{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِي} [يونس: 103]
بارك الله فيك الفاضل مريد الحق
وتسجيل حضور ومتابعة
مريد الحق كتب:
قصة سوسن
أخرج ابن أبي شيبة فى المصنف (19/ 561) .. والبيهقي السنن الكبرى (8/ 409) واللفظ له .. عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، فِي قِصَّةِ سَوْسَنَ .. قَالَ :
كَانَ دَانْيَالُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ... أَوَّلَ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الشُّهُودِ ...، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا :
مَا الَّذِي رَأَيْتَ ... وَمَا الَّذِي شَهِدْتَهُ ؟
قَالَ: أَشْهَدُ أَنِّي رَأَيْتُ سَوْسَنَ تَزْنِي فِي الْبُسْتَانِ بِرَجُلٍ شَابٍّ
قَالَ : فِي أِيِّ مَكَانٍ ؟
قَالَ: تَحْتَ شَجَرَةِ الْكُمَّثْرَى
ثُمَّ دَعَا بِالْآخَرِ .. فَقَالَ: مَا تَشْهَدُ ؟
قَالَ : أَشْهَدُ أَنِّي أَبْصَرْتُ سَوْسَنَ تَزْنِي فِي الْبُسْتَانِ .. تَحْتَ شَجَرَةِ التُّفَّاحِ
قَالَ : فَدَعَا اللهَ عَلَيْهِمَا .. فَجَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ نَارٌ .. فَأََحْرَقَتْهُمَا ... وَأَبْرَأَ اللهُ سَوْسَنَ
هكذا جاءت القصة مختصرة ... فمين دى سوسن .. وايه حكاية الشهود
تعالو نقراها ... بالتفصيل .. شويه
جاء فى كتاب الدر المنثور في طبقات ربات الخدور – لزينب فواز (ص: 254) .. القصة مطوله
فسوسن ... هى زوجة بواكيم ... ملكة بني إسرائيل ... من سبط يهوذا
وقد ذكرت هذه القصة في التوراة بما في سفر دانيال - عليه السلام- إنه :
لما كان في السنة الثالثة من ملك بواكيم ... قاد بختنصر ملك بابل إلى أورشليم .. وسلمها الله سبحانه وتعالى ... ثم نزل في بيت المقدس
ولما استقرت آراؤهم على الشريعة الناموسية الموسوية ... حكم شخصين قاضيين عرفا بالعبادة والزهد في بني إسرائيل
فكانا يحكمان في الشعب – يعنى بكلمة الشعب اليهود أو بنى إسرائيل - ويأويان إلى بيت بواكيم الملك
وكانت سوسن ... في أرفع رتبة من الجمال والحسن .. وبهجة المنظر والصلاح ... لأن والديها كان صديقين في بني إسرائيل.
وكانت في كل يوم تنزل إلى بستانها للنزهة ... فرآها القاضيان .. فوقعت منهما – يعنى الاتنين حبوها - فاشتغلا بها عن النظر في الحكومات .. وكتم كل عن الآخر
حتى إذا كان منتصف النهار من يوم شديد الحر ... قال كل منهما لصاحبه:
قد اشتد الحر .. فليذهب كل منا فيستريح .. وخرجا مضمري العود رجاء الظفر بالجارية.
فلما التقيا .. فحص – يعنى كشف - كل عن عود الآخر ... فأظهرا ما عندهما من حبها واتفقا عليها
وإنها دخلت مع جاريتين البستان ... فعزمت على الحموم .. وقد استخفيا
فأرسلت الجاريتين لتأتياها بما يلزم لها ... فظهر القاضيان وأغلقا الأبواب وقالا لها :
لئن لم تجيبينا .. وإلا قلنا: إنا وجدنا معك شابا ... ومن أجل ذلك أرسلت الجاريتين
وأنت تعلمين مكانتنا من بين إسرائيل
قالت سوسن : والله لا أغضب ربي أبدا ... وصرخت ... فصرخ القاضيان ومضى أحدهما، ففتح الباب
وجاء العبيد .. فأخبراهم – اللى هما القاضيان - بالقصة ... فبقوا مبهوتين .. لأنهم لا يعلمون عليها سوءا.
ثم أتى بواكيم ... فأعلموه بالأمر ... وأنهما لم يقدرا على مسك الشاب
فجمع الشعب .. وتقدم الشيخان – اللى هما القاضيان - فكشفا عن سوسن وقالا :
نشهد على هذه .. أنها دخلت البستان ومعها جاريتان .. فأرسلتهما وأغلقت الأبواب ... فجاء حدث من وراء شجرة .. فضاجعها
فحين رأينا المعصية صحنا ... فانفلت الشاب
فبكت سوسن ورفعت طرفها إلى السماء وقالت: يا الله .. يا دائم .. يا عالم الخفيات .. أنت تعلم أنهما كذبا علي ... ثم أقاماها للقتل
وكان دانيال عليه السلام .. شابا عمره ثلاث عشرة سنة ...فجاء وصاح عليهم :
أن قفوا ... فإنها بريئة بما رميت به
ثم أمر بالتفريق بينهما – يعنى القاضيان - فقال لأحدهما:
من أي شجرة جاء الحدث؟
فقال: من تحت شجرة بطم – نوع من الشجر ضخم - .
فقال: كذبت .. وهذا ملاك الله شاهد عليك بالكذب .. ثم أخره وقدم الآخر
وقال له: من تحت أي شجرة جاء الحدث؟
فقال: من تحت شجرت زيت.
فقال: كذبت
وأقامهما ... فنشرا .. ونزلت نار فأحرقتهما
وحفظ الله الدم الزكي ... وعظم أمر دانيال عليه السلام.
ونتبع بالمرة ... شوية أخبار وآثار عن النبى دانيال عليه السلام