الاخ الفضل مريد الحق / سلام الله عليك وبركاته و على السادة القائمون على هذ الموقع الشريف شكرا لردك و اجهادك في البحث عن حقيقة الرجل و لكن هذا ما كنت اريد ان اسمعه منك بالضبط لتنقلني و انقلك لنقطة مهمة و هي ان صادق النيهوم المفكر المسلم معادي للعلمانية و للمصطلحات المستوردة , نعم انا معك في انه له افكار شاذه مثل حديثه عن الحجاب و انا فعلا قراءت ما كتبه في هذا الصدد من يومين تقريبا , نعم له بعض الافكار الشاذة و لكن لا اظن ان ينكر حقائق في القرآن الكريم ثم ان موقفه من السنه موقف من قراء حديث يقال فيه ان يزيد الملعون من اهل الجنة مثل حديث ان اول من جيش يغزو القسطنطينة مغفور له او شيء من هذا القبيل طبعا هذه الطائفة من الاحاديث تجعل الحليم حيران و رجل مثل النيهوم كما قلت حضرتك موجود في بيئة و محيط كالذي هو كان فيه قد يكون موقفه من السنة ليس بالموقف الجيد و لكن ماذا نفعل اذا كنا نحن دائما نؤتى مما يسمى بالاحاديث (اقصد الموضوع و الذي يقال انه صحيح و يناقض مثل القرآن) فلنعذر الرجل على الاقل في هذه النقطة اما ما نقلته حضرتك عن العريبي فلا اظن انه حقيقة و يبدو ان الامر بينهما يتعلق بنشر كتب او غيره , فيجب علينا ان نشم رائحة خلاف على بيزنس و العلاقات المالية عقيمة كما الملك عقيم و لكن النقطة القوية جدا و التى فعلا تثير الريبة هو زواجة من مسيحيات و لله درك هذه لفتة قوية منك جدا جدا و احسب انه يجب ان نضعها في حساباتنا الذي لفت نظري في النيهوم و الذي شدني اليه هو فكره السياسي و حديثه عن ان بني امية سرقوا الاسلام و تحدث عن الشورى تحت مسمى الشرع الجماعي و هو كان في نفس الوقت ضد الديموقراطية التى تعني لديه و تعني حرفيا في المناهج الغربية اللادينية ,اما بقية افكاره فلم تلفت نظري , و لكن فقط فكره السياسي هو الذي لفت انتباهي , هو يريد ان يقول ان الامويين حاربوا قيم اساسية في الاسلام مثل الشورى و الاخذ برآي الناس او الى اخر القيم المرتبطة عضويا بمبداء الشورى و طبعا كان هذا واضح جدا في تاريخ بني امية و مواقف معاوية و ابنه ثم احفاده ان الرجل ينادي بان مباديء الاسلام السياسية دمرها بني امية اخفوها لاجل مصالحهم الدنيئة , و هو يطالب باسترجاعها و بصراحة هو عنده حق ان من يقراء تاريخ هذه الدولة الظالم ملوكها , سيجد ان عامة الصحابة و المسلمين كانوا يحاربوها و يحاربوا ملكيتها و ظلمها حتى ان الصحابة الذين دمروا دولتي الفرس و الروم التى كانتا تستعبد البشر وجدوا دولة قيصرية كسروية اخرى و لكن في ثياب اسلامية , فاستنكروا ان يصبح الامر بعد عهد النبوة و الرشد كسروي او قيصري , بل ان المسلمون خرجوا عليهم و حاربوا ظلمهم و كان باسم الشورى باسم القيم الجماعية التى رسخها الاسلام في عقول المسلمين , و باسم الشورى دعا واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد و البصري لارجاع خلافة الشورى و باسم الاسلام خرجوا و باسم ال البيت نادوا (اقصد العباسيين) ثم باسم ال البيت اغتصب العباسيين السلطة و احيوا سنة الامويين الذين لم تجف سيوف العباسيين بعد من دمائهم و لكن الامر بعد ذلك استكان و تعود الناس على هذا التضييع و التفريط في حقوقهم , و اصبحوا المسلمون عبيد للسلطان , على كل حال استمر الامر على هذا الحال و هو يفسر لنا كيف سقطت بغداد و كيف اجتاح المغول مشرق الاسلام العظيم بسهولة , لان الناس فقدت الروح التى زرعها الرسول الاكرم عليه الصلاة و السلام روح العز و الاباء و روح ان المسلم البسيط مشارك في الحكم مسئول امام الله عن مواقفه تجاه دولة الاسلام و طبع كل هذه القيم نزعها بني امية لمصالحهم الدنيئة بعد جهد جهيد و مقاومة بطولية للامة الاسلامية من الصحابة و ال البيت , يعني الامويين وطدوا حكمهم بمئات الرؤوس المسلمة التى اصبحت عظامها سلالم لصعود نجم بني امية , و طبعا جاء العباسيين و انهكوا الامة و قتل ابو مسلم وحده عدد مهول من المسلمين لكي يقر حكم العباسيين , و صارت اراضي الاسلام بحور دم لامة الاسلام , فانهكت الامة لما اتى الخليفة (السفاح) فكان سهلا عليهم ان يدمرواو يتحكموا في رقاب المسلمين و ان يزيلوا من الوجود اسم الشورى و ان يحيوا سنة بني امية من جديد و لكن الامر يا اخي لم يستمر الى الابد فقد جاء العثمانيون الصوفيون بعدها و على الرغم انهم ملوك الا انهم كانوا عادلين في اغلب خلافائهم و من شذ شذ من الولاة و ليس الخلفاء كما يدعي العلمانيين الملحدين على كل حال نرى في هذا الزمن المبارك صحوة اسلامية تحاول ان تصحح ما ارتكبه الامويون و العباسيون فنجد ان المصريين مثل يلتفون حول ال البيت و الازهر الشريف الذي كان يكن الاتراك احترام خاص مع انهم كانوا يحكمون مصر , فنرى ان احد ولاة السلطان المهول سليمان القانوني في مصر يسيء الى سكان حي الجمالية فيثور الناس و يلتفوا حول شيخ الزهر الشريف اظنه الشيخ العروسي و يحتج شيخ الازهر الرجل الحق على السلطان سليمان و يطلب عزله و لا يجد سليمان القانوني الذي كان يحكم ما مساحته 22 مليون كم مربع الا ان يرضخ للشيخ و طبعا قصة عز الوالي خورشيد معروفة للجميع و لكن ما يهمين هنا هو هذا الحدث الرهيب الذي تجلت فيه هذه القيم التى زرعها سيدنا الرسول صلى الله عليه و سلم في المسلمين و حاول اخفائها بنو امية و هي يوم غزى الكافر نابليون الماسوني زعيم اكبر قوة عسكرية في زمانه عابد اليهود مصر و مصر يومها ليس فيها جيش , الكل يعرف القصة و ابطالها و و يعرف كيف تصرف المسلمون (المصريون) ضد الفرنسيون , و كيف بعدها بسنوات معدودة يغزو الانجليز اقوى قوة في العالم ايضا مصر و يلاقوا نفس المصير المهول الذي لقاه نابليون و لكن لسوء الحظ تولى امر مصر رجل من طراز بني امية و هو محمد علي باشا فامات ما احياه الصوفية في قلوب المسلمين اريد من حضرتك ان تقارن موقف اهل مصر العزل الصوفيين من غزو فرنسا و انجلترا و غزو المغول لمشرق الاسلام لتقارن بنفسك الفرق لتعرف ان هناك قيم سياسية اسلامية كانت مفقودة في وقت غزو المغول , و يكفي ان تعرف ان التصوف و القيم الاسامية السياسية التى حاربها بنو امية كانت عدومة وقتها و طبعا مشهد وقوف الصوفي الكبير نجم الدين كبرى ضد جيوش التتار وحده و يرميهم بالحجارة وفيرموه بالاسهم, هذا هو اكبر شاهد على ذلك اظن ان صادق النيهوم يرد ان يقول ذلك ولكن ارجل عجز بحكم بيئته و المحيط الذي يحيط به و المستشرقين الذين درس على ايديهم و لكنه اخطاء في كثير و لكن فكره السياسي كان اصيل *************************************** يا اخي انا اخشى ان يكون كل المفكرين المسلمين تكون ردة فعلهم على الافكار الوهابية المتخلفة ردة فعل علمانية او حتى الحادية , او حتى ردة فعل تريد الخير فتضل في بعض جوانبها مثل صادق النيهوم هذا ما اخشاه و هذا ما كتبته حضرتك بيدك في المداخلة السابقة ان ردات فعل الناس متفاوتة على قدر علمه و قدر ثقتهم في دينهم و حضارتهم فلا نريد ردود فعل ملحدة او علمانية لمفكري و ادباء العرب فما العمل ؟ ما الطريق القويم ؟ كيف ننهض بالامة ؟ هذا هو السؤال الكبيرررررررررررررررررررررررررررررررررررر, كيف ننهض لقد كتب صادق النيهوم ان الاسلحة التى كانت مع الاوربيين يوم غزوا و دمروا الامريكيتين كان مع المسلمون قبل الغرب بثلاثة قرون !!!!!!!!!! تخيل و هو يسال هل كان يجب علينا ان نبيد الهنود الحمر و الامم الاخرى كما فعل الغربيين الصليبيين ؟ هو يريد ان يقول ان امتنا و ديننا دين حنيف و نقي و دين رحمة و لكن المشكلة في القيم التى نحّاها بنو امية ************************************** اخيرا يا اخي انا لا اهبد الصادق النيهوم و لا ابن باز او ابن تيمية او ابن عربي او الشافعي او ابو حنيفة او يزيد او معاوية و لكن نحن نريد الحق فقط نحن فعلا في مأزق تاريخي نحن معرضون للابادة بشكل لا يمكن ان تتخيله نحن فاقدي كل شيء حتى ملابسنا لا نستطيع تصنيعها و طعامنا و و دوائنا و الفساد ينخر عظامنا ما الحل ؟ طبعا انا لست ادعو للثورة او قلب نظام الحكم و لا احب الاخوان او الشيعة او حزب التحرير او غيره من الفرق و لا احب رؤية الدماء و لاسيما دماء المسلمين و الوضع الدولي لا يسمح باي شيء ان اي انهيار في السلطة في الدول العربية يعني كارثة رهيبة مثلما حدث في العراق مثلا و لكن نريد ان نصلح فكرنا و نهدم رواسب الفكر الاموي البغيض لكي نسترجع القيم المحمدية الاصيلة التى تمثل حقيقة الاسلام و شكرا لكم جميعا
|