاهر السلطان فى أمه الخاتون خوند بركة ( وهى صاحبة المدرسة الموجودة بأسمها خلف مسجد الشعرانى بباب الشعرية ) وبقيت فى عصمته حتى ماتت ، وبأثر موتها بدأ نجم المنشىء يأفل بسبب النزاع على ميراثها بينه وبين السلطان فسولت له نفسه محاربة السلطان ، ولكن السلطان استطاع ان يقاومه أولا وثانيا ، وقد حاول الفرار منه فلحق بالخرقانية بمديرية القليوبية ،ولما ضيق العسكر الخناق عليه ألقى بنفسه فى البحر طلبا النجاة ولكنه لم ينج إذ لم يكن يحسن السباحة فغلرق بفرسه ، فلما علم السلطان بموته أرسل فى البحث عن ورفاته ، فعثروا عليه الغطاسون فأمر السلطان بتشيع جنازته بطريقة غير رسمية ودفن تحت قبة هذا الجامع
ومات المنشىء عن أولاد وحفدة امتد عقبهم حينا ، وظهر منهم اعلام منهم : الشهاب احمد بن احمد بن محمد شهاب الدين الحنفى سبط الجاى اليوسفى صاحب المدرسة الجليلة وناظرها ( أمه ) فرج بن قرنطاى بن الجاى ولد فى رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وقرأ وسمع على السخاوى فى الأمالى ويغرها ، من علماء الحنفية فى أول القرن التاسع وتولى نظارة هذه المدرسة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: الأحد نوفمبر 09, 2025 6:10 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500

جامع خوند بركة ( مدرسة أم السلطان )
أثر رثم 125 ( سنة 772 هـ / 1370 م )


هذا الجامع بشارع باب الوزير مقابل مدرسة ألجاى المعروفة بتكية الهنود ، أنشأها السلطان الملك الأشرف شعبان لوالدته الخاتون خوند بركة ، المعروفة بأم السلطان برسم مدرسة للشافعية والحنفية وتم إنشاؤها فى سنة 772هـ / 1370 م (1)

قال المقريزى وهى من المدارس الجليلة (2) والمدخل إليها من الباب العمومى المجاور للباب القبلى لسراى قايتباى وهو باب شاهق كتب بأعلاه مذكرة تاريخية تبتدىء بالبسملة ، وبقوله تعالى ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم )

وبجانبى الباب مذكرة أخرى خالية من التاريخ يقرأ فيها ما يأىى : -

بسم الله الرحمن الرحيم ، وأقاموا الصلاة وأتو الزكاة وأمروا بالمعروف
أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة لوالدته
مولانا السلطان الملك الأشرف شعبان بن المرحوم
حسين سلطان الإسلام والمسلمين قاتل الكفرة
والمشركين محيي العدل فى العالمين مظهر الحق
والبراهين حامى حوزة الدين عز نصره



ويجاور الباب سبيل تعلوه مذكرة أخرى نصها :

أمر بإنشاء هذا السبيل المبارك لوالدته السلطان
الملك الأشرف شعبان بن حسين عز نصره فى شهور
سنة ( سبعمائة وسبعين )



وصف المسجد

والمدخل إلى هذا الجامع من بابين أحدهما الباب العمومى بشارع التبانة ، وهو باب شاهق أعلاه مقرنصات ويكتنفه من الجانبين الكتبا والسبيل ، وفيه الواجهه العمومية للسمجد يعلوها مئذنة مثمنة بها أثر تصليح حديث فى دوراتها وقمتها ضائعة ، والباب الثانى من عطفة الكاشف ، ومنه إلى صحن مكشوف يحدق به أربعة أواوين : إيوانان منهما متماثلان طولا وعرضا فى الشرق والغرب ، ومثلها فى الجنوب والشمال ، وبالإيوان الشرقى محراب ، رخام دقيق ملون يكتنفه عامودان منقوشان يجاوره منبرا متأخرا نقل إليه من بعض مساجد القاهرة وعليه مذكرة تاريخية نصها :ك

إ ن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين
آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ، أمر بإنشاء هذا
المنبر الشريف صاحب المقام المنيف مولانا الأمير
على أحد الجراكسة فى رمضان .



وفى زاوية الصحن أربعة أبواب اثنان فى الزاويتين القبليتين ، أحدهما الباب المذكور ىنفا والآخر باب يؤدى الى إلى دورة المياة القديمة ، ويقايلهما ، بالزاويتين البحريتين بابان آخران يؤدى أخدهما إلى الباب العمومى للمسجد والثانى غلى قبة خوند بركة والنساء ، وداخلها يشتمل على قاعة مثمنة حوائطكها مؤزرة بالرخام الملون ويتوسطها تركيبة من رخام عليها المذكرة المتقدمة لخوند زهرة وعلى كل باب من هذه الأبواب الأربعة مذكرة النص الأتى :

أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة لوالدته مولانا
السلطان الملك الأشرف شعبان عز نصره
ويجاور البال القبلى باب آخر يؤدى إلى قبة شعبان
ويحيط بالصحن طراز مزخرف بتكتابة قرآنية من
سورة آل عرمان ، وهى آية قوله تعالى
إن فىخلق السموات والأرض ..إلخ


والقبتان المذكورتان من القباب الحجرية المضلعة ذات التضليع الصغير الحجم ، ويحيط بها طراز قوامه زخرفة قرآنية ، والجامع على شكله الحالى أثر هام حافظ لأصل صنعه ، وقد أصلح ما تهدم منه فى سنة 1324- 1326 هـ / 1906م – 1908 م

ترجمة المنشئ

الملك الأشرف شعبان الأول بن حسين من ملوك الدولة القلاوونية ، تولى عرش مصر وعمره 112 سنة ، وقام وصيا عليه يلبغا العمرى نائب السلطنة وأتابك العساكر ( قائد الجيوش )

وفى عصره أغار حاكم قبرص على الإسكندرية فدخلها بأسطوله فى سنة 767هـ / 1365 م وعاث فيها فلم يمهله السلطان حتى جهز له أسطولا مكونا من مائة قطعة مزودة باحدث الآلات الحربية ، وعين له الأمير بكتمر الشريف وكان مشهورا بالإقدام والشجاعة ، فما أن وصل بالأسطول إلى المدينة حتى ألقى الرعب فى قلوبهم جميعا فأقلعوا عن المدينة وبعد ذلك بعامين عاودوا الكرة على طربلس الشام ، فأرسل إليهم السلطان حملة قوية دمرتهم واسترجعت منهم البلد

وهذه صحيفة خالدة تكتب فى تاريخ هذه الملك ، وفى عصره وقع بمصر غلاء شديد دام حوالىاثنى عشر شهرا وسببه إصابة الأرض ونزول القحط ، ثم قامت حروب داخليه راح ضحيتها الملك فقتل فى ذى القعدة من سنة 778 هـ / 1376م ودفن بقبة هذه المدرسة

ترجمة خوند بركة



وأم اتلسلطان المذكور هى الخاتون خوند بركة كانت متزوجة بالأمير ألجاى اليوسفى صاحب الأثر المنسوب إليه الآتى ، وتوصف بالصلاح والعبادة والكرم وفعل الخيرات

يقول المقريزى فى ترجمتها ( كانت خيرة عفيفة لها بر كثير ومعروف واعتقاد فى أهل الخير ومحبة فى الصالحين توفيت فى ذى القعدة سنة اربع وسبعين وسبعمائة ودفنت بهذه المدرسة تحت القبة

قبة مدرسة أم السلطان

وقد دفن بقبة هذه المدرسة جماعة من أفراد هذه الأسرة منهم الملك الصالح حاجى بن الأشرف شعبان الذى توفى عرش مصر سنة 783هـ / 1381 م إلى سنة 784 هـ / 1382م وعمره ست سنوات وكان ختام هذه الدولة وكان ختام هذه الدولة ، وابتداء دولة المماليك الثانية التى أسسها برقوق

ودفن بها هوند زهرة بنت الأشرف شعبان ، وقرأنا على بلاطة صنوقها الرخام فى 4 أسطر ما نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم ... هذا ضريح ريحانة الجنة الست المرحومة
الدرة المكنونة ست الستات زين الخواتين الست زهرة
النبة المقام المرحوم الأمجد سيدى حسنين ولد المقام
الشهيد المرحوم الملك الناصر كريمة سيدنا ومولانا
المقام الشريف المالك الملك الأشرف ناصر الدنيا
والدين شعبان بن حسين توفيت يوم الاثنين ثانى
عشر جمادى الآخر سنة إحدى وسبعين وبسبعمائة



ودفن بها شقرا بنت حسين بن الناصر محمد بن قلاوون أخت الأشرف شعبان ، ماتت فى المحرم سنة 804 هـ / 1401م قال السخاوى فى ترجمتها : ودفنت فى مدرسة أمها أم السلطان شعبان من التبانة ودفن بها قاسم بن شعبان بن حسين بن قلاوون ، مات فى ربيع الأول سنة 801 هـ / 1398 م ، قال السخاوى ودفن بمدرسة جدته ام السلطان بالتبانة

وقد امتدت ذرية السلطان شعبان فى ولده إسماعيل من طريق البطون وانتهت غلى السيد عفيف الدين المحرزى من أشراف أسيوط المجاورة بيد أن هذه الصلة لم تظهر إلا فى سنة 1159 هـ / 1746 م ففى الثالث من ربيع الأول فى هذه السنة أقيمت الدعوى رقم 290 بطلب الحكم لمقيمها باستحقاق لوقف السلطان شعبان وبوراثته له فحكم له ، وفى وفتها تداول هذا الفرع الجزرى النظر على الوقف والاستحقاق فيه وآخر من عرفنا فى نظارة المرحوم محمود كامل بن عبد الرحيم الخطيب بنى حسين بنى إبراهيم بن زينب احمد الأسيوطى بن محمد بن عبد الله بن أحمد عبد الرحيم بن عفيف الدين المحرزى المذكور ، وهذا ما تحققته فى السجل رثم 257 وسجل التقارير قم 30 ص 68ج/1 سنة 1900 والسجل رثم 14 تقارير والسجل رقم 328 ص 394 سنة 1219 ، والأستاذ محمود كامل المذكور


وفى أنباء الغمر يقول :


بركة خاتون بنت عبد الله والدة الملك الأشرف ، تزوجت ألجاى فى سلطنة ولدها وماتت فى عصمته فى ذى القعدة ولها مدرسة بالتبانة وكان الأشرف كثير البر بها بحيث أنه عادها مرارا حتى بالروضة مقابل مصر وماتت فى ذى القعدة فدفنها ولدها بمدرستها التى أنشأتها بالتبانة بالقرب من القعلة فأراد الأشرف ا، يروج ألجاى ابنته فقيل له لا تحل له ، فجمع القضاة فأفتوه بالمنع لأن بنت الربيب ربيبة فعوضه عنها بسرية كان يحبها اسمها بستان فأعتقها وزوجها له ، ثم وقع بينهما منافرة بسبب تركة أم الشرف التى ماتت

وهذه المدرسة ( أى ) أم السلطان أو مدرسة التبانة وقد حددها المقريزى فىخططه بأنها خراج باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل وإلى ذلك ايضا أشارت الدرر الكامنة وذكر المقريزى أن بركة خاتون شرعت فى بنائها سنة 770هـ ويستفاد من تحقيقات المرحوم محمد رمزى فى النجوم الزاهرة أنه يستدل من الكتابة المنقوشة على الحجر سواء التى بأعلى بوابة المدرسة تحت المقرنصات أو التى باعلى شباك السبيل – على أن الأشرف شعبان هو الذى أمر بإنشائها وهذا يؤيد قول ابن حجر فى المتن من أنه كان كثير البر بها وجاء فى السلوك انها هى التى بنت المدرسة كما أن أبا المحاسن يعود فيقول فى المنهل الصافى بانها دفنت فى مدرستها التى أنشأتها بخط التبانة خارج القاهرة

وفى الضوء اللامع للسخاوى يقول :

( شقراء ) ابنة حسين بن الناصر محمد بن قلاوون أخت الاشرف شعبان ماتت فى المحرم سنة أربع ودفنت فى مدرسة أمها أم السلطن شعبان من التبانة وخلفت موجودا كثيرا ، ذكرها شيخنا والعينى

وفى المنهل الصافى يقول :

أم الأشرف شعبان بن حسين



بركة خاتون خوند والدة السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين وزوجة الأتابك ألجاى اليوسفى

كانت من أعظم نساء عصرها خيرا ، ودينا ، وبرا ، وجمالا ، وكرما

ولما حجت فى سنة سبعين وسبعمائة توجهت فى أبهة عظيمة إلى الغاية ، وفى خدمتها الأمراء والخاصطية والخدم ، وفرقت بالحرمين الشريفين أموالا عظيمة ، وعادت إلى القاهرة ن ولم يعظم ألجاى إلا بزواجها وصار له ميزة على أكابر الأمراء بذلك

توفيت فى حياة ولدها الملك الأشرف فى يوم الثلاثاء آخر ذى الحجة سنة أربع وسبعين وسبعمائة ودفنت بمدرستها التى أنشأتها بخط التبانة خارج القاهرة –ترعف بمدرسة أم السلطان ووجد إبنها الأشرف عليها وجدا عظيما

وبسبب ميراثها خرج زوجها ألجاى عن الطاعة

ومن الإتفاق العجيب البيتان اللذان عملهما شهاب الدين الأعرج السعدى عند وفاتها ن وتفائل بهما على زوجها ألجاى اليوسفى وهما :

فى مستهل العشر من ذى حجة كانت صبيحة موت أم الأشرف

فالله يرحمها ويعظم أجره ويكون فى عاشور موت اليوسفى



والأعرج هذا هو احمد بن يحيي بن مخلوف بن مرى بن فضل الله بن سعد بن ساعد البارع المقرىء ، شهاب الدين ابوالعباس ين محيى الدين بن عمادالدين بن سعد السعدى الأعرج الأديب الشاعر توفى سنة 785هـ / 1383م
كان له فضيلة وقدرة على نظم الفريض ، وكان عارفا بالقراءات ، قيل أنه قال الشعر وعمره دون عشر سنين وكانت وفاته سنة خمسة وثمانين وسبعمائة رحمه الله تعالى وقدس الله سره

وفى النجوم الزاهرة يقول :

قال الشعر وسنة دون العشرين سنة ومن شعره رحمه الله

إن الكريم إذا تنجبس عرضه لو ظهروه بزمزم لم يظهر
مما أعتراه من القذاوة والقذى لم ينق من نجس بسبعة أبجر



الملك الأشرف :



هو الملك الأشرف أبو المفاخر زين الدين شعبان بن حسين بن الناصر محمد بن قلاوون ولد فى سنة 754هـ 1353م تولى حكم مصر سنة 764هـ / 1363م بينما كان يلبغا العمرى وطيبغا الطويل الحكام الفعليين للبلاد لصغر سنة ، ولم يطل به العهد حتى نجح فى التخلص منهما ، وفى عهده حدثت واقعة القبارصة بالإسكندرية ( 767هـ / 1365م ) ، قتل على يد أمرائه سنة 778 هـ / 1376 م ودفن فى مدرسة ام السلطان شعبان بالدرب الأحمر جنوبى القاهرة .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: الاثنين نوفمبر 10, 2025 1:12 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500


جامع سونج بغا
المدرسة البو بكرية
أثر رثم 185 لسنة 772هـ / 1370 م



هذا الجامع بدرب سعادة ( الوزيرية سابقا ) أنشأه الأمير سيف الدين أسنبغا بن بكتمر البوبكرى الناصرى فى سنة 772 هـ م 1370 م مكتوب على واجهته ما نصه :

بسم الله الرحمن الرحيم ...
أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة العبد الفقير
إلى الله تعالى الأمير اسنبغا بن بكتمر الأبوبكرى
وذلك فى سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة


وقد ذكر هذا المسجد فى الخطط المقريزية باسم المدرسة البوبكرية ، فجاء ( أن هذه المدرسة بجوار درب العداس قرب حارة الوزيرية بالقاهرة ، بناها الأمير سيف الدين أسنبغا بن سيف الدين بكتمر الأبوبكرى الناصرى ، ووقفها على فقهاء الحنفية ، وبنى بجانبها حوض ماء وسقايا ومكتبا ، وذلك فى سنة اثنين وسبعين وسبعمائة ، وبنى قبالتها جامعا مات قبل تمامه ، وكان يسكن بجوار المدرسة الحسامية تجاه سوق الجوار

ترجمة المنشى ء

ذكره الحافظ ابن حجر فى الدرر الكامنة وقال :
كان مقدما فى دولة الناصر ، وتولى نيابة حلب فى دولة الصالح اسماعيل وهو الذى بنى البوبكرية بالقرب من سوق الرقيق فى طرفى الوزيرية ، مات سنة 777هـ / 1375 م وقد نيف على السبعين

وذكره فى الإنباء وذكر من وظائفه (أمير السلطان أى أمير الميسرة ، ثم حاجب الحجاب ، ثم أمير عشرة ، وأنه ولد سنة 713 هـ / 1313 م وبنى بالقاهرة مدرسة معروفة

قبر المنشىئ

وقبر المنشىء لا يزال ظاهرا الى اليوم أسفل المنزل نمرة 15 المملوك الى اولاد الحاج على خليل ، وهو الجزء المتخلف من جامعه المذكور ، ويعرف بالأربعين وقد جدده الحاج على خليل المذكور فى سنة 1354هـ / 1935م

تجديد المسجد

وقد تجدد فى هذا المسجد بعض مواضع منه فى سنة 815هـ / 1412 م وفى سنة 1271هـ / 1855 م جددته الأميرة ممتاز قادم أم حسين بك بن محمد على باشا ، ثم جدد بعد ذلك تجديده الأخير فى سنة 1313هـ / 1895 م فأجريت فيه أعمال تقوية فى منارته وفى الواجهة وأزيزلت بعض الحوائط التى كانت حاجبة له واعيد السبيل واكتاب بنظام حديث وقد تغيرت واجهته بض الشىء ونزل مستواه عن الأرض بدرجتين وأهم ما يلفت النظر فيه من آثاره مئذنته الرشيقة ، تم واجهته أما داخله فمتغاير رغم بقائه على تصميمه .

الأمير سيف الدين أسنبغا بن بكتمر الأبوبكرى الناصرى ( فى الدرر الكامنة )

تنقل فى الامرة حتى أعطى تقدمة فى ايام الملك الناصر قلاوون فلما مات قبض عليه وسجن بالاسكندرية ثم افرج عنه فى دولة الصالح اسمعيل ثم ولى نيابة حلب بعد طيبغا الطويل فباشرها ستة اشهر ثم نقل الى القاهرة اميرا كبيرا واكن كثير السكون لين الجانب وهو الذى بنى البوبكرية بالقرب من سوق الرقيق فى طرق الوزيرية ومات فى سنة 777وقد نيف على السببعين

الأمير أسنبغا فى ( أنباء الغمر )

أسنبغا بن بكتمر الأمير سيف الدين الأبو بكرى ، ولى نيابة حلب وبنى بالاقهرة مدرسة معروفة ( المدرسة البوبكرية قرب سوق الرقيق فى طرف الوزيرية وتقع بجوار المدرسة الخشابية ) واستقر فى ايام السلطان أمير آخور ثم حاجب الحجاب ، ومكات – وهو أمير الميسرة – فى المحرم ؛ ويقال غنه أقام مدة لم يشرب الماء قال ابن قاضى شهبة : أنه اقتصر على شرب اللبن والسكر ، وكان يذكر أن له خمسا وأربعين سنة ما جامع شيئا ، ولد سنة ثلاث عشرة وعاش اكثر من سبعين سنة
ويلاحظ أن هذه المدرسة كانت وقف على فقهاء الحنفية


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: الخميس نوفمبر 13, 2025 6:42 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500

جامع أيتمش البجاسي
أثر رثم 250 سنة 785 هـ / 1383 م



هذا الجامع بشارع باب الوزير ، أنشأه الأمير أيتمش البجاسى أتابك العساكر ( رئيس الجيش ) فى دولة الملك الظاهر برقوق فى سنة 785 هـ / 1383 م برسم مدرسة للحنفية وألحق به مرافق أخرى كفندق وسقاية مياة ومكتب ومساكن

وهو مسجد صغير ، لكن على الرغم من صغره فإنه يبدو حافظا لشكله وقبته المضلعة ذات الشكل الحلزونى البديع ، بيد أن مئذنة هذا المسجد متغايرة والمؤكد أنها حدثت بعد التاريخ الذى أنشىء فيه الجامع بزهاء ثلاثة قرون ؛ وقد تقادم هذا المسجد ودثرت بعض ملحقاته ، وما بقى منه اكثر وأهم مما فقد ، وأهم ما يبدو ظاهرا فيه جميع مفرداته الرئيسية ، أما داخله فمتخرب وبابه موصد ، وتقرأ بأسكفة بابه مذكرة تارخية فى هذه العبارة

أمر بإنشاء هذه التربة المباركة العبد الفقير إلى الله
تعالى أيتمش البجاسى رأس نوبة الظاهرى فى سنة
خمس وثمانين وسبعمائة


وبابه العمومى باب جميل يعوه مقرنص ،وعلى جانبيه زخرفة قرآنية يقرأ فيها بعد البسملة ( إنما يعمر مساجد الله ) (التوبة /18) ، ويحيط بواجهة السبيل إفريز يقرا فيه ىيات كريمة من سورة الفتح تنتهى بنص تاريخى مفقود ، وهذا المسجد رغم أن المقريزى أدركه فلم يذكره فى الخطط وذكره السخاوى ويوسف الأتابكى وابن حجر

وأفاد الأتابكى أن محمدا بن أيتمش منشىء المسجد مات فى صفر سنة 798 هـ / 1395 م ودفن بقبة هذا المدرسة ولصاحب هذا الأثر ؛ أثر آخر وهو داره التى كانت فى ملك الأمير آلين آق الحسامى الأشرفى المتوفى سنة 690 هـ / 1291 م وقد آلت إلى غيره

ويقول فى النجوم الزاهرة : توفى الأمير ناصر الدين محمد بن جمق بن الأمير الكبير أيتمش البجاسى فى يوم الجمعة خامس صفر ، وحضر السلطان الصلاة عليه وكان احد أمراء الطبلخانة

وفى المنهل الصافى : محمد بن أيتمش ، المدعو جمق ، الأمير ناصر الدين بن الأتابك أيتمش البجاسى

كان المذكور من جملة أمراء الطبلخانات فى دولة الملك الظاهر برقوق إلى أن توفى فجاءة من قولنج أصابه فى يوم الجمعة خامس صفر سنة ثمان وتسعين وسبعمائة ، وحضر الملك الظاهر برقوق الصلاة عليه بمصلاة بكترم ( المؤمنى ، ثم حضرى دفنه أيضا فى مدرسة والده التى أنشأها بباب الوزير ) ،ولم يطلع السلطان إلى القلعة إلا بعد أن صلى الجمعة بجامع سنقر بجوار المدرسة

وكان جمق المذكور شابا شجاعا مقداما حتى أن بعض الناس اتهم الملك الظاهر برقوق بأنه اغتاله بالسم فى مرضه ، وكان حريصا على جمع المال ن ماسك الكف وعنده ميل إلى اللهو والطرب وكان الملك الظاهر قد زوجه بنت الأمير منجك اليوسفى وماتت بعده بيسير فى يوم الثلاثاء عشرين شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة

( أيتمش ) هذا هو ابن عبد الله الأسندمرى البجاسى الجرجاوى ، الأمير الكبير سيف الدين أتابك العساكر بالديار المصرية وعظيم الدولة الظاهرية ، قتل سنة 802هـ / 1399 م

أصله من مماليك أسندمر البجاسى الجرجاوى ، وترقى بعد موت أستاذه أسندمر المذكور ، إلى أن صار من جملة الأمراء بديار مصر بسقارة الأتابكى برقوق العثمانى اليلبغاوى

والمدرسة الأيتمشية أنشأها الأمير أيتمش سنة 785هـ وجعل بها درس فقه للحنفية

ترجمة المنشىء : ذكره ابن تغربى بردى فى المنهل الصافى ، قال : أيتمش ابن عبد الله الأسندمرى البجاسى الجرجاوى الأمير سيف الدين أتابك العساكر بالديار المصرية وعظيم الدولة الظاهرية ، أصله من مماليك أسندمر البجاسى الجرجاوى وفى أيام الملك الظاهر برقوق جعله أمير مائة ومقدم ألف ورأس نوبة النوب ، ثم ترقى إلى وظيفة العساكر وزادت حرمته فى الدولة الظاهرية ثم نالته محنة عذب فهيا وشرد وما لبث أن عاد إلى حالته الأولى واستقر رأس نوبة الأمراء ثم أتابكا للعسكر ثانية

وقا أطال أبو المحاسن فى ترجمته من المنهل الصافى وقال : وله مآثر حسنة ، وعرم مدرسة ببال الوزير ووقف عليها وقفا جيدا ، توفى بقلعة دمشق مذبوحا فى 14 شعبان سنة 802هـ / 1399م

وقد ترجمه السخاوى فى الضوء اللامع وقال : وهو صاحب المدرسة الأيتمشية للحنفية بالقرب من باب الصوة

ثم قال ( ايتمش البجاسى الجركسى أتابك العساكر فى أيام الظاهر برقوق ؛ قربه وأدنا ثم بعده امسكوقتل بقلعة دمشق فى أوائل شعبان سنة اثنتين وقد ناهر الستين ، وكان خيرا سيوسا عاقلا دينا وهو صاحب المدرسة الايتمشية للحنفية بالقرب من باب الصوة ، ذكره ابن خطيب الناصرية ، وقال شيخنا فى أنبائه كان ممن قام مع برقوق فى ابتداء امرته فأبلى فىكائنته بلاء حسنا فحفظ له ذلك وصار عنده مقربا ثم كان هو مقدم العساكر التى جهزها لقتال يلبغا الناصرى لما خرج عليه فكسره الناصرى وحبسه بدمشق فلما خرج الظاهر من الكرك خلص واجتمع بالظاهر لما توجه لمصر فقرره أميرا كبيرا ثم لما حضره الموت أوصاه على ولده وجعله المتكلم فى الدولة فىل أمره الى أن قتل ، واثنى عليه العينى بالميل إلى الخير وقلة الشر وكثرة الصدقات ومحبة العلماء والفقراء ومجالستهم قال ولكن كانت فيه غفلة وله ميل زائد فى الذكور وهو صاحب المدرسة التى بباب الوزير امام القلعة والبرج الذى بطرابلس على ساحل البحر

وقال الحافظ بن حجر فى إنباء الغمر : ايتمش البجاسى الجركسى ، كان ممن قام مع برقوق فى أبتداء إمرته فأبلى فى كائنته بلاء حسنا فحفظ له ذلك وصار عنده مقربا ، ثم كان هو مقدم العساكر التى جهزها الظاهر لقتال يلبغا الناصرى لما خرج عليه ن فكسره الناصر وحبسه بدمشق ، فلما خرج الظاهر من الكرك خلص ، واجتمع بالظاهر لما توجه لمصر فقرره أميرا كبيرا ، ثم لما حضر الظاهر الموت أوصاه على ولده ( فرج ) وجعله المتكلم فى الدولة فآل أمره إلى أن قتل



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: السبت نوفمبر 15, 2025 6:11 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500



جامع قراسنقر
( المدرسة القراسنقرية )
قبة اثرية رقم 31
سنة 700هـ / 1300م


هذه المدرسة بشارع الجمالية (رحبة العيد – خط دار الوزارة ) (1) أنشئت على قطعة من الأرض التى كانت تقوم عليها دار الوزارة الفاطمية ومنشؤها هو الأمير قراسنقر ابن عبد الله الجوكندار ( أى حارس الملك ) المنصورى نائب السلطنة المصرية فى عهد السلطان حسام الدين لاجين

وذكرها المقريزى فى الخطط ؛ وأفاد أن منشئها المذكور أنشأ بجوار بابها مسجدا معلقا ومكتبا لإقراء أيتام المسلمين كتاب الله العزيز ، وجعل بها درسا للفقراء ، ووقف على ذلك داره التىكانت بحارة بهاء الدين ( شارع بين السيارج ) (2)

وقد تخلفت من هذه المدرسة قبة مضلعة من الطوب المطلى بالجص متوسط الحجم ، وقد استخدمت فى وقت ما منزلا من منازل البريد فى القرن الثامن الهجرى

وكان منشىء هذه المدرسة فى بادىء أمره من حاشية السلطان المنصور قلاوون ثم عينه نائبا لحلب ، وفى عهد السلطان حسام الدين لاجين تعين نائبا للسلطنة المصرية ، ثم أفل نجمه وما برح أن مات بالمراغة من عمل أذربيجان سنة 728 هـ / 1326 م (3) ، وقد بقيت هذه المدرسة تحت نظر ورثته إلى منتصف القرن التاسع ، وفى جانب هذه القبة تقوم مدرسة الجمالية الأميرية ،وبواجهتها الغربية روسم حديق كتب به ما نصه :

هذه المدرسة التى أنشأها الأمير قراسنقر المنصورى
نائب السلطنة سنة 700 من الهدرة قد تجددت
وجهتها على يد لجنة الآثار العربية فى عصر خديوى
مصر عباس حلمى الثانى سنة 1330



---------------------------------------
1 – رحبة العيد : أولها باب الريح من أبواب القصر الفاطمى ، والذى هدمه جمال الدين الأستادار سنة 811هـ / 1408 م ومكانها فى زمن المقريزى القيسارية المستجدة ، ومنه كان يخرج الخليفة الفاطمة لقضاء صلاة العيد فى مصلى العيد خارج باب النصر ، وهى الآن تقع فى المنطقة التى يحدها من الغرب شارع حبس الرحبة وشارع بيت المال ، ومن الجنوب شارع قصر الشوق ، ومن الشرق حارة قصر الشوق ، ومن الشمال حارة الزاوية وحارة المبيضة

2 – حارة بهاء الدين : كانت خارج باب الفتوح الذى وضعه القائد جوهر ، ثم أصبحت داخل باب الفتوح الذى وضعه أمير الجيوش بدر الجمالى ، وحد هذه الحارة عرضا من باب الفتوح الى خط خان الوراقة بسوق المرحلين ، وحدها طولا فيما رواء ذلك الى خط باب القنظرة وكانت هذه الحارة تعرف بحارة الريحانية والوزيرية وهما طائفتان من طوائف عسكر الخلفاء الفاطميين ، فإن بها كانت مساكنهم ، وقيل لها أيضا بين الحارتين ثم عرفت فى الدولة الأيوبية بحارة بها الدين ،وهو الأمير بهاء الدين قراقوش ، وموقعها الآن من الشرق شارع المعز عند الحد الجنوبى الغربى لجامع الحاكم ، ومن الغرب شارع الجيش شمال ميدان باب الشعرية ، ويتوسطها شارع بين السيارج من الشرق إلى الغرب

3 – شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى فى الدرر الكامنة قال :
( قراسنقر الجوكندار الجركسى ) المنصورى اشتراه المنصور قلاوون قبل ان يتسلطن قيقال انه كان منابناء نصارى قارة سبي وهو امرد ثم جعله ساقيا ثم رقاه وعرف من صغره بحسن التأنى وهو من اقران طرنطارى وكتبغا وولى نيابة حلب لاستاذه واغراه به طرنطاة وتوجه للكشف عليه فلم يظفر منه بطائل بل استمر الى سلطنة الاشرف فاغراه ابن السلعوس الوزير فلم يزل الى ان صرفه عن نيابة حلب وقدم مصر فامره امير جندار ثم كان فيمن سعى فى قتل الاشرف فلما تسلطن كتبغا اخفاهما وجعل ينادى عليهما وهما عنده ثم اخرجهما بعد وامرهما وعطمهم ثم ناب قراسنقر فى السلطنة لما تسلطن لادين فلم يزل منكوتمر يغريه به الىان اعتقله فى ذى القعدة سنة 6969 واستقر منكوتمر فى النيابة ثم لما تسلطن الملك الناصر فى الصبية ثم ناب فىحماة بعد كتبغا ثم نقل الى نيابة حلب فلم يزل بها الى ان رجع الناصر من الكرك كان فيمن تلقى السلطان فعظمه وترجل له وقام قراسنقر بتدبير المملكة وصار الناصر تبعا له فيما يريد فلما استقر قدمه استنابه فى الشام فوصلها فى ذى القعدة سنة 709 فباشرها على حذر الى ان خرج منها فى سنة 711 فاستجار بمهنأ امير العرب ثم توصل الى خربندا ملك التتار فدخل ماردين فى ربيع الاول سنة 712 فتلقاهم صاحبها واحسن اليهم وكان قد ترافق هو والافرم والزردكاش ثم توجهوا الى خربندا قتلقاهم واحسن اليهم واقطع قراسنقر مراغة والافرم همذان والزردكاش نهاوند وتفقدهم بالانعام حتى عمهم وكان يقول ان ارجحهم عقلا قراسنقر لانه اختبرهم عن مأربهم فكل طلب شيئا الا قراسنقر فقال اريد امرأة كبيرة القدر اتزوجها فقال خربندا هذا يشير الى انه عزم على الاقامة عندنا فاعجبه كلامه واجلسه فوق الافرم وزوجه بنت قطلوشاه وغير اسمه فسماه آق سنقر لانهم يكرهون السواد وعاش قراسنقر بعد الافرم دهرا ودس الناصر اليه القداوية مرات فلم يظفر به حتى يقال ان الذين هلكوا بسببه منهم ثمانونرجلا وكان له عيون تطالعه بالاخبار ولم يزل معظما فى تلك البلاد الى ان مات فى مراغة سنة 728

قال الذهبى كان ذا خبرة ودهاء واموال عظيمة ولما تولى نيابة دمشق كان يرتشى وبجور وكان يعظم ابنتيمية فكتب اليه مرة كتابا يعظه فيه ويقول فيه فانه ضاعف الله بركاته قد احى سنن هذه الملة وكان ممن وصف بقوله ( الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ) وفيه يقول البهاء على بن أبى سوادة الحلبى

اذا قيل لى من افرس الترك فى الوغى * وابتهم فوق الجياد السوابق
أقول كفيل الملك والبطل الذى * له صولة الآساد تحت السناجق
قراسنقر المنصور فى كل مرقب * وحامى حمى الاسلام عند الحقائق




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركةمرسل: الأحد نوفمبر 16, 2025 6:07 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6500



جامع الملك الصالح

المدرسة الصالحية

أثر رقم 38 سنة 641 هـ / 1243م


بشارع المعز لدين الله ( خط باب الزهومة سابقا ) بالقاهرة هذا الأثر من آثار الملك الصالح نجم الدين أيوب ، آخر ملوك الدولة اليوبية ، أنشأه على قطعة أرض كان يقوم عليها جزء من القصر الفاطمة ، ينتهى جنوبا بباب الزهومة أو الزفر وتم فىسنة 641هـ / 1243م (1) ، ورسم أن يخصص لدروس العلوم الاسلامية على المذاهب الربعة ، وخص لكل مذهب مدرسة بمعداتها ومرافقها ، فجعل فى كل جناح مدرستين ، تقابل إحدهما الخرى ، فكانت مدرسة الحنفية تقابل مدرسة الحنابلة فى الجناح الأيمن – والشافعية تقابل المالكية فى الجناح الأيسر

قال المقريزى ( وهو أول من فعل ذلك ، أىانه اول من جمع بين الدروس الأربعة فى مدرسة واحدة ، بخلاف جده صلاح الدين الذى خصص لكل مذهب مدرسة خاصة مستقلة عن غيرها ن والظاهر ان المقريزى إنما يقصد بهذا القول ؛ أنه أول من فعل ذلك من ملوك الدولة اليوبية ، وإلا فقد سبقه إلى ذلك الفاطميون فى الأزهر ، بل أسبق من ذلك جامع عمرو ، فقد كان فيه أواوين خاصة بالدراسة لكل فن ، بل لكل مذهب بعد انتشار المذاهب وتظهر هذه النظرية مقررة ثابتة فى كتاب المغرب فى أخبار المشرق والمغرب لأبى سعيد ، فقد ذكر فى حوادث سنة 326هـ / 937 م ( أن خمس عشرة حلقة كانت للمالكيين فى المسجد الجامع العتيق ( مسجدعمرو بن العاص ) وللشافعية مثلها ولأصحاب أبى حنفية ثلاثة حلق )

وقد بقيت المدارس الصالحية على ما اشترطه الصالح فى كتاب وقفه ، تؤدى رسالتها على النحو الذى أراده ، حتى أمر المعز أيبك مؤسس دولة الجراكسة الأولى فى سنة 648 هـ / 1250 م بتحويلها إلى محكمة ودار للعدل ، فتحول إليها نائب السلطنة الأمير علاء الدين أيدكين البندقدارى قاضى المظالم ( الجنايات ) وأفرد لنواب دار العدل جناحا خاصا بهم ، أجلبهم منه إلى جانب علاء الدين ، واستمر ذلك غلى سنة 677هـ / 1278 م فأعادها الملك السعيد بن الظاهر بيبرس إلى الدرس والإقراء (2) وفى سنة 730هـ / 1329 م فى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون ، رغب الأمير جمال الدين آق أوج الأشرفى المعروف بنائب الكرك المتوفى سنة 736هـ / 1335م (3) فى أن يجعل من المدارس الصالحية مسجدا جامعا تقام فيه الجمعة للجماعات ، فاستصدر أمرا من السلطان بإقامة الخطبة ، وأحدث لهذا الغرض منبرا بالإيوان الشرقى هو إيوان الشافعية ، وعين لذلك من يقوم بخدمته ما اشترطه فى كتاب وقفه .

استمرت منذ ذكل الحين حتى 29 من محرم سنة 934 هـ / 1527 م فتحولت إلى محلكمة كلية ، ضمت أربع محاكم جزئية تنظر فى الأحوال الشخصية والوقف ، وعرفت منذ ذلك الحين بالمحكمة الصالحية ، واستمرت دار فضاء على المذاهب الأربعة إلى غرة ربيع الأول سنة 1226هـ / 1811 م ثم ألغيت عندما صدر امر محمد على بإفراد أمنكنة أخرى من المساجد للقضاء واختير بيت ماماى (4) السيفى مقرا للمحكمة الكلية ، هذا ما تحقق من سجل هذه المحكمة بحفظ شرعينة مصر منذ ذلك الوقت توفى الخراب على هذه المدارس ، فأصابها الوهن وتخرب معظمها وتلاشى داخلها وسقطت أواوينها ،وإحدى مآذنها ولم يبق منه االآن غير واجهتها الغربية ؛ وفيها الباب الغربى ، ثم جزء صغير من إيوان المدرسة المالكية الذى ينتهى بالقبة التى دفن تحتها الملك الصالح ، التى أنشأتها له زوجته الملكة شجرة الدر وآخر من الإيوان الشرقة والمئذنة التى تعلو الباب الغربى .

أما المدارس الأربع كلها فقد دثرت واعتدى عليها اعتداء فاحشا ، فدخلت مدرسة الحنابلة بقاعتها التى حلت محل باب الزهومة ، فى محل أحمد بك الحسينى تاجر النحاس ، كذلك مدرسة الحنفية التى تليها ، وبقى من مدرسة الشافعية بقية من غيوان جهة الشرق ، ومن مدرسة المالكية إيوان كامل يلاصق باب التربة التى حلت محل قاعة شيخ المالكية ، وأما الصحن فقد وزع بين مجموعة الدكاكين التى أقيمت حوله يمينا ويسارا واخترقه طريق ، كان يوصل فيما مضى إلى باب سر المدرسة الصالحية – ويسلك منه الآن إلى شارع خان جعفر

ونستطيع القول بان هذه المدارس كانت تشغل جميع المساحة المحدودة من الشمال الظاهرية ومن الجنوب بشارع القمصانجية ، الذى كان يعرف سابقا بدرب سنجر الخازن ، وفى مدخله – حيث انتهاء سور مدرسة الحنابلة محل مشيختها كان يشرف باب الزهومة ، أحد ابواب القصر الفاطمى ، ومن الشرق بحارة الصالحية ، ومن الغرب يمينما بشارع الصرماتية – وهو شارع حدث منذ احتجب سور المدرسة الصالحية الجنوبى – ويسارا بالدكاكين الحاجبة للوجهة الغربية وسبيل خسرو ، وبابها العمومى – هو مدخل حارة الصالحية اليوم ، وهو باب شاهق لا نظير له فى أبواب أخرى وتظهر هذه الواجهة بباباها ، فيما لو أزيلت مجموعة هذه المبانى التى تحجبها من حد شارع الصرماتية حتى باب التربة ويستثنى من ذلك سبيل خسروا إن لم يتيسر نلقه

قال المقريزى : وهذه المدرسة من أجل مدارس القاهرة إلا أنها قد تقادم عهدها ، فرثت ، ولما فتحت أنشد فيها الأديب أبو الحسين الجزار :

ألا هكذا يبنى المدارس من بنى ومن يتغالى فى الثواب وفى البنا



قال السراج الوراق :

مليك له فى العلم حب وأهله فلله حب ليس فيه ملام !
فشيدها للعلم مدرسة غدا عراق أهلها إذ ينسبون وشام
ولا تذكرن يوما نظامية لها فليس يضاهى ذا النظام نظام



قال ابن السنبرة الشاعر – وقد نظر إلى قبر الملك الصالح ، وقد دفن إلى ما يخنص بالمالكية من مدرسته :

بنيت لأرباب العلوم مدارســــــــــــا لتنجو بها من هول يوم المهالك
وضاقت عليك الأرض لم نلق منزلا تحل به إلا إلى جانب مـــالك



يقول المقريزى : هذه المدرسة بخط بين القصرين من القاهرة ، كان موضعها من جملة القصر الكبير الشرقى ورتب فيها دروسا أربعة للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة ( الشافعية – الحنفية –المالكية – الحنابلة ) فى سنة إحدى وأربعين وستمائة ، وهو أول من عمل بمصر دروسا أربعة فى مكان واحد.


-----------------------------------------------------------
1 – قال السيوطى فى حسن المحاضرة المدرسة الصالحية – بين القصرين هى أربع مدارس للمذاهب الأربعة ، بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الملك الكامل ،شرع فى بنائها سنة تسع وثلاثين ،

2 – وقف اللك السعيد بركة خان ابن الظاهر بيبرس على هذه المدرسة ، الصاغة المجاورة لها ، وأماكن أخرى بمدينة القاهرة والمحلة وجزائر بالأعمال الجيزاوية والأطفيحية ، فى سنة 677 هـ / 1278 م

3 – جمال الدين أقوش : نائب الكرك من سنة 690هـ - 709 هـ / 1291م -1309 م ، الملقب ببرناق لكبر أنفه ، ولاه الناصر محمد نيابة دمشق بعد الكرك ثم عزله واعتقله تنكز سنة 715هـ م 1315 م ثم أفرج عنه وجعل رأس ميمنة وصار مقدما على غيره من الأمراء ، باشر نظارة المارستان المنصورى ثم أخرج لنيابة طرابلس سنة 734 هـ / 1333 ثم طلب الإقالة وأعفى وقبض عليه واعتقل بقلعة دمشق ثم نقل إلى صفد ثم إلى الإسكندرية ، فمات بها معتقلا فى سنة 736 هـ م 1335 م

4 – ماماى السيقى : ماماى من خداد أحد المقدمين ، وكان شابا رئيسا حشما وافر العقل شجاعا بطلا ، وكان من خواص الأشرف قايتباى ن توجه قاصدا إلى ابن عثمان غير مرة ، وتولى من الوظائف الدوادارية الثاننية ثم بقى مقدم ألف ، وهو الذى جدد الدار المعظمة التى بين القصرين ، وأصرف عليه جملة مال ن قتل فى واقعة قانصوه خمسمائة وحز رأسه بواسطة الأمير آقبردى فى رجب سنة 902هـ م 1496 م


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 128 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 1 زائر


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط