موقع د. محمود صبيح

وما له من جوده وفيضه المصطفوي

أنزل شآبيب الرضا على الولي البدوي

بحر الكرامات الذي منه الأنام ترتوي

من لم يزل على العلوم العاليات يحتوي

إلى مقام مجده عنان شوقي يلتوي

فيا عزيز الأوليا وردي بذكراك روي

ومسلكي في حبك العدل المبارك السوي

بكل أنبائي أتيت راشداً وما غوي

وقد علمت بالذي نريده وما نوي

***

ومن أخلاقهم وهبوا الرجالا

وفي فضل تعالى أن ينالا

أبو العباس أقوى الكل حالا

وماحي الضيم إذ ورد النزالا

يفصل ما يلائمه انفصالا

مجلي الكرب عنا إذ توالى

ويحمي الجار حيث الحال حالا

ترجوه إذا ما المال مالا

وإن لم يحسنوا منهم فعالا

أدام الله دولته تعالى

وأشياخ يربون الرجالا

نسيمات الرضى ففدوا ثمالى

يصير لذائق عذباً زلالا

وأفضال تعالى أن ينالا

وبعض القوم أعطاه جمالا

له الوصفات في الدارين آلا

ويتحف بالجمال له عيالا

حماه وقومه مما أهالا

على المختار من منح النوالا

وسلم ربنا أيضاً ووالي

***

وارث المجد ذي المقام العلي

والمسمى بكل حسن سني

وهمام وعارف وزكي

بانكسار فكان خير ولي

فرجعنا بكل فضل وفي

هي أحلى من كل نور جلي

جاء يسعى لبابك المرضي

وبل كالها طل الوسمي

وتدارك بكل لطف خفي

فك قيدي بعزمك العلوي

شاع هذا ما بين كل سري

دونه كل ذي مقام سمي

فاق كالدر في نظام بهي

أشرف الخلق تاج كل نبي

ما توالت مدائح البكري

***

قل جهاراً في مدح فرع علي

من سمى في الرجال بالبدوي

ومقاماً يرضيه عند النبي

واستمدت من فيضه العلوي

ما سمعنا بمثلها لولي

ولا نوم في فراش وطي

كل من جاء يصير خير وفي

في حمى الله ذلك المكي

وهو بعد الممات غير خفي

مستقراً على المنار العلي

وهو غضبان من عدو شقي

في طعام بحالة الغضبي

ورعاهم بلحظه المعنوي

أهل شرق والجانب الغربي

إذ رآهم بطرفه الحسي

وممات والموكب الأخروي

طيبات من جوده الأحمدي

ولآله وصحبه وكل تقي

ورحيق في ختمه المسكي

***

بالذكر والفكر والأشواق قد ظهرا

لولاه ما كان ركب للحجاز سرى

مع أحمد البدوي من عزمه ظهرا

لكونها فاقت الأخبار والسيرا

ذا فطنة وفهماً حاذقاً حذرا

أهل الحقيقة إذ هم أمعنوا النظرا

هذا الذي غاص في قلبي وما ظهرا

قتلاً وأسلبهم سراً كذا جهرا

في صفو عيش ولم أنظر له كدرا

وقالت الآن فقت البدو والحضرا

لي الملثم من عزم له اشتهرا

عصفورة وهو لي كالسبع إذ كسرا

للخلق كلا ولم أظهر له خبرا

ليست بخافية عمن له نظرا

من المحبين والسادات والفقرا

ملثم بلثام يشبه العذرا

وأكرموه ولا تبدوا له ضررا

حقاً يقيناً ولكن ذاك قد سترا

فما سلمت وعنه ساعدي قصرا

وقلت خذ مهجتي والسمع والبصرا

كذا حرير وديباج قد افتخرا

ثم السوالف قد أسدلت والشعرا

من الرجال له عزم قد اشتهرا

يا أحمد الخير لا تكشف لنا سترا

لذيذ عيش مع السادات والفقرا

وأنا المريدة يا من عزمه ظهرا

فلم يجبني ولم يبد لنا خبرا

هذا أصم وأيضاً فاقد البصرا

لابد يبدي لنا من أمره ضررا

أجابنا بنعم سراً وما جهرا

إليه تكرف منه الند والعطرا

فقلت سيد القوم صار مفتخرا

أماتها فغدت صرعى على الغبرا

قلبي وروحي وكلي والحجا نفرا

وها فؤادي من الأحشاء قد ظهرا

رنا إلي ولي قد طول النظرا

فما سلمت منه وساعدي قصرا

أظهرت من شأنه عبرا

لما رآني وللأراضين قد أمرا

هيا سريعاً فقلبي صار منحصرا

سطا علي بحال منه يا فقرا

كما رعود تسوق الوابل المطرا

وللقتال أتى بالعزم وابتدرا

كأن عينيه جمراً يقدح الشررا

يا ناصر الرسل يا مولى قد اقتدرا

فحل الرجال ومردي كل من كفرا

أوفوا المواثيق والعهد الذي صدرا

وأظلم الجو والأقطار واعتكرا

وابن الرفاعي وعبد القادر اشتهرا

يتلو علوماً ومعه راية خضرا

راموا الفرار وولوا منهم الدبرا

بكم نصول على الأعدا لننتصرا

فكيف تقوى جيوش خصمهم قهرا ؟

فإنما يعرف الأشياء من اشتهرا

ذي الجود حي بدنياه وبالأخرى

يا سيدي وأمير الناس والفقرا

***

لأنها جمعت بين المحبين

قطب الرجال وبحر العلم والدين

وأوصي القس والخمار يسقيني

لعل تدري صفات الدير تنبيني

أصبحت مضنى نحيف الجسم في الكون

أن الممجد أوصى بالمساكين

تحت الدياجي وخماري يناجيني

وقلت يا ساقي الحانات أسقيني

أهلاً وسهلاً بمن قد جاء يحييني

فرسان خيل وهم شم العرانين

أهلاً وسهلاً بسلطان المحبين

أنت الهمام الذي في الحان ترضيني

بين الرجال ولا بين الميادين

من كل ناحية منها تناديني

والكأس يجلى علينا في الدواوين

كالآس والبان أسمع والرياحين

دهراً طويلاً وخماري يواسيني

من خمرة عتقت قبل الرهابين

يا راهب الدير بالإنجيل رويني

سبع طباق وقبل الماء والطين

محجوبة عن قليل العلم والدين

بين الدنان ووسط الحان فارميني

ألا غسلني بماء الصهباء تحييني

خمارها عن جنان الخلد تعنيني

فاقرأ سلامي على طه ويس

من الغرام وشوقي إليك يضنيني

***

على حبيب لنا في طندتا كانا

صرفاً قديماً ولا دنا ولا حانا

وخمس عشر مع السادات ولهانا

إلا أخي ما صحا بل صار سكرانا

يا ليتنا ما رأيناه ولا جانا

وأورث القلب نيراناً وأحزانا

والكل منا قرير العين فرحانا

قضى فكان وقد كان الذي كانا

***

على حبيبي أخي أحمد البطل

وساكن السهل والأوعار والجبل

أحواله ما رأيناها على رجل

من قبل موت ومن قبل انقضا الأجل

كوي القلب بحر البعد مشتعل

هو ابن فاطمة وابن الإمام علي

فاضت عيوني بنار أحرقت مقلي

واحسرتي خاب ظني وانقضى أجلي

خمس وسبعون مات القطب خير ولي

بما حويت كريم الجد والأصل

وجده المصطفى من سائر الرسل

ولا تخفي من الآفاق والمحل

من المحبين والزوار فابتهلي

ولا تروموا سواه قط من بدل

حتى لترب أخي تأتي وتكتحلي

***

على حبيب لنا في طندتا نائم

دهراً طويلاً غدا بين الورى هائم

مدى الليالي وفي أيامه صائم

وليس يدري بذاك الحاسد اللائم

على تداومها في بحرها عائم

لكنه في معالي الارتقا سائم

وكلهم قد غدا من بعده قائم

وفوق كل امرئ طير القضا حائم

حقيقة والبقا للواحد الدائم

***

فنار قلبي ترمي أعظم الشرر

فإن ذاك الفتى المعروف بالذعر

كذا السرور وجاءنا الحزن بالضرر

فلم تزل يا فؤادي غير منجبر

لأنزعنك يا ذا القلب من صدري

وقد قضيت أسى في حبه عمري

شمس وما غرد القمري على الشجر

***

واقرأ سلامي كثيراً أحمد فيها

رسالة الشوق ما لي من يؤديها

على أراضي النقا ضاقت نواحيها

طول الليالي إذا زادت دواهيها

إذ روح أحمد أخي جاءت نواعيها

أثواب حزني قد رقت حواشيها

***

ولا تبخلي واحكي دموع السحائب

أطيل البكاء حتى يجي كل غائب

سوى غائب في طندتا من حبائبي

وغيابنا في شرقها والمغارب

وفي الكوفة الغرا عروس الكواكب

مبيد جيوش الشرك من كل جانب

وفي كربلا كل البلا والمصائب

بسمر القنا والمرهفات القواضب

بنص صحيح صادق غير كاذب

وقد نشرت مما جرى للذوائب

أسارى حيارى من حتوف النوائب

فسبحانه من حاضر غير غائب

وأفضلهم طه حبيب الحبائب

وقاصده في الكرب ليس بخائب

فضائله جاءت بحسن المناقب

بعد نجوم في السما والكواكب

ونبت الأراضي والفلا والكتائب

علي بن إبراهيم أعظم صاحب

وفي طندتا دار الهنا والمواهب

ويشرب من خمر لذيذ المشارب

عليه سلام عد غيث السحائب

بواد علا بالطيبين الأطايب

كما يحيي للأرضين ماء الكواكب

تقيه دواماً من حدوث النوائب

وهل أحد أحبابه كحبائبي

وكرر تسليماً على خير غائب

وسيد آل من لؤي بن غالب

بعد نبات في الفلا والسباسب

وما كبر الحجاج ماش كراكب

***